سبتمبر 20. 2024

أخبار

“أنقذوا عفرين من الموتِ” مناشدة من داخل عفرين بعد اكتساح كورونا للمدينة وأريافها

Photo Credit To تنزيل

عفرين بوست ــ خاص

يجتاح فيروس كورونا إقليم عفرين الكرديّ، في ظلّ ظروفٍ بالغة التعقيد، أولها واقع الاحتلال وحملات الاختطاف والسرقة الممنهجة لموسم الزيتون وتردّي الواقع الصحيّ، الذي لا يحتمل أي أعباء وهموم إضافية.

8 مصابين بالفيروس بين كل 10 مرضى

وقال طبيبٌ كرديٌ لشبكة “عفرين بوست” إنّ وباء كورونا انتشر بشكل كبير بين السكان، سواء في المدينة أو في الريف، موضحاً أنّ العديدَ من المصابين بعدوى فيروس كورونا يرتادون عيادته، لدرجة أنّه بين كلّ 10 مرضى هناك 8 مصابون وفق التشخيص الأوليّ.

ويعزو المصدر الطبيّ سبب اكتساح كورونا للمنطقة إلى عدم التزام الأهالي بقواعد السلامة والحماية الشخصيّة، وكذلك الجهلِ بماهية وخطورة المرض، علاوة على سوء الخدمات الصحيّة التي تقدمها سلطات الاحتلال التركيّ، وكذلك قلة عدد مراكز العزل والمعالجة والتي باتت تغصُّ بالمرضى وتعجر عن استقبال المزيد من المصابين.

أنقذوا عفرين

من جهةٍ أخرى كتب مواطنٌ مقيمٌ في مدينة عفرين على صفحته الشخصيّة على موقع فيسبوك: “بعد مروري ولا زلت بأيام عصيبةٍ نتيجة التعامل مع فيروس العصر كوفيد ــ 19 يتبين لدي يوماً بعد يوم بأنّ الذي يتعامل مع المرض يتغيّر معه نمط الحياة اليوميّة قد يصل إلى بعض الأحيان وخاصة بعد الشفاء من المرض إلى درجة ان تكون منبوذاً من المحبين وحتى أقرب المقرّبين. أرى هذا ضمن الطبيعيّ باعتباره يشكل خطرا على حياة الانسان”.

وفي توصيف للواقع الصحيّ الذي تعيشه عفرين تحت وطأة الفيروس أضاف: “عفرين بنواحيها وقراها تتجه نحو الهلاك والموت إن لم تتحرك القوى والفعاليات المجتمعيّة للحد من هذا الوباء اللعين، لقد انتشر هذا المرض وخاصة في الآونة الاخيرة بشكل سريع وإلى كافة مجالاتِ الحياة دون أيّ اهتمام إن كان من المجالس المحليّة أو لجان المجتمع المدنيّ”.

وختم المواطن بالقول “أنقذوا عفرين من الموتِ”

13 وفاة يوم أمس الأحد

وقالت (مديرية الدفاع المدنيّ في عفرين) التابعة للاحتلال التركي يوم أمس الأحد، إنّ الانهيار يستمر في الوضع الصحي في شمال غربي سوريا مع شحّ المستلزمات الطبيّة الخاصة بالكشف عن حالات الإصابة بفيروس كورونا والمستهلكات الطبية في مشافي الاستجابة للجائحة، بالتزامن مع ارتفاع معدل الإصابات والوفيات.

وأضافت أنّ الفرق المختصة (بالدفاع المدنيّ السوري) نقلت يوم الأحد 3 تشرين الأول 13 حالة وفاة بينهم 6 نساء من المشافي الخاصة بفيروس كورونا ودفنتها وفق الإجراءات الاحترازية، وبلغ عدد الإصابات التي نقلتها الفرق إلى مراكز العزل 49 حالةً بينهم 30 امرأة وطفلان.

ونوّهت إلى أنّ المتحور الجديد “دلتا” يصيب كافة الفئات العمريّة حتى الأطفال والشباب، ونصحت باتباع إجراءات الوقاية (ارتداء الكمامة والتباعد الاجتماعي وتعقيم اليدين باستمرار)

وأعلنت عن حملة “نَفَس” لتأمين المستلزمات الطبية المنقذة لحياة المصابين بالفيروس عبر جمع التبرعات إما عبر منظمة بنفسج أو فريق ملهم التطوعيّ.

