عفرين بوست _ خاص
تواصل الميليشيات الاسلامية التابعة للاحتلال التركي منع المدنيين الكُرد العودة إلى عدد من القرى في إقليم عفرين الكُردي التابع للإدارة الذاتية سابقا.
“عفرين بوست” في إطار رصدها لأوضاع القرى وبلدات الإقليم، تلقي الضوء على قرية بيباكا التابعة لناحية بلبل.
بيباكا في سطور:
حسبما جاء في كتاب “جبل الكُرد” لمؤلفه الدكتور محمد عبدو علي، إن “بيباكا” هي تسمية شعبية غير واضحة المعنى. والتسمية العثمانية “بيك أوشاغي” تعني “أولاد البيك”، وهي تسمية تركية وكردية. ولا صلة للاسم المعرب “الطفلة” بالاسم القديم سواء من حيث اللفظ أو المعنى.
وهي قرية كبيرة تقع على هضبة كلسية سطحها مستو وسفوحها ضعيفة الانحدار، تحيط بها الأودية من كافة جهاتها مما جعلها بمعزل عن أخطار الفيضان، يحدها شمالا منحدر وواد سيلي مزروع بأشجار الزيتون وقرية “شرقيا /شرقيانلي ” وجنوباً منحدر وواد سيلي مزروع بأشجار الزيتون وطريق كوتانلي – راجو وقرية “كورى كول “و “خليلاك أوشاغي”، وغرباً واد سيلي عميق وقرية “قوطانلي” و”بركشلي”، وشرقاً واد سيلي مزروع بأشجار الزيتون ومرتفع جبلي وقرية “قاش أوشاغي” في أعلى المرتفع.
وتتبع القرية لناحية بلبل وتبعد عن مركز الناحية مسافة 13 كم من جهة الجنوب ويبلغ عدد بيوتها حوالي125بيت وعمرها حوالي400 عام، ولكن بعد اندلاع الأزمة السورية، عاد الكثير من أبنائها إلى قريتهم وبنوا بيوتا جديدة فيها ليصل عددها إلى 155 بيتا.
تعرضت القرية مثل غيرها من قرى الإقليم إلى القصف التركي العشوائي حيث استهدفتها المدفعية التركي في 9/2/2018 ما أدى إلى اصابة المواطن “شيار” بجراح، وأصاب القصف أيضا مدرسة القرية وألحق بها دمارا جزئيا، كما طال القصف منازل كل من المواطنين محمد منان ونوري عثمان محدثا فيهما أضرار.
استشهد اثنين من أبناء القرية في مقاومة عفرين وهما المقاتلة روكان حبش والمقاتل عكيد شوكت حبش، كما استشهد المدني محمد معمو نتيجة غارة جوية لطيران الاحتلال على مدينة عفرين.
تمكن الاحتلال التركي وميليشياته الإسلامية في 10/3/2018 من السيطرة على القرية بعد معارك مع مقاتلي وحدات حماية االشعب.
القرية ما بعد الاحتلال
تسيطر ميليشيات” لواء المعتصم” و”السلطان مراد” حاليا على القرية، التي سمحت لإحدى عشر عائلة فقط من أصل 155 عائلة بالعودة إلى منازلها فيما لا تزال بقية سكان القرية مشتتين في القرى المجاورة وكذلك مدينة عفرين والشهباء.
يحتل المسلحون والمستوطنين القادمون من إعزاز وتركمان بارح وريف إدلب وحماه وحمص، بيوت المهجرين من أبناء القرية ويتصرفون بممتلكاتهم وأكثر من نصفهم من التركمان.
ووثقت “عفرين بوست” أسما السكان العائدين وهي كالتالي: جمال دلو-محمد بكر شرف-محمد دلو-احمد قاسم -احمد رشيد -مصطفى دلو-ريزان رشيد -رسول رشيد-احمد معمو-عزالدين رشيد حبش-عبد القادر معمو.
الميليشيات تستبيح ممتلكات المهجّرين الكرد في القرية
يقول الشاب المهجّر ريبر شيخ أحمد، لـ “عفرين بوست” أن عائلة منحدرة من حمص استوطنت منزله الكائن في قريته بيباكا، كما أن المسلحين استولوا على داره الآخر أيضا في مدينة عفرين.
يؤكد الثلاثيني ريبر، الذي يعيش حاليا في مدينة أربيل بإقليم كردستان العراق بعد تهجيره القسري من عفرين ، أن الميليشيات المسيطرة على قريته أقدمت على قطاف وسرقة ثمار 1200 شجرة زيتون يملكها في القرية وتركها خلفه.
وأشار ريبر أن الميليشيات استفسرت عنه من سكان القرية العائدين وسألت عن مكان وجوده بهدف اعتقاله بتهمة انتمائه للقوات الأمنية الكردية “الاسايش” قائلا” أنا مطلوب حيا أو ميتا من قبل المسلحين التابعين للاحتلال التركي، وهناك أفراد آخرون من عائلتي مطلوبون لها”.
واعتقلت الميليشيات من أهل كل من الشاب احمد رشيد عارف/23/عاما/ والمعروف باسم “أحمد بيباكا” منذ نحو خمسة أشهر ولا يزال مصيره مجهولا، كما جرى اعتقال الشاب رستم محمد كاني منذ نحو عشرة أشهر ومن المرجح أنه موجود في سجون مدينة إعزاز.
فيما قال المواطن ” س” الذي يقيم حاليا في إحدى القرى المجاورة لـ “بيباكا” أنه حاول العودة إلى منزله في قريته إلا أن المستوطنين انهالوا عليه بالضرب وطردوه من القرية وسط تهديده بالقتل في حال عاود الكرّرة.
وأفادت مصادر خاصة لـ “عفرين بوست” أن مسلحي ميليشيا “لواء المعتصم والسلطان مراد” أقدموا على قطاف ثمار أكثر من 30 ألف شجرة زيتون عائدة لمهجري القرية، وأنهم سمحوا للعائدين فقط بجني محاصيل الزيتون العائدة لهم ولكن شريطة دفع نسبة 50% للمسلحين كإتاوة.
ويشار إلى أنه هناك نحو 14 قرية تابعة لناحية بلبلة/بلبل لا تزال خالية أو شبه خالية من سكانها الأصليين مثل كوتانا وشيخورزي/3اقسام/ وقزلباشا وقسطل مقداد وعبودان وبركاشي وقرني وقورتا وقاشا علي جارو وحفتارو، علاوة على مركز الناحية بلدة بلبل.