نوفمبر 22. 2024

أخبار

ارتباك في موقف “الائتلاف” حيال الاشتباكات المسلحة في عفرين وتهديد بانقسامه

عفرين بوست ــ متابعة

لا يتناسب الموقف الذي أبداه ما يسمى الائتلاف الوطنيّ السوريّ حيال الاشتباكات الأخيرة في الباب وعفرين مع وظيفته الافتراضيّة على اعتباره الواجهة السياسيّة، وفيما يُفترض أنّه يبادر إلى توحيد الميليشيات ظهر بنفسه منقسماً وتعتريه الخلافات.

وسادت خلافات كبيرة في اجتماع الهيئة السياسيّة للائتلاف السوريّ الذي عقد الخميس الماضي، وشهد مواقف حادة بين ممثلي الميليشيات العسكريّة وتطور مع دعم أعضاء الكتل الأخرى، الأمر الذي يؤكد عجز الائتلاف وانقلاب المسألة، وأن الائتلاف هو الطرف المنفعل، وليس الفاعل، وهو مؤشر انقسام محتمل.

بيان مرتبك وهزيل

وكان الائتلاف قد أصدر الأربعاء 12/10/2022، بياناً أوضح فيه موقفه من الاشتباكات الدائرة بين ميليشيات “الفيلق الثالث” (الجبهة الشامية)، وتحالف “هيئة تحرير الشام” و”الحمزة” و”سليمان شاه” من جهة أخرى. واستنكر اللجوء للسلاح لحلّ الخلافات وطالب “أن يكون القضاء هو السبيل لمعالجة أي خلافات أو مشكلات”، كما حثّ على “تحكيم أهل الرأي والحكمة في القضايا الكبرى وعدم اللجوء للاقتتال”.

وإذ يفترض أنّ الائتلاف هو الواجهة السياسيّة لميليشيات “الجيش الوطني”، فإنّ جاء ضعيفاً ورأى فيه مراقبون “صمتاً مريباً” من جانبه تجاه هجوم “هيئة تحرير الشام” على ميليشيات “الجيش الوطنيّ” متحالفةً مع ميليشيات أخرى.

كان للواقع العسكريّ انعكاسات مباشرة داخل الائتلاف، فالميليشيات منقسمة وفي حالة اشتباك، إضافة لموقف ميليشيا “فيلق الشام” التي سهّلت إدخال مسلحي “الهيئة” إلى عفرين لشن الهجوم.

الانقسام الإخواني ــ التركماني ليس حاسماً

ممثل “الفيلق الثالث” في الائتلاف، بهجت الأتاسي، انتقد بيان الائتلاف وتهجم على ممثل “فيلق الشام” منذر سراس، ما أدى إلى سجالٍ حاد وتوتر بالاجتماع، وينحاز إلى موقف “الشامية ممثلو المجلس الإسلاميّ وكذلك المجلس الوطني الكرديّ الذي رفض سيطرة مسلحي الهيئة على عفرين ووصفه بالاحتلال.

الثقل الإخواني في الائتلاف الذي اصطف لصالح الشاميّة يقابله ثقل تركماني فيما يسمى الحكومة المؤقتة، وهو ملتزم مطلق بتوجيهات الحكومة التركية وداعمٌ لميليشيات الحمزات والعمشات، ولذلك فالسجال سيستمر. وبخاصة مع تجاهل تركيّ متعمدٍ إلى حين، إلى أن يصدر أوامر واضحة لضبط إيقاع الخلاف.

أحد مظاهر الخلاف داخل الائتلاف عبر عنها نائب رئيس الائتلاف عبد الحكيم بشار، عضو “المجلس الوطني الكردي” بقوة، وأشار إلى التراخي تجاه هجوم “هيئة تحرير الشام” على عفرين، بعكس الموقف العام للائتلاف الذي مال إلى النأي بنفسه وتجاهل الأمر رسميّاً. وهذا الموقف يتوافق عملياً مع القوى السياسيّ’ والعسكريّ’ التركمانيّ’ كونها المتقدمة ميدانياً، وبذلك كان الصمت التركي الأولي لصالحها تماماً، والأمر ليس قطعياً نظراً لانقسام التركمان أنفسهم مع تموضع خاص لميليشيا “السلطان مراد”.

وبذلك تتعقد عوامل الانقسام، والتي تقوم على أساس اختلاف الارتباط والمشاريع والجهات الداعمة وصولاً للتنافس الفصائلي بحد ذاته، وطموحات متزعمي الميليشيات أنفسهم وعوامل الفساد.

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons