عفرين بوست ــ متابعة
تشهد منطقة خفض التصعيد في جبل الزاوية في محافظة إدلب تصعيداً عسكرياً وتبادلاً للقصفِ بين فصائل المعارضة المسلحة الموالية لتركيا، والقوات الروسية والحكومّة السورية.
أفادت مصادر عسكرية في المعارضة، بأنّ القوات الحكومية قصفت الليلة الماضية بقذائف المدفعيّة تحصينات فصائل معارضة في قرى الحميديّة، الزقوم، الدقماق، العنكاوي، القاهرة، السرمانية، الواقعة بمنطقة سهل الغاب بريف حماة الغربي.
كما طال القصف المدفعيّ تحصينات لفصائل المعارضة على محاور بلدة كفرتعال بريف حلب الغربي، مصدره الفوج 46 حيث تتمركز القوات الحكومية. وتزامن القصف مع تحليق مكثف للطيران الحربي وطائرات الاستطلاع في أجواء إدلب وحماة وحلب، دون ورود معلومات حول خسائر بشرية.
من جهة أخرى أعلنت ليلة أمس “غرفة عمليات الفتح المبين”، والتي تضم هيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً) و”جيش العزة” “الجبهة الوطنية للتحرير”، أنّها قصفت بقذائف B9 تجمعات عسكريّة لقوات الحكومة على أورم الصغرى ومحيط الفوج 46 بريف حلب الغربي.
مظاهرة تنديد بالصمت التركي
وإزاء التصعيد العسكريّ الذي تشهده قرى وبلدات جبل الزاوية، خرجت يوم الجمعة مظاهرات عديدة في مناطق مختلفة من شمال إدلب نددت بصمت الضامن التركيّ الضامن، وحاصر المتظاهرون أكثر من 11 نقطة عسكريّة تركية في جبل الزاوية.
وأعرب أهالي إدلب عن استيائهم من الموقف التركي إزاء ما يجري في مناطق إدلب وبخاصة جبل الزاوية، من قصف يومي أودى بحياة عشرات المدنيين وإصابتهم، كما عبروا عن توجسهم من احتمالِ اتفاق تسليم جديدة لما تبقى من ريف إدلب الجنوبيّ. وتساءل الأهالي عن معنى دور الضامن وخفض التصعيد وغاية وجود القوات التركيّة التي مازالت تعزز وجودها بالمحافظة.
ويؤكد الأهالي أنّ مهمة النقاط التركية في المنطقة لا تتعدى إحصاء الخروقات وأخذ دور المتفرج، وقال مواطنون إن الجيش التركي لم يكن يوماً ضامناً لهم، بل شاهداً وضامناً على قتلهم. وأنها نجحت بتجنيد الفصائل لخدمتها وتحقيق أهدافها في إدلب والمناطق المجاورة، وزجهم كمرتزقة في ليبيا وأذربيجان، متجاهلة آلاف السكان الذين أنهكتهم الحرب وشردهم النزوح والتهجير. وما يجري في جبل الزاوية سيبقى وصمة عار على جبين الضامن التركي”.
ويرون أن القوات والنقاط التركية مجرد ورقة ضغط تستخدمها أنقرة لتحصيل مكاسب في مناطق شمال شرق سوريا والتدخل في منطقة إدارة الكرد على حدودها، وأن النقاط التركيّة عاجزة عن حماية نفسها. وأنّ النقاط العسكريّة التركية الحالية بالمنطقة لن تكون أفضل حالاً من سابقاتها التي تمت محاصرتها وانسحبت منها القوات التركية.
ودعا بعض الأهالي إلى خروج القوات التركية من إدلب، لأنّها لم تقدم إلا التنازلات التي أدت إلى تدهور الأوضاع الأمنية والاقتصادية والاجتماعية، وأنّ ما يجري على الأرض من قصف وتصعيد عسكريّ يتم بموجب اتفاقيات جرت بالخفاء بين موسكو وأنقرة التي خيبت آمال الجميع بخيانتها العلنيّة التي لا تخفى على السوريين”.
وقد أنشأت تركيا نحو 65 نقطة عسكريّة في المنطقة الخاضعة لاتفاق موسكو 5/3/2020. وتجاوز عدد الجنود الأتراك على 13 ألف جندي وأكثر من 15 ألف عربة وآلية عسكرية.
واليوم الأحد، ذكر نائب مدير مركز التنسيق الروسيّ في حميميم اللواء البحري فاديم كوليت، في بيان أنه “تم تسجيل 32 اعتداء من مواقع تنظيم (جبهة النصرة) في منطقة إدلب لخفض التصعيد بينها 19 اعتداء في محافظة إدلب و8 في محافظة اللاذقية و1 في محافظة حلب و4 في محافظة حماة”. في إدلب خلال الساعات الماضية.
وكانت وزارة الدفاع الروسية قد أعلنت في الثامن عشر من الشهر الجاري تنفيذ جبهة النصرة المنتشرة في إدلب وعدد من المناطق بريفها نفذوا 28 اعتداء منها 6 طالت مناطق آمنة بريف حماة الشمالي.