ديسمبر 23. 2024

قطعان الخنازير وسرقات المسلحين… تحديات تواجه موسم العنب في إقليم عفرين المحتل

عفرين بوست ــ خاص

يواجه موسم العنب، كغيره من المواسم الزراعية في ظل الاحتلال التركي وميليشياته، تحديات ومخاطر متعددة، ما أثر بشكل مباشر على مستوى الدخل ومعيشة المزارعين الكرد، كونه أحد مصادر الأساسية لقوتهم ومعيشتهم. 

حراسة الكروم من قطعان الخنازير

يبذل المزارعون الكرد منذ نحو شهر جهوداً كبيرة لإنقاذِ محصولِ العنبِ من الأخطارِ المحدقة به، فاضطر أغلبهم إلى حراسة كرومهم وخاصة في فترة الليل، إذ تهاجم الخنازير البرية بأعداد كبيرة الكروم موقعةً أضراراً جسيمة بالعنب وكرومها.

يقول المزارع (ر. م) لـ “عفرين بوست” إنّه يواظب منذ أكثر من شهر على السهر بين كرم العنب العائدة له والمؤلف من نحو 1500 كرمة عنب في محيط إحدى قرى ناحية راجو، بهدف حراسة الموسم من الخنازير المهاجمة.

ويوضح: “لإنقاذ أعنابي أخرج بشكل يومي للسهر بدءاً من مغيب الشمس حتى شروق الشمس بين الكروم، برفقة أحد أبناء القرية الذي يعمل معي مقابل أجر موسميّ (100 دولار)، لحراستها وإنقاذ الأعناب من الخنازير البريّة. التي باتت تشكّل خطراً محتملاً على الدوام، إذ تهاجم في قطعان كبيرة (30 رأساً)، الكروم وتتسبب بأضرارٍ كبيرة بالموسم”.

يضيف المزارع “هاجمنا قبل أيام قليلة قطيع كامل من الخنازير إلا أني قمت بإطلاق الرصاص عليه وتمكنت من قتل خنزير واحد وفر البقية خارج الكرم”.

وتحرص سلطات الاحتلال التركي على منع المواطنين الكرد من اقتناء الأسلحة النارية بتاتاً، بما فيها بنادق الصيد، وتعتقل وتفرض الغرامة على كل من يقتني أيّ نوع من السلاح، لأنها تعتبر المجتمع الكرديّ معادياً ولا تمتلك أي حاضنة لديها.

ولكن كيف استطاع المواطن (ر. م) من الحصول على بندقية، يقول: “استأجرت بندقية (بومبكشن) من أمنية الميليشيا التي تسيطر على قريتنا حتى ينتهي الموسم وذلك لقاء مئة دولار أمريكيّ لشهر واحد”، علاوة على تزويد الأمنيّة ومسلحيها بعدد من صناديق العنب. 

استعجال بجني المحصول

يضطر أهالي عفرين في ظل الاحتلال التركي للمنطقة إلى الاستعجال بجني محاصيلهم قبل نضجها سعياً منهم لإنقاذها من السرقات التي يقوم بها المسلحون وذووهم المستوطنون، وكما أن صعوبة حماية الكروم من قطعان الخنازير البريّة وما تسببه من خسائر بالموسم، تدفع بعضهم الآخر للإسراع في قطاف الأعناب رغم عدم نضوجها كفاية، ما يؤثر على جودة دبس العنب والزبيب وغيرها من المنتوجات المصنوعة من العنب.

تغير طقوس الموسم

دأب أهالي إقليم عفرين على جني محصول العنب في نهاية شهر سبتمبر من كل عام، وكانوا يقومون قبل فترة الاحتلال التركي بجني الأعناب، فيتم شحن قسم منه إلى أسواق عفرين وحلب، أما الباقي فيتم صناعة الزبيب منه والقسم الآخر يعصر ويتم غليه لتحويله لمادة دبس العنب الذي تشتهر به عفرين منذ القدم ويتم شحنه إلى مدينة حلب.

إلا أنه مع الظروف الأمنية التي خلقها الاحتلال التركي الذي أطلق يد المسلحين في الاعتداء على ممتلكات الأهالي، بينها كروم العنب، يضطر الأهالي إلى نقل الأعناب إلى المنازل وتجفيفها على أسطح المنازل بدلاً عن مدّ “مشتاغة – تجفيف تحت الشمس” في أرض الكرمة كما اعتادوا، ومع ضيق المساحة لا تتوفر الشروط المناسبة للعمل.

نقص الأوعية النحاسية

يعاني أهالي عفرين من نقص الأوعية النحاسيّة عموماً، فقد استهدف مسلحو الميليشيات كل أنواع الأدوات النحاسيّة، ومن بينها القدور النحاسيّة الصغيرة والكبيرة “الحلة”، وهي وعاء نحاسيّ كبير يستخدم لغلي عصير العنب والسليقة (القمح)، ويضطر الأهالي لاستعارتها من قرى مجاورة لتدبر أمورهم.

وأظهرت الصور المتداولة في بداية الاحتلال التركي لعفرين تجميع أكوام كبيرة من القدور النحاسية المسروقة من بيوت الأهالي.

مخاطر إضافية على الحقول

تتعرض مجمل الحقول في قرى عفرين المحتلة لخطر الرعي الجائر، فالمستوطنون المستقدمون من مناطق سورية مختلفة كانت نسبة أبناء الريف بينهم مرتفعة ومعظمهم يعمل بتربية المواشي وبخاصة القادمون من الغوطة، وقد واصلوا تربية المواشي في عفرين المحتلة، إلا أنهم يسرحون قطعان المواشي في الأراضي الزراعية والحقول، وعدا هجمات قطعان الخنازير تتعرض كروم العنب لخطرين يتمثل الأول بسرقة أوراق العنب في وقت مبكر بغرض التجارة نظراً لارتفاع أسعاره، والثاني الرعي الجائر، ما يؤدي إلى ضعفِ الكرماتِ ونقص المحصول وانخفاض جودته.

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons