عفرين بوست ــ متابعة
انتشر على وسائل التواصل الاجتماعيّ ومواقع إعلامية مقطع مصور يظهر فيه المرتزق باسل عيسى الشهابي معلناً انشقاقه عن ميليشيا “الحمزات”.
وبرر المدعو باسل استقالته بأنه امتثالٌ للقرآن بألا يركن للذين ظلموا، وأنّه جاء بسبب تجاوزات الميليشيا ضد أهل بلده وحادث اغتيال الناشط “محمد عبد اللطيف/ أبو غنوم” وزوجته وقصف مدينة الباب بالرشاشات والأسلحة الثقيلة والمدفعية. وأشار المدعو باسل إلى عودته مؤخراً من ليبيا، وانشقاقه من الحمزات وانضمامه إلى ما من سماهم “الثوار الأحرار”.
من المؤكد أن سبق للمدعو باسل أن قام بموقف مماثل فيما سبق وأعلن انشقاقه عن الجيش السوري وانضمامه إلى صفوفه “الثوار الأحرار” وانتهى به المطاف في ليبيا، ورغم حجم البعد في المكان والزمن والهدف إلا أنه لم يعتبر ذلك تجاوزاً.
لم يكن المدعو باسل في رحلة استجمام في ليبيا، بل هو عائد من بعد رحلة ارتزاقٍ مسلح، وهذا بحد ذاته تجاوزٌ أخلاقي وقانوني، ولدى وصوله إلى بلده أثارت حميته التجاوزات التي ارتكبتها الميليشيا التي ينضوي في صفوفها، وربما السبب الحقيقي هو الحرج فالأمر يتعلق بمدينته وربما ببعضٍ من أقربائه.
سجل حافل بالتجاوزات والانتهاكات
اعتبر المدعو باسل ما حدث في الباب في الأيام الأخيرة تجاوزات، وتجاهل السجل الإجراميّ الكبير للميليشيا بحق أبناء عفرين منذ مارس 2018. ومن جملتها عمليات الاختطاف التعسفية والإخفاء القسريّ للرجال والنساء، وحادث اقتحام مبنى الميليشيا في حي المحمودية في 28/5/2020 وكشف لأول مرة عن نساء عراة في السجن، وأما القصص التي تسربت من أقبية سجونها وبخاصة سجن أمنية الزراعة فهي مروعة جداً، وقد استشهد مواطنون كرد تحت التعذيب منهم: حسين حمو من قرية جقلا وكاوا عمر من دار كريه.
ومعلومٌ أنّ سجن الزراعة كان يديره فريق من الساديين والمنحرفين جنسيّاً على رأسهم المدعو محمد الكادريّ/ أبو عبدو المعروف بلقب “سفاح الحمزات”، ويعمل معه: شقيقه “حسام الكادري”، أبو عبدو البوشي، “محمد سواس” “الملقب “الضبع”، أبو عبدو البطوشيّ، وأخوه مصطفى، “أبو الكيف”. و”السواس/ الضبع” هو من كان يقوم بدفن الجثث في المقبرة الجماعيّة.
من تجاوزات “ميليشيا” الحمزات أيضاً عمليات الاستيلاء على ممتلكات الأهالي وفرض الإتاوات والتعديات على الأهالي، ولديها سجل حافل بالاتجار بالمخدرات وتعاطيها، وفي 3/10/2021 اقتحم عناصر ميليشيا الشرطة العسكريّة مصنعاً للحبوب المخدرة يقع ما بين قريتي باسوطة وبرج عبدالو، وتمت مصادرة نحو 7 أطنان من المواد الأوليّة، وكان المصنع بإدارة قياديين من ميليشيا “الحمزات”. بينهم المدعو عبدو عثمان الذي تم تعيينه مسؤولاً أمنيّاً في قرية برج عبدالو رغم أنه متورط بقتل المواطنة الكرديّة المسنة “عائشة نوري عثمان” (80 عاماً) فجر يوم 10/11/2018 وقتلها خنقاً بوضع رأسها في كيس وتقييدها، وسرقة أموالها. كما قتل المواطن الكردي “رضوان عبد الرحيم”، من أهالي قرية Gundî Mezin، من قبل مسلحي تابعين لميليشيا “الحمزات” يتزعمهم المدعو معتز وشقيقه ماهر بعدما استولت على كامل أملاك المغدور ومنها الفيلا الخاصة به، وكذلك أملاك شقيقه عدنان، ومنها مدرسة أزهار عفرين والمول التجاري في شارع الفيلات.
وانخرط متزعمو “الحمزات” في العديد من جولات الاشتباك المسلح في قرى عفرين، أسفرت عن قتلى وإصابات، ومنهم رامي بطران/ أبو جابر متزعم ميليشيا “الفاروق”، وحازم مرعي” وعلاء جنيد متزعم ميليشيا “صقور الغاب”، و”معتز عبدالله” متزعم ميليشيا “كتيبة الغاب” و”عبد الله حلاوة” متزعم ميليشيا “القوات الخاصة”.
سجل ميليشيا “الحمزات: بالتجاوزات والانتهاكات كبير ولا يمكن الإحاطة بتفاصيله، فهي إحدى الميليشيات التي تحظى بدعم مباشر من الاستخبارات التركيّة ولذلك فهي فوق المساءلة، رغم أنها تضم في صفوفها العديد من عناصر سابقين في “داعش”.