عفرين بوست – متابعة
في ندوة حوارية عُقدت يوم الإثنين 27/9/2021، واستضافه معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى في العاصمة الأمريكية واشنطن كشفت السيدة إلهام أحمد، رئيسة الهيئة التنفيذيّة لمجلس سوريا الديمقراطية، عن أهم المسارات السياسيّة التي ينتهجها “مسد” في المرحلة القادمة، وفي مقدمها الانفتاح على الحوار وإجراء انتخابات عامة في مناطق الإدارة الذاتيّة.
ويقوم وفد من مجلس سوريا الديمقراطيّة بزيارةٍ رسمية إلى الولايات المتحدة يلتقي خلالها بأعضاء من الكونغرس الأمريكي من الحزبين الجمهوريّ والديمقراطيّ ومسؤولين في الإدارة الأمريكيّة. وجاء المحطة الأمريكيّة مباشرة بعد زيارة رسمية إلى موسكو تم اللقاء خلالها مع ميخائيل بوغدانوف، نائب وزير الخارجية الروسيّ ومبعوث الرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط، تم بحث مسار الحوار السياسي في سوريا لحل الأزمة.
دعوة للمجتمع الدولي لرعاية حوار مع أنقرة ودمشق
أعربت إلهام أحمد عن الاستعداد للحوار مع تركيا وحل كافة الخلافات معها بالطرق السلمية والحوار. وأضافت أنّ ذلك مقابل ضمان معالجة ملفات مرتبطة بالشعب الكرديّ والأراضي السورية المحتلة تركياً (سري كانيه (رأس العين) وتل أبيض وعفرين.
ودعتِ رئيسة الهيئة التنفيذية لـ”مسد” المجتمع الدوليّ إلى ضمان حوار منفتح وشامل بين الكرد في تركيا والحكومة التركيّة، لافتة إلى قدرة مثل هذا التفاهم على إرساء استقرار وأمان بعيدي المدى بالمنطقة.
ورداً على سؤال لنورث برس حول رؤية الإدارة الأمريكيّة للعلاقة مع النظام السوريّ، قالت “أحمد” إنَّ مسؤولي الإدارة الذاتيّة يكررون عدم معارضتهم لأيّ حوارات تصب في مصلحة الحلّ السياسي في سوريا.
وأضافت أنّهم يشاركون الإدارة الأمريكية مخاوفهم من “تزمّت مواقف النظام السوريّ وتمسّكه بمركزيّة سوريا”. ورأت أن من الضروريّ تعاون كل من أمريكا وروسيا في مسألة الحوار مع النظام ودفعه للقبول بإشراك أطراف سياسيّة أخرى.
الوجود الأمريكيّ
وأشارت “أحمد” إلى أنها أجرت لقاءات مع مسؤولين من الإدارة الأمريكية أكّدوا فيها بقاء الولايات المتحدة في شمال وشرق سوريا، خلافاً لما أشيع في واشنطن بعد الانسحاب من أفغانستان. وأضافت “سمعنا من المسؤولين في الإدارة تعهّدات بالاستمرار بالالتزام بالوجود في شمال وشرق سوريا، وتقديم الدعم الاقتصاديّ للمنطقة”.
كما لفتت إلى رمزيّة الوجود الأمريكي في سوريا الذي “يرسي نوعاً من التوازن الإيجابيّ في الملف السوري”، واختلافه عن شكل الحرب في أفغانستان.
ومن جانبه، قال أندرو تيبلر، المتخصص بالشأن السوري في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، إن جهود “قسد” كانت استثنائية وتمكّنت من اجتياز الكثير من العقبات.
وأشار إلى توقّع مراقبين في واشنطن انهيار تجربة شمال وشرق سوريا بعد انسحاب ترمب الجزئي من المنطقة عام 2019، “إلا أن صمود المنطقة في مواجهة تحركات النظام السوري وإيران أكّد عدم دقة تلك التوقّعات”.
وأضاف “تيبلر”: “الانسحاب من أفغانستان كان تجربة أخرى أكّدت لنا أن هذا النمط من الانسحاب العشوائيّ وغير المنظّم لا يصب في صالح الأمن القومي الأمريكيّ وحلفائنا بل في مصلحة الإرهابيين”.
تأكيد الانتماء السوريّ
ورداً على سؤال منظّم الندوة في معهد واشنطن ديفيد بولوك عن علاقة “قسد” بحزب العمال الكردستانيّ، قالت إلهام أحمد إن من المهم تذكّر أنّ العمال الكردستاني تأسس أصلاً للدفاع عن حقوق الكرد المضطهدين في تركيا، “كما كان هدفه إرساء نوع من الديمقراطية في تركيا ليستفيد منها الكرد وباقي المكوّنات التي تعاني من القمع”.
وأضافت أن العمال الكردستاني واجه الإرهاب والتطرف في عدة مناطق يتواجد فيها الكرد “وقدموا أغلى ما لديهم بما في ذلك أجزاء من أجسادهم”. ورأت أن ذلك يضعهم أمام “موقف أخلاقيّ تجاه الحزب”.
وأردفت: “أما نحن في شمال وشرق سوريا، فسوريون من مختلف الخلفياتِ والتوجّهاتِ ونحكم جزءاً من أراضي سوريا ولا عداوة لدينا تجاه تركيا”.
انتخابات مفتوحة في شمال وشرق سوريا
وتحدّثت الرئيسة التنفيذية لـ”مسد” في واشنطن عن عزم مجلس سوريا الديمقراطية إجراء عملية انتخابيّة قريبة “ستكون مفتوحة لكلِّ مكوّنات المنطقة للمشاركة فيها”. وأكّدت قبول الإدارة الذاتية “بمراقبة دوليّة حيادية لضمان ديمقراطيّة وشفافيّة الانتخابات”.
وعن الحوار الكردي-الكردي، قالت إن توقّفه لن يدفع الإدارة الذاتيّة لإيقاف الانتخابات أو تأجيلها.
وعللت ذلك بأنّه ليس من العدل أن نجعلَ مكوّنات المنطقة مثل العرب الذين يشكّلون جزءاً كبيراً من سكان المنطقة ينتظرون الانتخابات وتمثيلهم ديمقراطيّاً إلى حين تفاهم الأطراف الكرديّة في حوارهم المنفصل.
وشددت على “قررنا إجراء الانتخابات وفتحها بطبيعة الحال لأيّ طرف يريد المشاركة”.