ديسمبر 23. 2024

ملف اا قرية سينكا… استيطان بنسبة 78% واستيلاء على 77% من المنازل وتحطيب أكثر من 50% من الغابات

عفرين بوست – خاص

سينكا ــ Sînka ــ (سنكرلي – سنكانلي): اسم طائر شتويّ، و”سنكان” هو اسم عشيرة كرديّة يوجد منها في ولاية “باتمان” في شمال كردستان. وفي المعنى المتداول سنكرلي بمعنى “صانع الأدوات”، وهي تسمية كرديّة الأصل.

وهي قرية كبيرة تتبع ناحية شرا/شران وتبعد عن مركز الناحية 1 كم، تقع على منحدر وهضبة كلسية ومن أمامها وادي من الجهة الجنوبية، وتدل المغاور والكهوف المنحوتة في سفح الهضبة على قدم السكن في موقع القرية، ويقدر عمر القرية بنحو خمسة قرون.

تضم القرية نحو /325/ منزل، وتجاوز عدد سكانها 1700 نسمة من الكُـرد الأصليين، 50% منهم من أتباع الديانة الإيزيديّة، وجسدت القرية نموذج التسامح الدينيّ، وبسبب العدوان تم تهجير معظم أهالي القرية قسراً، وعاد إليها نحو 70 عائلة أي ما يعادل 280 نسمة، وتم توطين نحو 1500 نسمة من المستقدمين فيها. وعمل مسلحو الميليشيا على منع عودة الأهالي إلى القرية للسيطرة على مزيد من البيوت وإنشاء مقرات عسكريّة.

العدوان والاحتلال

أثناء العدوان تعرضت القرية لقصفٍ جوي ومدفعيّ عدة مرات، وبخاصة مع مطلع شهر مارس 2018، وشهدت اشتباكات في محيطها، وتم احتلال القرية في 6/3/2018، وخلال العدوان تضررت عشرة منازل بشكلٍ متفاوت، منها منزل الدكتور زلفي سيدو بشكلٍ كبير ومنزل “حسين سيدو” دُمِّر كلياً.

تُسيطر ميليشيات “الجبهة الشاميّة” على القرية وتتخذ من منزل المواطن “فاضل بحري جاويش” مقرّاً عسكريّاً لها ومن قبوه سجناً للتحقيق مع المختطفين وتعذيبهم، بعد أن سرقت من المنزل كامل محتوياته وبابه الخارجي الكبير.

السرقات وعمليات الاستيلاء

بُعيد السيطرة على القرية، واستولى مسلحو ميليشيا “الجبهة الشامية” على حوالي /250/ منزل بكامل محتوياتها من مؤن ومفروشات وأدوات وغيرها؛ وسرقوا من كافة المنازل الأدوات النحاسيّة وأسطوانات الغاز وشاشات التلفاز وتجهيزات الطاقة الكهربائيّة، كما سرقوا أيضاً /8/ جرارات زراعيّة، منها لـ ”المرحوم بحري فاضل جاويش، رشيد حميد هورو” وسيارة تكسي دايو لـ ”جانكين عبد المنان جاويش” وشاحنة سوزوكي صغيرة لـ ”علي محمد”، ومجموعة توليد كهربائية (أمبيرات) لـ ”رفعت مستو” كانت تغذي القرية، وكافة الكوابل والأعمدة الخشبيّة والمحوِّلة لشبكة الكهرباء العامة.

واستولت الميليشيا على نحو 50% من أملاك أهالي القرية، خاصةً للغائبين منهم، والتي تُقدّر بحوالي /25/ ألف شجرة مثمرة من الزيتون وغيره، منها لـ”عائلة حنان رشو، خليل ززروب، حموش رشو”، وقطعت حوالي /70/ شجرة زيتون عائدة للمُهجَّر قسراً “حميد سيدو” في ديسمبر 2019م بشكلٍ جائر، وهي تفرض إتاوات متفاوتة على مواسم أملاك المواطنين الموجودين.

