ديسمبر 23. 2024

#بانوراما_الأسبوع: توثيق استشهاد قاصرين بانفجار ألغام أرضية بشيراوا واختطاف 25 مواطناً كردياً، وإصابة 4 مسلحين وامرأة وطفل في حادثي اقتتال فصائليّ، ووفاة طفل غرقاً في كفرشيل، وقطع 230 شجرة مثمرة، والاستيلاء على 15 ألف شجرة زيتون

Photo Credit To تنزيل

عفرين بوست-خاص

تواصل المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين ممن تسمي نفسها “الجيشَ الوطني السوريَ/ الجيش الحر”، انتهاكاتها بحق السكان الأصليين الكُرد في إقليم عفرين الكُرديّ المُحتل، التابع لـ “الإدارة الذاتيّة في شمال سوريا” سابقاً.

وفي هذا السياق رصدت “عفرين بوست” جملة من الوقائع التي حصلت خلال الفترة من السابع حتى الثالث عشر من أغسطس/ آب 2021 (علماً أن هذه الانتهاكات ليست إلا ما تمكنا من توثيقه، ولا تتعدى أن تكون غيضاً من فيضِ الاحتلال!).

وفيما يلي ملــخص الأسبوع:

ــ استشهاد قاصرين بانفجار ألغام أرضية في ناحية شيراوا.

ــ اختطاف 25 مواطناً كردياً في إقليم عفرين المحتل.

ــ إصابة 4 من المسلحين وامرأة وطفل في حادثي اقتتال فصائليّ.

ــ الاحتلال التركي والميليشيات يواصلون قصف منطقة الشهباء وقريتي في ناحيتي شرا وشيراوا.

ــ وفاة طفل غرقاً في قناة الرئيسة في قرية كفر شيل.

ــ قطع 220 شجرة زيتون و10 أشجار لوز، وتوثيق الاستيلاء على 15 ألف شجرة زيتون.

ــ ميليشيا “الجبهة الشامية” تعهد بالمسؤولية الأمنيّة إلى مسلحين تركمان في القرى والبلدة التي تسيطر عليها.

ــ سالم المسلط رئيس الائتلاف الإخواني – السوري يلتقي بالمدعو أحمد الهايس “أبو حاتم شقرا” بعد العقوبات الأمريكيّة بحقه.

ــ الشيخ المدعو أسامة الرفاعي يدخل إعزاز بحماية ميليشيا “الجبهة الشاميّة” ويلتقي بمتزعمي الميليشيات.

ــ مصادر إعلامية تذكر أن الخزانة الأمريكية بصدد المزيد من العقوبات بحق الميليشيات التابعة للاحتلال التركيّ.

وجاءت التفاصيل على الشكل التالي:

ــ الاختطاف وعمليات الابتزاز:

ــ في السابع من أغسطس/ آب، أفاد مراسل عفرين بوست بأنّ مسلحين من ميليشيا “الحمزات” التابعة للاحتلال التركيّ أقدموا اليوم الجمعة 6/8/2021 باختطاف مواطنين من أهالي قرية فافرتين بناحية شيراوا والمواطنان هما:

1-مروان شيخو علي

2-إبراهيم خليل شيخو

وصودر جهاز الهاتف الجوال من المواطن خليل جميل عبدو، وتم اقتيادهما إلى جهة مجهولة دون معرفة أسباب اختطافهما.

وأضاف مراسل عفرين بوست، أنّ عناصر من الاستخبارات التركية اعتقلوا قبل نحو أسبوع المواطن الكرديّ محمد شيخو (31 عاما) من أهالي بلدة شيه /شيخ الحديد، ويعمل فنيّ تخدير.

المواطن محمد شيخو دفع مبلغ ثمانية آلاف دولار للمهربين للوصول إلى عفرين قادماً من مدينة حلب، وقد تلقى وعوداً من رابطة الكرد المستقلين بضمان عدم التعرض له، التي سعت بتأمين عملية تسوية وضع له، إلا أنّه اُعتقل بتهمة التعامل مع الإدارة الذاتيّة والعمل في مشفى آفرين. وتم اقتياده إلى جهة غير معلومة.

وفي سياق متصل بعمليات الاختطاف التعسفي، أقدم مسلحون من جماعة المدعو “أبو محمد حياني” المنضوية في ميليشيا “الجبهة الشاميّة” يوم الأحد 1/8/2021 على اختطاف المواطن الكردي علي حسن خليل (40 عاماً) من منزله في قرية مغار جق/ مغار التابعة لناحية شيه/ شيخ الحديد. بتهمة التعامل مع الإدارة السابقة وزيارة كومين القرية والخروج في نوبات الحراسة الليليّة في فترة الإدارة الذاتيّة سابقاً. واقتيد المواطن علي إلى جهة مجهولة. وطالب الخاطفون عائلة المواطن علي بدفع فدية مالية مقدارها ثلاثة آلاف ليرة تركية للإفراج عنه.

يذكر أنّ المدعو “أبو محمد الحيانيّ” يقف وراء عدد كبير من عمليات الاختطافِ والإخفاء القسريّ، ويُعرف بقسوة معاملته للمختطفين وتعريضهم لأشد أنواع التعذيب الجسديّ، وقد قتل شقيقه أثناء العدوان على إقليم عفرين.

وقبيل عيد الأضحى خلال شهر تموز الماضي، اعتقلت الاستخبارات التركيّة المواطن عمر محمد حسين (42 عاماً) من أهالي قرية خلالكا بناحية بلبله، والذي عاد برفقة زوجته، وقد دفع ستة آلاف دولار للوصول إلى قريته، وجرت عملية الاعتقال في اليوم التالي لوصوله إلى القرية، وتم الفصل بينهما.

وتستغل بعض الجهات الظروف المعيشية الصعبة والغلاء للترويج لعودة الأهالي إلى قرى إقليم عفرين المحتل، وشهدت حركة محدودة لعودة بعض الأهالي إلا أن العودة مكلفة جداً، والعائدون معرضون لاحتمال الاعتقال، ودفع الفدية في الحد الأدنى.

ــ في الحادي عشر من أغسطس/ آب، أفاد مراسل عفرين بوست أنّ الاستخبارات التركيّة اعتقلت قبل نحو أسبوع، مواطناً كرديّاً في قرية حمام التابعة لناحية جنديرس، بعد عودته من مدينة حلب.

وأوضح مراسل “عفرين بوست” أن الاستخبارات التركية اعتقلت المواطن شكري أحمد كندي (32 عاماً) بعد وصوله لقريته وتم سوقه إلى سجون الاحتلال في مدينة عفرين تمهيداً لتقديمة للقضاء، دون التمكن معرفة التهمة الموجهة إليه.

وأضاف المراسل أن “كندي” دفع مبلغ 700 دولار أمريكيّ لأحد المهربين لقاء إيصاله إلى قريته، كما دفع مبلغ 1500 دولار أمريكي لميليشيا “جيش الشرقية” لقاء تكفلها بعدم التعرض للاعتقال، إلا أن الاستخبارات التركية اعتقلته على الفور وسوف يقدم يوم غدٍ الخميس لمحكمة الاحتلال في مدينة عفرين.

ــ في الثاني عشر من أغسطس/ آب، ذكرت عفرين بوست نقلاً عن مصادرها أنّ عناصر من الاستخبارات التركية بالتنسيق مع مسلحي مليشيا “فيلق الشام” التابعة للاحتلال التركي يوم الثلاثاء 10 أغسطس، اعتقلت أربعة مواطنين من أهالي قرية جلمة بناحية جنديرس 2021، بتهمة التواصل والعمل لدى الإدارة الذاتية السابقة، وقد أفرج عنهم لاحقاً، بعد أن دفع كل واحد منهم فدية مالية يتراوح مقدارها ما بين ألف إلى ألفي ليرة تركية.

