عفرين بوست – خاص
في ظل حالة الفلتان الأمني واللا استقرار في إقليم عفرين الكُردي، تجري العديد من حوادث السلب والسرقة عبر اختلاق التهم وما يعرف اجتماعيا بـ “السلبطة والتبلّي” تطال قوت وممتلكات المواطنين الكُرد على يد مسلحي الميليشيات الاسلامية التابعة للاحتلال التركي وذويهم من المستوطنين، ما أدى لإفلاس العديد من المواطنين الكرد وإغلاقهم لمتاجرهم.
في السياق، رصد مراسل “عفرين بوست” في مدينة عفرين جملة من الحالات التي يعاني فيها الحرفيون الكرد من عدم ايفاء المستوطنين بالتزاماتهم المالية بعد تراكم الديون عليهم، بينهم المواطن “عبد الرحمن محمد”، من أهالي قرية بابليت – ناحية جنديرس، الذي يفتتح متجراّ للمواد الغذائية على طريق السرفيس بحي الأشرفية، والذي يعاني من تضاؤل رأسماله جراء رفض المسلحين ايفاء الديون المتراكم عليهم من أكثر من عام، ويقدّر الديون المستوجبة دفعها بأكثر من ستة آلاف ليرة تركية، ونحو 500 ألف ليرة سورية، علماً أن بعض المسلحين تهربوا من دفع ديونهم عبر الانتقال إلى مناطق أخرى داخل عفرين، والبعض الآخر لا يزال مقيما في الحي ولا يوفون ديونهم.
المواطن “محمود حنان” من أهالي قرية بابليت أيضاّ، اضطر لإغلاق متجره في حي الأشرفية – مقابل صيدلية التقوى، قبل نحو ستة أشهر بشكل كامل، بسبب رفض مسلحين من ميليشيات “جيش الإسلام” دفع ديونه البالغة نحو 5 آلاف ليرة تركية، رغم تقدمه بشكوى ضدهم لدى المقر الأمني للميليشيا.
سمّان قرر ترك مدينة بعد تلقيه تهديدات بالقتل
” السلبطة” و”التبلّي” باتتا منذ احتلال الإقليم آذار 20218، ظاهرة منتشرة على نطاق واسع، إذ يستهدف مسلحو الميليشيات الإسلامية والمستوطنين على حد سواء أرزاق المواطنين الكُرد، فقد اضطر السمّان علي فارس وهو من أهالي قرية معملا- ناحية راجو، اضطر إلى ترك متجره ومدينته متوجهاّ صوب إقليم كردستان العراق، بعد تلقيه تهديدات بالقتل.
“فارس” كان يمتلك متجراّ في حي الأشرفية، عانى هو الآخر قيام المسلحين والمستوطنين بشراء البضائع بالدين دون الإيفاء بها، إلى قام مسلحون من ميليشيات “الفرقة 23″ التابعة للاحتلال التركي، بتهديده بالقتل بعد تقدمه ووالده بشكوى ضدها قائلين له ” حقك انت وأبوك طلقة”، ما اضطر إلى الفرار بجلده والتوجه إلى إقليم كردستان لحماية نفسه وعائلته من أذية مسلحي أنقرة.
وكان المسلحون يدينون بنحو 5 آلاف ليرة تركية للسمان “فارس” ولم يفوا بها، علماً أم متجره تعرض في وقت سابق لعملية سرقة شملت 40 أسطوانة غاز ومولّدة كهربائية.
ولا تعد حوادث السلب المسلح تلك، إلا استكمالاً لعمليات السطو والاستيلاء وفرض الإتاوات المتواصلة منذ احتلال عفرين.