عفرين بوست ــ متابعة
من وقت لآخر يتم تداول خبر تنظيم حملة عسكريّة لملاحقة تجار ومروجي المخدرات في المناطق الخاضعة للاحتلال، وكانت أولى المهام أُسندت لما تسمى غرفة “القيادة المشتركة “عزم” هي حملة مكافحة المخدرات في 15/7/2021، ومنذ يوم أمس تحولت مدينة مارع إلى ساحات اشتباكات في سياق حملة جديدة لمكافحة المخدرات.
أصدرت ما تسمى (إدارة التوجيه المعنوي في الجيش الوطني) بياناً يوم أول أمس الأحد 22/5/2022، أعلنت فيه بدء حملة أمنية لملاحقة تجار ومروّجي ومتعاطي المخدرات في مدينة مارع، وشهدت المدينة استنفاراً عسكريّاً وأُغلقت مداخلها وتم تداول وقوع اشتباكات عنيفة اُستخدمت الأسلحة الخفيفة والقنابل…
وتفيد المعلومات أنّ معظم تجار ومروجي المخدرات على علاقة مباشرة مع الميليشيات المسلحة، وتحديداً ميليشيا “المعتصم” وهي رأس الحربة في الحملة الحالية، وسبب الحملة في هذا التوقيت أن التجار لم يلتزموا بدفع الإتاوات المفروضة شهرياً ومقدارها ثلاثة آلاف دولار، وفق ما أفادت به مصادر أهليّة.
ومنذ يوم أول أمس تم الإعلان عنم اعتقال عددٍ من تجار ومروجي المخدرات منهم: محمد محمود رشيد بكورالملقب “فقاسة”، هيثم حج عمر، نزار نجار وأدهم الشعبان ايمن محروق علي صالح هارون محمد أحمد المجدو نجار محمد حسن محروق، باسل معاذ بلال أبو وليد العراقي حسن نعمة (حسن الأمل)، محمود فوزي نعمة، عبد الإله العلي أبو عرب، احمد وليد هارون. فيما يتم تداول مزيد من الأسماء التي يُطالب بإلقاء القبض عليها.
الحملة الجديدة تأتي متزامنة مع اضطرابات واحتجاجات شهدتها مدن الباب وإعزاز وعفرين على خلفية فساد في المؤسسة العسكريّة والأمنيّة وإقالة رئيس الشرطة العسكرية في الباب العقيد عبد اللطيف الأحمد، وقبلها رئيس فرع الشرطة العسكريّة في عفرين العقيد محمد حمادين أبو رياض. فكانت الحاجة لإنجاز أمنيّ بإخراج ملف المخدرات من الأدراج، وتصفية الحسابات.
من المؤكد أن أسماء كل تجار المخدرات ومروّجيها معروفة وهم أنفسهم متزعمو الميليشيات ومسلحوها، وسبق أن وقعت اشتباكات بين الميليشيات لهذا السبب، هذه الحملات هي نتيجة لخلافات فيما بينهم، كما أنّ هذا النوع من التجارة يقوم على التنافس والتصفيات، وتأخذ إما شكل الاقتتال الفصائلي أو الحملات الأمنيّة.
في 19/3/2022 تم تنظيم حملة أمنيّة كبيرة من قبل عناصر الشرطة العسكريّة والمدنيّة حملة كبيرة لملاحقة تجار ومروجي المخدرات في أخترين وصوران واحتيملات وقرية الزيادية، وإقامة حواجز طيارة على مفرق دابق ــ احتيملات.
في 1/4/2022 تم تنظيم حملة أمنية أيضاً في عفرين وألقى المدعو معتصم عباس متزعم “فرقة المعتصم ورئيس أركان “هيئة ثائرون” كلمة قبيل تسيير الحملة. ولم يعلن عن نتيجة الحملة.
ووقعت اشتباكات في 3/10/2021 لدى اقتحام الشرطة العسكريّة مصنعاً للحبوب المخدرة يقع ما بين قريتي باسوطة وبرج عبدالو، وتمت مصادرة نحو 7 أطنان من المواد الأوليّة.
كل المناطق الخاضعة للاحتلال التركي تحول إلى مراتع خصبة لتجارة المخدرات وتتوزع فيها مصانع إنتاجها، وغالباً عندما يُعلن عن ضبط كميات من المواد المخدرة، لا يُعلن عن أسماء المتورطين الكبار، وتتم التضحية بصغار التجار ليكون قرابين استمرار التجارة السوداء.
لم تكن تجارة المخدرات معروفة في عفرين سابقاً ولكنها نشطت في ظل الاحتلال التركيّ، وقد وقعت العديد من حوادث القتل في مقرات الميليشيات وجرائم القتل تحت تأثير المخدرات.
السؤال من جاء بالمخدرات ومن يتاجر ويتعاطى بها؟ مؤكد أنّهم ليسوا أهالي المناطق المحتلة، لأنّ هذه التجارة تحتاج لحصانةٍ وقوة وسلاح وهو ما لا يتوفر إلا لدى الميليشيات المسلحة! ولذلك لا سبيل لانتهاء آفة المخدرات إلا بزوال أسبابها، وانتهاء الاحتلال ومفرداته.