عفرين بوست ــ متابعة
يتم الإعلان مجدداً عن زيارة لرئيس حزب تركيّ مقرب من أردوغان إلى سوريا، في توقيت تتسارع فيه الأحداث، وتشهد تحولات في الميدان السوريّ وبخاصة استمرار القصف التركيّ على العديد من المواقع في شمالي سوريا، وسلسلة لقاءات أمنيّة عالية المستوى بين الجانبين وفي تحضيرات حاسمة للانتخابات التركية القادمة، لتكون الزيارة مقدمة اللقاءات السياسيّة.
نقلت صحيفة “زمان” التركية عن دوغو بريجنك رئيس الحزب الوطني، إعلانه أنّه “سيزور دمشق قبل بداية العام الجديد”.
وأفادت الصحيفة في التفاصيل بأن بريجنك صرح خلال مشاركته في اجتماع لحزبه في ولاية سيرت التركيّة قائلاً: “سنذهب إلى سوريا مع صديقنا رجل الأعمال التركيّ أدهم سانجاق بدعوة من الرئيس السوريّ في الشهرين المقبلين”. وقال بريجنك: إنّ “السوريين هم أخوان الأتراك، وأنّه تم وضع عوائق وجدران بين البلدين، لكن سيتم إزالة كل هذا”.
وتابع بريجنك قائلا: “دع الشاحنات تأتي. دع قوافل التجارة تأتي وتذهب. دع البضائع المنتجة هنا تصدر. سنحيي التجارة مع جيراننا. سنجري محادثات معهم”.
وقال السياسيّ التركيّ إن زيارته إلى سوريا “تهدف إلى إنهاء الإرهاب في سوريا وإحلال السلام والطمأنينة لتركيا، فالزيارة تأتي لتهيئة ظروف الإنتاج والسلام وبدء التبادل التجاريّ”.
سبق لدوغو بريجنك أن تحدث في 20/8/2022، عن الزيارة وأن الدعوة وُجهت له قبل 8 أشهر، وقال إن موعدها أيلول، المزعومة إلى دمشق التي أعلن تأجيلها عدة مرات، عقب تصريحات للرئيس أردوغان ومسؤولين أتراك بشأن تخفيف التوترات مع سوريا”.
يمكن فهم أبعاد الزيارة إذا علمنا أنّ برينجك حليف أردوغان القوي خارج إطار الحكومة، وهو يقود التيار الأوراسيّ التركيّ الذي يدعو إلى تعزيز العلاقة مع موسكو وخروج تركيا من الناتو، وأما رجل الأعمال “سانجاق” فهو عضو في حزب العدالة والتنمية ومقرب من الرئاسة التركيّة.
تأخذ الزيارة دلالات أخرى من حيث توقيتها في فترة التحضيرات الانتخابيّة، وبعد إعلان وزير الخارجية الروسيّ سيرغي لافروف قبل يومين عن اتفاق روسي ــ تركيّ حول فرز المعارضة السوري على أساس القبول بالتصالح مع دمشق، فإذا كانت أنقرة على أعلى المستويات تقود المسار التصالحي مع دمشق بالتنسيق مع موسكو، ما يعني أنه لا مزيد من المعارك ضد القوات الحكوميّة، وبالتالي فإنّ مصير المعارضة التي ترفض التصالح مع دمشق سيكون الإنهاء. وهذا أحد أهم شروط دمشق، التي تطالب أنقرة بإثبات حسن النوايا.
وتأتي الزيارة في إطار مساعي الرئيس التركيّ لسحب الملفات الشائكة من يد المعارضة التركية لغايات انتخابيّة ومن جملتها ملف العلاقة مع سوريا واللاجئين السوريين، إلا أن مسألة الاحتلال التركي لأراضٍ سوريّة، لم يُطرح بنفس الزخم.
يُذكر أن سبق أن قام دوغو بريجنك بزيارة إلى دمشق في 3 مارس/ آذار 2015، والتقى حينها بالرئيس السوريّ.