ديسمبر 23. 2024

الإرهابيان مصطفى السيجري والفاروق أبو بكر.. وقصة التحوّل من الدعشنة إلى الاعتدال بالنكهة التركية

Photo Credit To تنزيل

عفرين بوست – خاص

اتبعت أنقرة سياسة روّجت من خلالها لمصطلح “المعارضة المعتدلة” لتبرر بذلك احتضانها ودعمها لها، فيما أُطلق توصيف “التطرف” على المسلحين ممن بايع القاعدة وداعش، وكان ذلك تزويراً فاضحاً للحقيقة، بسبب تطابق السلوكيات والخلفية العقائديّة.

تسعى أنقرة عبر الضغط على الميليشيات التابعة لها إلى إعادة صياغتهم، وإنشاء هياكل جديدة، تكون إطاراً تنظيميّاً لدمج عدة ميليشيات، وإلغاء الرايات الفصائليّة وتوحيد القيادات والإيحاء بوجود تنظيم عسكريّ تُطلق عليه مسمّى الجيش الوطنيّ. وآخر التشكيلات كانت غرفة القيادة المشتركة “عزم”، والجبهة السوريّة للتحرير.

كما تروّج أنقرة للصورة النمطيّة لمسلحي ميليشيات الجيش الوطنيّ على أنّهم ثوار وطالبو الحرية، رغم أنها تضم في صفوفها المئات من عناصر “داعش”، الذين انضموا إلى صفوفها في مناطق جرابلس والباب وخلال العدوان على تل أبيض ورأس العين. وعددٌ منهم يشغل وظائف قياديّة.

إلا أنّ كثيراً ممن يشغلون مناصب قياديّة في ميليشيات “الجيش الوطنيّ” جاؤوا من خلفيات متطرفة، وارتكبوا أعمالاً لا تختلف بشيء عن ممارسات “داعش”، ومازالوا يمارسونها في عفرين المحتلة.

مصطفى سيجري سياسي “المعتصم”

التوجهات السلفيّة لا تقتصر على “داعش” “والنصرة” و”حراس الدين” وأمثالهم، فقد أقر مصطفى سيجري في لقاء نشرته القدس العربي في 17 يونيو 2019 أنّ بداياته كانت “سلفيّة”. وعرّف عن نفسه بأنّه ابن المدرسة السلفيّة العلميّة “الشاميّة”. ويقول إنّه اتخاذه لنفسه لقب “أسد الإسلام” جاء على “الخلفيّة الإسلاميّة التي أنتمي لها وأعتز بها”. ويشيد سيجري بالسلفية فهي بالنسبة لهم منهج حياة، ثم يعود للقول إنه لا ينتمي لأيّ حزب ديني أو جماعة إسلاميّة، ويؤمن بالنضال السياسيّ.

الداعشي مصطفى السيجري

ويقر أنّه كان “عضواً مؤسساً في أول غرفة تسليح تشكّلت في إسطنبول لتأسيس ودعم فصائل الجيش السوري الحر في منتصف عام 2012”.

ويؤكد سيجري أنّه اتخذ موقفاً مبكراً ومعلناً من تنظيم الدولة، وأنّه انخرط في قتاله في رمضان 2013، في جبال الساحل وريف إدلب على خلفيّة قتلهم قائد كتائب العز بن عبد السلام. ويضيف «بعد دحر داعش من جبال الساحل وريف إدلب، سعينا لفتح معركة الساحل، واصطدمنا بتنظيم جبهة النصرة، وبدأت المعارك بيننا وبينه في عام 2014»

 إلا أنّه ظهر في فيلم وثائقيّ أنتجته قناة Vice News عام 2014، عندما كان قياديّاً عسكريّاً في كتائب العز بن عبد السلام، وبجواره مجموعة من عناصر داعش، داعياً إلى إقامة دولة إسلاميّة في المناطق التي خضعت لسيطرتهم آنذاك. والمفارقة الأغرب أنّ سيجري أعلن قتال “داعش” قبل أن يعلن داعش نفسه تأسيسه، وقبل أن يدخل إلى الأراضي السوريّة! 

السيجري..

الحلواني مصطفى السيجري: أبو بكر البغدادي كان بطلاً عظيماً

نعى “سيجري” في 28/10/2019 مقتل “أبو بكر البغدادي” عبر حسابة الشخصي على تويتر، قائلاً: «مات بطلاً عظيماً ورجلاً شجاعاً ملهماً للمئات أو الآلاف وربما في المستقبل سيكون ملهماً للملايين، وكيف لا وقد قتلته أمريكا، ودفعت على رأسه أيضاً الملايين، الكثير من الأخبار وربما الأساطير، سيتم تسريبها إلى داخل المعتقلات والسجون، إلى المناطق الخاضعة والقابعة تحت سلطة الاستبداد».

في 16/12/2018 طمـأن رئيس المكتب السياسيّ في ميليشيا “المعتصم” مصطفى سيجري، الولايات المتحدة قائلاً: «أيَّ عمليّة “للجيش الحر” في شرق الفرات لا تستهدف واشنطن».

