عفرين بوست ــ خاص
الحرائق المفتعلة والتحطيب الجائر وتجريف الأراضي أخطارٌ كبيرةٌ تهدد مصير ملايين الأشجار المثمرة والغابات الحراجيّة في إقليم عفرين الكرديّ، وتسعى سلطات الاحتلال إلى تحويل مناطق الغطاء النباتيّ إلى جرداء لبناء المستوطنات بعدما أنهى بناء القواعد العسكريّة.
أفاد مراسل عفرين بوست أنّ فرق الإطفاء فيما يسمى “الدفاع المدنيّ” أخمدت الخميس 24/6/2021 حريقاً اندلع في المناطق الحراجيّة في قرية أرنده بناحية شيخ الحديد، وأتى الحريق على مساحة 10 دونمات تضم نحو 300 شجرة حراجيّة، فيما قال الدفاع المدنيّ إنه واجه صعوبات في إطفاء الحريق بسبب وعورة المنطقة، فلجأ إلى أسلوب عزل منطقة الحريق.
مستوطنة على إثر الحريق
يُذكر أنّ سلطاتِ الاحتلالِ التركيّ، تعملُ على إنشاء مستوطنة، مكان الغابة الحراجيّة المطلة على الطريق الرئيسيّ ما بين قريتي أومارا وقسطل جندو، في ناحية شرا/شران، والتي تمَّ حرقها وقطع أشجارها، وتهدف خطة الاستيطان بناء 2000 منزل، ويشرف على المشروع متزعمو ميليشيا “الجبهة الشاميّة” الذين حضروا مراسم وضع حجر الأساس للمستوطنة.
وقد منع مسلحو ميليشيا “الجبهة الشامية”، الأهالي الأصليين الكُرد من أهالي القرى المجاورة (قسطل جندو، ديكمداش، أومارا، سينكرلي، جمان) من الاقتراب من أراضيهم، وطردوهم تحت طائلة التهديد بالقتلِ إن تقدموا بشكوى أمام لجنة ما يُسمّى “رد الحقوق والمظالم”، أو قاموا بحراثة أراضيهم القريبة من الموقع، وتُطلق النار فوق رؤوسهم لترهيبهم وتخويفهم.
وقد ضمّت المستوطنةَ الجديدةَ أراضٍ مجاورةً تعودُ ملكيتها إلى مواطنين كُرد من القرى القريبة، إضافة إلى أنّهم ألحقوا الأضرار بممتلكاتهم جراء عمليات النهب والسرقة والسلب التي يقوم بها لصوص مسلحي الميليشيات والمستوطنين.
ومن الجدير ذكر أنّ سلطات الاحتلال استنفرت كلّ الجمعيات الإخوانيّة في قطر والكويت وأوروبا لتأمين التمويل اللازم لمشاريع الاستيطان، تحت عناوين إنسانيّة وشعارات دينيّة.
حرائق سابقة
ــ في 20/6/2021 وحوالي الساعة الثانية بعد منتصف الليل اندلعت النيران في الغابة الكائنة بين قريتي حاج قاسم ودالا. وذلك في إطار سلسلة الحرائق المتعمدة التي يوقدها المستوطنون بالتواطؤ مع مسلحي الميليشيات، لتحويل مواقع الغابات إلى منطقة جرداء يصلح فيها بناء المستوطنات.
ــ في 26/5/2021 افتعل مسلحون من ميليشيا “سمرقند” في الغابات الحراجيّة الممتدة ما بين بلدة شيه حتى مشارف قريتي رمضانا وحاج حسنو في ناحية جنديرس، وتجاوز المساحة التي التهمتها الحرائق 20 هكتاراً.
وذكر مراسل عفرين بوست أنَّ عوامل عدة ساعدة باستمرار الحريق وانتشاره منها تأخر وصول فرق الدفاع المدنيّ وآلياته ووعورة المنطقة التي اندلعت فيها الحرائق وسرعة الرياح، ولذلك يتم العمل على عزل منطقة الحريق بالجرافات لحصرها ومنع انتشارها بالاعتماد على آليات بسيطة. وتتجاوز مساحة المنطقة التي اندلع فيها الحريق 20 هكتاراً وتضم أكثر من ألفي شجرة حراجية ومثمرة.
يُذكر أن سبعة حرائق اندلعت يوم أمس أيضاً، بينها اثنان في أراضٍ زراعيّة، أحدها في ناحية شران، والثاني في قرية ترحين بريف حلب الشرقيّ، وحريقان في غابات حراجيّة. وكان مسلحو ميليشيا سمرقند قد أضرموا النيرانُ يوم أمس الأربعاء 26/5/2021 في الغابة الصنوبريّة في جبل حج حسنو بناحية شيه/شيخ الحديد.
ــ في 31/8/2020 افتعل مسلحون من ميليشيا فيلق الشام في الغابات الحراجيّة في جبل هاوار شرق قرية آفراز التابعة لناحية ماباتا وامتدت النيران امتدت إلى قرى (حسن ديرا، شوربة، سيمالكا، آفرازة) واستمرت أكثر من أربع أيام. فيما جرى قطع الأشجار واقتلاعها في سبعة عشر موقعاً، وبلغ عدد المواقع التي أُضرمت فيها الحرائق خمسة مواقع.
ــ في 17/5/2019 تناقل نشطاء على شبكات التواصل الاجتماعي صوراً لعمليات حرق طالت الغابات المحيطة بقرية تتارا التابعة لناحية جنديرس. وأكد نشطاء أنّ الحريق مفتعل واتهموا مسلحي مليشيات “سمرقند” و”الوقاص” اللتين تحتلان القرية بإضرامها، ، بغية تحويل الغابات إلى مواد أولية في تصنيع الفحم من خشب الأشجار وبيعه في تركيا. وأبدوا تخوفهم من امتداد الحرائق لغابة قازقلي والأحراش المحيطة بالقرى.
وقالت لجنة الرصد والمتابعة في الهيئة القانونية الكرديّة إنه “وردت إليها معلومات تفيد بإقدام الميليشيات المسيطرة على القرى المحيطة بجبل قازقلي في جنديرس على إضرام النيران عمداً في الأحراش المحيطة بها شرقاً وتحديداً في (وادي قسيري ومثلث خراب هوريك) وذلك على مساحة بطول ما يقارب من 12 كم وعرض 6 كم”. وأن النيران التهمت الأخضر واليابس في طريقها بما فيها كروم الزيتون المحيطة بتلك الأحراش.
وذكرت حينها شبكة نشطاء عفرين أنَّ جماعة المدعو “أبو عبدو” وهو متزعم إحدى المليشيات في قرية آفرازيه\أبرازه التابعة لناحية موباتا\معبطلي، قد افتعل مع مسلحيه حريقاً بين قريتي ”كوباكه” و “حياة” التابعتين لناحية موباتا، مُقدّرة مساحة المنطقة التي تعرضت للحرق بحدود ١٢ هكتار.
في أيلول 2018 أضرم مسلحو ميليشيا “الفرقة التاسعة” الإسلامية النيران في الغابات الحراجيّة في الجبال المقابلة لقرية خربة سماق وامتدت الحرائق حقول الزيتون الواقعة بين تلك الجبال، مسببة أضراراً جسيمة في البيئة وممتلكات المواطنين.
والتهمت النيران مساحات واسعة من الأحراش المحيطة بقرى هوبكا وخربة سماق وشاديا في ناحية راجو، وتسببت باحتراق المئات من أشجار الزيتون في الحقولِ الواقعةِ في وادي ساريسين وخاصة في محيط ﻣﻘﻠﻊِ ﺣﺞ ﺭﺷﻴﺪ.
ولا يقتصر إضرام الحرائق على قرى عفرين المحتلة، بل حتى جغرافيا التهجير القسري في قرى ناحية شيراوا ومناطق الشهباء، بهدف ضرب المواسم الزراعيّة وتخويف الأهالي وضرب الاستقرار ودفعهم للتهجير.