تعرّض مقام مزار “شيخ غريب” الإيزيدي- الإسلاميّ في القرية للعبث والتخريب، وتعمّد المسلحون الاستهزاء من إيزيديي القرية. وقام الأهالي بإصلاح المزار في أغسطس 2021.

استشهاد قاصر

نتيجة انفجار لغمٍ أرضيّ في مقبرة القرية، صباح أول أيام عيد الفطر 16/6/2018، استشهد القاصر “ديار عبد القادر سيدو” (14 سنة) وأصيب آخرون بجروح.

في 4/8/2022 قصفت مسيرة انتحارية تركية (درون) السوق الشعبيّ وسط بلدة تل رفعت، وأصيب 9 مواطنين من أهالي عفرين المهجرين قسراً بينهم الطفل محمود غريب مامو (8 سنوات) من أهالي قرية سينكا.

وتعرّض من بقي من الأهالي في القرية لمختلف صنوف الانتهاكات، منها الاختطاف والاعتقال التعسفي والاهانات والابتزاز المادي، حيث اعتقل أكثر من عشرة وتعرّضوا للتعذيب، من بينهم المسن “جاويش عمر جاويش” (70 سنة) في مايو 2018م، وابن شقيقه “جمعة جاويش” لاحقاً، الذي احتجز في حجرة مرحاض قبو مقرّ “الشامية” مدة عشرة أيام. كما اعتقل الشابان “مسعود نديم قاسم، نديم شيخو قاسم” من ذوي الاحتياجات الخاصة” واقتيدا إلى مدينة أعزاز، واستدرجت ميليشيات الشامية والد “مسعود” إليها وسرقت منه سيارة بك آب مازدا أمام الفندق الذي أقام فيه.

اعتقال عائلة

من قصص الاعتقال التي تعرض لها العائدون من مناطق التهجير القسريّ، قصة المواطن مسلم سفر حمباشو (25 سنة) الذي قرر العودة إلى قريته في أكتوبر 2019 برفقة زوجته “غالية جاويش” وطفلهما “علي” عبر التهريب بالتنسيق مع مسلح من ميليشيا “السلطان مراد” مقابل مبلغ 300 دولار أمريكيّ لكل فرد، إلا أنّ المسلّح سلّم العائلة الكُردية إلى مقر الشرطة العسكرية في قرية قطمة، بقيادة  المدعو “أبو عرب”، والذي اختطف العائلة فوراً، وأرسل المواطن “مسلم” إلى سجن الشرطة العسكريّة في عفرين (بمقر الثانوية التجارية)، فيما نقلت الزوجة غالية وطفلها إلى سجن “ماراته” المركزي، وأفرج عنها مع طفلها بعد نحو شهر من اختطافها.

6/6/2020 تعرض المواطن “محمد هورو” من أهالي سينكا وزوجته للضرب والتعذيب من قبل مسلحي ميليشيا “السلطان مراد” التابع للاحتلال التركي أثناء وجودهم في أرضهم بقصد الفلاحة، وتم سلبه أموالاً كانت بحوزته وجهازه الخليويّ، فيما فشلت محاولة الاستيلاء على جراره.

تحطيب الغابات

تعرضت الغابات الحراجيّة للتحطيب الجائر وتم قطع 50% من مجمل عدد الأشجار الحراجية والتي يقدر عددها بأكثر من 22 ألف شجرة في ثلاث غاباتٍ زرعت عام 1980م شرق القرية. وتظهر الصور المتوفرة حجم التحطيب الجائر الذي تعرضت لها غابتان في القرية، (قبل الاحتلال وبعدها).

– الأولى بمساحة تقريبية /8/ هكتار وتبعد عن القرية بـ/1.5/كم

-الثانية بمساحة تقريبية /36/ هكتار وتبعد عن القرية بـ/2.5/كم  

المصادر:

– شبكة عفرين بوست

– التقارير الأسبوعيّة لحزب الوحدة الديمقراطيّ الكرديّ (يكيتي)

– كتاب: جبل الكرد (عفرين) دراسة جغرافية

– كتاب: عفرين… نهرها وروابيها الخضراء

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons