عفرين بوست ــ متابعة
ستكون الانتخابات التركيّة القادمة مسألة رهانات على قضايا من شأنها التأثير المباشر في التصويت في صناديق الاقتراع، وتحتل الأزمة السوريّة موقعاً متقدماً تراهن عليه المعارضة التركيّة وتؤكد أنها ستحلها بوصولها للسلطة، ولذلك سعى أردوغان لانتزاعها من المعارضة، لتردَّ المعارضة بعرضٍ مغر لدمشق يتضمن الانسحاب العسكريّ والتعويض الماليّ.
كان عرض المعارضة التركية مضمون برسالة بعث بها حزب الشعب الجمهوريّ CHP إلى الرئيس السوريّ، وكشفت صحيفة Türkiye Gazetesi التركيّة عنها، وينطوي العرض على وعود بسحب القوات التركيّة من سوريا وتقديم تعويضات مالية مقابل عدم لقاء الرئيس التركي أردوغان.
وجاء في الرسالة: “عند وصولنا إلى سدة الحكم، نتعهدُ بسحب جميع القوات من الأراضي السورّية بما في ذلك إدلب، وتلبية جميع مطالب الحكومة السورية، ودفع تعويضات ماليّة”.
وكان الرئيس التركيّ أردوغان قد صرح الخميس الماضي في خطوةٍ جديدةٍ للتقارب مع سوريا، أنّه اقترح على نظيره الروسي فلاديمير بوتين تأسيس آلية ثلاثيّة مع سوريا لتسريع المسار الدبلوماسيّ بين أنقرة ودمشق.
وأوضح أنّ الآلية تتألف من ثلاث خطوات: “أولاً أجهزة مخابراتنا ثم وزراء الدفاع ثم وزراء خارجية (الدول الثلاث) يمكنهم الاجتماع. بعد اجتماعاتهم، ربما نجتمع نحن كزعماء. عرضت الأمر على السيد بوتين ولديه رؤية إيجابية بشأنه”.
يذكر أنّ حزب الشعب الجمهوري هو أحد أهم أحزاب المعارضة التي تشكل تحالف الطاولة السداسية، وتسعى للحيلولة دون لقاء الأسد وأردوغان في المرحلة الحالية، لما يشكله من تأثير في مجرى الانتخابات القادمة، ويكون بحسب مراقبين قارب النجاة للنظام التركي الحالي.
تشكل تحالف الطاولة السداسية منتصف فبراير الماضي ويضم الأحزاب التالية: حزب الشعب الجمهوريّ ويتزعمه كمال كيليشدار أوغلو، وحزب الجيد القوميّ وتقوده ميرال أكشينار، وحزب السعادة الإسلامي ويقوده تميل كارامولا أوغلو، والحزب الديمقراطي ويقوده غولتكين أويسال.، وحزب “الديمقراطية والتقدم” (ديفا) الذي أسسه وزير الخارجيّة السابق علي بابا جان، وحزب “المستقبل”، ومؤسسه أحمد داوود أوغلو، رئيس الحكومة السابق. ويتبنى هذا التحالف العودة إلى النظام البرلماني، والحد من صلاحيات رئيس الدولة وسلطته، وأطلقت الأحزاب الستة في اجتماعها في أكتوبر الماضي شعار “سنفوز”
وأوضحت الصحيفة أن أحزاب المعارضة التركية بعثت خلال الأشهر الخمس الماضية بسبعة طلبات للاجتماع بالرئيس السوريّ.
وحصلت الصحيفة على معلومات من وزارة الخارجيّة السوريّة، تفيد بأن كلاً من حسن أك غول، ومحمد غوزال منصور من حزب الشعب الجمهوري، بعثوا برسالة عبر حزب البعث للرئيس السوريّ.
وجاء في رسالة حزب الشعب الجمهوريّ: “أيام أردوغان أصبحت معدودة، ويمكن لأيّ لقاء أن يؤثر على مستقبل الانتخابات، لذا عند وصولنا إلى سدة الحكم، نتعهد بسحب جميع القوات من الأراضي السورية بما في ذلك إدلب، وتلبية جميع مطالب الحكومة السورية، ودفع تعويضات مالية”.