نوفمبر 15. 2024

أخبار

جولات “حلب اليوم”… تزور الحقول وتزوّر حقيقة الاحتلال وسرقة المحصول

عفرين بوست ــ متابعة

من بداية انطلاقتها دأبت قناة “حلب اليوم” ذات الخلفية الإخوانيّة على تبني خطاب إعلامي يجانب الحقيقة، وواكبت العدوان التركي على عفرين، واستمرت في إعداد برامج لتجميل الاحتلال، وتجاهل حقيقة التهجير القسريّ لأهالي المنطقة الأصلاء، وتقديم صورة المستوطنين على أنهم سكان المنطقة المغلوبين على أمرهم.

برنامج “جولات” الذي تقدمه قناة “حلب اليوم” هو أحد برامج التي تولت مهمة القيام بتجميل واقع الاحتلال عبر زيارات منتظمة إلى عفرين وتقديم صورة للواقع والتاريخ مغايرة للحقيقة، وكأن المنطقة تعيش حالة استقرار وأنّ الواقع الرهن هو الطبيعيّ.

قبل أيام تم تخصيص حلقة من البرنامج المذكور عن موسم جني الزيتون في عفرين، ورغم محاولة إخفاء الحقيقة، إلا أن معظم من تم اللقاء بهم كانوا من ريف إدلب وحماه. وأجمعوا كلهم على أنّ موعد جني الزيتون لم يحن بعد، وأن الموسم يبدأ عادة في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر ويستمر طيلة كانون الأول/ ديسمبر، ذلك لأنَّ حبة الزيتون لا تنضج وينقلب لونها إلى بني وأسود إلا بعد عدة دفعات من الأمطار، ولكن لم يجرؤ أحد على الإقرار بحقيقة أنّ الموسم يتعرض للسرقة والنهب من قبل المسلحين والمستوطنين مع بداية شهر تشرين الأول/أكتوبر، ما يضطر الأهالي لمباشرة جني الموسم لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الموسم رغم الإتاوات المفروضة عليهم.

وفي سياق التقرير تم تبرير الجني المبكر لموسم الزيتون على أنّ الأشجار مروية، فيما أكدت كل الشهادات أنّ الحقول كلها غير مروية، فيما ألمحوا إلى أن السبب في ذلك يكمن بالظروف، دون تصريح بماهية تلك الظروف.

وفي حديث أحد أصحاب الحقول من أهالي المنطقة الكرد أشار إلى أنّ الأشجار في حقله معمرة ويصل عمرها إلى 300 عام، وتلك حقيقة عميقة جداً، تتجاوز تاريخ سوريا الحديث ناهيك عن أحداث العقد الأخير التي أسفرت عن احتلال عفرين وسرقة مواسمها والاستيلاء على حقولها.

ومن الحقائق التي تسربت عبر البرنامج، اضطرار الأهالي لنقل الزيتون إلى معاصر بعيدة عن قراهم، إذ ليس من المعهود في عفرين أن يتجاوز الفلاح معصرة قريته وينقل الموسم إلى ناحية أخرى، ولكن السبب في ذلك هو تفكيك المعاصر وسرقة آلاتها أو أنّها توقفت عن العمل.

ولذلك كان غريباً جداً أن ينقل مواطن كرديّ من أهالي ناحية شران الزيتون إلى ناحية جنديرس، ليقطع مسافة تصل إلى 40 كم ويتحمل أعباء ماليّة إضافيّة، ومعلوم أنّ عدد المعاصر في الناحية يبلغ 24 معصرة، فيما تعرضت 4 معاصر على الأقل للسرقة والسطو المسلح”. ويتجاوز إجمالي عدد معاصر الزيتون في عفرين وقراها 360 معصرة، معظمها فنيّة حديثة. وإجمالي عدد المعاصر التي تعرضت للسرقة هو 45 معصرة، فيما استولت الميليشيات المسلحة على 60 معصرة.

من المعروف أنّ عفرين تعيش في موسم الزيتون حالة احتفاليّة خاصة باعتبارها بلداً عماد اقتصادها هو الزيتون، وإن كان صحيحاً أنّ بعض العوائل تعتمد على عمالٍ موسمين بالأجرة لجني الموسم، إلا أن الاعتماد الأساسيّ على أصحاب الزيتون أنفسهم وعوائلهم، والذين لم يظهروا في الحقول، وتم الاكتفاء بتقديم شخصيتين فقط على أنّهم من أصحاب الأرض.

مهما بلغ حجم التزوير والتشويه، إلا أن الزيتون يبقى أحد حقائق عفرين الثابتة ومفردات هويتها كما أهلها، ولا يمكن إلغاؤها وتغييرها.

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons