عفرين بوست ــ خاص
اُستشهد شابان كرديان من أهالي عفرين المحتلة تحت التعذيب في سجون الاحتلال التركيّ التي يديرها مسلحو الميليشيات الإخوانيّة، بعدما أمضيا فتراتِ احتجازٍ طويلة، وانقطعت المعلومات عن مصيرهما، ولم تسلم سلطات الاحتلال جثمانيهما إلى ذويهما.
أفاد مراسل عفرين بوست بأنّ الشابين الكرديين عصمت رشيد مدور (30 عاماً) من أهالي قرية خلنيرة، وكاوا عمر (34 عاماً)، من قرية داركريه/ دار كير، بريف عفرين اُستشهدا بعد التعذيب الشديد والمتواصل الذي لقياه في سجون الاحتلال التركيّ والميليشيات التابعة له.
وكان المواطن عصمت قد اُعتقل من قبل ميليشيا “أحرار الشام” في 8/9/2018، وظل طيلة فترة احتجازه في سجن بلدة “الراعي” السيء الصيت، حتى ورد خبر فقدانه لحياته تحت التعذيب قبل ثلاثة أيام من الآن.
وبحسب أحد أقرباء الشهيد عصمت، فالميليشيا لم تسلم جثمانه لعائلته رغم مطالبتها به، وقال إنّ عناصر الميليشيات دفنوا جثمانه في مكانٍ مجهول، لإخفاء معالم جريمة القتل، وأضاف: “تم قتل عصمت منذ شهر حزيران 2020، ولكن الخبر وصلنا قبل يومين فقط”.
يُذكر أنَّ المواطن عصمت رب عائلة ولديه أربعة أطفال.
المواطن “كاوا عمر” هو المواطن الثاني الذي فقد حياته في السجن، وهو من أهالي قرية دار كريه/ دار كير، وبحسب إفادة مواطن كرديّ من أهالي عفرين كان سجيناً معه، وأُفرج عنه قبل فترة من سجن مدينة الباب” الزراعة” الذي تسيطر عليه ميليشيا “الحمزة”، فإنّ كاوا عمر فقد حياته على مرأى منه، وقال لعفرين بوست: “لقد تعرض كاوا ليلة وفاته للتعذيب الشديد، وجاؤوا به جثة هامدة وألقوه في الزنزانة، وفي الصباح استيقظنا، ووجدناه قد فقد حياته حينها، وكانت صدمة كبيرةً بالنسبة لنا جميعاً”، ولم يتذكر الشاب تاريخاً محدداً لوفاة كاوا، واكتفى بالقول: الوفاة حصلت خلال عام 2020.
في ٤/٤/٢٠٢١ ذكرت “عفرين بوست”، معلوماتٍ حول الحالة التي آل إليه وضع المواطن “كاوا” في السجن، ولم تتسنَّ الفرصة لمزيدٍ من الأخبار وتأكيد صحة المعلومات المتوفرة، والتي تفيدُ بأن المواطن “كاوا عمر محتجزٌ في سجن “الزراعة” سيء الصيت، في منطقة الباب المحتلة، وأنّه فَقد قدراته العقليّة نتيجة التعذيبِ الشديد الذي يتلقاه منذ ثلاثة أعوام. وهو في وضعٍ مزرٍ للغاية.
ولم تسلم الميليشيا جثمان الشهيد “كاوا” لعائلته، وتكتمت على خبر وفاته، وما حدث لجثمان عصمت ودفنه في مكانٍ مجهول، للتغطية على جريمتهم، هو ما حدث بالنسبة لجثمان كاوا، وبذلك فقد أخفته الميليشيا حياً وميتاً، وبحسب مراسل عفرين بوست فإنَّ عائلته بعدما تأكدت من صحّة خبر الوفاة، تسعى للحصول على جثمانه لدفنه في قريته وفق العادات المتبعة في إقليم عفرين.
وكانت ميليشيا “الحمزة” قد اختطفت الشاب “كاوا عمر” من قريته دار كريه بريف عفرين، في 6/9/2018، واُختطفت معه زوجته روكان منلا، 27 عاماً)، التي ظهرت في مشهد النساءِ المختطفات وهي تحملُ طفلاً يوم تمّت مداهمة مقر ميليشيا “الحمزاتِ” في عفرين في 28/5/2020 بعد أعمال عنفٍ. كما اعتقل مع كاوا والد زوجته وشقيقها، وفيما أفرج عن أفراد العائلة تباعاً، بقي المواطن كاوا مجهول المصير.
هي حالة سجون الاحتلال التركيّ وميليشياته الإخوانيّة، وكلها تتبعُ المبدأ نفسه، الذي كُتب على بوابةِ سجن ميليشيا “الجبهة الشاميّة” في قرية كفرجنة، “الداخل إليها مفقود، والخارج منها مولود”.