ديسمبر 23. 2024

الجنس من أجل البقاء.. تقرير منظمة دوليّة يعرّي حقيقة مخيمات الأرامل في المناطق الخاضعة للاحتلال التركي وميليشياته

عفرين بوست ــ متابعة

نشرت صحيفة الغارديان البريطانيّة تقريراً، في 12/4/2022، تحت عنوان: “تقرير يحذر من أن النساء يواجهن عنفاً مزمناً في مخيمات الأرامل بسوريا”. ونقل التقرير عن منظمة الرؤية العالمية World Vision، غير الحكوميّة، إنَّ الظروفَ أسوأ بشكل كبير مما كانت عليه في المخيمات العامة، حيث أجبرت بعض النساء على ممارسة “الجنس من أجل البقاء”،

ووفق الصحيفة فقد كشف التقرير الجديد أنَّ النساء والأطفال الذين يعيشون في مخيماتٍ يصعب الوصول إليها في شمال غرب سوريا يواجهون مستوياتٍ مزمنةً ومرتفعةً من العنف والاكتئاب، مع إجبار بعض النساء على ممارسة “الجنس من أجل البقاء”.

وُجد أن الأطفال فيما يسمى “بمعسكرات الأرامل” يتعرضون للإهمال الشديد والإساءة والإجبار على العمل بينما تكون الأمهات على وشك الانهيار نفسياً. تقول أكثر من 80٪ من النساء إنهن لا يتلقين رعاية صحية كافية و95٪ عبرن عن شعورهن باليأس.

قال حوالي 34٪ من الأطفال إنهم تعرضوا لواحد أو أكثر من أشكال العنف و2٪ قالوا إنهم تزوجوا وهم في سن مبكرة. تعتبر عمالة الأطفال مشكلة كبيرة حيث يجبر 58٪ من الأولاد و49٪ من الفتيات في سن 11 أو أكثر على العمل.

وقال التقرير أنّ من بين 419 شخصاً قابلتهم “وورلد فيجن” في 28 مخيّماً، وهي موطن لعشرات الآلاف من النساء العازبات – بما في ذلك المطلقات أو اللواتي فقد أزواجهن – وأطفالهن، قالت واحدة من كل أربع نساء تقريباً إنهن شهدن اعتداءات جنسية في المخيم على أساس يومي أو أسبوعي أو شهري. قال حوالي 9٪ من المستطلعين إنهم تعرضوا للإيذاء الجنسي.

قالت المنظمة غير الحكومية إنه لا يُسمح للنساء بمغادرة المخيمات بحرية. بسبب عدم تمكنهم من البحث عن عمل مدفوع الأجر أو إعالة أسرهم، يجد البعض أنه “لا خيار أمامهم” سوى الانخراط فيما يسمى بالجنس من أجل البقاء مع الحراس الذكور ومديري المخيم.

وقالت ألكسندرا ماتي، الكاتبة الرئيسيّة للتقرير: “إنّنا نرى العالم، وبحق، يعرب عن تضامنه مع ضحايا الصراع في أوكرانيا، والحكومات ملتزمة بسخاءٍ ببذل كلِّ ما في وسعها لتلبية الاحتياجات الإنسانيّة هناك. لكن الأرامل السوريات وأطفالهن يستحقون نفس المستوى من التعاطف والرحمة والالتزام. وآلامهن ويأسهن وحاجتهن لا تقل عن أيّ شخصٍ آخر يفرُّ من الصراعِ”.

وتقولُ فاطمة (اسم مستعار)، وهي أم لثلاثة أطفال في أحد المخيمات، إنّها تعاني من آلامٍ حادة بالظهر لكنها لا تستطيع الحصول على رعاية صحيّة: “ليس لدينا حتى الخبز والماء”. عندما يطلبُ [الأطفال] الموز، أطلب منهم التحلّي بالصبرِ. لا يوجد شيءٌ يمكننا القيام به، الماء والخبز أهم”.

وأضافت: ليس من الآمن أن تذهبَ النساء والفتيات إلى الجبل لجلبِ الحطب لتدفئة أنفسهن أو الطبخ. إنّه ليس آمناً على الإطلاق. يجب أن آخذ جاري أو أيَّ شخص معي حتى لا أذهب وحدي. ولا يمكنني إرسال أطفالي بمفردهم أيضاً، لأنّه ليس آمناً. ليس لديَّ أحد”.

نزح ما يقرب من 7 ملايين سوري داخلياً منذ اندلاع النزاع في عام 2011. ويعيش حوالي 2.8 مليون فيما يقدر بـ 1300 مخيم للنازحين داخلياً في شمال غرب البلاد.

تدار مخيمات الأرامل في إدلب وحلب من قبل ميليشيات “المعارضة السوريّة” وجيش الاحتلال التركي. وتُعدُّ الظروف هناك أسوأ “بشكل كبيرٍ” مما كانت عليه في المخيمات العامة. لا يوجد سوى القليل من الخدمات الأساسيّة المقدمة للسكان، أو لا تقدم على الإطلاق، الذين يعانون مما وصفه عمال الإغاثة بأنه “أزمة مروعة داخل أزمة” وتحديات الحماية “الأسوأ على الإطلاق”. تم تقييد الوصول إلى المنظمات غير الحكومية المحلية.

يأتي تقرير “وورلد فيجن” قبل مؤتمر تعهدات الحكومة بشأن سوريا في بروكسل في مايو/ أيار. انخفض التمويل إلى أدنى مستوى له منذ عام 2015 بسبب ما قال التقرير إنّه “إرهاق المانحين وفيروس Covid-19، وتم الوفاء بأقل من نصف خطة الاستجابة الإنسانية لسوريا للعام الماضي. ووفقاً للأمم المتحدة، فإنَّ أكثر من 14 مليون سوريّ كان بحاجة إلى شكلٍ من أشكال المساعدة اعتباراً من الشهر الماضي.

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons