عفرين بوست – خاص
قال كتاب وصحافيون بأن تركيا وأذرعها تحاول الاستثمار من مظلومية الشعب الفلسطيني بشتى الوسائل وأن تركيا وميليشياته يتاجرون بالقضية الفلسطينية فحسب، متسائلين “كيف لمرتزق تابع لقوة احتلال أن يخرج للتظاهر على أرض محتلة للتضامن مع شعب يدافع عن أرضه في وجه قوة احتلال؟”.
أعلنت ميليشيات الاحتلال التركي ومؤسساته من عفرين عن مظاهرة لدعم الشعب الفلسطيني ورفض استيلاء الجيش الإسرائيلي على منازل المدنيين في الشيخ جراح، وذلك في مدينة عفرين التي تحتلها وميليشياته منذ مطلع عام 2018 وعاثوا فيها خراباً وهجروا ثلاث أرباع سكانها الأصليين.
في هذا السياق تحدث كتّاب وصحافيون عن الازدواجية التركية في التعامل مع القضية الفلسطينية، والأهداف التركية من إظهار نفسها كحامي للشعب الفلسطيني والعالم الإسلامي بشكل كامل.
مدير المركز الكردي للدراسات نواف خليل قال: “ما يفعله اردوغان وتركيا وعلى وجه الخصوص بعد حادثة دافوس هو استخدام القوة الناعمة، أي استغلال هكذا أحداث لإظهار نفسهم أنهم يحمون العالم الإسلامي والشعب الفلسطيني، تركيا وحزب العدالة والتنمية يستخدمون ويستغلون هذه الأحداث بحنكة وذكاء.
نواف خليل: ما تفعله تركيا هناك أسوأ بكثير مما تفعله إسرائيل بفلسطين
ويتحدث خليل عما تفعله تركيا في شمال كردستان وجنوبها وغربها ويقول: ” ما تفعله تركيا هناك أسوأ بكثير مما تفعله إسرائيل بفلسطين، وهذا لا يعني أننا نحمي إسرائيل، لكن ما تفعله تركيا لا يقاس بما تفعله إسرائيل. منظمة العفو الدولية تحدثت بأن الحكومة التركية منذ عام 2015 تسببت بتهجير 350 ألف شخص من شمال كردستان. اليوم نرى شعب عفرين أمامنا، يتم تغيير ديمغرافية عفرين وهذا ما هو أبعد من الاحتلال، هذا يعد استعمار، ومن يتابع موقع عفرين بوست سيعرف مدى الانتهاكات التي ترتكبها تركيا في عفرين. ما يقع على عاتقنا هو كيف نوصل ما تفعله تركيا للرأي العام. البعض يقول بأن هذه الأمور غير مؤثرة، لكنها مؤثرة ومؤثرة جدا، بالطبع تركيا والحزب الحاكم سيستثمر من أمر مظلومية الشعب الفلسطيني كثيراً”.
ويشير خليل بأن الجناة في عفرين من صناعة تركيا: “وبالطبع تركيا لن تحاسب خدمها، لن تحاسب من يخدمها، لكن الطريقة التي يمكن فيها محاسبة هؤلاء هو العمل على كافة الأمور التي تقلل من عمر الاحتلال ومرتزقته في عفرين”.
وكان المستوطنون في إطار ما تسمى بـ “رابطة المهجرين الفلسطينيين – تنسيقة عفرين” قد نظمت تظاهرة ليلة أمس في مدينة عفرين ضمن الفعاليات الداعية لـ “نصرة الأقصى”.
وبالنسبة للنشاطات التي يقوم بها الاحتلال التركي في عفرين حيال القدس قال نواف خليل: “هؤلاء يظهرون في عفرين ويقولون بأنهم يتضامنون مع القدس بكل وقاحة، هؤلاء عبيد وليسوا أحرار، يقولون بأنهم أحرار حوران!، كيف يمكن أن تكون حراً وأنت تستولي على أرض غيرك؟، من جهة يرفضون استيلاء الجيش الإسرائيلي على منازل أهالي الشيح جراج ولكنهم يتفاخرون بالاستيلاء على منازل أهالي عفرين؟!”.
مصطفى عبدي: الدور اتركي بات مفضوحاً
بينما يقول الإداري في مركز توثيق الانتهاكات في شمال سوريا مصطفى عبدي بأن: “الدور التركي بات مفضوحا في مختلف القضايا بالمنطقة، وهو دور سلبي وتحريضي يستهدف إثارة الفتنة والفوضى، فعلت ذلك في سوريا وليبيا وآرتساخ وشرق المتوسط وقبرص والعراق ومؤخرا فلسطين. هي لا تتدخل من منطق الوساطة لوقف الحروب ودعم عملية السلام وانما لتأجيج الحروب وتدمير الدول”.
ويضيف: “هؤلاء الذين سينظمون تظاهرة في مدينة عفرين بزعم دعم فلسطين هم متورطون في ارتكاب جرائم حرب وإبادة بحق أهالي عفرين الذين أجبروا على النزوح قسرا من مدينتهم التي احتلها هؤلاء بدعم تركي، يغتصبون النساء وينهبون ما فوق الأرض وما تحته، حتى القبور لم تسلم من شرورهم، هم يتاجرون بقضية الشعب الفلسطيني فحسب”.
باز بكاري: لا يجب الخلط بين قضية فلسطين وقضية عفرين
ومن جهته يتطرق الصحفي الكردي باز بكاري إلى أنه: “بكل تأكيد لا يجب الخلط بين الموقف من القضية الفلسطينية التي هي قضية شعب سلبت منه أرضه على يد قوة احتلال تنازعه حقه، وهنا يكمن الشبه بين قضية أهل عفرين وباقي المدن الكردستانية المحتلة والقضية الفلسطينية وكلتا القضيتين قضية أرض وشعب، أما ما يصدر عن أشخاص ومجموعات تابعة لتيارات فكرية رجعية وعنصرية سواء عرقياً أو دينياً فهي تؤكد وجوب الموقف الرافض لأفكار هذه التيارات كالإخوان المسلمين وغيرها، وهنا في موقف مرتزقة تركيا من الفلسطينيين نجد نوعا من السخافة والتناقض فكيف لمرتزق تابع لقوة احتلال ان يخرج للتظاهر على أرض محتلة للتضامن مع شعب يدافع عن أرضه في وجه قوة احتلال؟”.
وبحسب إحصائيات مركز توثيق المدني للاجئين الفلسطينيين في الشمال السوري، فتبلغ أعدادهم قرابة الـ7500 لاجئ، هجّروا من مخيمات درعا وحمص وحلب واليرموك. المركز كشف “أن العائلات الفلسطينية تتوزع على الشكل التالي؛ 1400- 1500 عائلة في الشمال السوري: 150 في مدينة إعزاز، 400 في إدلب، 120 في الباب، وحوالي 500 عائلة تستوطن في إقليم عفرين منها 300 بقريتي دير بلوط والمحمدية بناحية جنديرس.