عفرين بوست ــ متابعة
نشرت منظمة سوريون من أجل الحقيقة والعدالة، اليوم الخميس 11 أغسطس، تقريراً عن الاقتتال الفصائليّ الذي وقع بين مسلحي “الجبهة الشامية” و”الفرقة 32 – قاطع أحرار الشام” خلال في يونيو الماضي.
وقال التقرير إنّه على خلفيّة الاشتباكات الأخيرة بين ميليشيات “الجبهة الشامية” و”الفرقة 32 – قاطع أحرار الشام”، نجحت “هيئة تحرير الشام” التي تسيطر على مناطق في محافظة إدلب بتأمين وجودٍ دائمٍ لها في منطقة عفرين المحتلة.
في 18 يونيو/حزيران 2022، اندلعت اشتباكات عنيفة بين مسلحي “الجبهة الشامية” التي يتزعمها المدعو “مهند الخليف/ أبو أحمد نور” و”جيش الإسلام” التي يتزعمها المدعو “عصام بويضاني” بالمقابل ”الفرقة 32 – حركة أحرار الشام/القاطع الشرقي” ويتزعمها المدعو “محمد رمي/ أبو حيدرة”. واستمرت الاشتباكات ليوم ونصف في عدة بلدات وقرى وتسببت بوقوع إصابات بين المدنيين إضافة لسقوط قتلى وجرحى من مسلحي الطرفين المتنازعين. وجاء الاشتباك الذي استخدمت فيه الأسلحة الثقيلة والمتوسطة وسط مناطق مأهولة بالسكان وقرب المخيمات، امتداداً لمعارك وخلافات سابقة بين الطرفين.
دخول سابق لتحرير الشام في عفرين
ونقل التقرير عن متزعم من “جيش الإسلام”: “جاء قرار الهجوم على الفرقة 32 أحرار الشام بعد ورود معلومات أمنيّة لمسؤولنا الأمنيّ بأن الفرقة هي الذراع المتحركة للجولاني في منطقتي “درع الفرات وغصن الزيتون” وبأن المسؤولين الأمنيين التابعين لتحرير الشام يتجولون في هذه المناطق تخت غطاء الفرقة وعلى أنهم قادة فيها وتم عرض هذه المعلومات على الشرعيين في لجنة الإصلاح الوطنيّ وهم أعطونا الإذن بالمواجهة العسكريّة”.
وتابع: “كان أبو أحمد نور على علمٍ بكل ما سبق بحكم أنّ “الفرقة 32” كانت سابقاً جزءاً من الجبهة الشامية، وحاول سابقاً الحد من تواجد رجال هيئة تحرير الشام بطرق سلميّة ولكنه فشل في ذلك، وعندها طلب مساعدتنا العسكريّة تحركنا بسرعةٍ بسبب مراقبتنا الدائمة لهم، وجهوزيتنا لتقديمِ المساعدة والقضاء عليهم بسرعة لقد قمنا بتوزيع المجموعات على مقراتهم ومهاجمة جميع المقرات بنفس اللحظة ما جعل مؤازرة بعضهم البعض مستحيلة وأيضاً التواصل فيما بينهم مستحيل.
في يوم 18 يونيو قتل طفلان ورجل من عائلة واحدة في قرية عبلة التي شهدت اشتباكات بين “الجبهة الشامية” و”الفرقة 32″، ولم تُعرف الجهة المسؤولة عن الحادثة، وقال ناشطون وإعلاميون في مناطق المعارضة أنّ الضحايا المدنيين قتلوا مع عناصر “الفرقة 32” جراء قصف بصاروخ موجه مصدره وحدات حماية الشعب. وحول الاستهداف ذاته نشرت “قوات تحرير عفرين” على قناتها في يوتيوب مقطع فيديو عن استهداف مجموعة من مقاتلي المعارضة في قرية عبلة، وقالت إنّ الاستهداف وقع يوم 17 يونيو أي قبل اندلاع الاشتباكات بيوم واحد. لكن الفيديو نُشر فعليّاً يوم 21 يونيو.
تسهيل دخول تحرير الشام إلى قرى عفرين:
يؤكد التقرير أنّ “هيئة تحرير الشام” استغلت الاقتتال الحاصل، وتحت ذريعة طلب “الفرقة 32 أحرار الشام” المساعدة منها، توجهت إلى منطقة عفرين حيث توجد مجموعات صغيرة من الفرقة هنالك، ودخلت أرتالها العسكرية من معبر الغزاوية مساء يوم 18 يونيو بعدما انسحب مسلحو “فيلق الشام” منه كلياً ممهداً الطريق للهيئة، كما انسحبت مجموعات الشرطة العسكرية من حواجزها واتخذت الميليشيات الموجودة في عفرين “موقفاً حياديّاً”.
في هذا الوقت أصدرت ما تسمّى “وزارة الدفاع في الحكومة المؤقتة” بيانا طلبت فيه من الفصائل وقف الاقتتال وعدم الاستعانة بأطراف من خارج المؤسسة العسكريّة لتنفيذ أجندات غير ثورية”. وفي 19 يونيو أصدرت بياناً آخر طلبت فيه من الميليشيات رفع الجاهزية لمنع “هيئة تحرير الشام” من دخول منطقة عفرين، وبعد ساعات أصدر “المجلس الإسلامي السوريّ” بياناً آخر وصف فيه دخول “الهيئة” بـ “البغي والمحرم شرعاً، ومن الواجب شرعاً على قادة وعناصر الجيش الوطني صد العدوان. “لكن الميليشيات الموجودة في عفرين تجاهلت كلا البيانين ولم تتصدّ للهيئة. بل على العكس، سهّلت ميليشيات “فيلق الشام والسلطان مراد وأحرار الشرقية والحمزة والسلطان سليمان شاه/ العمشات” عبور أرتل “هيئة تحرير الشام” في خمس مناطق في عفرين والتمركز فيها.
ورغم أنّ “هيئة تحرير الشام” سحبتِ الأرتال العسكريّة من كلِّ القرى التي تقدمت إليها في منطقة غصن الزيتون” لاحقاً ووصلت إلى قرى (غزاوية باصوفان وفافرتين وكباشين وقرزيحل وعين دارة وباسوطة) لكنّها أبقت على مجموعاتٍ في عدة قرى لتقديم دعمٍ طارئٍ لميليشيا “الفرقة 32” بحال تجدد الاشتباكات وتعرض مقراتهم في عفرين للهجوم، وذلك بعد التوصل إلى اتفاقٍ بإنهاء الاقتتال بين ميليشيات “الفرقة 32” “الجبهة الشاميّة” على أن تنسحب من كافة المقرات التي اقتحمتها خلال الاشتباكات وتسلمها للفرقة.
دخول للتأديب
وحول دخول “تحرير الشام” إلى منطقة “غصن الزيتون” قال أحد قادة الشرطة العسكرية في عفرين في حديثه مع “سوريون” ما يلي “بحسب المعلومات التي وصلتنا، قامت “هيئة ثائرون” التي تضم الفرقة 32 بالتواصل مع أبو محمد الجولاني مباشرةً وأخبرهم الجولاني أن توغله العسكريّ في عفرين سيكون على سبيل التأديب لكلّ من “الجبهة الشامية وجيش الإسلام”، وأكّد لهم بأنّه لن يدخلَ أيَّ منطقةٍ تقع تحت نفوذ هيئة ثائرون وأنه سينسحبُ من المنطقة بعد تنفيذ هدفه، ولهذا السبب طلبت “هيئة ثائرون” من ضباطها في الشرطة العسكريّة أن يفتحوا الطرقات أمام تحرير الشام وأن يرتدوا ملابسَ مدنيّة ولا يتعرضوا لها أبدأ، وبالفعل هذا ما حدث”.
وتابع المصدر: “هناك تفاهمات وتقارب بين هيئة تحرير الشام وبين كل من فيلق الشام وفرقة الحمزة والسلطان مراد والعمشات السلطان سليمان شاه، لذلك رأينا أنَّ الفيلقَ قام انسحب من المعبر وأخلى المقرات، كما قمنا نحن وباقي الفصائل بالانسحاب من حواجزنا حتى تتمكن تحرير الشام من الوصول إلى حواجز الشامية بكامل الراحة وبكامل العتاد.
وفيما يتعلق باتفاق إنهاء القتال وانسحاب “تحرير الشام” من المنطقة، أفاد متزعم من الصف الأول بالفيلق الأول بأنّ الضباط الأتراك على تواصل مباشر بين المدعو (أبو أحمد نور) متزعم “الجبهة الشامية” والمدعو “أبو أحمد حدود” ممثل هيئة تحرير الشام، وتم الاتفاق على انسحاب “تحرير الشام” مقابل عودة كلّ مقرات “الفرقة 32” لها، وتم تنفيذ الاتفاق خطوة بخطوة فانسحبت “الشامية” من المقرات ودخلها مسلحو “الفرقة” مع مجموعات صغيرة من مقاتلي الهيئة الذين بقوا لضمان عدم الهجوم مرة أخرى، وتابعت طائراتٍ مسيّرة تركيّة انسحابَ “الشاميّة” من المقرات وانسحاب “الهيئة” إلى إدلب.