عفرين بوست ــ متابعة
لطالما دعمت أنقرة عدداً من الأقنية الإعلامية التي برزت للوجود خلال الأزمة السورية، واتخذت من الأراضي التركية مقرات لها، وأسند لها دور الترويج الإعلامي لسياسة أنقرة وتجميل صورة الاحتلال وتقديمه على أنه تحريراً، واليوم بعد دعوات التصالح مع حكومة دمشق ثمّة متغيرات، تمثلت بالاعتداء المباشر على طواقم إعلامية في عفرين والباب وإيقاف نشاط قناة أورينت في محافظة إدلب.
في حادث غير مسبوق تعرض فريق تلفزيون سوريا في عفرين الإثنين 3/10/2022 لاعتداء مباشر بالضرب والشتم والتهديد على مرأى الناس.
وفي مقطع مصور لمراسل قناة سوريا المدعو “هادي طاطين”، قال إنّه عاش حالة في غاية القهر لخمس دقائق، فقد كان في شارع بهار مقابل العيادات، وأنه عندما حاول تحريك سيارته للمغادرة، صدف مرور سيارة قيادة في “الجيش الوطنيّ، ما تسبب بتأخير لمدة لا تتجاوز 10 ثوانٍ، لينزل على إثرها من سيارته ويعتدي عليه بالضرب والشتم وتهديده بالقتل، ليتدخل الناس على إثر ذلك، ويطلبوا منه مغادرة المكان فوراً، لأنّ “القيادي” بإمكانه أن يؤذيه بشكل أكبر بكثير.
وقد تعرض المدعو “طاطين” وزميله المصور لاعتداءٍ مباشر وشتم من المدعو “أبو زيد شرقية” وهو عنصر في ميليشيا “الشرطة العسكرية” مع مجموعة مسلحة.
في سياق آخر وقع حادث مماثل في مدينة الباب المحتلة، تعرض مراسل حلب اليوم وعدد من الإعلاميين لتهجم لفظيّ وتهديد بالضرب وكسر المعدات من قبل مسلحي الميليشيات خلال تغطيتهم للوقفة الاحتجاجية للمعلمين في مدينة الباب.
وعقدت ما تسمى مديرية الإعلام في حكومة الإنقاذ السوري في ادلب اجتماعاً وتم إبلاغ فريق قناة أورينت رسمياً من قبل الشؤون الصحفية بحظر قناة أورينت من العمل مع كامل المراسلين والمتعاونين وأي شخص يرسل مواداً للقناة بطرق ملتوية تحت طائلة المسؤولية على أن يتم تسليم البطاقات الصحفيّة الصادرة عن مديرية الشؤون الصحفية المكتوب عليها أي صفة لأورينت لأي شخص تختاره إدارة القناة.
تعد حوادث الاعتداء على الإعلاميين التابعين لمؤسسات إعلامية إخوانية ترعاها أنقرة مباشرة وتمارس نشاطها في المناطق المحتلة متحول جديد، لتحديد نشاطها وقد يكون مقدمة لإيقافها في مرحلة لاحقة على نحو ما جرى في إدلب. وبخاصة أن مسؤولاً سورياً سبق أن صرح أنه على تركيا إغلاق قنوات المعارضة لديها لإثبات حسن النية من أجل تطبيع العلاقات.
وسبق أن أبلغت أنقرة في 18/3/2021، أقنية إعلامية مصرية تابعة للإخوان المسلمين (مكملين، وطن، الشرق) بإيقاف برامجها السياسية فوراً، وذلك في سياق محاولتها التقارب مع مصر وإثبات حسن نواياها.
فهل بدأت أنقرة بخطوات فعليّة للتضييق على قنوات المعارضة بناءً على رغبة دمشق، وأسندت المهمة للمسلحين لتحافظ على الصورة النمطية بدعم المعارضة؟