ديسمبر 23. 2024

مهجرو عفرين في الشهباء… حصار أمني من الحواجز وتهديد بانتشار الأمراض السارية

عفرين بوست ــ خاص

تتفاقم حدة الأمراض الموسميّة بين مهجّري عفرين في مقاطعة الشهباء، حيث يقيم مهجّرو عفرين في خمسة مخيمات وقرى بريف منطقة الشهباء بالإضافة لسكان المنطقة الأصليين، وتزيد وطأتها في ظلِّ افتقار المشافي والمراكز الصحيّة للأدوية والمستلزمات الطبيّة الضروريّة، وغياب المنظمات الدولية، مع استمرار الحصار الذي تفرضه الحواجز الأمنيّة السوريّة وقصف يوميّ من قبل القوات التركيّة والميليشيات التابعة للاحتلال التركيّ.

أفد مراسل “عفرين بوست” بأنه مع ارتفاع درجاتِ الحرارةِ زادت نسب الإصاباتِ بالأمراض السارية والأوبئة ومنها العدوى الفيروسيّة التي تسببت بانتشار أمراض التهاب الأمعاء والكوليرا. وشهد مشفى آفرين الوحيد في المنطقة والنقاط الطبيّة التابعة للهلال الأحمر الكرديّ، منذ 20 أغسطس الماضي وحتى الآن ازدياد حالات الإصابة بالتهاب الأمعاء عند الأطفال والبالغين.

وبحسب المصادر الطبيّة من داخل مشفى آفرين أنَّ أعراض الإصابة بهذا المرض “التهاب المعدة والأمعاء عند البالغين والمسنين وبشكل خاص عند الأطفال مزيجاً من القيء والإسهال والتشنجات البطنيّة والحمى وفقدان الشهية، وعادة ما تؤدي إلى الجفاف وعدم توازن المواد الكيميائيّة في الدم بسبب فقدان سوائل الجسم في القيء والبراز”.

وأضاف المصدر أنَّ نتيجة فقدان الجسم أكثر من لتر من الماء والأملاح كلّ ساعة، يصل المريض إلى حالة (التجفاف) الشديد، ما يتسبب بالعطش الشديد والضعف، وتغور العينان ويتجعد جلد الأصابع بشكل شديد، وفي حال لم يعالج المريض يصل الحال به إلى الفشل الكلويّ والصدمة والغيبوبة، وفي بعض الأحيان يفقد المريض حياته على إثرها.

وبحسب احصائية مشفى آفرين فإنّ عدد المصابين بمرض الكوليرا منذ 20 أغسطس الفائت وحتى الآن وصل إلى أكثر من “1009” حالات بينهم “443” طفل، ماعدا الامراض السارية والأوبئة الأخرى مثل “اليرقان، التهاب الكبد بأنواعه، اللاشمانيا”.

وفي ظل تردّي الوضع الصحيّ في المنطقة وانعدام المستلزمات الطبيّة وغياب دور المنظمات الإنسانيّة وفرض الحواجز الأمنية السوريّة الحصار على المنطقة، ما أدى إلى نقص حاد في عدد من الأدوية المزمنة حسب إدارة مشفى آفرين كأدوية القلب والسكريّ بالإضافة إلى نقص في أدوية معالجة حالات الإسعاف: كالسيرومات المختلطة والملحية، وأدوية التهاب الأمعاء أوميبرازول omeprazole، مثبّطات مضخة البروتون proton pump inhibitorsK، وحاصرات الهستامين 2 H2  مثل فاموتيدين، والعديد من أنواع أدوية الأمراض المزمنة.

وتعاني المنطقة المحاصرة “الشهباء” من نقص في الدواء والمستلزمات الطبية، وتأثرت المنطقة طيلة الأعوام المنصرمة بالحروب والدمار في البنية التحتية، الأمر الذي أدى إلى جعل الأطفال أكثر عرضة للخطر فيها بسبب انتشار الأوبئة من مخلفات الحرب.

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons