ديسمبر 23. 2024

مع حلول الشتاء.. يزيد الحصار ونقص المازوت مخاوفَ أهالي عفرين المهجرين قسراً

Photo Credit To نورث برس

عفرين بوست – متابعة

مع اقتراب فصل الشتاء، يخشى أهالي عفرين المهجرون قسراً مضاعفات فصل الشتاء والبرد في ظل ظروف الراهنة حيث لا يتوفر مازوت التدفئة ولا تتوفر الكهرباء ليكون البديل كافياً، فيما تؤثر ظروف الحصار سلباً، إذ لا يمكن تأمين كثير من المستلزمات الضروريّة.

أعدت وكالة نورث برس تقريراً حول أوضاع أهالي عفرين المهجرين قسراً والمقيمين في المخيمات وقرى منطقة الشهباء والنواقص لديهم لمواجهة تغير أحوال الطقس ودخول فصل الشتاء، وأجرت عدة لقاءات مع الأهالي.

تخشى شادية نجار (51 عاماً)، وهي من مدينة عفرين، تكرار المعاناة التي عاشتها مع عائلتها خلال العام الماضي في مخيم برخدان، بسبب عدم توفر مازوت التدفئة ومستلزمات الشتاء من لباس وسجاد وغيرها. وتذكر أنّ الأهالي المهجرون في المخيمات قضوا أسابيع دون أن يتمكنوا من إشعال المدافئ خلال الشتاء الماضي، بسبب قلة مخصصاتهم من المازوت.

وأشارت شادية إلى أنّ خيمتها تفتقر للسجاد والحصائر، فاضطرت لمد بطانيات رقيقة على الأرض للجلوس عليها، وتقول: مرت ظروفٌ صعبة مرت علينا، ونحن على أبواب الشتاء ولم نستلم مخصصاتنا من مازوت التدفئة حتى الآن”.

 مخاوف مهجري عفرين تزداد مع اقتراب فصل الشتاء بسبب عدم تأمين مادة المازوت ووسائل التدفئة نتيجة الحصار المفروض من قبل حواجز حكومة دمشق على المنطقة.

نحو 300 ألف مواطن هو التعداد العام لأهالي عفرين المهجرين قسراً بعد العدوان التركي في 2018، يسكن نحو ألفي عائلة في خمسة مخيمات هي: عفرين وبرخدان وسردم والعودة وشهبا، بينما يتوزع البقية على 42 قرية وبلدة بريف حلب الشمالي ويقدر تعدادهم بنحو 140 ألف مواطن بحسب إحصائيّة لهيئة الشؤون الاجتماعية والعمل لإقليم عفرين.

ومنذ تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، تمنع الحواجز التابعة للحكومة السورية دخول الكميات اللازمة من محروقات والغاز والمواد الاستهلاكيّة والأدوية والطحين إلى مناطق ريف حلب الشمالي. كما لم تسمح في الشتاء الماضي الحواجز الحكوميّة قرب مدينة منبج بعبور المحروقاتِ من مناطق الجزيرة إلى ريف حلب الشمالي، سوى مخصصاتِ الدفعة الأولى التي لم تكفِ العائلات المهجّرة.

“كارثة بحق المهجرين”

وبحسب إحصاءات لجنة المحروقات التابعة للإدارة الذاتيّة بريف حلب الشمالي، تحتاج العائلات المهجرة وسكان المنطقة نحو 300 برميل يوميّاً لتلبية احتياجات الوقود للقطاع الخدميّ من تشغيل مولدات الكهرباء (الأمبيرات) والأفران والمراكز الصحيّة وسيارات النقل الداخليّ. وبحسب تصريح سابقٍ للإداري في اللجنة مصطفى محمد، فإنّ “كمية المحروقات التي تدخل إلى المنطقة لا تلبّي سوى 30% فقط من هذه الاحتياجات، وسط استمرار حالة الحصار”. وحذّر الإداريّ في لجنةِ المحروقات، حينها، في حالِ استمرارِ الحصار على المنطقة، “من وقوعِ كارثةٍ بحقِّ المهجرين في حال استمرت حكومة دمشق في تسييس مسألة احتياجاتهم”.

 ويشمل نقص المواد بسبب الحصار، مادتي الغاز والبنزين اللتين لا تدخلان المنطقة بشكل اعتياديّ، بل يشتريهما الأهالي من السوق السوداء بأسعار “باهظة”.

المواطنة فريال سليمان (45 عاماً) تسكن مع عائلتها في قرية بابنس في منزل بدون نوافذ وأبواب لشمالي، تشير إلى المخاوف من تكرارِ معاناةِ الشتاء الماضي تقول: “مرَّ علينا شتاءٌ قارس، كنا نحصل على 50 ليتراً من المازوتِ على شكلِ دفعاتٍ متباعدة ولم تكن تكفينا، وكانت الرياح والأمطار تدخل إلى المنزل”.

وتضيف أنّها بعدما هُجّرت قسراً من منزلها في عفرين لا تملك مصدرَ دخلٍ لشراء احتياجات عائلتها من المازوت أو الحطب، “لا نملك شيئاً هنا، تركنا أموالنا وممتلكاتنا في عفرين، وبحال لم نستلم المازوت سيكون وضعنا صعباً”.

 واضطر الأهالي المهجرون لتأمين وسائل التدفئة خلال الشتاء الماضي، لجمع أغصان الأشجار اليابسة وأكياس النايلون لتدفئة أنفسهم. فيما تعجر أغلب العائلات عن شراء المازوت والحطب من السوق السوداء لارتفاع أسعارهما، ويصل سعر ليتر المازوت إلى ثلاثة آلاف ل.س، وسعر كيلوغرام من الحطب إلى 500 ل.س.

يُذكر أنّ حوادث مفجعة وقعت أثناء جمع الحطب في الأراضي وفي الحقول نتيجة انفجار ألغام مزروعة في فترة سابقة.

 معاناة مضاعفة في الخيم

وبحسب عبد حنان معمو، الرئيس المشارك لهيئة الشؤون الاجتماعية والعمل لإقليم عفرين فإنّهم يستعدون لتوزيع مدافئ جديدة على المهجّرين في المخيمات وتوزيع ملابس الأطفال على العائلات “المحتاجة”. ولكن “معمو” ذكر، أنّهم لا يمتلكون حلولاً بحال استمرار الحصار على المنطقة.

وأشار إلى أنَّ المساعداتِ التي تقدّمها المنظمات للنازحين، “لا تغطي إلا 20% من احتياجات المهجّرين، ففي بداية فصل الشتاء الماضي وزعتِ المنظمات أغطية وإسفنجات ولم تشمل كلِّ العائلاتِ”.

المواطنة المهجّرة نائلة محمد (58 عاماً) تقيم في مخيم برخدان تتحدث عن صعوبات حياتها في المخيم. وتقول قمت بخياطةِ وترقيع الأجزاء التي اهترأت من الخيمة، وعندما يهطل المطر، تتسرب المياه إلى الخيمة وعندما أشعل المدفأة في الشتاء يتكون البخار والرطوبة وتتبلل أغراضنا”. وتضيف: “هذ حالنا في الخيم، ماذا عساي أن أقول؟”.

رغم قيام البلديات التابعة للإدارة الذاتيّة بريف حلب الشمالي بمدِّ الحصى على الطرقات الفرعيّة وعند غرف الحمامات والمغاسل منعاً لتراكم الوحل في الشتاء، إلا أنَّ المهجرين يقولون إنَّ المعاناة تحت الخيم تتضاعف على مدار السنة.

Post source : نورث برس

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons