عفرين بوست – خاص
وجّه رئيس جمعية الدفاع عن الشعوب المهددة الألمانية، يان ديدريكسن، رسالة إلى الرئيس الأمريكي جو بايدن، مطالباً إياه بالتوسط بين تركيا والكرد، والضغط على تركيا لإنهاء حربها ضد الكرد في تركيا وخارجها، استباقاً للقاء الذي سيجمع الرئيسين على هامش اجتماع حلف الناتو الذي سيعقد في بروكسل بتاريخ 14/6/2021.
وبدأ يان ديدريكسن رسالته التي وصلت لـ “عفرين بوست” نسخة منها، بعرض الاعتداءات التركية على مناطق الشهباء وناحية شيراوا، مشيراً إلى استشهاد الطفلة زينب 14 عاماً في هجوم للجيش التركي على قرية كالوتة ، وكذلك تطرق لاستشهاد تسعة أطفال آخرين في هجوم تركي على بلدة تل رفعت، منوها أنهم كرد مهجرون من أبناء منطقة عفرين شمال سوريا، وتم تهجيرهم على يد الجيش التركي وحلفائه الإسلاميين السوريين في عام 2018.
وحذّر “يان” في رسالته أن تركيا قد تكون قادرة على تحقيق هدفها المتمثل في تهجير السكان الكرد بالكامل من عفرين، حيث تم طرد المسيحيين بالفعل من عفرين – والإيزيديون والعلويون هم اللاحقون/ قائلا: ” تحت أعين العالم، شعب بأسره على وشك أن يهلك بسبب لغتهم وثقافتهم ودينهم بكل تنوعهم”، كما نوّه ” جان ديدريتشسن” بأن تركيا تواصل هجماتها على القرى الكردية والمسيحية واليزيدية بطائرات مقاتلة وطائرات مسيرة حديثة.
وأشار رئيس الجمعية الألمانية إلى أن الهجمات التركية على عفرين تقع تحت أنظار الجيش الروسي الذي يسيطر على الأجواء، كانت هناك أيضا هجمات ضد الأكراد والمسيحيين واليزيديين في شمال شرقي البلاد وفي شمال العراق – تحت أنظار الجيش الأمريكي الموجود في المنطقة ويسيطر على المجال الجوي هناك.
وتابع بالقول: “وبحسب مصادرنا، فإن نحو 1.5 مليون شخص هربوا حاليًا من هجمات مقاتلي تنظيم الدولة ومن التدخل العسكري التركي: حوالي 350 ألف شخص من عفرين شمال غربي سوريا، وحوالي 300 ألف من رأس العين ومحيطها، ونحو 350.000 من مناطق أخرى في سوريا. أُجبر العديد من الأكراد، وكذلك أفراد من مجموعتي السكان اليزيديين والمسيحيين، على الفرار خلال السنوات الأولى من الحرب. وفقًا للخبراء، يجب أن نفترض أن إجمالي عدد اللاجئين الكردي واليزيديين والمسيحيين من شمال سوريا يقارب 1.450.000 لاجئ”
مردفاً: “لسنا على علم بأي حالة أخرى يمكن فيها لدولة أن تعتمد على المساعدة من قبل كل من الولايات المتحدة وروسيا عند مهاجمة مجموعة سكانية معينة – كما هو الحال هنا.، لا مجلس الأمن الدولي ولا الجمعية العامة للأمم المتحدة أدانوا الهجمات التركية التي استمرت منذ تأسيس الجمهورية التركية”
وطالب رئيس الجمعية الرئيس الأمريكي بالدعوة إلى حل سلمي للمسألة الكردية وعبر قائلاً: ” قد لا يكون للشعب الكردي أهمية خاصة بالنسبة للولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي فيما يتعلق بالجغرافيا السياسية، لكنهم لعبوا دورًا رئيسيًا في القتال – جنبًا إلى جنب مع الولايات المتحدة – ضد ما يسمى بـ “الدولة الإسلامية” على مدى السنوات الماضية.. فقد الأكراد وحلفاؤهم ما لا يقل عن 11.000 رجل وامرأة في الحرب، وأصيب 21.000″.
مضيفاً: “عزيزي السيد الرئيس، ستلتقي بالرئيس التركي أردوغان في سياق قمة الناتو. يرجى التحدث مع السيد أردوغان حول قمع الشعب الكردي والأقليات الأخرى داخل وخارج تركيا، سيحاول أردوغان إقناع الولايات المتحدة بدعم أنشطته ضد الأكراد. سيحاول تقديم نفسه كحليف للولايات المتحدة. في الواقع، تتعاون تركيا مع روسيا وإيران – ضد مصالح الغرب. يجب ألا يتعرض الأكراد والأقليات الأخرى في تركيا والعراق وسوريا للاضطهاد والتهجير والقتل من قبل الجيش التركي وحلفائه الإسلاميين. يجب أن تتوقف الحرب التركية ضد الأكراد! ليس الإسلاميون مثل أردوغان، بل الأكراد هم من يروجون للقيم “الغربية” مثل الديمقراطية وحقوق الأقليات وحقوق المرأة والحرية الدينية. وبالتالي، يجب ألا تتسامح الولايات المتحدة أو تدعم أي هجمات تركية أخرى ضد الأكراد”.
وفي ختام رسالته، تقدم رئيس الجمعية الألمانية إلى الرئيس الأمريكي بجملة من المطالب:
– وقف جميع هجمات الجيش التركي ضد الأكراد والأقليات الأخرى داخل تركيا وخارجها.
– ضمان أن تركيا ستمنح الصحفيين ومنظمات الإغاثة حرية الوصول إلى عفرين ورأس العين (سري كانيه) ومناطق أخرى في سوريا تحتلها تركيا.
– وضع حد لسياسة التهجير التركية وإعادة التوطين القسري ضد الأكراد والأقليات الأخرى في سوريا والعراق. يحاول رجب طيب أردوغان تغيير التركيبة السكانية في المناطق المحتلة، بهدف تحويل الإيزديين والمسيحيين والأكراد إلى أقليات صغيرة لزيادة نفوذه. هذا انتهاك صارخ لحقوق الإنسان وجريمة ضد الإنسانية.
– ضمان سحب تركيا لقواتها وحلفائها الإسلاميين من شمال سوريا.
– السماح للأكراد والإيزديين والمسيحيين والعلويين بالعودة إلى ديارهم – تحت المراقبة المدنية الدولية.
– تقديم الدعم لتركيا بشرط أن تضمن الحد الأدنى من حقوق الإنسان وحقوق الحرية وحقوق المرأة في البلاد. كما يجب على الحكومة التركية الإفراج الفوري عن عشرات الآلاف من السجناء السياسيين.
– التوسط بين تركيا وممثلي الشعب الكردي في تركيا وسوريا والعراق من أجل إيجاد حل سلمي للقضية الكردية وتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط.