عفرين بوست ــ متابعة
استأثرت قضية فصل السوري عثمان حجاوي بمزيد من الاهتمام، لجهة أنّها كشفت أسلوب تعامل سلطات الاحتلال التركي مع الكوادر السوريّة، وأظهرت حقيقة التآخي التي يدّعيها.
في تصريحٍ لإذاعة “أورينت” قال الطبيب السوريّ عثمان حجاوي: الأمر؛ هو شيء مبدئيّ، يخص الكرامة وليس من ناحية المال أو شيء ثاني، وبصراحة لا أستطيع أن أرجع إلى المشفى، لأن القوى العسكريّة الموجودة تابعة للتركي ونحن مجرد ضيوف على الأرض السورية، بصراحة أنا كشخص اعتبر نفسي ضيف، ولا يوجد قانون هنا، واعتبر نفسي بمرتبة العبد بالنسبة لهم، وممكن لمستخدم تركيّ أو ممرض أن يفصل طبيباً بدون أي سبب، ويقول له اخرج من المشفى ويستغني عن خدماته.
وأضاف حجاوي: “هذه الكلمات ليست قاسية بل حقيقة الكل يعرفها وأتحدى كل من المحرر أن يستطيعوا أن يوظفوا مستخدماً بدون أمر التركيّ”.
يذكر أنه في 6/8/2021 أقدمت إدارة مشفى مارع، ممثلة برئيسُ الأطباءِ التركيّ في المشفى Erol Tekçe وإدارة المشفى على فصلٍ تعسفيّ مفاجئٍ للدكتور السوريّ عثمان حجاوي الأخصائيّ في أمراض القلب من عمله بالمشفى، ومنعه من مزاولة العملِ الطبيّ في جميع ما يُسمى “المناطق المحررة”. سواءً التركيّة أو المدعومة من قبل المنظماتِ الإنسانيّة.
وفي تقريرٍ قدّمه إلى إدارة المشفى وتداوله نشطاء على وسائل التواصل الاجتماعي، أوضح الدكتور حجاويّ أنّ القرار المذكور جاء على خلفيّة انحيازه إلى طبيبِ الأسنان رافي العلوان الذي تعرضَ للإهانةِ من قِبل الممرضِ التركيّ “علي رضا”، الذي يعملُ بالمشفى، وتقدم بشكوى نظاميّة بحضور أطباء ضد الممرض علي الذي سبق أن أهانَ كاملَ كادرِ المشفى الطبيّ.
ورفض رئيس الأطباء السوريّ التوقيعَ على هذا القرارِ لأنّ إدارةَ المشفى لم تحصل على استشارته في الأمرِ، فيما وقع على قرارِ الفصلِ رئيسُ الأطباءِ التركيّ وإدارة المشفى.
في 9/8/2021 صدر بيان توضيحي عن وزير الصحة فيما يسمى الحكومة المؤقتة، بصيغة تبريريّة، على أنّ المشفى لا يتبع لهم، وأنّ من قام بإنشائه هو الجانب التركيّ.
وفي تعبيرٍ عن موقفٍ التضامن أعلن أطباء مشفى مارع بريف حلب الشمالي في 10/8/2021 التوقف عن العمل بالمشفى اعتباراً من اليوم التالي، وحتى إشعار آخر، بسبب الإجراء التعسفيّ القاضي بفصل الدكتور عثمان حجاوي. وعلى أن يقتصر العمل على الإسعاف فقط.
قرار فصل الدكتور حجاوي، حسب شهادة زملائه استند إلى مغالطة وزعم تغيبه عن مناوباته بالمشفى، ومعاملته غير الجيدة مع الممرضين وعدم التزامه بالاتفاق مع المشفى، وشهد زملاء الدكتور حجاوي من الأطباء السوريين بالمشفى بحسن الأخلاق وأكدوا أن قرار فصله جاء بسبب تضامنه مع طبيبٍ الأسنان “رافي العلوان”، الذي تعرض للإهانة والشتم من قبل ممرضٍ تركيّ يدعى علي رضا يعمل في مشفى مارع.
لم يتغير واقع الأمر ولم يستجب لهم الجانب التركيّ مع الوقفات الاحتجاجية التي عبرت عن رفض الأهالي والأطباء السوريين العاملين في مشافي شمال سوريا، وأطباء مشفى مارع، ونقابة أطباء حلب الحرة وبياناتهم التضامنية التي كذّبوا فيها ادعاءات الفصل التعسفي للدكتور حجاوي، ومطالبتهم إدارة المشفى بالتراجع عن القرار.
وفي كل الفعاليات التي تم تنظيمها جرى انتقاد “صمت المؤسسات السورية”، في إشارة إلى مؤسسات ما تسمى بـ “الحكومة السورية المؤقتة” التابعة لـ لائتلاف السوري- الإخواني . وكذلك مطالبة الجانب التركيّ بتغيير المسؤولين الأتراك العاملين في مختلف القطاعات الخدميّة، ومن بينها القطاع الصحيّ.