عفرين بوست ــ متابعة
أكدت قوات سوريا الديمقراطية عبر بيان أصدرته أمس الجمعة، استعدادها لصدِّ أي هجوم تركي. واتهمت الاحتلال التركي بعدم الالتزام باتفاقية عام 2019، كما حذرت جيش الاحتلال التركي بأنه سيواجه قوات الحكومة السورية وجميع السوريين. ورحبت بالجهود الروسية الهامة لإيقاف الهجمات.
عقدت القيادة العامة لقوات سوريا الديمقراطية، أمس الجمعة، مؤتمراً صحفيّاً في مقرها في مدينة الحسكة، حول التهديد التركي بشن عملية عسكرية جديدة في مناطق شمال وشرق سوريا، والاستعدادات لمواجهتها. وقرأ البيان القائد العام لقوات سوريا الديمقراطيّة مظلوم عبدي.
تركيا خرقت اتفاقيات عام 2019
أكد مظلوم عبدي أنّ التهديدات التركية ضد مدن منبج تل رفعت وكوباني بدأت منذ تاريخ 23 مايو ولا تزال مستمرة. وتركيا ومرتزقتها يستعدون، ولم تسنح لتركيا الفرصة للهجوم حتى الآن ولكنها ستهاجم في حال سنحت.
كما فند عبدي “الحجج التي يتذرع بها الاتراك لإطلاق العملية، وهي خرق قسد لاتفاقيات عام 2019 والحقيقة أن تركيا تستهدف بالتهديدات التجربة الديمقراطيّة في شمال وشرق سوريا عامة والوجود الكردي بشكل خاص وتقسيم سوريا واحتلال شماليها، وإغلاق الطريق أمام الحل السياسي للازمة السورية”.
وأكد عبدي التزام قوات سوريا الديمقراطية ببنود اتفاقية عام 2019، ومنها تراجع قواتهم بموجب تلك الاتفاقية عن الحدود السياديّة السورية مع تركيا بمسافة 30 كم. وفتح الطريق أمام قوات الحكومة السوريّة للتمركز في المناطق الحدوديّة. إضافة لاستمرار الدوريات الروسيّة التركيّة في تلك المناطق.
وذكر البيان قوات سوريا الديمقراطية الخروقات التي ارتكبها جيش الاحتلال التركيّ وعدم التزام الدولة التركيّة بتلك الاتفاقيات، وأن مراكزهم سجلت انتهاكات يوميّة قامت بها الفصائل المدعومة من تركيا ضد مناطقنا، وهجمات أخرى نفذها الجيش التركي جواً ضد المدنيين في شمال وشرق سوريا.
ونوه عبدي إلى أنّ نتائج التحقيقات أظهرت أنَّ “هجوم سجن غويران انطلق من المناطق المحتلة من قبل تركيا، وأنّ المناطق التي تحتلها تركيا هي ملاذ آمن للإرهابيين ومن خلال مناطقها تنفذ هجمات على مناطقنا”.
وبحسب البيان فإن جيش الاحتلال التركيّ ارتكب خلال الشهر الفائت فقط جملة انتهاكات منها؛ ٣٠٠ هجمة مدفعيّة استخدم فيها ١٣٦٠ قذيفة مدفعية، 6 محاولات هجوم بريّة، 7 هجمات درون انتحارية استشهد فيها ٦ مدنيين بينهم ٢ من الاطفال، وجرح ٩ آخرين، 22 هجوم بطائرة مسيّرة.
التهديد التركيّ أثر على الحرب ضد داعش
وأشار عبدي إلى أنَّ التهديد التركي أثّرت مباشرة على “تركيز القوات وحوّلها من الحرب ضد داعش” وأنَّ هذه التهديدات تستهدف بشكل مباشر “جهود التحالف والمجتمع الدولي ضد داعش في المنطقة”. وحذّر من “تدهور الحالة الأمنيّة في السجون والمخيمات، وتزايد نشاط تنظيم داعش وخاصة مع انخفاض وتيرة عملياتنا الأمنيّة ضدهم”.
وأكّد أيضاً أنّ العمليات الأمنيّة ضد داعش انخفضت إلى النصف خلال شهر يونيو مقارنة بشهر مايو الذي اُعتقل فيه 73 عنصراً من “داعش” وانخفض العدد في شهر يونيو الماضي إلى 30 شخص، أي أقل من النصف”
الموقف الدوليّ غير كافٍ
خلال الشهرين الماضيين كان لدينا لقاءات مكثفة مع الحلفاء مثل أمريكا وروسيا بهدف وضع حد لهذه الهجمات وهناك مواقف من جانب التحالف الدولي لكنها لا ترقى لوقف هجمات الاحتلال التركيّ على المنطقة.
كما نوهت إلى المناطق المحتلة أضحت مرتعاً لمرتزقة داعش، ومثال على ذلك مقتل المتزعم ماهر العقال مؤخراً في المناطق التي تحتلها تركيا. مؤكدا “حصولهم على معلومات مؤكدة بأن داعش يستعد لمهاجمة مخيم الهول”.
وأشار إلى أنّ الجيش الوطني التابع لتركيا قسم منهم تم تصنيفهم كإرهابيين من قبل المجتمع الدولي مثل أحرار الشرقيّة وغيرهم.
فيما أثنى عبدي على جهود “الولايات المتحدة برئاسة جو بايدن”، ووصفها بالإيجابيّة “لكنها غير كافية للحد من هذه الهجمات”، فقد رحب بالجهود “الروسية الهامة لإيقاف التصعيد”. وأكّد أنّ الجيش السوري عزّز من قواته الموجودة على حدود المناطق المهددة في كوباني وتل رفعت ولا نزال نعمل على منبج، وذلك بالتنسيق مع الجانب الروسيّ.
وقال “ننظر بأهمية للاجتماع الثلاثي بين تركيا وروسيا وإيران في 19 يوليو ونعتقد أنَّ الأطراف الأخرى لن تسمح للقوات التركية بتنفيذ هجماتها على مناطقنا”.
معركة الشمال السوريّ
وشدد عبدي على بذل الجهودِ للحيلولة دون وقوع الهجمات، والاستعدادَ لصد الهجماتِ، في حال وقوعها، ولن يكون الرد كما في السابق، فخلال السنوات الثلاثة الماضية عززت قسد دفاعاتها وجاهزيتها العسكريّة، ستوسع نطاق المقاومة وتصمد لمنع التوغل التركيّ”.
وحذّر جيش الاحتلال التركي مما أسماه “معركة الشمال السوريّ أجمع، ولن تبقى محدودة. وأنَّ الجيشَ التركيّ والفصائل المدعومة منه سيواجهون أولاً قوات الحكومة السوريّة والسوريين أجمع في هذه الحرب”.
ودعا مظلوم عبدي باسم القيادة العامة لقوات سوريا الديمقراطيّة جميع أهالي مناطق شمال وشرق سوريا، لدعم المقاومة والوقوف إلى جانب أبنائهم، كما دعا الأطراف السياسيّة إلى إزالة التناقضات السياسيّة والفكريّة وتحمل مسؤولياتها الوطنيّة.