عفرين بوست ــ خاص
تسبب الاحتلال التركي لإقليم عفرين الكرديّ بتغيير بنية المجتمع، لينعدم فيه الانسجام والتواصل بسبب سطوة السلاح والتطرف، ما ينعكس في العلاقات اليومية، وتبرز ظاهرة “التنمر” أكثر في أيام شهر رمضان، بحجة الصوم، فالمستوطن يتطاول على أهالي عفرين الكرد، فيما المسلح لا يلتزم بأي ضوابط في سلوكه، فيهدد الباعة المستوطنين بالسلاح ويأخذ السلع سلباً.
رصد مراسل عفرين بوست حالة الأسواق خلال شهر رمضان، وأفاد بأنّ المسلحين والمستوطنين يحتجون بالصيام لنفاذ صبرهم، ويتطاولون على الناس بالعبارات السيئة والشتائم وحتى التهديد بالقتل.
وذكر المراسل حادثة شجاراً وقع بين مسلح من ميليشيا “أحرار الشرقيّة” ينحدر من محافظة دير الزور ومستوطن ينحدر من الغوطة الشرقية لدية بسطة لبيع الجوارب في عبارة البلاط المعروفة في مدينة عفرين وتحديداً قرب محل عكيد للألبسة النسائيّة.
وفي الوقائع؛ أن المسلح جاء مستقلاً دراجةً نارية، منتكباً بندقيته، وسأل صاحب البسطة عن سعر الجورب الواحد، فأجابه: 5 ليرات تركية، فرد عليه المسلح: “سأصوّب خمس طلقات إلى رأسك”، وسرعان ما تطور الأمر إلى مشادة كلامية بين المسلح والمستوطن، انتهت إلى عبث المسلح بالبسطة ومصادرة كامل البضاعة ورحل، فيما لم يجرؤ أحد على التدخل أو قول كلمة.
وفي حادثة أخرى؛ أنّ المواطنة الكردية (ح .ع) قصدت مستوطناً صاحب بسطة للخضار لشراء بندورة، وقالت إنها بحاجة لأربعة كيلوغرامات، إلا أنّ البائع لم يكن لديه إلا كيلو غرام واحد، فردت لمواطنة أن ذلك لا يكفي حاجتها، فاعتذرت بلطف وهمّت بالمغادرة، إلا أن المستوطن تطاول عليها وشتمها بكلام بذيء، ومن أجل مزيد من الاستفزاز سبَّ كلَّ الكرد، ومما قاله: “أنتم الأكراد مع أمريكا الكفار ومع روسيا الكفار، ولكنكم تكرهون الأتراك”…
لم تتمالك المواطنة الكردية نفسها فردت عليه بجرأة وقالت: “من أتى بك إلى هنا؟ أليست تركيا من أتت بكم إلى هنا؟ أنتم مع تركيا، والإدارة الذاتية كانت أفضل منكم بألف مرة وأنتم تعرفون ذلك”. ومع ارتفاع الأصوات تدخلت نساء كرديات وأخذوا السيدة إلى منزلها قبل أن يتفاقم الأمر.
ظاهرة “التنمر” شائعة جداً في عفرين المحتلة، وتمارس على أوسع نطاق، ولا تقتصر على التعامل في الأسواق، فالمسلحون وعوائلهم المستوطنون لا يدفعون الديون المتراكمة عليهم نتيجة استجرار السلع من محلات المواطنين الكرد، كما أنهم يسرقون المواسم كلها، ويسرح الرعاة المستوطنون بماشيتهم في بساتين المواطنين الكرد ويتهجمون عليهم إذا اعترضوا ووقعت جرائم قتل، وتُفرض الإتاوات (الخوة) على الأهالي وأصحاب المحلات بأي ذريعة، وكذلك الإتاوات على عبور الحواجز، ومن قبيل “التنمر يتم اختطاف المواطنين الكرد وطلب الفديات الماليّة.