عفرين بوست – خاص
سرقة المياه أو حرب المياه، مرحلة أخرى من الحرب التي تشنها أنقرة على السوريين، والتي تهدد حياة المواطنين وتنذر بمخاطر كبيرة على الزراعة، وفي عفرين فصلٌ آخر لحربِ المياه، لا يختلف عما حدث بالنسبة لتخفيض التدفق المائي لنهر الفرات.
أفاد مراسل عفرين بوست بأنّ سلطات الاحتلال بدأت اعتباراً من يوم السبت 3/7/2021 فتح بوابات التصريف في سد ميدانكي بمقدار ٢٠ سم، من أجل تدفق المياه في الأقنية التي تنقل المياه إلى سد ريحانية بولاية هاتاي التركية.
وأضاف المراسل بأن سلطات الاحتلال التركي تنوي إملاء بحيرة سد ريحانية بنحو 32 مليون م3، وكانت قد قامت باستجرار نحو 75 مليون م3 من مياه بحيرة ميدانكي العام الماضي وهو ما يعادل نحو 40% من كامل مخزون البحيرة.
يذكر أنه تمَّ تداول تسجيلات صوتيّة عبر غرف تطبيق الواتس آب يوم الأربعاء 30/06/2021 من قبل مسلحي الميليشيات التابعة للاحتلال التركيّ ومخاتير القرى في إقليم عفرين، تفيد بفتح بوابات التصريف في بحيرة ميدانكي وضخّ المياه منه، واحتجوا بأنّ الإجراء ضمن أعمال الصيانة، كما تمَّ تحذير الأهالي من الاقتراب من ضفاف النهر. إلا أن الغاية الحقيقية هي إملاء سد الريحانيّة بالمياه من بحيرة ميدانكي.
وكان لافتاً أنَّ التحذير صدر من الميليشيات المسلحة التابعة للاحتلال التركيّ، وتم تبليغ المخاتير، فيما لم تصدر المؤسسات المعنية والجهات الإداريّة المختصة والمسؤولة عن إدارة سد ميدانكيّ ولا حتى المجالس المحليّة في مدينة عفرين وناحية شران أي إشارة رسميّة بأي طريقة للتنويه حول احتمال ضخ المياه.
ويتغذى نهر عفرين جزئيّاً من ينابيع في الأراضي التركيّة (سابون سوي) بنسبة 40%، فيما تغذّيه ينابيع ضمن الأراضي السوريّة بنسبة 60%، وقد أُعلن في 11/6/2021 عن تدشين سد باسم “عفرين الأعلى” في ولاية كيليس التركيّة، وقال أردوغان في مراسم التدشين التي شارك فيها عبر تقنية الفيديو كونفرانس: “إنّ سعة تخزين السد تبلغ 38 مليون م3، من المياه، ما يجعله يحمل أهمية كبيرة، خاصة في وقت تعاني فيه البلاد من أزمة جفاف. وأشار إلى أنّه مع اكتمال خطوط نقل مياه الشرب إلى كيليس، سيتم توفير 19 م3 من المياه سنويّاً، ما يجعل المدينة تتخلص من أزمة المياه بشكل كامل.
وسبق أنّ دشنت سلطات الاحتلال التركيّ في 14/1/2020 قناة مائيّة من سد ميدانكي إلى سدٍ أقامته في الريحانيّة بولاية هاتاي، تحت عنوان “حلم 50 سنة أصبح حقيقة..” ونشرت وسائل إعلام تركية تابعة لحزب العدالة والتنمية تقريراً عن افتتاح السد، وجر مياه عفرين لإرواء أراضي الريحانيّة، وقالت إنّه سيوفر 20 مليون م3 من المياه.
ووفق هذه السياسة تكون سلطات الاحتلال التركيّ قد استكملت التحكم بالتدفق المائيّ لنهر عفرين، سواء الرافد الذي ينبع من الأراضي التركيّ، أو الينابيع التي تغذيه في إقليم عفرين داخل الأراضي السوريّة.
يُذكر أنّ سعة بحيرة سد ميدانكي تبلغ 190 مليون م3، تستخدم لإرواء نحو 30 ألف هكتار من الأراضي الزراعيّة وتأمين 15 مليون م3 من مياه الشرب.
سرقة مياه نهر عفرين لا تنفصل عن سياق حرب المياه التي تشنها ضد المواطنين السوريين، فقد بدأت بتخفيض التدفق المائي لتهر الفرات إلى ما دون 200 م3/ثا، فيما الحد الأدنى المتفق عليه هو 500 م3/ثا، ما أدى تراجعٍ كبير في مخزون المياه في سدي الفرات وتشرين، وانخفض منسوب البحيرتين أكثر من 5 أمتار، ما يهدد بكوارث بيئية في سوريا والعراق وخروج آلاف الهكتارات من الخطط الزراعيّة.