عفرين بوست – خاص
دخلت عملية التغيير الديموغرافي وتغيير المعالم الجغرافية التي تنفذها سلطات الاحتلال التركي مرحلة جديدة، إذ تقوم بتحويل المخيمات المؤقتة إلى مجمعات سكنية بذريعة إيواء النازحين، إلى جانب بناء مجمعات سكنية جديدة على أراضي السكان الأصليين، وذلك في مسعاها لفرض واقع ديموغرافي جديد في إقليم عفرين لصالح أجندات أنقرة في الأراضي السورية والقاضية بضرب الوجود التاريخي للشعب الكردي على أرضه.
في السياق، أكدت مصادر “عفرين بوست” الخاصة، اليوم الأربعاء، أن سلطات الاحتلال التركي عملت منذ أكثر من عام على بناء مبان اسمنتية مكان الخيم في مخيم “محمدية 2” في ناحية جنديرس، حتى بات المخيم مجمعاً سكنياً استيطانياً متكاملاً بدعم من جمعية “خير أمة” الإخوانية.
ويأوي مخيم “محمدية 2” مستوطنين من عوائل المسلحين غالبيتهم من ميليشيات “جيش الإسلام وفيلق الرحمن” الذين تم طردهم من ريف وفق تفاهمات آستانه، واستقدامهم إلى المنطقة في أبريل 2018.
يقع المخيم “المستوطنة” على الضفة الشمالية الغربية لنهر عفرين في المنطقة الفاصلة بين قريتي دير بلو ومحمدية، وأقيم على أراضٍ زراعية يعود ملكيتها للمواطن “محمد جاسم” من أهالي قرية محمدية ومساحتها 3 هتكارات من الأراضي الزراعية، وقسم من تلك الأراضي يعود لاتحاد الفلاحين التي تم الاستيلاء عليها في وقت سابق من قبل النظام السوري.
ووفق المصادر، يتكون المجمع الاستيطاني من 90 – 100 منزل مسبق الصنع، يوجد فيه مشفى وجامع ومدرسة شرعية وغيرها من المرافق الخدمية، من تمديدات صحية وكهربائية ومياه. أما عن إدارته يُدار من قبل منظمة آفاد التركية (إدارة الكوارث والطوارئ التركية)، التي تقوم بتأمين المستلزمات الحياتية والطبية وغيرها لمستوطني المجمّع.
ويتخوف السكان المحليون من تحويل مخيم مجاور (مخيم محمدية 1) أيضاً لمجمع استيطاني، الذي يقع على الضفة الشرقية الجنوبية لنهر عفرين، يقطنه مستوطنون منحدرون من الغوطة الشرقية وفلسطينيو مخيم اليرموك بدمشق.
والمخيم أقيم على قطعة أرض عائدة للمواطن المرحوم “بحري آغا” من أهالي قرية برج عبدالو، حتى استولى عليها في وقت سابق النظام السوري الذي اقتطع قسماً منها لاتحاد الفلاحين الذي قام بزراعتها بأشجار الحور، وتقدر مساحتها بـ 10 هكتارات (بوجاق أي بساتين مروية)
ويحوي المخيم نقطة طبية ونقطة حراسة وباقي الخدمات، ويأوي نحو 7 آلاف نسمة من المستوطنين المنحدرين من ريف دمشق وعوائل فلسطينية، وتديره منظمة آفاد التركية أيضاً. .
وكان المهندس المدعو “محمود حفار” رئيس مجلس جنديرس المحليّ التابعة للاحتلال التركيّ قام بزيارة إلى مخيم المحمدية 2 في 15/6/2022، للاطلاع على سير أعمال بناء القرية الاستيطانيّة التي تقوم بها جمعية “خير أمة”. ورافقه في الزيارة الأستاذ “عبد الجبار شبلي” مدير جمعية “خير أمة” ومدير منظمة آفاد في مخيم المحمديّة.
تُعرّف جمعية “خير أمة” نفسها بأنها “مؤسسة إغاثية خدمية مدنية نشأت لتقدم الدعم والمساندة لكل الناس باختلاف أطيافهم وأعراقهم وأجناسهم، وتتخذ من مدينة إسطنبول في تركيا مقراً لها”. وواضح من اتخاذ الجمعية قبة المسجد الأقصى شعار أنها ذات جذور فلسطينية.
والجمعية على علاقة مع العديد من الجمعيات الإخوانيّة سواء التي تتخذ من إسطنبول مقراً لها أو الجمعيات الخليجية ذات الخلفية الإخوانية مثل عطاء، وشام الإنسانية، قطر الخيرية، الجمعية التركية للتضامن مع فلسطين، بيت الزكاة ــ الكويت، جمعية الإمام البخاري، جمعية البركة جمعية العون السويدية، هيئة الإغاثة الإنسانية IHH التركيّة، جمعية شفق إضافة إلى جمعيات أخرى.