وأشارت المصادر أن المواطن آزاد فاضل عربو (44 عاماً) اُعتقل بتهمة العمل ضمن كومين القرية، وأُفرج غنه بعد دفعة مبلغ ألف ليرة تركية. أما المواطنون “علي بكر علو (24 عاماً) وإبراهيم خالد كنجو (24 عاماً) ودليل محمد كدلو (30 عاماً)” فقد دفع كل واحد منهم مبلغ مالي يتراوح ما بين ألف وألفي ليرة تركية لقاء الإفراج عنهم.

وقد أفرج عن المواطنين آزاد ودليل، بعد يوم من اعتقالهما ودفعهما لفدى مالية، كما أنّ المواطن دليل اُعتقل في وقت سابقٍ.

ــ في الثاني عشر من أغسطس/ آب، ذكرت شبكة نبض الشمال أنّ مسلحي ميليشيا “السلطان مراد” شنت مساء الأربعاء 11/8/2021، حملة اختطاف في قرية قورت قلاق التابعة لناحية شرا/ شران طالت خمسة عشر مواطناً من القرية، بذريعة التعامل مع الإدارة الذاتيّة، ولا تتوفر معلومات عن مكان الاحتجاز ولا تفصيل هوياتهم.

شنَّ مسلحو ميليشيا “السلطان مراد” مساء الأربعاء 11/8/2021، حملة اختطاف في قرية قورت قلاق التابعة لناحية شرا/ شران طالت خمسة عشر مواطناً من القرية، بذريعة التعامل مع الإدارة الذاتيّة، ولا تتوفر معلومات عن مكان الاحتجاز ولا تفصيل هوياتهم. وعرف من المواطنين المختطفين:

1-عكيد شباب (28 عاماً).

2-محمد بركات (57 عاماً).

3-بركات محمد بركات وشقيقه لم يُعرف اسمه.

4-لقمان شيخ والدته عائشة (51 عاما) وابنه وعمره (20 عاماً).

5-عدنان بركات (48 عاماً).

أما باقي المختطفين لم نتمكن من معرفة أسماؤهم.

وبحسب المصادر تم نقل المختطفين إلى جهة مجهولة ولايزال مصيرهم مجهولا حتى الآن، ولم تعرف أسباب الاختطاف.

ــ الاستيلاء على أملاك الكُرد العفرينيين:

ــ في السابع من أغسطس/ آب، أفاد مراسل عفرين بوست بأن ما تسمى “اقتصادية” ميليشيا أحرار الشرقية استولت على مبنى جمعية بهار الكائنة في محيط المركز الثقافي في عفرين بعد انتهاء عقد مدة الإيجار، وتعود ملكية المنزل إلى المرحوم محمد مصطفى علي من قرية بابليت، وذريته من البنات فقط، وقد قمن بتنظيم وكالة عامة لخالٍ لهن للتصرف بشأن المنزل. وقد طلبت اقتصادية “الشرقية” وثيقة إثبات ملكية، فأبرز خالُ البنات الوكالة التي تخوّله بالتصرف، إلا أن المسلحين رفضوا الاعتراف لتبرير الاستيلاء على المنزل.

ــ السرقات والإتاوات في عفرين:

ــ في السابع من أغسطس/ آب، أفاد مراسل عفرين بوست بأن مسلحين من الميليشيات أقدموا يوم الخميس على سلب دراجة نارية من القاصر حنان شيخو (16سنة) من أهالي قرية من كوندي جي (جبلية) وقد وقعت الحادثة على أطراف حي الأشرفية.

وأضاف مراسل عفرين بوست أن لصوصاً مجهولين أقدموا صباح يوم الجمعة 6/8/2021 دراجة ناريّة من مدخل بناية قرب مشفى جيهان الجراحي في عفرين القديمة، وتعود ملكية الدراجة للمواطن مظلوم محمد من أهالي قرية إلكانا.

ــ جرائم الاعتداء البدني:

ــ في العاشر من أغسطس/ آب، أفاد مراسل عفرين بوست بأنّ مسلحين من ميليشيا “فيلق الشام” التابعة للاحتلال التركيّ اعتدوا خلال الأسبوع الماضي، بالضرب المبرح على مواطن كرديّ في ناحية راجو، بذريعة قيامه بإطلاق مواشيه بين الحقول الزراعية.

ووفقاً لمصادر “عفرين بوست”، بينما كان المواطن جميل شيخ موس (65 عاماً)، يقوم برعي ماشيته (7 رؤوس ماعز) في محيط قريته كازيه – إحدى قرى ميدانا- اعترضه مسلحون من ميليشيا “فيلق الشام” وقاموا بسوقه مع ماشيته إلى أحد حقول الزيتون وتصويره، ومن ثم قاموا بضربه بتهمة الرعي الجائر، رغم أنّه كان يرعى ماشيته في منطقة حراجية!

وأشارت المصادر إلى أنّ الميليشيا تهدف من خلف فبركة هذه المسرحية الادعاء بأن المواطنين الكرد أيضاً يقومون بالرعي الجائر، وكذلك للتغطية على إعطاء الميليشيا الحرية المطلقة للرعاة المستوطنين باستباحة الحقول والأراضي الزراعيّة في المنطقة.

مضيفةً أن الميليشيا أغرقت المنطقة بقطعان الأغنام، وسمحت للرعاة المستوطنين باستباحة كافة الحقول الزراعيّة في قرى ميدانيات، وبلغت عدد رؤوس الأغنام نحو 4000 رأساً، علماً أنّ الميليشيا تقبض من الرعاة 3 دولارات عن كلِّ رأس من الأغنام في الموسم الواحد، لقاء حمايتهم من المساءلة أو اعتراض الأهالي.

انتهاكات الرعاة المستوطنين لا تقتصر على الرعي الجائر بل على الاعتداء على أصحاب الحقول، ففي 14/5/2021 اعتدى راعٍ مستوطنٌ بالضرب المبرح على المواطنة المسنة “أمينة احمد” من أهالي قرية ساتيا بناحية موباتا /معبطلي، وعندما طلبت منه المسنة منه إخراج أغنامه من الحقل، تهجم عليها المستوطن وشتمها بألفاظ نابية سيئة، وضرب بعصا كانت بيده على رأس المسنة، ما تسبب بإحداث جرحٍ عميقٍ في رأسها. هذه الأرض ملك لأردوغان وليست ملك لكم، ونحن لنا حرية التصرف بهذه الأملاك”.

في 22/4/2020 اعترض المواطن الكردي المسنّ علي محمد أحمد المعروف باسم عليكي (٧٤عاماً) على إدخالِ رعاةِ مستوطنين أغنامهم إلى بستانه وتخريبه. ليتهجمُ ثلاثةُ رعاة يتبعون لفصيلِ السلطان مراد (من تركمان حمص وكرم ميسر بحلب) على المسن علي بالعصي ويُوسعونه ضرباً مبرحاً… وقالوا له: “لقد حررنا الأرض بدمنا وستبقى لنا، وعلى الكرد أن يخرجوا منها”. وتمّ إسعافُ المسنِّ علي إلى عفرين ولكنه فارق الحياةَ في الطريقِ بسببِ نزيفٍ دماغيّ حاد.

ــ اقتتال المليشيات التركية والإخوانية:

ــ في الثامن من أغسطس/ آب، اندلعت اشتباكات عنيفة مساء اليوم الاحد 8 أغسطس، بين مليشيات (أحرار الشرقية وميليشيا الفرقة التاسعة) شارع الفيلات وسط مدينة عفرين المحتلة.

وفقاً لمراسلنا في المدينة، فإن الاشتباكات جرت بعد أن قام مسلحون من ميليشيا ” أحرار الشرقية” بالاعتداء على متزعم في ميليشيا ” الفرقة التاسعة ” المدعو “أبو عبدو علولو”، الذي جرى نقله الى المشفى الوطني في مدينة اعزاز لخطورة وضعه الصحي جراء الضرب المبرح بحقه.

وأشار مراسلنا، إنه عقب الاعتداء على القيادي في الفرقة التاسعة، شنّت مليشيا “أحرار الشرقيّة” هجوماً على مقرات ومنازل عناصر ميليشيا “الفرقة التاسعة” في شارع الفيلات وسط المدينة، لتندلع على أثرها اشتباكات عنيفة بين الطرفين وباستخدام الأسلحة الخفيفة والمتوسطة داخل الأحياء السكنية.

وأوضح مراسلنا أن سبب اندلاع الاشتباكات يعود لمحاولة عناصر من الفرقة التاسعة طرد مستوطنين من مدينة دير الزور من منازل أهالي عفرين المهجرين قسراً، بهدف إسكان عائلات مقربة منهم عوضاً عنهم، مشيراً إلى الاشتباكات أسفرت حتى الآن عن إصابة طفل وامرأة وإعلامي في “أحرار الشرقية” ويدعى “الحارث رباح”.

ولا تزال الاشتباكات تدور رحاها في شوارع المدينة مع استقدام ميليشيا “أحرار الشرقية” المزيد من التعزيزات من الأحياء المجاورة إلى شارع الفيلات وسط انتشار حالة الهلع والخوف بين اهالي المدينة.

ــ في التاسع من أغسطس/ آب، أصيب عنصران طعناً بالسكاكين اليوم الإثنين، جراء نشوب شجارٍ بين عناصر من الميليشيات الإسلاميّة التابعة للاحتلال التركيّ وتنظيم الإخوان المسلمين، بسبب خلاف على تقاسم مناطق النفوذ في مركز إقليم عفرين المحتل شمال سوريا.

وأوضح مراسل “عفرين بوست” في المدينة، فإن ميليشيا “السلطان مراد” طلبت من عناصر منتمين لميليشيا “ملكشاه” إخلاء عدد من المنازل التي يستولون عليها (عائدة لمهجري عفرين) في محيط مصرف التسليف الشعبي بحي عفرين القديمة لصالحها، إلا أنهم رفضوا ذلك، ما أدى لنشوب اشتباكات بالسلاح ابيض، ما أدى لإصابة عنصرين.

ولا يعد هذا التوتر الأول من نوعه بين المجموعتين المسلحتين، ففي ديسمبر 2020، استقدمت ميليشيا “السلطان مراد” تعزيزات عسكرية من ناحيتي بلبل وشران إلى مدينة عفرين بسبب نشوب خلاف بينها وبين ميليشيا “ملكشاه” في المدينة، وشهدت المدينة في أعقابها إطلاق رصاص عشوائي.

وأوضح المراسل حينها أن التوتر نشب بين الطرفين على خلفية قيام ميليشيا “ملكشاه” باعتقال عنصر من “السلطان مراد” بتهمة تحرشه بامرأة حمصية محسوبة عليها.

وتشكّلت ميليشيا “فرقة السلطان ملكشاه” المنشقة عن “السلطان مراد” في 9/8/2020، بأمر من المدعو “محمود الباز” متزعم ما يسمى بالفيلق الثاني التابع لميليشيات “الجيش الوطني”.   

ــ أشجار عفرين ومحاصيلها:

ــ في السابع من أغسطس/ آب، أفاد مراسل عفرين بوست بأنّه في سياق التعديات على ممتلكات أهالي عفرين، أقدم مسلحون من ميليشيا “لواء الشمال” في ناحية بلبله/ بلبل، على قطع 90 شجرة زيتون و10 أشجار لوز، وتعود ملكية الأشجار المقطوعة للمواطن الكرديّ رسول محمد.

ــ في الثامن من أغسطس/ آب، ذكرت عفرين بوست أنَّ ميليشيات الاحتلال التركي تستولي على نحو 20 ألف شجرة مثمرة عائدة لسكان قريتين بريف إقليم عفرين المحتل شمال سوريا، بذريعة تعامل أصحابها مع الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا أو موالاة حزب الاتحاد الديمقراطي.

وفقاً للتقرير التوثيقي (الرقم 157) الذي أصدره حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا يوم أمس السبت، فإن ميليشيات “فيلق الشام” الإخوانية استولت على أكثر من /15/ ألف شجرة مثمرة (زيتون وكرز وجوز ولوز…) في قرية علتانيا- ناحية راجو، منها ألفا شجرة زيتون تعود ملكيتها للأشقاء “محمد ونوري وخليل عثمان صالح” وألف وخمسمائة شجرة زيتون لـ “محمد علي طوبال”.

وأضف المصدر أن الميليشيات أقدمت أبضاً على قطع كافة أشجار الصنوبر في مدخل القرية والأشجار الحراجية الأخرى-بعضها معمّرة-في الجبال المحيطة بالقرية بغية التحطيب وصناعة الفحم، وقلعت /200/ شجرة زيتون على تلةٍ شرقي القرية لـ “حسن صالح من أهالي قرية جلا المجاورة” و “محمد رشك حجي” من “علتانيا”، لجعل الموقع مهبطاً للحوامات. بالإضافة إلى الرعي الجائر لقطعان الماشية بين الحقول الزراعية.

وفي قرية شيخوتكا-ناحية ماباتا/معبطلي، استولت ميليشيا “جيش النخبة” على حوالي /5/ آلاف شجرة زيتون و/10/ هكتارات أراضي زراعية عائدة لمُهجَّرين القري، منها لـ “سفر مجيد بخورو وإخوته”، وميليشيات “أحرار الشرقية” استولت على منزل ومحطة وقود العائدتين للمُهجّر “حيدر بكر بخورو” والواقعتين بمفرق القرية – طريق راجو. كما سرقت لـ “حيدر” آلات معصرة زيتون عائدة للمواطن “حيدر”.

وأشار المصدر إلى أنه تم قطع أشجار الزيتون لبعض السكّان بشكلٍ جائر بغية التحطيب، وهناك رعي جائر لقطعان الماشية العائدة للمسلحين والمستقدمين بين الحقول الزراعية، كما تفرض الميليشيا أتاوى تتراوح ما بين /10%-15%/ على مواسم الزيتون، بالإضافة إلى /150/ ل.س على كل شجرة زيتون، وأحياناً تنكة زيت واحدة على كل عائلة.

ــ في الحادي عشر من أغسطس/ آب، أفاد مراسل عفرين بوست بأنّ مسلحين من ميليشيات الاحتلال التركي المعروفة باسم “الجيش الوطني السوري” أقدموا مؤخراً على قطع 130 شجرة زيتون بهدف الاتجار بأحطابها.

ووفقاً لمراسل “عفرين بوست” فإن الميليشيات قطعت نحو 90 شجرة زيتون عائدة للمواطن الكردي عثمان حمو في قرية جوقي/جويق – مركز عفرين، كما تم قطع 40 شجرة أخرى في قرية ستير/ستارو- مركز عفرين، والي تعود ملكيتها للمواطن نوري محمد، بهدف الاتجار بأحطابها.

ويشهد الإقليم الكُردي المُحتل عمليات قطع متواصلة للأشجار الحراجيّة وأشجار الزيتون المعمرة، من قبل مسلحي الميليشيات الإسلامية والمستوطنين، ويتاجرون بالحطب نظراً لارتفاع أسعاره في ظل أزمة المحروقات العامة، كما يتم نقل كميات كبيرة من الحطب إلى محافظة إدلب.

وتقوم ميليشيات الاحتلال، بقطع الأشجار وتجميع الحطب في مراكز على أطراف القرى بهدف بيعها في الأسواق المحلية وتصدير الباقي إلى تركيا.

ــ مهجرو عفرين في الشهباء وشيراوا:

ــ في العاشر من أغسطس/ آب، أفاد مراسل عفرين بوست بأنّ جيش الاحتلال التركيّ والميليشيات التابعة له يقصفون في هذه الأثناء قرى: مشرفة وسموقة وسد الشهباء في منطقة الشهباء. بالتوازي مع تحليق للطيران الحربيّ.

وكانت مدفعية الاحتلال التركيّ قد قصفت قبل ظهر اليوم قريتي: علقمية ومرعناز، وصباحاً استهدف القصف التركيّ قريتي برج القاص ومياسة في ريف عفرين المحتل بأكثر من عشرة قذائف مدفعية.

ــ في الحادي عشر من أغسطس/ آب، قالت عفرين بوست إنَّ يوم أمس الثلاثاء العاشر من آب الجاري، شهد تصعيداً ميدانياً من جانب القوات التركيّة والميليشيات الإخوانية التابعة له، وتم قصف قرى في ناحيتي شرا وشيراوا ومنطقة الشهباء في أوقات مختلفة.

وتم قصف قريتي مرعناز والعلقمية على خمس فترات خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، وبلغ عدد القذائف نحو تسعين قذيفة. وقُصفت قريتا برج القاص ومياسة على ثلاث فترات وبلغ عدد القذائف ست وخمسين قذيفة. فيما تم استهداف قرى مشرفة وسموقة وسد الشهباء في أربع فترة وكان عدد القذائف الأعلى وبلغ مائة وست وعشرين قذيفة.

يذكر أن القصف بدأ مع صباح أمس باستهداف قريتي برج القاص ومياسة بأكثر من عشر من قذائف، وفي ساعة متأخرة من الليل قصف جيش الاحتلال التركيّ والميليشيات التابعة له قرى: مشرفة وسموقة وسد الشهباء في منطقة الشهباء. بالتوازي مع تحليق للطيران الحربيّ.

فيما لم تتوفر أية معلومات عن الأضرار التي تسبب بها القصف.

ــ في الثاني عشر من أغسطس/ آب، أفاد مراسل عفرين بوست أن فتىً قاصراً استشهد مساء اليوم الخميس 12/8/2021 وأصيب آخر بانفجار لغم أرضيّ في قرية مياسة بناحية شيراوا.

وأضاف المراسل أنَّ القاصر الشهيد هو محمد محمد ويبلغ من العمر خمسة عشر عاماً، فيما لم تعرف هوية الشاب الآخر الذي أصيب بجراح وُصفت بالخطيرة. وكان الشابان يرعيان الماشية ساعة انفجار اللغم.

حوادث سابقة

ــ صباح الإثنين 28/6/2021، انفجر لغم أرضي في المنطقة الواقعة ما بين قريتي آقيبه/ عقيبة وباسليه/ باصلحايا، وأدى إلى إصابة الراعي الكرديّ ميرزان خليل حمكالو، هو من أهالي قرية كرزيليه/ قرزيحل بجراحٍ بليغة أثناء رعيه الأغنام بالمنطقة.

ــ مساء السبت 5/6/2021، أصيب ثلاثة أطفال جراء انفجار لغم أرضي مزروعاً في محيط قرية بابنس التابعة لمقاطعة الشهباء، والأطفال المصابون هم: (عبد الكريم سليمان 11 عاما – جلال حسين بن جلال 16 عاماً – وسلام شبابو بن خالد 14 عاماً).

ــ صباح الأحد 11/4/2021 استشهد طفلان وأصيب اثنان آخران بجروح صباح اليوم الأحد 11/4/2021، جراء انفجار لغم أرضي من مخلفات الحرب بهما في قرية “كوندي مازن” التابعة لناحية شيراوا والطفلان الشهيدان هما: آزاد إبراهيم حسين (12 عاماً) وديار حمو حسين (11 عاماً)، والمصابات هما: حسين إبراهيم حسين (9 أعوام) والطفلة نسرين محمد حسين (12 عاماً).

ــ الاثنين ٢٩/3/2021، استشهد الشاب جمعة فياض (١٩ عاماً)، من أهالي قرية عرب ويران بناحية شرا/ شران بانفجار لغم أرضي في بلدة تل رفعت بالشهباء في ريف حلب الشمالي. وقد استشهد بعد إسعافه إلى المشفى.

ــ الخميس 11/3/2021 أصيب الشاب حسن عبد الرحمن عيسى (٣٠ عاماً) بشظايا جراء انفجار لغم أرضيّ أثناء رعيه أغنامه في المنطقة الواقع بين قريتي صوغانكة وباسليه في ناحية شيراوا

في ٢٦ كانون الثاني ٢٠٢١، استشهد الطفل محمد عزت حسين (14 عاماً) من أهالي قرية باصلة /باصلحايا بناحية شيراوا بانفجار لغم أرضي من مخلفات داعش قرب بلدة حيان أثناء رعيه الأغنام.

وبلغ عدد الإصابات الناجمة عن انفجار الألغام الأرضية، 83 حالة بين شهيد ومصاب خلال عام 2020، بينما بلغ عدد الضحايا 41 شهيدا وو158 جريحا عام 2019.

ــ في الثاني عشر من أغسطس/ آب، قصف جيش الاحتلال التركيّ والميليشيات التابعة له بالمدفعيّة الثقيلة أطراف تل رفعت بمنطقة الشهباء، كما قصفت بقذائف الهاون قريتي: علقميّة ومرعناز في ناحية شرا ولم ترد معلومات عن حجم الأضرار التي تسبب بها القصف.

ــ في الثالث عشر من أغسطس/ آب، أفادت المعلومات الواردة من الشهباء أنّ الطفل علاء محمد (١٠ أعوام) في قرية مياسه بناحية شيراوا اُستشهد متأثراً بجراحه التي أصيب بها جراء انفجار لغم أرضي به يوم أمس.

وكان لغمٌ أرضيّ من مخلفات المعارك قد انفجر مساء أمس الخميس ١٢ آب ٢٠٢١ بأخوين كانا يرعيان الماشية في قرية مياسه، واستشهد الشقيق الأكبر محمد محمد (15 عاماً) على فوراً، ليلحق به شقيقه علاء صباح اليوم.

ــ جرائم الاحتلال وتنظيم الإخوان المسلمين:

ــ في التاسع من أغسطس/ آب، علم مراسل “عفرين بوست” من مصادره في أوساط الميليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين الإرهابي، قيام ميليشيا “الجبهة الشامية” بتسليم المسؤولية الأمنية في القرى والبلدة التي تحتلها إلى مسلحيها المنحدرين من أصول تركمانية.

وأوضح المراسل أن الميليشيا عينت مسلحين تركمان كمسؤولين أمنيين في قرى بريمجه وكوندي حسيه وماباتا/معبطلي.