في 20/3/2019حمّل سيجري الإدارة الأمريكيّة مسؤولية ما سمّاه المجازر المروعة بحق المدنيين في الباغوز، مبدياً تعاطفه الكامل مع داعش، وفي 29/3/2019 أكّد أنّ “أمريكا” ليست عدوة للشعب السوري داعياً لعقد تحالفٍ قوي معها،   

السيجري بعد تغيير اللوك الداعشي

في ٣٠ أبريل ٢٠٢٠ دعا مصطفى سيجري عبر حسابه على تويتر إلى الجهاد والقتال في ليبيا وبأنّها معركة بين الحق والباطل، من دمشق إلى طرابلس ومن صنعاء إلى بيروت ومن بغداد إلي القاهرة). أي تطلب منهم أنقرة.

ومن نوادر سيجري أيضاً حديثه على قناة روداو في 20/3/2018 أي بعد يومين فقط من احتلال عفرين، قال “إننا نقول بشكل واضح أنّ هؤلاء الذين قاموا بالجرائم المدانة لا ينتمون إلى الجيش السوريّ الحر، حيث أنّهم أفراد دخلوا وتغطوا بعباءة الجيش الحر”.

ولفت إلى أنّه “تم الاتفاق مع الجانب التركيّ على إخراج جميع المجموعات العسكريّة من مدينة عفرين بهدف ضبط الأمن بداية ومن ثم تسليمها إلى أهلها، ولن يبقى في عفرين قوات السوريّ الحر ولا الجيش التركيّ”. وطبعاً، كان حديث سيجري هو تجميلاً وأشبه بعملية ترقيع خرقاء، زادتِ القبح. 

مصطفى سيجري السياسيّ (37 عاماً) كان يعملُ في مصنع للحلويات في مدينة اللاذقية قبل الأزمة، وتحول إلى أسد الإسلام، وفي ٥/4/٢٠١٣ عقد شيخ «كتيبة الجبل» زواجه من “ليلى المقدونيّة” التي ولدت في يوغسلافيا من أب سوريّ وأم مقدونية، وكانت تعمل في شركة إعلانات سوريّة.  

المدعو “الفاروق أبو بكر” من قاطع رؤوس إلى قيادي يتبنى “نداء جنيف”!

متزعم في ميليشيا المعتصم وعضو قيادة “الجبهة السورية للتحرير وقف بالأمس أمام مسلحيه، يخطب فيهم، ويقول إنّ السلاح بأيديهم أمانة يجب أن يحسنوا استعماله” وهو نفسه من احتزَّ عنقَ جندي في قوات النظام في أجواء احتفاليّة ووسط صيحات التكبير والتهليل عندما كان عضواً في حركة أحرار الشام الإسلامية المتطرفة.

المسألة في غايةِ البساطة، هو مجرد تغيير اسم الميليشيا أو الانتقال إلى ميليشيا أخرى لتصبح معها كل الانتهاكات والجرائم المرتكبة من الماضي. واعتبر أبو بكر تشكيل “الجبهة السوريّة للتحرير”، صفحة جديدة ومحاولة لاستعادة أمجاد “الجيش الحر”، ونعمل جاهدين لتلافي الأخطاء وإصلاح الخلل، وذكر المسلحين بأن السلاح أمانة بين أيديهم وسيسئلون يوم القيامة عما فعلوا.

الفاروق أحرار (أبو بكر)

وفي 15/9/2021 شارك أبو بكر في ورشةِ عمل أقامتها منظمة نداء جنيف Geneva Call  بحضور ممثلين عن وزارة الدفاع وميليشيات “الجيش الوطنيّ” للحديث عن أهمية التزام الفصائل العسكريّة بالقانون الدوليّ الإنسانيّ وكيفية متابعة العمل مع نداء جنيف للمزيد من التعاون بما يخص التزام المقاتلين بالقانون الدوليّ الإنسانيّ.

في 10 أيلول 2021 أعلنت خمسة ميليشيات تابعة لما يسمى بـ “الجيش الوطني السوري” بريف حلب عن اندماجها تحت مسمى الجبهة السورية للتحرير بإيعاز من أنقرة، وذلك بعد خروجها من غرفة (القيادة الموحدة “عزم”) التي أعلن عن تشكيلها في منتصف تموز الفائت بعد خلاف على التمثيل في مجلس قيادة “عزم”، باستثناء ميليشيا فرقة المعتصم التي لم تنضم لـ “عزم” على الإطلاق.

ويضم التشكيل الجديد كلاً من ميليشيات “فرقة المعتصم وفرقة الحمزة وفرقة السلطان سليمان شاه والفرقة 20 وصقور الشمال”، وتم تعيين المدعو “المعتصم عباس” متزعم ميليشيا “فرقة المعتصم”، قائداً عاماً للجبهة المُشكلة، ونائبه المدعو سيف بولاد أبو بكر متزعم ميليشيا ” فرقة الحمزة” الذي كان يتسنم منصب أمير منطقة الباب لدى تنظيم داعش قبل عمليات “درع الفرات” الاحتلالية.

وتتبادل سلطات الاحتلال التركي والميليشيات علاقات التنافع والتخادم، وكذلك التجميل، فمن جهة يُشار إلى الانتهاكات بأنّها سلوكيات فردية، بمقابل أن أنقرة لم تتدخل في الأراضي السوريّة محتلة، بل لدعم ثورة السوريّين، وستبقى مسألة اللاجئين والقضايا الحقوقيّة المختلفة معلقة، حتى تتحول إلى الحقائق إلى قضايا للمساءلة!   

السيجري بتعهد بإقاة “دولة الإسلام “

 

Post source : عفرين بوست

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons