عفرين بوست – خاص
في خطوة جديدة لترسيخ الوجود التركماني وتتريك إقليم عفرين الكردي المحتل، تم افتتاح مكتب جديد تركماني في مركز مدينة عفرين.
أفاد مراسل عفرين بوست بأن سلطات الاحتلال التركي افتتحت مكتباً لما يسمى “الحركة الوطنية التركمانية في غصن الزيتون” ، ويقع المكتب مقابل نزلة جلعوط قرب الجسر الثاني وسط مدينة عفرين المحتلة.
وتأتي هذه الخطوة في سياق ترسيخ الوجود التركماني في عفرين، الذي برز نشاطه بوضوح منذ احتلال إقليم عفرين ففي آب 2018 أسس التركمان مؤسسات وتنظيمات مثل “تجمع شباب تركمان سوريا”، الذي بدأ نشاطه في عفرين وافتتح معهداً دينيّاً باسم “معهد الفَتح المُبين”، في قرية كرزيليه/قرزيحل. وأظهر شريط فيديو نشره “التجمع” على صفحته الإلكترونيّة أطفالاً يرفعون شعارات ويتلون آيات قرآنيّة. كما تم افتتاح مقرٍ لما يسمى “المجلس الأعلى لتركمان سوريا” في مدينة عفرين، فيما تعمل منظمات تحت مسمّى “الإغاثة”، لتشجيعِ التركمان ومساعدتهم على الاستيطان.
يذكر أنه بعد احتلال إقليم عفرين، شجّعتِ القواتُ والحكومةُ التركيّة التركمان على التوجّه إلى إقليم عفرين، وتم توطين تركمان اللاذقية وحمص المرحّلين في القرى الكردية بعفرين، وسعت أنقرة لإقامة مستوطنات لهم على شكل مجمعات سكنيّة بريف عفرين، وشجعتهم على شراء العقارات والأراضي، والاستملاك، ووفرت لهم مساعدات كبيرة، وقروضاً وتسهيلاتٍ إداريّة، ومكّنتهم من الوصول إلى قرى وبلدات جديدة هجرها أهلها بالكامل بداعي “أنّها منطقة عسكريّة” أو تقع قرب “المراكز العسكريّة” ومنحتِ التركمان وعوائل المسلحين الخاضعين لها الإذن للاستيلاء عليها.
وورد في تقرير نشره موقع “بلادي المعارض” في 29/7/2018، أنّ متزعمي الميليشيات التركمانيّة طلبوا منهم التوجّه إلى قرى عفرين، وقطعوا وعوداً على لسان شخصيات في المجلس الأعلى للتركمان بالتوطين في قرى الكُرد المُهجرين.
في 3/3/2020 اتهمت وزارة الدفاع الروسيّة، للمرة الأولى، على لسان رئيس المركز الروسي للمصالحة في سوريا، اللواء بحري أوليغ جورافلوف، سلطات الاحتلال التركي بأنها تقوم بتوطّين التركمان في مناطق طردت منها الأكراد، ما أدى إلى تغيير جذري في التركيبة الديمغرافي في لتلك المناطق.
اعتمدت سلطات الاحتلال التركيّ على تركمان سوريا وبدأت مبكراً بصياغة قضية التركمان في سوريا، وقدمت كل وسائل الدعم، وتعاملت معهم على أساس أنهم مواطنون أتراك يحملون الجنسية التركيّة، وفي هذا الإطار جاء تأسيس المجالس والجمعيات التركمانيّة، فيما حظيت الفصائل العسكريّة التركمانية بدعمٍ استثنائيّ.
ويعد توطين التركمان في عفرين وبخاصة في القرى الحدودية في ناحية بلبله وميدان إكبس أخطر خطوات التغيير الديمغرافيّ، وهم معوّل أنقرة في أي محاولة لضم المنطقة واقتطاع الأراضي السوريّة.
يذكر أنه أعلن عن تأسيس “حزب الحركة الوطنية التركمانية” في إسطنبول برعاية تركية في 2/3/2014 بحضور ما يسمى والي شؤون اللاجئين السوريين في تركيا فيسل دالماز. وكان يرأس الحزب حينها المدعو “محمد وجيه جمعة” الذي أصبح رئيساً للمجلس التركمانيّ.
ومن جملة الحراك السياسي للتركمان أنهم أسسوا في 15/12/2012 “المجلس التركماني” في إسطنبول، بدعم مباشر واحتضان تركيّ باسم “جمعية تركمان سوريا” واقتصرت العضويّة على أعضاء مستقلين من التركمان المغتربين، وفي 30/3/2013 تغير اسمها إلى المجلس التركماني مع انضمام الحركة الديمقراطية التركمانية، والكتلة الوطنية التركمانية وحزب النهضة التركماني إليها، بالإضافة إلى الفصائل المسلحة التركمانية
وفي 28/7/2019 قرر المجلس التركماني نقل مقره إلى بلدة الراعي داخل الأراضي السورية.