وتحظى الميليشيات التركمانية المنضوية في صفوف ميليشيات “الجيش الوطني” بالدعم الكامل من قبل الاستخبارات التركية، وخاصة ميليشيات “السلطان مراد” و”ملكشاه” و”سليمان شاه” و “الحمزات”، وتتمتع بمزايا أكبر من الميليشيات التي عناصرها من المكون العربي، من ناحية الرواتب والنفوذ والسطوة في المناطق التي تحتلها تركيا في الشمال السوري.

في سياق منفصل، أقدم مسلح من ميليشيا ” أحرار الشرقية” على بيع منزل المواطن الكردي “جمعة محمد – من أهالي قرية خلنيريه- مركز عفرين”، لمستوطن منحدر من مدينة حلب، وذلك بمبلغ ألفي دولار أمريكي. ويقع المنزل في محيط دوار ماراتي/معراتة – مركز مدينة عفرين.

في حين لا يزال التوتر قائماً بين ميليشيا “أحرار الشرقية” و”الفرقة التاسعة” بعد جولة من الاقتتال والاشتباكات العنيفة التي دارت بين الطرفين ليلة أمس في شارع الفيلات ومركز ناحية راجو، والتي أسفرت عن سقوط 8 جرحى بين المدنيين وكذلك المسلحين.

ــ في العاشر من أغسطس/ آب، في متابعة ذكرت عفرين بوست، مازالت قضية فصل الدكتور السوري “عثمان حجاويّ” عن العمل تتفاعل في الأوساط الطبيّة والشعبيّة، وأعلن أطباء مشفى مارع إيقاف العمل اعتباراً من يوم غد الأربعاء بسبب ما سمّوه الإجراء التعسفيّ بفصل الدكتور حجاوي.

فقد أقدمت إدارة مشفى مارع، ممثلة برئيسُ الأطباءِ التركيّ في المشفى Erol Tekçe وإدارة المشفى على فصلٍ تعسفيّ مفاجئٍ للدكتور السوريّ عثمان حجاوي الأخصائيّ في أمراض القلب من عمله بالمشفى، ومنعه من مزاولة العمل الطبيّ في جميع ما يُسمى “المناطق المحررة”. سواءً التركيّة أو المدعومة من قبل المنظمات الإنسانية.

وفي تقريرٍ قدّمه إلى إدارة المشفى وتداوله نشطاء على وسائل التواصل الاجتماعي، أوضح الدكتور حجاويّ أنّ القرار المذكور جاء على خلفيّة انحيازه إلى طبيبِ الأسنان رافي العلوان الذي تعرضَ للإهانةِ من قِبل الممرضِ التركيّ “علي رضا”، الذي يعملُ بالمشفى، وتقدم بشكوى نظاميّة بحضور أطباء ضد الممرض علي الذي سبق أن أهانَ كاملَ كادرِ المشفى الطبيّ.

ورفض رئيس الأطباء السوريّ التوقيعَ على هذا القرارِ لأنّ إدارةَ المشفى لم تحصل على استشارته في الأمرِ، فيما وقع على قرارِ الفصلِ رئيسُ الأطباءِ التركيّ وإدارة المشفى.

وفي تعبيرٍ عن موقفٍ التضامن أعلن أطباء مشفى مارع بريف حلب الشمالي التوقف عن العمل بالمشفى اعتباراً من يوم غدٍ الأربعاء وحتى إشعار آخر، بسبب الإجراء التعسفيّ القاضي بفصل الدكتور عثمان حجاوي. وسيقتصر العمل على الإسعاف فقط.

قرار فصل الدكتور حجاوي، حسب شهادة زملائه استند إلى مغالطة وزعم تغيبه عن مناوباته بالمشفى، ومعاملته غير الجيدة مع الممرضين وعدم التزامه بالاتفاق مع المشفى، وشهد زملاء الدكتور حجاوي من الأطباء السوريين بالمشفى بحسن الأخلاق وأكدوا أن قرار فصله جاء بسبب تضامنه مع طبيبٍ الأسنان “رافي العلوان”، الذي تعرض للإهانة والشتم من قبل ممرضٍ تركيّ يدعى علي رضا يعمل في مشفى مارع.

وقد أثار قرار الفصل مزيداً من مواقف الرفض لدى عامة الأهالي وعبّر عنه أطباء سوريون يعملون في مشافي شمال سوريا، وأطباء مشفى مارع والذين أصدروا بياناً، الأحد، كذّبوا فيه ادعاءات فصل الدكتور حجاوي، وقالوا إنّ “الطريقة التي تم بها فصل الزميل الدكتور عثمان حجاوي لم تكن على وجه حق”.

وأصدرت “نقابة أطباء حلب الحرة” بيانَ تنديدٍ بفصل حجاوي “لعدم استناد القرار إلى أي سبب إداري أو قانوني”، حسب تعبيرها. وأدانت النقابة قرار الفصل، وطالبت إدارة المشفى بالتراجع عنه، وبتشكيل لجنة من مجلس النقابة لزيارة المشفى والإسراع بحلّ المشكلة، على ألا تتكرر الحادثة في أيّ مشفى آخر “دون سبب قانوني، للحفاظ على الكوادر الطبيّة”.

ونظّم المئات من أطباء ونشطاء ريف حلب وقفات احتجاجيّة، رفضوا فيها قرار الفصل بحق الدكتور “حجاوي”، واعتبروه “تعسفيا”. وانتقدوا أيضا ما وصفوه بـ”صمت المؤسسات السورية” التي تنشط في المنطقة، في إشارة منهم إلى مؤسسات “الحكومة السورية المؤقتة” التابعة لـ”الائتلاف الوطني السوري” المعارض. وطالبوا الجانب التركيّ بتغيير المسؤولين الأتراك العاملين في مختلف القطاعات الخدميّة، ومن بينها القطاع الصحيّ.

يُذكر أنَّ هذا الموقف يأتي في سياق عام من السياسة العنصريّة التركية بحق السوريين في المناطق التي تسيطر عليها تركيا، والتي يصرُّ البعض على تسميتها “المناطق المحررة”. فيما لا تختلف المعاملة في سائر القطاعات الخدمية إلا أنّها أكثر وضوحاً في المجالين الأمنيّ والعسكريّ.

مظاهرات عديدة جرت مؤخراً منها في مدينة رأس العين وتل أبيض وامتدت لعفرين والباب ومدينة مارع التي تفجر فيها غضب السوريين بعدما قامت الإدارة التركية لمشفى المدينة بفصل وطرد طبيب من المشفى بعد خلافات مع ممرض تركي كان قد اعتدى في وقت سابق على طبيب آخر.

ــ في الثاني عشر من أغسطس/ آب، أفاد مراسل عفرين بوست بأن ثلاثة من متزعمي ميليشيا “السلطان مراد” قد هربوا إلى الأراضي التركيّة يوم الثلاثاء 10/8/2021، عبر محور قرية دير صوان، بقصد السفر إلى أوروبا دون التمكن من معرفة أسمائهم، وقد تركوا خلفهم ثلاثة سيارات فارهة حديثة، تقدر قيمة كل منها بنحو ثلاثين ألف دولار.

يُذكر أن كل مسلحي الميليشيا دخلوا إلى عفرين لدى احتلالها فقط ببنادقهم ومخازن الرصاص، إلا أنهم جمعوا أموالاً طائلة من عمليات النهب والفديات والاستيلاء على ممتلكات أهالي عفرين الكرد وفرض الإتاوات التعسفية عليهم.

ويأتي فرار متزعمي المسلحين في توقيت تشهد أوساط الميليشيات اضطراباً، على خلفية تجنيدهم كمرتزقة وزجهم في ميادين القتال مختلفة داخل سوريا وخارجها، وبعد التنديد الأمريكيّ بقيام ميليشيا السلطان مراد بتجنيد الأطفال، وكذلك تزامناً مع معلومات حول احتمال صدور حزمة جديدة من العقوبات الأمريكيّة بحق الميليشيا بعدما صدرت بحق ميليشيا أحرار الشقية التي شهدت انشقاقاً في صفوفها.

ــ نشر التطرف:

ــ في الحادي عشر من أغسطس/ آب، ذكرت عفرين بوست أنه استكمالاً لترسيخ الاحتلال في المناطق التي تسيطر عليها القوات التركيّة والميليشيات الإخوانيّة التابعة لها، قام المدعو أسامة الرفاعي رئيس ما يسمى “المجلس الإسلاميّ السوريّ” بزيارة مدينة إعزاز، بالتنسيق مع ميليشيات “الجبهة الشامية” وبحمايتها قادماً من تركيا.

لقاءات مبرمجة

كان واضحاً أن لقاءات الرفاعي كانت مبرمجة، فقد التقى مع المؤسسات المدنية وبمجلس أمناء المجلس الشرعي في محافظة حماة، وأعضاء الهيئة العمومية في المجلس الإسلامي، وزار الثانوية الشرعية في قرية “تركمان بارح” وجامعة حلب الحرة، كما التقى عدداً من العلماء في مدينة عفرين، دون التطرق لما يجري فيها من انتهاكات وجرائم بحق أهالي عفرين.

كما حضر الرفاعي اجتماعاً في مقر ما يسمى “وزارة الدفاع في الحكومة المؤقتة” بمدينة إعزاز، ضم متزعمي الميليشيات فيما يسمى الجيش الوطني والجبهة الوطنية للتحرير، والشرطة العسكرية والمدنية. وألقى خطبة الجمعة في مدينة إعزاز. وكان لافتاً حضور المدعو أبو أحمد نور متزعم ميليشيا “الجبهة الشاميّة” إلى جانبه في بعض اللقاءات.

ووضع حجر الأساس لمشروع بناء مبنى “المجلس الإسلامي” في مدينة إعزاز، في سياق عملية نقل كل الأدوات التي تستخدم تركيا إلى الأراضي السورية المحتلة.

علق مراقبون على الزيارة بأنّها جاءت بطلب تركيّ مباشر ضمن مساعي تعزيز دور مؤسساتها ضمن المناطق الخاضعة لسيطرتها للتأثير على الناس عبر المشايخ وتعزيز دور الائتلاف والحكومة المؤقتة والفصائل بالمنطقة سيما مع تصاعد وتيرة المظاهرات ضد تركيا نفسها وضد مختلف الهياكل التي أسستها في المناطق المحتلة شمال سوريا، ومحاولة توفير الغطاء الدينيّ من خلال المجلس الإسلاميّ.

خطبة إعزاز المثيرة للجدل:

الخطبة التي ألقاها الرفاعي يوم الجمعة 6/8/2021 في مدينة إعزاز السورية أثارت الثير من الجدل واسعاً، إذ تضمنت تحريضاً والتزاماً بالتوجه الإخوانيّ المتزمت، وحفلت بالكثير من التحذيرِ. وكرّس الخطبة في شؤون الأسرة.

نظرية المؤامرة كانت حاضرة في خطبة الرفاعي، فحذّر مما سماه  “الدوائر الاستعمارية الغربيّة ودوائر الكفر والضلال” التي تغزو المنطقة، التي أشار إليها بـ “المحررة” والتي تخضع للاحتلال التركيّ، وقال أن هذه الجيوش تمّ إدخالها إلى سوريا بغرض التلاعب بعقول الشباب والبنات ودفعهم للانحراف عن ”القيم والأخلاق والدين” وذكر مثالا عن وجود نساء مجنّدات من قبل الأمم المتحدة وغيرها من مراكز التضليل والتكفير، يأتون لينشروا بين فتياتنا خاصة تحرير المرأة والجندر وأن تمكّنَ المرأة من حريتها، ويفهمونها أنّهن مستعبدات من الزوج أو الأب أو الأخ الأكبر، وأن يأخذوا حريتهن كاملة ليسرّبوا إليهن الأفكار الضالة والمضلة، والعُري والتعري وكلّ ما يخرج عن دائرة أخلاق الإسلام، فهؤلاء مجندات من الدوائر الكبرى لإفساد نسائنا

وحذّر الرفاعي من النشاطات التي تقوم بها منظمات المجتمع المدنيّ لا سيما دورات التنمية والتمكين واعتبرها من عمل الشيطان ومحرمة قال “ينبغي أن تنتبهوا للمنظمات أن تكون بعناوين خيرية وإغاثية وتنمية وتدريبية … انتهبوا لبناتكم وشبابكم والدورات التي تقيمها هذه المنظمات مجاناً بعناوين مغرية.. ولكن فيها السم الزعاف الذي يقتل دين وأخلاقهم وشيمهم، هذه الدورات من أخطر ما يكون… انتشرت منذ سنوات وهي من أرذل ما يمكن أن يُتصوروا…. الأمور التي تدرس فيها لا تخطر على بال مسلم… لا تدعو أولادكم فريسة للشيطان”

مجلس بتوجهات إخوانية

المجلس الإسلامي السوريّ لا يختلف في غاية تأسيسه عما يسمى “المجلس الوطني السوري” ومن بعده الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة” فكلها أدوات تركيا، ولكن الاختلاف يكمن بالتخصص، فالمجلس الإسلامي مهمته توجيه الخطاب الديني والفتوى وشرعنة الاحتلال التركي فيما الخطاب السياسي هو مهمة الائتلاف. وإذ يقود الإخوان المسلمون الائتلاف، فالأمر هو نفسه في “المجلس الإسلامي”.

ولا يختلف تأسيس المجلس عن أيّ ميليشيا عسكرية، فقد عملت أنقرة على توحيد الميليشيات في إطار كيان عسكريّ موحد باسم “الجيش الوطني” وتشكيل أركان وقيادة له، وبالطريقة كانت محاولة ربط شرعيي الميليشيات بمنصة عامة باسم المجلس الإسلامي. ويمكن القول إن المهمة الأساسية للمجلس إصدار فتوى حسب الطلب، لشرعنة العدوان التركي واحتلاله لمناطقه سورية وفق معطيات مذهبيّة.

ورغم أن المجلس اتخذ اسماً إسلامياً عاماً، إلا أن أعضاءه كلهم هم من التوجه الإخواني، ولا وجود لأي عضو من المذاهب الإسلامية الأخرى، وكانت رؤيته للحالة السورية تنطوي على اختزال الشعب السوري في رؤى مذهبية، أنكرت تعددية الشعب السوريّ، ومعروف أنّ المدعو أسامة الرفاعة سافر إلى السعودية على خلفية أحداث الإخوان عام 1981.

التأسيس

في 14/4/2014 أعلن في إسطنبول عن تأسيسِ ما يسمّى “المجلسِ الإسلاميّ السوريّ” وبحسب بيانه فإنّه يضمُّ نحو ٤٠ هيئةٍ ورابطةٍ إسلاميّةٍ من أهلِ السنةِ والجماعةِ في الداخلِ والخارجِ، وتضمُّ الهيئاتِ الشرعيّةِ لأكبرِ الفصائلِ الإسلاميّةِ في جميعِ أنحاءِ البلادِ. واتخذ في شعاره خريطةَ سوريا بدونِ لواء إسكندرون مع مجسمٍ لمسجدٍ على الطرازِ العثمانيّ الشائعِ.

كان تأسيسُ المجلسِ تأكيداً للانتقالِ في الأزمةِ السوريّةِ من بُعدها الاجتماعيّ العام المطالب بالحقوق والحريات لعمومِ السوريين إلى تأكيدِ الهوية المذهبيّة والقوميّة، أي جمعَ القوميّة العربيّة مع المذهبيّة السنيّة، وكان التلاقي مع أنقرة في المذهب مرجحاً على أيّ اعتبار آخر. وتمّ اعتماد مصطلح المجاهدين بدل المقاتلين، تأكيداً للبعد الدينيّ للحرب.

وصدرت عن المجلس تصريحاتٌ وبياناتٌ وفتاوى رسميّةِ مثيرة للجدل على حساب دماء السوريين ولكنها موثقة، تبنت شرعنة سياسة أنقرة تجاه سوريا، ودعت إلى قتال الكردِ واستباحة دمائهم، واعتبرت ذلك إما واجباً وطنيّاً لأنهم وفق زعمه دعاة انفصال، أو أنه واجب شرعيّ وجهادٌ في سبيل الله لأنّهم ملاحدة. وفي اصطفاف مذهبي صرف كان موقف المجلس داعماً للعمليات العسكريّة التي شنّها الجيش التركي في سوريا، وتعامى عن آلاف الانتهاكات لحقوق الإنسان من قتل وأعمال الاختطاف وسلب واستيلاء بالقوة على ممتلكات الآخرين.

فتوى تكفير الكرد

في 31/5/2016 أصدرت المجلس فتوى تضمنت “تكفير الكرد” في سياق إجابة على سؤال، وجاء في الفتوى ما يلي: “بالنسبة للسؤال عن موقف المسلم من القتال الواقع بين تنظيم الدولة في الرقة والميليشيات الكردية العلمانية التي تتخذ من اسم قوات سورية الديمقراطية ستاراً لها، فإننا نرى أن كلا الفصيلين فاسد ومنحرف، وكلاهما له أجندات لا تخدم الثورة السورية ولا الشعب السوري، بل إن كلا منهما يحقق غايات أعداء الله في ضرب الثورة السورية واستنزافها”

فتوى في العدوان على عفرين

في 28/2/2018 أطلق المجلس فتوى مثيرةً للجدل بتوظيفِ النصِ الدينيّ لشرعنةِ الحربِ على عفرين، فكانت الفتوى أقربَ للبيانِ العسكريّ، واعتبرت قتالَ قواتِ سوريا الديمقراطيّة من الجهادِ في سبيل الله، وفق الفقرة الثانية من الفتوى وتمَّ الاستشهاد فيها بآيات من القرآن الكريم، ووصفت “قسد” بأنّها جماعة فتنة للناس، ولا فرقَ بينهم وبين “الحكومة السورية”. وخيّر المجلسُ، مسلحي المعارضةِ السوريّة، بين قتلِ أسرى “قسد” أو تلقّي الفديةِ عنهم، حتى الجرحى منهم. على أن يُغلَّبَ جانبُ المصلحةِ بذلك، ويسري ذلك على النساء والأطفال، بحال ساندوا قسد بالقتال. واعتبرتِ الفتوى، أسلحة قسد ومتاعهم وممتلكاتهم وطعامهم وشرابهم غنائم “للمجاهدين”.

فتوى في العدوان على رأس العين وتل أبيض

في 10/10/2019 أصدر المجلس الإسلاميّ السوريّ بياناً أعلن فيه عن تأييده للعدوان التركيّ عبى شمال سوريا في إطار العملية المسماة “نبع السلام”. وتحت عنوان (حكم قتال قوات سوريا الديمقراطية) أصدر فتوى برقم 11، لمحاربة قسد، واستباحةِ الغنائم أمام المقاتلين التابعين لتركيا. وأفتى قائد جيش الإسلام عصام بويضاني من على منبر مسجد برأسِ العين، بمحاربةِ الكردِ (الملاحدة) شمال شرق سوريا، واستباحة أموالهم وأرزاقهم.

فتوى ضد فرنسا

المجلس الإسلاميّ السوريّ الإخواني التابع لأنقرة، بارك كل العمليات العسكريّة التركية وغزوات أردوغان في سوريا وأفتى لصالحها، ولم يتحدث عن السيادة الوطنيّة للدولة السوريّة، وعندما بدأ العلاقات بين أنقرة وباريس، وشنّت أنقرة حملة إعلاميّة ضد باريس، على سبيل المشاغلة، للتغطية على المقاطعة العربية في مصر والسعودية على المنتجات التركية، خرج المجلس الإسلامي السوري ببيان في 25/10/2020 لمقاطعة البضائع الفرنسيّة.

فتاوى إشكالية وأخرى ضبابيّة فضفاضة

في توصيفه لداعش استخدم المجلس مصطلح “الخوارج” وقد استعاره من التاريخ، إلا أنه بذلك في وقع في مطبٍّ خطر لم ينتبه إليه من يسمون أنفسهم “علماء”، لأنه ينطبق على كل الميليشيات التابعة لأنقرة، إذ يعني “كل من خرج عن طاعة ولي الأمر”، ويعطي المشروعية للسلطة القائمة بمحاربتهم.

رغم أن اسم المجلس يتضمن التوصيف “السوري”، إلا يكثر من استخدام عبارة “بلاد المسلمين” وبذلك فإن الأبعاد الجغرافية لما يسميه “الجهاد” يتجاوز الجغرافيا السورية، ويتوافق مع مشروع إحياء الخلافة الإسلامية والتدخل التركي في ليبيا وأذربيجان وسواهما.

وجاء في فتوى بعنوان “التكييف الفقهي للمعركة القائمة مع النظام”: استخدم المجلس مصطلح “الرافضة” ليطابق خطاب “داعش” ليعطي القتال بعداً مذهبيّاً خالصاً. وكذلك توصيف “الضال”، الإشكاليّ، والذي تسبب بالنزاعات والحروب.

لم يعلق “المجلس الإسلامي السوري” على سفر المرتزقة السوريين للالتحاق بجبهات القتال إلى جانب حكومة الوفاق الإخوانية في ليبيا، وصمت حيال ذلك، ولكن مع ارتفاع الأصوات بسفر المرتزقة إلى أذربيجان اضطر لإصدار بيان في 2/10/2020 فجاء ضبابيّاً، تهرب من التحريم، ولكنه أجازه بشكلٍ غير مباشر عندما وصفه بالجهاد.

وجاء في البيان: “الواجب يتحتم في جهاد الدفع على الأقرب فالأقرب، فالاشتغال بقتال البعيد مع ترك قتال من قرب لا يؤمن فيه من غائلة العدو القريب المتربص أن يُغير على الجبهات فيقتل العباد ويستولي على البلاد، فالعدو القريب أكثر ضرراً علينا وفي دفعه أكبر مصلحة لنا”. وبذلك توقف المجلس فقط على مجرد المسافة المكانية، وجعل القتال في الجبهتين بحكم واحد هو الجهاد، ورجّح القرب وتجاهل جوهر المسألة وهو “القتال بالارتزاق”.

ــ الائتلاف الإخوانيّ:

ــ في التاسع من أغسطس/ آب، ذكرت عفرين بوست أنّه في إجراء بروتوكوليّ قام المدعو “سالم المسلط” رئيس الائتلاف السوري-الإخواني يوم أمس الأحد 8/8/2021 بزيارة منطقة الباب، حيث مقر ميليشيا “الحمزات” ليقدم وفقاً لتعليمات المشغل التركي صورة إعلاميّة للتنسيق بين الواجهة السياسيّة لما تسمّي نفسها معارضة سوريّة والميليشيات المسلحة التابعة للاحتلال التركيّ.

تداولت مواقع التواصل الاجتماعيّ، صوراً لوفد الائتلاف، يظهر فيها رئيس الائتلاف سالم المسلط، وأحمد طعمة، وتظهر متزعمي الميليشيات العسكريّة، والمسؤول الأمنيّ عن معبر باب السلامة ومسؤول العلاقات الخارجيّة في مجلس القبائل والعشائر، المدعو أبو علي سجو.

الزيارة هي الأولى التي يقوم المدعو المسلط بعد أقل من شهر على انتخابه رئيساً للائتلاف خلفاً للمدعو نصر الحريري في 12/7/2021، وقد اختار المسلط أن يلتقي متزعمي أكثر الميليشيات ولاءً لأنقرة، والتي اشتركت في 25/7/2021 في القصف الصاروخيّ على منطقة الشهباء، ودعمت خطط التدخل التركيّ في ليبيا وأذربيجان وعملياتها العسكريّة لاحتلال مناطق في سوريا.

لم تخلُ الزيارة من مشهد تكريم لمتزعم ميليشيا، “سليمان شاه” المدعو محمد جاسم أبو عمشة، وكان لافتاً أنّ معرفات الائتلاف الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي لم تنشر الخبر وصوره في حينه، واكتفت بنشر خبر وصور عن زيارة وفد الائتلاف لـ “مجلس القبائل والعشائر”. وعادت لتنشر اللقاء مع متزعمي الميليشيات بشكلٍ مقتضبٍ اليوم، بعدما تم تداول الخبر بشكلٍ موسّع على مواقع التواصلِ.

وقال موقع الائتلاف “إنّ رئيس الائتلاف الوطنيّ، سالم المسلط، والوفد المرافق له من أعضاء الهيئتين السياسيّة والعامة للائتلاف، يجتمع مع “مجلس القبائل والعشائر السوريّة” في مقر المجلس بريف حلب، وقد جرى الاجتماع بحضور ما يسمى “رئيس الحكومة السوريّة المؤقتة ووزير الدفاع”.

وإذا كانت الميليشيات التابعة للاحتلال التركيّ مدانة بارتكاب مختلف أنواع الانتهاكات بحق أهالي عفرين الكرد سواء من بقي فيها عبر عمليات الاختطاف التعسفي والفديات والاستيلاء على الممتلكات وصولاً إلى أعمال القتل، وكذلك قصف أهالي عفرين المهجرين قسراً، فإن زيارة المدعو المسلط ومن قبله الحريري، تمنح الغطاء السياسيّ لتلك الانتهاكات.

يذكر أنه كشف في 28/5/2020 عن وجود نساء عاريات معتقلات في سجن ميليشيا “الحمزة”، فيما يواصل المدعو أبو عمشة بناء إمارته الخاصة على حساب أهالي ناحية شيه، عبر الاستيلاء على الأراضي ومصادرة المواسم وفرض الإتاوات. عدا عن جرائم الاغتصاب التي تم تجاوزتها سلطات الاحتلال التركيّ.

ــ مواقف سياسيّة رسميّة:

ــ في الحادي عشر من أغسطس/ آب، ذكرت عفرين بوست نقلاً عن مصادر إعلاميّة أنّ وزارة الخزانة الأمريكيّة بعد العقوبات التي أصدرتها 28/7/2021، والتي شملت لأول مرة ميليشيا سوريّة مسلحة تدعمها أنقرة، وهي “أحرار الشرقيّة”، على خلفية ارتكابها جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانيّة. يبدو أنها بصدد تأكيد رسائلها إلى أنقرة عبر العقوبات بحق مزيد من الميليشيات التي تدعمها.

فقد تناقلت مصادر إعلاميّة أن وزارة الخزانة الأمريكيّة بصدد إصدار حزمة عقوبات جديدة وتشمل عدداً من الشخصيات والكيانات العسكرية، منها ميليشيات (السلطان مراد، والحمزة وسليمان شاه/العمشات). وهي جماعات سبق أن تم اتهامها ضمن تقارير مؤسسات أمميّة ومنظمات حقوق الإنسان المحليّة والأممية وكذلك التقارير الإعلاميّة بأنها ارتكبت انتهاكات العديد وُصفت بأنها ترقى إلى مستوى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانيّة في المناطق التي تحتلها تركيا (عفرين، تل أبيض، رأس العين، الباب، جرابلس…) وشهدت المناطق المحتلة عمليات نزوح قسري لمئات الآلاف من الأهالي. بحسب مركز توثيق الانتهاكات في شمال سوريا

وتحدثت كثير من التقارير عن قيام الميليشيات التي تدعمها أنقرة بضم عناصر جهاديّة وعناصر سابقين في داعش، وقد وصل بعضهم إلى مراكز قيادية مثل المدعو سيف أبو بكر بولاد متزعم ميليشيا “الحمزات” الذي تم توثيق بيعته لداعش في مقطع مصور تم تداوله في المواقع الإعلاميّة يوم اجتاح داعش مدينة الباب، وتسنم موقعاً قيادياً في داعش.

كما ثبت تورط ميليشيا “الحمزات” في قضية اختطاف النساء واغتصابهن، في حادثة اقتحام مستوطنين من ريف دمشق لمقرها بتاريخ 28/5/2020، بعد أعمال عنفٍ وضُبطت في سجونها نساء عاريات، فيما الاتهامات تلاحق كل الميليشيات بارتكابها انتهاكات لحقوق الإنسان من أعمال الاختطاف والإخفاء القسري والاستيلاء على الأملاك والتهجير القسريّ والقتل تحت التعذيب وفرض الإتاوات.

وفي تأكيد على أن الميليشيات التابعة لأنقرة تأخذ العقوبات الأمريكيّة بحق ميليشيا “أحرار الشرقيّة” على محمل الجد، وفي محاولة للتملص من عواقبها، أعلنت يوم أمس الثلاثاء 10/8/2021، ميليشيا “صقور السنة” انشقاقها عنها، والانضمام إلى ميليشيا “الفرقة 20”. علماً أن ميليشيات “أحرار الشرقيّة” و”الفرقة 20″ تنضويان في صفوف الفيلق الأول التي يتزعمها المدعو العقيد “معتز رسلان” وهو متزعم ميليشيا “النخبة”.

وكانت واشنطن قد اتخذت خطوة ابتدائية في 1/7/2021، عندما تضمن تقرير وزارة الخارجية السنويّ لعام 2021، إدراج تركيا على قائمة الدول المتورطة بتجنيد الأطفال خلال العام الماضي، وقالت إنّ تركيا تقدم دعماً ملموساً لميليشيا “السلطان مراد”.

ــ حوادث:

ــ في العاشر من أغسطس/ آب، توفي اليوم الثلاثاء، طفلٌ من أهالي قرية كفرشيل التابعة لمركز إقليم عفرين المحتل شمال سوريا، غرقاً في قناة الري الرئيسيّة، لترتفع عدد حالات الغرق إلى 42 حالة منذ مطلع العام الجاري.

 بحسب الدفاع المدني التابع للاحتلال التركي، فإنه تم انتشال جثمان الطفل محمد عبد الرحمن سليمان 15 عاماً والذي قضى غرقاً أثناء سباحته في قناة الري الكائنة قرب مركز مدينة عفرين.

وتعد المسطحات المائية في الإقليم الكردي غير صالحة للسباحة نظراً لخطورتها وانزلاقها.

Post source : عفرين بوست

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons