ديسمبر 23. 2024

الاحتلال التركيّ يعاود إحضار صحفيين غربيين إلى عفرين للترويج لأجنداته

Photo Credit To تنزيل

عفرين بوست – خاص

 رغم أن سلطات الاحتلال التركيّ تغلق بإحكام على إقليم عفرين المحتل شمال سوريا، أمام الفرق الإعلاميّة المستقلة، وكذلك أمام المنظمات الحقوقيّة الدوليّة منها والمحلية، بهدف إبقاء الجرائم والانتهاكات الفظيعة المرتكبة بحق أهاليه طي الكتمان، إلا أنّها تعمد بين فترة وأخرى إلى تنظيم زيارات مدروسة ومنسقة لبعض الصحفيين الغربيين ليقوموا بتغطية مواضيع محددة مسبقاً بهدف توجيه رسائل وأجندات أنقرة وترويج رؤيتها للمستجدات الميدانيّة إلى الرأي العام الغربي.

في السياق، نظمت سلطات الاحتلال التركيّ زيارة ميدانيّة لمراسل صحيفة “إندبندنت” البريطانيّة وفرانس ــ 24، وصحفيين غربيين آخرين إلى مدينة عفرين، بعد القصف الصاروخيّ الذي استهدف مدينة عفرين والمشفى الرئيسيّ فيها، بهدف نقل رسائل أنقرة ومراميها من الميدان.

وأشار مراسل الصحيفة البريطانية في تقريره إلى أنّ “السلطات التركية وحلفائها يعتقدون أن الهجوم الأخير – في واقع الأمر- محاولة لتقويض ما يعتبرونه “تقدماً” في تقديم الخدمات وتحسين مستوى عيش السكان في عفرين” مدّعياً “أنّ المدينة باتت تزود -على عكس المناطق الأخرى بما في ذلك الواقعة تحت سيطرة النظام- طوال 24 ساعة بالكهرباء ومياه الشرب، كما تم بناء طرق جديدة فيها من قبل مقاولين أتراك وأصبحت مؤشرات نشاط تجاريّ ناشئ بادية للعيان في أرجائها”.

ولم يشأ المراسل أن يذكر أنّ معظم المرافق العامة من كهرباء وهاتف تعرضت للتدمير والنهب الممنهج على يد مسلحي أنقرة، وأنّ النشاط التجاريّ الذي يتحدث عنه يعود لمستوطنين غرباء عن المدينة، وهم الذين استولوا على المحال التجاريّة العائدة لأبناء المدينة المهجّرين، وافتتحوها بأسماء المناطق التي تم استجلابهم منها، بهدف إحداث التغيير الديموغرافي في المنطقة.

كما لم يكلف المراسل نفسه عناء البحث عن أهالي المدنية الأصلاء ولم يوثق إفاداتهم عن أوضاعهم وما آلت إليه أمورهم بعد احتلال المدينة من قبل الجيش التركيّ والميليشيات الإسلاميّة، وفي مسايرة لرؤية أنقرة قال إن تركيا تعتبر “محاولة إعادة إحياء عفرين جزء من استراتيجيتها لمكافحة التمرد العسكري بالمنطقة، وخطوة في سبيل حرمان قوات “سوريا الديمقراطية” من الحصول على دعم السكان المحليين” ولكنه لم يتطرق لأكثر لقضية أكثر من 300 ألف مواطن كرديّ تم تهجيرهم إلى مناطق الشهباء وحلب وشرقي الفرات.

بالمجمل فإنَّ التقرير الذي تم إعداده، لم يكن ميدانيّاً ولا مهنيّاً، فقد منعت سلطات الاحتلال التركيّ الإعلاميين والناشطين من التصوير وإعداد تقارير فور وقوع الهجوم، ولكنها بعد إزالة الأدلة الماديّة سمحت لصحفيين من الإندبندنت وفرانس ــ24 من زيارة المشفى، وفق خطة معدة مسبقة، وبذلك فإنّ ما جرى هو أجندة سياسيّة سُخّرت لها أدواتٌ إعلاميّة، تهدف إلى التعمية على الحقائق، ومعروفٌ أنَّ تركيا تحتل مرتبة متقدمة في اعتقالِ الصحفيين وكم الأفواه.

Post source : عفرين بوست

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons