عفرين بوست
بعد ثبوت ارتكاب المدعو محمد حمادين (أبو رياض) متزعم ميليشيا “الشرطة العسكرية” لجرائم اغتصاب نساء معتقلات داخل سجن معراته المركزي بريف عفرين، وثبوت تورط عناصر من الميليشيا في إخفاء قضية اغتصاب الفتاتين “زينت وهديل” داخل سجن معراته. دفع المدعو “أبو رياض حمادين” رشوة مالية مقدارها عشرون ألف دولار لإغلاق الملف.
نقلت مصادر محسوبة على الميليشيات المسلحة أن سلطات الاحتلال التركيّ كلفت قبل أيام كلّ من المدعو عرفات حمود النائب العام، والمدعو العميد أحمد الكردي (أبو إبراهيم) مدير ما يسمى إدارة الشرطة العسكرية بإجراء تحقيق في قضية ارتكاب المدعو “أبو رياض حمادين” لجرم الاغتصاب والتحرش الجنسي، وبعد استجواب الضحيتين “زينت وهديل” وشهادتهما بتأكيد وقوع جرائم التحرش الجنسيّ والاغتصاب بالإكراه والتهديد، وشهدتا بأنّ المدعو “أبو رياض” قام بارتكاب جريمة الاغتصاب بحضور المدعو أبو عرب رئيس قسم المباحث في ميليشيا الشرطة العسكريّة.
وتضيف المصادر أنّ المدعو محمد حمادين (أبو رياض) قدّم للمحققين رشوة ماليّة كبيرة مقدارها عشرين ألف دولار، كانت كافية لتغيير مسار التحقيق، وتبرئته، واتهام الضحيتين بجرم الكذب والافتراء والتشويه المتعمد للسمعة، وإحالتهما إلى القضاء، ليكون مصيرهما السجن مجدداً، حيث وقع الاعتداء عليهما.
يذكر أنَّ تسجيلاً صوتياً تم تداوله في غرف تطبيق “واتساب” التابعة للمسلحين تتضمن ارتكاب جرائم الاغتصاب الجماعيّ لنساء كرديات في سجن عفرين المركزي في قرية معراته من قبل عناصر من مليشيا الشرطة العسكريّة. وذكر فيه ما يجري في سجون الاحتلال التركي في عفرين من عمليات الاغتصاب التي تتم في فرع النظارة في مركز المدينة من قبل المحققين وتحديداً من قبل المدعو أبو رياض حمادين سيء الصيت، الذي ارتكب تجاوزات قانونية عديدة بحق المعتقلات.
كما ذكر وجود قائمة بأسماء النساء اللواتي تعرضن الاغتصاب من قبل المدعو “أبو رياض حمادين” وسيُشكف عن تلك الأسماء للجهاتِ المختصة على حد زعمه.
الحادثة ليست الأولى، بل هي واحدة من مئات الحوادث التي تقع في المناطق التي تحتلها تركيا، بما فيها إقليم عفرين، التي اكتشفت فيها قصة احتجاز نساء عراة في سجن ميليشيا “الحمزات”، ومرت الحادثة دون أي إجراءات، بل إن النساء المختطفات لم يفرج عنهن مباشرة، وإنما تم نقلهن إلى عدة سجون بالتتالي، وأفرج عنهن بشكلٍ إفراديّ بعد أشهر من الحادثة.
ومنذ احتلال القوات التركيّة والميليشيات الإخوانيّة التابعة لها تم اختطاف المئات النساء الكرديات، وقد أدلت بعض النساء اللواتي أفرج عنهن ووصلن إلى مناطق آمنة، بإفادات حول سوء المعاملة وأساليب التعذيب المتنوعة، وتعرض الكثير من النساء للتحرش والاغتصاب، في انتهاك فاضح لكلّ المبادئ الأخلاقية والقوانين والمواثيق الدوليّة.
سجل حافل بالانتهاكات وأعمال خطف وقتل وتهريب عناصر داعش إلى تركيا
سجلُ المدعو “أبو رياض حمادين” حافل بالانتهاكات بحق أهالي عفرين بالإضافة إلى محاولة اغتيال بعض متزعمي الميليشيات بعد تكشف تورطه بتهريب عناصر تنظيم داعش إلى تركيا، وقبض الرشوة.
وكانت عفرين بوست قد نشرت تقريراً بتاريخ 25/5/2021 حول قيام أبو رياض حمادين بمحاولة اغتيال المدعو “علي عبد الإله عبد النبي” الإداريّ والباحث في شؤون ما يسمّى الشرطة العسكرية في قرية قطمة. عبر نصب كمين “طيّار” بغاية استهدافه على طريق الواصل بين راجو وعفرين بتاريخ 30/3/2021 وتولى تنفيذ الخطة المدعو أبو قاسم الحمصي وهو متزعم في ميليشيا “السلطان مراد”.
وتم استهداف علي عبد الإله بشكل مباشر بإطلاق رصاص الحي على سيارته، وتسبب الكمين بمقتل عنصرين من مرافقيه وإصابة ابنه وأحد أصدقائه بجروح وسيدة كانت برفقته وأصيب عبد الاله بجروح طفيفة.
وفي مسعى للتغطية على محاولة الاغتيال بفبركة تهمة تهريب البشر بين سوريا وتركيا ضد المدعو “علي عبد الإله عبد النبي”.
وجاءت عملية الاغتيال، على خلفيّة قيام المدعو “علي عبد الإله عبد النبي” بإلقاء القبض على عنصرين من تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، وإيداعهما سجون الشرطة العسكرية في قرية قطمة، حيث لا يزالان معتقلين. كما كشف العمليات المشبوهة التي يقوم بها المدعو “أبو قاسم الحمصي” ومنها تهريب عناصر داعش إلى تركيا.
ولإبعاد الشبهات عن أبو القاسم الحمصي، قامت الشرطة العسكرية في عفرين وبأوامر مباشرة من أبو رياض حمادين قائد الشرطة العسكرية بعفرين باعتقال عبد الإله عبد النبي للضغط عليه كي لا يقدم إثباتات حول صحة وجود علاقة أبو قاسم الحمصي بشبكة تنظيم داعش.
ورغم وضوح الأدلة، تم تنظيم الضبط من قبل أبو رياض حمادين على أنَّ محاولة القتل كانت عن طريق الخطأ كانت عن طريق الخطأ لتبرئة أبو قاسم الحمصي من تهمة القتل العمد، إلا أنّ المدعو عبد الإله رفض الضبط الذي نظمه المدعو “أبو رياض”، ولذي أُبقي عليه رهن الاعتقال في سجون ميليشيا “الشرطة العسكرية” في عفرين.
أبو رياض حمادين متزعم “الشرطة العسكرية” لم يكتفِ باعتقال وتعذيب “عبد الإله عبد النبي” فدفع مبالغ ضخمة للشرطة العسكرية في قرية قطمة مقابل عدم تسليم عبد الإله إلى القضاء، لأن القضاء سيحكم ببراءته من كل التهم الذي وجهها له أبو رياض حمادين كونه يحمل مهمة من إدارة الشرطة العسكرية بقرية قطمة التي كان ينسّق معها لاعتقال عشرات المطلوبين من أمراء تنظيم “داعش”.
في 9/2/2021 ذكرت عفرين بوست أنّها علمت من مصادرها، أنّ المدعو “أبو رياض حمادين” أفرج عن المسلح المدعو “حسن عويد” من ميليشيا “محمد الفاتح” والذي أقدم في وقت سابق مع آخرين على اختطاف مستوطن منحدر من بلدة النيرب بحي الأشرفية، وأفرج عنه لقاء فدية ماليّة مقدارها 60 ألف دولار، وقد تعرفت عائلة المستوطن على المختطفين وأبلغت ميليشيا الشرطة العسكرية، وتم تسليم خاطف واحد من الميليشيا، إلا أنّ المدعو أبو رياض أفرج عنه مقابل رشوة مقدارها 15 ألف دولار.