75% من الحالات في المشافي حادة

من جهتها قالت منظمة “أطباء بلا حدود”: المرافق الطبيّة في شمال غرب سوريا على وشك الانهيار بسبب تفشّي “كورونا”، وحذرت المنظمة من نقص الخدمات الطبية في شمال غربي سوريا، في ظل تفشي فيروس “كورونا” وارتفاع حالات الوفيات جراء الإصابة بالفيروس إلى 300 حالة خلال شهر أيلول.

وقالت المنظمة عبر “تويتر”، إنّ الوضع خطير، و”كورونا” ينتشر بسرعة، والمرافق الصحيّة على وشك الانهيار. وتحدثت عن عمقِ الحاجة إلى الأوكسجين، ومجموعات اختبار “كورونا”، والإمدادات الطبيّة، للحفاظ على عملِ المشافي.

ولفتت المنظمة إلى أنَّ 75% من الحالات التي أدخلت إلى مراكزها هي حالات حادة، وإلى أنّ 50% من المصابين بالفيروس ضمن أحد مراكز “أطباء بلا حدود” في عفرين، دون سن الأربعين.

وأعلن “الدفاع المدني” الأربعاء 29/9/2021 العجز الكامل في القطاع الصحيّ في شمال غربي سوريا وإشغال كافة الأسرّة في المشافي ومراكز العزل، وعدم القدرة على استيعاب المزيد من الإصابات، ونقص حاد جداً في الأوكسجين، مع استمرار تسجيل أعداد كبيرة يوميّاً من المصابين بفيروس “كورونا”.

ارتفاع ملحوظ في أعداد الوفيات

ونشرت “صفحة الوفيات في منطقة عفرين” على الفيس بوك، وهي صفحة اجتماعية محلية تختص بنشر أخبار الوفيات، نعوات 41 حالة وفاة لأهالي الإقليم منذ الأول من شهر أكتوبر الجاري ( 4 ايام)، دون الاشارة إلى سبب وفاتهم، إن كان بسبب الاصابة بكورونا أو بأمراض أخرى، أم لأسباب طبيعية، ولكن يُلاحظ أن أغلب المتوفين هم من كبار السن، ويرجح أن أغلب الوفيات حدثت بفعل كورونا – كوفيد 19.

ونشرت الصفحة المحلية اليوم، نبأ وفاة الشاعرة الكُردية هدى أحمد محمد في قريتها “بيكيه” – ناحية بلبله/بلبل، من مواليد 1982، متأثرة بإصابتها بمتحور دلتا – كوفيد 19 الذي يكستح الإقليم الكردي المحتل.

الشاعرة هدى أحمد محمد

قصور في الإجراءات

ورغم أنّ الموجة الرابعة من فيروس كورونا المتحور ضرب عفرين وقراها بقوةٍ، منذ أكثر من شهر ونصف إلا أن سلطات الاحتلال والمؤسسات الصحيّة لم تتخذ الإجراءات الكافية لحصر الإصابات، وذكرت “عفرين بوست” الإثنين 13/9/2021، أنّ سلطات الاحتلال التركيّ أغلقت جميع المدارس في مدينة عفرين المحتلة، بسبب تفشي وباء “كورونا” بين الكادر التدريسيّ.

وأطلق ناشطون قبل نحو أسبوعين مناشدات بضرورة الالتزام بالإجراءات الوقائيّة والابتعاد عن الأماكن المزدحمة للحدِّ من الانتشار عدوى الإصابة بفيروس كورونا، وجاءتِ المناشدات متزامنةً مع حالة الازدحام التي تشهدها مشافي مدينة عفرين، وعزوف الأهالي عن مراجعتها خشية زيادة المضاعفات من جهة وكذلك بسبب الأسعار الخياليّة للإشراف الطبيّ التي لا تُحتمل.

وقد جرى فرض الحظر الكلي على بعض القرى ومعسكرٍ لمسلحي ميليشيا “فيلق الشام”، إلا أنّها إجراءات متأخرة جداً، تأتي بعد زيادة عدد الإصابات.

Post source : عفرين بوست

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons