نوفمبر 13. 2024

أخبار

ملف اا قرية زيتوناكه… عمليات استيلاء واسعة على أملاك الأهالي وإتاوات ورعي جائر وفرض للدروس الدينية

عفرين بوست ــ خاص

زيتوناكه Zêtûnakê: قرية متوسطة تقع غرب نهر عفرين، تبعد عن بلدة شران نحو 18 كم إلى الشمال الشرقي محاطة بأشجار الزيتون من جميع الجهات. وعمرها حوالي 200عام، ويعمل سكان القرية بزراعة الزيتون والكرم والخضروات والحبوب بسبب قربها من مجرى نهر عفرين إلى جانب تربية الأغنام والماعز، فيها بيوت قديمة لآغوات آل شيخ إسماعيل زاده وكانت مركزهم، وعلى بعد 500 م منها يقع مزار النبي هوري القديم من العهد الروماني.

تتألف القرية من حوالي /70/ منزلاً، وكان فيها حوالي /500/ نسمة سكّان كُـرد أصليين، جميعهم نزحوا إبّان العدوان على المنطقة، وعاد منهم حوالي /35 عائلة= 125 نسمة/ والبقية هُجِّروا قسراً، وتم توطين حوالي /30 عائلة = 175 نسمة/ من المستقدمين فيها وحوالي /35 عائلة= 200 نسمة/ من المستقدمين مربي الأغنام في خيم نُصبت ضمن قلعة نبي هوري المجاورة للقرية، وبذلك يصل عدد المستقدمين إلى نحو 400 نسمة بما يعادل 3 أضعاف أهالي القرية.

خلال العدوان

تعرضت قرية زيتوناك للقصف مرات عديدة خلال العدوان على عفرين، وكانت أشد أيام القصف في 4/2/2018، الذي استشهد فيه المسن “أحمد محمد هورو (77 سنة). واشتد القصف في الفترة 11ــ13 /2/208 حيث تعرضت لقصف مدفعي وصاروخي مع عدد من قرى ناحية شران وتم احتلال القرية في 20/2/2018.

ونتيجة قصف القرية أثناء الحرب، تهدّم منزل المواطن “خليل أحمد هورو” وتضرر عدد من المنازل بشكلٍ جزئي، ونفق أكثر من عشرة أغنام وبقرتين.

السرقات وعمليات الاستيلاء

تُسيطر على القرية ميليشيات “جيش النخبة” التي يتزعمها المدعو “معتز رسلان”، وتتخذ من منزل “فائق حج أحمد زاده” مقرّاً عسكرياً، وقد سرقت بُعيد اجتياحها قسم من محتويات منازل العائدين وعفشت حوالي /35/ منزلاً مستولى عليها بالكامل بالإضافة إلى قلع أبواب ونوافذ بعضها، من المؤن والأواني النحاسية وأسطوانات الغاز والأدوات والتجهيزات كهربائية وتجهيزات الطاقة الكهروضوئية وغيرها؛ وسرقت أيضاً جرار زراعي وسيارة بك آب لـ”شيخو فائق”، وجرار لـ”بشير قره محمد”، وشاحنة صغيرة سوزوكي لـ”رشيد هورو”، وجرار استعاده صاحبه بعد دفع إتاوة مالية، ومجموعة توليد كهربائية (أمبيرات) لـ”حجي منان فائق زاده”، وحوالي /10/ دراجات نارية، وحوالي /20/ مجموعة توليد كهربائية خاصة بالمنازل والآبار الارتوازية، ومحتويات مسجدي القرية والقلعة، اللذين أعيدا تجهيزهما فيما بَعد، وكامل آلات معصرة الزيتون لـ”منان فائق زاده” وتحويل مبناها إلى إسطبل للمواشي، ومحوّلة وكوابل شبكة الكهرباء العامة، وعدادات مياه الشرب من المنازل والأنابيب الرئيسية لشبكته، ومحتويات محطتي ضخ مياه الشرب وتخريب مبنييهما والأنابيب الرئيسية المؤدية إلى /16/ قرية كانت تغذيها قبل الاحتلال.

واستولت على حوالي /6/ آلاف شجرة زيتون مع كرومٍ للعنب، منها لعوائل “قرمزه، موسى، قره محمد، حسيك، شاشك، حنان إيبو، فائق حج أحمد زاده، زكريا خليل، سليمان خليل، إسماعيل شيخو” الغائبة، وعلى مسمكة كبيرة عائدة لـ”منان فائق زاده”، بالإضافة إلى فرض إتاوة /50%/ على إنتاج مواسم الغائبين الموكِّلين و/10%/ على مواسم الموجودين؛ وكذلك الرعي الجائر لقطعان المواشي بين حقول الزيتون والأراضي الزراعية.

في أغسطس 2019 طالبت ميليشيا “جيش النخبة” المسيطرة على قرى (عبودان، كردو، حفطار، درويش، زيتوناكه، أومر سمو، عمارا، شيخوتكا) بإبراز وثائق ملكية الأراضي والعقارات الصادرة من حلب، حيث لا تعترف بالوثائق الصادرة عن الإدارة الذاتية السابقة أو (المجالس المحلية) الحالية، بغية الاستيلاء على أكبر قدرٍ ممكن من أملاك المواطنين.

داعشيان في القرية

 يُذكر أن أحد متزعمي “جيش النخبة” المدعو “عبد الكريم يونس” تونسيّ الجنسية وداعشيّ سابق، قد تزوج فتاةً من القرية وبنى فيها فيلا للسكن فيه بعد أن طلّق زوجتيه السابقتين.

في أكتوبر 2021 رصد وجود عنصر من داعش في القرية يعرف باسم “الليبيّ” لكونه من أصول ليبية، ويشغل منصباً قيادياً في صفوف ميليشيا ” النخبة” قد منع بدخول المواد الغذائية والمنظمات الإنسانية إلى قرية زيتوناكه، إضافة إلى معروف بتعذيب المواطنين وتعاطيه للمخدرات، وارتكب عشرات الانتهاكات بحق أهالي القرية.

في 27/6/2022 اعتقلت ميليشيا الشرطة العسكرية المواطنين “علي محمد علي” (30 سنة)، و”علي هوريك” الملقب “جعف حشين”. من أهالي قرية زيتوناكه. وتعرضا للإهانة والضرب أمام ذويهم، ونُقلا إلى المقر الأمنيّ ليتعرضا للتعذيب لأكثر من 6 ساعات وأفرج عنهما لاحقا بعد دفع فدية ماليّة مقدارها 500 دولار أمريكيّ لكل منهما.

فرض الدروس الدينية والصلاة في الجوامع

في نهاية ديسمبر 2020 بدأت ميليشيا “جيش النخبة” المسيطرة على قرى “عَمارا، شيخوتكا، سيمالا، زيتوناكِه” إجبار الأهالي لارتياد المساجد والصلاة فيها، وحضور الحلقات الدينية، تحت طائلة التهديد بالاعتقال أو الطرد من القرية، بغية تلقينهم التعاليم الدينية و“هدايتهم إلى الصواب”، ووصفتهم بـ “الكفار والخنازير”.

الانتهاكات على موقع أثريّ في القرية

يقع الموقع وسط منطقة تعج بالتلال والمواقع الأثرية جنوب مدينة سيروس الأثرية بحوالي 2 كم على الضفة اليمنى من نهر عفرين بـ 600 م ويتبع الموقع إدارياً لقرية زيتوناكه الواقعة غربي الموقع بحوالي 1.5 كم والتي تبعد بدورها عن مركز مدينة عفرين بحوالي 30 كم شمالاً.

بقي الموقع سليماً حتى أواخر عام 2019 بحسب روايات السكان الأصليين والصورة الفضائية العائدة لتاريخ 28/9/2019 وتظهر الصورة الفضائيّة العائدة لتاريخ 4/10/2020 حفريات تخريبية في مكانيين منفصلين بالجزء الجنوبيّ يعرف باسم كلي رومه (وادي الروم) والجزء الشمالي ويعرف باسم كلي مفلسي (وادي مفلسي) وتم تحديد المساحة الأكثر تعرضاً للحفر وتبلع مساحة  الحفر في كلي رومه بـ 5 هكتار وتقدر بنحو 1.5 هكتار في كلي مفلسي، وهذه الحفريات تظهر في صورة فضائية أحدث تعود إلى تاريخ 23/4/2021 إلا أنّ الحفريات التخريبية في كلي رومه قد اختفت معالمها بعد سماح لسكان الأصليين بإعادة زراعة المساحة المحفورة.

وقامت بحفر واسع في موقع النبعة شرقي القلعة- السياحي الشعبي- وقطعت معظم الأشجار فيه، بغية إنشاء حوض لتربية الأسماك ترافقاً بالبحث عن الآثار وسرقتها، دون استكمال المشروع، لاسيما وأنّ المدعوان “معتز رسلان و أحمد الجمعة”- متزعمي “جيش النخبة” وتحت أعين الاستخبارات التركية قاما بتجريف وحفر كامل موقع قلعة نبي هوري ومقامه/مزار المدفن الهرمي الروماني- تحدثنا عنه في تقارير سابقة- بحثاً عن الآثار والكنوز الدفينة وسرقتها، حيث أكّد مصدر محلي على أن الحفر وصل لعمق /2-3/ م وأدى إلى قلع حوالي ألف شجرة زيتون وتخريب حوالي /20/ هكتاراً من الأراضي الزراعية عائدة لأهالي القرية.

المصادر:

ــ شبكة عفرين بوست الإخبارية.

ــ التقارير الأسبوعية لحزب الوحدة الكرديّ (يكيتي).

ــ كتاب جبل الكرد (عفرين) دراسة جغرافية ــ الدكتور محمد عبدو علي.

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons