عفرين بوست – خاص
حصلت “عفرين بوست” اليوم الخميس، على صور تُظهر آثار الدمار في موقع “قلعة كالوتة” الأثري – ناحية شيراوا، الذي تعرّض بتاريخ 6/6/2021 للقصف المدفعي من قبل قوات الاحتلال التركي المتمركزة في عفرين وإعزاز المحتلتين.
وكانت قوات الاحتلال التركي قد كثفت من استهداف قرى ناحية شيراوا (غير المحتلة) بالمدفعية الثقيلة لدفع سكانها إلى ترك قراهم وممتلكاتهم وإلحاق الضرر بالمواقع الأثرية ضمن هذه القرى سوغانكي وزرنعيته ومياسة وآقيبة/عقيبة وزارتيه/ الزيارة وكالوتة وقلعتها، ما أدى لإلحاق دمار بممتلكات الأهالي بشكل كبير، كما أسفر القصف عن استشهاد الطفلة زينب حسين إبراهيم وإصابة والدها وشقيقها الأصغر بإصابات بالغة.
مديرية الإثار لإقليم عفرين: تركيا تنتهك المواثيق الدولية بتدمير المواقع الأثرية
نددت مديرية الأثار لإقليم عفرين بانتهاكات الاحتلال التركي والميليشيات الإخوانية التابعة له بحق المواقع الأثرية في عفرين المحتلة، وأخرها استهداف موقع قلعة كالوتيه الأثرية في ناحية شيراوا بالقذائف المدفعية.
جاء ذلك في بيانٍ تلته المديرية اليوم الخميس، بحضور عدد من أعضاء مديرية الأثار وأعضاء عن المؤسسات المدنية في مقاطعة الشهباء، حاملين صور توثق جرائم الاحتلال التركي بحق المواقع الأثرية، وذلك في ساحة مخيم برخدان بمقاطعة الشهباء.
وقال البيان إن الاحتلال التركي وميليشياته يواصل منذ أكثر من ثلاثة أعوام تدمير الإرث الثقافي لأقليم عفرين الكردي شمال سوريا، من خلال تخريب وتجريف المواقع والتلال الأثرية و الأماكن الدينية العائدة لمختلف الأديان والطوائف في المنطقة.
وأشار البيان إلى أن المديرية قامت بتوثيق أكثر من / 55 / موقعاً وتلاً أثرياً وحوالي / 20 / مزاراً دينياً تم تخريبها وتدميرها بشكلٍ مباشر من قبل سلطات الاحتلال وميليشياته باستخدام الجرافات والآليات الثقيلة ناهيك عن ضرب التراث المعنوي من خلال تغيير اسماء الميادين والساحات والشوارع واسماء القرى الكردية واستبدالها بأسماء تركية لا تمت بصلة إلى تاريخ المنطقة وسكانها الكرد الأصليين سعياً منها في ترسيخ عملية التغيير الديموغرافي والثقافي في المنطقة.
وأضافت المديرية أن الاحتلال التركي قصفت قلعة كالوتة بتاريخ 6/6/2021، والتي تعتبر من المواقع المقدسة لدى أبناء المنطقة ومعتنقي الديانة المسيحية وخاصة أبناء الطائفة المارونية للارتباط الوثيق بين الموقع وتاريخ القديس مار مارون الذي عاش وتنسك في هذا الموقع، وكانت منظمة اليونسكو قد قامت بتزويد الدولة التركية بإحداثيات مواقع التراث العالمي، منذ بداية الحرب التركية بتاريخ 20/1/2018 م إلا أن أنقرة لم تقم وزناً لهذه التوصيات.
واعتبرت مدير الآثار في مقاطعة عفرين أن ترتكبها سلطات الاحتلال التركي والميليشيات التابعة لهه من جرائم وانتهاكات ترقى إلى جرائم الحرب بحسب التعريف الوارد في القوانين والمواثيق الدولية التي قامت تركيا بالموافقة عليها كاتفاقية لاهاي عام ( 1954 ) و بروتوكوليها المعتمدين عام ( 1991 – 1999 ) واليونسكو ( 1970 ) و ( 1972 ) كما شدد البروتوكول الأول الملحق باتفاقيات جنيف لعام 1977 في المادة ( 53 ) تحظر ارتكاب أي من الأعمال العدائية الموجهة ضد الأثار التاريخية أو الأعمال الفنية أو أماكن العبادة التي تشكل التراث الثقافي والروحي للشعوب كما اعتبرت المادة ( 56 ) شن الهجمات بغرض تدمير الأثار التاريخية انتهاكاً جسيماً لأحكام البروتوكول وجاء البروتوكول الثاني من نفس الاتفاقية في المادة ( 16 ) التي تنص على حماية الممتلكات الثقافية في حال نشوب النزاعات ذات الطابع الغير دولي إضافة إلى قرارات الصادرة عن مجلس الأمن ذو الرقم ( 2139 ) لعام 2014 الذي دعا جميع الأطراف إلى إنقاذ التنوع الثري للمجتمع السوري وتراث سوريا الثقافي واتخاذ الخطوات المناسبة لحماية مواقع التراث العالمي في سوريا وقرار مجلس الأمن ذو الرقم ( 2199 ) لعام 2015 الذي ينص على حظر الاتجار بالممتلكات الثقافية في العراق وسوريا والقرار ذو الرقم ( 2347 ) الذي صدر واتخذ بإجماع أعضاء مجلس الأمن عام 2017 والمعني بحماية التراث الإنساني.
مناشدة لإنقاذ ما تبقت من آثار عفرين
وناشدت مديرية الأثارـ اقليم عفرين مجلس الأمن والمنظمات الأممية المختصة بتفعيل قراراتها واتفاقياتها ومواثيقها التي تركيا قامت بالتوقيع عليها و إيقاف الانتهاكات التي تحصل بحق المواقع الأثرية حتى هذه اللحظة وملاحقة المسؤولين عن هذه الجرائم التي تندرج تحت مسمى جرائم الحرب باعتبار هذه المواقع هي ملك للبشرية جمعاء والضغط على الدولة التركية لسحب قواتها والفصائل الموالية لها والتي أثبتت بالأدلة الدامغة بعدها عن الحضارة والتمدن وقامت بتحويل منطقة آمنة إلى بؤرة توتر يخشى الإنسان العيش فيها رغم انتهاء المعارك داخلها آملين أن يلقى بياننا هذا آذاناً صاغية وعقلاً منفتحاً على السلام”.
مصدر الصور: منظمة حقوق الإنسان – عفرين