عفرين بوست ــ متابعة
تواصل سلطات الاحتلال التركيّ سياسة التغيير في منطقة عفرين المحتلة، والتي لا تقتصر على التغيير الديمغرافيّ، وتتجاوزه إلى تغيير هويتها التاريخية عبر تجريف المواقع والتلال الأثريّة وسرقة الآثار واللقى وإمحاء تلك المواقع. من هذه المواقع تل حمو على طريق عفرين ــ جندريسه، وتل قابه القريب من الحدود بناجية راجو.
ووفق ما أكدته مديرية آثار عفرين، عبر صفحتها الرسمية على التواصل الاجتماعي، تعرضْ تل حمو الأثري ومحيطه بعد الاحتلال التركيّ لعمليات حفر تخريبيّة في الجزء غير المشغول بالأبنية السكنيّة الواقع في الزاوية الشماليّة الشرقيّة للتل وقرب أحد المنازل الواقعة على المنحدر الجنوبيّ للتل.
حيث كان المنزل المذكور محاطاً بالعديد من الأشجار بحسب شهادات الأهالي والصورة الفضائيّة العائدة لتاريخ 24/4/2018، وتظهر الصور الفضائيّة العائدة إلى ما قبل الاحتلال هذه الأشجار بشكلٍ واضحٍ.
ويقع تل حمو الأثريّ ضمن قرية تل حمو الواقعة على يسار الطريق الرئيسيّ الواصل بين مدينة عفرين وناحية جندريسه، وتبعد عن مدينة عفرين حوالي (16كم) غرباً، وقد شغلت منازل القرية منذ القدم معظم مساحة التل المرتفع ولم يتبقَ منه إلا جزءٌ صغيرٌ خالٍ من المباني السكنيّة.
والتل مسجل في قيود مديرية الآثار السورية بالقرار 244/آ لعام 1981.
كما نقلت مديرية آثار عفرين عن شهادات الشهود من داخل عفرين أن تل قابه الأثري تعرض ومحيطه أيضاً لعمليات حفرٍ تخريبية، إلا أنَّ موقع التل على الحدود السوريّة التركيّة حال دون الحصولِ على الصور الفوتوغرافية الخاصة بهذه الحفريات بسبب استهداف حرس الحدود التركيّ للمواطنين السوريين بالرصاص الحي لدى اقترابهم من الحدود.
إلا أنَّ الصور الفضائيّة العائدة لتاريخ 7/8 و22/8 و28/9 من عام 2019 تظهر بوضوحٍ آثار الحفر على التل ومحيطه. والمنطقة الأكثر وضوحاً لهذه الحفريات هي الواقعة جنوب شرقي التل بنهاية المنحدر المجاور للسهل المحيط بالتل، مع إن هذا المنحدر كان يحوي العديد من المدافن القديمة المنحوتة في الصخرِ.
والجدير بالذكر أنّ هذه الحفريات اختفت معالمها وملامحها بحسب الصورة الفضائيّة العائدة الى تاريخ 18/2/2021 ما يعني صعوبة توثيق التعديات في المستقبل في ظلِّ اختفاءِ الأدلة، وعدم سماح الدولة التركيّة بدخول المنظماتِ المختصة المحايدة للاطلاع على الوضع داخل منطقة عفرين السوريّة.
ويقع تل قابه جنوب غرب بلدة راجو بحوالي (10كم) على النقطة صفر من الحدود التركيّة على الجانب السوريّ من الحدودِ ويبعد عن مدينة عفرين حوالي (35كم) إلى الشمال الغربيّ من المدينة.
واستمد التل اسمه من بناءٍ ذو أقبيةٍ أسطوانيّةٍ والذي ما زال ظاهراً على سطحِ التل وثمّة شجرة دلب معمرة في الركن الشمالي الشرقي للتل بقربها بئر ماءٍ وأجران قديمة للمياه، وهو من التلال غير المسجلة في قيود مديرية الآثار السوريّة.
وأشارت المديرية أنه لا تتوفر معلوماتٌ عن طبيعة المواد واللقى الأثريّة التي ظهرت أثناء الحفريات التخريبيّة على كلا التلّيْن وكذلك كيفية التصرف بها.
