مايو 18. 2024

أخبار

الغوطانيون يشكلون 30% مُقابل 37% من السكان الكُرد الأصليين: يعترف أنصار الاحتلال!

عفرين بوست-خاص

مع دخول استيطانهم في عفرين عامه الأول، ذكرت وسائل إعلام موالية للمليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي، في إقليم عفرين الكُردي التابع للإدارة الذاتية سابقاً، جملة من المعلومات المتعلقة بأعداد المستوطنين من ذوي المسلحين المطرودين من ارياف دمشق وبشكل خاص “الغوطة”.

وتمكنت كل من روسيا وتركيا من تحقيق صفقة على حساب عفرين ومناطق في ريف دمشق وحمص، عندما وافقت روسيا على اجتاح عفرين، مقابل إخلاء تركيا لمناطق تسيطر عليها مليشيات مدعومة من قبلها في محيط دمشق، ونقلها إلى عفرين بغية تغيير ديمغرافيتها والقضاء على كُردية المنطقة.

ووفرت الصفقة التركية الروسية مكسباً كبيراً للنظام من خلال إفراع الحاضنة السنية في محيط العاصمة دمشق، حيث تمكن رئيس النظام السوري بشار الأسد من زيارة الغوطة الشرقية يوم الثامن عشر من آذار مارس المنصرم، أي في يوم احتلال تركيا لإقليم عفرين الكُردي، وهي زيارة لم يتمكن أحد من مسؤولي النظام القيام بها خلال سنوات خلت، نتيجة سيطرة المليشيات الإسلامية عليها.

الكُرد من 95% إلى 37%!

وفي تقرير لها صدر في السابع عشر من فبراير الجاري، قالت وسيلة إعلامية موالية للمليشيات الإسلامية المعروفة بـ (الجيش الحر وجبهة النصرة)، تسمى “عنب بلدي”، ضمن تقرير حمل اسم (عام على التغريبة الشامية.. كيف تبدل حال الغوطة الشرقية)، اعترفت فيه أن نسبة المستوطنين القادمين برفقة المسلحين من ريف دمشق تبلغ 30٪ من إجمالي سكان عفرين، بينما يشكل السكان الأصليون 37٪.

وذكر التقرير جملة معلومات، حيث قال بأنه ووفق إحصائية “هيئة تنسيق العمل الإغاثي”، بلغ عدد سكان الغوطة نحو 325 ألف نسمة خلال هيمنة المليشيات الإسلامية، وعقب الاتفاق التركي الروسي، خرج من المعابر الآمنة التي افتتحها النظام السوري نحو مناطق سيطرته، أي إلى دمشق، برعاية روسيا نحو 144 ألف مدني، وفق أرقام وزارة الدفاع الروسية، بينما خرج إلى الشمال السوري بموجب الاتفاق نحو 65 ألف شخص، وفق تقديرات فريق “منسقي الاستجابة”.

وتشير إحصائية فريق “منسقي الاستجابة” إلى أن 70565 شخصًا غادروا ريف دمشق إلى الشمال السوري خلال آذار 2018، منهم66377  من مدن الغوطة الشرقية، استوطن غالبتيهم في عفرين، بعد أن ساهم هؤلاء وابنائهم المسلحون ضمن صفوف المليشيات الإسلامية (الجيش الحر، الجيش الوطني) في تهجير سكان عفرين الأصليين الكرد، عندما ارتضوا أن يكونوا بيادق يحركها التركي كما يشاء!

ويعترف التقرير بأن القسم الأكبر من مستوطني الغوطة الشرقية هم حالياً في عفرين، حيث حرك الاحتلال التركي أبرز ميليشيتين إسلاميتين في الغوطة نحو عفرين وهما مليشيا “فيلق الرحمن” ومليشيا “جيش الإسلام”، ويشير التقرير أن عدد المستوطنين من الغوطة في عفرين يبلغ 27532 مستوطن، يتوزعون في إقليم عفرين وريفها، منهم تقريبا 17577 في مركز الإقليم، و4717 في ريف الإقليم الكُردي.

وبحسب إحصائية المكتب الإغاثي التابع لمستوطني ريف دمشق بمدينة عفرين، يشكل مستوطنو ريف دمشق 30٪ من إجمالي سكان عفرين، بينما يشكل السكان الأصليون 37٪!

تركيا تجمع ميليشياتها لقتال الكُرد..

وبعد سنوات من اقتتالها في ريف دمشق، تمكن الاحتلال التركي من جمل شمل ميلشياته في عفرين، حيث شهد الإقليم الكردي ما اسماها المستوطنون بـ “المصالحة” بين مجاميع “جيش الإسلام” وأخرى لما تسمى ”فيلق الرحمن”، بعد طردها إلى عفرين.

ودار اقتتال بين الطرفين على مدار سنوات، وكان سببًا رئيسيًا في تقسيم الغوطة وتشتتها عسكريًا، وصولًا إلى إعادة قوات النظام السيطرة عليها، وطرد مسلحي المليشيات الإسلامية منها، حيث لم تمضِ أيام على طرد الميليشيتين من الغوطة ووصولهما إلى عفرين، في الأشهر الأولى من عام 2018، حتى انتشرت صور للمتزعمين في كلتا الميليشيتين فيما سمي بـ “مأدبة صلح” بـ عفرين.

وتعمل حالياً الميليشيتان ضمن ما يعرف بـ “الفيلق الثالث” التابع لـمليشيا “الجيش الوطني” (وهي مليشيا شكلها الاحتلال التركي، ويتولى إدارتها عبر أجهزة مخابراته، في إطار محاولاته لتشكيل جيش موحد من مسلحي المليشيات الإسلامية، سعياً لتكوين إقليم سني تطمح له حكومة اردوغان على امتداد المساحة بين جرابلس إلى إدلب، متضمنة عفرين).

واعترف التقرير بأن المليشيات الإسلامية المؤتمرة للقرار التركي، مرتهنة لإدارته ولا تتمتع بأي حرية في قرارها، وأنها تنازلت عن أهداف الثورة المزعومة نحو العمل على قتل الشعب الكُردي ومنعه من الاستحواذ على حقوقه في الدستور القادم للبلاد، خدمة للأجندات التركية.

وقال التقرير أن الأهداف اختلفت عما كان سابقًا، ففي الشمال الجبهات مع النظام السوري مجمدة بالكامل، لتتحول البنادق إلى القوات الكردية المتمثلة بـ “وحدات حماية الشعب”، وهو ما أكده المدعو “عصام بويضاني” متزعم مليشيا جيش الإسلام عندما قال في خطاب: “لدينا ثلاثة أعداء هي الميليشيا الكردية وهيئة تحرير الشام وتنظيم الدولة”، ليقر معها الموالون لمسلحي تلك المليشيات، بأنها تخالف الأهداف التي تأسست من أجلها، وهي قتال قوات النظام واسقاطه (وفق ادعائها) وهو ما ينطق على مليشيا “فيلق الرحمن” كذلك.

تحقيق للهدف التركي..

وتعتبر الإحصائية المعلنة عن اعداد المستوطنين في عفرين مرضية جداً للاحتلال التركي، حيث يسعى الاحتلال التركي في الأساس إلى تغيير ديموغرافي عفرين والقضاء على هويتها الكردية، فقد أعلن اردوغان قبل غزوه عفرين أن نسبة الكرد فيها تبلغ 40%، وأنه يريد أن يعيد عفرين إلى أصحابها الحقيقيين، علماً أن نسبة الكُرد في عفرين تتعدى تاريخياً حدود الـ 98%.

ويوم الاثنين\الثامن عشر من فبراير، قال وزير الداخلية في حكومة الاحتلال التركي في تصريح صحفي إن حوالي 312 ألف لاجئ سوري عادوا الى بلادهم، بعد شن جيش الاحتلال التركي غزوتي (درع الفرات) و(غصن الزيتون)، والتي أزهقت أرواح المدنيين، وقامت بتهجير قسري للكُرد في آذار العام 2018، وحولتها إلى مرتع للمسلحين المتطرفين، ومسرحاً لعمل الجمعيات العنصرية التركية كالذئاب الرمادية وغيرها من الجمعيات التركمانية.

ويسعى الاحتلال التركي الى تكرار تجربة التغيير الديموغرافي الواقعة في عفرين، في المناطق الكردية الواقعة شرق الفرات، عبر شن غزوة جديدة هناك، حيث يخطط الاحتلال لإجبار السوريين المتواجدين على أراضيه والمقدر عددهم وفق ارقامه بـ 3,6 مليون، بالتوجه إلى المناطق الكردية والاستيطان فيها، عقب تهجير سكانها كما حصل في عفرين.

وفي هذا السياق، ذكرت “عفرين بوست” في تقرير لها في الثالث من فبراير الجاري، أن والي الاحتلال التركي لمدينة هاتاي المدعو راهمي دوغان، عقد لقاءاً مع أعضاء مجلس الاحتلال المحلي للوقوف على نتائج سياسات الاحتلال التركي في إقليم عفرين الكُردي التابع للإدارة الذاتية سابقاً. وأكد مصدر لـ “عفرين بوست” أن والي الاحتلال التركي طلب أرقام الإحصاءات السكانية التي أجراها المجلس مؤخرا، حيث سرد له معاون رئيس المجلس الإحصاء، وأبلغه أن عدد السكان الكُرد في حي عفرين القديمة بات يبلغ تسعة آلاف نسمة، بينما بلع عدد المستوطنين عشرة آلاف نسمة، وأردف المصدر أن تلك الأرقام جعلت الوالي التركي سعيداً، بعد سماعه نبأ تناقص أعداد السكان الكُرد في المدينة، حيث لم يستطع إخفاء سعادته وضحك فرحاً!

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons