عفرين بوست-خاص
تواصل المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين ممن تسمي نفسها بـ” الجيش الوطني السوري\الجيش الحر”، انتهاكاتها بحق السكان الأصليين الكُرد في إقليم عفرين الكُردي المُحتل، التابع لـ “الإدارة الذاتية في شمال سوريا” سابقاً.
وفي هذا السياق رصدت “عفرين بوست” جملة من الوقائع التي حصلت خلال أبريل/ نيسان 2021 (علماً أن هذه الانتهاكات ليست إلا ما تمكنا من توثيقه، وهي لا تتعدى أن تكون غيضاً من فيض الاحتلال!).
وفيما يلي ملــخص شهر نيسان
ــ استشهاد مواطن تحت التعذيب، وآخر بتفجير مدبر، و3 أطفال اثنان بتفجير لغم والثالث بحادث سير، وإصابة 5 أطفال.
وفاة طفلين من المستوطنين أحدهما رضيع من قتل والثاني طفلة غرقت.
توثيق اختطاف 45 شخص بينهم 4 نساء ورضيع.
ــ مقتل 10 جنود أتراك وجرح 3، ومقتل 34 مسلح وإصابة 45
ــ قطع 585 شجرة مثمرة
استمرار مشاريع مجمعات الاستيطان
ــ استمرار السرقات في إقليم عفرين المحتل
جاءت التفاصيل على الشكل التالي:
جرائم القتل:
في الخامس من أبريل/ نيسان عصراً صدمت سيارة عسكرية مُسرعة تابعة لمليشيات الاحتلال التركيّ الطفل الكُرديّ مراد مظلوم محمد (6 أعوام) بحي الأشرفية، ما أدّى وفاته على الفور، ولاذت العربة العسكرية بالفرار.
وذكر مراسل عفرين أن جثمان الطفل الفقيد نُقل إلى قرية “كفردلي تحتاني” بناحية جنديرس ليُدفن في مساء يوم الحادث جراء الحظر المفروض على قريته آغجله، بسبب انتشار فيروس كورونا، مضيفاً بأن عائلة الطفل الفقيد لم ترفع دعوى قضائية ضد الجاني، خشية التعرض لإجراءات انتقامية.
في الحادي عشر من أبريل/ نيسان، أفادت مصادر محليّة أنه تم العثور على جثة طفلة (عمرها سنتين) دُفنت في حديقة منزل في مدينة جنديرس. وبحسب مقطع مصور – حصلت عفرين بوست على نسخة منه – يظهر إخراج جثة طفلة من حاكورة المنزل وعلى رأسها آثار كدمات.
وبحسب تلك المصادر فقد تم نبش القبر في 4/4/2021 وأُخرجت جثة لطفلة عمرها حوالي سنتين وعلى رأسها آثار كدمات، وقامت سلطات الاحتلال على إثرها بتوقيف والدتها وزوجها للتحقيق معهما، وسط أنباء تتحدث عن اعترافهما بارتكاب جريمة القتل بسبب صراخها في الليل. في حين لم تُعرف بعد هوية الطفلة القتيلة وذويها، وتم تداول أنّ الوالدة تنحدر من إدلب، فيما زوجها من أهالي قرية ملا خليل، ولم يتسنَّ تأكيد هذه المعلومات.
في الخامس والعشرين من أبريل/ نيسان علمت عفرين بوست أنَّ المواطن الكُرديّ يحيى علي حمكرو 47 عاماً، من أهالي قرية كُرزيليه – مركز عفرين، توفي (بتاريخ 21/4/2021)، متأثراً بالتعذيب الشديد الذي لاقاه في سجن ميليشيا “أحرار الشام” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، بعد اختطافه من قبلها بسبب مطالبته بمنزلين مُصادرين.
ووفقاً لمصادر عفرين بوست، فقد اختطف مسلحو ميليشيا “أحرار الشام” المواطن يحيى، في 18/4/2021، من منزله بقرية كرزيليه، واعتدوا عليه بالضرب والإهانات، بسبب رفضه تسليم منزل والدته الكائن في القرية للميليشيا.
وأضافت المصادر أنَّ المواطن “حمكرو” اقتيد إلى مقر الميليشيا الكائن في القرية لتواصل تعذيبه في السجن، وأُفرج عنه في اليوم ذاته، وتدهورت بشكل كبير بعد عودته إلى المنزل، نظراً لتعرضه للتعذيب الذي تسبّب في إصابته بنوبة قلبية، ما أدى لمفارقته الحياة
في التاسع والعشرين من أبريل/ نيسان، أفاد مراسل عفرين بوست بأنّ ميليشيات الاحتلال التركيّ أطلقت الرصاص على المواطن عيسى حسين فرج (70 عاماً) بينما كان يسرح بقطيع الماشية العائد له بين الأراضي الزراعية في الجهة الغربية من قريته مياسة التابعة لناحية شيراوا بريف إقليم عفرين، منوهاً أن الراعي المسن كان في وضع حرج وتم إسعافه إلى أحد مشافي بلدة الزهراء المجاورة.
وأضاف المراسل أن مسلحي الاحتلال التركي عمدوا بعد استهاف الراعي إلى الاستيلاء على 100 رأس الأغنام واقتياده إلى المناطق الخاضعة لسيطرتهم.
الاختطاف وعمليات الابتزاز:
في الأول من أبريل/ نيسان علمت عفرين بوست من مصادرها، أنَّ ميليشيا “الشرطة العسكرية” التابعة للاحتلال التركيّ، لا تزال تعتقل المواطن الكردي “محمد مصطفى محمد (60 عاماً)، في سجن ماراتي/معراتة المركزي منذ ثلاثة أشهر.
والمواطن محمد مصطفى محمد المعروف باسم “جنجلي” من أهالي قرية جنجليا بناحية راجو، موظف متقاعد من شركة الكهرباء، كان قد خرج قبل نحو ثلاثة أشهر مع أسرته من مدينة عفرين إلى حلب، وبعد عودته منفرداً عبر طرق التهريب إلى عفرين، اعتقلته ميليشيا “الشرطة العسكرية” من منزله في حي الأشرفية بتهمة العمل لدى الإدارة الذاتية.
وقصة المواطن “جنجلي” واحدة من قصص العديد من المواطنين الكُرد اُعتقلوا في ظروف غامضة ولم يوثقها الإعلام والمنظمات الإنسانية. وهناك مئات المختطفين بالسجون السرية والعلنية في المناطق التي تحتلها تركيا نُقل بعضهم إلى الأراضي التركيّة.
ــ في الثاني من أبريل/ نيسان رصدت “عفرين بوست” اعتقال سلطات الاحتلال التركي خمسة مواطنين كُرد في تواريخ متفرقة من أهالي قريتي بعدينا/راجو وكوكانيه/معطلي ومركز إقليم عفرين المحتل ووُجّهت لهم الاتهامات المعتادة التي توجّه لكل كُردي آثر البقاء على أرضه.
في يوم الخميس 1/4/2021 اعتقلت ميليشيا “الشرطة العسكرية” التابعة للاحتلال التركي المواطن الكردي عابدين شيخموس موسى (52 عاما) من منزله في قرية بعدينا، بتهمة الخروج في نوبات حراسة إبان عهد الإدارة الذاتية السابقة، وقادته إلى مركز ناحية راجو، ولا يزال مجهول المصير.
اعتقالات سابقة
وفي قرية بعدينا أيضاً، داهمت ميليشيا “الشرطة العسكرية” بتاريخ 29/3/2021، منزلي المواطنين الكُرديين رفاعي علي هورو (41 عاماً) وخليل محمد سيدو (60 عاماً) واعتقلتهما بتهمة الخروج في نوبات حراسة، واقتيدا إلى مركز الميليشيا في ناحية راجو، ولا يزال مصيرهما مجهولاً حتى اليوم.
في قرية كوكانيه – ناحية موباتا/معبطلي، اعتقلت سلطات الاحتلال التركي في 17/3/2021 المواطن الكُردي إبراهيم تاج الدين إسماعيل (21 عاماً)، واقتادته إلى داخل الأراضي التركية، حسب ما ذكرت مصادر خاصة لـ “عفرين بوست”.
ووثقت عفرين بوست اختطاف ميليشيا “أحرار الشرقيّة” للمواطن الكردي عبدو معمو (42 عاماً) قبل نحو أربعة أشهر وسلمته إلى ميليشيا “الشرطة العسكرية”، ليُفرج عنه أوساط آذار/مارس الماضي، لقاء دفع كفالة مالية/فدية مقدارها 2500 دولار أمريكي. والمواطن “معمو” صاحب مخزن” بشير” للمواد الغذائية الكائن في شارع مبنى البريد وسط مدينة عفرين.
ــ في الرابع من أبريل/ نيسان وثقت عفرين بوست اعتقال ميليشيا الشرطة العسكرية التابعة للاحتلال التركي لأربع مواطنين كرد من منازلهم في قرية داركريه ــ ناحية موباتا/معبطلي، في 27/3/2021.
ووفقاً لتقريرٍ توثيقي أسبوعي أصدره حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا، فالمعتقلون هم: رستم علي بن عزت (٣٥ عاماً)، أمير جمال بن جميل (٢٥ عاماً)، خليل أمير (٢٧ عاماً)، بهزاد عثمان بن صبحي (٥٠ عاماً) واقتيد المعتقلون إلى مقر الميليشيا بمركز الناحية وتلقوا التعذيب فيه، ونُقلوا لاحقاً إلى سجن ماراتي/معراتة المركزي.
ــ في الثالث من أبريل/ نيسان، تلقت عفرين بوست معلوماتٍ، تفيد بأن الشاب “كاوا عمر” من أهالي قرية داركريه، المعتقل منذ 3 سنوات يقبع في سجن “الزراعة” بمنطقة الباب المحتلة، وقد فقد قدراته العقليّة نتيجة التعذيب الشديد. وأضاف المصدر أن “كاوا منذ دخوله للسجن كان يتعرض لأشد أنواعِ التعذيب، حتى فقد قدراته العقليّة، ووضعه سيء جداً الآن”. إلا أن “عفرين بوست” لم تتمكن من تأكيد الخبر من مصادر أخرى.
وأشار المعتقل السابق (الذي نتحفظ على اسمه لضرورات سلامته الشخصية) بأن سلطات الاحتلال التركي هددته بالاعتقال مرة أخرى بحال أفشى بمعلومات للإعلام حول ظروف اعتقاله في السجن الذي كان يقبع فيه.
وكانت ميليشيا “فرقة الحمزة” قد اختطفت المواطن “كاوا” برفقة زوجته روكان منلا التي أفرج عنها في 10/12/2021، من منزله في قرية “داركريه” التابعة لناحية موباتا/معبطلي في 6/9/2018 بتهمة تعامله مع الإدارة الذاتية، ومازال مصيره مجهول منذ اختطافه.
ــ في الرابع من أبريل/ نيسان ذكرت وكالة “الأناضول” التركية أن قوات الأمن التركية، أوقفت سيارة على الطريق السريع بولاية عثمانية يقودها شخص سوري الجنسية وكان برفقته 5 أشخاص بينهم امرأة، يحملون الجنسية السورية، دخلوا البلاد بصورة غير نظامية وقد دفعوا مبلغ ألف دولار عن كل شخص لمنظمي عملية التهريب.
وأفادت قنوات إعلامية موالية للاحتلال التركي، أن ميليشيا “الشرطة العسكرية” في ناحية راجو تحتجز 12 امرأة ينحدرن من حمص، بعد محاولة فاشلة للتسلل إلى داخل الأراضي التركية عبر طرق التهريب.
ومن جهةٍ أخرى اعتقل الأمن التركي /١٨/ شاباً من أهالي قرية “جقلي جوميه”- جنديرس، منذ أكثر من شهر، في مدينة إسطنبول، أثناء وجودهم معاً،
في 20/3/2021 اعتقلت سلطات الأمن التركيّة في مدينة إسطنبول الشقيقين الشابين بريم نبي موسو (26 عاماً)، عنتر نبي موسو (25 عاماً). من أهالي قرية جقلا جومه التابعة لناحية جندريسه، ولم تعرف التهمة الموجهة إليهما ولا مكان احتجازهما.
ولا يزال مصير الجميع مجهولاً. فيما أفُرج في تركيا قبل شهر عن الشابة “روجين عبدو” من القرية نفسها بعد مضي ستة أشهر على اعتقالها في إسطنبول.
في حين لا يزال الغموض يلف مصير عائلة المهندس وليد حسن بركات 40 عاما من أهالي قرية جلمة وزوجته أربيل حنان وطفليهما، ويُشار إلى أن العائلة كانت تقيم في مدينة حلب، وقررت في الصيف الماضي التوجه إلى إقليم عفرين المحتل ومنه إلى الأراضي التركية فاليونان، إلا أنها اعتقلت في 8/12/2020 في منطقة أدرنه ثناء محاولتها العبور إلى اليونان برفقة عوائل أخرى، إلا أن سلطات أنقرة أفرجت عن الجميع ما عدا عائلة “وليد حسن بركات”.
وبحسب المعلومات المتوفرة فإن المحامي الموكل قد أخبر أحد أقرباء العائلة، بأن السلطات التركية قد نقلت أفراد العائلة إلى سوريا، ولكن لا تزال أخبارهم مقطوعة حتى اليوم، وسط ورود أنباء عن وجود في أحد سجون جبهة النصرة الإرهابية.
ــ في الخامس من أبريل/ نيسان علمت عفرين بوست أنَّ ميليشيا “فيلق الشام” الإخوانيّة التابعة للاحتلال التركيّ، اختطفت في 31/3/2021 المواطنين الإيزيديين رياض علي سيف الدين والدته وردة (35 عاماً) – جمو صالح جمو والدته نافية (22 عاماً) من أهالي براد ومقيم في باصوفان). وبحسب منظمة حقوق الإنسان – عفرين فقد اقتادت الميليشيا المُختطفين إلى مقر الميليشيا ولا يزال مصيرهما مجهولاً.
من جهة أخرى، لا يزال المجهول يكتنف مصير الشاب الكردي (جوان سليمان) من أهالي قرية قزلباشا بناحية بلبلة/بلبل، الذي اختطفته ميليشيا “صقور الشام” التابعة للاحتلال التركي في الأيام الأولى للاحتلال، ورغم اتضاح مصير كلّ شباب القرية المختطفين إلا أن مصير “جوان” ما زال مجهولاً.
ووفقاً لمصادر عفرين بوست فإن مسلحي الميليشيا التي تحتل القرية أخبروا عائلته أكثر من مرة بأن ابنهم “جوان” قد تُوفي في السجن، دون تسليم جثمانه، لذلك لا تثق عائلته بكلام المسلحين وتنتظر عودة ابنها إليها.
ــ في السادس من أبريل/ نيسان ذكرت عفرين أن الحواجز الأمنية التابعة لسلطات الاحتلال التركي اعتقلت مواطنين كُرديين بريف إقليم عفرين المحتل، بتهمة التعامل مع الإدارة الذاتية السابقة واقتادتهما إلى جهة غير معروفة.
فقد اعتقل الحاجز الأمني المُقام في مفرق قرية قيباريه/عرش قيبار التابعة لمركز عفرين، بتاريخ 4/4/2021، المواطن الكُرديّ حسن عارف شيخو (35عاماً)، واقتاده إلى جهةٍ مجهولةٍ بتهمةِ التعامل مع الإدارة الذاتية السابقة. والمواطن “حسن” من أهالي قرية قيباريه، متزوج ولديه ولدان.
واعتقل حاجز لميليشيات الاحتلال على مدخل بلدة راجو، قبل نحو شهر ونصف الشاب الكُردي حسين أبو محمد (35 عاماً) أثناء توجهه من قريته ميدانا إلى مدينة عفرين ولا يزال مصيره مجهولاً حتى اليوم. والمواطن “حسين” يقيم بحي الأشرفية بمركز إقليم عفرين، ولديه محلٌ لبيع الألبسة الأوروبيّة المستعملة في شارع مقابل مخبز “حمكة” بمحيط حديقة الأشرفية.
ــ في الثامن من أبريل/ نيسان علمت “عفرين بوست” من مصادرها الخاصة اعتقال الاستخبارات التركية قبل نحو شهر ونصف (أواخر شباط 2021) المواطن الكردي” جعفر محمد” مع زوجته وابنه أحمد محمد، من أهالي قرية ساتيا – ناحية موباتا/معبطلي، ولا يزال مصيرها مجهولاً. ولم تُعرف التهمة الموجهة لأفراد العائلة.
من جهةٍ أخرى، أقدمت الحاجز الأمني في مفرق قرية ترندة التابعة لسلطات الاحتلال التركي (الأمن السياسي التابعة للشرطة المدنية) ظهر يوم الإثنين 5/4/2021، اعتقال المواطن الكردي أمير مصطفى جنجي (27 عاماً) من أهالي قرية ماراتي/معراته – مركز عفرين، وذلك أثناء عودته من بلدة باسوطة بعد توزيع الإعانات الإغاثية برفقة زملائه في منظمة شفق للإغاثة، وتم اقتياده إلى مقر الميليشيا في مدينة عفرين، ولم يتضح بعد سبب اعتقاله، كما لم يعرف مصيره، بحسب منظمة حقوق الإنسان ــ عفرين.
في سياق متصل، أقدم الحاجز الأمني التابع لميليشيا “فيلق الشام” الإسلامية التابعة للاحتلال التركي (حاجز القوس- مدخل مينة عفرين الشرقي) صباح يوم الأحد 4/4/2021، على اختطاف المواطن الكردي محمد مستو (50 عاماً) من أهالي قرية عُبلا- ناحية بلبله/بلبل.
وحصلت عملية الاختطاف أثناء قيام المواطن “مستو” بزيارة مدينة عفرين برفقة زوجته وأولاده، ووجهوا إليه تهمة التعامل مع الإدارة الذاتية السابقة، ومن تم اقتياده إلى جهة مجهولة.
كما وثّقت “عفرين بوست” توقيف المواطن مصطفى رشيد (40 عاماً) من قبل حاجز ترندة (المدخل الجنوبي لمدينة عفرين)، أثناء توجهه من مكان سكنه بقرية ترنده إلى عمله في مدينة عفرين، واُحتجز لعدة ساعات ثم أُطلق سراحه، علماً أن المواطن “مصطفى” تعرّض سابقاً لثلاث حالات اختطاف.
في الحادي عشر من أبريل/ نيسان أقدمت ميليشيا “فرقة الحمزات” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين على اختطاف المواطن الكُردي الخمسيني عوني رشيد عثمان من منزله في قرية حاج خليل بناحية راجو، وفقاً لمصادر عفرين بوست، ووجهت له تهمة التعامل مع الإدارة الذاتية السابقة واقتادته إلى جهة مجهولة.
ووثقت عفرين بوست اختطاف مسلحي ميليشيا “الحمزات” للمواطن حسين حنان رشيد (59 عاماً)، من أهالي حاج خليل، في 26/3/2021، دون تبيان التهمة الموجهة إليه أو الجهة التي اقتيد إليها.
في الحادي عشر من أبريل/ نيسان أفاد مراسل عفرين بوست بأن مسلحي ميليشيا “الحمزات” التابعة للاحتلال التركي اختطفوا الخميس 8/4/2021، أربعة مواطنين كُرد من أهالي قرية باسوطة بريف إقليم عفرين بتهمة “التعامل مع الإدارة الذاتية السابقة”. والمواطنون المختطفون هم: بطال فتحي بطال (40 عاماً)، حسين عمر علوش (23عاماً)، شيرو محمد خليل (23 عاماً)، خليل محمد علي (20 عاماً) واقتيد المواطنون إلى سجن سرية يقع بين قريتي باسوطة وبرج عبدالو.
وأكد المراسل أن الميليشيا تتواصل مع ذوي المختطفين وتطلب عن كل واحد منهم فدية مالية مقدارها ألف دولار أمريكي، للإفراج عنهم، ولم تسلم الميليشيا المختطفين إلى ميليشيا “الشرطة العسكرية” بهدف الحصول على الفدية المالية لصالحها.
في سياق متصل بالاختطاف، ذكرت منظمة حقوق الإنسان ــ عفرين، أن ميليشيات الاحتلال التركي بمدينة إعزاز اختطفت في وقت سابق المواطنين: ماهر خالد أوسو (20 عاماً)، مصطفى عباس الأحمد (22 عاماً)، من أهالي قرية زارتيه/زيارة – ناحية شيراوا، أثناء محاولتهما دخول الأراضي التركية تهريباً من منطقة حوار كلس، ولا يزال مصيرهما مجهولاً حتى تاريخه.
في العشرين من أبريل/ نيسان وثقت عفرين بوست اعتقال سلطات الاحتلال التركي في أوقات سابقة، مواطنين كُرديين من أهالي إقليم عفرين المحتل شمال سوريا ولا يزال مصيرهما غير معروف.
فقد أفادت منظمة حقوق الإنسان بعفرين بأن ميليشيا “الشرطة المدنية” التابعة للاحتلال التركي أقدمت بتاريخ 15/4/2021 على اعتقال المواطن زكريا إبراهيم عمر من منزله في قرية دويدي- ميدانا/راجو، بتهمة التعامل مع الإدارة الذاتية السابقة، واقتادته إلى مركز الميليشيا في بلدة راجو.
وفي سياق الاعتقالات التي تنفذها سلطات الاحتلال التركي أيضاً، أقدم حاجز أمني تابع لميليشيا “الشرطة العسكرية” المقام في مدخل مدينة إعزاز المحتلة بتاريخ 14/4/2021، على اعتقال المواطن محمد علي علو -–من أهالي بلدة ميدانكي- أثناء توجهه إلى المدينة، دون التمكن من معرفة التهمة الموجهة إليه.
وبحسب المعلومات المتداولة أنه تم تحويل “علو” إلى ما يُسمّى “فرع مكافحة الإرهاب” التابع لسلطات الاحتلال، ولا يزال مصيره غير معروفاً.
انتهاكات سابقة على يد ميليشيات إعزاز:
أقدمت ميليشيات الاحتلال التركي في بداية عام 2021، على اعتقال المواطن الكردي محمد سفر رشو والدته فاطمة في مفرق مدينة إعزاز المحتلة، بتهمة العمل في غرفة الزراعة إبان عهد الإدارة الذاتية السابقة.
“رشو” الملقب “عويل”، (35 عاماً) وحيد لأبويه، ولديه خمسة أطفال ويقيم مع عائلته في قرية حسن ديرا/بلبل.
وأوضحت المصادر أن “عويل” كان متجها لمدينة إعزاز أوائل شهر كانون الأول عام 2020، بغرض تمضية معاملة نقل جرار زراعيّ، إلا أن ميليشيات الاحتلال أقدمت على اعتقاله في مفرق المدينة واقتادته إلى جهة مجهولة.
في الرابع والعشرين من أبريل/ نيسان أفاد مراسل “عفرين بوست” بأنّ سلطات الاحتلال التركيّ اعتقلت فجر يوم الخميس 22/4/2021 المواطن الكردي الشاب خليل محمد عمر (29 عاماً) من أهالي قرية باسوطة التابعة لناحية شيراوا، ووجّهت له تهمة التعامل مع الإدارة السابقة.
وأضاف المراسل أن المواطن خليل – متزوج ولديه طفلان- وقد اقتيد إلى سجن للاستخبارات التركيّة في مطبعة روناهي سابقاً.
في السابع والعشرين من أبريل/ نيسان، ذكرت عفرين بوست أنّ مصير المواطن الكردي عبد الله عبدك علي (66 عاماً) ما زال مجهولاً منذ أن اختطفه بتاريخ 28/3/2018، على يد مسلحين من ميليشيا “السلطان مراد” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين وفق مصادر عفرين بوست.
المواطن “علي” من أهالي قرية خرابي شران/خربة شران، كان يعاني من عدة أمراض قبل اختطافه، وعاد برفقة زوجته إلى منزله في القرية في الأيام الأولى للاحتلال، بعد تهجيره قسراً إلى مناطق الشهباء.
بالنسبة لظروف اختطافه، أوضحت المصادر أن المسن عبد الله وزوجته أرادا تفقد منزل قريب لهما في القرية، إلا أنهما فوجئا بمسلحين يحتلونه، والذين رفضوا السماح لهما بدخول المنزل فنشب بين الطرفين شجار لفظي، إلى أن باغت أحد المسلحين زوجته ونزع حقيبتها من يدها بما فيه من أموال ومصاغ ذهبي وفر هارباً إلى خارج القرية، ما دفع بالزوج بتوجيه شتائم للمسلحين الذين تركوه بحاله.
وأضافت المصادر أن مجموعة مسلحة من الميليشيا ذاتها “السلطان مراد” اقتحمت منزل “عبد الله” في ليلة اليوم نفسه 28/3/2018، واختطفته بعد غطوا رأسه بكيس أسود، ولا يزال مصيره مجهولاً رغم مضي أكثر من ثلاثة أعوام على اختطافه.
وبحسب المعلومات التي أوردتها المصادر، فإن العائلة سعت بشتى السبل للكشف عن مصيره، إلى أن تعهد أحد مسلحي الميليشيا بالتصدي للمهمة لقاء دفع مبلغ 4500 دولار أمريكي له، إلا أن تبين فيما بعد أن محاولة المسلح لم تكن سوى عملية احتيال، إذ انه قبض المبلغ واختفى من القرية!
وقصة المواطن عبد الله ليست سوى واحدة من قصص الإخفاء القسري لأكثر من 1200 مواطناً كردياً، بينهم نساء والذين ما يزال مصيرهم مجهولا في أقبية وغياهب سجون الاحتلال التركي وميليشياته الإسلامية، سواء تلك المتواجدة في عفرين ومحيطها أو في السجون التركية.
في التاسع والعشرين من أبريل/ نيسان ذكرت عفرين بوست أنّ ميليشيا “الشرطة المدنية” التابعة للاحتلال التركي برفقة عناصر من المخابرات التركية، اعتقلت يوم أمس الأربعاء، على اعتقال المواطن الكرديّ المسن محمد رشيد عثمان (61عاماً)، من منزله في بلدة بعدينا بتهمة التعامل مع الإدارة الذاتية السابقة، واقتادته إلى مقر الميليشيا في مركز ناحية راجو ولا يزال قيد الاعتقال.
كما اعتقلت الاستخبارات التركية يوم الأحد 25/4/2021، المواطن الكردي المسن محمد رشيد منان (60 عاماً) في مركز ناحية راجو، وتم توقيفه لعدة ساعات في مقر الاستخبارات ومن ثم أُفرج عنه.
يذكر أن ثلاثة مواطنين من البلدة مازالوا قيد الاختفاء القسريّ منذ أكثر من عامين ولا يزال مصيرهم مجهولاً حتى اليوم وهم الشقيقان (خليل عابدين حبش وحاجي عبدين حبش) والشاب “إبراهيم خليل عبدو”، الذين اُختطفوا في أوقات متفرقة.
في التاسع والعشرين من أبريل/ نيسان ذكرت عفرين بوست أنّ ميليشيا “ملشكاه” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، اختطفت أول أمس الثلاثاء، المستوطنة ”صفاء” من أهالي منطقة معرة نعمان بإدلب، وهي موظفة بمنظمة إغاثيّة في مدينة عفرين.
وأوضح المراسل أن الاختطاف تم من أمام مكان عملها في منظمة سوريا للإغاثة والتنمية SDR الواقع في محيط مبنى وكالة هاوار سابقاً، من قبل مسلحي الميليشيا وعلى مرأى من الناس، واقتادوها إلى جهة مجهولة، وذلك بسبب امتناع والدها عن دفع الإتاوات والذي يعمل في مكتب لتجارة السيارات في مدينة عفرين.
وأكد المراسل أن الميليشيا أفرجت عنها يوم أمس الأربعاء، بعد أن قام والدها بدفع فدية مالية وقدرها 2500 دولار أمريكي للميليشيا.
في سياق الاعتقالات أيضاً، علم مراسل عفرين بوست، بوصول 4 معتقلين كرد مساء الأربعاء، إلى سجن ميليشيا “الشرطة المدنية” في ماراتي/معراته، قادمين من سجن الراعي، دون التمكن من توثيق أسمائهم.
وأضاف المراسل أن المعتقلين الأربعة يخضعون حالياً للحجر الصحيّ مدته 15 يوماً، ومن ثم سيتم ضمهم إلى السجناء الآخرين.
في الثلاثين من أبريل/ نيسان، ذكرت عفرين بوست بأن ميليشيا “الشرطة العسكرية” بالتنسيق مع الاستخبارات التركية شنت يومي 28-29/4/2021، حملة مداهمات واعتقالات في قرية هيكجيه التابعة لناحية شيه/شيخ الحديد بريف إقليم عفرين المحتل شمال سوريا، واعتقلت ل خمسة مواطنين من أبناء القرية بتهمة التعامل مع الإدارة الذاتية السابقة، بحسب منظمة حقوق الإنسان بعفرين.
المواطنون المعتقلون هم: (1ــ فرج الدين حسن إبراهيم، 2ــ إبراهيم محمد سليمان (40عاماً) 3– ياسر العلي (32 عاماً)، 4ــ زياد محو (35 عاماً)، 5– أحمد محمد علي 33 عاماً).
وقد أُفرج عن المواطن فرج إبراهيم في اليوم نفسه بعدما دفع فدية ماليّة مقدارها 5 آلاف ليرة تركية، فيما تم الإبقاء على البقية رهم الاحتجاز. وذكرت المنظمة أنّ هناك مزيدٌ من الأسماء المطلوبة، وقد تعذر اعتقالها بسبب وجودها خارج القرية.
الإفراج عن معتقلين:
ــ في الثالث من أبريل/ نيسان أفرجت سلطات الاحتلال التركي عن الشاب الكُردي خليل حسن حسن (33 عاماً) من أهالي قرية عربا بناحية موباتا/معبطلي من سجن ماراتي/معراتة المركزي بعد رحلة إخفاء قسريّ تجاوزت 3 أعوام في أقبية سجون الاحتلال التركي. والمواطن “خليل” متزوج ولديه طفلين.
الاستيطان في عفرين:
ــ في الخامس من أبريل/ نيسان أفاد مراسل عفرين بوست أن امرأة مستوطِنة منحدرة من إدلب أقدمت ليلة أمس الأحد، على الانتحار بإلقاء نفسها من شرفة شقة سكنية “ط3” بشارع الفيلات بمركز إقليم عفرين، ما أدى لمفارقتها للحياة فوراً.
وفقاً لمراسل عفرين بوست فالمستوطنة ضحى رمضان اليوسف (١٩ عاماً)، أقدمت على الانتحار نتيجة خلافات مع زوجها المدعو “عمر أحمد المحمد”، الذي ينحدر من بلدة مرديخ بريف إدلب. وزواجه سراً من امرأة أخرى، وعندما علمت زوجته “ضحى” طالبته بتطليق زوجته “السرية”، لكنه أبى ذلك فأقدمت على الانتحار.
في الحادي والعشرين من أبريل/ نيسان ذكرت عفرين بوست أن سلطات الاحتلال التركيّ أفرجت يوم أمس الثلاثاء، بشكلٍ مشروطٍ عن مواطنين كُرديين في مدينة هاتاي/أنطاكية التركية، وذلك بعد ثلاث سنوات من اختطافهما في منزلهما في قرية جولاقا – ناحية جنديرس من قبل ميليشيات الاحتلال التركي.
في التفاصيل، أوضحت مصادر خاصة لشبكة “عفرين بوست” أن محكمة هاتاي التركية أفرجت عن المواطنين (فريد محمد رشو وحنان شيخ محمد) بشرط عدم مغادرة الأراضي التركية لتقديمهما للمحاكمة بتهمة التعامل مع الإدارة الذاتية السابقة، رغم قضائهما ثلاثة أعوام في الإخفاء القسريّ بالسجون التركية وكذلك سجون ميليشياتها في إقليم عفرين المحتل شمال وسوريا.
وأضافت المصادر أن ميليشيا “الحمزات” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين اختطفت المواطنين (فريد وحنان) قبل ثلاثة أعوام (أبريل 2018) من منزلهما في قرية جولاقا، وسلمتهما إلى الاستخبارات التركية التي نقلتهما في داخل الأراضي التركية.
وأشارت المصادر أن السلطات التركية ستقدم المواطنين الكرديين إلى المحكمة بعد نحو شهر من تاريخ الإفراج عنهما إلى المحكمة، وسيسمح لهما بالعودة إلى قريتهما “جولاقا” وبحال تبرئتهما.
وفي حادث ذي صلة، وفي يوم الثلاثاء الذي أُفرج فيه عن مواطنين من أبناء القرية، فجع أهالي قرية “جولاقا”، بنبأ وفاة المواطن الشاب نبيه محمد رشو (41 عاما) بعد سقوطه من الطابق الثالث أثناء عمله في مبنىً سكنيّ قيد الإنشاء في مدينة إسطنبول التركية، على أن يُنقل جثمانه ليوارى الثرى في مسقط رأسه.
انتهاكات سابقة في القرية:
اعتقلت ميليشيا “الشرطة العسكرية” بتاريخ (20/8/2020) كلاً من: حسين عبد الرحمن عثمان (٦٨ عاماً) وهو مختار القرية، عزت محمد عثمان (٥٨ عاماً)، خليل عزت عثمان (٢٣ عاماً)، مصطفى علوش (٤٦ عاماً)، عثمان محمد رشو (٦٥ عاماً)، فريدة عبدو (٣٥ /عاماً) وقد أطلق سراحها في اليوم نفسه، وأُفرج عن البقية في 23/8/2020، بعد دفع فدىً مالية بلغت 850 ليرة تركية لكل معتقل.
في الثامن عشر من أبريل/ نيسان كشفت سلطات الاحتلال التركيّ اليوم الأحد، النقاب عن تشييدها لقرية استيطانيّة جديدة في محيط قرية “خالتا/الخالدية” التابعة لناحية شيراوا بريف عفرين الشرقي، لإسكان المستوطنين فيها في مسعى منها لتكريس الاستيطان والتغيير الديموغرافي في الإقليم الكُردي المحتل.
وأعلن المجلس المحلي بمدينة عفرين التابع للاحتلال التركي على صفحته الرسمية هن قيام المدعو “محمد شيخ رشيد، نائب رئيس المجلس بزيارة ميدانية إلى موقع المشروع الاستيطاني بهدف الاطلاع على سير العمل فيه.
وأوضح المصدر أن المشروع يهدف لبناء قرية تحمل اسم ”كويت الرحمة” والتي تضم 300 منزلاً بالإضافة لمسجد ومستوصف ومعهد لتحفيظ القرآن، مشيراً إلى أن جمعية “شام الخير” الإخوانية التي تتكفل بتشييدها.
ولا تعد هذه القرية الاستيطانية الأولى من نوعها، إذ أعلن “المنتدى السوري” الذي يرأسه غسان هيتو الرئيس الأسبق لحكومة الائتلاف المؤقتة الإخوانية في موقعه الإلكتروني في 2/4/2021 أنّ مؤسسة تسمى “الإحسان للإغاثة والتنمية” التي يرأسها براء الصمودي. قد بدأت تنفيذ مشروع بناء /247/ وحدة سكنية بمساحة /40/ م2، تتضمن حديقة منزليّة 60 م2 مربع لكلِّ بيت، وقد اختير موقع جبلي يعرف باسم “جايي شاوتي” قريب من جبل قازقلي بمحيط قرية كفرصفرة في ناحية جنديرس لإقامة المشروع مجمع جبل “شاوتي” – جنديرس.
ويهدف المشروع لبناء نموذج قرية استيطانية في موقع جبليّ بقرب قرية “حج حسنا”، بعد قطع الأشجار فيه، ويذكر أنّ “المنتدى، مؤسسة الإحسان” منظمتان متعاونتان وعلى علاقة وثيقة بالسلطات التركية ولهما مكاتب في تركيا.
في التاسع عشر من أبريل/ نيسان رصدت مراسل “عفرين بوست” في مركز إقليم عفرين المحتل شمال سوريا، قيام مستوطنين منحدرين من ريف حماه بزراعة مساحات من الأراضي المحيطة بمدينة عفرين، بعد الاستيلاء عليها.
وأوضح المراسل أن مستوطنون ينحدرون من ريف حماه يقومون بزراعة أراض بالحبوب في محيط حديقة الأشرفية، رغم أن بعض أصحابها موجودون في مدينة عفرين وتقدموا بشكاوى لسلطات الاحتلال حول ذلك ولكن دون جدوى.
ووثق المراسل أصحاب بعض تلك الأراضي/ بينهم المواطن (محمد جمعة – من أهالي قرية قره كول/بلبل، عدنان محمد – من أهالي قرية مَزن، خليل حنان – من أهالي قرية ديكيه، محمد حمكة – من أهالي قرية ترندة) مشيرا إلى أن هذه الأراضي كانت مفروزة للبناء السكني وكل محضر تبلغ مساحته 400 متراً.
في السياق ذاته، استولى مستوطنون على مساحاتٍ أخرى من المحاضر العقارية العائدة لأولاد المرحوم “أوصمان آغا”، ويعكفون حاليا على بناء محال تجارية عليها دون رقيب أو حسيب.
وكانت سلطات الاحتلال التركي أقدمت بتاريخ 17 كانون الأول 2020، على تحويل منزل مواطن كُردي إلى مشفى في مركز إقليم عفرين المحتل شمال سوريا، وذك بعد الاستيلاء عليه
وبحسب موقع “بلدي نيوز” الموالي للاحتلال التركي، تم افتتاح مشفى “المحبة” يوم الخميس السابع عشر من كانون الأول، وهو مشفىً يتخصص بأمراض الأطفال، مشيرا إلى أن افتتاح المشفى تم بالشراكة بين منظمتي “قطر الخيرية” و”سوريا للإغاثة والتنمية”.
فما قال مراسل عفرين بوست حينها، أن المشفى افتتح في منزل أولاد المرحوم “عثمان آغا” وهم من أهالي قرية جلبيريه/روباريا، ولكنه يقيم منذ فترة طويلة في قرية ترندة الملاصقة لحي الأشرفية بمركز عفرين.
وأضاف المراسل أن ميليشيا “الجبهة الشامية” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، كانت تستولي على المنزل، ومن بعدها سيطر عليها مسلحون من الغوطة الشرقية وافتتحوا فيها روضة للأطفال، إلا أن سلطات الاحتلال التركي حولته في الآونة الأخيرة إلى مشفى للأطفال برعاية قطرية – تركية.
ويقع المنزل/المشفى على طريق “ترندة”، في مفرق مقلع ترمانيني الواقع قبل بناية الحكيم في حي الأشرفية.
في التاسع عشر من أبريل/ نيسان أفاد مراسل عفرين بوست بأنّ رُعاة مستوطنون يخيمون بالقرب من قرية زركا، أطلقوا قطعان أغنامهم بين كروم العنب العائدة لأهالي قرية “كيلا” مسببين أضراراً كبيرة فيها.
وأفاد المراسل أن الرعاة أشهروا سلاحهم في وجه مواطنين اثنين من قرية كيلا وهددوهم بالقتل بعد أن طلبا منهم إخراج قطعانهم من بين الكروم، دون التمكن من معرفة هوياتهم.
وتحتل ميليشيا “فيلق المجد” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين عدداً من القرى في ناحيتي بلبل وراجوا بينها زركا وديكيه وكيلا وجوبانا وكيلا.
في الثاني والعشرين من أبريل/ نيسان أفاد مراسل عفرين بوست بأنّ سلطات الاحتلال التركي انتشلت يوم أمس الأربعاء، جثة طفلة لعائلة مستوطنة تنحدر من ريف حلب الجنوبي، من بحيرة تقع قرب قرية عين دارة بريف عفرين الجنوبي.
وأوضحت ما تسمّى “مديرية الدفاع المدني” التابعة للاحتلال التركي أنّ الطفلة “شمسة أحمد العلي 4 أعوام” قد غرقت في مجرى نهر عفرين بعد سقوطها في المياه أثناء لعبها على حافة البحيرة. مشيرة إلى أنّ فرقها تمكنت من انتشال جثتها بعد ساعاتٍ من العمل المتواصل.
في الرابع والعشرين من أبريل/ نيسان ذكرت عفرين بوست نقلاً عن منظمة حقوق الإنسان بعفرين أن مستوطناً منحدراً من الغوطة الشرقية – يعمل في مجال مكانيك السيارات بمركز ناحية معبطلي- أقدم بتاريخ 21/04/2021 على الاعتداء ضرباً على المواطن مصطفى بريم حنان (33 عاماً) ما أدى لإصابته بشكل بليغ في رأسه ويده، مشيرة إلى أن عملية الاعتداء جرت بمشاركة شخصين آخرين من أقرباء المستوطن.
وأوضحت المنظمة أن الاعتداء جاء على خلفية استيلاء أحد أقرباء المستوطن على منزل المواطن الكرديّ، منوهة أن الاعتداء على المواطن الكردي “حنان” تخلله إطلاق عبارات طائفية وعنصرية من قبل المستوطنين الثلاثة.
وفي سياق تعديات الرعاة المستوطنين على أهالي عفرين، أقدم مستوطن على ضرب زوجة المواطن إبراهيم كالو، بسبب مطالبتها للمستوطن بعدم رعي مواشيه في حاكورة منزلها.
من جهة أخرى تم نقل عدة عوائل من المستوطنين الذين تم توطينهم في قرية روطانلي التابعة لناحية معبطلي إلى المجمعات الاستيطانية التي تم أنشأتها ميليشيا “سليمان شاه” (العمشات) في قرى ناحية شية في الفترة الماضية في المنطقة المحاذية للحدود التركية، وقالوا إن عملية النقل جاءت بسبب المضايقات التي مارسها مسلحو ميليشيا “سمرقند” بحق المستوطنين في قرية روتانلي، فيما يتم تداول معلومات حول نية بنقل كافة العوائل المستوطنة الباقية في القرية إلى تلك المجمعات الاستيطانيّة.
وضع النساء في عفرين:
في الثالث من أبريل/ نيسان علمت عفرين بوست من مصادرها بأنّ ميليشيا “سمرقند” الإخوانيّة التابعة للاحتلال التركيّ، تواصل منذ آذار/ مارس 2018، استيلاءها على منزل المسنة الكُردية نازو” (أكثر من ثمانين عاماً)، أرملة المرحوم شكري يوسف، لتضطر للسكن مع ابنتها المقيمة بقرية “حسيه/ميركان” بسبب رفض الميليشيا إعادة منزلها المستولى عليه في قرية روتا/معبطلي، رغم تقديمها عدة مرات شكاوى لاستعادة ممتلكاتها.
وكانت الميليشيا استولت على منزل المسنة الكُردية بما فيها من أثاث ومحتويات كما استولت على نحو ألفي شجرة زيتون من حقولها، إضافة لعشرات أشجار اللوز والسماق، واستولت أيضاً على منزل نجلها “أحمد شفيق يوسف” وحوّلته لمقر عسكري.
في السادس عشر من أبريل/ نيسان علمت عفرين بوست من مصادرها، أنَّ سلطات الاحتلال التركيّ تواصل الإخفاء القسريّ لعائلة كُردية (3 أفراد) تم اعتقالها منذ نحو ستة أشهر من منزلها في مدينة جنديرس بريف إقليم عفرين المحتل.
وأوضحت المصادر أن المواطنة الكُردية خالدة إبراهيم 62عاماً أرملة المرحوم (محمد مراد بيرام- الملقب “كوتو”) وابنتها فيان محمد بيرام (23 عاماً) وطفلها وعمره عامٌ ونصف العام، اعتقلتهم ميليشيا “فيلق الشام” الإخوانيّة، من منزلهم في الحارة التحتانية بالجهة الغربية بمدينة جنديرس، بتهمة التعامل مع الإدارة الذاتية السابقة، ولا يزال مصيرهم مجهولاً حتى تاريخه.
وأضافت المصادر أن الميليشيا استولت عمدت بعيد عملية الاعتقال على منزل العائلة مع كافة محتوياته، وحولته لمقر عسكري، ثم أسكنت عائلة مستوطنة في المنزل المستولى عليه.
ورجحت مصادر “عفرين بوست” أن تكون العائلة مخفية قسرياً في سجن تديره ميليشيا “فيلق الشام” في قرية إيسكا/إسكان بناحية جنديرس، والمواطنة “فيان بيرام” متزوجة من مواطن من أهالي قرية “دير بلوط” وكانت تقيم مع والدتها بسبب خلافات عائلية.
في السياق ذاته، لا يزال الغموض يلف مصير عائلة المواطن جعفر خليل (4 أفراد) – من أهالي قرية ساتيا/معبطلي- التي جرى اختطافها من منزلها الكائن قرب مبنى البريد في مركز إقليم عفرين قبل نحو شهرين من قبل ميليشيات الاحتلال التركي الإخوانية.
التفجيرات في عفرين:
ــ في الأول من أبريل/ نيسان أفاد مراسل عفرين بوست بوقوع انفجار بواسطة عبوة ناسفة وُضعت بسيارة من نوع “سانتافيه” مقابل مطعم “فطائر رشيد” بشارع الملعب البلدي وسط مدينة عفرينة المحتلة، ما أدى لإصابة المواطن محمود أحمد بشكل خطرٍ مع 3 أشخاص آخرين أحدهم شقيقه، وأضرار ماديّة في موقع الانفجار.
ــ في الرابع من أبريل/ نيسان أفاد مراسل عفرين بوست بوفاة الشاب محمود أحمد – من عشيرة العميرات العربية- في أحد المشافي التركيّة، متأثراً بإصابته البليغة جراء انفجار عبوة ناسفة كانت مزروعة بسيارته في شارع الملعب البلدي وسط مركز إقليم عفرين المحتلة.
في الحادي عشر من أبريل/ نيسان صباحاً، اُستشهد طفلان وأصيب اثنان آخران بجروح، جراء انفجار لغم أرضي من مخلفات الحرب بهما في قرية “كوندي مازن” بناحية شيراوا.
وبحسب مراسل عفرين بوست فالطفلان الشهيدان هما آزاد إبراهيم حسين (12 عاماً) وديار حمو حسين (11 عاما) على الفور، فيما أصيب كل من الطفلين “حسين إبراهيم حسين (9 أعوام) والطفلة نسرين محمد حسين (12 عاما) بجروح بليغة.
وأشار مراسلنا، أن الألغام التي زرعت على أطراف القرية زرعت من قبل قوات النظام منذ أكثر من ثلاثة أشهر، دون إخبار الأهالي بمكان زرعها، بحجة منع تهريب الأشخاص من والى عفرين عن طريق مهربين من نبل والزهراء، وميليشيات الاحتلال التركي في الجانب المقابل.
وكان الطفل محمد عزت حسين (14 عاماً) من أهالي قرية باصلحايا/باسليه ناحية شيراوا قد استشهد في 25/1/2021 بسبب انفجار لغم أرضي مزروع في السهل بين بلدتي حيان ــ الزهراء بريف حلب الشمالي، بعدما أرسله والده المقيم في بلدة تل رفعت لرعاية المواشي.
في الثالث عشر من أبريل/ نيسان قُتل مسلح وأصيب ثلاثة آخرون بجراح، بانفجار سيارة مفخخة أثناء مرورها عبر حاجز لميليشيات الاحتلال التركي قرب الحرش الأول قرب قرية ترنده ولم تعرف الجهة التي تقف وراء التفجير، فيما تتكتم ميليشيات الاحتلال عن الخسائر الناجمة عن التفجير.
في الرابع والعشرين من أبريل/ نيسان ذكرت عفرين بوست أنّ طفلين أصيبا ليلة اليوم السبت، جرّاء قيام مجهولين بتفجير قنبلة يدويّة قرب دوار نيروز وسط مركز إقليم عفرين المحتل شمال سوريا.
ووفقاً لمراسل عفرين بوست، فقد القى مجهولون يستقلون سيارة بإلقاء قنبلة يدوية بالقرب من دوار نيروز ما تسبب بإصابة طفلين بجروح نقلوا على إثرها إلى مشافي عفرين لتلقي العلاج، كما تسبب الانفجار بوقوع خسائر مادية بالمحال التجارية في موقع الانفجار. ولم تُعرف بعد هوية منفذي التفجير ولا هويات الطفلين المصابين.
في الثامن والعشرين من أبريل/ نيسان أفاد مراسل عفرين بوست بأنّ مجهولين استهدفوا صباح اليوم الأربعاء، بصاروخ حراري سيارة وسط قرية برج حيدر التابعة لناحية شيراوا بريف إقليم عفرين المحتل شمال سوريا، ما أدى لاحتراق سيارة بالكامل وتضرر أخرى، دون وقوع أضرار بشرية.
وأشار المراسل إلى أنّ السيارتين تعودان لمستوطنين يحتلون منازل مهجري القرية، وكانتا مركونتين قرب منزل المواطن احمد مصطفى وهو من أهالي القرية، في حين لم تُعرف بعد الجهة التي تقف وراء الاستهداف الصاروخيّ.
وأضاف المراسل أنّ قوات الاحتلال التركي عمدت عقب الاستهداف المجهول إلى قصف قريتي كلوته وبرج قاص التابعتين لناحية شيراوا.
في التاسع والعشرين من أبريل/ نيسان، حصل مراسل “عفرين بوست” من مصادره في أوساط ميليشيات الاحتلال التركي، أن جندياً تركيّاً على الأقل قد قتل وأصيب ثلاثة آخرين مساء يوم أمس الأربعاء، بينما كانوا يحاولون تفكيك سيارة في محيط مقر الكوماندوس التركي المتمركز في مدرسة فيصل قدور.
وأوضح المراسل نقلاً عن مصادره، أن فرقة الهندسة التابعة (للشرطة العسكرية) والفرق التركية حاولت تفكيك السيارة المفخخة، إلا أنها انفجرت بهم واندلع حريق كبير في السيارة، في حين سارعت سلطات الاحتلال التركي إلى فرض طوق أمني حول مكان التفجير.
هذا ولم تعلن ميليشيات الاحتلال التركي عن حصيلة القتلى والجرحى في هذا التفجير، كما أن جيش الاحتلال التركي التزم الصمت حول الحادث.
من جهة أخرى، انفجرت في وقت متأخر من ليلة أمس، عبوة لاصقة بمركبة عائدة لميليشيا “السلطان مراد” على الطريق الواقع بين الأحراش والمؤدي لمنطقة المطاعم (أمانوس والتآخي) بمحيط سد ميدانكي، ما أدى لمقتل سائق المركبة وهو عنصر من الميليشيا، علماً أن عملية التفجير وقعت قرب حاجز للميليشيات في تلك المنطقة.
يُذكر أنّه في الرابع عشر من أبريل /نيسان قُتل ثلاثة مسلحين من ميليشيا “السلطان مراد”، بينهم خبير المتفجرات المدعو أنور الحسين أثناء محاولة تفكيك تفخيخ دراجة مفخخة في قرية مشعلة التابعة لناحية شرا/شران.
الاستيلاء على أملاك الكُرد العفرينيين:
ــ في الرابع من أبريل/ نيسان، قال مراسل عفرين بوست، إن عنصراً من جماعة” المدعو “أبو الخير” المحسوبة على ميليشيا “جيش الإسلام” يرفض الخروج من منزل المواطن الكردي محمد علي أبو علي، من أهالي قرية براد- الكائن بحي الأشرفية قرب المنطقة الصناعية، رغم تقدمه بشكوى لدى سلطات الاحتلال التركي (في الشرطة الحرة – لجنة رد الحقوق).
وأقدم عنصرٌ من ميليشيا “الشرطة العسكرية” على بيع منزل المواطن كيفارا محمد، من أهالي قرية ترنده، بمبلغ 1500 دولار أمريكي، ويقع المنزل بحي عفرين القديمة.
وفي سياق الاحتيال على المنظمات الإغاثية، أقدم مستوطنون يحتلون عدة منازل في محيط حديقة الأشرفية على نصب خيام جديدة في المنطقة بهدف الحصول على معونات إضافية.
ــ في السادس من أبريل/ نيسان أفاد مرسل عفرين بوست بأنه تواصل مستوطن من مدينة إدلب يدعى “مصطفى أبو أحمد” يعرض للبيع المنزل الذي يقطن فيه وتعود ملكيته لأحد مهجري عفرين، ويقع بحي محمودية – طلعة الحرش قرب مبنى وزارة الدفاع سابقاً مقابل جامع الأنصار.
وحصل المراسل على معلومات حول مجريات وآلية البيع الذي يتم داخل عفرين، عبر تواصله مع المستوطن الذي أكد بأنه باع ثلاثة شقق بسعر 900 دولار لكل منزل، وتحصل الأمنيات التابعة لميليشيات “لجيش الوطني” الإسلامية على نسبة من المال لقاء عدم التعرض للمشتري.
وأضاف المستوطن بأنه لا توجد للمنازل أوراق من قبل المجالس المحلية المشكلة من قبل المحتل التركي، كما أنهم يستولون على المنازل بتهمة تأييد مالكيها للإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، بحسب قوله.
في العاشر من أبريل/ نيسان رصدت “عفرين بوست” حالات بيع واستيلاء جديدة طالت منازل ومحال تجارية عائدة ملكيتها لأهالي عفرين على يد مسلحي الميليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وذويهم المستوطنين، والتفاصيل كما يلي:
– استولت ميليشيا “أحرار الشرقية” على مزيدٍ من البيوت على أوتوستراد الفيلات وسط مدينة عفرين بعدما طردت المستوطنين غير المنحدرين من المنطقة الشرقية، لتقوم بتأجيرها، وتعود ملكية تلك المنازل لمهجري عفرين وعُرف منهم: فريد عبدالو من ترندة – حنان محمود من باسوطة – إبراهيم كلكل من كوباكي – محمد غباري – حسن حسن من تللف – جميل خلو – عبدو خلنيريه.. وغيرهم).
– يستولي المدعو “أبو محمد الإعزازي” وهو متزعم في أمنية ميليشيا ”الجبهة الشامية” على 14 محلاً بالمنطقة الصناعية ويقوم بتأجيرها لصالحه الشخصي، رغم أن بعض أصحاب تلك المحال موجود في مدينة عفرين. وهدد المدعو “الإعزازي” صاحب أحد المحال بتوجيه تهمة التعامل مع القوات الكُردية إليه والادعاء عليه بأنَّ المحل كان مستودعاً للذخيرة، بحال تقدمه بأي شكوى ضده، وذلك بعد أن طالب بإعادة محله له.
– باع مستوطن منحدر من حي بستان القصر بحلب، منزل المواطن الكُردي (محمد حسن- من أهالي قرية ترنده) بكامل أثاثه المنزلي بمبلغ 2500 دولار أمريكي، ويقع المنزل في محيط حديقة الأشرفية.
– باع عنصر من “أمنية ميليشيا الجبهة الشامية” المتمركزة بدوار كاوا، محلاً تجارياً بالمنطقة الصناعية إلى مستوطنٍ منحدر من مدينة إعزاز بمبلغ 2000 دولار أمريكي، وتعودُ ملكية العقار للمواطن (عكيد محمد) الذي كان يفتتح محلاً للخراطة (طورنجي)، ويقع المحل في محيط مخبز “جودي”.
– باع مسلحون من ميليشيا “السلطان مراد” أربعة عقارات هي:
ــ صالة ورشة خياطة كانت قيد الإنشاء بمبلغ 2500 دولار أمريكي، وتقع الصالة في محيط مخبز “السنابل” بحي الأشرفية وتعود ملكيتها لمواطنٍ كردي من قرية زعريه.
– منزل في حي الزيدية بعفرين، بمبلغ 650 دولار أمريكي، وتعود ملكية المنزل للمواطن الكردي (محمد حنان من أهالي قرية ديكة ــ ناحية بلبله.
– منزل بحي عفرين القديمة تعود ملكيته للمواطن جميل محمد من أهالي بلدة معبطلي بمبلغ 1000 دولار، كما تم بيع منزل المواطن “محمد شعنك” بمبلغ 500 دولار أمريكي، ويقع المنزل المُباع قرب خزان المياه في المنطقة ذاتها.
ــ بأموال قطرية وسياسات تركية وقبول من الحكومة السورية المؤقتة
ضمن إطار مخطط التغيير الديمغرافيّ والتركيبة السكانيّة بكافة الطرق، منها الضغط على السكان الأصليين الكُرد للتنازل عن أملاكهم، أقدم المدعو محمد الجاسم (أبو عمشة) متزعم ميليشيا “السلطان سليمان شاه”/ العمشات المسيطرة على بلدة شيه/ الشيخ الحديد وقرى تابعة لها يوم الأحد 11/4/2021 على إجبار عدد من أهالي البلدة تحت التهديد بقوة السلاح، على التوقيع على عقد بيع وشراء الأراضي الكائنة قرب المستوصف الصحيّ للبلدة الواقعة على طريق قرية قرمتلق، ولأنّهم رفضوا البيع، قام أبو عمشة باستبدالِ العقدِ بالتوقيعِ على التنازلِ لصالح البلدية بغرضِ بناء مستوطنة على مساحة إجمالية مقدرة بحوالي 40 دونماً تقريباً، مكونة من حوالي 200 منزل مساحة الواحدة منها 70 م2، بإشراف من منظمة آفاد التركيّة بتمويل قطريّ، بغرض توطين النازحين الذين تمَّ استقدامهم من مناطق مختلفة عبر اتفاقيات إقليميّة ودوليّة. وقد أُجبر المواطنون أصحاب الأرض على التوقيع، وهم كل من:
1ــ جميل محمد حج إبراهيم شيخو، تنازل عن مساحة قدرها 6 آلاف م2، قام بالتوقيع نيابة عن والده المرحوم تحت التهديد بقوة السلاح دون وكالة.
2 ــ جميل خليل شيخو تنازل عن مساحة قدرها 9 آلاف م2 ووقع العقد بدلاً عنه ابنه فريد.
3 ــ يوسف حنان معمو تنازل عن مساحة قدرها ألفا م2.
4 ــ شيخ حسين الملقب خوجة، تنازل عن مساحة قدرها 7 آلاف م2.
5 ــ أحمد مصطفى الملقب إيحو مسته. تنازل عن مساحة قدرها 7 آلاف م2 ووقع العقد بدلاً عنه حفيده عبد الله.
6 ــ رشيد سليمان الملقب رشكوريه تنازل عن مساحة قدرها ألفا م2.
7ــ محمد علي من عائلة مستك، تنازل عن مساحة قدرها 6 آلاف م2.
في الخامس عشر من أبريل/ نيسان أفاد مراسل عفرين بوست بأن المدعو” عادل أوسو” المتزعم في ميليشيا “الجبهة الشامية” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، باع 4 شقق سكنية تعود ملكيتها للمواطن الكردي حسين محمد من أهالي قرية آشكان شرقي- بمبلغ 2500 دولار لكل شقة، والمشترون هم مستوطنون ينحدرون من ريف حلب الغربي.
في الثامن عشر من أبريل/ نيسان رصدت “عفرين بوست” حالات جديدة من الاتجار بممتلكات أهالي عفرين المهجرين قسراً، ينفذها مسلحو الاحتلال وذويهم من المستوطنين الذين استقدمتهم أنقرة من مناطق الصراع السورية بهدف ضرب التركيبة السكانية لإقليم عفرين الكردي شمال سوريا.
في السياق، قام مستوطنٌ ببيع منزل المواطن الكردي (محمد كاسو) بمبلغ 1400 دولار أمريكي لمستوطن آخر، ويقع المنزل في محيط جامع الشيخ شواخ بحي عفرين القديمة بالمدينة.
كما أقدم مستوطن منحدر من الغوطة الشرقية بريف دمشق، على رفض إخلاء منزل المواطن الكردي محمد مصطفى، وهو من أهلي قرية حبو/معبطلي، ويرفض أيضا دفع إيجار المنزل أيضا مستقوياً بالمسلحين الذين يقدمون له الحماية.
وكذلك أقدم مسلح من ميليشيا “لواء المعتصم” على بيع منزل المواطن الكردي “عثمان شيخو” وهو أهالي بلدة بعدينا، وذلك بمبلغ 800 دولار أمريكي.
في العشرين من أبريل/ نيسان قال مراسل عفرين بوست في مركز إقليم عفرين المحتل شمال سوريا، أن مستوطنين ينحدر أحدهما من حلب والآخر من الغوطة بريف دمشق، رفضا إخلاء منزل المواطن الكُردي حسن ناصر، من أهالي قرية كورزيلي- مركز عفرين، بعدما طلب منهما إخلاء منزله الكائن بحي الأشرفية. وتوعد المستوطنان صاحب الدار بإلصاق تهمة التعامل مع الإدارة الذاتية السابقة به في حال أصر على طلبه.
في الثاني والعشرين من أبريل/ نيسان أفاد مراسل عفرين بوست، أنَّ مستوطناً ينحدر من الغوطة بريف دمشق، يستولي على منزل أرملة كردية ويرفض إخلاءه، رغم تقدمها بشكاوى لدى سلطات الاحتلال التركيّ.
وأوضح المراسل أنّ المستوطن الغوطانيّ يرفض إخلاء منزل السيدة الكردية (أمينة ناصر محمد – من أهالي قرية مزن) الكائن بحي الأشرفية، رغم تقدمها بشكوى لدى ميليشيا “الشرطة العسكريّة والمدنيّة)، ولكن بلا جدوى.
في السياق ذاته، رصد المراسل عدداً من حالات الاتجار بمنازل مهجري مدينة عفرين، بينها بيع منزل المواطن (ملاذ مصطفى حبش – من أهلي قرية جنجليا) الكائن بحي الأشرفية وذلك للمرة الثانية بمبلغ 1200 دولار أمريكيّ من قبل أحد المستوطنين، الذي باع محلاً تجاريّاً لنفس المواطن وبمبلغ 700 دولار.
كما أقدم مستوطنٌ ينحدر من ريف حلب الغربي على بيعِ منزلِ المواطنِ محمد ناصر – من المكون العربي ــ والكائن في محيط دوار القبان بمبلغ 1300 دولار أمريكي.
وباع المدعو لولو نظيف وهو متزعم في ميليشيا “أحرار الشرقيّة منزل المواطن الكرديّ خليل محمد من أهالي قرية باسوطة، ويفع المنزل في شارع الملاهي بمبلغ 3 آلاف دولار.
في السادس والعشرين من أبريل/ نيسان، قال مراسل “عفرين بوست” اليوم الإثنين، أن ميليشيا “أحرار الشرقية” طلبت من أهالي قرية قاسم/البئرين تسجيل عدد أشجار الزيتون لدى مكتبها الاقتصاديّ، في خطوة تهدف لجرد أملاك الغائبين أو المهجرين تمهيداً للاستيلاء عليها أو فرض إتاوات خاصة على من يدير تلك الحقول.
وأوضح المراسل أن ترفض القبول بالوثائق التي استصدرها أهالي القرية من سلطات الاحتلال (مختار القرية + مجلس راجو المحلي) التي مكنتهم من إدارة تلك الحقول في الأعوام الماضية، وتعمل حالياً إلى حصر هذه الصلاحيات في مكتبها الاقتصادي في القرية ومركز الناحية.
في سياق آخر، أفاد المراسل أن ميليشيا “السلطان مراد” تعرض حالياً الأراضي الواقعة ضمن حرم سد عشونة أو سد راجو للبيع بحجة أنها “أملاك دولة”، موضحاً أن الميليشيا تبيعها بـ “المتر” للمستوطنين كونها أراض خصبة وتصلح لزراعة البساتين وخاصة خلال فترة الصيف.
وتجدر الإشارة إلى أن أغلبية تلك الأراضي الزراعية- بعضها تحوي كروما للعنب أو الزيتون- تعود ملكيتها لأهالي قرى ديكي وعشونة وزفنكي وكاريه، علما أن سد عشونة كمشروع بني في ثمانينات القرن الماضي لتجميع المياه السطحية ولكنه فشل لأسباب جيولوجية، ما دفعت الحكومة السورية حينها السماح لأصحاب تلك الأراضي باستعادة أملاكهم.
في السابع والعشرين من أبريل/ نيسان علمت “عفرين بوست” من مصادرها في مدينة جنديرس بريف إقليم عفرين المحتل، أن عمليات بيع للأرضي والشقق السكنية بأسعارٍ مغرية حصلت بين مواطنين كرد ومسلحين من ميليشيات الاحتلال التركي.
وأوضحت المصادر أن المواطن الكردي (م. ب) من أهالي ناحية شيه، أقدم مؤخراً على بيع حقل زراعيّ (مزروع بالزيتون) تقدّر مساحتها بـ 3 هكتارات، لمستوطن غوطاني بمبلغ 170 ألف دولار بموجب عقد خارجيّ، ويقع العقار في منطقة مدخل مدينة جنديرس – طريق قرية مسكيه حيث توجد فيها فيلا (عدد 2).
وأشارت المصادر إلى أن المستوطن الغوطاني قام بفرزها لمحاضر عقاريّة مساحة كلّ منها 500 م2 ويقوم ببيعها حالياً بالتنسيق مع المتعهد (ف. ح) وهو من أبناء المنطقة، وأغلب المشترين مستوطنون من أهالي بلدة عينجارة بريف حلب الغربي.
وأضافت المصادر أنّ عمليات البيع لا تقتصر على الأراضي الزراعيّة، وإنّما تطال الشقق السكنية أيضاً، وتنتشر عمليات البيع بالتحديد في المناطق الخاضعة لنفوذ ميليشيات “جيش الإسلام وحركة نور الدين الزنكي” وتتم عادة تحت تهديد السلاح أو بالإغراءات الماليّة.
السرقات والإتاوات في عفرين:
في الأول من أبريل/ نيسان تمكّن مراسلو “عفرين بوست” من رصد عدد من حالات السرقة والنهب التي نفذها المسلحون الإسلاميون التابعون للاحتلال التركي وذووهم من المستوطنين في إقليم عفرين المحتل شمال سوريا، وخاصة بحي الأشرفية الذي شهد ظهور مجموعة لصوصية مسلحة تنفذ السرقات بكل أريحية وهذه بعض الحالات:
– مستوطن من القلمون يسرق منزل المواطن الكردي “محمد حسن- من أهالي قرية ترنده – في حي الأشرفية، مستغلاً فترة غياب صاحبه عن المنزل لذهابه إلى مشفى في مدينة إعزاز المحتلة، وسرق أسطوانتي غاز ومايكرويف وبطاريتين من الحجم الكبير، وجهاز انفرتر، وشاشة بلازما، إضافة لثلاثة ألواح للطاقة الشمسية، علماً أن اللص يحتل منزلاً مجاوراً، وتتم عملية السرقة على مرأى الجيران، ولكنهم لم يستطيعوا التدخل كونه مدعوم من ميليشيات الاحتلال.
– أقدمت مجموعة “أبو الخير” الغوطاني السبت الماضي، على سرقة دراجتين ناريتين من مدخل بناء سكني في حارة الفيل بحي الأشرفية، واُستخدمت عربة عسكرية عائدة لميليشيا “جيش الإسلام” لنقل الدراجتين، وتعود ملكية إحدى الدراجات لعنصر من ميليشيا “الشرطة المدنية” والذي تقدم بشكوى لدى سلطات الاحتلال التركي التي رفضت البت في الشكوى.
– تعرّض منزل الأرملة الكردية ”فاطمة” من أهالي قرية خلالكا ــ بلبل، والكائن بمحيط محطة عيشة للمحروقات للسرقة، فقد قام لصوص بسرقة أسطوانة غاز وبطارية ولوح طاقة شمسية، إضافة لمبلغ 500 ليرة تركية.
– سرقة معدات خيمة عزاء في حي بعفرين، وشملت المسروقات أكبال كهربائية وطاولات وحوالي 25 كرسي من منزل مواطن من المكون العربي” عائلة الناصر” وهو من أهالي قرية بابليت/جنديرس.
– سرقة مستودع للدخان على طريق ترندة عائد لمستوطن من بلدة ماير بريف حلب، وقام اللصوص بهدم قسم من جدار المحل من داخل البناية وسرقة حوالي 17 طرداً من الدخان.
– سرقة غطّاس بئر ارتوازي في قرية ترندة- مركز عفرين وتحديداً في منطقة المقالع، إضافة لسرقة 40 متراً من الأكبال الكهربائيّة الرباعية، وتقّدر قيمة الغطاس ب 450 دولار أمريكيّ، واللصوص هم مسلحون من ميليشيا “الجبهة الشامية” المتمركزين في ساحة المازوت في القرية.
– وفي ريف إقليم عفرين أقدم مستوطنون – ينحدرون من ريف حلب الغربي- قبل نحو أسبوع، على سرقة 15 أسطوانة غاز من محل المواطن” صبري إحمو” في قرية بعية – ناحية شيراوا بريف عفرين.
– وفي قرية برج حيدر- ناحية شيراوا، أقدم مستوطنون- ينحدرون من ريف حلب الغربي- على سرقة طناجر نحاسية كبيرة (تستخدم لسلق الحبوب أو غلي دبس العنب) من منزل المواطن “أحمد حسن”، كما قام المستوطنون اللصوص بفتح مطبخ المنزل وسرقوا منه ألباناً وأجباناً.
ــ في الخامس من أبريل/ نيسان، أفاد مراسل عفرين بوست بأن ميليشيا “السلطان مراد” الإخوانية فرضت إتاوة مالية مقدارها 100 ليرة تركية على أصحاب المحال التجارية والعيادات الطبية في شارع الملعب البلدي، بذريعة توفير الحماية لهم، رغم أنّ القطاع يخضع لسيطرة ميليشيا “لواء الشمال”.
وأشار المراسل إلى أن هذه الخطوة جاءت بعد التفجير الذي ضرب تلك المنطقة بواسطة تفجير عبوة ناسفة بسيارة أحد المواطنين، والذي أدى لاستشهاد مواطن من أهالي قرية عنابكي وإصابة 3 آخرين بجروح.
كما فرضت ميليشيا “أحرار الشرقية” إتاوة مالية وقدرها /100/ ليرة تركية على أصحاب المحلات والعيادات الطبية في منطقة مشفى “ديرسم” بذريعة تركيب كاميرات المراقبة بالمنطقة، علماً أنّ المخابرات التركية كانت قد ركّبت كاميرات المراقبة على طول أوتوستراد “الفيلات” وسط المدينة.
ــ في السابع من أبريل/ نيسان قال مراسل عفرين بوست إن الحواجز الأمنية التابعة لميليشيات الاحتلال التركي تضييق على الأهالي يومياً، مشيراً إلى أنّ حواجز معروفة بسرقتها العلنية للأهالي، فإذا كان المار يحمل سلعاً، يجب أن يأخذ الحاجز قسطاً منه وإذا لم يكن لديه حمولة، يجبر على دفع بدلٍ نقديّ للمسلحين. وأوضح المراسل بأن هذه الحواجز التي تشتهر بتضييقها على المواطنين هي:
ــ حاجز قرية أرندة/ ميليشيا “العمشات”
ــ حاجز قرية شيخوتكا/ ميليشيا جيش النخبة
ــ حاجز بلدة بلبلة وقراها/ ميليشيات جيش النخبة وصقور الشام وفيلق الشام مناصفةً
ــ حاجز بلدة موباتا/معبطلي/ ميليشيا أحرار الشرقية
ففي قرية خليلاكا/ بلبلة – بلبل تسلب يومياً ميليشيا “صقور الشام” كميات من الخضار من المواطن “إبراهيم محمد” الذي يعمل في نقل الخضار إلى مدينة عفرين، أما في قرية زعرة تفعل ميليشيا صقور الشام نفس الأمر مع المواطن حمزة زعرة، وتستولي على كمية من الخضار، بحجة مساعدة المسلحين.
وعلى حاجز قرية ديكيه التابعة لناحية بلبلة تفرض ميليشيا “فيلق المجد” 30 ليرة تركية على المواطن حمودة فرح، وأضاف المراسل: “إذا مرَّ حمودة صباحاً يأخذون منه ثمن الفطور، ومساءً يأخذون منه ثمن الغداءً.
ــ في التاسع من أبريل/ نيسان علمت عفرين بوست من مصادرها أنّ ميليشيا “صقور الشام” التابعة للاحتلال التركي المعروفة باسم الجيش الوطني السوري” صادرت يوم أمس الخميس 8/4/2021، عشرات الجرارات الزراعية في قريتي كمروكيه وعرب شيخو التابعتين لناحية موباتا/معبطلي، بسبب رفض بعض أصحابها تنفيذ أعمال سخرة لصالح الميليشيا.
وأوضحت المصادر أن ميليشيا “صقور الشمال” صادرت 61 جراراَ زراعياًّ في قريتي كمروك وعرب شيخو، بينها 14 جراراً بالقرية الأخيرة، بسبب رفض بعض أصحابها الفلاحين الكُرد القيام بأعمال سخرة/ مجاناً كالفلاحة والنقل لصالح الميليشيا، مشيرة إلى أنّ الجرارات المصادرة تم تجميعها في قرية عرب شيخو.
في الحادي عشر من أبريل/ نيسان، أفاد مراسل عفرين بوست بأن مسلحين من ميليشيا “الجبهة الشامية” داهموا ليلة الجمعة 9/4/2021، منزلاً في محيط جامع “بلال” بحي الأشرفية في مركز عفرين، بحجة وجودة خلية لقوات سوريا الديمقراطية فيه، إلا أن الهدف الحقيقي كان السطو المسلح على صرّاف ينحدر من معرة النعمان بإدلب. وجاءت عملية السطو المسلح بسبب رفض الصراف دفع الإتاوات المفروضة من قبل الميليشيا، وتم سلب مبلغ ألفي دولار أمريكيّ.
في سياق حوادث السلب والسرقات التي تطال ممتلكات الأهالي، تمّت سرقة دراجة ناريّة للمواطن الكردي صبحي محمد من أهالي بلدة بعدينا، كان قد ركنها في مدخل البناء الذي يقطنه بحي عفرين القديمة.
وفي قرية حسه/معبطلي، أقدم مستوطنون على سرقة أوانٍ نحاسيّة تراثية من منزل المسنة الكردية كُلي، مستغلين إقامتها وحدها في المنزل.
وفي مدينة جنديرس، نفذ لصوص مستوطنون عملية سرقة طالت منزل المواطن عبد الحنان محمد، من أهالي قرية مسكه وشملت السرقات سرقة آنية نحاسيّة كبيرة ومنشرة حطب، كما سُرقت أجهزة وبطاريات كبيرة عدد 2 ومولدة كهربائيّة ومن معمل البلوك العائد للمواطن نفسه.
في الرابع عشر من أبريل/ نيسان، وثّق مراسل “عفرين بوست” عدداً من عمليات السرقة التي طالت ممتلكات الأهالي في مركز إقليم عفرين المحتل، على يد مستوطنين إسلاميين موالين لأنقرة.
وأوضح المراسل أنَّ لصوصاً نفذوا بعد فترة السحور عملية سرقة في محيط جامع “بلال” بحي الأشرفية، وطالت 3 دراجات ناريّة، بينها دراجة المواطن الكُردي محمد أبو جوان، من أهالي بلدة راجو، ويعمل بائع خبز متجول بواسطة الدراجة.
كما سرق مستوطنون أوانٍ نحاسية (طناجر ومعالق) من منزل أحد مبيّضي النحاس بحي الأشرفية، وتقدر قيمتها بنحو 400 دولار أمريكيّ.
ونفّذ مستوطن منحدر من بلدة العويجة بريف دمشق، عملية سرقة جرار زراعيّ تعود ملكيته للمواطن الكردي محمد علي – من أهالي قرية بيباكا- إذ أقدم اللص على نزع بطارية كهربائية/مدخرة كهربائية/ من الجرار وسرقها، ويعمل المواطن محمد في بيع ماء الشرب في حي الأشرفية بواسطة صهريج.
في الثامن عشر من أبريل/ نيسان أفاد مراسل عفرين بوست أن حي المحمودية بمدينة عفرين شهد عملية سرقة طالت سيارة من نوع “فان” عائدة للمواطن رياض محمد (من أهالي قرية هياما/بلبل)، في حين لم تُعرف هوية اللصوص، كما شهد حي الأشرفية سرقة سيارة من نوع “سوزوكي” من قبل مجهولين.
في التاسع عشر من أبريل/ نيسان أفاد مراسل عفرين بوست بأنّ مجهولين أقدموا على سرقة طالت محطة المياه في قرية “كيلا” التابعة لناحية بلبل في وقت متأخر من ليلة الأحد 18/4/2021، ما أدى لتوقف المحطة عن ضخ المياه، في حين أقدم رُعاة مستوطنون على تهديد سكانٍ من القرية بالقتل، بسبب اعتراضهم على إطلاق قطعان الغنم بين كروم العنب.
وأفاد مراسل عفرين بوست في الناحية، أن مجهولين أقدموا على سرقة معدات تستخدم في تشغيل المولدة الكهربائية لضخ المياه من البئر الارتوازية الموجودة داخل محطة مياه القرية، إضافة لسرقة المحروقات ومعدات أخرى رغم وجود نقطة للحراسة الليلية تابعة لميليشيا “فيلق المجد” في المحطة، ما أدى لتوقفها عن العمل.
وكانت المحطة تعرضت في الأيام الأولى للاحتلال لسرقة كافة محتوياته على يد مسلحي ميليشيا “فيلق الشام”، إلى أن قامت جمعية إغاثية محلية مؤخرا بإعادة تأهيلها وأعادتها إلى العمل قبل أسابيع قليلة.
وتغذي المحطة ست قرى بالمياه الصالحة للشرب وهي (كيلا وزركا وجوبانا وكاريه وعشونة ومزرعة زفنكه).
في العشرين من أبريل/ نيسان أفاد مراسل عفرين بوست بأن مجهولين في حي الأشرفية أقدموا على دراجة نارية للمواطن “حنان شيخو” وهو من أهالي قرية ديكيه/بلبل. وأشار المراسل إلى أنّ حي الأشرفية أضحى بؤرة لعصابات اللصوصية التي تعمل بكل أريحية، كون أفرادها من الميليشيات الإسلامية أو من المستوطنين، وعلى راسها جماعة “أبو الخير الغوطاني” المتزعم في ميليشيا “جيش الإسلام” المطرودة من ريف دمشق.
في العشرين من أبريل/ نيسان رصد مراسل عفرين بوست اليوم، قيام امرأتين منحدرتين من الغوطة (مستوطنات) بعرض البضائع المستولى عليها للبيع في محل الألبسة العائد للمعتقل الكردي “نور الدين عوت حاجي” وبيعها بأسعار منخفضة.
وكانت ميليشيا “السلطان مراد” قد استولت أوائل مارس /آذار الماضي على محل للألبسة العائد للمواطن الكردي “نور الدين” بعد اختطافه وابن شقيقه بتهمة التعامل مع الإدارة الذاتية السابقة.
واعتبرت الميليشيا منزله ومتجره غنيمة، وقامت بعرض البضائع الموجودة في محله للبيع، علاوة على استيلائها على منزله بما فيه من أثاث ومعدات.
واختطفت ميليشيا “السلطان مراد” المواطن نورالدين عزت حجي الذي ينحدر من قرية حسيه بريف عفرين في منتصف شهر كانون الثاني المنصرم (17/1/2021)، من محله الواقع على طريق راجو ضمن مدينة عفرين مع ابن اخته (لم نتمكن من توثيق اسمه)، وذلك بعد عودته من زيارة عائلته المقيمة في مدينة قامشلي، شمال شرق سوريا، ولا يزال مصيرهما مجهولا حتى اليوم.
في الثاني والعشرين من أبريل/ نيسان أفاد مراسل عفرين بوست، أنَّ منزل المواطن محمد يعقوب من أهالي بابليت الكائن في محيط شركة الكهرباء بحي الأشرفية، تعرض لعملية سرقة ولم تعرف نوع السرقة، كما تمت سرقة سيارة من نوع “هونداي- بورتر” من منطقة المخيم العشوائيّ الواقعة بمحيطِ خزان المياه بالأشرفيّة.
أشجار عفرين:
في الثالث من أبريل/ نيسان أفاد مراسل عفرين بوست بأن عناصر تابعين للميليشيات المسلحة أقدموا على قطع 200 شجرة زيتون من حقول تعود ملكيتها لعائلة حجي محمد (نوري وصلاح) في قرية ميدانكي، ولم تعرف تابعية المسلحين بسبب تقاسم السيطرة على البلدة من قبل أربع ميليشيات.
في العاشر من أبريل/ نيسان أفاد مراسل عفرين بوست بأنّ مسلحي الميليشيات التابعة للاحتلال التركي وذووهم المستوطنون قطعوا 145 شجرة زيتون عائدة لمهجري عفرين في قريتي ترنده وميدان أكبس، بهدف الاتجار بأحطابها.
ففي قرية ترنده – مركز عفرين قطع مسلحو ميليشيات الاحتلال التركي 75 شجرة زيتون من الحقول العائدة للشقيقين: جميل محمد (30 شجرة)، وحسن محمد (45 شجرة). بهدف الاتجار بأحطابها.
وفي قرية ميدان أكبس – ناحية راجو، قطع مسلحو ميليشيا “فيلق الشام” الإخوانية، 70 شجرة زيتون عائدة للمواطن الكُردي (شيخموس عبدو)، ونقلت الأحطاب إلى أسواق مدين إدلب عبر معبر دير بلوط بجنديرس الخاضع للميليشيا ذاتها.
من جهة أخرى، يستمر الرعاة المستوطنون بالاعتداء على حقول الزيتون وكروم العنب في قرية شيتكا وحسيه التابعتين لناحية موباتا/معبطلي، من خلال الرعي الجائر فيها، ورغم أن أهالي القرية اشتكوا لدى سلطات الاحتلال التركي (الشرطة المدنية والشرطة العسكرية) لردع هؤلاء الرعاة، ولكن بلا جدوى.
في الخامس عشر من أبريل/ نيسان أفاد مراسل عفرين بوست بأن عمليات قطع أشجار الزيتون تستمر، وفي قرية تل طويل، قطع المسلحون 15 شجرة زيتون من حقل تعود ملكيته لأولاد المرحوم “مراد أحمد”- من أهالي قرية شيتانا/معبطلي- بهدف الاتجار بأحطابها.
في السابع عشر من أبريل/ نيسان، أفاد مراسل عفرين بوست بأن مسلحين تابعين للميليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين قطعوا 225 شجرة زيتون ورمان في قرى عُگا وشيخوزريه وترندة بريف إقليم عفرين المحتل شمال سوريا، بهدف بيعها كأحطاب تدفئة.
وأفاد مراسل عفرين بوست أن مسلحين من ميليشيا “صقور الشمال” التي تحتل قرية شيخورزيه/بلبل، أقدموا على قطع 70 شجرة زيتون من حقل تعود ملكيته للمواطن (محمد أحمد أبو آراس)، وكذلك تم قطع 35 شجرة زيتون عائدة للمواطن محمد دادة في قرية عُگا /بلبل.
وفي قرية خلنيريه – مركز عفرين، أقدم مسلحو ميليشيا “أحرار الشرقية” على قطع نحو 80 شجرة زيتون، وتعود ملكيتها لأحد أفراد عائلة “قاقو”.
أما في قرية ترندة – مركز عفرين أقدم مستوطنون على قطع 40 شجرة رمان في حقل يقع بالقرب من الحرش الثاني، وتعود ملكيتها للمواطن الكردي” خالد قدو”.
وتقدّر المنظمات الحقوقية والمراصد الإخبارية عدد الأشجار المثمرة التي تمت قطعها بهدف الاتجار بأحطابها وحرمان أصحابها من أرزاقهم، بأكثر من نصف مليون شجرة، عدا الغابات الصنوبرية والحراجية التي تحولت نحو 15 ألف هكتار من مساحاتها لمناطق جرداء، جراء عمليات الحرق والقطع المنفّذة من قبل مسلحي الاحتلال وذويهم.
اقتتال المليشيات التركية والإخوانية”
ــ في الخامس من أبريل/ نيسان مساءً، أقدم مستوطنٌ، على إلقاء قنبلة يدوية في منطقة قريبة من جامع الشيخ شواخ بحي عفرين القديمة، وذلك أثناء شجاره مع شخص آخر دون أن يتسبب بأضرار، في حين لم تُعرف أسباب الشجار. ت
ــ في التاسع من أبريل/ نيسان أفاد مراسل عفرين بوست بأن ثلاثة مسلحين من ميليشيا “الجبهة الشامية” قُتلوا وأصيب 4 آخرين ليلة الخميس- الجمعة، جراء هجوم نفذه مجهولون على أحد مقراتها في ناحية شرا/شران بريف إقليم عفرين المحتل، وذلك باستخدام الأسلحة الرشاشة والقنابل اليدوية.
وبحسب مراسل “عفرين بوست”، فإن مسلحون مجهولون شنوا هجوماً على مقر لميليشيا “الجبهة الشامية” في ناحية شرا/شران، واستهدف اجتماعاً بين عناصر من “تحرير الشام” وميليشيا “الجبهة الشامية”.
وأشار المراسل إلى أنّه يوجد بين الجرحى عناصر من “هيئة تحرير الشام” الإرهابيّة، نُقلوا إلى مشافي عفرين للعلاج، برعاية وحماية أمنية من قبل مليشيا “الجبهة الشامية”، تحسباً من أي استهداف آخر لهم.
في سياق متصل، أفادت قنوات إعلامية موالية للاحتلال التركي، بالعثور على جثتي مسلحين من ميليشيات الاحتلال التركي على طريق شمارين في منطقة إعزاز المحتلة، قُتلا بطلقات ناريّة.
في الخامس عشر من أبريل/ نيسان، رصدت “عفرين بوست”، مقتل عنصرين وإصابة اثنين آخرين من ميليشيا “فيلق الشام” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين بينهم المدعو “أبو عدي” المتزعم بالميليشيا، إثر استهداف مجموعة المدعو “أبو بسام” عصر يوم الأربعاء 14/4/2021، لأحد مقراتها في ناحية بلبله، بالقنابل اليدوية.
وشهدت بلدة ميدانكي ليلة الثلاثاء 13/4/2021 اشتباكات بالأسلحة الرشاشة بين مجموعتين من ميليشيا فيلق الشام” في إطار الصراع على مناطق النفوذ وتقاسم الاستيلاء على ممتلكات الأهالي في البلدة، وأسفرت عن مقتل المدعو “محمد أوغلان” – منحدر من مدينة حمص- المنتمي لمجموعة المدعو “أبو بسام”، وإصابة عنصرين آخرين.
وفي مدينة الباب المحتلة، وقعت عملية اغتيال عند مفرق “سوسيان” واستهدفت عنصراً من شرطة الاحتلال التركي – مرتبات عفرين، ولم تُعرف هوية الفاعلين بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
في التاسع عشر من أبريل/ نيسان، رصدت “عفرين بوست” ظهيرة يوم الإثنين، اندلاع اشتباكات بين مسلحي ميليشيا “أحرار الشرقية” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان ومجموعة مسلحة من مستوطني حمص في قرية ستير/استارو التابعة لمركز عفرين، وذلك بسبب قيام مسلحين من “الشرقية” بالتحرش بنساء كنّ يتجمعن في طابور للتسجيل على معونات إغاثية في القرية.
وبحسب مصادرنا فإن مسلحين من جماعة “أبو شاكر” المنضوية في صفوف “أحرار الشرقية” التي تحتل القرية، أقدموا على التحرش بنساء مستوطنات منحدرات من محافظة حمص، بينما كن يقفن في طابور للتسجيل على معونات تقدمها إحدى المنظمات الإغاثية التابعة للاحتلال التركي، ما أدى لتدخل مستوطنين مسلحين وألقوا القبض على أحد المسلحين المتحرشين، ما فاقم التوتر ليتطور إلى تبادل لإطلاق النار بين الطرفين، ولا يزال التوتر مستمراً حتى الآن.
وكانت “عفرين بوست” اليوم الإثنين، نشوب شجار بين مستوطن ومسلح من “الجبهة الشامية” تطور إلى إطلاق الرصاص، وذلك بسبب خلاف على أولوية المرور في شارع بحي الأشرفية.
في التاسع عشر من أبريل/ نيسان، أصيب مستوطن منحدر من ريف حلب بالرصاص صباح اليوم، في مركز إقليم عفرين المحتل شمال سوريا، عقب نشوب شجار بينه ومسلح من “الجبهة الشامية” تطور إلى إطلاق الرصاص، وذلك بسبب خلاف على أولوية المرور في شارع بحي الأشرفية.
وأوضح مراسل “عفرين بوست” أن المستوطن المصاب (من أهالي تل جبين) رفض إفساح المجال لسيارة عنصر منتمي لمقر ”أوسو” التابعة لميليشيا “الجبهة الشامية” على طريق السرفيس بحي الأشرفية، ما أدى لنشوب شجار بين الطرفين حتى قام المسلح بإطلاق الرصاص مباشرة على المستوطن التلجبيني، ما أدى لإصابته بشكل بالغ.
وكامت قرية الغزاوية شهدت أول أمس السبت، اندلاع اشتباكات بالأسلحة الخفيفة الرشاشة بين مسلحي ميليشيا ”فيلق الشام” الإخوانية، وذلك على خلفية خلافات على الاستيلاء على ممتلكات المدنيين في القرية، وتسببت الاشتباكات في قطع طريق “الغزاوية- عفرين”، وكذلك في وقوع إصابات بين الطرفين المتقاتلين من الميليشيا ذاتها.
في العشرين من أبريل/ نيسان رصد مراسل “عفرين بوست” توتراً أمنياً بين ميليشيات “الحمزات” وفيلق الشام التابعتين للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، في بلدة باسوطة، دون أن تتكشف أسباب التوتر الجديد.
من جهة أخرى، هددت ميليشيا “فيلق الشام” بطرد عدد من الأسر الكردية المتبقية في قرية “براد” بالطرد من منازلهم في حال عدم الإذعان لممارساتهم.
وأوضح المراسل أن الميليشيا أقامت مقراً عسكريّاً جديداً على الطريق الواصل بين قريتي كيمار وبراد، كما نصبت حاجزاً في مفرق قرية براد، وعرف من عناصره المدعوين “أبو محمود وأبو علي”.
وأضاف المراسل أن عناصر من الميليشيا قاموا اليوم بتهديد رعاة المواشي من أهالي قرية براد بالقتل في حال قاموا برعي مواشيهم في بساتين القرية.
ويذكر أن اشتباكات اندلعت أواخر مارس/آذار الماضي بين ميليشيا “الحمزات” ومجموعة (عبد الله حلاوة) التي انشقت عنها وانضمت فيما بعد لميليشيا “فيلق الشام” بسبب الصراع على تقاسم مناطق النفوذ في باسوطة وقرى أخرى في ناحية شيراوا، ما أدى لسقوط 10 مسلحين بين قتيل وجريح.
في السادس والعشرين من أبريل/ نيسان، قال مراسل “عفرين بوست” اليوم الإثنين، أن ميليشيا “أحرار الشرقية” طلبت من أهالي قرية قاسم/البئرين تسجيل عدد أشجار الزيتون لدى مكتبها الاقتصاديّ، في خطوة تهدف لجرد أملاك الغائبين أو المهجرين تمهيداً للاستيلاء عليها أو فرض إتاوات خاصة على من يدير تلك الحقول.
وأوضح المراسل أن ترفض القبول بالوثائق التي استصدرها أهالي القرية من سلطات الاحتلال (مختار القرية + مجلس راجو المحلي) التي مكنتهم من إدارة تلك الحقول في الأعوام الماضية، وتعمل حالياً إلى حصر هذه الصلاحيات في مكتبها الاقتصادي في القرية ومركز الناحية.
في سياق آخر، أفاد المراسل أن ميليشيا “السلطان مراد” تعرض حالياً الأراضي الواقعة ضمن حرم سد عشونة أو سد راجو للبيع بحجة أنها “أملاك دولة”، موضحاً أن الميليشيا تبيعها بـ “المتر” للمستوطنين كونها أراض خصبة وتصلح لزراعة البساتين وخاصة خلال فترة الصيف.
وتجدر الإشارة إلى أن أغلبية تلك الأراضي الزراعية- بعضها تحوي كروما للعنب أو الزيتون- تعود ملكيتها لأهالي قرى ديكي وعشونة وزفنكي وكاريه، علما أن سد عشونة كمشروع بني في ثمانينات القرن الماضي لتجميع المياه السطحية ولكنه فشل لأسباب جيولوجية، ما دفعت الحكومة السورية حينها السماح لأصحاب تلك الأراضي باستعادة أملاكهم.
في السابع والعشرين من أبريل/ نيسان علمت “عفرين بوست” من مصادرها في مدينة جنديرس بريف إقليم عفرين المحتل، أن عمليات بيع للأرضي والشقق السكنية بأسعارٍ مغرية حصلت بين مواطنين كرد ومسلحين من ميليشيات الاحتلال التركي.
وأوضحت المصادر أن المواطن الكردي (م. ب) من أهالي ناحية شيه، أقدم مؤخراً على بيع حقل زراعيّ (مزروع بالزيتون) تقدّر مساحتها بـ 3 هكتارات، لمستوطن غوطاني بمبلغ 170 ألف دولار بموجب عقد خارجيّ، ويقع العقار في منطقة مدخل مدينة جنديرس – طريق قرية مسكيه حيث توجد فيها فيلا (عدد 2).
وأشارت المصادر إلى أن المستوطن الغوطاني قام بفرزها لمحاضر عقاريّة مساحة كلّ منها 500 م2 ويقوم ببيعها حالياً بالتنسيق مع المتعهد (ف. ح) وهو من أبناء المنطقة، وأغلب المشترين مستوطنون من أهالي بلدة عينجارة بريف حلب الغربي.
وأضافت المصادر أنّ عمليات البيع لا تقتصر على الأراضي الزراعيّة، وإنّما تطال الشقق السكنية أيضاً، وتنتشر عمليات البيع بالتحديد في المناطق الخاضعة لنفوذ ميليشيات “جيش الإسلام وحركة نور الدين الزنكي” وتتم عادة تحت تهديد السلاح أو بالإغراءات الماليّة.
في الخامس والعشرين من أبريل/ نيسان، أفاد مراسل عفرين بوست بأنّ مسلحين مجهولين استهدفوا صباح اليوم الأحد، مقراً لميليشيا “الجبهة الشامية” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين في قرية مريمين بريف إقليم عفرين المحتل شمال سوريا. وبحسب مراسل عفرين بوست في الشهباء، فقد هاجم مسلحون مجهولون بالأسلحة الرشاشة والقنابل اليدوية مقراً لميليشيا “الجبهة الشامية” في قرية ميريمين، ما أدى إلى مقتل عنصرين على الفور وإصابة الثالث بجروح خطيرة.
الجدير بذكره، قصفت قوات الاحتلال التركي مساء الأحد 25/4/2021، قرى بينه ومرعناز ومحيط تل رفعت ومطار منغ العسكري ومحيط قرية عقيبة وصوغناكي بالإضافة إلى قصف الشعالة وتل مضيق وتلة زويان ما تسبب بإلحاق أضرار ماديّة في ممتلكات المدنيين.
في الثامن والعشرين من أبريل/ نيسان ذكرت عفرين بوست بأنّها تداول معلومات وملصقات في غرفٍ على وسائل التواصل الاجتماعي العائدة لمسلحي ما يسمى “الجيش الوطنيّ”، تتضمن تهديد إحدى الميليشيات بتنفيذ عملية انشقاق اعتراضاً على توقف عمليات تلك الميليشيات ضد قوات النظام بأمر تركي.
هذا التهديد جاء بالتزامن توزيع منشورات في صفحات التواصل، كما تم رصد بروشورات أُلصقت على جدارِ المشفى الوطني في مدينة إعزاز، ذُكر فيها هدف “الثورة الأساسيّ”، وأشير فيها إلى أن تعداد المجموعة يبلغ نحو 100 مسلح، وتم توجيه الخطاب إلى متزعمي الميليشيات لتصحيح بوصلة العمل العسكريّ، ومنحهم فرصة 20 يوماً، وإلا فإنهم بصدد التصعيد وصولاً للانشقاق والانضمام إلى قوات سوريا الديمقراطيّة حسب زعمهم.
في حين خرج العشرات من المسلحين في مدينة البابِ المحتلة متظاهرين، للمطالبة بدفع رواتبهم التي تم إيقافها من أكثر من 3 أشهر على التوالي.
وفي بلدة مارع تظاهر مسلحون للمطالبة بدفع رواتبهم التي توقفت للشهر الثالث على التوالي، فيما تُدفع الرواتب بانتظام في باقي القطاعات، ورفعوا لافتات منها “ما المقصود بسياسة التجويع؟ ــ آلاف المنظمات تدعم ونحن لا يصلنا شيء، إلى متى؟ ــ عوائل أفراد الجيش الحر، أصبح حلمهم رغيف الخبز”
حالة الامتعاض والتذمر السائدة في أوساط مسلحي الاحتلال التركي جاءت لأسباب متراكمة، بينها التأخر المتعمد في دفع الرواتب، مقابل الإغراءات برواتب كبيرة للسفر والقتال في معارك خارجية (ليبيا وأذربيجان وأخيراً اليمن)، وكذلك الإثراء الفاحش لمتزعمي الميليشيات، والاقتتال الفصائليّ من أجل السيطرة على طرق التهريب وزيادة النفوذ، والمشاغلة في معارك طويلة بدون نهاية واضحة.
مهجرو عفرين في الشهباء وشيراوا:
ــ في السابع من أبريل/ نيسان ذكرت عفرين بوست، بأنّ وتيرة القصف المدفعي التركي اشتدت مساءً، على قرى الشهباء وقرى ناحية شيراوا بعد مقتل جنديين تركيين في الاشتباكات العنيفة الجارية على جبهة قرية جلبريه/ جلبل وباسليه /باصلحايا التابعتين لناحية شيراوا بريف إقليم عفرين المحتل.
ووفق مراسل “عفرين بوست” في منطقة الشهباء، فقد وسّع الجيش الاحتلال التركي وميلشياته الإخوانية نطاق القصف على قرى الشهباء وناحية شيراوا، وطال القصف العنيف قرى كشتعار وبينه /إبين وحرش قرية عقيبة وأطراف بلدة دير جمال أطراف قرية كفرنايا وقرى عين دقنة والعلقمية ومرعناز وأطراف مدينة تل رفعت، وسط اشتداد الاشتباكات بين قوات تحرير عفرين وجيش الاحتلال التركي وميليشياته على طول الجبهة الممتدة من قرية بينه إلى قرية آقيبه/عقيبة ومرعناز، بالتزامن مع تحليق لطائرات استطلاع مجهولة في أجواء المنطقة.
وكانت قوات تحرير عفرين تمكنت يوم أمس الثلاثاء 5/4/2021، من تفجير جرافة على محور قرية الشعالة جنوب غرب مدينة الباب، ما أدى لمقتل 4 من مسلحي ميليشيات الاحتلال التركي. واستخدمت قوات تحرير عفرين استخدمت المدفعية الثقيلة وقذائف الهاون وطائرات دورن هجوميّة للرد على القصف المدفعيّ المكثف لقوات الاحتلال التركي، لتندلع على إثرها اشتباكات عنيفة، مشيراً إلى وقوع خسائر كبيرة في ممتلكات المدنيين والأراضي الزراعية وحرش قرية عقيبة جراء القصف التركي.
ــ في الثامن من أبريل/ نيسان ظهراً، أفاد مراسل عفرين بوست بأنَّ مدفعية قوات الاحتلال التركيّ جددت ظهر يوم الخميس 8/4/2021 قصف قريتي بينه وآقيبة في ناحية شيراوا فيما كانت طائرات الاستطلاع التركية تحلق فوق القريتين. فيما لم ترد معلومات عن أية خسائر جراء القصف.
ويأتي قصف يوم الخميس بعد يوم حافل بالأحداث، فقد شهد يوم أمس الأربعاء اشتباكات عنيفة وقصفاً كثيفاً على قرى في ناحيتي شيراوا وشرا. بالتزامن مع تحليق لطائرات استطلاع مجهولة، وأقرّت وزارة الدفاع التركية مساء أمس، بمقتل جنديين تركيين، بعملية نوعية لقوات تحرير عفرين على نقطة تركية في قرية باسليه/باصلحايا بريف إقليم عفرين المحتل، فيما ذكر بيان قوات تحرير عفرين أن أربعة جنود أتراك قُتلوا وأصيب خمسة آخرون بجراح.
كما تم استهداف مقر الكوماندوس التركي المتمركزة في مدرسة “فيصل قدور” على طريق عفرين – جنديرس، بخمسة قذائف صاروخية، ولم ترد معلومات عن خسائر في صفوف جنود الاحتلال.
في الرابع عشر من أبريل/ نيسان صباحاً استهدف قصف مدفعية الاحتلال والميليشيات التابعة له قرى (عين دقنه والبيلونية وشوارغة وأطراف مطار منغ العسكري) في مناطق الشهباء.
كما ألقت مسيرة تركية مناشير ورقية على مدينة تل رفعت، تحتوي على عبارات ترهيبية وتطالب مهجري عفرين بمغادرة البلدة والنجاة بأرواحهم وأرواح أولادهم حسب تعبيرها، وذلك بالتزامن مع انسحاب روسي جزئي من عدد من نقاطها في تل رفعت وكشتعار، ومن ثم عادت إلى نقاطها ثانية.
في الحادي والعشرين من أبريل/ نيسان قصفت طائرة مسيّرة تابعة لجيش الاحتلال التركي صباح اليوم الأربعاء، قرية “عين دقنة” وبلدة تل رفعت في مناطق الشهباء دون ورود خسائر، بحسب منظمة حقوق الإنسان بعفرين.
في السياق ذاته، ولليوم الرابع على التوالي يشهد سماء إقليم عفرين المحتل تحليقاً مستمراً لطيران حربي في فترات الليل، دون معرفة هويتها.
في الخامس والعشرين من أبريل/ نيسان، استهدفت قوات الاحتلال التركي مساء اليوم الأحد، بالمدفعية الثقيلة قرى مرعناز ومحيط مدينة تل رفعت ومحيط مطار “منغ” العسكري بمنطقة الشهباء من نقاط تمركزها في مدينة إعزاز وعفرين المحتلة.
ووفقاً لمراسل عفرين بوست في منطقة الشهباء فقد بدأ جيش الاحتلال التركي باستهداف قرى تلة زويان والسد وتل مضيق المتاخمة لمدينة الباب بريف حلب الشرقي بالمدفعية الثقيلة وقذائف الهاون انطلاقاً من قواعدها في مدينة الباب.
وأشار المراسل، إلى أنّ القصف جاء بعد استهدف قوات النظام السوري بالمدفعية الثقيلة محيط مدينة بالباب، ووقوع اشتباكات متقطعة بين قوات النظام ومرتزقة “الجيش الوطنيّ” على محور مدينة تادف التابعة لمدينة الباب والتي تسيطر عليها قوات النظام. ولم ترد معلومات عن حجم الخسائر الناجمة عن القصف التركي على هذه المناطق.
من جهته، أرسل جيش النظام السوري تعزيزات عسكرية كبيرة مكونة من دبابات ومدافع ميدانية إلى تخوم مدينة الباب المحتلة، لتستنفر بعدها ميليشيات الاحتلال التركي نقاط التماس مع قوات النظام بالعناصر والأسلحة الخفيفة.
في التاسع والعشرين من أبريل/ نيسان، جددت قوات الاحتلال التركي قصفها بالأسلحة الثقيلة والقذائف قريتي مرعناز والمالكية، إذ سقطت أكثر من 10 قذائف على القريتين حتى لحظة إعداد الخبر، في ظل استمرار القصف.
كما أغارت طائرات حربيّة روسية ليلاً على بلدة مريمين بريف إقليم عفرين الشرقي، وعلى قرية كفرخاشر- جنوب مدينة إعزاز، دون ورود أنباء عن إصابات، علماً أن الطيران الحربي والاستطلاع الروسيين تحلقان يومياً في سماء الإقليم المحتل، منذ نحو أوائل شهر أبريل/ نيسان الجاري.
في الثلاثين من أبريل/ نيسان، أفاد مراسل عفرين بوست بأن قوات الاحتلال التركيّ قصفت بالمدفعية الثقيلة مساء اليوم قرى بينيه وسوغانكيه وآقيبه /ناحية شيراوا، وكذلك بلدة دير جمال ومرعناز في مناطق الشهباء، في أعقاب سقوط قذائف صاروخية على مركز إقليم عفرين المحتل. ولم يسفر القصف عن خسائر بشرية.
وجاء القصف عقب تعرض مركز مدينة عفرين لهجمات صاروخيّة دون أن تتبنى أي جهة مسؤولية الوقوف ورائها.
وأوضح مراسل عفرين بوست أن قذيفة صاروخية سقطت على المنطقة الصناعية، وأخرى سقطت على طريق جنديرس بالمدينة، مضيفاً أن في الدفعة الثانية سقطت 4 قذائف صاروخية على الأوتوستراد الغربي (شارع المازوت) في مدينة عفرين، دون التمكن من تأكيد وجود إصابات جراءها.
من داخل عفرين:
ــ في الثالث من أبريل/ نيسان أفاد مراسل عفرين بوست، بوقوع حادث تصادم سيارتين على الطريق الرئيسية الواصلة بين مدينتي عفرين وجنديرس بتاريخ 31/3/2021، ما أدى لوفاة المواطن الكردي شيخو منان جعفر (35عاماً)، من أهالي ناحية شرّا/شران، وإصابة 3 أشخاص آخرين بينهم طفل، ولم تُعرف هوياتهم. وأشار المراسل أنّ سبب الحادث السرعةُ الزائدة للسيارة التي كان يستقلها مسلح من ميليشيا “فيلق الشام” التابعة للاحتلال التركي.
ــ في الخامس من أبريل/ نيسان أفاد مراسل عفرين بوست بأنّ سلطات الاحتلال التركي فرضت حجراً صحيّاً على قرية “آغجله” بناحية جنديرس، بعد اكتشاف حالات عدة إصابات بين الأهالي وسط حالة فقدان الأهالي الثقة بالمرافق الطبية التابعة للاحتلال التركي. وأُغلقت كافة الطرق المؤدية إلى القرية، وتم تحوّيل طريق جنديرس – معبر حمام الحدودي إلى قرية دير بلوط مروراً بقرية “محمدية”.
ونوّهت مديرية الصحة التابعة لمجلس الاحتلال المحلي بعفرين أن الإقليم دخل موجةً ثانية من انتشار فايروس كورونا – كوفيد 19 بعد تسجيل حالات إصابة جديدة، داعية المواطنين لاتخاذ الإجراءات الوقائية وتجنّب التجمعات.
وأشار المصدر إلى أن وباء كورونا تفشى بين سكان قريتي عشونة وزفنكي التابعتين لناحية بلبل، وسُجلت نحو 150 حالة إصابة في القريتين منوهاً أن أغلبية الكبار بالسن المصابين توفوا نتيجة المرض، مضيفاً أن أكثر من خمسين مسناً ومسنة توفوا في مركز الإقليم وريفه خلال الفترة الممتدة بين نهاية شهر تشرين الثاني ونهاية ديسمبر عام 2020.
ــ الاحتلال التركي يستغل مناسبة الأربعاء الأحمر لدحض التقارير الدوليّة حول الجرائم ضد إيزيديي عفرين
في الرابع عشر من أبريل/ نيسان، علمت “عفرين بوست” من مصادرها في القرى الكُردية الإيزيدية، أنّ سلطات الاحتلال التركي تسعى لعقد احتفال بقرية فقيرا بناحية جنديرس، بمناسبة حلول عيد “الأربعاء الأحمر” على شاكلة الاحتفالات التي أقيمت بمناسبة عيد “نوروز” بهدف ترويجها إعلاميّاً للتغطية الانتهاكات المرتكبة بحق الكرد عامة والإيزيديين منهم على وجه الخصوص.
وأكدت المصادر بأن سلطات الاحتلال أرسلت وفوداً إلى القرى لدعوة وجهاء الديانة الإيزيديّة لحضور حفل مقرر عقد في قرية فقيرا بهذه المناسبة.
ويحتفل الكٌرد الإيزيديون في مناطق انتشارهم في العالم بعيد “الأربعاء الأحمر”، وتعني بالكردية “جارشمبا سور” – وهو رأس السنة عند الإيزيدية – ويصادف أول أربعاء الأول من شهر أبريل/نيسان من كل عام حسب التقويم الشرقيّ الذي يتأخر 13 يوماً عن نيسان بالتقويم الغربيّ.
وأفاد المواطن الكردي الإيزيدي (سعيد. م) – المقيم بريف عفرين، لـ “عفرين بوست” أنّ الوفود التي زارت القرى الإيزيدية اعترفت بوقوع انتهاكات جسيمة بحق الإيزيديين ومزاراتهم المقدسة، مدّعين أنهم يحاولون إعادة الأمور إلى نصابها ورفع المظالم عنهم.
وإبان عهد الإدارة الذاتية في عفرين بين عامي 2014 إلى عام 2018، أُدخل تعليم الديانة الإيزيدية رسمياً إلى منهاج الدراسة لصفوف الرابع، الخامس والسادس من المرحلة الابتدائية في مدارس عفرين، وكانت تُدرس في القرى التي يوجد فيها أتباع الديانة، وتتم عملية التعليم بإشراف “جمعية إيزيدي غرب كردستان وسوريا”.
وأضاف المواطن” سعيد” أنّ سلطات الاحتلال التركي تحاول بهذه الخطوة التقاط بعض الصور وترويجها على الإعلام لتكذيب التقارير الصادرة عن المنظمات الدولية والمحلية بشأن الجرائم والانتهاكات المرتكبة بحق أهالي عفرين عموماً والإيزيديين منهم خصوصاً، مشيرا إلى أن هذه المحاولات هي لذر الرماد في الأعين، إذ كيف يستقيم ادعاء رفع المظالم عن الإيزيديين مع استمرار تهجير أكثر من 300 ألف عفريني واستيلاء ميليشيات الاحتلال على أكثر من 60% من ممتلكات أهالي عفرين الباقين منهم والمهجرون قسراً، وكذلك مع استمرار الإخفاء القسري لنحو 3 آلاف مواطن كردي منذ 3 سنوات، وبينهم إيزيديون.
وأكد “سعيد” أن من تبقى من الإيزيديين في إقليم عفرين المحتل، قد زاروا صباح اليوم الأربعاء، المقابر والمزارات الخاصة بهم، كأحد الطقوس المرافقة للاحتفال بعيد رأس السنة الإيزيدية أو الأربعاء الأحمر، دون التمكن من عقد طقوس جماهيريّة كما اعتادوا خلال عهد الإدارة الذاتية السابقة في الإقليم الكردي.
وقد حصلت “عفرين بوست” على مقطع مصور التقط حديثاً – متداول على وسائل الواصل الاجتماعي- ويُظهر تعرض مزار “الشيخ حميد الإيزيدي” بقرية قسطل جندو بناحية شرا/شران للقصف والنبش والتدمير من قبل قوات الاحتلال التركي وميليشياتها الإخوانية.
ويعدُّ المزار وجهة إيزيديي عفرين في المناسبات والأعياد الخاصة بهم ومنها عيد الأربعاء الأحمر، علماً أنَّ هناك 30ــ 40 مزاراً تخصُّ الإيزيديين في عفرين، ففي قرية قسطل جندو هناك مزاران، بارسه خاتون، وشيخ حميد وفي بافلون شيخ حميد، باصوفان شيخ علي، ترندة عبد القادر وزاردوك، وفي قيبار جيل خان وملك قادي وغيرها الكثير، وكان معروفاً أن بكل قرية إيزيدية مزاران أو ثلاثة على الأقل، وقد تعرضت معظمها للنبش والتدنيس والتدمير على يد المسلحين الإسلاميين التابعين لأنقرة.
وكانت عفرين بوست نشرت في 21 شباط/فبراير 2021 أن جماعات دينية دعوية ظهرت مؤخراً في مدينة عفرين، وبدأت بالتجول بين الأهالي والتضييق عليهم من خلال نشر الأفكار المتطرفة وإكراههم على ارتياد الجوامع والمساجد.
ففي قرية قيباريه/عرش قيبار، تتمركز المجموعة المتطرفة التي تٌطلق على نفسها “أحباب الله” في جامع القرية – المختلطة من الكُرد (إيزيديون ومسلمون) – وتتجول على منازل من تبقى من سكانها الأصليين وتدعوهم للدخول بالدين الإسلاميّ عبر إكراههم على نطق الشهادتين. ويتبنون فكرة ”تكفير الإيزيديين”.
ــ انتشارُ أمراضٍ جلدية في عفرين بسبب تراكم القمامة في الشوارع
في الخامس عشر من أبريل/ نيسان، رصدت “عفرين بوست” انتشاراً ملحوظاً للأمراض الجلدية بين السكان الذين يشتكون من انتشار الروائح النتنة، جراء تراكم وتكدس القمامة في أزقة وشوارع مركز إقليم عفرين المحتل، بسبب إهمال سلطات الاحتلال التركي لملف النظافة والصحة العامة.
وشهدت العيادات الطبية إقبالا لافتاً من المرضى الذي يعانون من أمراض الأكزيما والفطريات والإنتانات الجلدية واليرقان (أبو صفار) وغيرها.
وقالت سيدة كردية لـ “عفرين بوست” إنّ أطفالها الصغار أصيبوا بمركز الأكزيما وأضافت: “هناك كمية كبيرة من الأوساخ منتشرة في الشوارع، وبلدية الاحتلال لا تقوم بواجبها، فيما يرمي المستوطنون والمسلحون القمامة في الشوارع، دون اكتراث لمخاطر ذلك، ولذلك تنتشر مثل هذه الأمراض بين الناس”.
وأضافت السيدة الكردية “المدنيون لا يتجرؤون على الذهاب للمستشفيات التي يديرها الاحتلال التركي لعدم ثقتهم بها”.
من جهة أخرى كشفت طبيبة متخصصة بالأمراض الجلدية تواصلت معها “عفرين بوست” أنها استقبلت في عيادتها خلال مدة ثلاثة أشهر الماضية 150 حالة من المصابين بمرض الأكزيما الجلديّ”.
رصد قيادي داعشي يعمل في صفوف ميليشيا أحرار الشرقية بعفرين
في السادس والعشرين من أبريل/ نيسان، ذكرت عفرين بوست أنّها رصدت قياديّاً سابقاً في تنظيم داعش الإرهابيّ ينشط في المناطق الخاضعة لسيطرة ميليشيا “أحرار الشرقية” التابعة للاحتلال التركي في إقليم عفرين المحتل شمال سوريا.
في التفاصيل، أفادتِ المصادر أنَّ الملقب “لولو نظيف”، الأمنيّ السابق لتنظيم داعش بمحافظة دير الزور، يعمل حالياً الأمنيّ العام لميليشيا ”أحرار الشرقية” في إقليم عفرين، مشيرة إلى أنّه يحظى بدعمِ متزعم الميليشيا المدعو “أبو حاتم شقرا” والاستخبارات التركية في تنفيذ عمليات الاتجار المخدرات وتهريبها إلى تركيا عبر معبر باب السلام في إعزاز المحتلة.
وكانت عفرين بوست وثّقت في وقت سابق استيلاء المدعو “لولو نظيف” على منزل المواطن خليل محمد، من أهالي قرية باسوطة، الكائن في شارع الملاهي وباعه بمبلغ 3000 دولار، كما استولى هذا الداعشي على أكثر من عشرة منازل ومحلٍ تجاريّ في المنطقة ذاتها ويستثمرها لصالحه.
وأضاف المصادر أنّ المدعو “لولو نظيف” يتنقل بأريحية تامة بين إقليم عفرين وتركيا، ولديه شقة سكنيّة في تركيا اشتراها بمبلغ 300 ألف ليرة تركيّة.
عناصر من داعش في إقليم عفرين
في إعادة لتدوير استخدام عناصر تنظيم داعش الإرهابيّ، تم تسهيل انضمامهم إلى الميليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال، ومن جملة هؤلاء العناصر نذكر:
ــ عبد الله الجعشم إعلامي داعش
استقطبت ميليشيا “أحرار الشرقيّة عدداً من عناصر داعش وضمتهم إلى صفوفها ومنهم المدعو عبد الجعشم والملقب محمد الخابوري وكان كبير إعلاميي داعش في الرقة، فيما تؤكد مواقع إعلامية وجود أكثر من 30 مسلح ومتزعم موثقين بالأسماء ضمن صفوف ميليشيا “أحرار الشرقية”.
ــ الداعشي أبو يعقوب يتجول في بلدة راجو
في 22/11/2019 نقلت عفرين بوست عن مصدرين متضافرين أنّ المدعو “أبو يعقوب”، وهو “داعشيّ” معروفٌ، شوهد متجولاً في مركز ناحية راجو، باللباس المتعارف عليه لتنظيم داعش الإرهابي وعناصر القاعدة. كما شوهد مرة أخرى في “المحكمة العسكرية” التابعة للاحتلال مؤخراً، حيث أشارت بعض المواقع الإخبارية إلى عمله في أمنية راجو الذي يقودها المدعو خالد علوش “أبو سليمان” أحد متزعمي ميليشيا “أحرار الشرقية”.
وأشارت المصادر إلى أن بلدة راجو والقرى التابعة لها تعجُّ بعناصر “داعش” الذين يُظهرون انتماءهم للتنظيم الإرهابيّ، بارتداء الكلابيات القصيرة والمشي حُفاة بالشوارع، وبخاصة في صفوف ميليشيا “أحرار الشرقية” التي ينحدر معظم مسلحيها من المحافظات الشرقية.
المدعو “أبو يعقوب” كان من أوائل المنضمين لصفوف “داعش” ولعب دوراً كبيراً وخطراً بالإيقاع بأبناء محافظته أثناء فترة سيطرة “داعش”، وبعد معركة الباغوز” فرّ إلى مناطق الاحتلال التركي، ملتحقاً بميليشيا “أحرار الشرقية” في عفرين.
ــ الداعشي أبو خليل سائقٌ في عفرين
في 29/4/2020 ذكرت “عفرين بوست” أنها رصدت وصول سجناء من تنظيم داعش، كان تم تهريبهم قبل أيام من سجنٍ في مدينة الباب المحتلة، إلى مقر ميليشيا “فرقة الحمزة” الواقعة بالقرب من “مبنى الأسايش/سابقاُ” بمركز عفرين، بينما توجه عدد آخر إلى مناطق سيطرة الميليشيا في قرى ناحية راجو، وتحديدا إلى قريتي “بربنيه/بربند” و”كوليا”، للانضمام لعائلات مُقيمة هناك.
كما رصد مراسل “عفرين بوست” إقامة نساء من جنسيات مغاربية في مقر ميليشيا “لواء الشمال”، الكائن بمحيط مدرسة يوف العظمة على الأوتوستراد الجديد بحي المحمودية بمركز المدينة، وتم رصد داعشي آخر من عائلة “معرزافي/خان شيخون”، يقيم برفقة زوجته التونسية بقرية “عين دارة” التي تسيطر عليها ميليشيا “الحمزة”.
وأضاف المراسل أن داعشياً يدعى “أبو خليل” يقيم برفقة زوجته العراقية، في منزل يقع بجانب خزان المياه بحي الأشرفية، بحماية ميليشيا “أحرار الشرقية”، ويعمل سائق سيارة إسعاف لدى “منظومة S.D.R التي اتخذت من مبنى “وكالة أنباء هاوار/ سابقاً” مقراً لها بحي عفرين القديمة.
ــ الداعشي ”أبو حسنة” مسؤول أمني في عفرين
في 25/3/2020 ذكرت عفرين بوست أن المدعو “أبو حسنة” الأمني السابق في تنظيم داعش، الذي جندته الاستخبارات التركية في صفوف ميليشيا “أحرار الشرقية” يعمل حاليا في مدينة عفرين كمسؤول أمني لدى الميليشيا في الأوتوستراد الغربي بالمدينة. وقد استولى على عددٍ كبيرٍ من المنازل في مدينة عفرين وحقول الزيتون الواقعة بمحيط قناة المياه في حي المحمودية، ويأخذ السلع من المحلات بالسلب (السلبطة).
ــ “أبو البراء” الداعشي المزواج
في 22/3/2020 علمت “عفرين بوست” من مصادرها أن العنصر الداعشي المدعو “أبو البراء”، لا يزال يعمل كشرعي لدى ميليشيا “أحرار الشرقية”، ويقيم حالياً في مقر “أبو محمد شرقية”، بحي الأشرفية. وهو متزوج من ثلاث نساء إحداهن من تونس، ويعمل على تجنيد العناصر المتشددة لصالح الاستخبارات التركية لإرسالهم إلى ليبيا، للقتال إلى جانب حكومة الوفاق الإخوانية الليبية.
ــ أبو أسامة الشامي” داعشي باسم جديد في عفرين
في 9/11/2019 ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، حصوله على معلومات تفيد بوجود عناصر من “تنظيم داعش الإرهابي” في صفوف الميليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين. موضحاً أنهم غيروا أسماءهم وانتقلوا للقتال بصفوف ما يسمى الجيش الوطنيّ”، وذكر اسم المدعو “أبي أسامة الشامي”.
أبو أسامة الشامي من مواليد دمشق عام 1993 وانضم إلى جبهة النصرة عام 2012 في غوطة دمشق، ثم بايع “داعش” عام 2014 وقاتل في صفوفه في غوطة دمشق وريف السويداء”.
ونقل المرصد عن مصادر موثوقة أن “أبو أسامة الشامي” كان قيادياً داعشياً انتقل “عام 2016 إلى مجال الأمن الخارجي تابعاً لولاية دمشق، ثم خرج إلى إدلب عام 2017 واتبع دورة عسكرية في تركيا”. عاد بعدها باسم جديد (ب.غ.ع)، ليقاتل في صفوف الميلشيات التابعة لأنقرة بالعدوان على عفرين في كانون الثاني/يناير 2018”. وأكدت مصادر المرصد، الذي وصفها بالـ”موثوقة” أنّ الإرهابي “الشامي” انتقل للقتال في تل أبيض، ضمن القوات الخاصة في ميليشيا “الحمزات”.
ــ غسان جاموس: طبيب بايع داعش في عفرين
في 4/10/2019 تمكن مراسل “عفرين بوست” من رصد وجود طبيب داعش يدعى “غسان جاموس” أخصائي بالجراحة العظمية في مركز إقليم عفرين الكُردي المُحتل، وهو يُزاول مهنته منذ فترة ليست بالطويلة في “مشفى قنبر” الذي استثمر المستوطنون بعض أقسامه وغيروا اسمه إلى “مشفى عفرين المركزي الخاص” ضمن ساحة (آزادي/البازار القديم).
وأكد المُراسل أنّ المدعو “جاموس افتتح إلى جانب عمله بالمشفى، عيادة في جوار مدرسة “الثانوية الشرعية” بحي عفرين القديمة، ويزاول مهنته بشكل اعتيادي.
وكان المدعو” جاموس” قد أعلن مبايعته لتنظيم “داعش الإرهابي” بشكل رسمي وصريح عام 2015، وانشقاقه عن الميليشيات الإسلامية المعروفة باسم “الجيش الحر”.
وذكرت وسائل إعلامية عديدة قصة تحوّل الطبيب المتطرف وانضمامه إلى “داعش”، وتحت عنوان “الحملة العسكرية في سوريا تدفع بطبيب من المعارضة المعتدلة في إدلب للانضمام لتنظيم الدولة في الرقة” تحدثت صحيفة “القدس العربي في تقرير لها بتاريخ 7/10/2015، خبر التحاق المدعو “جاموس” بمناطق التنظيم الإرهابيّ شرق سوريا.
المدعو “غسان جاموس (39 عاماً) ينحدر من منطقة “طيبة الإمام” بريف حماه الشمالي وتخرج من كلية الطب البشري من جامعة حلب عام 2004 مختصاً بالجراحة العظمية. وبعد الباغوز آخر معقل للتنظيم الإرهابي في بلدة الباغوز في 23/3/2091، أكدت مصادرة موثوقة لـ “عفرين بوست” وصول تكفيريين من “داعش” و”الإخوان المسلمين” إلى إقليم عفرين المُحتل، وقوبلوا بترحيب الاحتلال التركي والميليشيات التابعة له.
تآمر الاحتلال التركي ومخططاته:
في العاشر من أبريل/ نيسان، قال مراسل عفرين بوست إنه للشهر الرابع على التوالي، تواصل سلطات الاحتلال التركيّ حرمان مسلحي الميليشيات الإسلاميّة من الرواتب، بينما توزع بانتظام على الميليشيات التركمانيّة المنضوية في صفوف ميليشيات “الجيش الوطني السوري”.
وأوضح المراسل أنَّ المسلحين التركمان في صفوف ميليشيات “السلطان مراد وملكشاه وغيرها” يقبضون رواتبهم بانتظام، بينما، يُحرم مسلحو ميليشيا (الجبهة الشامية وجيش الإسلام والمعتصم والحمزات وغيرها) للشهر الرابع على التوالي.
وعن تداعيات إقدام أنقرة على قطع رواتب المسلحين الإسلاميين التابعة لها، أفاد مراسل عفرين بوست، أنَّ 5 عناصر من ميليشيا “الحمزات” وجدوا بديلاً آخر للتكسّب، بالقيام بعمليات تهريب للمخدرات والأسلحة والسجائر من بلدة مارع ومدينة إعزاز بريف حلب الشمالي إلى محافظة إدلب عبر معبر الغزاوية بعفرين، ويقبضون على كلِّ سيارة تحمل تلك البضائع مبلغ 200 دولار أمريكيّ مقابل تأمين الطريق لها.
وأوضح المراسل أن المسلح الذي يقود تلك المجموعة يُدعى “سامي” المنحدر من بلدة رتيان بريف حلب الشمالي، والذي استولى على منزل المواطن الكردي “عبد الرحمن أبو صالح” – من أهالي قرية كورزيلي- بحي الأشرفية.
في غضون ذلك، تظاهر العشرات من مسلحي ميليشيا “فرقة سليمان شاه” (العمشات) أمام مبنى السراي بمدينة عفرين، للمطالبة بمخصصاتهم الماليّة جزاء قتالهم جانب القوات التركيّة والقوات الأذربيجانيّة في اقليم قره باخ/آرتساخ الأرمينيّ، رغم أن معظم مسلحيها من التركمان، بحسب مقطع مصور انتشر على وسائل التواصل الاجتماعيّ.
واتهم أحد منظمي التظاهرة متزعم ميليشيا “سليمان شاه” المدعو محمد جاسم “أبو عمشة” بسرقة رواتبهم التي من المفترض أنّ الحكومة التركية قد أخبرتهم بدفعها ثمن قتالهم لصالحها في إقليم قره باخ، قائلاً “إنّ أبو عمشة سرق رواتبهم ورواتب الجرحى كما وأنّه لم يدفع شيئا لذوي قتلى المعارك”.
وكانت مظاهرات عدة قد خرجت في مناطق الاحتلال التركي، استنكر خلالها المسلحون الإسلاميون، قطع أنقرة رواتبهم للشهر الرابع على التوالي، واقتصار توزيع الرواتب والأموال على مسلحي الميليشيات التركمانيّة المنضوية في صفوف ميليشيات “الجيش الوطنيّ”، في خطوة تشير على ما يبدو للضغط عليهم بهدف زجّهم في معارك جديدة تخطط لها أنقرة، أو أنّها تعتزم التخلي عن خدمات هؤلاء المسلحين نهائياً.
تغيير معالم عفرين وريفها:
ــ في الأول من أبريل/ نيسان ذكرت عفرين بوست أن سلطات الاحتلال التركي افتتحت يوم الثلاثاء، 31/3/2021 معملاً لصناعة الأدوية في ناحية شرا/شران بحضور نائب والي هاتاي ومسؤولين محليين في سلطة الاحتلال متمثلين بالمجالس المحلية.
وبحسب المعلومات فإن المصنع يتبع لشركة “سكاي فارما” التركية، وسيخضع لرقابة وإشراف مباشر من مديرية الصحة في عفرين في جميع مراحل الإنتاج والتخزين، وسط أنباء تفيد بأن الآليات والمعدات المستخدمة في تجهيز المعمل تعود لشركة ”السعد للصناعية الدوائية” التي تمت نهبها من مستودع بجوار مشفى آفرين.
وكانت عفرين بوست رصدت بتاريخ 10/9/2019 قيام عناصر من مليشيا “أحرار الشرقية” المتطرفة بهدم جدار مستودع قرب مشفى آفرين/الشفاء حالياُ وسط مدينة عفرين، ونهبت المستودع الذي كان يحوي معدات وآلات تعود لشركة (السعد للصناعات الدوائية)، ونقلوها بالشاحنات إلى ناحية راجو، علماً أن «قيمة الآلات المسروقة تقدر بمليار دولار».
حصيلة عام من السرقات:
وخلال العام الأول 2018 من الاحتلال التركي لإقليم عفرين الكردي التابع للإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا، رُصدت عينات من عمليات السرقة، قامت بها المليشيات الإسلامية التابعة بمجملها إلى جماعة الإخوان المسلمين السورية، وترى تلك المليشيات الشعبَ الكردي عدواً لها، ورغم ادعائها القتال من أجل إرادة الشعب وحريته، لكنها بالواقع العملي باتت أدوات بيد الاحتلال التركي يشرعن بها اقتطاعه الأراضي السورية، وباتت شعارات الحرية والكرامة مطية لرغبات مجموعات لصوصية مارقة.
عينة من سرقة القمح العفريني
في الثالث من يونيو، أرسل والي “هاتاي/الاسكندرون” عدداً كبيراً من الحصادات إلى مدينة عفرين لجني محصول القمح العائد لأهالي عفرين والذي اُستولي عليه بعد الاحتلال التركي للمنطقة. وبدأت عملية جني المحصول قبلها بأسبوع ونُقل إلى تركيا، فيما لم يستطع أهالي المنطقة الأصليون من التوجه لحقولهم بسبب منع الاحتلال التركي والمليشيات الإسلامية. وحُدّد سعر شراء كيلو القمح من الفلاحين الكُرد ب 90 ل. س، ويعادل نصف السعر الذي كانت تشتريه منهم الإدارة الذاتية في عفرين سابقاً، التي اشترته العام الماضي بمبلغ 144 ليرة للكيلو، ويعتبر سعر الشراء التركي منخفضاً للغاية، ما دفع بمواطن إلى حرق 3 هكتارات من أرضه المزروعة بالمحصول، احتجاجاً على السعر، فيما منع الاحتلال المواطنين من بيع محصولهم بأنفسهم، وفرض ضريبة نسبتها 20% على قيمة الشراء من الفلاحين، باعتبارها أجور عمال ونقل وغيرها، وخصص 7% للمليشيات الإسلامية.
عينة من سرقة الآليات والمنشآت
في التاسع والعاشر من يونيو، أقدم مسلحو مليشيا “السلطان سليمان شاه/ العمشات” على سرقة معدات معصرة و5 آلاف صفيحة (تنك) من زيت الزيتون تعود ملكيتها لعائلة “حيدر ممو” في قرية خليل التابعة لناحية “شيه/شيخ الحديد”، وحاولت العائلة العودة إلى القرية بعد شهرين من التهجير، لكن المليشيا المذكورة لم تسمح لها بدخول القرية إلا بعد مضي 20 يوم، ودفع مبلغ 200 دولار أمريكي عن كل فرد من العائلة، وأفادت مصادر لمركز عفرين الإعلامي أن مسلحي العمشات عرضوا محاصصة المعصرة مع عائلة “حيدر ممو” بدفع مبلغ 30 ألف دولار أمريكي، ولدى رفض العائلة دفع المبلغ، قاموا بسرقة المولدة الكهربائية العائدة للمعصرة، وقام المسلحون بهدم بوابة المعصرة باستخدام جرافة (تركس)، ونقل معداتها باستخدام رافعة إلى قرية قرمتلق التابعة لناحية شيه\شيخ الحديد ومركز ناحية، بينما حطموا كل ما لم يتمكنوا من سرقته، وبين المركز الإعلامي أن المسلحين هاجموا منازل العائلة في 17 من شهر أيار من العام الجاري (بعد 10 أيام من عودة العائلة إلى القرية)، وقاموا بمصادرة كافة الهواتف، وهددوا أفرادها بالقتل في حال أخبروا أية جهة عن الممارسات والانتهاكات التي يرتكبونها.
وفي يوليو، أكد ناشطون أن الآليات الزراعية والسيارات وغيرها من وسائل النقل التي سرقها المسلحون التابعون للاحتلال التركي، تباع في إدلب ومناطق مليشيات “درع الفرات”، بأسعار بخسة، تعادل نصف سعرها الحقيقي، وبيع قسم من تلك السيارات والآليات الزراعية في (إدلب وبلداتها)، فيما بيع القسم الآخر في مدن (إعزاز وجرابلس والباب).
عينة من سرقة مياه عفرين
في يوليو، كان لا يزال أهالي عفرين عامة والمدينة خاصة، يعانون من استمرار أزمة مياه الشرب وفقدانها منذ احتلال الجيش التركي والميليشيات الإسلامية المنطقة الكردية، بينما عجر المجلس المحلي المشكل من قبل سلطات الاحتلال عن حل أزمة مياه الشرب، وأكد ناشطون كرد عودة نقص المياه إلى سرقتها وإرسالها إلى منطقة إعزاز المجاورة للمنطقة من الجهة الشرقية، والتي تسيطر عليها المليشيات الإسلامية، واتخذتها منطلقاً لعملياتها العسكرية ضد عفرين إبان الغزو التركي المسمى “غضن الزيتون”. فيما شهدت المنطقة ظاهرة الحفر العشوائي للآبار الارتوازية من قبل المواطنين بحثاً عن المياه الجوفية دون رقيب، سوى أن الميليشيات الإسلامية فرضت مبلغ مئة ألف ليرة سورية على كل من يرغب بحفر بئر ارتوازي.
عينة من انتهاك الحرمات والسطو المسلح..
مارست المليشيات الإسلامية السطو المسلح منذ احتلال عفرين وحتى الوقت الحاضر، ففي الثامن عشر من يونيو، قامت المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي بسلب أهالي قرية باصليه أكثر من ٢٥٠ رأس غنم في وضح النهار بعد إطلاق الرصاص الحي في القرية.
وفي نهاية يوليو، اقتحم مسلحو مليشيا “فرقة الحمزة” منازل للمدنيين في قرية “قيبار” بالقرب من مدينة “عفرين”. وخلال عمليات المداهمة قيد المسلحون نساءً وعصبوا أعينهن وسرقوا ما بحوزتهن من مصوغات وأموال.
وفي الخامس عشر من أغسطس، داهم مسلحون من مليشيا “جيش الشرقية” منزلا في حي المحمودية في عفرين. وقاموا بالاعتداء على امرأة مسنة كردية ومريضة تسكنه بعد أن رفضت السماح لهم بالاستيلاء على البيت الذي تملكه وتعيش فيه. كما هاجمت المليشيا الحي سابقاً واعتقلا العشرات من سكانه بحجة انتمائهم إلى حزب الاتحاد الديمقراطي، ويقودهم المدعو “أبو زهير الأعرج” المتورط بأعمال تعذيب وخطف مدنيين.
وفي الخامس عشر من سبتمبر، وقال ناشطون إن عناصر تابعة لميليشيا “السلطان مراد” اعتدت على جلال عبدو البالغ من العمر 55 عاماً، بعد اقتحام منزله في قرية “مشاليه\مشعلة” بناحية “شرا\شران”، إذ سلبت منه مصوغات زوجته وكل ما يملك من مال. وفي السياق، تعرض المسن زكريا صالح خليل، البالغ من العمر 60 عاماً للسرقة على يد عناصر مليشيا الشرطة العسكرية التابعة للجيش التركي بعد مداهمة منزله في قرية نازا\المحببة التابعة لناحية شرا\شران، إذ أقدمت عناصر الشرطة العسكرية على تكبيل يديه قبل سرقة مبلغ من المال وأجهزة الهاتف المحمول، بحسب مصادر محلية.
وفي 27/10/2018، اقتحمت المليشيات الإسلامية المعروفة بـ “الجيش الحر” والتابعة لقوات الاحتلال التركي، منزل مسنين كُرديين في مدينة عفرين الكردية، واعتدت عليهما بالإهانة والضرب وسرقت محتويات المنزل. وأفاد أحد أقرباء العائلة لوكالة كُردية أن «مجموعة مسلحة اقتحمت، منزل الزوجين الكُرديين (مصطفى بريمكو وأمينة كنجو) وقام مسلحو المجموعة بإهانتهما وضربهما رغم أن أعمارهما تتجاوز الثمانين عاماً». وأضاف المصدر المقرب من العائلة، أن «المسلحين سرقوا أموالاً من منزلهما»، مشيراً إلى أن الثمانيني مصطفى بريمكو سبق وأن تعرض مرتين للاعتقال على يد الميليشيات الإسلامية.
وفي 5/11/2018، استولت المليشيات الإسلامية على سيارة محملة بالبضائع، قرب قرية غزاوية التابعة لناحية شيراوا، بعد الاعتداء على السائق المعروف باسم حمو وصاحب البضائع جمعة ترك. كما أقدمت ميليشيا فيلق المجد المتمركزة في قرية علي بك التابعة لناحية بلبلة على حرق منزل نيازي عبد القادر مراد، الموجود في كردستان العراق منذ سنوات، بعد سرقة محتوياته.
وفي 9/11/2018، أقدم مسلحو المليشيات الإسلامية على السطو المسلح وسرقة مبلغ قدره 50 ألف ل.س إضافة لإسوارتي ذهب من منزل المواطن نظمي سيدو محمد (60 عاما) من أهالي قرية برج عبدالو وذلك بتقييده مع زوجته فاطمة عثمان (50 عاما) في غرفة وتقييد أمه في الغرفة الثانية، وهي السيدة عائشة حنان (80 عاماً) وإدخال رأسها في كيس حجب عنها الهواء ما أدى لاختناقها واستشهادها. علماً أن منزل المواطن نظمي سيدو يقع بجوار منزل يستوطنه متزعم مليشيا “الحمزة” المدعو “محمود عثمان”.
وفي 1/12/2018، قالَ المرصد السوري لحقوق الإنسان إن مجموعة مسلحة هاجمت محلاً للمجوهرات وتحويل الأموال والصرافة، واعتدى المسلحون على صاحب المحل ونهبوا حوالي 2 كيلو غرام من الذهب، بالإضافة لمبلغ مادي يقدر بنحو 2500 دولار أمريكي، قبل أن يعمدوا إلى تكسير المحل الواقع عند طريق راجو – عفرين.. كذلك قال المكتب الإعلامي لحزب الوحدة: أقدم مسلحون، بتاريخ 24/11/2018، على سرقة محتويات مستودعات تبريد فاكهة بالكامل، وفي وضح النهار، عائدة للمواطن زكريا رفعت أوسو من قرية برج عبدالو. وتمت سرقة مجموعتي توليد كهربائية من مبنى قرب مفرق قرية كوكان، إحداها كانت مخصصة لبئر مياه الشرب الذي كان يغذي القرى المجاورة، والأخرى كانت مخصصة لتزويد مركز معبطلي بالكهرباء.
في 16/7/2018، أقدم مسلحون من مليشيا “السلطان مراد” على سرقة كابلات الكهرباء النظامية وكابلات الأمبيرات من حي عفرين القديمة مما تسببت بقطع الكهرباء عن معظم المنازل. وتقوم المليشيات أثناء عمليات السرقة، بإطلاق النار بشكل عشوائي ومكثف، بغية ترهيب الأهالي ودفعهم إلى التواري في منازلهم، لعدم انكشاف عمليات السرقة الواسعة التي يقومون بها بحق المرافق والممتلكات العامة. ولم يسبق خلال سنوات الإدارة الذاتية في عفرين، أن سلبت الأسلاك الكهربائية من الشوارع، سواء في المدينة أو الريف، وحافظت مؤسسات الإدارة الذاتية على جميع الممتلكات العامة وحاولت صيانتها لوضعها في خدمة الأهالي.
وفي 28/8/2018 نهبت المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي، محتويات مديرية الموارد المائية في مدينة عفرين، تحت أنظار جنود الاحتلال التركي الذين يتمركزون في موقع قريب الدائرة العامة.
وفي 9/10/2018، قامت المليشيات الإسلامية المعروفة بمسمى (الجيش الحر) والتابعة لقوات الاحتلال التركي، بعمليات سرقة داخل جسم سد ميدانكي، القريب من بلدة ميدانكي والتابعة لناحية شرا/شران بريف عفرين الشرقي. وكانت المجموعات المسلحة مستمرة بأعمال الحفر والتنقيب في جسم سد ميدانكي والأنفاق بعد كسر أقفال أبوابها المعدنية، بحثاً عن النحاس في الكابلات وقواطع اللوحات الكهربائية المتبقية، علماً أن مسلحي مليشيا “السلطان مراد” هم المسؤولون عن حماية منشآت سد ميدانكي.
عينة من الغنائم الكُردية..
في 23/8/2018، وجّه مسلحو المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي في ناحية راجو بمدينة عفرين إلى نقاط التفتيش كتاباً باعتبار ممتلكات الكرد “غنائم حرب”، وجاء ضمن وثيقة رسمية، توجّيه المؤسسة الأمنية في ناحية راجو التابعة لعفرين إلى الحواجز بالسماح لسائق شاحنة “بحمل حديد كونه غنائم عائدة للفرقة التاسعة”/ حسب ما ورد بالوثيقة المرّوسة بعبارات: “الجمهورية العربية السورية- الجيش الوطني- المؤسسة الأمنية المشتركة في راجو” والتي تحمل ختم المؤسسة الأمنية وتوقيع رئيسها المدعو أبو عدي/ هي عبارة عن أمر مهمّة صادر بتاريخ 3/7/2018 وصالحة لغاية 4 منه، لصالح سائق شاحنة يُدعى حيدر بعاج، من خلال هذه الوثيقة الرسمية، الصادرة من جهة رسمية تابعة لما يُسمى بالجيش الوطني، تبيّن نهب أملاك الكُرد في عفرين وتعتبرها غنائم حرب.
وفي 10/9/2018 أفادت مصادر محلية أن عناصر من مليشيا “السلطان مراد” أقدمت على نهب مستودعات قطع تبديل السيارات العائدة للمواطن (أبو خليل) من حي المنطقة الصناعية في المدينة، وذكرت المصادر، أن الميليشيا المذكورة نقلت المنهوبات بالشاحنات إلى جهة مجهولة، مشيرة إلى أن قيمة المواد المسروقة تقدر بنحو /60/ مليون ل.س، وقالت منظمة حقوق الإنسان ــ عفرين في تقريرها، إن مسلحين من ميليشيا “أحرار الشرقية” المتطرفة هدمت في 10/9/2018 جدار مستودع يحوي معدات وآلات تعود لشركة “السعد للصناعات الدوائية”، ونهبوه بالكامل، وجرى النقل بشاحنات إلى ناحية راجو. ويقع المستودع المنهوب قرب مشفى آفرين، حيث تتمركز قوات الاحتلال التركي، مشيرة إلى أن «قيمة الآلات المسروقة تقدر بمليار دولار».
في 21/9/2018، أصدرت المليشيات الإسلامية المعروفة بمسمى “الجيش الحر” والتابع للاحتلال التركي تعميماً في عفرين، بصدد الاستيلاء على أرزاق أهالي عفرين المهجرين قسراً بفعل الغزو التركي المدعوم بفصائل متطرفة، ووفقاً للتعميم، فإنه يتوجب على المليشيات الإسلامية في كل ناحية والتي أشير لها بمسمى “قطاعات”، تسليم أشجار الزيتون العائدة للممتلكات العامة والخاصة للمجالس المحلية، علماً أنه لا يوجد في منطقة عفرين أشجار زيتون تابعة للقطاع العام، والمقصود الأشجار التي اُستولي عليها بحجة غياب أهلها، بفعل تهجيرهم منذ الحرب، إذ ترى جميع السكان الأكراد الغائبين موالين للإدارة الذاتية ووحدات حماية الشعب، وبالتالي تجيز الاستيلاء على أملاكهم، وسبق أن أصدر ما يسمى بـ “المجلس الإسلامي السوري” بياناً حلل فيه لعناصر المليشيات الإسلامية المعروفة بمسمى “الجيش الحر” الاستيلاء على أرزاق وممتلكات السكان الكرد الغائبين (المهجرين) بحجة أنها تابعة لعناصر الوحدات الكردية، وقال “المجلس” الذي يتخذ من إسطنبول مقراً له، إن الممتلكات التي “لم يُعرف لها صاحب (ويقصد من كان غائباً بفعل تهجيره)، فإنها تحفظ وتكون تحت تصرف الإدارات المحلية، ويصرف ريعها في المصالح العامة”. وانتهى الغزو التركي باحتلال عفرين الكردية في الثامن عشر من آذار 2018، وتهجير قرابة 400 ألف عفريني، منهم قرابة 150 ألف في مناطق الشهباء والمخيمات ضمنها، وتمنع سلطات الاحتلال التركيّ عودة الأهالي، وتثير انتهاكات ميليشيات “الجيش الحر” المتواصلة مخاوفهم من العودة، نتيجة اعتقال جميع الشبان الكرد، والمطالبة بفدى مالية كبيرة للإفراج عنهم.
عينة من سرقة الآثار
في يونيو 2018، قامت المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي بجرف بساتين الزيتون العائدة للأهالي في قرى جنديرس بحثاً عن الآثار، حيث يعتقد هؤلاء بوجود الآثار في تلك المنطقة. وبحسب فيديو أرسله أحد النشطاء وتم تصويره بشكل سري يظهر آثار الجرف والتخريب الواسع والمتعمد لمزارع المدنيين، حيث تم توثيق أسماء عدد من أصحاب تلك المزارع وهم: عبدو مراد أحمد، محمد حنان زلو، بكير حتو، مراد أبو نبي، إيبش زلو، محمد حنان شيخي.
وفي 20/6/2018، أفاد مصدر محلي من ريف عفرين أن جيش الاحتلال التركي يستخدم التقنيات المتطورة التي بحوزته للكشف عن المعادن الثمينة والكنوز التي تحتويها المنطقة، خاصة الباطنية منها، والتي لم يتم الكشف عنها سابقاً، وأضاف المصدر أن الجيش التركي الغاصب عثر على كميات من الذهب في قرية “بعرافا\علي بازنلي” التابعة لناحية “شرا/شران”، باستخدام كاشفات الألغام الحديثة التي بحوزته، ولم يتمكن المصدر من تحديد كميات الذهب التي تم العثور عليها ضمن القرية نفسها، وذلك عقب البحث في موقع قديم ضمنها، بحجة البحث عن الألغام، وسبق أن اتهم ناشطون المسلحين الإسلاميين بتهجير أهالي القرية منها، عقب محاولتهم العودة إليها، حيث يتخذها هؤلاء كمركز استيطاني لهم، بسبب موقعها الجغرافي السياحي، وإطلالتها على “بحيرة ميدانكي”.
وفي 24/9/2018، قام مسلحو الاحتلال التركي بالتنقيب عن الآثار في مناطق أثرية عبر أجهزة مستوردة عن طريق جيش الاحتلال التركي، إلى عدة مناطق في جبل شيراوا، ورصد في الأيام الأخيرة عدد من مسلحي المليشيات الإسلامية في مناطق جبل شيراوا يحملون أجهزة تنقيب عن الآثار في وضح نهار.
وفي 4/10/2018، أفاد ناشطون من عفرين، بقيام مسلحي الميليشيات الإسلامية التابعة لجيش الاحتلال التركي بأعمال حفر بحثاً عن الآثار لسرقتها، وقال ناشطون إن عناصر وقيادات عسكرية من الميليشيات تشرف على أعمال الحفريات في وضح النهار، وخاصة قرب موقع نبي هوري الأثري، وعدة مواقع أخرى بريف جنديرس وراجو، ونشر المرصد السوري لحقوق الإنسان تسجيلاً مصوراً تظهر فيه عمليات الحفر والتنقيب عن الآثار، من جانب الميليشيات الإسلامية الموجودة بمنطقة عفرين، كما تظهر جرافات وآليات تابعة للميليشيات الإسلاميّة تحفر بجانب موقع نبي هوري الأثري بناحية “شرا\شران” بحثاً عن الآثار وسرقتها، كما تعرضت العديد من المواقع الأثرية بريف عفرين لغارات جوية خلال الغزو التركي ضد المنطقة الكردية في كانون الثاني/ يناير2018 وحتى منتصف آذار/مارس، ومنها موقع عين داره الأثري ونبي هوري ومواقع أثرية أخرى بناحية شيراوا، ونشر المرصد السوري لحقوق الإنسان في 3/10/2018، أنّ مليشيا الفيلق الأول التابعة لمليشيات “الجيش الوطني”، والذي يقوده العقيد المنشق معتز رسلان، والعامل تحت إمرة سلطات الاحتلال التركي، عمد لسرقة آثار في منطقة قلعة النبي هوري، وتجري عمليات بيعه بالسوق المحلية والإقليمية ويُنقل إلى مناطق أخرى، وكان المرصد السوري رصد قصف الطيران الحربي التابع للاحتلال التركي منذ بدء العملية المسماة “غصن الزيتون” في 20/1/2018، لثلاث مواقع أثرية، هي منطقة دير مشمش الأثرية جنوب شرق عفرين، ومنطقة النبي هوري شمال شرق عفرين، كما أغارت على منطقة عين دارة الأثرية جنوب عفرين، وتسببت بأضرار ماديّة بمنطقتي النبي هوري ودير مشمش، وخلفت دماراً كبيراً في موقع عين دارة الأثري.
نشر التطرف:
في الرابع من أبريل/ نيسان ذكر تقريرٌ لعفرين بوست أنّ إقليم عفرين المحتل وعموم المناطق المحتلة شمال سوريا، تشهد نشاطاً ملحوظاً بمجال توسيع وترسيخ البنى التحتيّة للإسلام السياسي من بناء الجوامع ومعاهد الأئمة والخطباء ومدارس تحفيظ القرآن، وذلك عبر الأخطبوط الإخواني المتمثل بالمنظمات الخيرية والدعوية الدينية التي تستهدف الأطفال والنساء، وخاصة المرتبطة بوقف الديانة التركية “ديانت” المرتبطة بالرئيس التركي مباشرة، وكذلك بالجمعيات والمنظمات المرتبطة بتنظيم الإخوان المسلمين التي تتلقى تمويله من قطر بالدرجة الأولى.
ففي 3/3/2021 افتتحت سلطات الاحتلال التركي مدرسة “إمام خطيب” في مدينة جنديرس بالتنسيق مع جمعية ”الأيادي البيضاء” الإخوانية”.
وفي 26/3/2021 افتتح وفد من إفتاء إسطنبول وإفتاء أرناؤوط روضة براعم الجنة/ 5 / في ناحية بلبل، علماً أنَّ عدد معاهد تحفيظ القرآن في ناحية بلبل وحدها بلغ 18 معهداً علاوة على بناء مساجد بقرى علي جارو وعوكان وشرقيا وعبودان.
ولا يقتصر النشاط الدينيّ لسلطات الاحتلال التركي والتنظيمات الإخوانية على عفرين فحسب، وإنما يمتد إلى باقي المناطق المحتلة أيضاً، ففي بلدة الراعي المحتلة افتتح الاحتلال التركي وسلطاته المحلية مدرسة “حاجي مولود أويصال” الابتدائية، لتلقين الأطفال السوريين الأفكار الدينية المتطرفة والأفكار الفاشية الطورانية.
وفي مخالفة للقوانين الدولية، وقّع الرئيس التركي أردوغان، على توقيع مراسيم افتتاح معاهد أو كليات تركية في المناطق المحتلة من الشمال السوري، ضمن مخطط واسع لتتريك تلك المناطق برمتها، تمهيدا لحساباته التوسعية.
ويأتي ذلك بالتزامن مع ظهور جماعة دينية متطرفة مرتبطة بتنظيم داعش الإرهابي تحت مسمى “أحباب الله” شبيهة بجماعات أهل الدعوة والتبليغ، في إقليم عفرين المحتل، إذ يقوم أفراد تلك الجماعات بالتجوال على القرى والبلدات لنشر أفكارها المتطرفة، وتركز في نشاطها خصوصاً على القرى الإيزيدية لإدخالهم عنوة إلى الدين الإسلامي.
جرائم الاحتلال وتنظيم الإخوان المسلمين:
في الخامس من أبريل/ نيسان نشرت عفرين بوست حول ظهور عصابة تمتهن قتل الأطفال للاتجار بأعضائهم بعفرين، وذكرت أنها علمت من مصادر بالعثور على بقايا جثث أطفال في حاويات النفايات، تم قتلهم بهدف سرقة أعضائهم الحيويّة.
وأشارت المصادر إلى أن عصابة مكوّنة من طبيب وممرضين وثلاثة نساء (تعذّر توثيق أسمائهم حالياً) يقومون بخطف الأطفال وقتلهم لسرقة أعضائهم فيما بعد وبيعها في تركيا بمبالغ طائلة، موضحة أن عناصر من ميليشيا ”الجبهة الشامية” وميليشيا ”الشرطة العسكرية” متورطون بهذه العمليات، وتقوم الأولى بتوفير الحماية لأفراد العصابة، بينما تتكفل ميليشيا “الشرطة العسكرية” بتهريب الأعضاء البشريّة من عفرين إلى تركيا عبر حواجزها المنتشرة في الإقليم.
وذكرت تلك المصادر بعض جرائم هذه العصابة، إذ وقعت جريمة مروّعة بتاريخ 24/4/2020 قرب دوار “نوروز” في مدينة عفرين، حيث أقدمت امرأة مجهولة على إلقاء الطفل ”صلاح إبراهيم الرج 9 أعوام” – من أبناء مدينة حلب – من الطابق العلويّ، ليلقى حتفه فوراً ليتم نقله إلى المشفى وبحجة تشريح الجثة لكشف أسباب الوفاة، أقدم الطبيب المشترك في العصابة على سرقة أعضاء الطفل.
وشهدت مدينة عفرين جرائم مماثلة كان آخرها في 8/7/2020، بإقدام امرأة مجهولة على رمي الطفل “عماد محمود عكاشة” من الغوطة الشرقية من الطابق السادس بحي المحمودية بعفرين، علماً أن عمر الطفل أقل من سنتين، وللهدف ذاته.
بعض الجرائم الموثقة:
وفي 5/8/2020 أفاد مراسل عفرين بوست، بأن الجندرمة التركية سلمت جثمان الطفل خليل شيخو (15 عاماً) إلى ذويه بقرية “فيركان” بناحية شرا/ شران، وهي خاويةً، بعد سرقة أعضاء جسده، وذلك بعد يومين من قتله على الحدود من قبل حرس الحدود التركي. وأفادت قريبةٍ للطفل أن الجندرمة بعدما قتلت الطفل نقلته إلى الجانب التركي، وسرقت أعضاء جسده، وسلمته لعائلته عصر اليوم التالي خاوياً من الأعضاء الداخلية”، وأشارت إلى أن علامات التخييط تظهر على الصدر”.
وكان الطفل الكُردي “خليل شيخو” من قرية “فيركان” التابعة لناحية “شرا/شران”، يحاول عبور الحدود، عندما أوقفت الجندرمة سيارتهم وأطلقت الرصاص عليهم، وقتلت الطفل فوراً، دون أي سؤال، ولم تسلم جثته لذويه حينها.
سرقة الأعضاء في عفرين
وفي 21/12/2018 نشر موقع “عفرين بوست” عن ناشطين كرد من إقليم عفرين المحتل أنّ الاحتلال التركي قام بسرقة الأعضاء من أجساد جثامين الشهداء الذين قضوا في التفجير الإرهابي الذي ضرب سوق الهال في مدينة عفرين في 31/10/2019 والذين جرى إجلاؤهم إلى المشافي التركية.
وأفادت عائلة أحد الضحايا أنها لاحظت وجود آثار أعمال جراحية في منطقة البطن وجرى تخييطها، رغم أن الإصابات كانت في مناطق أخرى، ما أثار شكوكهم حول سرقة أعضاء فقيدهم.
فيما نشر موقع صوت الدار في 28/3/2019 عن مصادر خاصة من مدينة عفرين أن منظمات تركية تقوم بعمليات جراحية لأهالي المدينة مجاناً ليتم فيما بعد اكتشاف عمليات استئصال أعضاء من المرضى الذين عالجتهم هذه المنظمة داخل المشافي التركية، وتبين بأن عدد الحالات الواردة إلى مشفى عفرين بلغ 7 حالات أجريت لهم عمليات جراحية داخل الأراضي التركيّة في أواسط شهر كانون الثاني وشباط 2019، وجميعهم كانوا يعانون من نقص تروية إلا أنَّ مؤسسة “إدارة الكوارث والطوارئ التركية” (آفاد) قامت بإرفاق تقارير وهمية عن تضرر أجزاء من الكلية لديهم وضرورة إجراء عملية جراحية لهم.
وتفيد المصادر بأن فرع مؤسسة (آفاد) التابعة مباشرةً للحكومة التركية يستقبل المرضى بالمركز الكائن وسط مدينة عفرين ويجري الفحوصات الطبية اللازمة ويحوّل هذه الحالات إلى تركيا حيث يتم استئصال الأعضاء، وهناك عشرات العوائل التي تعرض أفراد منها لسرقة الأعضاء.
وقد نشر موقع الحل في 4/8/2020، تقريراً بعنوان “جثث مريبة: هل تتم سرقة أعضاء المصابين السوريين في المشافي التركية؟”، وذكر التقرير شهادة “أبو جميل”، وهو مزارع ستيني من عفرين، فضّل عدم الكشف عن اسمه، خوفاً من تبعات شهادته، تحدث عبر تطبيق “واتساب” عن “إصابة قدم ابنه في تفجير سيارة مفخخة عام 2018 في مدينة عفرين، ونقل بعدها لتركيا، ولم يستطع الأب معرفة المشفى الذي نُقل إليه، ليتفاجأ بعد أيام باتصال من ناشطٍ، يخبره “بضرورة المجيء إلى تركيا لاستلام جثة ابنه”. ويضيف أبو جميل: “ذهبنا واستلمنا الجثة، وقمنا بدفنها. وكما يحدث مع الجميع، أتانا ببطنٍ مفتوحة”.
سرقة الأعضاء في تل أبيض ورأس العين
ونشر موقع صدى الواقع السوري خبراً في 4/7/2020 عن إقدام مجموعة المدعو “حمزة شاكر” التابعة لميليشيا “فرقة السلطان مراد” على قتل الطفلة ريماس محمد (9 سنوات) من أهالي سري كانيه وتسليم جثتها للسلطات التركية حيث تمت سرقة أعضائها الداخليّة بمستشفى تركي ثم سُلمت الجثة لاحقاً لذويها.
وفي 25/11/2019 أكد “المرصد” المعارض وجود شكوك في منطقة تل أبيض حول عمليات اتجار بأعضاء بشرية تقوم بها قوات الاحتلال التركي والفصائل الموالية لها في المناطق التي احتلتها مؤخراً في تل أبيض، مستغلين تشريح الجثث في المشافي التركية”.
ونقل المصدر عن مصادر موثوقة، أن أحد ضحايا التفجير الإرهابيّ الذي وقع في تل أبيض وأسفر عن مقتل وإصابة العشرات، تم إسعافه ونقله إلى المشفى، إلا أنه عاد جثة هامدة.
وبحسب ما قالت المصادر، فإن “صاحب مخزن لقطع غيار السيارات، ويدعى (ف.ط)، أُصيب بالانفجار الذي وقع في تل أبيض، وقد جرى إسعافه ونقله إلى المشفى وكان حياً واعياً ويمشي على قدميه ولم يكن يعاني سوى من إصابة في يده، ولكنهم أعادوه جثة هامدة وبطنه مفتوح وقد تعرض للخياطة بطول الجرح، وسط شكوك حول سرقة الأعضاء الداخلية له”.
شاهد حي
أطلق حراس الحدود التركي النار على المواطن باسل محمد نذير (28عاماً) من مدينة الدرباسية، أثناء محاولته، مع سبعة عشر شخصاً، العبور بطريقة غير شرعية إلى تركيا، بقصد العمل، وأصيب بطلقة بقدمه اليمنى، وأُلقي القبض عليه، واقتيد إلى المخفر الحدوديّ، ونُقل، بعد تعرضه للتعذيب، لمشفىً تركي.
ويقول: “راودتني الشكوك بعد ملاحظة أنَّ جانبي الأيمن عليه علامات خياطة، فعرضت نفسي على طبيب، بعد تزايد حالات الضعف والمرض التي تنتابني، فوجئت به يخبرني أنّي بكلية واحدة، وأن كليتي اليمنى قد سُرقت”، حسبما أكد “نذير”، في حديثٍ لموقع “الحل نت”، أدلى به بعد عودته إلى بلدته.
وكر لحفظ الأعضاء المسروقة بريف إدلب
وفي 30/7/2020 عُثر داخل أحد أوكار المسلحين بقرية الغدفة ــ منطقة معرة النعمان، على عدد كبير من العبوات الشفافة تحوي أعضاء بشرية، منها رأس وعيون وقلوب ورئات وأكباد وكلى وأحشاء أخرى، محفوظة في محلول الكلوروفورم”. فقد حوّل أحد الأطباء حوّل منزلًا، إلى مختبر طبي بدائيّ.
تقارير حقوقيّة ودولية
وتتصدر تركيا قائمة الدول التي تنتشر فيها جرائم الاتجار بالأعضاء البشرية، في ظل ورود تقارير دولية شبه دائمة، عن استغلال تركيا اللاجئين السوريين بتلك التجارة ونتيجة الصراع الدمويّ في سوريا، الذي أدى إلى تدمير البنية التحتية للبلاد، ومنها المستشفيات ومعامل الأدوية.
وفي 18/6/2019 قال موقع العرب “تركيا تحتل المرتبة الأولى في العالم من حيث احتضانها لعصابات الاتجار بالبشر”، ونقل الموقع عن تقرير لمؤسسة “ويلك فري” الأسترالية أن تركيا تحتل المرتبة الأولى على مستوى أوروبا بتجارة الأعضاء البشرية، وخاصة الكلى والقرنية وأجزاء من الكبد.
وكان محمد علي أصلان النائب بالبرلمان التركي عن حزب الشعوب الديمقراطي قد قدّم عام 2018، مذكرة استجواب بحق رئيس الوزراء التركي آنذاك بن علي يلدريم من سبعة أسئلة، تتعلق بما يتعرض له الأطفال السوريون، من تجارة بأعضائهم محملاً حزب العدالة والتنمية المسؤولية.
وأشار تقرير لمفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة صدر عام 2017 بأن نحو 17 ألف طفل لاجئ اختفوا في ظروف غامضة، ورجح البعض أن يكونوا تعرضوا لعمليات خطف، بهدف سرقة أعضائهم.
ووثقت جهات حقوقية عام 2014 وجود 18 ألف حالة تعرضت لسرقة أعضائها في شمال سوريا، واتضح أنهم أجروا تلك العمليات في تركيا، وأكدت في حينه أن “الرقم لا يمثل إلا شيئاً يسيراً من الحقيقة”.
تقارير إعلامية
وفي مايو/أيار الماضي أجرت شبكة “سي بي إس” الأمريكية، تحقيقاً صحفياً بعنوان “بيع الأعضاء للبقاء على قيد الحياة” دعمته بفيلم وثائقي مدته خمس دقائق.
ورصدت فيه الاتجار بالأعضاء البشرية وكيف وقع لاجئون سوريون ضحية ذلك مقابل الحصول على مبالغ زهيدة، ومن خلال شهادات ضحايا وبواسطة كاميرات خفية تأكدت هذه المزاعم.
وكشف التحقيق أن عمليات بيع الكلى والكبد تجري من خلال جهات فاعلة في السوق السوداء، وتستهدف العائلات الفقيرة وغالباً ما يتم خداعهم بالمبالغ المالية التي يوعدون بها عقب الانتهاء من عملية الاستئصال، إذ يختفي الوسيط دون إتمام دفع كامل المبلغ.
كما كشف تقرير لموقع أي دي دبليو الألماني، في 26/11/2017، أن “السلطات التركية متورطة بتهريب الأعضاء البشرية للجرحى السوريين الذين يصلون إلى الأراضي التركية”.
وأضاف التقرير أن “السلطات التركية تقوم بنقل الجرحى الشباب من السوريين من الذين يدخلون إلى تركيا إلى المستشفيات في مدينتي أنطاليا والإسكندريون في سيارات تحرسها الشرطة والمخابرات التركية”.
وتابع أن “الجرحى المصابين يتم تجريدهم من أعضائهم بعد تخديرهم ليتم قتلهم لاحقا ودفنهم في الأراضي التركية أو إرسالهم إلى الحدود، وان معظم الأعضاء التي يتم الاتجار بها هي الكبد والكلى والقلوب والتي تعطى للأشخاص الذين ينتظرون العلاج في تركيا”.
بدورها قالت صحيفة الديار اللبنانية “تركيا ترتكب جريمة العصر” وكشفت بالتفاصيل كيف تأخذ تركيا أعضاء الجرحى السوريين بعد قتلهم. وقالت: إن “المواقع العلمية الأوربية المعروفة بمصداقيتها كشفت عن أعمال سرقة الأعضاء البشرية التي جرت في احدى المستشفيات في أنطاليا”، مشيرة إلى أن “عمليات زرع الأعضاء قد زادت في تركيا خلال العامين الماضيين“، إذ يؤخذ الجرحى إلى مستشفيات أنطاليا وهاتاي بسيارات تركية بحراسة الشرطة والمخابرات التركية ويجري تخديرهم وسحب الأعضاء من أجسامهم وقتلهم بعد ذلك، وقد دفن أغلبهم في الأراضي السوريّة بحجة انهم لا يستطيعون إرسالهم إلى قراهم، وبينت أن “الأطباء السوريين الذين قدموا من ألمانيا وفرنسا وبلجيكا لمعالجة الجرحى عثروا على أعضاء مسروقة من بعض الجرحى ولكنهم منعوا من الحصول على أي معلومات من الجيش التركي”.
وأكدت الصحيفة أن “من بين 62 ألف جريح مدنيّ وعسكريّ نقلوا إلى تركيا، تم استئصال أعضاء 15.622 منهم، وأعيدوا إلى سوريا بغرض دفنهم”. وزادت تجارة الأعضاء في سوريا، وانضم ما يسمى “الجيش السوري الحر” إلى مستشفيات ميدانية سورية، وسلّم سوريين مصابين إلى مشافٍ تركيّة حيث يتم حصادهم هناك.
وتعتبر سرقة الأعضاء عمل مافياوي يشترك في تنفيذه فرق القتل وخبراء، وقد نشطت هذه التجارة كثيراً في ظروف الحرب الأهلية السورية، وقد وُجدت آثار جراحات كبيرة على أجساد الغرقى الذي انطلقوا من السواحل التركي قاصدين اليونان عبر المراكب المطاطية، ولا يمكن تبرير تلك الجراحات لأشخاص متوفين، إلا أن تكون عمليات التهريب مع سرقة الأعضاء من عمل مجموعات الجريمة المنظمة بعلم الحكومة التركية.
وفي 27/2/2017 قال موقع ترك برس إن “مستشفيات مدينة بورصة تربعت على رأس قائمة المدن التي تستقبل أكبر عدد من التبرعات وعمليات زراعة الأعضاء البشرية في منطقة تركيا أوروبا”، وليطرح السؤال عن سر القفزة النوعية، لأن مجرد التبرع والفتوى لا يقدم الإجابة الكاملة!
ــ في الثامن من أبريل/ نيسان أفادت مصادر محلية من عفرين بأنه تم ضبط أكثر من 100 ألف حبة مخدرة معدّة للتهريب، ضمن كبسولات دوائية ووضعت داخل عبوات لنقل الزيت، في خطوة تهدف على ما يبدو لصرف الأنظار والتمويه أمور أعظم وخاصة أن مناطق الاحتلال التركيّ عموماً باتت مرتعاً لتصنيع والاتجار بالمخدرات وتمريرها إلى أسواق أوروبا.
وتجدر الإشارة إلى أن حوادث عديدة وقعت واستخدم فيها السلاح بين مسلحي الميليشيات بسبب خلافات على تقاسم المكاسب التي تدرها المخدرات عليهم، ففي 30/3/2021 رفض مسلحون تابعون لميليشيا السلطان مراد الوقوف على حاجز لميليشيا الشرطة العسكرية بسبب وجود كمية من المخدرات في السيارات ما أدى لاندلاع اشتباكات مسلحة بين الطرفين.
في 27/3/2021 اندلعت اشتباكات عنيفة في قرية باسوطة بين ميليشيا “الحمزات” وميليشيا الوحدات الخاصة” التي يتزعمها المدعو “عبد الله حلاوة” والمنشقّة حديثاً عن ميليشيا “فرقة الحمزة”، لتنضم إلى ميليشيا “فيلق الشام”، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف الطرفين. وكان سبب الاشتباكات التنافس على طريق التهريب الذي يبدأ من بلدتي نبل والزهراء وحتى الحدود التركيّة.
في 16/1/2021 ذكرت “عفرين بوست” أن مسلحين تابعين لميليشيا الحمزات في مدينة عفرين وبلدة باسوطة يقومون بالاتجار بالمخدرات ويستدرجون أطفالاً أعمارهم بحدود 10 – 11 سنة للإيقاع بهم وإيقاعهم في شرك الإدمان على المخدرات ليكون أول خطوات الإدمان. وقد حصل مراسل عفرين بوست على أسماء مسلحين ممن يستدرجون الأطفال، وهم كل: من أبو رياح وأبو حسن وأبو فاضل، الذين تتوفر لديهم باستمرار حبوب مخدرة من كل الأنواع، ويتم بيعها في صيدليات افتتحها المستوطنون في عفرين.
فيما يشهد إقليم عفرين المحتل انتشاراً واسعاً لتعاطي المخدرات من قبل مسلحي الميليشيات، واستكمالاً لعملية التدمير الممنهج لسكان الإقليم وتفسيخ البنى الاجتماعية يتم استهداف الصحة العامة والعقول ونشر إدمان المخدرات بين الأطفال عبر استدراجهم إلى مقرات الميليشيات وبخاصة ميليشيا “الحمزات في عفرين وباسوطة.
يذكر أن إقليم عفرين تحول المنطقة إلى معبرِ مهمٍ لتهريب المخدرات، التي تدر مكاسب مالية كبيرة. وبات مرتعاً خصباً للاتجار بالحبوب المخدرة وزراعة الحشيش وتعاطيهما، وقد تم تحويل بعض المنازل المستولى عليها إلى معامل لإنتاج الحبوب المخدرة ونشرت عفرين بوست في 17/7/2020 نقلاً عن مصادره أنّ ثلاثة مستوطنين من حي السكري بحلب (أم واثنين من أبنائها) افتتحوا منذ عدة أشهر معملاً لصناعةِ الحبوب المخدرة مثل (كابتاغون وترامادول وبالتان ومعجون) بالإضافة إلى حشيش التتن. وأضاف “المعمل ظاهرٌ للعيان أمام الجميع حتى الأطفال، ويقع ما بين قريتي معرسكة وقطمة في ناحية شرا/شران، في بستان كمال عزت، بعدما احتله هؤلاء المستوطنون”. وأشار المصدر إلى أنّ “هذا المعمل يبيع الحبوب للصيدليات في المنطقة وهذا يجري بعلم الاحتلال التركيّ، كما أنّهم يبيعون منتجاتهم لقادة الميليشيات.
ومن المواقع التي يتم فيها زراعة الحشيش منزل المدعو إسماعيل اللهيبي في قرية كفر مزة التابعة لناحية شرا/ شران، فيما تنشر زراعته على مساحة واسعة في قرى ميدان اكبس، وخرابي سلوك وسوركه التابعة لناحية راجو.
في العاشر من أبريل/ نيسان، علمت عفرين بوست من مصادرها أنّه تم ضبط المدعو “أبو الخير الغوطاني” وهو متزعم في ميليشيا “جيش الإسلام” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، في منزل شقيقه بحي الأشرفية في وضع غير أخلاقي مع زوجة شقيقه، الذي اكتفى بتطليق زوجته.
والمدعو” أبو الخير” معروف بتنفيذ عمليات السرقة الواسعة التي تطال ممتلكات الأهالي في حيي الأشرفية وطريق ترنده.
ففي الأول من أبريل 2021، أقدمت مجموعة “أبو الخير” الغوطاني السبت الماضي، سرق دراجتين ناريتين من مدخل بناء سكنيّ في حارة الفيل بحي الأشرفية، واستخدم عربة عسكريّة عائدة لميليشيا “جيش الإسلام” لنقل الدراجتين، وتعود ملكية إحدى الدراجات لعنصر من ميليشيا “الشرطة المدنية” والذي اشتكى لدى سلطات الاحتلال التركي فرفضت البتَّ بالشكوى.
في الثالث عشر من أبريل/ نيسان، أفاد مراسل عفرين بوست أنه في إطار سبل المعيشة على المواطنين الكرد في إقليم عفرين المحتل منعت ميليشيا “السلطان مراد”، أكبر الميليشيات المحتلة لبلدة ميدانكي بناحية شرا/شران، سكان البلدة الأصليين من مزاولة مهنتهم بصيد الأسماك في بحيرة البلدة، بذريعة تنفيذ حملات أمنيّة متكررة في المنطقة، مشيراً إلى أنَّ هدف المنع الحقيقيّ هو لحرمان أهالي البلدة من التكسّب واحتكار المهنة لصالح عناصرها وذويهم من المستوطنين.
وتواصل أحد صيادي البلدة مع المراسل وقال: مرتزقة فرقة السلطان مراد تمنع أهالي بلدة ميدانكي من مزاولة مهنة الصيد، بحجة قيامهم بتنفيذ حملات أمنية في البلدة.
وتابع الصياد: مهنة الصيد مصدر رزقنا الأساسيّ، وتلجأ الفصائل المتواجد في البلدة وعلى رأسها ميليشيا “السلطان مراد”، والتي تحتل المرتبة الثالثة بالسلطة المركزية إلى سرقة خيرات البلدة وعلى رأسها الصيد، ومنعِ الأهالي من مزاولة مهنتهم الصيد لصالح مواليهم ومقربيهم لتكون مصدر دخلهم”.
وتحتل خمس ميليشيات إسلامية قرية ميدانكي، وتتقاسم مناطق النفوذ ضمنها، وهي كل من مليشيات (فيلق الشام، قوات النخبة، فرقة السلطان مراد، لواء المعتصم، فرقة رجال الحرب).
وتوجد حالياً قرابة 110 عائلات من السكان الكُرد الأصليين من أصل 550 منزل تتكون منها بلدة ميدانكي، فيما يستولي المسلحون والمستوطنون على باقي المنازل في القرية.
في الثالث عشر من أبريل/ نيسان علمت “عفرين بوست” من مصادرها، أن ميليشيات الاحتلال التركي الإسلاميّة المعروفة باسم “الجيش الوطني السوري”، سيّرت دوريات في عدد من قرى إقليم عفرين لملاحقة المفطرين مع حلول شهر رمضان، وتحت طائلة فرض غرامات والإخضاع لدورات شرعيّة.
وقال مراسل عفرين بوست إن ميليشيا “لواء الوقاص” التي تحتل قرى هيكجة ومروانية في ناحية شيه/شيخ الحديد وكذلك ميليشيا “فيلق الشام” التي تحتل قرية باصوفان/الإيزيدية/ وبعية وبرج حيدر وغيرها بناحية شيراوا، قررت تسيير دوريات بهدف ملاحقة المفطرين جهراً خلال شهر رمضان في القرى الخاضعة لاحتلالها.
وأشار المراسل إلى أنّ الميليشيات الإسلاميّة ستفرض غرامة مالية على من يتم ضبطه مفطراً، إضافة لإخضاعه لدورة شرعيّة دينيّة.
من جهة أخرى، رصد مراسل “عفرين بوست” في مركز إقليم عفرين المحتل شمال سوريا، تجول جماعة ”أحباب الله” المرتبطة بتنظيم داعش على أصحاب المحال التجارية والشوارع العامة بمدينة عفرين لحض الناس على الصيام والصلاة ويقومون بتوزيع التمور والمسواك عليهم.
في الثالث عشر من أبريل/ نيسان أفادت مصادر محلية، بأن سلطات الاحتلال التركيّ سمحت للتجار المحليين بإخراج مخزونهم من الزيت إلى خارج المناطق المحتلة في الشمال السوري. شريطة تسليمها كميات موازية من زيت الزيتون. وجرى ذلك في اجتماعٍ عقد قبل أسبوع لتجار الزيت مع مسؤولين أتراك في مقر “تعاونيات الائتمان الزراعيّ التركيّ لشراء زيت الزيتون في مدينة جنديرس بريف إقليم عفرين المحتل شمال سوريا.
وبحسب مصادر “عفرين بوست” فقد عرض مسؤولو الاحتلال التركي على التجار الحاضرين بالاجتماع، تسليم كمية مماثلة للكمية التي يرغبون بتصديرها لخارج المناطق المحتلة إلى “التعاونية” التابعة لسلطة الاحتلال التركي والكائنة في جنديرس، ولكن بسعر أقل من السعر المتداول في السوق المحلية، مشيرة إلى تحديدهم لسعر 30.50 (ثلاثون دولاراً وخمسين سنتاً) للعبوة الواحدة، علماً أنَّ السعر المتداول في السوق يتراوح حالياً بين 40 – 42 دولار أمريكيّ.
وتجدر الإشارة إلى أنَّ للتعاونيّة مركزٌ تجاريّ مقره في معصرة رفعتية- جنديرس، يتم فيها تجميع الزيت تمهيداً لنقله إلى الأراضي التركية ومن ثم تصديره للأسواق الأوروبيّة على أنّه تركيّ المنشأ.
في الثاني والعشرين من أبريل/ نيسان، حصل مراسل “عفرين بوست” اليوم الخميس، على معلومات من أوساط ميليشيات الاحتلال التركي الإسلامية والمعروفة باسم “الجيش الوطني السوري”، أن 400 مرتزق سوريّ انطلقوا من إقليم عفرين المحتل شمال سوريا، ودخلوا الأراضي التركية للتوجه إلى معسكر تجميعي في مدينة مرسين التركية تمهيدا لإرسالهم إلى أوكرانيا أو اليمن.
وأضاف المراسل أن المرتزقة ينتمون إلى ميليشيا “السلطان مراد وملكشاه والسلطان سليمان شاه أو العمشات”، مشيراً إلى معظمهم من المكون التركماني.
وكان مركز توثيق الانتهاكات في شمال سوريا قد كشف عن قوائم قد جهزها ميليشيا “الجيش الوطني السوري” من عناصره بغية تدريبهم لإرسالهم إلى اليمن، بانتظار أوامر من المخابرات التركية للتحرك.
المعلومات الجديدة التي تم كشف النقاب عنها تشير إلى أن تركيا تعتزم إرسال دفعة جديدة من المرتزقة من عناصر الفصائل السورية الموالية لها، هذه المرة إلى اليمن.
مصادر “المركز” كشفت أنّ هذا الملف سلمته المخابرات التركية إلى المدعو (كمال طه الفيحان) الملقب بـ (أبو فيصل المجاهد)، وهو من أهالي مدينة (القريتين) التي تبعد حوالي 85 كم عن مركز (مدينة حمص)، ويعيش في بلدة (الدانة)، متنقلا بينها وبين منطقة عفرين وجرابلس والباب وإعزاز، ورأس العين وتل أبيض وقام بفتح مكاتب لتجنيد (المرتزقة) لإرسالهم إلى اليمن بدعم تركي.
وبحسب تسجيلات صوتية حصل المركز الحقوقي عليها من مدير حملة تجنيد المرتزقة (كمال طه) فإنّه مكلف من قبل المخابرات التركية بالعمل في المناطق الخاضعة لسيطرة (الجيش الوطني) لتجنيد المرتزقة السوريين، بهدف إرسالهم إلى اليمن، عبر السعودية، مقابل راتب شهري يبلغ 2500 دولار، يسلم منها (سلفاً) 400 دولار – خصم 100 دولار لوثائق المرتزقة-، والباقي بنهاية الشهر يسلم للأهل وفق توكيل من (المرتزق).
طه كشف أنّ مدة التعاقد هي 6 أشهر، قابلة للتجديد، في حال لم يُقتل (المرتزق) أو (كانت سيرته الذاتية نظيفة)، وقال بإنّ اصطحاب الهواتف ممنوع منعا باتا، وإنّ التصوير محظورا كليا، وعواقبه وخيمة (الحبس، الطرد …).
وعن مهام المرتزقة تحدث طه قائلا، إنّهم يفضلون تجنيد من له خبرات قتالية، سيتم جمعهم في منطقة عفرين، ومنها سيتم إدخالهم إلى الأراضي التركية بتنسيق مع (الجيش والمخابرات التركية) ومنها من مطار عينتاب إلى إسطنبول سيتم نقلهم إلى مدينة الرياض (السعودية)، وهناك سيتم إخضاعهم لدورة تدريبية (عسكرية) مدة 15 يوم، لتعليمهم حمل السلاح، والانضباط، وثم سيتم نقلهم إلى الحدود السعودية – اليمنية للعمل كحرس حدود وأي مهمة قتالية.
وتحدث طه إنّ المخابرات التركية هي من تشرف على العملية، وقال إنّه سيتم تأمين كل مصاريف المجندين كمرتزقة من نقل إلى غذاء وطعام وعلاج ولباس.
في السادس والعشرين من أبريل/ نيسان، رصدت عفرين بوست من متابعة قناة إعلامية موالية للاحتلال التركيّ، أنّها كشفت عن سلوك وخلفيات عددٍ من متزعمي ميليشيات الاحتلال التركي المعروفة باسم “الجيش الوطني” الذين اقتطعت لهم المخابرات التركيّة قطاعات أمنية في إقليم عفرين المحتل شمال سوريا جزاء مشاركتهم في غزو الإقليم عام 2018.
وأفاد المصدر أن المدعو “محمد العزو الشيخ”، متزعم ميليشيا “صقور الشمال” التي تحتل قرية كُردو في ناحية بلبل، قد حوّل القرية الحدودية إلى نقطة تهريب للبشر إلى داخل الأراضي التركي باستخدام الطريق العسكري بالتعاون من الجندرمة التركية، مشيراً إلى أن يقبض على كل شخص مبلغ 2200 دولار أمريكي.
وأضاف المصدر أن المدعو” الشيخ” أقدم في وقتٍ سابق على اغتصاب فتاة من عائلة “الحيشاوي” أثناء محاولتها بواسطته الدخول عبر طرق التهريب في القرية إلى الأراضي التركية، مؤكداً أنم تمت لفلفة الفضيحة بدفع فدية مالية لوالد الفتاة.
ونوّه المصدر أن متزعم الميليشيا في القرية، له سوابق أخرى في الاعتداء جنسيا على نساء عناصره، دون أن تحاسبه سلطات الاحتلال التركي رغم افتضاح أمره، على غرار المدعو “أبو عمشة” متزعم ميليشيا “السلطان سليمان شاه في ناحية شيه /شيخ الحديد، الذي يشتهر بقصص اغتصاب نساء عناصره وسلجه الإجرامي في الخطف والقتل وفرض الإتاوات.
في السابع والعشرين من أبريل/ نيسان، أفاد مراسل عفرين بوست بأنه حصل من مصادره على معلومات تفيد بقيام المرتزقة السوريين القادمين من ليبيا، بإنشاء استثمارات في مركز عفرين بأسماء مستعارة لإخفاء حقيقة أعمال السرقة التي نفذوها، وعُرف منهم: (أبو حفظ أسعد ــ بارودي ــ أبو محمد شرار ــ أبو محمد طباخ).
وأوضح المراسل إن مرتزقة ميليشيات “الجيش الوطنيّ” الإخوانية الذين عادوا من ليبيا، سعوا إلى إنشاء مشاريع من أجل تبييض الأموال المسروقة من ليبيا. حيث قاموا بتنفيذ عمليات سرقة ونهب في ليبيا وتضمنت الذهب والممتلكات والأموال، وبدرجة أقل كان الاعتماد على الرواتب التي خصصت لهم مقابل مشاركتهم في القتال إلى جانب حكومة الوفاق الإخوانية في ليبيا.
وأضاف المراسل، بأن هؤلاء المرتزقة بعد عودتهم من ليبيا، وبعد قيامهم بأعمال السرقة والنهب هناك، قاموا في أولى خطواتهم بافتتاح مكاتب لتجارة السيارات، كونها عملاً سهلاً لا يتطلب الكثير من التحضيرات.
وذكر المراسل، بأن المرتزقة وعلى رأسهم المدعو “أبو حفظ” دخل بشراكة في مشفى عفرين بعدما حظي بحماية من مسلحي ميليشيا “لواء الشمال”، بالإضافة إلى شراء منازل في حي الأشرفية بأسعار بخسة، وكذلك محلات تجارية في منطقة الصناعة.
وأشار المراسل إلى قيام المدعو “أبو حفظ” بعمليات نهب وسرقة لأكثر من ثلاثين منزلاً وخمسة وعشرين محلاً تجارياً تعود ملكيتها لأهالي عفرين.
ويذكر أن المدعو “أبو حفظ” كان مسؤولاً عن تجنيد المرتزقة لصالح الاستخبارات التركية وتحضيرهم لإرسالهم إلى ليبيا وأذربيجان، بينما يعمل إخوته ضمن صفوف “جبهة النصرة” المدرجة على قائمة الإرهاب العالمية.
الإدارة الذاتيّة لشمال وشرق سوريا
تسجيل 15 حالة وفاة جراء الإصابة بوباء كورونا في مناطق شمال وشرق سوريا
في السابع والعشرين من أبريل/ نيسان، أعلنت هيئة الصحة التابعة للإدارة الذاتية اليوم الثلاثاء، عن تسجيل خمس عشرة حالة وفاة بمرض كورونا وإصابة 233 إصابة جديدة في مناطق متفرقة من شمال وشرق سوريا.
وأوضح الدكتور جوان مصطفى، الرئيس المشترك لهيئة الصحة في الإدارة الذاتيّة لشمال وشرق سوريا، أنَّ حالاتِ الوفاة هي لثلاثة رجال وامرأة من الحسكة وأربعة رجال وامرأة من قامشلو ورجل وامرأة من دير الزور ورجل وامرأتين من منبج وامرأة من مخيم الهول.
وأضاف الدكتور “جوان” أنه تم تسجيل 233 إصابة جديدة بفايروس كوفيد ١٩ في مناطق شمال وشرق سوريا وهي ١٣٠ ذكور و١٠٣ إناث وتتوزع على الشكل التالي:
الحسكة 30 حالة، قامشلو 17 حالة، ديرك 15 حالة، درباسية 5 حالات، عامودا 12 حالة، كوباني 6 حالات، الرقة 23حالة، الطبقة 41 حالة، ديرالزور 60 حالة، مخيم روج 19 حالة، منبج 4 حالات، الشهباء حالة واحدة.
الجدير بالإشارة فإن عدد المصابين بفايروس كورونا في مناطق شمال وشرق سوريا بلغ (١٥٥٦٢) حالة منها ٥٤٥ حالة وفاة و١٥٦٩ حالة شفاء.
في التاسع والعشرين من أبريل/ نيسان مددت الإدارة الذاتيّة لشمال وشرق سوريا الحظر الجزئيّ لمدة أسبوع، اعتباراً من 30/4/2021 ولغاية 6/5/2021.
مقاومة الاحتلال:
ــ في الخامس من أبريل/ نيسان مساءً، اندلعت اشتباكات عنيفة بين قوات تحرير عفرين والميليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي على محور قرية كفر خاشر وقرية مرعناز بريف حلب الشمالي.
ووفقاً لمراسل عفرين بوست في منطقة الشهباء، فقد استهداف قوات الاحتلال التركي بالقذائف المدفعية وقذائف الهاون محوري كفر خاشر ومرعناز، لترد قوات تحرير عفرين على مصادر النيران، لتندلع على إثرها اشتباكات عنيفة وقصف متبادل بالمدفعية الثقيلة.
وأضاف المراسل أنه عقب اندلاع الاشتباكات في المنطقة، أغلقت مليشيات الاحتلال في حاجز الشط طريق عفرين- إعزاز أمام حركة المرور، مشيراً إلى القصف التركي لم يتسبب بوقوع أي خسائر بشرية لتقتصر الخسائر على الماديات فقط.
ــ في السابع من أبريل/ نيسان جدد جيش الاحتلال التركيّ والميليشيات الإسلامية التابعة له مساء الأربعاء، قصفه المدفعيّ المكثف على قرى الشهباء مركزاً على القرى الآهلة بالأهالي من السكان المحليين ومهجري إقليم عفرين.
وفقاً لمراسل عفرين بوست، استهدف جيش الاحتلال التركي وميليشياته، بشكل عنيف أطراف قرى آقيبة وبينه وعين دقنه ومطار منغ وأطراف بلدة دير جمال انطلاقاً من نقاط تمركزها في قرية تللف بريف إقليم عفرين المحتل وكذلك من منطقة البحوث العلمية بمدينة إعزاز بريف حلب الشمالي.
وأشار المراسل إلى أن قوات تحرير عفرين ردّت على مصادر النيران واستهدفت نقاط الاحتلال التركي المتمركز في قريتي جلبر وباسلة بقذائف الهاون والرشاشات الثقيلة.
وبالتزامن مع القصف العنيف وقعت اشتباكات عنيفة بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة بين قوات تحرير عفرين وقوات الاحتلال التركي على محاور قريتي باسلة وجلبريه/ناحية شيراوا.
يشار إلى أن القصف العنيف تسبب بحالة من الهلع والخوف بين سكان قرية عقيبة ودير جمال بسبب شدة القصف، فيما لم ترد بعد معلومات عن الخسائر بسبب استمرار القصف العنيف على قرى الشهباء.
ــ وفي اليوم نفسه أقرّت وزارة الدفاع التركية بمقتل جنديين تركيين، جراء هجمات نفذتها قوات تحرير عفرين على نقطة تركية في قرية باسليه/باصلحايا ريف إقليم عفرين المحتل شمال سوريا. ونعت الدفاع التركية على معرفاتها خبر مقتل الجنديين “غوكهان جاكير” و”أحمد أكدال” على يد مقاتلي ومقاتلات “تحرير عفرين”.
من جهة أخرى، استهدف جيش النظام السوري، قاعدة الكوماندوس التركي المتمركزة بمدرسة فيصل قدور على طريق عفرين – جنديرس، بنحو 5 قذائف صاروخية دون التمكن من معرفة وجود خسائر في صفوف جنود الاحتلال من عدمها.
كما قصف جيش النظام نقاطاً في مدينة دارة عزة وجبل الشيخ بركات، ليمتد القصف لاحقاً إلى ريف إدلب حسبما ذكرت وكالات الأنباء.
وأفاد سكان محليون أن 4 قذائف صاروخية سقطت في محيط قرية جوقي/جويق- مركز عفرين، استهدفت على فيما يبدو القاعدة التركية الموجودة على تل “سيرياتيل” بمحيط القرية والمطلة على قرية كازيه، تبعها تحليق لمروحيات تركيّة في سماء المنطقة.
وكان الاحتلال التركي وميليشياته نفذ قصفاً كثيفاً واسعَ النطاق على عدة قرى بناحيتي شيراوا وشرا ومناطق الشهباء، وطال القصف العنيف قرى كشتعار وبينه /إبين وحرش قرية عقيبة وأطراف بلدة ديرجمال أطراف قرية كفرنايا وقرى عين دقنة والعلقمية ومرعناز وأطراف مدينة تل رفعت، بالتزامن مع تحليق لطائرات استطلاع مجهولة- قال نشطاء إنها روسية – في أجواء المنطقة.
ــ في الثامن من أبريل/ نيسان، ظهراً، جددت مدفعية الاحتلال التركي قصف قرى كردية في ناحية شيراوا بريف إقليم عفرين المحتل شمال سوريا، ولا معلومات عن خسائر.
وأفاد مراسل عفرين بوست بأنَّ مدفعية قوات الاحتلال التركيّ جددت ظهر اليوم الخميس 8/4/2021 قصف قريتي بينه وآقيبة في ناحية شيراوا فيما كانت طائرات الاستطلاع التركية تحلق فوق القريتين. فيما لم ترد معلومات عن أية خسائر جراء القصف.
ــ في اليوم نفسه تمكنت قوات تحرير عفرين مساءً، من إسقاط طائرة استطلاع تركية من نوع Mavic كانت تحلّق في أجواء قرية بينه بريف عفرين الشرقي لتحديد وتصحح الأهداف للمدفعية التركية وفقاً لمراسل عفرين بوست.
وكانت قوات الاحتلال التركي وميليشياتها الإسلامية قد صعّدت من قصفها المدفعي منذ مساء الأربعاء إلى ساعات متأخرة من ليلة الأربعاء على قرى ناحية شيراوا ومناطق الشهباء.
ــ وفي صباح اليوم نفسه الخميس، استهدفت قوات الاحتلال التركي قرى الشهباء وقرى ناحية شيراوا منذ الصباح الباكر، وذلك بعد مقتل 4 جنود للمحتل التركي في عملية جرى تنفيذها يوم الأربعاء في قرية باسليه، حسبما ذكرت قوات تحرير عفرين في بيانٍ لها.
القصف التركي الذي انطلق من قواعد الاحتلال في قرية تللف والبحوث العلمية في إعزاز، طال منذ ساعات الصباح قرى الشعالة وأطراف قرية النيربية ومرعناز وعين دقنه وبينه وعقيبة/آقبيه ما ألحق أضراراً مادية كبيرة بممتلكات المدنيين بالأخص قرية عقيبة الآهلة بالسكان.
ــ وفي يوم الخميس أيضاً، كشفت قوات تحرير عفرين، عن حصيلة العمليات التي نفذتها قواتها خلال الفترة الواقعة بين 19 مارس/آذار حتى 7 من أبريل/نيسان2021، ضد قوات الاحتلال التركي ومسلحي الميليشيات الإخوانية التابعة له وأسفرت العمليات عن مقتل وإصابة 26 جندياً ومسلحاً.
أصدرت قوات تحرير عفرين اليوم الخميس 8/4/2021 بياناً كتابياً، حول مجمل العمليات التي نفذتها خلال الفترة من 19/3/2021 حتى 7/4/2021، في إقليم عفرين المحتل، وأكّدت فيه مقتل 9 جنود الاحتلال التركي و5 من مسلحي الميليشيات التابعة للاحتلال التركي.
وجاء في البيان أن قوات تحرير عفرين نفذت رداً على تصعيد قصف جيش الاحتلال التركي على قرى ناحيتي شرا وشيراوا خلال فترة نوروز عدة عمليات، جاءت على النحو التالي:
في 19/3/2021 نفذت عملية في حي الزيدية في مدينة عفرين، أسفرت عن مقتل مسلحين وإصابة ثالث.
في 20/3/2021 دمرت عربة تابعة للمسلحين.
في 24/3/2021 نفذت عملية في قرية قزلباشا بناحية بلبله، وأسفرت عن مقتل مسلحين وإصابة ثالث، إضافة لتدمير عربة.
في 28/3/2021 نفذت عملية خاصة مستهدفةً مقرًّاً لجيش الاحتلال التركي في بلدة مارع، أسفرت عن مقتل 4 من جنود الجيش التركي وإصابة اثنين آخرين، كما تم تدمير موقعين عسكريين لجيش الاحتلال التركي. وفي اليوم نفسه، نفّذت عملية ضد مسلحي الميليشيات في قرية جلمه في ناحية جندريسه، أسفرت عن مقتل مسلح.
وفي 7/4/2021 نفّذت عملية ضد قاعدة لجيش الاحتلال التركيّ في بلدة مارع، أسفرت عن مقتل جندي تركي وإصابة ثلاثة آخرين، إضافة لتدمير عربة عسكريّة.
وأضاف البيان أن جيش الاحتلال التركي وميليشياته صعّدوا عمليات القصف خلال يوم الأربعاء 7/4/2021 ما أسفر إصابة عدد من المدنيين بينهم طفل. وأنها رداً على القصف التركي نفذت يوم 7/4/2021عملية خاصة، استهدفت مجموعة من جنود جيش الاحتلال التركي في قرية كوبلي في عفرين، وأسفرت عن مقتل 4 من جنود جيش الاحتلال وإصابة 5 آخرين.
وفي إجمالي خسائر جيش الاحتلال التركي ومسلحي الميليشيات التابعة له أسفرت العمليات التي نفذتها قوات تحرير عفرين، مقتل 9 من جنود جيش الاحتلال التركي و5 مسلحين، وإصابة 10 جنود أتراك ومسلحين اثنين.
في السابع عشر من أبريل/ نيسان وثقت عفرين بوست بياناً أصدرته عن قوات تحرير عفرين 16/4/2021 حول عملياتها في الفترة 8ــ14/أبريل نيسان 2021 وذكرت أنها أسفرت عن مقتل 8 مسلحين وإصابة 19 آخرين في الاشتباكات التي خاضتها. وجاءت تفاصيل العمليات كما يلي:
في 8 نيسان نفذت عملية نوعية في قرية الحلوبية بناحية شرا أسفرت العملية عن مقتل 3 مسلحين وإصابة 2 آخرين.
في 11 نيسان، نفذت عملية في مركز مدينة عفرين، استهدفت نقطة للمسلحين الاحتلال التركيّ وأسفرت عن مقتل مسلحين وإصابة 13 آخرين.
في 12 نيسان، نفذت قواتنا عملية نوعية على طريق ترندة في مركز عفرين ما أسفر عن مقتل مسلحين وإصابة 4 آخرين، إضافة لتدمير عربة.
في 14 نيسان، نفذت عملية نوعيّة استهدفت آلية عسكريّة تابعة للمسلحين في مدينة عفرين ما أسفر عن مقتل مسلح وتدمير العربة.
في ١٦ نيسان خاضت قوات تحرير عفرين اشتباكات ضد جيش الاحتلال التركيّ في ناحية شرا، ولم يتسنَّ معرفة عدد القتلى والجرحى، وارتقى فيها المقاتل آلان بينه إلى مرتبة الشهادة. وفيما يلي سجل الشهيد:
الاسم الحركي: آلان بينه
الاسم الحقيقيّ: باسل نضال حسن، اسم الأم: ناديا.
محل الولادة: عفرين_شيراوا
محل وتاريخ الاستشهاد: شرا ــ ١٦ نيسان ٢٠٢١
نشطاء يطلقون حملة على التواصل الاجتماعي لإيقاف التغيير الديمغرافي في عفرين لاقت انتشاراً كبيراً
في السابع عشر من أبريل/ نيسان، أطلق نشطاء سياسيون وصحافيون حملة “أوقفوا التغيير الديمغرافيّ في عفرين” على وسائل التواصل الاجتماعي، بعد الجرائم الجسيمة التي ارتكبها ويرتكبها الاحتلال التركي في عفرين منذ احتلالها، وعلى رأسها جريمة التغيير الديموغرافي في الإقليم الكُردي شمال سوريا.
وكان الاحتلال التركي وميليشياته الإخوانية قد هجّر أكثر من 300 ألف من السكان الأصليين لعفرين، وأسكنت نحو 400 من المستوطنين المستقدمين من دمشق ودرعا وحمص، بعد اتفاقات آستانا المبرمة بين تركيا وروسيا وإيران، قبيل احتلال الإقليم عام 2018
الحملة الجديدة التي انتشرت بشكل واسع على وسائل التواصل الاجتماعي، أطلقها نشطاء كُرد وعرب بهدف إيقاف التغيير الديموغرافي الذي تجريه قوات الاحتلال التركي والميليشيات الإسلامية التابعة لها.
نهدف لإيقاف التغيير الديمغرافي وشهدنا ردود أفعال
قال كرناس آسو الناشط السياسي وأحد المشرفين على الحملة لـ “عفرين بوست” بأنهم يهدفون من خلال هذه الحملة إلى دفع الجهات الدولية المعنية لاتخاذ موقفٍ ضد الجرائم والانتهاكات التي ترتكبها تركيا من تغييرٍ ديمغرافي في عفرين من أجل التحرك لإيقافه.
وأضاف: “نحن بدأنا في هذا الوقت لأنه هناك مخاوف من تغيير ديمغرافي كامل في المنطقة، حيث تستمر الإبادة بشكل يومي ضد أهالي عفرين، والدليل على ذلك هو تدمير المواقع الأثرية، وبناء جدار فصل ما بين عفرين والمناطق التي في جوارها، والاعتداء على النساء، وافتتاح مدارس دينية تحرض على التطرف والتشدد المشابهة لداعش”.
وأشار (آسو) إلى أن الحملة حققت تفاعلا واسعا من لدن المنظمات المعنية بحقوق الإنسان مثل المرصد السوري لحقوق الإنسان ومؤسسة حماية البيئة في أوروبا وبعض الأطراف السياسية، مردفاً بالقول “لكن هناك الكثير من الدول لا تزال تقف في صف تركيا مثل ألمانيا وروسيا وبريطانيا. نحن نحاول أن نظهر الوجه الحقيقي للدولة التركية ومرتزقتها للعالم أكثر، يجب أن تبقى هذه الحملة مستمرة، نريد أن يتم وضع حد للانتهاكات التركية في عفرين ومناطق كردستان كلها”.
نعمل على تدويل قضية عفرين
من جهتا قالت الصحفية (درايانا داري) المشاركة في الحملة في تصريح لـ “عفرين بوست” أردنا من خلال حملة “أوقفوا التغيير الديمغرافي في عفرين” إيصال صوتنا للمجتمع الدولي لإيقاف الانتهاكات الواسعة النطاق لحقوق الإنسان في عفرين والتغيير الديمغرافي الذي تتبعه دولة الاحتلال التركي لمحو هوية عفرين الكردية”.
وتبدي (داريانا) استيائها من موقف المجتمع الدولي الحالي حيال عفرين وتصفه بـ ” الأصم” ولكنها تعتقد بأنه يجب التحرك وتجريب كافة الوسائل لجعل جعل قضية عفرين قضية دولية مضيفة” الاحتلال التركي ينفذ جرائم الإبادة بحق المناطق المحتلة مثل عفرين وسري كانيه/رأس العين وكري سبي/تل أبيض. ندعو المنظمات الدولية أن تضع حد لهذه الجرائم”.
وكانت العديد من وسائل الإعلام المحلية والدولية قد نشرت تسجيلات مصورة يدعو فيها صحافيون ونشطاء سياسيون إلى إيقاف التغيير الديمغرافي في عفرين.
في الثامن والعشرين من أبريل/ نيسان أعلنت قوات تحرير عفرين في بيانٍ أصدرته اليوم الأربعاء، عن حصيلة سلسلة من العمليات القتالية التي نفذتها ضدَّ جيش الاحتلال التركي والميليشيات الإخوانية التابعة له.
وقال البيان إن تلك العمليات أسفرت عن مقتل 6 مسلحين وإصابة 12 مسلحا آخر بينهم جنود أتراك وذلك في الفترة الواقعة بين 14 – 26 من شهر أبريل/ نيسان الجاري.
وأوضح البيان بالقول: “في 14 من نيسان، قُتل مرتزقان وأصيب اثنان آخران في عملية لقواتنا في ناحية بلبله. وفي 16 من نيسان، قتل 4 مرتزقة وأصيب آخر في عملية تفجير لغم على طريق راجو عفرين”.
مضيفاً: “في 23 من الشهر ذاته، أصيب 3 مرتزقة في عملية تفجير لغم في عفرين، وفي ذات اليوم، نفذت عملية تفجير بحافلة عسكرية لجيش الاحتلال التركي في منطقة الباب، حيث أُصيب في هذه العملية 3 جنود و4 مرتزقة”.
في التاسع والعشرين من أبريل/ نيسان، ذكرت عفريت بوست نقلاً عن مصادرها، بأنّ قوات تحرير عفرين قد نفّذت ليلة أمس الأربعاء، عملية تسلل على نقاط ميليشيات الاحتلال التركي – الفيلق الثالث والتي تقع على محور قرية كفر كلبين ما أدى لمقتل عنصرين من الجبهة الشامية، أحدهما يدعى “عمر حميدو” وهو من أبناء قرية منغ، كما أصيب عدد آخر من المسلحين بجراح.
وشهد محور قرية كفر كلبين، استهداف آلية عسكرية لقوات الاحتلال بصاروخ حراري على يد مقاتلي “تحرير عفرين”، ولكن لم يتسنَّ لنا التأكد من وجود خسائر بشرية في طاقم الآلية من عدمه.
وبالتزامن نفّذت قوات تحرير عفرين عملية تسلل أخرى على محور قرية كفر خاشر، ما أدى لإصابة عدد من مسلحي الاحتلال التركي، حسب المصادر ذاتها.
في حين ردت قوات الاحتلال التركي المتمركزة في مركز البحوث العلميّة في مدينة إعزاز بقصف الأطراف الشمالية بلدة تل رفعت وقرية عين دقنه، بالأسلحة الثقيلة.
النظام السوري:
في الأول من أبريل/ نيسان نشرت عفرين بوست تقريراً حول منع حملة البطاقات الشخصية من أمانة عفرين من عبور النظام نحو مدينة حلب. وجاء في التقرير:
ما تزال الحواجز الحكومية المنتشرة على طول الطريق الواصل بين مدينة حلب وقرى ريفها الشمالي تمنع دخول نازحي منطقة عفرين، شمال غربي سوريا إلى حلب المدينة، ما يجبر بعضهم على دفع مبالغ مالية وقطع طرق تحوي ألغاماً من مخلفات الحرب.
ونزح، وفق إحصائيات الإدارة الذاتية في عفرين، أكثر من 300 ألف شخص من منطقة عفرين بسبب العملية العسكرية التركيّة رفقة فصائل مسلحة موالية لها في كانون الثاني/ يناير 2018.
ويتوزع قسم من نازحي عفرين في خمسة مخيمات، هي برخدان والعودة وعفرين والشهباء وسردم، بينما يتوزع آخرون على 42 قرية وبلدة بريف حلب الشمالي.
ولجأ آخرون، وعبر طرق مختلفة إلى أحياء الشيخ مقصود والأشرفية بحلب، فيما يسكن آخرون في مدن شمال شرقي سوريا كالقامشلي والحسكة وديرك وكوباني والرقة والطبقة ومنبج.
سجل عفرين ممنوع
وقال مصطفى الخطيب (35عاماً)، وهو اسم مستعار لسائق من بلدة تلجبين يعمل على طريق حلب، إن الحواجز الحكومية تمنع كل من أمانة سجله المدني (عفرين) من الوصول إلى حلب، بخلاف سكان آخرين في ريف حلب الشمالي.
و”أمانة السجل” في الهوية الشخصية السورية تعني أمانة السجل المدني للمنطقة التي يتبع لها الشخص، حيث تقسم كل محافظة إلى عدد محدد من الأمانات.
وتبعد بلدة تلجبين عن حلب مسافة 22 كم، حيث تنتشر أكثر من سبع حواجز تتبع لمختلف الأجهزة الأمنية الحكومية.
وأشار السائق إلى أن عمليات تدقيق الهويات والتأكد من أن الركاب ليسوا من عفرين تستغرق وقتاً طويلاً، “وكل حاجز يسألنا هل معكم أحد من عفرين؟ ومن ثم تبدأ عمليات التدقيق المشددة.”
وتتوزع عدة عائلات نازحة من عفرين في بلدتي تلجبين وحردتنين بريف حلب الشمالي.
وتساءل “الخطيب” عن سبب منع دخول نازحي عفرين إلى حلب، “لا نعرف ما هي مبرراتهم، هل تعتبر أمانة عفرين على الهوية الشخصية جريمة بنظر الأجهزة الأمنية؟”
واعتبر أن ما تقوم به الحواجز الحكومية، “تمييز واضح بين مكونات الشمال السوري.”
وتكرر الحواجز الحكومية كل فترة فرضها لحصار على نازحي منطقة عفرين، إذ منعت أكثر من مرة ولشهور دخول المحروقات والطحين والمواد الأساسية للمخيمات والبلدات التي يقيمون فيها، ما فاقم معاناة العائلات النازحة خلال فصل الشتاء.
مساءلة السائقين
التشديد الأمني ومنع حاملي هوية عفرين من السفر ساهم في زيادة عمليات التهريب التي تتم غالباً بعد التنسيق مع الحواجز الأمنية نظراً للمبالغ الكبيرة التي تتطلبها.
وبحسب نازحين، فإن كل شخص من عفرين يريد الوصول لحلب، يدفع مبلغاً قد يتعدى 150 ألف ليرة سورية، لقطع مسافة لا تتجاوز 30 كم.
وبداية العام الجاري، تعرض دياب حبوش (55عاماً)، وهو اسم مستعار لسائق حافلة من بلدة الزهراء بريف حلب الشمالي، للتوقيف من قبل فرع أمن الدولة لمدة 15 يوماً بسبب وجود نازح من عفرين في سيارته أثناء توجهه إلى مدينة حلب. وكان النازح، وفقاً لما ذكره “حبوش”، يقصد مدينة حلب لاستلام راتبه التقاعدي، “لكن عناصر الحاجز اتهموني بتهريبه وتم اقتياد كلينا للتحقيق”. ومُنع النازح من دخول حلب “وطلبوا منه العودة إلى حيث أتى”، بحسب “حبوش”.
وتجد ريهام حسو (37عاماً)، وهو اسم مستعار لموظفة بشركة كهرباء حلب من بلدة أبين التابعة لناحية شيراوا، جنوب عفرين، صعوبات في الدخول إلى حلب رغم امتلاكها موافقة وظيفية للسفر من وإلى حلب.
وقالت الموظفة: “لا أستطيع عبور الحواجز الأمنية إلا بعد الخضوع للمساءلة وتدقيق، فعند كل حاجز حكومي يحب عليَّ الترجلُ من الحافلة وتسجيل اسمي وهويتي والحصول على رقم أُعرف به حين العودة”.
ورأت أن السفر من الريف الشمالي لمدينة حلب بات أشبه بالتنقل من دولة لأخرى، “هذا بحال كان الشخص حاملاً لمهمة وظيفية، أما البقية فمجبرون على دفع أموال للمهربين”.
المصدر: وكالة نورث برس
في الثالث والعشرين من أبريل/ نيسان أفاد مراسل عفرين بوست بأن قوات النظام السوري بدأت اليوم الجمعة، بتضييق الخناق على أهالي حيّ الأشرفية والشيخ مقصود بحلب، عقب الاشتباكات العنيفة التي شهدتها مدينة القامشلي شمال شرق سوريا بين قوى الأمن الداخلي (الأسايش) وميليشيات “الدفاع الوطني” التابعة للنظام والتي انتهت بتطهير الأحياء التي كانت تتمركز فيها تلك الميليشيات.
وذكر مراسل عفرين بوست، أنّ عناصر الفرقة الرابعة التابعة لجيش النظام أغلقوا حاجز الجزيرة أمام أهالي الشيخ مقصود، فيما أبقت على حاجز العوارضِ مفتوحاً أمام الأهالي، ما أدّى لحدوث ازدحامٍ شديدٍ على الحاجز، جراء تشديدِ إجراءاتِ التفتيشِ والتدقيق في هويات العابرين على الحاجز.
وشهدت الحواجز المقامة على الطريق المؤدية لحي الأشرفية إجراءات مشددة، واتبعت الفرقة الرابعة التابعة للنظام السوري أساليب التضييق على المدنيين ولاسيما على حواجز المرور من خلال التفتيش الدقيق وإيقاف المدنيين على الحواجز لساعات طويلة.
وأضاف المراسل أن القسم الخاضع لسيطرة النظام في حي الشرفية شهد انتشاراً كثيفا لعناصر “أمن الدولة” في حي الأشرفية وطريق الكاستيلو ودوار الجندول، ونفذت حملة اعتقالات في صفوف المواطنين الكرد، وشملت الاعتقالات أيضاً أحياء حلب الشرقيّة مثل الهلك والحيدرية والشيخ خضر. ولم يتسنى لمراسل “عفرين بوست” معرفة هويات المعتقلين الكرد في حلب.
وتأتي هذه الممارسات بحق المواطنين الكرد في أحياء حلب، بعد الاشتباكات العنيفة التي دارت رحاها لأربعة أيام متواصلة في حي الطي وحلكو بمدينة قامشلو /قامشلي بين عناصر قوى الأمن الداخلي التابعة للإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا وميليشيا “الدفاع الوطني” التابعة للنظام السوري، إذ تمكنت أسايش الإدارة الذاتيّة اليوم الجمعة بتطهير الحيين بالكامل. وفيما تم التوصل إلى هدنة مؤقتة لوقفِ إطلاق النار يوم الجمعة بوساطة روسيّة على أن تستمر حتى العاشرة من يوم السبت، يتواصل خلالها العمل على إنجاز صيغة دائمة، فقد أفادت المعلومات أنّ ميليشيا الدفاع الوطني خرقت الهدنة بعد ساعتين من دخولها حيّز التنفيذ.
قوات النظام تمنع أهالي عفرين من الدخول إلى بلدتي نبل والزهراء
في الثامن والعشرين من أبريل/ نيسان، أفاد مراسل عفرين بوست بأنّ حواجز النظام السوري منعت اليوم الأربعاء، دخول مهجري عفرين إلى بلدتي نبل والزهراء بريف حلب الشمالي لأسبابٍ غير معروفة.
وقال مراسل عفرين بوست في مناطق الشهباء، إن مجموعة من أهالي عفرين حاولت الدخول إلى بلدة نبل فمنعتهم الحواجز الأمنية لقوات النظام بحجة أن أهالي عفرين ممنوعون من الدخول إلى البلدة دون توضيح الأسباب.
وأوضح المراسل نقلاً عن مواطنٍ حاول دخول بالبلدة لشراء حاجيات من أسواقها بأنّ حاجز النظام المقام في مدخل البلدة أخبره، بأنّ الأوامر التي جاءتهم تقضي بمنع دخول الكرد إلى البلدة.
كما منعت قوات النظام أهالي قريتي مازن وبرج قاص المجاورتين لبلدة نبل، من الدخول إليها وشراء حاجياتهم الأساسية أو شراء المواد النفطية من بنزين ومازوت.
وأضاف المراسل أن هناك روايات يتداولها الأهالي بالمنطقة بأنّ هناك أوامر تقضي بمنع أي كردي من دخول البلدة بسبب أحداث حارة الطي بمدينة قامشلو والتي أدّت لطرد مسلحي ميليشيا “الدفاع الوطني” على يد عناصر قوى الأمن الداخليّ “الأسايش”.
ويتخوف أهالي قريتي كوندي مازن وبرج قاص من استمرار الحصار عليهم كون بلدة نبل هي المركز الرئيسي الذي يمدهم بالحاجيات الحياتية، علاوة على أن القريتان واقعتان على خطوط التماس مع ميليشيات الاحتلال التركي في الجهة الأخرى
في التاسع والعشرين من أبريل/ نيسان، ذكرت عفرين بوست عن مصادرها أنّ جنديين من جيش النظام السوريّ أصيبا مساء اليوم الخميس، جراء قصف تركيّ على أحد مواقعه في ناحية شيراوا.
وأوضح المصدر أن مقراً لجيش النظام في محيط قرية زرنعيتيه (زنعريت) التابعة لناحية شيراوا تعرض لهجوم صاروخي موجه، ما أدى لإصابة جنديين بجراح، أحدهما ضابط، دون التمكن من معرفة الجهة التي تقف وراء الاستهداف، ولكنه رجح أن يكون الاستهداف على يد قوات الاحتلال التركيّ.
الموقف الروسيّ:
الشرطة الروسية تخلي بعض النقاط في الشهباء وتتجمع في قرية حربل
في الثالث عشر من أبريل/ نيسان، وفي خطوة مفاجئة، أخلت القوات الروسية اليوم الثلاثاء، عدداً من النقاط في تل رفعت وقرية كشتعار لتتجمع في قرية حربل في مناطق الشهباء، في حين لا يزال الروس باقين في نقطة قرية الوحشيّة، وسط غموض تام عن أسبابِ إخلاء تلك النقاط العسكرية، وفقاً لمصادر عفرين بوست
وأكدت المصادر أنّ القوات الروسية لم تخرج بعد من نطاق مناطق الشهباء، فيما لا يزال جيش النظام متمركزاً في نقاطه، ولم يجرِ أيّ تغيير على نقاط انتشاره بالمنطقة. وبالتوازي مع الحدث أعلنت قوات تحرير عفرين عن حالة التأهب والاستنفار في صفوفها تحسّبا لأي طارئ.
يذكر أنّ الانسحابَ الروسي أعاد إلى الأذهان تجربة الانسحاب الروسيّ التي مهدت لاحتلال إقليم عفرين، وسط حالة من الترقب والقلق.
الشرطة الروسية تعود لنقاطها في تل رفعت.. ومسيّرة تركية تلقي منشورات ترهيبية
في الرابع عشر من أبريل/ نيسان، عادت القوات الروسيّة إلى نقاطها العسكرية في مدينة تل رفعت وقرية كشتعار بعد يومٍ واحد من إخلائها وتوجهها إلى نقاط قريبة من مدينة حلب وضمن نطاق مناطق الشهباء بحسب وكالة “نورث برس”.
ويأتي التراجع الروسي عن قرار الانسحاب بالتزامن مع إلقاء مسيرة تركيّة مناشير ورقية على مدينة تل رفعت، تتضمن عبارات ترهيبيّة تطالب مهجري عفرين بمغادرة البلدة والنجاة بأرواحهم وأرواح أولادهم حسب تعبيرها.
وفي تعليقٍ رسمي حول الانسحاب الروسي، قال نائب الرئاسة المشتركة للإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا لـ “عفرين بوست” إن الغموض لا زال يكتنف التحرك الروسيّ والانسحاب من بلدة تل رفعت وكشتعار وما حولها وتجميعها في نقاط قريبة من مدينة حلب، مناشداً القيادة الروسية إلى القيام بالدور الملقى على عاتقها، مؤكداً استعداد الإدارة الذاتية لحل المشكلات العالقة عبر الحوار.
طائرات حربية روسية تقصف نقاط الاحتلال التركي في إعزاز وعفرين المحتلتين
في التاسع والعشرين من أبريل/ نيسان، أفاد مراسل عفرين بوست بأنّ طائرات حربيّة يعتقد بأنها روسيّة قصفت ليلة اليوم الخميس، عدة نقاط لميليشيات الاحتلال التركيّ في أرياف إعزاز وعفرين المحتلتين.
ووفقاً لمراسل عفرين بوست في مناطق الشهباء، فإنَّ الطيران الحربيّ الروسيّ نفذ في حوالي الساعة الحادية عشرة ليلاُ، غارات جويّة على نقاط لمليشيات الاحتلال التركي ”الجيش الوطني” على محور قرية كفر خاشر بريف إعزاز شمالي حلب. وكذلك في محيط بلدة مريمين بريف إقليم عفرين الشرقي المحتل، تبعه سماع أصوات لسيارات الإسعاف.
وأشار المراسل إلى نشوب حالة من الخوف والهلع في أوساط المسلحين وسط خوفهم من شن غارات جديدة، منوهاً أنَّ الخسائر كانت ماديّة فقط، وخاصة في ظل استمرار تحليق الطيران الروسيّ في أجواء ريف حلب الشمالي.
من جهتها نشرت قناة “روسيا اليوم” خبرا عاجلاً، أفاد بقيام طائرة حربيّة بقصف قاعدة عسكريّة للجيش التركيّ.
تقارير:
ــ تقرير للخارجية الأمريكيّة يسلّط الضوء على انتهاكات سلطات الاحتلال التركي في المناطق المحتلة بالشمال السوري
في الثالث من أبريل/ نيسان أصدر مكتب الديمقراطية وحقوق الإنسان والعمل في وزارة الخارجية الأمريكية في الأول من نيسان 2021، تقريراً سنويا حول ملف حقوق الأنسان، قال فيه أن ما تسمى بـ “جماعات المعارضة المسلحة السورية المدعومة من تركيا في شمال سوريا” ارتكبت انتهاكات لحقوق الإنسان، وأنها استهدفت السكان الكرد والإيزيديين وغيرهم من المدنيين، بما في ذلك الاعتقال التعسفي والإخفاء القسري للمدنيين والتعذيب والعنف الجنسي والإجلاء القسري من المنازل والنهب والاستيلاء على الممتلكات، ونقل المدنيين المحتجزين عبر الحدود إلى تركيا، وقطع المياه عن السكان المدنيين، وتجنيد الأطفال، ونهب وتدنيس الأضرحة الدينية.
قامت “عفرين بوست” بترجمة القسم المتعلق بانتهاكات الاحتلال التركي وميليشياته الإخوانية في المناطق المحتلة وخاصة تلك المرتكبة بحق السكان الأصليين الكرد في إقليم عفرين المحتل شمال سوريا وننشره كما ما ورد في التقرير.
اعتقالات تعسفيّة والتعذيب في السجون
أفادت (سوريون من أجل الحقيقة والعدالة) أن جماعات المعارضة المسلحة المدعومة من تركيا احتجزت السكان على أساس انتمائهم إلى الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، فعلى سبيل المثال، أفادت سوريون من أجل الحقيقة والعدالة بأن الشرطة المدنية التابعة للجيش الوطني السوري، (وهو تحالف لجماعات المعارضة السورية المسلحة تتلقى دعمًا من الحكومة التركية)، اعتقلت تعسفيًا مدنيين كرداً (سامية علو وعبد الحميد شيخو ومصطفى أحمد إبراهيم وعبد الرحمن مصطفى علو ورشيد مصطفى إيبو) في مداهمة في 8 أبريل/ نيسان ، وطالبت أسرهم بدفع غرامة للإفراج عنهم.
كما أفادت لجنة التحقيق، وهيومان رايتس ووتش، ومنظمة العفو الدولية، ومراقبو حقوق الإنسان السوريون، بوجود عدة روايات مباشرة عن الاختطاف والاحتجاز التعسفي من قبل قوات المعارضة المدعومة من تركيا، بما في ذلك مجموعات السلطان مراد، وفيلق الشام، وفرقة الحمزة، والجبهة الشامية، والشرطة العسكرية التابعة للجيش الوطني. وعزت الشبكة السورية لحقوق الإنسان 185 حالة اعتقال تعسفي واختطاف في النصف الأول من عام 2020 إلى مقاتلي الجيش الوطني السوري المتحالف مع المعارضة المدعومة من قبل تركيا.
وغالبًا ما كان ضحايا عمليات الاختطاف من قبلهم من أصل كردي أو إيزيدي أو كانوا نشطاء ينتقدونهم علناً أو الأشخاص الذين يُعتقد أنهم ينتمون إلى وحدات حماية الشعب YPG أو الإدارة الكردية السابقة لعفرين.
وأفادت لجنة التحقيق الدولية في سبتمبر/ أيلول عن تعذيب واغتصاب قاصرين في مراكز حجز تابعة للمعارضة المدعومة من قبل تركيا و “أكدت الحرمان التعسفي الواسع النطاق من الحرية الذي ارتكبته كتائب الجيش الوطني السوري المختلفة في منطقتي عفرين ورأس العين”.
وأفادت لجنة التحقيق والمفوضية السامية لحقوق الإنسان وجماعات حقوق الإنسان أنه منذ يناير 2018، يُزعم أن مجموعات المعارضة السورية المدعومة من قبل تركيا شاركت في تعذيب وقتل المدنيين في عفرين، وكذلك منذ أكتوبر 2019، في المناطق التي تم الاستيلاء عليها خلال عملية نبع السلام التركية. ذكرت لجنة التحقيق الدولية في مارس/ آذار، “هناك أسباب معقولة للاعتقاد بأن أعضاء الجماعات المسلحة تحت مظلة الجيش الوطني السوري ارتكبوا جرائم حرب تتمثل في أخذ الرهائن والمعاملة القاسية وسوء المعاملة والتعذيب” في عفرين ومناطق عملية نبع السلام”.
قتل تحت التعذيب
كما أفاد مركز توثيق الانتهاكات ووسائل إعلام محلية في تموز/ يوليو أن فرقة الحمزة التابعة للجيش الوطني عذبت محمود حسن عمر (27 عاما) من ذوي الإعاقة حتى الموت في رأس العين بعد إخفائه قسرا في تشرين الثاني/ نوفمبر 2019 حين سعى للعودة إلى منزله الذي استولت عليه المجموعة.
وكما وردت تقارير عن تورط جماعات المعارضة المسلحة في الانتهاكات الجسدية والعقاب والمعاملة المماثلة للتعذيب، واستهدفت في المقام الأول عملاء النظام والمتعاونين المشتبه بهم، والميليشيات الموالية للنظام، والجماعات المسلحة المنافسة. بين 2011 ويونيو، نسبت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أكثر من 43 حالة وفاة بسبب التعذيب إلى جماعات المعارضة المسلحة، وأكثر من 26 إلى هيئة تحرير الشام (بينهم طفل واحد)، وأكثر من 33 إلى داعش، بينهم طفل و13 امرأة. وعزت الشبكة السورية لحقوق الإنسان 52 حالة وفاة إلى التعذيب على أيدي القوات الكردية.
الاستيلاء على الممتلكات
كما ورد أن الجماعات المسلحة استولت على ممتلكات السكان. ففي سبتمبر/ أيلول، ذكرت لجنة التحقيق الدولية أنها “أكدت وجود أنماط متكررة من النهب الممنهج والاستيلاء على الممتلكات” من قبل أعضاء الجيش الوطني في عفرين ورأس العين وأنه “بعد نهب الممتلكات المدنية، احتل مقاتلو الجيش وعائلاتهم المنازل بعد فرار المدنيين، أو في نهاية المطاف، أجبر السكان، ومعظمهم من أصول كردية، على الفرار من منازلهم، بعد التهديدات والابتزاز والقتل والاختطاف والتعذيب والاحتجاز”. أبلغت لجنة التحقيق أيضًا عن نهب ومصادرة المدارس والشركات والآلات الزراعيّة.
جرائم قتل
زُعم أن مجموعات المعارضة المسلحة خلال العام تورطوا في عمليات قتل خارج نطاق القضاء. على سبيل المثال، أفادت سوريون من أجل الحقيقة والعدالة في مايو/ أيار أن ميليشيا السلطان مراد اعتقلت وأعدمت إبراهيم اليوسف، بعد محاولة ابتزاز فاشلة. وفي أغسطس/ آب، أفاد المجلس الوطني الكردي وعفرين بوست أن مسلحي مجموعة فيلق الشام المدعومة من قبل تركيا قتلوا مدني إيزيدي كردي يبلغ من العمر 63 عامًا، (نوري جمو عمر شرف)، بعد محاولة ابتزاز فاشلة. كما أفاد مراقبو حقوق الإنسان بعدة حالات لأفراد ماتوا تحت التعذيب في احتجاز فرقة الحمزة والشرطة العسكرية التابعة للجيش الوطني السوري.
تواصل عمليات التفجير واقتتال فصائليّ
أفادت لجنة التحقيق، والشبكة السورية لحقوق الإنسان، وجماعات حقوقية أخرى، عن تفجيرات متعددة بسيارات مفخخة، وهجمات أخرى باستخدام عبوات ناسفة، واشتباكات داخل القوات المسلحة في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة المدعومة من قبل تركيا في شمال سوريا، مما أسفر عن مقتل العشرات من المدنيين، ولاحظت ارتفاع عدد هذه الهجمات خلال العام. وبينما كان هناك نقص بشكل عام في الإسناد لهذه الهجمات، زعم مسؤولو الحكومة الأتراك أن معظم الهجمات نفذتها مجموعات تابعة لحزب العمال الكردستاني.
وفقًا للجنة الأمم المتحدة لتقصي الحقائق في سوريا COI، استمرت المناطق تحت سيطرة المعارضة المدعومة من قبل تركيا في مواجهة عدم الاستقرار بسبب تزايد الاقتتال الداخلي بين المجموعات خلال العام.
تجنيد القاصرين
واصلت لجنة التحقيق الدولية تلقي تقارير عن تجنيد أطفال من قبل هيئة تحرير الشام في محافظة إدلب، حين كثفت القوات الموالية للنظام هجومها. وفي حلب، انضم الأولاد الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و17 سنة إلى الجماعات المسلحة. ووصف أحد الأشخاص الذين تمت مقابلتهم حالة صبي يبلغ من العمر 14 عامًا انضم إلى أحرار الشام في 2018 مع شقيقه الأكبر للمشاركة في عملية “غصن الزيتون” وخدم عند نقطة تفتيش في حلب.
اضطهاد أتباع الديانة الإيزيدية
ذكرت لجنة التحقيق الدولية في سبتمبر/ أيلول أن أعضاء الجيش الوطني نهبوا ودمروا المواقع الدينية والأثرية في منطقة عفرين، بما في ذلك الأضرحة والمقابر الإيزيدية، وكذلك المواقع التي تحميها اليونسكو. في أبريل/ نيسان، وثقت المنظمة غير الحكومية “إيزدينا” تدمير الأضرحة الإيزيدية في عفرين على يد المعارضة المسلحة المدعومة من قبل تركيا، بما في ذلك أضرحة الشيخ جنيد والشيخ حسين وجيل خانه والشيخ ركاب. وفي يوليو/ تموز، أفادت منظمة بيلنجكات غير الحكومية (Bellingcat)عن تدمير العديد من الأضرحة والمقابر الإيزيدية في عفرين، بما في ذلك مقبرة قيبار. كما أبلغت هذه المنظمات أيضًا عن حالات فرضت فيها قوات المعارضة المدعومة من قبل تركيا قيودًا على الحرية الدينية وضايقوا الإيزيديين.
كما وذكر تقرير لجنة التحقيق في سبتمبر/ أيلول أن النساء المنتميات إلى الأقلية الدينية الإيزيدية تم احتجازهن وحثهن على اعتناق الإسلام أثناء الاستجواب. وقامت هيئة تحرير الشام بالقمع والتمييز بعنف ضد جميع الأقليات العرقية العربية غير السنية في المناطق التي تسيطر عليها.
اضطهاد المسيحيين
في أغسطس/ آب، أفادت منظمة التضامن المسيحي العالمية عن استمرار الانتهاكات ضد المجتمع المسيحي، بما في ذلك احتجاز فيلق الشام لـ ”رضوان محمد” في عفرين بتهمة الردة بعد أن رفض تسليم مبنى مدرسته للمجموعة لتحويله إلى مدرسة إسلامية. كما منع فيلق الشام، في يوليو/ تموز، محمد من تجهيز جثمان زوجته للدفن بسبب إيمانها.
جرائم ضد النساء
طبقاً لمنظمات غير حكومية محلية، استمرت المجالس الشرعية التي تديرها المعارضة في التمييز ضد النساء، ولم تسمح لهن بالعمل كقاضيات أو محاميات أو زيارة المحتجزين.
وذكرت لجنة التحقيق الدولية في سبتمبر/ أيلول أن الجماعات المسلحة التابعة للجيش الوطني احتجزت نساء وفتيات، لا سيما من أصول كردية، وعرّضتهن للاغتصاب والعنف الجنسي، ما تسبب في أضرار جسدية ونفسية جسيمة على المستوى الفردي، وكذلك على مستوى المجتمع. وبسبب وصمة العار والأعراف الثقافية المتعلقة بـ “شرف المرأة”.
وفي مناسبتين، في محاولة واضحة للإذلال وانتزاع الاعترافات وبث الخوف في نفوس المحتجزين الذكور، ورد أن ضباط الشرطة العسكرية في الجيش الوطني السوري أجبروا المحتجزين الذكور على مشاهدة اغتصاب قاصر. في اليوم الأول، تم تهديد القاصر بالاغتصاب أمام الرجال، لكن الاغتصاب لم يستمر. في اليوم التالي، تم اغتصاب القاصر نفسه جماعيًا، وتعرض المحتجزون الذكور للضرب وإجبارهم على المشاهدة.
وبحسب ما ورد فرضت هيئة تحرير الشام قيودا تمييزية مماثلة على النساء والفتيات في المناطق التي تسيطر عليها. على سبيل المثال، أفاد المركز الدولي لدراسة التطرف في سبتمبر 2019 أن هيئة تحرير الشام أجبرت النساء والفتيات على الزواج، وفرضت قواعد لباس على النساء والفتيات، وحظرت النساء والفتيات من وضع المكياج، وطلبت من النساء والفتيات أن يرافقنهن محرم أو فرد من أفراد أسرتها المباشرين، ومنعت النساء من التحدث مع رجال من غير الأقارب أو استضافة رجال ليسوا أزواجهن، ومنع الأرامل العيش بمفردهن، وأمر بفصل الصفوف الدراسية.
وفي سبتمبر/ أيلول 2020، أبلغت لجنة التحقيق الدولية عن حالات تزوج فيها أعضاء من الجيش الوطني السوري في لواء السلطان مراد قسراً من نساء كرديات في عفرين ورأس العين.
وفي يونيو/ حزيران 2020، أفادت منظمة “عائلات من أجل الحرية” وتحالف من 11 منظمة حقوقية أخرى أن القتال بين جيش الإسلام وفرقة الحمزة أسفر عن مقتل ثلاثة مدنيين وأدى إلى اكتشاف ما لا يقل عن ثماني نساء في ظروف مهينة لدى فرقة الحمزة.
ووثقت لجنة التحقيق الدولية، وسوريون من أجل الحقيقة والعدالة، ومركز توثيق الانتهاكات VDC، ومراقبون آخرون عمليات خطف للنساء في عفرين من قبل قوات المعارضة المدعومة من قبل تركيا، وظلت بعض النساء مفقوداتٍ لسنوات.
وأفادت منظمة حقوق الإنسان في عفرين، ومركز توثيق الانتهاكات، ووسائل الإعلام العراقية “روداو”، في 27 شباط/ فبراير، باختطاف امرأة يزيدية ”آرين دلي حسن”، في مدينة عفرين. يُعتقد أن آرين أسيرة لدى فرقة الحمزة في “سجن القلعة” في الباسوطة بمنطقة عفرين.
فشل في ضبط سلوك الميليشيات
أفادت لجنة التحقيق الدولية في سبتمبر/ أيلول عن نقل السوريين المحتجزين من قبل مقاتلي الجيش الوطني إلى عهدة الحكومة التركية، مما يشير إلى التعاون والعمليات المشتركة بين الحكومة التركية والجيش السوري الوطني، ــ إذا ثبت أن أيَّ عضو يتصرف تحت القيادة الفعلية للقوات التركية – تنطوي على مسؤولية جنائية للقادة الذين علموا أو كان ينبغي أن يعلموا بالجرائم، أو فشلوا باتخاذ جميع التدابير اللازمة والمعقولة لمنع ارتكابها أو قمعها”.
خلال عام 2020، أعلنت الحكومة السورية المؤقتة، التي يتبعها الجيش الوطني رسمياً، عن إنشاء لجنة داخل وزارة دفاعها للتحقيق في مزاعم الانتهاكات الخطيرة. حكمت الحكومة المؤقتة على أحد مقاتلي الجيش الوطني بالسجن المؤبد بتهمة قتل السياسية الكردية والأمين العام لحزب سوريا المستقبل هفرين خلف، ومجموعة من الانتهاكات الأخرى التي ارتُكبت خلال عملية نبع السلام؛ ومع ذلك، لم تعلن علنًا عن هذا الحكم وخففت العقوبة بعد ذلك إلى 10 سنوات. وأعربت مجموعات حقوق الإنسان والتوثيق عن انعدام الثقة في مصداقية جهود المساءلة التي تبذلها الحكومة السورية المؤقتة.
أنكرت الحكومة التركية هذه التقارير ونفت مسؤوليتها عن المعارضة السورية أو سلوكها، لكنها أقرت على نطاق واسع بالحاجة إلى التحقيقات والمساءلة المتعلقة بهذه التقارير وأبلغت أن الجيش الوطني السوري المدعوم من تركيا قد أنشأ آليات للتحقيق والانضباط. وصرحت حكومة تركيا أن سلوكها في العملية يتوافق مع القانون الدولي وأن الجيش حرص على تجنب وقوع إصابات في صفوف المدنيين في جميع الأنحاء.
ــ في الخامس من أبريل/ نيسان نشرت عفرين تقريراً عن الاستيطان في إقليم عفرين المحتل بعنوان ”الاستيطان في إقليم عفرين ــ رافعة استمرار الاحتلال التركي وخلق واقع ديمغرافي جديد فيه”
يقول سينغ ساغنيك المحلل المعنى بشؤون الكرد المقيم في واشنطن: “يمكن وصف حالة عفرين بأنّها أحدث مثال على التطهير العرقيّ شهده عصرنا الحديث”.
لم يقتصر هدف الاحتلال التركي لإقليم عفرين الكردي على السيطرة على الأرض، بل كان ذلك بوابة الإجراءات الأكثر خطورة، وفي مقدمها التغيير الديمغرافي وتشجيع استيطان مسلحي الميليشيات وعوائلهم من المكونين العربي والتركماني، وبذلك تم استهداف خصوصية عفرين الفريدة بكونها مركزاً الثقافة الكردية وليست مجرد جغرافيا الزيتون، وكانت على الدوام رصيداً مهماً للثقافة الكردية والوعي القوميّ. وهو نتيجة طبيعيّة لكون المنطقة ذات النسبة الأعلى للوجود الكرديّ في سوريا وتصل إلى 97% من إجمالي سكانها الأصلاء.
ما شهدته عفرين عبر الغزو والاحتلال كان استهدافاً وجوديّاً ممنهجاً. للكرد، فكان العدوان والتهجير القسريّ أول الخطوة، فيما الخطوة التالية كانت غبر التلاعب بالتركيبة الديمغرافيّة للإقليم الكردي، واستقدام المستوطنين وإقامة مجمعات الاستيطان، باعتباره أحد روافع استمرار الاحتلال التركيّ.
أولى مشاريع الاستيطان
في 15/11/2018 تداول ناشطون، إعلاناً عن تشكيل جمعيةٍ تعاونيّة من مستوطني الغوطة، لإنشاء مجمعاً استيطانيّاً باسم “القرية الشاميّة” وتبرير المشروع بأنه محاولة لحل مشكلة السكن، وجاء في الإعلان: أنّهم يبنون تجمعاً سكنيا يأوون إليه، وينطلقون منه لإكمال مسيرة الثورة في ميدان التربية والعلم والجهاد”، وتضم الجمعية: 1- محمد أحمد الخطيب (رئيساً) 2- بكري قاسم أبو مالك 3- عبد الناصر الشيخ أبو عماد 4- محمد البشش أبو خالد 5- جميل عبد الباسط أبو البشر 6- محمد اللحام أبو الأمين.
وحول موقع إقامة المجمع “بعد البحث والتقصي واستعراض معظم الخيارات المتاحة في المنطقة المحررة، وقع الاختيار على منطقة جبليّة تقع غرب بلدة مريمين العربيّة وشرق مدينة عفرين”. واستخدام توصيف “العربيّة” في الإعلان كانت محاولة لتجنب ردود فعل سلبيّة، وأنّ المجمع سيقام في منطقة هي بالأصل عربيّة، وهو يعني إدراك خطورة إقامة المشروع، في منطقة تُعرف على نحو الإجمال بهويتها الكرديّة. وكان تمويل المشروع من جمعيات إخوانيّة خليجيّة.
مجمع آفرازه الاستيطانيّ
استكملت سلطات الاحتلال التركي بناء مجمع “آفرازه” الاستيطاني، الذي تكفلت جمعية البيان القطرية – التركيّة الإخوانية بتمويل بنائه، على مساحة 1 كم2، في ساحة الاحتفالات الخاصة بعيد النوروز، الكائنة قرب قرية “آفرازيه/أبرز”. وتتألف كلّ وحدة سكنية من غرفة مبنية بالطوب، إضافة لمبطخ وحمام مسبق الصنع، وجرى تزويد كل وحدة سكنيّة بألواح الطاقة الشمسية، أما بالنسبة للقاطنين فتم تحويل سكان المخيمات العشوائية في منطقة سهل كتخ إلى المجمع الاستيطاني الكبير
مجمع قرب قرية حج حسنة
وأعلن “المنتدى السوري” الذي يرأسه غسان هيتو الرئيس الأسبق لحكومة الائتلاف المؤقتة في موقعه الإلكتروني في ٢/٤/٢٠٢١ أنّ مؤسسة تسمى “الإحسان للإغاثة والتنمية” التي يرأسها براء الصمودي. قد بدأت تنفيذ مشروع بناء /247/ وحدة سكنية بمساحة /40/ م2، تتضمن حديقة منزليّة 60 م2 مربع لكلِّ بيت، وقد اختير موقع جبلي يعرف باسم “جايي شاوتي” قريب من جبل قازقلي بمحيط قرية كفرصفرة في ناحية جنديرس لإقامة المشروع.
ويهدف المشروع لبناء نموذج قرية استيطانية في موقع جبليّ بقرب قرية “حج حسنا”، بعد قطع الأشجار فيه، ويذكر أنّ “المنتدى، مؤسسة الإحسان” منظمتان متعاونتان وعلى علاقة وثيقة بالسلطات التركية ولهما مكاتب في تركيا.
3 مجمعات استيطانية في ناحية شيه
ذكرت عفرين بوست في 27/1/2021 أنّ سلطات الاحتلال التركيّ بدأت قبل نحو شهر مع بداية العام الحالي 2021 مشروع بناء ثلاث مجمّعات سكنيّة على الشريط الحدوديّ في ناحية شيخ الحديد في المنطقة الواقعة بين قرية جقلا حتى سهل شاديا/راجو، والجهة المنفذة هي ميليشيا “العمشات”، لإسكان عوائل قتلى معارك ليبيا ومستوطنين من المزمع جلبهم من محافظة إدلب.
وقد بدأ العمل بإقامة معمل بلوك في سهل قرية أرندة بمنطقة تُدعى “ليجي دوبريه دينك- lêçê Dûbirê Dînik” الممتدة على مسافة 3 كلم مربع بين قرية قرميلق وجقلا، وأحضرت آليات ثقيلة من جرافات وغيرها إلى الموقع وبدأت تجريف التربة وتسوية الأرض، وشُقَّت طريقاً ترابيّاً من الموقع إلى الطريق الرابط بين قرية جقلا وشيه، ومن المزمع إسكان 300 عائلة من عوائل مرتزقة ميليشيا “العمشات” الذين قتلوا في معارك ليبيا.
المجمع الاستيطاني الثاني سيتم بناؤه في منطقة ”ليجي توفي= lêçê Tofê” في سهل قرية سناريه المحاذية للحدود التركية، والثالث في منطقة ” ليجي شاديا- Lêçê Şediya” في سهل قرية شاديا. وقد توقف العمل بالمشروع جاء بناء على أوامر تركيّة ولأسباب غير معروفة.
وفي وقت لاحق استأنفت سلطات الاحتلال التركيّ تجهيز مخيم ليجه أرنده في ناحية شيه، وتتواصل أعمال التسوية بواسطة الآليات الثقيلة.
مجمع بافلون الاستيطانيّ
في 12/11/2020 بدأ العمل في إنشاء مجمع استيطانيّ بقرية بافلون ووُصف بأنه “موطنٌ جديد”، ويعمل على تنفيذه مستوطن ينحدر من ريف حلب يدعى فادي.
وفيما روّج الإعلام الإخوانيّ، على أنَّ المشروع المُسمّى “مخيم التعاون” عملٌ تطوعيٌّ محليٌّ، فالحقيقة أنّه مجمّع مخططٌ استيطانيّ، تشرفُ على بنائه سلطات الاحتلال وتموّله منظمات إخوانية قطرية وكويتية، قدّمت مبلغ مئتي دولار أمريكيّ لكلِّ عائلة مستوطنة، لتبني منزلاً لها على الأرض التي منحتها لها سُلطة الاحتلال. وقد خُطط أن تستوعبَ القرية استيطانيةْ، سبعين عائلة اُستقدمت في وقتٍ سابقٍ من ريف حلب وإدلب والغوطة.
وللمفارقة، أن هذه القرية الجديدة، تُبنى على سفح جبل بافلون الاستراتيجي وبجانب قرية “بافلون” الكُردية الإيزيدية، والتي هُجّر كلّ أهلها، لإسكان الغرباء في منازلهم وعددها ستون منزلاً.
ومع بناء المجمّعات السكنية الاستيطانية، في بافلون وآفرازه وجبل ليلون وغيرها، تدخل “حرب الديمغرافيا” ضد الوجود التاريخي للكُرد، مرحلة جديدة، تهدف للتوسع أكثر وخلق واقع سكاني جديد، بعدما ضمِن الاحتلال صمت العالم عن توطين عشرات آلاف المستوطنين في منازل المهجّرين الكُرد بعد الغزو التركي- الإخواني لعفرين.
الخوذ البيضاء تنشئ مخيماً استيطانياً بحي الأشرفية
في 24/9/2020 ذكرت عفرين بوست أنَّ منظمة “الخوذ البيضاء” استولت على عدة محاضر عقاريّة في محيط خزان المياه بحي الأشرفية لإقامة مُخيم عليها. وبدأت الآليات العائدة للمنظمة بتسوية الأرضية لإنشاء مخيم عليها وإيواء مستوطنين جدد فيها، وتعود ملكّية المحاضر المستولى عليها للمواطنين الكُرد: ناصر وحنان ناصر ومحمود كلش من أهالي قرية قيبار والمواطن محمد علي
تمويل مشاريع الإكساء والتخديم
ذكرت عفرين بوست في 4/1/2021 أنَّ منظمات إغاثيّة قدمت دعماً لمستوطن غوطاني لتجهيز بناء سكنيّ كان قيد الإنشاء (على الهيكل) يقع على ضفة نهر عفرين ويضم 15 شقة سكنيّة، وقام المستوطن ببناء القواطع وتركيب الأبواب والنوافذ وتمديد الخدمات الصحيّة من مياه وأقنية صرف، وتم بيع كل شقة بمبلغ 700 دولار أمريكيّ. وتعود ملكية البناء لمتعهد كردي من عائلة هوروــ قرية شيخورزه.
كما قدمت منظمة إغاثية إخوانيّة كويتية منحة ماليّة لقاطني مخيم بناحية شرّا/شران، وتبلغ قيمة المنحة الماليّة 150 دولار أمريكيّ، ستوزع على 400 عائلة تسكن المخيم بهدف دعمه وتثبيته وتخديمه.
في 10/11/2020 ذكرت عفرين بوست أن منظمة “سوريا للإغاثة والتنمية” الإخوانية التي تتخذ من مبنى وكالة “هاوار” للأنباء سابقاً بحي عفرين القديمة مقراً لها، أطلقت قبل نحو 3 أسابيع مشروع إكساء الأبنية غير الجاهزة (على الهيكل) في مدينة عفرين الكرديّة والقرى القريبة منها. وبتضمن المشروع تجهيز وإكساء الشقق السكنية والمنازل (تركيب الأبواب والنوافذ والتمديدات الصحية وخزانات المياه وتطيين وغيرها).
ورفضت المنظمة مساعدة أهالي عفرين الأصليين الكُرد الذين تقدموا بطلب المساعدة، بحجّة أنهم ليسوا بحاجة للمساعدة، وأنهم “مقيمون” وأنها تساعد ما سمتهم “النازحين” (مستوطنين)”. وتدير المنظمة فرعاً للمساعدات الطبية وتتلقى تمويلاً من جمعية “منظمة قطر الخيرية” الإخوانية. كما افتتحت مركزاً لتحفيظ القرآن في منزل مستولى عليه وتعود ملكيته للمواطن العربي محمد رستم، وادّعت استئجاره من ميليشيا “السلطان مراد”.
الاستيطان الفلسطينيّ في عفرين
يعد الاستيطان الفلسطينيّ في عفرين المحتلة أغرب حالات الاستيطان، باعتبارهم ضحايا الاستيطان، وكانت قضيتهم دائماً محل تعاطف الكرد، وقال مركز التوثيق المدنيّ للاجئين الفلسطينيين في الشمال السوري في 15/2/2020، بأنَّ أعداد المستوطنين الفلسطينيين في شمال سوريا يبلغ نحو 7500 مستوطن، تم جلبه من مخيمات درعا وحمص وحلب واليرموك.
وأنشأ الاحتلال التركيّ عدة مخيمات استيطانية مناطق حدوديّة بين عفرين وتركيا، كما في قرية سوركي بناحية راجو، وقرب قريتي دير بلوط والمحمدية، ومخيماً قرب بلدة جنديرس، في إطار خطة إقامة حزام تركمانيّ-إخوانيّ على طول حدود عفرين مع تركيا.
ونقل ناشطون في 7/4/2018، أخباراً عن استقدام المزيد من المستوطنين، القادمين من مناطق (ببيلا وبيت سحم ويلدا) بريف دمشق إلى مدينة عفرين ومخيم المحمدية بريف جنديرس، وروّج الإعلام أنهم نُقلوا إلى منطقة الباب، فيما استوطن في مخيم دير بلوط بريف عفرين نحو 600 عائلة من مستوطني جنوب دمشق، بينهم 325 عائلة فلسطينيّة.
ذكرت عفرين بوست في 18/10/2020 أنه في إطار تشجيع الاستيطان وخطة التغيير الديمغرافيّ، وإيجاد مقومات استقرار المستوطنين استولت جمعية العيش بكرامة الخاصة بفلسطينيي، على الأراضي المحيطة بالعقار الذي استولت عليه بقرية تل طويل، في أيار 2020، لبناء جامع عليه بتمويل جمعيات إخوانيّة قطريّة، والجمعية بصدد منح الأرض المستولى عليها للمستوطنين للزراعة وإقامة مشاريع عليها.
الاستيطان التركماني في عفرين
نشطت الجمعيات والتنظيمات التركمانية برعاية تركية في عفرين، في إطار مساعيها لجعل التركمان رأس حربة في عمليات الاستيطان في عفرين، وأعلن ما يسمّى “المجلس التركماني السوري” المدعوم من أنقرة، أنه التقى في 23/8/2018 بالتركمان المستقدمين من حماه وحمص والشام والجولان، إلى عفرين. وكشف المجلس التركمانيّ عن زيارة أعضائه إلى مقر مليشيا “الظاهر بيبرس”، التي تتكون من تركمان الجولان، كما زار مجلس التركمان مقر مليشيا “الفرقان” التي تضم مقاتلين تركمان، ينحدرون من المنطقة الوسطى.
وأكّد المدعو “محمد وجيه جمعة” رئيس ما يسمى “المجلس التركماني السوري”، في كلمته أمام جموع المستوطنين ومسلحي المليشيات التركمانية، على ما أسمّاها “وحدة الصف التركمانيّ”، وضرورة العمل سوياً لإحياء روح الوحدة والتعاضد لدى التركمان السوريين”!
في منتصف أيلول 2019 زار وفد مما يسمّى “حزب النهضة السوريّ التركمانيّ مسلحي مليشيا “السلطان محمد الفاتح” وقرى في عفرين هُجّر منها أهلها الكرد ومُنعوا من العودة، واستوطن فيها التركمان.
استثمرت أنقرة من فبركة “قضية تركمان سوريا” خلال السنوات الأخيرة، وعملت على تشكيل “هوية قومية” في مواجهة تصاعد القضية الكرديّة. وبعد احتلال إقليم عفرين، تم توطين تركمان اللاذقية وحمص المرحّلين في القرى الكردية بعفرين، وسعت أنقرة لإقامة مستوطنات لهم على شكل مجمعات سكنيّة بريف عفرين.
وورد في تقرير نشره موقع بلادي المعارض في 29/7/2018، أنّ متزعمي الميليشيات التركمانيّة طلبوا منهم التوجّه إلى قرى عفرين، وقطعوا وعوداً على لسان شخصيات في المجلس الأعلى للتركمان بالتوطين في قرى الكُرد المُهجرين.
وقد نشط التركمان في عفرين وافتتحوا مقراً لما يسمى “المجلس الأعلى لتركمان سوريا” في مدينة عفرين، إضافة لعملِ منظمات تحت مسمّى “الإغاثة”، لتشجيعِ التركمان ومساعدتهم على الاستيطان في الإقليم الكُرديّ.
في 3/3/2020 اتهمت وزارة الدفاع الروسيّة، للمرة الأولى، على لسان رئيس المركز الروسي للمصالحة في سوريا، اللواء بحري أوليغ جورافلوف، سلطات الاحتلال التركي بأنها تقوم بتوطّين التركمان في مناطق طردت منها الأكراد، ما أدى إلى تغيير جذري في التركيبة الديمغرافي في لتلك المناطق.
منظمة ألمانية توقف مشروع ترميم المنازل المدمّرة في عفرين
في 22/10/2020 أعلن المجلس المحليّ في عفرين طرح مناقصة للتعاقد مع منظمة “مساعدة الجوع في العالم” الألمانيّة (WHH) Welthungerhilfe، وجاء في الإعلان أنّ المطلوبَ لتأمين مزودين لصالح مشروع ترميم 400 منزل غير مكتمل أو متضرر والتي تسكنها العائلات النازحة في إعزاز وعفرين.
وفي 5/11/2020 بعثت 28 منظمة مدنيّة وجمعيّة وشبكة إعلاميّة، رسالة احتجاج إلى “الجمعية الألمانيّة لمكافحة الجوع في العالم”، WHH التي أعلن فرعها في مدينة غازي عينتاب التركية عن إجراء مناقصة لإكساء وترميم منازل مدمرة في منطقتي إعزاز وعفرين لإيواء وإسكان المهجّرين فيها. وأشارت الرسالة إلى أنَّ جهود الجمعية تسهم مباشرةً بتكريس واقع الاحتلال والاستيطان والتغيير الديمغرافيّ وسلب وانتزاع ملكية الملكيّة الخاصة للكرد للمهجرين قسراً، وأنّ من شأن هكذا مشاريع مشبوهة مناصرة الظالم على المظلومين
ولفتت الجهات الموقعة نظر الجمعية الألمانية إلى أن الذين هم أولى بمساعدتها، مَن يعيشون في مخيمات الشهباء المحيطة بعفرين، والتي تفتقر إلى أدنى وابسط الخدمات الإنسانية، في ظل غياب تام للمنظمات الإنسانية الدولية.
وفي 10/11/2020 استجابت منظمة “ويلت هنكر هيلف” الألمانية لرسالة الاحتجاج وأعلنت رسميّاً، إيقاف مشروع ترميم المنازل المدمّرة في عفرين المحتل، وقالت متحدثة باسم المنظمة لوكالة “الصحافة الإنجيلية” الألمانية “بعد التحقق من جميع المعلومات، توصلنا إلى نتيجة مفادها أن المنازل المدمرة لن يتم إصلاحها” مضيفة:” “كانت لدينا شكوك مشروعة حول ما إذا كان ينبغي الالتزام بمبادئنا الأساسية للمساعدات الإنسانية، مثل الحياد، في ظل الظروف المحددة”.
تدفق المستوطنين من إدلب
تلقى إقليم عفرين الكرديّ موجات متتالية من تدفق المستوطنين القادمين من محافظة إدلب، جراء التصعيد الميدانيّ، سواء الاقتتال الفصائليّ، أو العمليات العسكرية التي تقوم بها القوات الروسيّة، الذي أثبت بوضوحٍ التنسيق بين الجانبين الروسي والتركيّ، إذ تعتمد موسكو سياسة القضم التدريجيّ، بالتصعيد تارةً، والهدنة طوراً.
في كانون الثاني 2019 ادخل الاحتلال التركي بحجة القتال بين النصرة والزنكي أعداد كبيرة من مسلحي المليشيات الإسلامية برفقة عائلاتهم للاستيطان في قرى عفرين الكردية، قادمين من ريف حلب الغربي ومن إدلب وريفها، وبحسب مصادر محليّة فإنّ نحو ثلاثة آلاف مسلحٍ من ميليشيا حركة نور الدين الزنكي مع عائلاتهم وصلوا إلى ناحية جنديرس، فيما وصل أعداد أخرى منهم إلى قرى ناحيتي راجو وبلبلة.
في 10/1/2019 أكدت وسائل إعلام موالية للمليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي أنّ 1700 مسلح من مليشيات ما يسمى “الجبهة الوطنية للتحرير” يستعدون كدفعة أُولى، لمغادرة منطقة “سهل الغاب” و”جبل شحشبو” بريف حماة باتجاه إقليم عفرين الكرديّ. وجاء هذا القرار بعد 11 يوماً من الاقتتال الذي خلّف عشرات القتلى، بينهم مدنيون واتفاقهم حول وقف إطلاق النار في 9/1/2019 مع “هيئة تحرير الشام (فرع القاعدة السوري)، في إدلب وحماة. وعرضت قناة موالية للمليشيات الإسلامية تقريراً مصوّراً عن استجلاب أكثر من 4000 مستوطن جديد من منطقة ريف حلب الغربي إلى إقليم عفرين الكُردي، بحجّة الاقتتال الدائر بين النصرة وباقي المليشيات الإسلاميّة.
في 13/1/2019 نقلت عفرين بوست عن وسائل إعلام موالية للمليشيات الإسلاميّة، أنّ ألف مسلحٍ من ميلشيات “أحرار الشام الإسلامية”، و”جيش النصر” وصلوا من ريف حماة إلى عفرين، بموجب الاتفاق مع “هيئة تحرير الشام” التي سيطرت على مناطق بريف حلب الغربي وريف إدلب. وقالت تلك الوسائل إن هؤلاء المسلحين هم من مجموع 2700 مسلح، يتجهزون للخروج إلى ريف حلب الشمالي، وبررت تدفق المستوطنين إلى عفرين بعدم الثقة بـ “تحرير الشام”.
في 4/2/2020 تم رصد تدفق مستوطنين من إدلب جراء تصاعد العمليات العسكريّة الروسيّة وقوات النظام في المحافظة، وقد وصلت أكثر من 850 عائلة مستوطنة إلى ناحية بلبل، ونحو 1850 عائلة إلى ناحية شرا/شرّان و750 عائلة إلى ناحية راجو، و652 عائلة إلى ناحية جنديرس، و357 عائلة إلى ناحية شيه\شيخ الحديد، ونحو 470 عائلة إلى ناحية ماباتا/معبطلي و400 عائلة إلى ناحية شيراوا، فيما وصلت أعدادٌ كبيرةٌ إلى مدينةِ عفرين.
في 28/7/2020 ذكرت عفرين بوست أنّ عشرات العائلات المستوطنة قدمت إلى إقليم عفرين من بلدات جبل الزاوية بريف إدلب، بالتزامن مع أنباء عن تحضير روسيا وقوات النظام لحملة عسكريّة ضد المليشيات الإخوانية، ممن يسمون أنفسهم “الجيش الوطني السوري”. وأشارت عفرين بوست إلى أن عملية الاستقدام الجديدة بدأت في 27/7/2020 بعد قدوم عائلات للبحث عن منازل، وأضاف أنَّ مسلحي المليشيات التي كان من المفترض إخراجها من المدينة، يتجولون على المنازل ويطلبون عقود المنازل ويلتمسون أدنى الذرائع لإخراج العائلات الكرديّة من منازلها، وإسكان عائلات مستوطنة من جبل الزاوية. وقد افتتحت سلطات الاحتلال التركيّ مخيماً في قرية “آفرازيه” بناحية موباتا/معبطلي، لاستقبال المستوطنين.
الدور القطريّ في دعم الاستيطان
اتخذت قطر موقفاً داعماً لأنقرة خلال العدوان على عفرين، وانفردت بذلك بموقفها بين الدول العربية، واستمرت في دعم خطط الاستيطان عبر نشاط الجمعيات الإخوانيّة وتمويلها لمشاريع الاستيطان وتغيير هوية إقليم عفرين الكردي المحتل. وقد موّلت قطر ودعمت منذ بداية الحرب الأهليّة السورية جماعات الإخوان المسلمين، التي ترعاها تركيا، عسكرياً وسياسيّاً، وتقود الجماعة المُصنّفة “تنظيماً إرهابيّاً” في عدة دول عربية، دفة المُعارضة السورية عبر ما يسمى “ائتلاف قوى الثورة والمعارضة”.
في 7/2/2019 حصلت عفرين بوست في ناحية جنديرس على معلومات أكيدة، حول الجهود القطريّة لتشجيع الاستيطان والاستقرار في عفرين، بتقديم مغريات ومساعدات ماليّة للراغبين بالاستقرار في الإقليم الكُردي المُحتل، وتعمل “منظومة قطر لإعادة الأمل للأرامل”، على برنامج تشجيع الزواج من الأرامل، بالتوجه إلى لمخيمات وتوزيع منشورات، وإعداد قوائم للراغبين بالزواج من الأرامل. ووفقاً لعرض المنظومة القطرية، فإنها تتكفل بكامل مصاريف الزواج، وعلى المُتقدم فقط تأمين منزل أو ما يسمّى “بيت شرعي”، ليحصل بموجبها المتقدم للزواج بأرملة على مبلغ 3000 دولار أمريكي (وهو مبلغ متيسر لدى المستوطنين بعد استيلائهم على بيوت الكرد وأرزاقهم). وعلى أن يخصص راتب شهريّ للمتزوج بأرملة، مقداره نحو 200 دولار أمريكي، وبموجب العرض القطريّ، ستعمل مجالس الاحتلال المحليّة على تنظيم قوائم زوّدتهم بها المنظومة القطرية، لتسجيل أسماء الراغبين بالزواج من الأرامل.
وتمنح جمعية “عطاء بلا حدود القطرية” مساعدات حصريّة للمستوطنين القادمين من الغوطة وحمص ودير الزور، ومبلغ خمسين دولار، لكلِّ عائلة مستوطنة لتشجيعهم على الاستيطان، كما تقدم للمستوطنين دوريّاً سلات غذائية، مقابل منع أيّ نوع من المساعدات عن المواطنين الكُرد بحجّة أنهم “مقيمون” وأن المستوطنين “مهجرون”.
من الجمعيات القطرية الإخوانيّة التي تنشط في عفرين: منظمة قطر الخيرية، جمعية عطاء بلا حدود، جمعية البيان القطريّة، منظومة قطر لإعادة الأمل للأرامل.
دور المجالس المحليّة في ترسيخ الاستيطان
في 5/2/2020 أشارت عفرين بوست إلى دور المجلس المحليّ التابع للاحتلال التركيّ في بيع الشقق السكنيّة على الهيكل، للمستوطنين القادمين من إدلب وريف حلب الغربيّ.
في 2/12/2020 ذكرت عفرين بوست أن المكتب الإغاثي في مجلس الاحتلال المحلي بمدينة عفرين، وزّع البذار والأسمدة على المستوطنين ليزرعوها في الأراضي التي استولوا عليها في منطقة سهل جومكه/ دشتي جومكي وقرية تل طويل وكوندي استير وقسطل كشك.
يواصل مسلحو ميليشيات تنظيم الإخوان المسلمين وذويهم من المستوطنون عمليات الاتجار بأملاك أهالي عفرين الكرد، بيعاً وشراءً وتأجيراً، واللافت أن عمليات المتاجرة لا تنحصر بالشقق السكنية بل تتعداها إلى المحلات التجارية والأراضي الزراعية لتوفير فرص عمل ومصادر كسب تكون رافعة تثبيت الاستيطان والتغيير الديمغرافيّ في الإقليم الكردي المحتل شمال سوريا.
في 7/3/2019 ذكرت عفرين بوست أنّ سلطات الاحتلال التركي في سياق جهودها لترسيخ الاستيطان، عمدت قبل نحو أسبوعين إلى إجبار كل سكان عفرين من الأهالي الكرد والمستوطنين المستقدمين من مناطق سوريّة مختلفة على الحصول على “بطاقات تعريفيّة” من المجالس المحليّة، وبموجب هذه البطاقات يتساوى كل سكان عفرين، إذ تم تجاهل محل القيد الأصلي للمستوطنين عمداً، وحذرت من المساءلة فيما لو لا يتم الحصول عليها. وتشمل البطاقات كل الفئات العمريّة اعتباراً من سنة واحدة حتى المسنين. وكان الأهالي الكرد مجبرون فيما سبق على استصدار ورقة من المجالس المحلية بصلاحية شهرية للتنقل بين أرجاء الإقليم المحتل، وبذلك يفترض تجديد تلك الوثيقة دورياً تتضمن المرور على مكتب أمنيّ.
وعدّ مراقبون اعتماد هذا النموذج من بطاقات التعريف إجراءً تمهيدياً لتثبيت الاستيطان، إذ يساوي أهالي عفرين الكرد بالمستوطنين، وبخاصة أنه جاء بالتوازي مع إصدار “التنظيم الإخوانيّ السوريّ في 28/2/2019 بياناً دعت فيه دون مواربة أو حياء، الاحتلال التركي لاقتطاع الأراضي السوريّة تحت مسمى “المنطقة الآمنة”!
ومن مظاهر عجز المجالس المحليّة وتابعيتها للاحتلال ودورها الشكليّ أنها أصدرت في 11/2/2019، أقرت فيه بطابع التمييز العنصري في توزيع المنظمات التي تعمل باسم الإنسانية والإغاثة، واقتصار مساعداتها على المستوطنين. ولكن دون أي إجراءات فاعلة.
شهادة المرصد السوريّ لحقوق الإنسان
في 26/3/2021 ذكر المرصد السوريّ لحقوقِ الإنسانِ أن الائتلاف السوريّ – الإخوانيّ يسعى بطلبِ من حكومة أنقرة لتأمين دعم أوربيّ لبناء مشاريع سكنيّة وتجاريّة استيطانيّة في إقليم عفرين المحتل، لجلب المزيد من المستوطنين وتكريس عملية التغيير الديمغرافيّ. وأشار المرصد إلى أنّ الائتلاف يهدف لإعادة لاجئين سوريين في تركيا إلى عفرين، منوهاً أنّ محاولات الائتلاف باستقطاب داعمين أوربيين باءت بالفشل حتى اللحظة.
وتأتي هذه المحاولات في تجاهل كامل لتهجير قسريّ طال أكثر من 300 ألف من أهالي عفرين الأصليين الكرد بسبب القصف الجوي والمدفعي التركي على القرى وبلدات عفرين وهم يعيشون ظروفاً صعبة في مخيمات الشهباء، وليتم بعدها جلب نحو 500 ألف من المسلحين الإسلاميين وذويهم من مناطق الصراع السورية المختلفة وتوطينهم في منازل وديار المهجرين الكرد.
قال المرصد السوري لحقوق الإنسان في تقريرٍ حول التغيير الديمغرافي في عفرين نُشر في 1/11/2020: “إن تركيا تعمل جاهدة بعد احتلالها عفرين على تغيير التركيبة السكانيّة للمنطقة لتتواكب مع الأطماع التركية”.
ووثق المرصد عدد المستجلبين وقال إنهم بحدود 120 ألف من الغوطة الشرقية وجنوب دمشق وريف دمشق الجنوبي والقلمون الشرقي وريف حمص الشمالي وريف حماة الجنوبي ضمن عملية شاملة للتغيير الديموغرافي. وجرى توطين عشرات الآلاف من هؤلاء المستجلبين برعاية تركيّة-إخوانيّة في منازل المدنيين والمزارع المملوكة للمواطنين الكُرد الذين فرّوا من الانتهاكات التركية وانتهاكات المليشيات الإخوانية التابعة لها.
شرعنة الاستيلاء على المنازل بالقوة لتثبيت الاستيطان
وصف تقرير نشر في موقع أوبن ديمكراسي opendemocracy البريطاني في 19/7/2020، حالة الاستيطان في إقليم عفرين، فقال: “إن ما يجري للكرد في سوريا والعراق بسبب العمليات العسكريّة التركية في كلا البلدين، هو “إبادة جماعية”. ويذكر التقرير مجمل العمليات العسكرية التركية لاستهداف الكرد. ما تم تداوله من بيانات تدعو لإخلاء المدن من الوجود الميليشاوي والعسكريّ، وضبط الحياة بالمدن، محاولات تجميل فاشلة يراد منها للإيحاء بأن ميليشيات الجيش الوطني “الإخوانية” تخضع لضوابط وقواعد ناظمة، ولكن الدعوات تكذبها السلوكيات اليومية، من انتهاكات ومسعى لإخراج الأهالي الكرد الأصليين وتثبيت حالة الاستيطان وحواضن الفكر المتطرف لصالح المشروع الإخواني. فالكردي الأصيل يُطالب بسند التمليك في مسقط رأسه وبلده فيما يُشرعن الاستيلاء بالقوة على المنازل لتثبيت الاستيطان، لتكون النتيجة تغيير نسب التركيبة الديمغرافية، وتصبح أقل مما أشار إليه أردوغان في بداية العدوان.
تقرير مجلس حقوق الإنسان
أصدر مجلس حقوق الإنسان 14/9/2020، تقريرَ لجنة التحقيق الدوليّة المستقلة المعنية بسوريا، وشمل رصد مجريات الميدان خلال النصف الأول لعام 2020، وقال التقرير إنّ اللجنة تثبتت من الأنماط المتكررة والمنهجية لأعمال النهب والاستيلاء على الممتلكات فضلاً عن سلب الحرية التعسفيّ الذي ارتكبته المليشيات الإخوانيّة في عفرين وسري كانيه/رأس العين، حيث أجبروا بنهاية الأمر السكان وأغلبهم من أصل كردي، على ترك منازلهم”.
وقال التقرير: “في جميع أنحاء عفرين تشير عدة روايات إلى أن عناصر الجيش السوري الوطني عمدوا بطريقة منسقة إلى نهب أملاك الكرد ويورد ما فعله مسلحو ميليشيا سليمان شاه، فقد مروا على المنازل وأمروا الأسر الكردية التي تضم أقل من ثلاثة أفراد بإخلاء منازلهم لإيواء قادمين من خارج عفرين، وكذلك دفع “ضريبة” عن المحاصيل الزراعيّة أو مبلغ إيجار معين كشرط مسبق للبقاء بالمنازل التي يملكونها.
في تقرير لجنة تحقيق الأمم المتحدة بشأن سوريا ورد في الفقرة (48) ما نصه: وفي عفرين أيضاً، في كانون /الأول ديسمبر مر عضو بارزٌ من ألوية الجيش الوطني بشقق عمارة سكنية كبيرة باباً باباً، وطلب سندات إثبات الملكية من السكان الأكراد فقط، وأجبر أحد السكان، الذي لم يتمكن من إبراز السند على الحضور إلى المكتب الأمني للواء، وتعرض للإساءة اللفظية وقيل له: “لو كان الأمر بيدي، لقتلت كل كُرديّ عمره من سنة إلى 80 سنة”. وهُدد بالاحتجاز. وخوفاً على سلامة أسرته فرّ الرجل بعد وقت قصير وذهبت إحدى النساء إلى مسؤولين أتراك في ناحية شيخ الحديد وشكت لهم من الاستيلاء على منزلها فقيل لها إن عليها أن تتحدث إلى لواء سليمان شاه الذي فوّضته تركيا فيما يبدو صلاحية التعامل مع مثل هذه الحالات”.
مع تواصل النشاط الاستيطانيّ، حوّل الاحتلال التركيّ إقليم عفرين المحتل، إلى بؤرة للتطرف حيث يتنشر النشاط الدعويّ، بعدما أصبح الاستيطان حاضنة اجتماعيّة للتشدد والتطرف والفكر الجهادي والارتزاق المسلح، ومن عفرين يتم إرسال المرتزقة للقتال في ليبيا وأذربيجان وإلى اليمن وفقاً لتعليمات سلطات الاحتلال.
ــ منظمة حقوقية تعرض أدلة بصرية جديدة حول جرف مزار في عفرين
في السابع من أبريل/ نيسان نشرت عفرين بوست تقريراً لمنظمة “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة“، حول تخريب وتدمير ما لا يقلّ عن 8 مقابر تضم رفات مدنيين ومقاتلين تابعين لوحدات حماية الشعب YPG في منطقة عفرين، من قبل الأطراف المذكورة. وقد حدثت تلك الاعتداءات خلال “عملية غصن الزيتون” أو بعيد السيطرة على كامل المنطقة وريفها، وكان من أبرزها تخريب مقبرة قرية “شيخورزه” (تضم رفات مدنيين) في ناحية “بلبل” في منطقة عفرين، على يد عناصر الجيش الوطني السوري المدعوم من تركيا مرتين، الأولى حصلت في شباط/فبراير 2018، والثانية وقعت في تموز/يوليو 2020.
فضلاً عن تخريب مقبرة تضم رفات مدنيين في قرية “أبو كعبة” التابعة لناحية جنديرس في منطقة عفرين، والتي تعرّضت هي الأخرى للتخريب مرتين، مرة في العام 2018، ومرة أخرى في آذار/مارس 2020 من قبل فصائل الجيش الوطني السوري المدعوم من تركيا.
يضاف إلى ذلك، جرف مقبرة “الشهيد رفيق” في قرية “متينا/ماتنلي” التابعة لناحية “شران”، وتحديداً في النصف الثاني من شهر أيار/مايو 2020، وجرف مقبرة “الشهيدة أفيستا خابور” الواقعة عند مفرق قرية “كفرشيل” بمنطقة عفرين، خلال آب/أغسطس 2018، وتحويلها لاحقاً إلى سوق للماشية، وتدمير مقبرة “الشهيد سيدو” الواقعة في جبل “قازقلي” المطل على قرية “كفرصفرة” شمال غرب جنديرس، في أيار/مايو 2018.
كما تعرّضّت عدد من المزارات الدينية في منطقة عفرين، للنبش والسرقة عن طريق مجموعات تقوم بالتنقيب عن الآثار في المنطقة، وتتبع بشكل مباشر للجيش الوطني السوري المدعوم من تركيا، أو تعمل تحت حمايته، وكان من أبرز المزارات التي تعرّضت للنبش والسرقة في آب/أغسطس 2018، مزار “حنان” الواقع في قرية “مشعلة” في منطقة عفرين، حيث يضم المزار مقبرة “نوري ديرسمي” الرمز الكردي المعروف، إضافة لقبور شخصيات كردية أخرى.
أمّا الحالة الثانية، فقد تم فيها نبش مزار إيزيدي في قرية “قيبار” بريف عفرين، يدعى “چيل خانه” وتحديداً في أيار/مايو 2020، وتزور العديد من العائلات المزار بهدف “التبرّك والتصوف والعبادة”.
إضافة إلى تدمير المزار المعروف باسم “علي داده” قامت تلك القوات التركية بجرف ثلثي مقبرة القرية وإنشاء قاعدة عسكرية استغنت عنها لاحقاً
صورة تُظهر التغييرات التي حصلت في المقبرة والمزار الديني الذي تمّ جرفه وتدميره بشكل كامل خلال الأعوام (2017 و2018 و2019) من اليسار إلى اليمين.
تنوّعت الممارسات التي قام بها الجيش التركي بمساندة فصائل المعارضة السورية المسلّحة، بحق منطقة عفرين وسكّانها، سواء تلك التي حدثت خلال العملية العسكرية نفسها و/أو بُعيد عملية السيطرة على كامل المنطقة وريفها، وذلك بتاريخ 18/3/2018
ففي تاريخ 27 شباط/فبراير 2018، عمدت القوات العسكرية التركية إلى تجريف قسم كبير من “المقبرة الفوقانية” في قرية سنارة التابعة لناحية شيخ الحديد/شيه في ريف مدينة عفرين، والتي يمتد تاريخها إلى أكثر من 400 عام، وقام بالإضافة إلى ذلك بتدمير مزارها الأثري المسمّى “علي داده” بالكامل، وذلك بعيد سيطرته على البلدة، وعقب معارك استمرت نحو أسبوع ضد وحدات حماية الشعب YPG التابعة للإدارة الذاتية، في خضم عملية “غصن الزيتون”.
وبحسب الباحث الميداني لدى سوريون من أجل الحقيقة والعدالة، فإنّ أهمية هذه المقبرة تأتي من كونها تحتضن أضرحة موتى قريتي سنارة وأنقلة المجاورتين التابعتين لناحية شيخ الحديد/شيه، كما أنها كانت تتضمن ضريح يعود إلى عام 1636 ميلادي، وتقع هاتين القريتين غربي مدينة عفرين، وتبعدان (4-5) كيلو مترات عن الحدود الفاصلة بين سوريا وتركيا، مشيراً إلى أنّ عدد سكان قرية “سنارة” كان قد بلغ في مطلع العام 2018، نحو ثلاثة آلاف نسمة، فيما بلغ عدد سكان قرية “أنقلة” حينها ألفي نسمة تقريباً.
وفي حادثة أخرى منفصلة، أفاد الباحث الميداني لدى سوريون من أجل الحقيقة والعدالة، بأنّ الجيش التركي قام بجرف مقبرة في عفرين تضم أضرحة قتلى/مقاتلين من وحدات حماية الشعب ومدنيين من عفرين، وذلك بتاريخ 12 آب/أغسطس 2018، حيث تضم هذه المقبرة رفات من فقدوا حياتهم خلال عملية “غصن الزيتون”، والمسمّاة “مقبرة الشهداء، أو مقبرة الشهيدة “آفستا” الواقعة على طريق قرية “ماراتيه”، مع العلم بأنّ هذه المقبرة التي أنشأت أثناء عملية “غصن الزيتون”، تضم نحو مئتي قبر، وقد كان تمّ جرفها بالكامل.
كما لفت الباحث الميداني لدى سوريون من أجل الحقيقة والعدالة، بأنّ أجزاءً من أضرحة قتلى وحدات حماية الشعب في إحدى المقابر التابعة لها، في قرية “كفرصفرة” التابعة لناحية جنديرس في ريف مدينة عفرين، والمسماة “مقبرة الشهيد سيدو” كانت قد تعرّضت هي الأخرى لدمار جزئي، إثر قصف مدفعي طالها بتاريخ 5 شباط/فبراير 2018، وكان مصدره الجيش التركي وفصائل المعارضة السورية المسلّحة المرافقة له في عملية “غصن الزيتون”، بينما أضاف بأنّ قرية “سنارة” التابعة لناحية شيخ الحديد/شيه في ريف مدينة عفرين، تضمّ مقبرة أخرى صغيرة ومحدودة وهي “المقبرة التحتانية” التي تقع غربي القرية على طريق ناحية شيخ الحديد/شيه، مشيراً إلى أنها لم تتعرض لأي عملية تجريف.
تُظهر الصورة العليا، مزار “علي داده/دادا” قبل تدميره من قبل القوات التركية (الصورة مأخوذة من صفحة أخبار قرية سنارة)، أمّا الصورة الأخرى/السفلى، فهي مأخوذة بواسطة Google Earth والتي تُظهر المزار والمقبرة بتاريخ 1 أيلول/سبتمبر 2017.صورة أخرى تُظهر مزار “علي دادا” قبل تدميره من قبل القوات التركية، وجزءاً من المقبرة قبل تجريفها (الصورة مأخوذة من صفحة أخبار قرية سنارة)، أمّا الصورة الأخرى فهي مأخوذة بواسطة Google Earth وهي تُظهر المزار والمقبرة بتاريخ 1 أيلول/سبتمبر 2017.
تفاصيل الحادثة:
(محمود.س.أ) أحد السكان المحليين من أهالي قرية “سنارة” في ريف عفرين، والذي رفض الكشف عن هويته لأسباب أمنية/مقيم حالياً في إحدى الدول الأوربية، اعتبر أنّ جرف قسم كبير من “المقبرة الفوقانية” الواقعة جنوب شرقي القرية وتدمير مزارها انتهاك لتاريخ آبائه وأجداده، وقال لسوريون من أجل الحقيقة والعدالة بأنه وفي النصف الأول من شهر آذار/مارس 2018، أي بعد مرور أقل من أسبوعين على سيطرة الجيش التركي وفصائل المعارضة السّورية المرافقة له على بلدة “سنارة”، علم من خلال أقاربه في القرية، بأنّ الجيش التركي يقوم بجرف المقبرة الفوقانية في القرية بهدف إنشاء قاعدة عسكرية مكانها، وتابع قائلاً:
“لم يجرؤ أحد في القرية على الاقتراب من المقبرة للتأكّد من صحة الخبر، لأنّ ذلك كان ممنوعاً، لذا طلبت من أحد الرجال في قرية “أنقلة” المجاورة لقريتنا، أن يحاول التقاط صورة للمقبرة، إلا أنّه لم يتمكن من ذلك أيضاً، فالعديد من أبناء القريتين كانوا قد اعتقلوا من قبل فصيل “الوقاص” بتهمة التصوير، وظلوا محتجزين عدة أشهر، ولم يتم الأفراج عنهم إلا بعد أن دفعوا فدى مالية، وفي مطلع نيسان/أبريل 2018، تأكدنا بأنّ قسماً كبيراً من مقبرة القرية تمّ جرفها، وذلك عندما استقلّ أحد الجنود الأتراك/الأكراد سيّارة أحد أبناء القرية لأداء عمل ما، وعلى الطريق سأل السائق، الجندي التركي “الذي كان كردي الأصل” عن مدى حقيقة جرف مقبرة القرية من عدمها، فأكدّ الجندي أنّ قسماّ كبيراّ منها تمّ جرفه، واعترف للسائق أنهم صادفوا أثناء الجرف جثتان لم تكونا قد تحلّلتا بعد، وأنا أرجح أن هاتين الجثين هما لعمي “السبعيني” الذي توفي أواخر العام 2017، ومسن آخر من القرية توفي بعده.”
وأضاف المصدر المحلّي/محمود أنّ الجيش التركي جرّف كل قبور أفراد عائلته الراحلين في المقبرة، ولم يُنشأ أي قاعدة عسكرية ثابتة مكانها، كما أفاد لسوريون من أجل الحقيقة والعدالة، بأنه ومع حلول عيد الفطر بتاريخ 15 حزيران/يونيو 2018، سمح الجيش التركي لأهالي القرية بزيارة قبور موتاهم في المقبرة، مشيراً إلى أنّهم تأكدوا حينها من صحّة عملية الجرف وتابع قائلاً: “أودت عملية الجرف بالمزار وثلثي المقبرة تقريباً، وبعدها بفترة قصيرة أصبحت زيارة المقبرة مسموحة للعامة بعد خروج الجيش التركي منها، فتأكدت من خلال أقاربي في القرية، أنّ عدد القبور التي تعرضت للجرف يبلغ نحو 500 قبر، وبينهم قبر جدي الذي توفي سنة 1915 وقبري أبي وعمي، وبعض القبور الأخرى التي تحتضن أفراد العائلة المتوفين، والتي كانت جميعها تقع أمام مزار “علي داده” التاريخي شمالي المقبرة، ورغم ذلك فإنّ الأهالي لازالوا لم يجرؤوا حينها أيضاً على تصوير المقبرة، نظرا للانتهاكات الجسيمة التي يرتكبها الجيش التركي وفصائل المعارضة السّورية المرافقة له في عفرين وريفها، الأمر الذي خلق ذعراً في نفوس السكان، الذين لا حول لهم ولا قوة إلا الصبر.”
وأنهى محمود حديثه بالقول: “يؤلمنا ما حصل، الكثير من أهالي قريتنا “سنارة” وقرية “أنقلة” المجاورة خسروا أضرحة ذويهم وأحبائهم، لذا نحمل الجيش التركي مسؤولية هذا الانتهاك بالكامل، ونتمنى من الأمم المتحدة وحكومات الدول الفاعلة في الشأن السوري أن تضع حداً لانتهاكات الجيش التركي وفصائل المعارضة السورية المسلحة ضد سكان، تراث، وتاريخ عفرين، وتنهي احتلالهم لها”.
صورة مأخوذة بواسطة Google Earth تُظهر المقبرة التي تمّ جرفها، واختفاء المزار بشكل كامل، إضافة إلى وجود عدد من الآليات العسكرية المتمركزة على التلّة. يُلاحظ أيضاً تضرر للمساحات الزراعية المحيطة بالمقبرة من جهة يمين الصورة.
وأظهر مقطع فيديو حصري حصلت عليه سوريون من أجل الحقيقة والعدالة، زيارة الأهالي لقبور موتاهم بالمقبرة الفوقانية في قرية “سنارة”، خلال شهر آب/أغسطس 2018 ويظهر أثناء التصوير جزءً من القسم الذي تعرّض للجرف في المقبرة. فيما أظهر مقطع فيديو آخر حصري جانباً من بقايا عظام بشرية لموتى تمّ جرف قبورهم في المقبرة ذاتها.
صور مأخوذة من المقطع الفيديو (الثاني) الحصري بسوريون من أجل الحقيقة والعدالة، الذي يُظهر بعض بقايا الهياكل العظمية لمتوفين كان قد تمّ جرف قبورهم من قبل القوات التركية في “المقبرة الفوقانية”.
الدائرة الحمراء تُشير إلى زاوية التصوير التقريبية للمقطع الأول الذي تمّ تزويد سوريون من أجل الحقيقة والعدالة به، وتمّ تصويره خلال شهر آب/أغسطس 2018.
المصدر: سوريون من أجل الحقيقة والعدالة
ــ تقريرٌ جديد لمنظمة العفو الدوليّة يدين انتهاكات الميليشيات الإخوانية في عفرين وسري كانيه
في الثامن من أبريل/ نيسان نشرت عفرين بوست مقتطفات من التقرير الذي أصدرته منظمة العفو الدولية (أمنيستي) يوم الأربعاء 7/4/2021 تقريراً تقييمياً حول “حالة حقوق الإنسان في العالم 2020/2021″، وشمل التقرير 149 دولة بما فيها سوريا. وفيما يلي القسم المتعلق بإقليم عفرين ومنطقة سري كانيه.
وفيما يتعلق بممارسات الميليشيات المسلحة التابعة للاحتلال التركيّ في مدينتي عفرين وسري كانيه/ رأس العين، كان لافتاً توصيفه لما يسمى “الجيش الوطني السوريّ” بأنه “المعلن ذاتياً”، وأنه عرض المدنيين للانتهاكات، فقال التقرير: “وعرّض الجيش الوطني السوري المعلن ّ ذاتيّاً – بدعم من تركيا – المدنيين في المدينتين الشماليتين عفرين ورأس العين، اللتين تخضعان فعليّاً لسيطرة تركيا، لمجموعة واسعة من الانتهاكات. اشتملت على النهب والسلب، ومصادرة الممتلكات، والاعتقال التعسفيّ، والاختطاف”.
وفنّد التقرير مزاعم أنقرة التي روّجتها حول التفجيرات وقعت في مدينة عفرين في الفترة ما بين كانون الثاني حتى نيسان 2020 وأحدها تفجير السوق الشعبيّ الذي وقع في 28/4/2020، واتهمت حينها الكرد بتنفيذها، واتهم التقرير جماعات مسلحة مجهولة، مـا أسفر عن مقتل وجرح العديد من المدنيين، وألحقت الضرر بالبنية التحتية المدنية مثل المنازل والأسواق. وأشار التقرير إلى أن المنطقة تخضع لسيطرة الجماعات المسلحة الموالية لتركيا.
الانتهاكات استهدفت الكرد بصورة خاصة
اتهم التقرير بوضوح ما يسمى “الجيش الوطني السوري” التابع للاحتلال التركي، بارتكاب مجموعة واسعة من انتهاكات حقوق الإنسان ضد المدنيين في عفرين وراس العين، بما في ذلك السلب والنهب، ومصادرة الممتلكات، والاحتجاز التعسفيّ، والاختطاف، والتعذيب وغيره من ضروب المعاملة السيئة.
واستند التقرير إلى النتائج التي خلصت إليها لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة الخاصة بسوريا. وأشار إلى أنّ عمليات السلب والنهب ومصادرة الممتلكات أثّرت بصورةٍ خاصة على الكرد السوريين المهجرين قسراً خلال العمليات القتالية التي نشبت عامي 2018 و2019. وذكر أنه في بعض الحوادث، صادر المسلحون منازل المدنيين الباقين بعد أن مارسوا ضدهم الابتزاز، والمضايقة، والاختطاف، والتعذيب لإرغامهم على المغادرة. كذلك هددوا الأشخاص الذين تقدموا بشكاوى واحتجزوهم تعسفياً، وأرغموهم على دفع المال مقابل الإفراج عنهم.
أمثلة أخرى من الانتهاكات
وذكر التقرير عمليات الاحتجاز التعسفيّ للمدنيين في عفرين واختطافهم، وممارسة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة السيئة لأسباب مختلفة من بينها توجيه الانتقادات لعناصر الميليشيات المسلحة والانتساب سابقاً إلى الإدارة الذاتيّة.
ومن جملة الأمثلة الكثيرة ذكر التقرير أن مواطناً كردياً يبلغ سبعين عاماً تم اختطافه من منزله في آب 2020، واحتجز قسراً لمدة شهرين، بسبب انتقاده “لفظياً سلوك المسلحين وضربهم شاباً، ومنعوه من مقابلة أسرته التي اضطرت لدفع مبلغ كبير من المال (فدية) “للوسطاء” للإفراد عنه، وتمت مصادرة سيارته.
وفي ختام القسم المتعلق بالانتهاكات في عفرين وسري كانيه/ رأس العين المحتلتين أشار التقرير إلى احتجاز المسلحين للنساء والفتيات واغتصابهن والاعتداء عليهن جنسيّاً بحسب لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة.
كان ملاحظاً بوضوح أنّ تقرير أمنيتسي تجنب تحميل سلطات الاحتلال التركيّ أي مسؤولية، واكتفى بتحميلها لعناصر الميليشيات المسلحة، رغم أنها ترفع العلم التركي وتنفذ تعليمات أنقرة التي تشارك قواتها في تنفيذ عمليات الاعتقال وتعذيب المعتقلين في السجون حسب شهادات مفرج عنهم.
ــ خلف الخطوط ــ انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان واعتداءات واستهداف للنساء
في العاشر من أبريل/ نيسان، ذكرت عفرين بوست مضمون التقرير الذي كتبه الصحفي جوناثان سباير تقريراً حول الانتهاكات التي تمارسها سلطات الاحتلال التركي والميليشيات الإسلامية التابعة له، ونُشر التقرير يوم الخميس 8/4/2021 في صحيفة جيروزاليم الإنكليزية. فيما يلي أبرز النقاط التي أشار إليها التقرير.
منطقة مغلقة
تبدأ الصحيفة تقريرها بإشارة لافتة جداً فتقول: خلف الخطوط: تشير تقارير وزارة الخارجية والأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية إلى نمط من الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان والاعتداءات واستهداف النساء. وقصدت بذلك أنّ ما يصدر من تقارير عن الانتهاكات المرتكبة في إقليم عفرين المحتل إنما يأتي من منطقة مغلقة.
في توصيف عام لواقع عفرين بعد احتلالها من قبل تركيا قالت الصحيفة إنها محظورة على الصحفيين الأجانب.
يشير التقرير إلى وجود أدلة حدوث انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في عفرين، على أساس منهجي. ويستمر تجاهل الوضع من قبل كل من وسائل الإعلام العالمية والحكومات الغربية.
ويقول المواطن جيكر حسين، المهجر من عفرين: “لدينا أدلة قوية تشير لتورط السلطات التركية وعملائها من الميليشيات المتطرفة بالجريمة الدوليّة التي تقع في عفرين التي تحتلها تركيا، بما في ذلك الاغتصاب والتهريب والتعذيب حتى الموت”.
دولة ناتو وحليفة واشنطن هجرت الكرد قسراً
يتوقف التقرير لدى مفارقة التهجير القسريّ التي حدثت في عفرين، إذ لم يقم بها نظام فُرضت عليه عقوبات غربيّة أو ميليشيا تابعة له، بل جرى التهجير القسري على نطاق واسع من قبل دولة عضو في الناتو وحليفة للولايات المتحدة، وتم توطين نازحين من العرب من منطقة الغوطة (القريبة من دمشق) ودير الزور وحلب
المخاطر التي يواجهها الكرد الباقون في عفرين
واستناداً لتقرير منظمة “مشروع قدرات التقييم” ACAPS وهي منظمة غير حكومية: “يواجه السكان الكرد مضايقات مستمرة من قبل الميليشيات المحليّة، ما يعرضهم لخطر فقدان سبل العيش وتأمين الغذاء والمأوى.
ويتابع التقرير: السكان الكرد في عفرين معرضون لخطر التهديدات الشخصية والابتزاز والاعتقال والاختطاف من قبل فصائل “الجيش الوطني المحليّ”، والسكان الكرد في عفرين معرّضون بشكل خاص لمشاكل تتعلق بالمأوى. وقد عانوا من نهب متكرر ومنهجيّ لممتلكاتهم. واحتل المسلحون وعائلاتهم والنازحين من المناطق التي تسيطر عليها الحكومة السورية منازلهم بعدما خرجوا من منازلهم عام 2018.
لا تزال ظروف حياة السكان الكرد والإيزيديين المتبقين في عفرين تحت حكم تركيا وأعوانها “الإسلاميين في “الجيش الوطني السوري” محفوفة بالمخاطر إلى أقصى حد.
الاستيلاء على الأملاك
وأشارت الصحيفة إلى السنويّ الذي أصدرته وزارة الخارجية الأمريكيّة “حول ممارسات حقوق الإنسان في سوريا أن لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة بشأن سوريا أكّدت وجود أنماط متكررة من النهب الممنهج والاستيلاء على الممتلكات، قام بها عناصر “الجيش الوطني السوري” في عفرين ورأس العين، بعد نهب الممتلكات المدنية، واحتلوا مع عائلاتهم المنازل بعد فرار المدنيين، أو أجبروا السكان ومعظمهم من أصل كردي على الفرار من منازلهم عبر التهديدات والابتزاز والقتل والاختطاف والتعذيب والاعتقال”.
وذكر التقرير إلى مصادرة الأراضي الزراعيّة، وإساءة مسلحي “الجيش الوطني السوري” لاستخدام الموارد بشكل خطير. عبر قطع أشجار الزيتون لتوفير الحطب أو بغرض التجارة، وأشار إلى ارتباط عفرين تقليدياً بقوة بزراعة الزيتون.
الجيش الوطني السوري مجرد اسم
تتوقف الصحيفة لدى اسم “الجيش الوطني السوري”، فتقول رغم اسمه، فإنه ليس تشكيلاً عسكرياً سورياً مستقلاً. بل تمثل هذه القوة التي يبلغ قوامها 70 ألف جندي بقايا التمرد العربي السني شمال سوريا، والذي تنظمه وتسلحه وتموله وتسيطر عليه مباشرة السلطات التركيّة.
يسيطر عليها تحالف “جماعات إسلامية سنية عربية سوريّة”، فيما السلطات التركية هي القوة الحقيقية التي تقف وراءها. تشير الاستثمارات التركية الكبيرة في البنية التحتية للمنطقة، مع جمود الجهد الدبلوماسي لحل الصراع السوري، إلى أن الوضع الحالي سيستمر لبعض الوقت.
الاعتقال التعسفيّ ونقل المعتقلين إلى تركيا
واستندت الصحيفة إلى تقرير وزارة الخارجية الأمريكية بوجود “روايات مباشرة متعددة عن الاختطاف والاعتقال التعسفي” من قبل الميليشيات التي تدعمها تركيا بالمنطقة، وذكرت أن “السلطان مراد، وفيلق الشام، وفرقة الحمزة، والجبهة الشامية” والشرطة العسكرية التابعة للجيش السوريّ الوطني متورطة بعمليات الاختطاف وفق تقارير منظمات حقوق الإنسان.
وأشار التقرير إلى أن ضحايا عمليات الاختطاف غالباً من أصل كرديّ أو إيزيدي أو ناشطون ينتقدون صراحةً أو من يُعتقد بانتمائه إلى وحدات حماية الشعب أو الإدارة الذاتية في عفرين سابقاً.
ووفقاً لتقرير لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة نقل مسلحو فصائل “الجيش الوطنيّ أشخاصاً يحتجزونهم إلى حجز رسميّ في تركيا، “ما يشير إلى التعاون والعمليات المشتركة بين الحكومة التركية و”الجيش السوريّ الوطني” التي يمكن، وهو ما ينطوي على مسؤولية جنائية للقادة الذين علموا أو كان ينبغي أن يعلموا بالجرائم، أو فشلوا باتخاذ جميع التدابير اللازمة والمعقولة لمنع ارتكابها أو قمعها”.
استهداف النساء سمة مميزة للميليشيات الإسلاميّة
تقول الصحيفة يبدو أنّ الاستهداف الشائع والمنهجي للنساء الكرد الإيزيديات سمة خاصة لنشاط الميليشيات الإسلاميّة المدعومة من تركيا.
ووفقاً لتقرير وزارة الخارجية الأمريكية، “وثقت لجنة التحقيق، وسوريون من أجل الحقيقة والعدالة، ومركز توثيق الانتهاكات VDC، ومراقبون آخرون اتجاهاً لخطف النساء في عفرين، وظلت نساءٌ في عداد المفقودين لسنوات.
أشارت (منظمة نساء عفرين المفقودات) وهي منظمة غير حكومية أنشئت لتوثيق الوضع الذي تواجهه النساء في عفرين إلى اختطاف الجماعات المسلحة التي تدعمها تركيا، 88 امرأة خلال عام 2020. ولا يزال مكان 51 منهن غير معروف.
وتشير المنظمة إلى 14 حالة تتعلق بادعاءات مباشرة بالتعذيب، وثلاث حالات تتعلق بارتكاب عناصر ميليشيات. “الحمزة” و”السلطان مراد” التي تدعمهما تركيا لأعمال عنف جنسي. ولا تزال ضحيتان في عداد المفقودين.
وقد دعا مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة تركيا إلى التحقيق في هذه الادعاءات. ولا يُعرف عن أي تحقيق جاري حالياً.
وختمت الصحيفة بالقول بأن شهدت سوريا على مدى العقد الماضي بعض أبشع انتهاكات حقوق الإنسان التي شهدها التاريخ الحديث. وأن التطهير العرقيّ في عفرين، والمضايقات المنهجيّة الحالية والمستمرة لما تبقى من السكان الكرد والإيزيديين، بما في ذلك الاستهداف المتعمد للنساء، تعد أحلك الفصول في هذه القصة البائسة.
ــ تقريرACAPS : السكان الكرد من أكثر المجموعات تضرراً في عفرين
في الثالث عشر من أبريل/ نيسان، نشرت عفرين بوست أهم ما جاء في التقرير الذي أصدره برنامج تقييم القدرات ACAPS بعنوان “الحاجات الإنسانيّة في عفرين”، والذي رصد مجمل الأوضاع العامة في عفرين المحتلة بالاستناد إلى معلومات مستقاة من مجموعة إعلاميّة توثيقيّة من جملتها شبكة عفرين بوست الإخباريّة.
بدأ لتقرير بموجز مقتضب أكد فيه على أن الاحتياجات الإنسانية ما تزال حرجة في منطقة عفرين، بعد أربع سنوات تقريباً من عملية غصن الزيتون عام 2018، والتي شهدت سيطرة القوات التركية وميليشيات ما يسمى “الجيش الوطني السوريّ” على المنطقة بالكامل. ولا يزال انعدام الأمن الناجم عن الصراع سائداً، وكذلك انعدام سيادة القانون، واستمرار الأعمال العدائيّة والتدهور الاقتصاديّ في شمال سوريا في دفع النزوح إلى عفرين، حيث يعاني العديد من الأشخاص من النزوح المطول. يؤدي تدفق النازحين داخلياً إلى إجهاد البنية التحتية والخدمات الأساسية المحدودة بالفعل. كما أدت جائحة كوفيد -19 إلى تفاقم الوضع بإلقاء أعباء إضافية على نظام الرعاية الصحية والتأثير على الوضع الاقتصادي المتردي بالفعل شمال سوريا. يحلل هذا التقرير الاحتياجات الإنسانيّة الأكثر إلحاحاً لسكان عفرين.
يشير التقرير إلى أنّ السكان الكرد هم أكثر الفئات تضرراً في عفرين، ويواجهون مضايقات مستمرة من قبل الميليشيات المسلحة، ما يعرّضهم لخطر فقدان سبل عيشهم والوصول إلى الغذاء والمأوى، وزيادة احتياجاتهم للحماية. فيما المجموعات الأخرى المحددة بأنها الأكثر احتياجاً فهم الأطفال والشباب والنازحين داخلياً (خاصة في المخيمات غير الرسمية) والأشخاص ذوي الإعاقة. من الصعب تقدير عدد المحتاجين بالمنطقة بسبب التقييمات المحدودة للاحتياجات التي أجريت على مستوى المنطقة والمديريات الفرعيّة.
تأثير الأزمة
يتسم الوضع الإنساني في منطقة عفرين بظروف معيشيّة مزرية ومستويات عالية من الاحتياجات في جميع القطاعات. كان هذا هو الحال منذ عام 2018 عندما أصبحت المنطقة تحت السيطرة التركية الفعلية بعد عملية غصن الزيتون، استمرت العملية شهرين، مع اشتباكات عنيفة ما أسفر عن سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى.
منذ آذار/ مارس 2018، غادر أكثر من نصف السكان الكرد في عفرين، بينما انتقل آلاف السوريين العرب النازحين داخلياً إلى عفرين. وجاء ذلك نتيجة محاولة تركيا ملء منازل عفرين التي أخلاها السكان الكرد النازحون بسبب الأعمال العدائيّة من خلال توطين الآلاف من عوائل المسلحين وغيرهم من العرب والتركمان هناك، بمجرد وقوع عفرين تحت سيطرة تركيا ونفوذها، والتي كانت أكثر استقراراً من المناطق الأخرى.
سبل العيش والأمن الغذائي
أدت سنوات من عدم الاستقرار والتدهور الاقتصاديّ والانخفاض الحاد بقيمة العملة المحلية (الليرة السورية) إلى الافتقار إلى نشاط اقتصاديّ آمن وطويل الأجل في منطقة عفرين.
قبل عام 2018، كان قطاع الزراعة هو المصدر الرئيسي للدخل لسكان عفرين، تليها التجارة والتصنيع. وقد تأثرت بشكل كبير بالحرب الأهلية السوريّة و”عملية غصن الزيتون”، ويرجع ذلك بالمقام الأول إلى التغيرات بالسيطرة على السلطة، والتي أثرت على سبل عيش السكان الكرد، فضلاً عن تحركات السكان التي دفعت النازحين لإيجاد مصادر جديدة للدخل في المنطقة. كما أثرت القيود على الحركة وهي نتيجة انعدام الأمن والظروف الأمنية على الأنشطة الاقتصادية. ما أدى إلى إغلاق الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم وإعاقة قدرة الأفراد على فتح أعمال تجاريّة جديدة
كما أثر انعدام استمرار انعدام الأمن والاستهداف واسع النطاق للمزارعين، ومصادرة الزراعة (خاصة زراعة الزيتون)، من قبل ميليشيات “الجيش الوطني” بشكل كبير على سبل عيش العائلات، وقد قطع مسلحو الميليشيات أشجار الزيتون في عفرين للحصول على الحطب لأغراض التدفئة والتجارة، كما أثرت القرارات الاقتصادية التي اتخذتها الميليشيات لصالح التجار الأتراك على قطاع الزراعة في عفرين ومحدودية فرص كسب العيش للمزارعين.
وتفرض الميليشيات ضرائب على قطف الزيتون واستخراج زيت الزيتون. وتختلف هذه الأنظمة من قرية لأخرى حسب الميليشيا المسيطرة. وأظهرت أدلة غير مؤكدة من قرية كاخرة (ناحية معبطلي، عفرين) أن الجماعات المسلحة المسيطرة على القرية فرضت ما يصل إلى 2000 صفيحة زيت كضرائب على سكان القرية، وذكرت وسائل إعلام محلية، أن الميليشيات المسيطرة على عفرين صادرت أيضا محاصيل السماق وورق العنب والكرز وغيرها من الأشجار المثمرة
الحماية
أدّى انعدام الأمن الشديد، وانتشار مخاطر المتفجرات، وانتشار الجريمة على نطاق واسع إلى احتياجات حماية عالية للغاية، خاصة للنساء والأطفال والسكان الكرد.
رغم أنّ الوضع الأمنيّ بالمنطقة حرج، إلا أنّه لا يتم التأكيد دائماً على الحماية على أنّها مصدر قلق رئيسيّ في تقييم الاحتياجات، ربما بسبب عدم الإبلاغ عن مخاوف الحماية لأسباب تتعلق بالخصوصيّة وسلامة الضحايا. وسلط العاملون في المجال الإنسانيّ بالمنطقة الضوء على الحاجة إلى المزيد من مراكز الحماية بالمنطقة، خاصة للنساء والأطفال.
السكان المقيمون في عفرين معرضون باستمرار لخطرِ الموت أو الإصابة في حوادث انعدام الأمن المنتظمة بما في ذلك القصف والسيارات المفخخة وانفجار الألغام الأرضيّة، وكان آخر تفجير وقع في 16/2/2021، عندما انفجرت عبوة ناسفة بسيارة بحي المحموديّة بمدينة عفرين. قتل شخص واحد. وجاء ذلك عقب تفجير آخر وقع في 30/1/2021، في موقع صناعيّ وسط البلدة، وقتل خمسة أشخاص على الأقل (بينهم أطفال) وجرح أكثر من 22، وهذه التفجيرات الواسعة النطاق والقتل العشوائيّ مصدرُ قلق للمنظمات الإنسانيّة العاملة بالمنطقة.
ووقعت عدة حوادث متفرقة من القتل العشوائيّ والاعتقالات بدون سبب معقول والاختطاف مقابل فدية خلال عام 2020، واُختطف أكثر من 940 شخصاً وتم تعذيب أكثر من 65 شخصاً في عفرين.
كما ينتشر العنف الجنسي والتمييز الجنسي، وبخاصة التحرش الجنسيّ والاعتداء والتعذيب والزواج القسريّ، في عفرين، ووثق مشروع نساء عفرين المفقودات نحو 88 امرأة وفتاة اختفين خلال عام 2020. وحتى 1/1/2021، ما زالت 51 منهن في عداد المفقودين. وتم الإبلاغ عن عدة حالات من الاختطاف والزواج القسري والتخويف من قبل وسائل الإعلام. وتشمل المقيمين في المخيمات في عفرين.
التعليم
احتياجات التعليم عالية جداً بين سكان عفرين بسبب نقص التمويل وتأثيرات تدابير التخفيف من COVID-19 ونقص المساحات التعليمية والمعلمين، ويعد الوصول للتعليم بالمنطقة أمراً صعباً بسبب محدوديّة عدد المدارس. وبحسب إحدى المنظمات الإنسانية العاملة، هناك نحو 232 مدرسة بمنطقة عفرين، وهي غير كافية للأطفال بسن المدرسة. وتديرها جميعها وزارة التعليم التركية، ولا توجد مدارس خاصة 03 مارس 2021، وتشغل الميليشيات المسلحة بعض مباني المدارس الحكومية حالياً، ما يحد من عدد الأماكن المتاحة للتعليم.
المنهاج الحالي باللغة العربيّة. ولذلك، يواجه الطلاب الكرد بالمنطقة صعوبات في التعلم، فقد اعتادوا على الدراسة باللغة الكردية ويواجهون صعوبات بتعلم اللغة العربية والتحدث بها. وتُدرّس اللغة التركية أيضاً في بعض المدارس، ما يضيف ضغطاً على الطلاب. وأدت هذه التحديات اللغوية إلى تخلف العديد من الطلاب عن دراستهم. كما تشمل العوائق الأخرى التي تحول دون الوصول إلى التعليم انعدام الأمن، وضعف البنية التحتية للطرق، ونقص التوثيق.
الصحة
المرافق الصحية في عفرين مزدحمة، والخدمات مرهقة وغير كافية للسكان. لا يوجد عدد كافٍ من الطاقم الطبي المؤهل. ويقيّد وجود نقاط التفتيش داخل المنطقة وسوء البنية التحتية للطرق حركة العاملين الصحيين وسيارات الإسعاف. ويحدُّ نقصُ وسائل النقل العام من قدرة المرضى للوصول إلى مراكز الرعاية الصحية الأوليّة والمستشفيات، ولا يمكن تحمل تكاليف النقل الخاصة.
كما تخلق المزيد من العقبات لتأمين الرعاية الصحيّة والعلاجات المطلوبة بسبب ارتفاع تكاليف الرعاية الصحية والأدوية لبعض الأمراض المزمنة مثل السكري أو أمراض القلب والأوعية الدموية أو أمراض الكلى.
وتم الإبلاغ عن حالات الاتجار بالأعضاء، مع الضحايا بما في ذلك الأشخاص المصابين بأمراض خفيفة وإصابات تم إدخالهم إلى مستشفى عفرين العام
المأوى
السكان الكرد في عفرين معرضون بشكل خاص للمشاكل المتعلقة بالمأوى. عانى السكان الكرد من نهب متكرر ومنهجي لممتلكاتهم. أفادت التقارير أن أولئك الذين فروا من منازلهم بعد عام 2018 قد احتلوا منازلهم من قبل المقاتلين وعائلاتهم والنازحين من المناطق التي تسيطر عليها الحكومة السورية. تم تهجير بعض السكان (بالأساس من أصل كردي) قسراً، من خلال التهديدات والابتزاز والاحتجاز والاختطاف من قبل الفصائل المحلية التابعة للجيش الوطني. من المحتمل أنه إذا بدأ النازحون الكرد في العودة إلى مناطقهم الأصلية في المنطقة، فسوف تزداد احتياجات الإسكان
السكان الكرد الأكثر تضرراً
لا يزال السكان الكرد من أكثر المجموعات تضرراً في عفرين، ويواجهون مضايقات مستمرة من قبل الميليشيات المحلية، ما يعرضهم لخطر فقدان سبل عيشهم والوصول إلى الغذاء والمأوى، وزيادة احتياجاتهم للحماية
يتعرض السكان الكرد في عفرين لخطر التهديدات الشخصية والابتزاز والاحتجاز والاختطاف من الفصائل المحلية للجيش الوطني المتواجدة في المنطقة. تظهر الأدلة أيضاً أن المزارعين الكرد هم الأكثر تضرراً من مضايقات الجيش الوطني السوري، بما في ذلك الضرائب والابتزاز. تم الإبلاغ عن المعاملة التفاضليّة بين المزارعين الكرد والعرب في وسائل الإعلام المحلية، وهناك سياسات تمييزيّة مطبقة، وبخاصة ضد السكان الكرد الباقين، كالضرائب على المحاصيل، ومصادرة وتدمير الممتلكات المدنية الكرديّة. ويؤثر ذلك على سبل عيش العديد من الأسر الكردية التي تعتمد على الزراعة، وتُقدّم الخدمات بطريقة تمييزية في قرى المنطقة التي يسكنها السكان الكرد.
كما تحدُّ قيود اللغة من قدرة السكان الكرد على الوصول إلى الخدمات الأساسية كالتعليم والرعاية الصحيّة. يؤدي هذا إلى زيادة مخاطر تسرب الأطفال من المدرسة وعدم قدرة الأشخاص على الوصول إلى الخدمات الطبية لعلاج الأمراض والأمراض
النساء والأطفال:
تحتاج النساء الكرديات للحماية، بما في ذلك خدمات العنف الجنسي والتمييز الجنسي. منذ عام 2018، واجهت النساء في عفرين الانتهاكات والمضايقات من قبل الميليشيات المسلحة، وأفادت المعلومات أن بعض النساء الكرديات تعرضن للتعذيب في مخيمات شمال سوريا، بينما احتجزت نساء أخريات كسجناء وتعرضن للاعتداء والاغتصاب من قبل مسلحي الميليشيات.
يتعرض الأطفال لخطر عمالة الأطفال والزواج القسريّ والمبكر والتجنيد في الجماعات المسلحة. هذا نتيجة لغياب الوصول المستدام إلى التعليم، وزيادة اعتماد آليات المواجهة السلبية الناتجة عن محدودية الفرص الاقتصادية ونضوب المدخرات
العوامل المشددة
ــ النزوح من مناطق أخرى إلى عفرين
شهدت منطقة عفرين تدفق نزوح جماعي على مدار السنوات، مع ارتفاع أعداد الوافدين مطلع عام 2020. اعتباراً من كانون الأول 2020، استضافت منطقة عفرين 13،314 نازح و1،181 عائد. يأتي الوافدون بشكل أساسي من الغوطة وشمال حماة وريف دمشق. تختلف أسباب النزوح، لكن النزوح مدفوع بالغالب بالحوافز الاقتصاديّة ونقص الوصول إلى الخدمات وسبل العيش، فضلاً عن الوضع الأمني، بما في ذلك خطر المخاطر المتفجرة وزيادة الأعمال العدائيّة، وبنهاية عام 2020، كانت منطقة عفرين واحدة من ثلاث مناطق عبر شمال غرب سوريا استقبلت أكبر عدد من النازحين الجدد، ومن المرجح استمرار الأعمال العدائيّة شمال سوريا، ما يتسبب بمزيد من الازدحام في مواقع النازحين. وتتحكم السلطات التركية بإدارة المخيم وتنسيقه.
كما أدى وصول النازحين من أجزاء مختلفة من سوريا إلى تفاقم التوترات الطائفيّة بين النازحين ومعظمهم من العرب والأقليّة الكردية الآن. وأدت زيادة أعداد الوافدين إلى إجهاد الخدمات الاجتماعيّة والموارد المحدودة بالفعل في المنطقة. غالباً ما تتركز حركة النازحين داخلياً في مناطق فرعية معينة، وبالتالي فإن بعض المناطق غارقة في الوافدين الجدد والخدمات محدودة للغاية بالنسبة لعدد السكان
الإدارة والحكم المحلي
ظهرت هيئات حاكمة معروفة باسم المجالس المحلية في جميع أنحاء عفرين، بدعم من السلطات التركية، لسد حاجة ماسة للمنظمات الاجتماعية والحكومية. تتبع المجالس المحلية المنتخبة في هذه المناطق رسمياً الحكومة السورية المؤقتة وهي مرتبطة بمجلس محافظة حلب، بدعم إداري ولوجستي ومالي مباشر من السلطات التركية – ولا سيما محافظات غازي عينتاب وكلس وهاتاي في جنوب تركيا
الوصول الإنساني وقيود التشغيل
هناك ما لا يقل عن 56 منظمة غير حكوميّة مسجلة لديها تصاريح للعمل في عفرين. إذ يجب على أيّ منظمة ترغب بالعمل في المنطقة التنسيق مع المجلس المحلي والهيئة التركيّة ذات الصلة للحصول على إذن للعمل. والتوقيع على بروتوكول مع إعلان عن المنظمة ومشاريعها وأنشطتها الرئيسية. وتشير التقديرات إلى أن أكثر من 90٪ من الخدمات تغطيها الجهات الفاعلة الإنسانية تحت إشراف كل من المجالس المحلية التركيّة وعفرين. باستثناء قطاع التعليم الذي تحت مسؤولية السلطات التركية ومجالس عفرين المحلية.
القدرة الإجمالية للاستجابة منخفضة، وبخاصة بالمخيمات غير الرسميّة، ويتم تنفيذ عدد قليل جداً من المشاريع بسبب نقص التمويل، وتحديات الحصول على التصاريح (التي تستغرق وقتاً طويلاً بسبب الإجراءات والعمليات البيروقراطية)، وعدم وجود مرونة في مشروع التنفيذ، والوضع الأمنيّ، ونقص العاملين المؤهلين بالمجال الإنساني، وحواجز الاتصال (اللغة بشكل أساسيّ)، والحواجز الثقافيّة الناتجة عن تنوع السكان.
لا يزال الوضع الأمنيّ في عفرين غير مستقر مع استمرار القتال بين الجماعات المسلحة طوال عام 2020. وفي عام 2019، تم تشكيل هيكل أمنيّ رسميّ في إطار الميليشيات المسلحة، ولكلِّ ميليشيا سيطرة فعليّة على مناطق نفوذ ورغم وجود هذا الإطار، إلا أنّ هناك غياباً شاملاً للقانون والنظام وتم الإبلاغ عن العديد من حالات الاعتقال والتعذيب والاختطاف والاغتيال والمفقودين.
ثغرات المعلومات والاحتياجات
ختم التقرير بالإشارة إلى ثغرات في الحصول على المعلومات وأنها محدودة وغير كافية، ولا توجد معلومات عن الأهالي الكرد، وكذلك في تفاصيل أخرى، ولا تتوفر بيانات عن الأمن الغذائيّ والمعوقين وكبار السن، وعن مجمل الخدمات.
لا تزال كمية ونطاق التقييمات التي أجريت في منطقة عفرين محدودة للغاية، ما أدى إلى عدم كفاية المعلومات حول السكان المتضررين. كما لا توجد بيانات حول الوضع التعليميّ بما في ذلك معلومات حول الالتحاق ونسبة التسرب من الأطفال.
ــ المواطنة رسمية ــ وحكايات الموت قهراً في إقليم عفرين المحتل
في الثامن عشر من أبريل/ نيسان، نشرت عفرين بوست، ملفاً حول حوادث الوفاة قهراً في إقليم عفرين المحتل، بسبب انتهاكات الميليشيات الإخوانيّة التابعة للاحتلال التركيّ
الوفاة قهراً ليس مجرد نتيجة، بل أسلوب من القتلِ لا تُستخدمُ فيه أدواتُ القتلِ وأساليبها المعروفة، فقد أسفرت ممارسات الاحتلال التركي وعناصر الميليشيات الإخوانية التابعة له والمستوطنين من القسوة وسوء المعاملة وانتزاع الملكيات بالقوة إلى فقدان عدد من المواطنين الكرد وبخاصة المسنين حياتهم، نتيجة القهر، الذي يتسبب بنوبات قلبيّة حادة، في ظل فقدان الأمن وعدم وجود مرجعية قضائية نزيهة تعيد إليهم حقوقهم، وقصة المواطنة الكردية “رسمية” نموذج قصة حرمان أهالي عفرين من استعادة منازلهم التي أفنوا أعمارهم في بنائها.
أم وأب لأبنائها
قصة المواطنة الكرديّة رسمية إبراهيم مصطفى – من أهالي قرية بعرافا/ناحية شرا- وهي أرملة المرحوم أحمد جومي (أحمد عثمان شيخ إسماعيل زاده) وهو من الشخصيات المعروفة ببلدة ميدان أكبس، وهي مقيمة في البلدة منذ أكثر من أربعين سنة.
تزامنت وفاة زوجها أحمد جومي في 14/3/2011 مع بداية الأزمة السوريّة، إلا أنّها بكفاحها تجاوزت أزمتها، وقامت بدور الأم والأب لأبنائها وهم ثلاثة شباب وابنة وحيدة، وسارت حياة العائلة بصورة طبيعية، والأم تسعى في سبيل رزقها ورعاية أبنائها، ولم تغادر البلدة مع ظروفِ الأزمةِ وتعقدها، وكان لديها أملاك من أراضٍ زراعيّة ودار سكن كبيرة، من طابقين، حيث يسكن ابنها البكر عبد القادر الذي تزوج قبل وفاة والده. وقبل أربع سنوات زوّجت الأم الابن الأصغر، أما الأوسط فقد هاجر إلى بلغاريا، ومنها غادر إلى ألمانيا لاجئاً، وتزوج في الغربة، ويقيم الآن في تورينغن.
بقيت العائلة في البيت مع بدء العدوان التركيّ على إقليم عفرين، وقبل احتلال القرية بيوم واحد نزحت العائلة إلى مدينة عفرين طلباً للأمان، على أملِ أن تنتهي الحرب وتعود إلى القرية، ومع خروج الأهالي من مدينة عفرين يوم خرجت العائلة تحت وطأة القصف التركي إلى مناطق الشهباء، ومنها قصدوا مدينة حلب، ولم يطل مقامهم في حلب كثيراً، فقررت العائلة العودة إلى البلدة.
العودة إلى البلدة
مع العودة إلى البلدة عاشت العائلة فصلاً جديداً من المعاناة، إذ لم يُسمح لهم بدخول المنزل، الذي استولى مسلح على الطابق العلوي فيه وسكن فيه، وحوّل الطابق الأدنى إلى مستودع لأغراضه، التي استولى عليها من منازل أخرى، كما تمَّ الاستيلاء على أربعة محلات تجارية تعود لهم، ومحل السمانة الكبيرة فقط كان قيد الاستخدام، وبجوار المنزل هناك فناء كبير (حوش) تم الاستيلاء عليه أيضاً، ويعدُّ موقع المنزل والمحلات مهماً في البلدة لوقوعه على الشارع الرئيسي.
ذهبت المواطنة الكردية إلى بيتها تطالب باستعادته وخروج المسلح الذي استولى عليه منه، وبرفع اليد عن أملاكها، إلا أنهم رفضوا بشكلٍ قاطعاً، وقالوا لها: يمكنكم أن تأخذوا أغراضكم الشخصية وألبستكم من المنزل فقط.
لجأت المواطنة رسمية ومعها ابنتها رنكين إلى بيت أخيها سليمان المقيم في البلدة والقريب جداً من منزلها، والذي خرج ليومين أو ثلاثة منها وسرعان ما عاد إلى بيته، قبل أن يُستولى عليه، وخلال فترة إقامتها في دار أخيها التي استمرت لمدة شهر، واصلت المطالبة باستعادة بيتها، وفي نهاية المطاف، أخبرها المسلح المستوطن، أنّه يمكنها أن تقيم في الطابق السفلي، ولكنه لن يخلي الطابق العلوي تحت أي طائل، ورفضت السيدة الكردية أن يشاركها المسلح السكن في منزلها، فقصدت مدينة عفرين، لتقيم في منزل ابنها الأصغر.
تدهور صحيّ والوفاة قهراً
في عفرين ازداد وضعها الصحيّ سوءاً وهي تعاني من مرض السكري فالبيت صغير على ستة أشخاص (فولدها المتزوج لديه طفلان)، وبعد فترة أصيبت بقصور كلويّ حاد، ما اضطرها لعمليات غسيل الكليّة كل شهر مرة، ثم أسبوعياً، وتفاقمت لدرجة أنها احتاجت لثلاث جلسات غسيل أسبوعياً، وساء وضعها أكثرها مع كسر في المفصل الحرقفي نتيجة سقوطها من السرير، لتلازم على إثرها الفراش، في حالة أقرب للشلل.
أُدخلت المواطنة رسميّة إلى المشفى نتيجة تردّي وضعها الصحيّ، وأمضت ليلتين في غرفة العناية المشددة، لتسلم الروح إلى بارئها ظهر يوم الأربعاء 14/4/2021، ولما تبلغ السبعين سنة من العمر. فنقل جثمانها إلى بلدة ميدان إكبس ووري الثرى يوم الجمعة… وعادت المواطنة رسمية إلى بلدتها.
قصة عائلة السبعينية رسمية، ليست الوحيدة من نوعها في بلدة ميدان أكبس، فلا تزال هناك 11 عائلة كردية أخرى، بينها عائلات (جلال كولين وخليل خليل) لا تستطيع العودة لمنازلها بسبب استيلاء المسلحين وذويهم من المستوطنين على منازلهم وأملاكهم ويرفضون إعادتها لأصحابها، رغم أنها تقيم في القرى المجاورة أو مدينة عفرين.
وتتكون البلدة الحدودية – ميدان أكبس تتألف من 500 منزل كان يقطنها 500 عائلة كُردية، إلا أنّه بعد الاحتلال والتهجير عادت 100 عائلة فقط إلى ديارهم وجلهم من المسنين، استولى المسلحون وعوائلهم على كافة المنازل والمتاجر والأراضي الزراعية المتبقية، وبينها 40 متجراً في سوق البلدة.
ويستولي المدعو “صليل الخالدي” متزعم الميليشيا بالبلدة على حقول زيتون تضم (1200 شجرة)، إضافة لأربعة هكتارات من الأراضي الزراعيّة العائدة للمواطن مسلم مرجانة كما استولى على المعصرة الفنية العائدة له، وقام المدعو “الخالدي” بتأجير المعصرة بمبلغ 20 ألف دولار لموسم واحد فقط (الموسم الفائت).
مواطنون قضوا قهراً
هناك العديد من قصص الوفاة قهراً بسبب الاستيلاء على الأملاك والمنازل، وكان ضحاياها مسنون لم تحتمل حالتهم الصحيّة الأذى والحزن، وهم يرون بيوتهم وأملاكهم مُستولىً عليها، وعلاوة على ذلك تُساء معاملتهم بالشتم، ولا يُراعى عمرهم، ويتطاولون عليهم ويهددونهم ويتوعدونهم بالتهديد، فأصيبوا بنوبات قلبيّة مفاجئة، ومن أمثلة المواطنين الذين قضوا قهراً نورد بعض الأمثلة الموثقة.
ــ المواطن رمزي حسين
5/10/2018 في 4/12/2018 عاد المواطن الكرديّ “رمزي خميس حسين” من أهالي بلدة “ميدان إكبس”، بعد أشهر من التهجير القسريّ، ليجد أنّ البيت الذي أفنى عمره في بنائه قد استولى عليه أحد متزعمي ميليشيا “فيلق الشام” وهو المدعو “أبو مرهف الحمصي” الذي أحاط نفسه ببعض إخوته وأخواته لمنع أي شخص من الاقتراب من المنزل، ولم يكن من الممكن إخراجه من المنزل، وقد طالبه المواطن رمزي بالبيت مراراً فشتموه وهددوه، حتى فقد الأمل، الأمر الذي أدى إصابة المواطن رمزي بنوبة قلبيّة، ليقضي شهيداً قهراً وكمداً. فيما طالب المدعو الحمصي نجل المواطن رمزي بمبلغ كبير لتسليمه المنزل.
– المواطنة فكرت محمد
16/2/2019 وقال مراسل “عفرين بوست” أن المليشيات الإسلامية منعت المواطن الكردي “زياد احمد مختار” من العودة إلى منزله الواقع ضمن “قطمة الجديدة”، بحجة أنه قد أصبح مقراً لإحدى المليشيات، وقد حاولت زوجة المواطن الكردي العودة لمنزلها، لكن وجراء منعها من وطردها من قبل المليشيات، أصيبت المواطنة “فكرت محمد (زوجة زياد مختار) بجلطة قلبية وتوفت بعد اقل من شهر، من حادثة منعها العودة إلى دارها!
ــ المواطن محمود محمد سيدو
توفي المواطن الكردي المسن محمود سيدو بن محمد (محمود خوجة) من أهالي قرية كوليان تحتاني، في 23/10/2019 إثر جلطة قلبية تعرض لها بعد يومين من الإفراج عنه، وبسبب التعذيب والقهر، حيث اختطفته “فرقة الحمزة” ثلاث مرات منذ احتلال المنطقة ومارست ضده التعذيب والإهانات، وصادرت في المرة الأخيرة أيضاً /5/ تنكات زيت الزيتون- جُلَّ مونة بيته، وهو من عائلة فقيرة وكان يسكن مع زوجته المسنة لوحدهما.
ــ المواطن رفعت سيدو
هي قصة المواطن رفعت سيدو المسن المعروف باسم (رفعتي خزيانا)، ونقلاً عن موقع عفرين بوست، فقد أقدمت مجموعةٌ مسلحة على الاستيلاءِ بالقوة على محضرِ عقاريّ عائدٍ للمرحوم يقعُ في مركز المدينة قرب ملعب عفرين، ما أدى لإصابته بجلطة أودت بحياته. ولم تكتفِ المجموعة بوضع اليد على المحضر، بل أقدمت بعد وفاته على الاستيلاء على ثلاث آليات تعودُ له وهي: جرار زراعيّ نوع “بركيز” وسيارة نقل نوع “هونداي” وسيارة سياحيّة خاصة نوع “فيرنا”.
يذكر أنّه في 4/4/2020 داهم المسلحون منزله، ونهبوا منه مقتنيات ثمينة وكميات من الذهب والمال، واختطفوا أولاده، وهم حفيده رفعت سيدو (٢٧ عاماً)، وشرفان سيدو (٢٤ عاماً)، وسيف الدين سيدو (٥٥ عاماً). وعُرف أنّه تمَّ سجنهم بقرية كفرجنة بناحية شرا، كما لوحق أخوته لتحصيلِ المزيدِ من المال
ــ المواطن منير ربيع
في 30 مايو/أيار 2020، توفي المواطن منير ربيع قهراً لدى تلقيه خبر ميليشيا” سمرقند” على منزله/فيلا، في قرية روتا/روطانلي التابعة لناحية ماباتا. والمواطن ربيع ينحدر من أصول عربيّة من مدينة حلب، وكان متزوجاً من سيدة كرديّة من قرية روتا، وكان قد لجأ إلى تركيا لدى تلقيه الخبر.
ــ المواطن نظمي رشيد عكاش
ــ ومن حوادث الوفاة قهراً أيضاً، ما وقع عصر الإثنين 25 أيار 2020، ثاني أيام عيد الفطر، مع المسنُّ العفرينيّ نظمي رشيد عكاش (٦٤ عاماً) من قرية موساكه بناحية راجو الذي توفي نتيجة أزمةٍ قلبيّةٍ إثر مشاجرة مع مستوطنين بسببِ رعيهم الأغنام في حاكورته القريبة من منزله. وقال رعاةُ الأغنامِ إنّهم حصلوا على إذنٍ من أمنيّةِ الفرقة التاسعة بالرعي في حقول الزيتون، اجتمع نحو عشرة أشخاص حول المرحوم وبادروا بالإساءة إليه وشتمه والتعرض له، ما أدى لإصابته بجلطة قلبية، واستشهد أثناء إسعافه إلى عفرين
يذكر أن عائلةُ المرحومِ اتهمتِ الرعاةَ المستوطنين بالتسببِ بالوفاةِ والتعرضِ له معنويّاً وجسديّاً، وتم نقلُ جثمانه ليعرضَ على الطبابةِ الشرعيّةِ.
ــ المواطن إسماعيل علو إسماعيل
في 20/7/2020 استشهد المواطن الكُردي “إسماعيل علو إسماعيل” الملقب “أبو عنتر” من أهالي قرية “خازيانا تحتاني” بناحية “موباتا/ معبطلي”، بعد شجار مع مسلحين فوجئ بوجودهم وهم يسرقون المحصول، وكان قد ذهب لقطاف السماق بعدما استكمل كل الإجراءات المطلوبة وحصل على الرخصة بجني محصوله، إلا أنّ المسلحين أساؤوا إليه وأشهروا السلاح عليه مهددين بقتله، وطردوه من أرضه. ولم تسمح الحالة الصحية للشهيد “إسماعيل” بتحمل وقع الحادثة عليه، والإساءة المتعمدة إليه، وهو يعاني من الارتفاع بضغط الدم، (أكثر من 21 مليمتر زئبقي) وكذلك ارتفاع السكر، وهي أسباب تؤدي للوفاة بنوبة قلبيّة بحال التعرض لضغط عصبيّ مفاجئ، ومع انهيار وضعه الصحيّ تم إسعافه إلى مدينة عفرين، ولكنه استشهد قبل الوصول إلى المدينة. وكان الشهيد “إسماعيل” مقيماً في مركز ناحية “جندريسه، ــ شارع ١٦ غرب سوق الهال (قديماً).
ــ المواطن عبد الرحمن عارف علوش
وُجد المواطن الكرديّ عبد الرحمن عارف علوش والدته عائشة (٤٥ عاماً) من أهالي ناحية شيه متوفياً صباح يوم السبت 6/6/2020 في منزله الكائن في ناحية شيه. ويذكر أنَّ مسلحي ميليشيا “السلطان سليمان شاه” (بالعمشات) مارست على المرحوم ضغوطاً نفسيّة قاهرة وعانى بنتيجتها صعوباتٍ ماديّة كبيرةً.
ــ المواطن منان كرو
توفي المواطن “منان كرو (75 عاماً) من أهالي ناحية جندريسه في عفرين، بعد تعرضه لجلطة قلبية بتاريخ 9/10/2020، وأكّد مقربون من المسن أن مسلحين، من ميليشيات الاحتلال اقتحموا منزله ليلاً وسرقوا أسطوانة الغاز وجهاز الراوتر، ومبلغاً وبسبب خوفه لم يصرخ، وبقي حتى الصباح في حالة احتضار ليتوفى بنوبة قلبيّة. وكان المواطن منان يعيش وحيداً، بعد التهجير القسريّ لأبنائه ولم يكن وضعه الصحيّ على ما يرام.
ــ المواطن محمد علي خليل
خرج الستيني محمد علي خليل قسراً من قريته كيلا التابعة لناحية بلبله/بلبل، أثناء العدوان التركيّ على عفرين، وتوجه إلى مناطق الشهباء، ومنها انتقل إلى مدينة حلب، ولكن وضعه الصحيّ تدهور وبلغ درجة الخطورة، الأمر الذي أشعره بدنو أجله، فطلب من عائلته إعادته إلى قريته مهما كلف الأمر، ليحظى بالموت على أرض الآباء والأجداد، ونزولاً عند رغبته قررت عائلته إرساله عبر طريق التهريب، ذلك لأنّ سلطات الاحتلال التركيّ والميليشيات التابعة له تمنع عودة المهجرين قسراً إلى الإقليم المحتل.
وفي سياق صفقة التهريب دفعت عائلة المسن محمد خليل مبلغ ألف دولار أمريكي لمسلحي ميليشيات الاحتلال التركي مقابل إيصاله من مدينة حلب إلى مدينة إعزاز المحتلة.
وصل المسن محمد خليل بتاريخ 6 نوفمبر2020 إلى قريته كيلا متعباً منهكاً بعد رحلة مضنية جداً احتمل فيها جسده الضعيف الذي اجتاحه المرض ألمَ المسير وحبس في قلبه أمنيات كبيرة عزيزة لم تتحقق، وبات ليلةً في قريته ولكنها كانت الأخيرة، فمع طلوع شمس اليوم التالي كانت روحه قد فاضت بهدوء وسكينة، فيما كانت نفسه مطمئنة راضية.
رحل المسن محمد علي خليل عن العالم، وقد تحققت آخر رغباته بالموت على تراب عفرين والدفن فيها
في مدينة حلب تتعمد العوائل أن تنزل جثامين المتوفين من أفرادها ضمن صناديق خشبية ويهيلون عليها التراب، على أمل أن يُخرجوها في يومٍ قادم ويصطحبوها معهم في رحلة العودة إلى عفرين ليدفنوها في تراب عفرين في قراهم إلى جانب قبور الآباء والأجداد.
ــ كوندي حفتيرــ حفطارو القرية الكردية التي أصبحت بالكامل مستوطنة لمسلحي الميليشيات الإخوانية وعوائلهم بعد احتلال عفرين
في الحادي والعشرين من أبريل/ نيسان، نشرت عفرين بوست تقريراً عن قرية “حفطارو”
قرية حفطارو/ Gundê Heftêr كانت من قرى الخط الأول في مواجهة العدوان التركيّ والميليشيات الإخوانيّة، فنزح أهلها مبكراً إلى مدينة عفرين، وبعد إطباق الاحتلال لم يُسمح لأي من أهلها بالعودة إليها لتكون مستوطنة خالصة للمسلحين وعوائلهم.
تتبع قرية كوندي حفتير/ حفطارو إدارياً لناحية بلبله، وبلغ عدد منازلها قبل الاحتلال 53 منزلاً يقطنها 250 نسمة، كلهم كرد.
حفطارو في مرمى الاستهداف
كان احتلال القرى الحدودية مبكراً بسبب تعرضها لكثافة القصف وتحولها إلى ميادين اشتباكات، وبذلك تم احتلال قرية حفطارو في 29/1/2018. إلا أن عمليات المقاومة استمرت وفي 3/2/2018 تم تدمير دبابة في القرية بواسطة صاروخ حراري على يد المقاتلين الكرد، ما أسفر عن مقتل 5 جنود أتراك.
استهدف القصف الجوي والمدفعيّ لقوات الاحتلال التركي القرية بشكل مباشر، واُستهدف خزّان المياه ودُمّر بالكامل، كما استهدفت منازل الأهالي، وتعرض 12 منزلاً لتدميرٍ كليّ أو جزئيّ، وتعود ملكيّة المنازل للمواطنين: (1– محمد كمال حفطارو 2– يوسف كمال حفطارو 3– محمد خليل حفطارو 4– لقمان خليل حفطارو 5– عبد الرحمن شيخو حفطارو 6– شيرو عبد الرحمن حفطارو 7 – هوريك مراد حفطارو 8– شيخو محمد حفطارو/منزلين/ 9 – شيخو محمد حفطارو 10– حنيف حفطارو 11– حميد ابراهيم حفطارو12– رجب رشيد حفطارو)
مستوطنة بالكامل
تحتل ميليشيا “جيش النخبة” القرية والتي يتزعمها نقيب منشق عن الجيش السوري ويتخذ من منزل المواطن وليد حفطارو، مقرا له. ويحتل المسلحون وذووهم من المستوطنين القادمين من سهل الغاب بريف حماه كافة منازل القرية، بينما تستولي الميليشيا على كافة حقول وكروم المهجرين، ويبلغ عدد أشجار الزيتون المستولى عليها نحو 65 ألف شجرة عدا كروم العنب والفستق وغيرها.
مع التصعيد الميداني في ريف حماه الشمالي وريف إدلب الجنوبي أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، في 25/8/2019 وصول موجة كبيرة من المستوطنين إلى عفرين قدرت عددهم بنحو 160 ألف شخص وتم توطينهم في منازل أهالي عفرين داخل النواحي وقراها. وتم توطين عوائل منهم في قرية حفطارو.
تم تهجير أهالي القرية بالكامل ليتجه معظمهم إلى مناطق الشهباء ولا زالوا يقيمون فيها وقسم منها توجه لشرقي الفرات ومدينة حلب.
عادت عائلة وحيدة من أهل القرية إلى الإقليم، إلا أن مسلحي الميليشيات التابعة للاحتلال لم يسمحوا لها بالعودة لمنزلها، فاضطرت للإقامة في قرية عبودان المجاورة. ولذلك لم تسجل الانتهاكات من أعمال اختطاف واعتقال بحق أهالي القرية بسبب عدم وجودهم، وتهجيرهم بالكامل.
في ١٣ يوليو ٢٠١٩ فرض مسلحو ميليشيا صقور الشام إتاوة كبيرة على المواطن شيخو محمد حفطارو صاحب معصرة الزيتون مقدارها 13 ألف دولار أمريكيّ مقابل السماح له بتشغيل المعصرة في موسم الزيتون، وكان قد دفع ضريبة مقدارها 10 آلاف دولار لقاء تشغيلها في الموسم السابق. بحسب منظمة حقوق الإنسان ــ عفرين.
لم تسلم أشجار القرية من أعمال القطع من قبل مسلحي الميلشيات المسيطرة على القرية والقرى المجاورة.
بيانات:
منظمات ومؤسسات حقوقية تدين الحكم غير القانوني على الشابة الكردية السورية “جيجك كوباني” بتركيا
في الحادي عشر من أبريل/ نيسان، أصدرت 92 منظمة ومؤسسة حقوقية بياناً أدانت فيه الحكم الصادر بحق المواطنة الكُردية السورية “جيجاك كوباني”، وناشدت الأمم المتحدة والقوى الفاعلة في الملف السوري، ومنظمات حقوق الإنسان، المحلية والدولية، للضغط على الدولة التركية لإلغاء الحكم الصادر بحقها.
وطالب البيان أيضاً بالضغط على السلطات التركية لإلغاء كافة القرارات الصادرة بحق السورين الذين تمت محاكمتهم في تركيا والكفِّ عن الجرائم التي ترتكبها قواتها والقوات الموالية لها في مناطق سيطرتها، والالتزام بالواجبات المفروضة عليها كدولة احتلال وفقاً للعهود والمواثيق الدولية، حسب تعبيرها.
وكانت محكمة جنايات العليا في مدينة أورفا/ التركية، قد أصدرت بتاريخ 23 آذار 2021 حكما بالسجن المؤبد، على الشابة الكردية السورية الجنسية دوزكين تمو تولد كوباني/عين العرب ١٩٩٧، المعروفة باسم جيجك كوباني بتهمة “التهديد بتقسيم تركيا ووحدة أراضيها” بموجب المادة 302 من قانون العقوبات التركي.
وكانت جيجك قد اعتقلت على الأراضي السورية، بتاريخ ٢٥ تشرين الأول من قبل الميليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي لتركيا، وذلك بُعيد غزوها لمنطقتي سري كانيي/رأس العين وتل أبيض.
ولا تعدّ “جيجاك كوباني” الوحيدة التي ساقتها سلطات الاحتلال التركي إلى داخل الأراضي التركية، فهناك العشرات من المواطنين الكُرد الذين تم اعتقالهم في إقليم عفرين وتم سوقهم إلى تركيا ليتم محاكمتهم وفق القوانين التركية، رغم أنهم ليسوا بمواطنين أتراك، وذلك في خرق واضح للاتفاقات الدولية التي تنظيم واجبات سلطة الاحتلال ومسؤولياتها.
الموقعون:
1- منظمة حقوق الإنسان في سوريا – ماف
2- اللجنة الكردية لحقوق الإنسان – الراصد
3- المنظمة الكردية لحقوق الإنسان في سوريا (DAD)
4. الفيدرالية السورية لمنظمات وهيئات حقوق الإنسان (وتضم 92منظمة ومركز وهيئة بداخل سورية)
5. لجان الدفاع عن الحريات الديمقراطية وحقوق الإنسان في سورية (ل.د.ح).
6. المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان في سورية
7. المنظمة العربية لحقوق الإنسان في سورية
8. منظمة الدفاع عن معتقلي الرأي في سورية-روانكة
9. منظمة كسكائي للحماية البيئية
10. المؤسسة السورية لرعاية حقوق الأرامل والأيتام
11. التجمع الوطني لحقوق المرأة والطفل.
12. التنسيقية الوطنية للدفاع عن المفقودين في سورية
13. سوريون من اجل الديمقراطية
14. رابطة الحقوقيين السوريين من اجل العدالة الانتقالية وسيادة القانون
15. مركز الجمهورية للدراسات وحقوق الإنسان
16. الرابطة السورية للحرية والإنصاف
17. المركز السوري للتربية على حقوق الإنسان
18. مركز إبيلا لدراسات العدالة الانتقالية والديمقراطية في سورية
19. المركز السوري لحقوق الإنسان
20. سوريون يدا بيد
21. جمعية الإعلاميات السوريات
22. مؤسسة زنوبيا للتنمية
23. مؤسسة الصحافة الإلكترونية في سورية
24. شبكة أفاميا للعدالة
25. الجمعية الديمقراطية لحقوق النساء في سورية
26. التجمع النسوي للسلام والديمقراطية في سورية
27. جمعية النهوض بالمشاركة المجتمعية في سورية
28. جمعية الأرض الخضراء للحقوق البيئية
29. المركز السوري لرعاية الحقوق النقابية والعمالية
30. المؤسسة السورية للاستشارات والتدريب على حقوق الإنسان
31. مركز عدل لحقوق الإنسان
32. المؤسسة الوطنية لدعم المحاكمات العادلة في سورية
33. جمعية إبيلا للإعلاميين السوريين الأحرار
34. مركز شهباء للإعلام الرقمي
35. مؤسسة سوريون ضد التمييز الديني
36. اللجنة الوطنية لدعم المدافعين عن حقوق الإنسان في سوريا.
37. رابطة الشام للصحفيين الأحرار
38. المعهد السوري للتنمية والديمقراطية
39. رابطة المرأة السورية للدراسات والتدريب على حقوق الإنسان
40. رابطة حرية المرأة في سورية
41. مركز بالميرا لحماية الحريات والديمقراطية في سورية
42. اللجنة السورية للعدالة الانتقالية وإنصاف الضحايا
43. المؤسسة السورية لحماية حق الحياة
44. الرابطة الوطنية للتضامن مع السجناء السياسيين في سورية.
45. المؤسسة النسوية لرعاية ودعم المجتمع المدني في سوريا
46. المركز الوطني لدعم التنمية ومؤسسات المجتمع المدني السورية
47. المعهد الديمقراطي للتوعية بحقوق المرأة في سورية
48. المؤسسة النسائية السورية للعدالة الانتقالية
49. مؤسسة الشام لدعم قضايا الإعمار
50. المنظمة الشعبية لمساندة الإعمار في سورية
51. جمعية التضامن لدعم السلام والتسامح في سورية
52. المنتدى السوري للحقيقة والإنصاف
53. المركز السوري للعدالة الانتقالية وتمكين الديمقراطية
54. المركز السوري لتأهيل ضحايا العنف والتعذيب
55. مركز أحمد بونجق لدعم الحريات وحقوق الإنسان
56. المركز السوري للديمقراطية وحقوق التنمية
57. المركز الوطني لدراسات التسامح ومناهضة العنف في سورية
58. المركز الكردي السوري للتوثيق
59. المركز السوري للديمقراطية وحقوق الإنسان
60. جمعية نارينا للطفولة والشباب
61. المركز السوري لحقوق السكن
62. المؤسسة السورية الحضارية لمساندة المصابين والمتضررين واسر الضحايا
63. المركز السوري لأبحاث ودراسات قضايا الهجرة واللجوء(Scrsia)
64. منظمة صحفيون بلا صحف
65. اللجنة السورية للحقوق البيئية
66. المركز السوري لاستقلال القضاء
67. المؤسسة السورية لتنمية المشاركة المجتمعية
65. الرابطة السورية للدفاع عن حقوق العمال
68. المركز السوري للعدالة الانتقالية (مسعى)
69. المركز السوري للحقوق الاقتصادية والاجتماعية
70. مركز أوغاريت للتدريب وحقوق الإنسان
71. اللجنة العربية للدفاع عن حرية الرأي والتعبير
72. المركز السوري لمراقبة الانتخابات
73. منظمة تمكين المرأة في سورية
74. المؤسسة السورية لتمكين المرأة (SWEF)
75. الجمعية الوطنية لتأهيل المرأة السورية.
76. المؤسسة السورية للتنمية الديمقراطية والسياسية وحقوق الإنسان.
77. المركز السوري للسلام وحقوق الإنسان.
78. المنظمة السورية للتنمية السياسية والمجتمعية.
79. المؤسسة السورية للتنمية الديمقراطية والمدنية
80. الجمعية السورية لتنمية المجتمع المدني.
81. مركز عدالة لتنمية المجتمع المدني في سورية.
82. المنظمة السورية للتنمية الشبابية والتمكين المجتمعي
83. اللجنة السورية لمراقبة حقوق الإنسان.
84. المنظمة الشبابية للمواطنة والسلام في سوريا.
85. مركز بالميرا لمناهضة التمييز بحق الأقليات في سورية
86. المركز السوري للمجتمع المدني ودراسات حقوق الإنسان
87. الشبكة الوطنية السورية للسلم الأهلي والأمان المجتمعي
88. شبكة الدفاع عن المرأة في سورية (تضم 57هيئة نسوية سورية و60 شخصية نسائية مستقلة سورية)
89. التحالف السوري لمناهضة عقوبة الإعدام(SCODP)
90. المنبر السوري للمنظمات غير الحكومية (SPNGO)
91. التحالف النسوي السوري لتفعيل قرار مجلس الأمن رقم1325 في سورية (تقوده 29 امرأة)
92- هيئة حقوقية ومدافعة عن حقوق المرأة)
لقاءات:
بدران جيا كرد ــ أي اتفاق روسي تركي حول تل رفعت ومحيطها سيكون له تداعيات كارثية وسيطيح بجهود روسيا
في الرابع عشر من أبريل/ نيسان قال نائب الرئاسة المشتركة للإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا إنّ الغموض لا زال يكتنف التحرك الروسيّ والانسحاب من بلدة تل رفعت وكشتعار وما حولها وتجميعها في نقاط قريبة من مدينة حلب، وأنهم لم يكونوا على علمٍ مسبق بذلك وقد حدث الأمر بشكل مفاجئ.
وأشار بدران جيا كرد في تصريح خاص له لشبكة عفرين بوست الإخبارية، إلى احتمال وجود اتفاق مع الجانب اتركي، وحذر من التداعيات الكارثية لأي تدخل تركي عسكري جديد، وأن ذلك من شأنه أن يطيح بالإنجازات التي حققتها روسيا ويُدخل المنطقة إلى مرحلة جديدة.
إجراءٌ لا يخدم الاستقرار
وفي تقييمه الأولي للانسحاب الروسيّ قال جيا كرد: “من المؤكد أن هذا الإجراء بهذه الصورة هو محل الأسف، وبهذا الصدد نراقب الوضع عن كثب لمعرفة الهدف من الانسحاب. ونعتقد أنّ الهدف ممارسة بعض الضغط على الإدارة الذاتية والكرد لتحصيل مكاسب أو تحقيق مطالب ما، وهذه الطريقة غير سديدة ولا تخدم التعاون في تحسين العمل المشترك بيننا، كما أنه سيؤدي إلى زعزعة ثقة الأهالي بالوجود العسكريّ الروسيّ، فيما من المفترض أن تقوم روسيا بدورٍ مهم وتمنح الأهالي الثقة بأن لا خطر عليهم، وتؤدي دورها في حمايتهم ومنع الاشتباك”.
وأضاف: “ما بدر من الجانب الروسيّ ليس سليماً، ولا يخدم الاستقرار، بل على العكس هو عامل تأزيم وسيعمق الأزمة ويوّلد رد فعلٍ عكسي لدى الأهالي وبخاصة أهالي عفرين المهجرين قسراً، وهذه المسألة يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار”.
من غير المقبول أن يكون الأهالي ضحية اتفاق
وألمح جيا كرد إلى احتمال أن يكون هناك اتفاقٌ قد جرى مع الجانب اتركي لفتح الطريق أمام القوات التركية والميليشيات التابعة لها، للدخول إلى المنطقة، إذ إنه من المعلوم أنه المداولات التركية الروسية قد جرت سابقاً وبشكل مستمر حول بلدة تل رفعت.
وأشار جيا كرد إلى عدم القبول باتفاق بصيغة مبادلة فقال “هناك مخاوف جدية بأن تقوم موسكو بحل مشكلتها في شرق أوكرانيا (القرم) عبر اتفاق التبادل على حساب أهالي المنطقة، وهذا أسلوب لا نراه سليماً، وذلك بنقل المشكلة بين روسيا وتركيا إلى مناطق أخرى، وأن يكون أهالي المنطقة ضحية الاتفاق، وهي سياسة لا يقبل بها الأهالي والذين سيبدون رد فعلهم المحق والديمقراطيّ إزاءه”.
واستطرد قائلاً “هناك احتمال أن اتفاقاً قد جرى مع الدولة التركية، ولكنه إن حدث شيئاً من هذا القبيل، فإنه ينذر بكارثة إنسانيّة، فهناك أكثر من 250 ألف مواطن بالمنطقة منهم أكثر من 100 ألف مواطن من أهالي عفرين المهجرين قسراً، وإن حصل أي اتفاق على حساب المنطقة وأهلها ووقع هجوم تركي جديد فإن الأهالي سيعانون مضاعفات كبيرة”.
موسكو ستخسر إنجازاتها مع أي أزمة جديدة
وحذّر جيا كرد من تداعيات أي اتفاقٍ وبخاصة على الجهود الروسيّة فقال: “من جهة أخرى فالمناطق التي تمت استعادتها من سيطرة الميليشيات المسلحة ستخرج عن السيطرة مجدداً وتتحول المنطقة لبؤرة توتر وميدان صراع وستدخل المنطقة مرحلة جديدة. وسبق أن عانت مناطق مثل حلب ونبل والزهراء من كثير من الهجمات وتم تطهيرها من المسلحين ولكنها ستتحول إلى ميدان صراع، ما سيوّلد وضعاً جديداً بالمنطقة”.
وتابع: “لهذا نحذر من عدم إعطاء أي مجال لوضع كهذا اتفاق ومن الضروريّ أن تأخذ القيادة الروسيّة هذا المسألة بجدية وألا تفسح المجال لتأزم كهذا، وهذا ما سيسبب الضرر بالجهود الروسيّة وستخسر المنجزات التي حققتها بالمنطقة وتفقد ثقة الأهالي”
وفيما يتصل بالدور الذي يفترض أن تقوم به روسيا قال جيا كرد: “لهذا يتوجب على القوات الروسية أن تدرس خطواتها وأن تعمل على توطيد الاستقرار بالمنطقة وتخفيف الأعباء عن الأهالي لا أن تزيد المشاكل بهذا الأسلوب”، مضيفاً “نؤكد على أن دور موسكو يجب أن يكون حماية الاستقرار بالمنطقة وأن تكون ضامناً للحوار في سبيل حل المشكلات وألا تخطو بعكس ما يتطلب دورها”.
الحوار سبيل حل المشكلات
وناشد المسؤول في الإدارة الذاتية القيادة الروسية إلى أن تقوم بالدور الملقى على عاتقها، مؤكداً استعداد الإدارة الذاتية لحل المشكلات العالقة عبر الحوار، وأنّ أسلوب التهديد وسحب القوات المفاجئ من شأنه أن يسدَّ أقنية الحوار والحل، وإذا كانت موسكو لديها مشكلة مع الإدارة الذاتية فيجب أن يبقى سبيل الحوار مفتوحاً للحل.
وختم نائب الرئاسة المشتركة للإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا جيا كرد بدران بالتأكيد على وجود تواصل مع القيادة الروسية على أرفع مستوى لحل المشكلات وأن هذا الحوار مستمر لتجنب وقوع أي ضرر على الأهالي.
محلل سياسي مصري ــ سوء العلاقات الأمريكية التركيّة سيؤثر سلباً على الأخيرة في سوريا
في الخامس والعشرين من أبريل/ نيسان، أجرت عفرين بوست لقاءً مع المحلل السياسيّ المصري محسن عوض الله، وقال إنّ الخلافات الأمريكيّة التركية ستستمر وتؤثر سلباً على تركيا في سوريا، ورأى أن الخلافات التركيّة الروسيّة بما فيها الخلاف حول أوكرانيا لن تؤثر بشكل كبير على سوريا، لأنّهما تحتاجان بعضهما، وتتعايشان مع خلافاتهما، مشيراً بأن أردوغان يتودد لمصر بعد الحصار الذي فُرض عليه.
روسيا وتركيا تحتاجان بعضهما وتتعايشان مع خلافاتهما
ونوه عوض الله إلى أن الخلافات التركية الروسية هي ليست جديدة سواء كان في ليبيا حيث كانت روسيا تدعم قوات المشير خلفية حفتر، فيما كانت تركيا والميليشيات تدعم حكومة السراج، ووقعت بين الطرفين معارك كبيرة. كما رأينا تلك الخلافات في إقليم كراباخ وكانت روسيا تدعم أرمينيا، أما تركيا فقد دعمت أذربيجان ووقعت حربٌ شاملةٌ بين الطرفين انتهت بهزيمةِ أرمينيا.
ورغم الخلافاتِ في ليبيا وكراباخ، لم تتأثر العلاقات الروسيّة التركيّة داخل سوريا بشكل كبير، وأعتقد لن يحدثَ ذلك الخلافُ الكبيرُ في أوكرانيا ويشكّل تأثيراً على الواقع السوريّ، لأنّ الطرفين يستطيعون التعايش مع خلافاتهما، وكلا الطرفين يحتاج للآخر، روسيا تحتاجُ تركيا من أجل الضغط على الاتحاد الأوروبيّ، وتركيا بحاجة لروسيا كونها الطرف الأكثر تأثيراً في الأزمةِ السوريّةِ وصنع نوع من الخلافاتِ داخل الناتو والاتحاد الأوروبيّ”.
وأضاف: “لا أعتقد تأثيراً كبيراً على الوضع السوريّ بعد لخلافات الروسيّة التركيّة حول أوكرانيا، ولكن هناك أزمة مكتومة والخلافات ستستمر ولكن لن تتأثر تركيا بشكل كبير، أكثر ما يمكن أن يحدث على الأرض السورية أن نجد تصعيداً في إدلب من قبل الجيش السوريّ وروسيا، وقد ترد عليها ميليشيات تركيا باستهداف قاعدة حميميم مثلا بالطائرات المسيرة أو بالقصف بجوار أيّ من القواعد العسكريّة الروسيّة في سوريا “.
الخلافات التركية الأمريكية أكثر تأثيراً
وحول الخلافات التركية الأمريكيّة خلال إدارة بايدن قال عوض الله: “ستبقى الخلافات بين تركيا وأمريكا وبخاصة بعد الاعتراف المرتقب بالإبادة الأرمنيّة، وطرد تركيا من مشروع صنع الطائرة إف 35، وإذا ما بقي بايدن في سدة الحكم، وهو المعروف بأن لديه وجهة نظر سلبيّة تجاه الوضع في تركيا والرئيس التركيّ أردوغان شخصيّاً، وعندما كان نائباً للرئيس أوباما وصف أردوغان بالمستبد وطالب بدعم المعارضة التركية لإسقاطه”.
وأشار محسن عوض الله إلى عدم وجود بوادر تقارب أمريكي – تركي أو تحسن كبير فيها بل ستظل الخلافات هي الأساس ودائمة، وأضاف: “ستنعكس الخلافات الأمريكية التركية على تقاربٍ أمريكيّ كرديّ، ووجهة النظر الأمريكيّة السلبيّة تقابلها وجهة نظرة إيجابيّة للقوات الكرديّة وقوات سوريا الديمقراطية ومشروع الإدارة الذاتيّة بشكل عام، ورفض الرئيس بايدن الانسحاب الأمريكيّ من رأس العين وتل أبيض خلال عهد ترامب.
وتابع عوض الله: “قد نشهد مزيد من الدعم العسكري لقوات سوريا الديمقراطيّة والسياسي لمجلس سوريا الديمقراطية: “من خلال تنمية المشروعات واستثمارات كبيرة لتنمية المنطقة، تركيا لن تتأثر سلباً من روسيا على العكس هما يتعايشان مع خلافاتهم، لكن روسيا وتركيا هما في بؤرة العقوبات الأمريكيّة، وهناك تصعيد أمريكيّ بهذا الصدد، وواشنطن فرضت عقوبات على مسؤولين روس، وهناك أيضاً عقوبات أمريكيّة أوروبية على تركيا”.
وفيما يتصل بالأزمة التي يعيشها الرئيس التركيّ قال عوض الله: “دفعته للتودد إلى مصر لفتح صفحة جديدة في علاقات البلدين في محاولة لفكّ العزلة”.
مواقف رسمية:
ــ كندا تحظر تصدير الأسلحة إلى تركيا بعد سنواتٍ من تعليقها بسبب غزوها لمناطق كُرديّة سوريّة
في الثالث عشر من أبريل/ نيسان، ذكرت عفرين بوست أنّ الحكومة الكندية أعلنت يوم الاثنين 12/4/2021، حظراً على صادرات الأسلحة إلى تركيا بعد توصّل تحقيق أجرته إلى أن أنقرة استخدمت تقنية طائرات مسيّرة كنديّة بشكل خاطئ في نزاعات عسكريّة.
وقال وزير الخارجية مارك غارنو في بيان: “بعد هذه المراجعة التي توصلت إلى أدلة موثوقة على استخدام تقنية كنديّة مصدّرة إلى تركيا في إقليم ناغورني قرة باخ/آرتساخ، أعلن إلغاء التراخيص التي جرى تعليقها خريف عام 2020”.
وأضاف: “هذا الاستخدام لا يتماشى مع سياسة كندا الخارجيّة ولا ضمانات الاستخدام النهائيّ التي قدمتها تركيا”.
من جهتها ندّدت أنقرة الثلاثاء 13/4/2021، بقرار كندا تعليق كلّ صادرات الأسلحة إليها على خلفيّة دعم تركيا لأذربيجان في النزاع الدائر في إقليم ناغورني قره باخ، متهمةً أوتاوا “بازدواجية المعايير.
قرار حظر التصدير الأخير، سيطال 29 ترخيصاً ممنوحاً لتركيا إضافة إلى مجموعة واسعة من المعداتِ والتقنياتِ العسكريّة، بينها مكونات إنتاج طائرات وبرمجيات وبيانات تقنيّة لأجهزة محاكاة الطيران ومعدات الأقمار الاصطناعيّة.
وتجاوزت قيمة صادرات الأسلحة الكندية إلى تركيا من 150 مليون دولار كندي (120 مليون دولار أمريكي) عام 2019.
وتوصل التحقيق الكنديّ أيضاً إلى أن تركيا شاركت معدات الطائرات المسيّرة الكنديّة مع الحكومة الليبيّة المؤقتة في انتهاك لحظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة هناك، واستخدمت لشن ضربات جوية، كما استخدمتها تركيا أيضا في سوريا للمراقبة والاستهداف.
وأمرت أوتاوا أيضاً في قرارٍ منفصلٍ في تشرين الأول/ أكتوبر 2019 بتعليق إصدار تراخيص تصدير جديدة للشحنات العسكرية إلى تركيا بعد توغل الجيش التركيّ في المناطق الكرديّة في شمال وشرق سوريا، لكن هذا التعليق تم إلغاؤه في أيار/ مايو من ذلك العام.
المصدر: وكالات
ــ مجلس الأمن الدولي ــ الجيش السوري الوطني ارتكب جرائم العنف الجنسيّ في عفرين وغيرها
في الخامس عشر من أبريل/ نيسان، ذكرت عفرين بوست أنّ مجلس الأمن بحث في جلسة مفتوحة يوم الأربعاء 14/4/2021ا لعنف الجنسيّ في حالات النزاع، لاسيّما حين يُتخذ كأسلوب وحشي من أساليب الحرب، والثغرات والتحديات المستمرة أمام التصدي لهذه الجريمة، مع التركيز على تقديم المساعدة والدعم للناجين والضحايا. وشمل البحث مختلف أنحاء العالم بما فيه سوريا
وجاء في التقرير الخاص بسوريا أن عملية السلام السورية ظلت هشة في ظل تأثر المدنيين بشكل تناسبي بالأعمال القتاليّة المستمرة، والتحديات التي تواجه إمكانيّة وصول المساعدات الإنسانيّة والآثار الاجتماعيّة الاقتصاديّة لعقد من النزاع. وأشار التقرير إلى استمرار الإبلاغ عن حوادث العنف الجنسيّ المتصل بالنزاع.
واستند التقرير إلى إفادة لجنة التحقيق الدوليّة المستقلة المعنية بسوريا ووقوع 30 حالة اغتصاب في شباط 2020 في شمال سوريا (A/HRC/45/31) ارتكبت من قبل عناصر الميليشيات المسلحة، واصفاً “الجيش السوريّ الحر”، بأنه “تحالف فضفاض من جماعات المعارضة المسلحة”، ارتكبت عدداً من الحوادث، بما في ذلك العنف الجنسيّ في أماكن احتجاز كاستراتيجية للإذلال وانتزاع الاعترافات. وقدم التقرير مثالاً عن اغتصاب لقاصر أمام محتجزين ذكور في أحد السجون في عفرين عام 2020، ووثقت اللجنة كذلك حالات للعنف الجنسيّ أثناء الاحتجاز غير رسميّة، بما في ذلك، الفرع 227، وذكر التقرير أن الرجال أيضاً الرجال تعرضوا للاعتداء الجنسيّ في سجن صيدنايا، إلا أنه بسبب الوصم والافتقار إلى الخدمات والخوف من انتقام الجناة أو “جرائم الشرف” التي يرتكبها أفراد الأسرة، هناك نقصٌ شديدٌ بالإبلاغ عن العنف الجنسيّ.
وذكر التقرير توثيق الأمم المتحدة 19 حالة تضررت منها 12 فتاة و7 نساء؛ واستهدفت في 5 من هذه الحالات فتيات إيزيديات في مناطق كان يسيطر عليها تنظيم “داعش”.
واعتبر التقرير إجبار القاصرات على الزواج شكلاً من العنف الجنسيّ، وقال: شهد عام 2020 تسجيل حالات أجبرت فيها فتيات لا تتجاوز أعمارهن العاشرة من العمر على الزواج، وواصلت الإدارة الذاتيّة لشمال وشرق سوريا والهياكل الإيزيدية الذاتيّة التنظيم دعم عودة الإيزيديات من مخيم الهول إلى العراق رغم أن العمليّة توقفت بسبب الاحتياطات المتعلقة بالجائحة، وعادت 7 من الضحايا إلى العراق تركن وراءهن أطفالهن الذين ولدوا أثناء أسرهن من “داعش”، والذين وُضعوا في دور أيتام. كما أشار إلى صعوبة حصول الأمهات اللواتي حملن من الاغتصاب عللا وثائق رسميّة لأطفالهن، ما عرضهن لزيادة خطر انعدام الجنسيّة.
وذكر التقرير استمرار الإفلات من العقاب دون إدانة حتى على جرائم العنف الجنسيّ المرتكبة خلال النزاع السوريّ الذي دام عقداً من الزمن. وأورد مثال بدء محاكمة المدعو أنور. ر في ألمانيا، في أبريل/ نيسان 2020 وهو مسؤول سابق بجهاز المخابرات العامة السوريّة، بتهمة التعذيب لجريمة ضد الإنسانيّة، بما في ذلك الاغتصاب والاعتداء الجنسيّ المشدد.
وختم التقرير بتوصية تضمنت الدعوة إلى جميع أطراف النزاع للوقف الفوري لارتكاب أعمال العنف الجنسيّ ومحاسبة مرتكبيه، والسماح بوصول المساعدات الإنسانيّة في جميع البلد لضمان توفير الخدمات وحث السلطات على ضمان الاعتراف بالأشخاص الذين اجتازوا تجربة العنف الجنسيّ الذي ترتكبه الجماعات الإرهابيّة كضحايا للإرهاب يستحقون الجبر والإنصاف.
روسيا تقرر تعليق الطيران المدني إلى تركيا فهل القرار بداية افتراق بين بوتين وأردوغان؟
في الحادي والعشرين من أبريل/ نيسان، نشرت عفرين بوست خبراً حول تعليق روسيا الطيران المدنيّ إلى تركيا، وسألت هل هو بداية افتراق بين بوتين وأردوغان؟
تهب رياح جليدية على العلاقة الخاصة التي تربط الرئيسين الروسيين، فلاديمير بوتين، والتركي رجب طيب أردوغان، اللذين ظلا متحدين حتى الآن في شكل من أشكال التعاون العدائي، كحلفاء أحيانا، وكخصوم أحيانا أخرى.
مع استياء أنقرة، قررت روسيا تعليق روابطها الجوية مع تركيا لمدة شهر ونصف، التي تم تبريرها رسمياً لأسباب صحية، مع صول العدوى لمستوى قياسي، حيث يتم تسجيل أكثر من 60 ألف إصابة بفايروس كوفيد 2 وسارس بين الشعب التركي بشكل يومي.
القرار الذي دخل حيز التنفيذ يوم الخميس 15 أبريل، يحبط معنويات الأتراك العاملين في مجال السياحة، الذين يعتمدون على الوافدين الروس لإنعاش شواطئ وفنادق أنطاليا.
الضربة جاءت قاسية على الحكومة التركية وخاصة أنها تواجه أزمة نقدية والتي كانت تعول على السياحة ووارداتها بالعملة الأجنبية لتعويم خزائن الدولة.
ليس من المؤكد أن فلاديمير بوتين كان يضع ”الوباء” في الاعتبار فقط عندما أبلغ نظيره التركي بقراره تعليق الحركة الجوية يوم الجمعة 9 أبريل. حيث تزامنت مكالمته الهاتفية مع أردوغان زيارة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى تركيا، الذي جاء لتجديد طائرات الدرون التركية.
وتشعر موسكو بالقلق من تجدد التعاون العسكري بين أوكرانيا وتركيا، خوفًا من هيمنتها في المنطقة. تزعج التوازنات الجيوسياسية في عام 2014 بقرارها ضم شبه جزيرة القرم، وهي شبه جزيرة أوكرانية منذ عام1957
في شرق أوكرانيا، أودى الصراع الذي أشعلته روسيا بين الانفصاليين الذين تدعمهم والقوات الأوكرانية بحياة ما يقرب من 14 ألف شخص.
اليوم، الحرب تنذر بالبدء من جديد وتصاعدت التوترات منذ أن نشرت موسكو آلاف الجنود والأسلحة الثقيلة في الأيام الأخيرة على طول الحدود الروسية الأوكرانية.
في هذا السياق، يشكل استحواذ كييف على طائرات تركية مسلحة من دون طيار، مصدر قلق خاص للجيش الروسي، مقتنعًا بأن هذه الأسلحة ستستخدم قريبًا ضد الانفصاليين الموالين لروسيا في منطقتي دونيتسك ولوهانسك في شرق أوكرانيا.
من جهته، لم ينس الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن الطائرات المسيرة التركية أعطت أذربيجان ميزة حاسمة في الحرب التي خاضتها ضد الأرمن في خريف عام 2020 للسيطرة على منطقة كاراباخ العليا، وهذا هو سبب رغبته في الحصول على المزيد وتعزيز التعاون العسكري مع أنقرة.
ــ حكاية قرية:
قيباريه ــ سهلُ التسامح الدينيّ وجبل الخصوصيّة الكرديّة تحت مطرقة الاحتلال والتطرف والعنصريّة
في السابع عشر من أبريل/ نيسان، نشرت عفرين بوست تقريراً حول قرية عرش قيبار
Qîbarê عرشقيبار، من قرى الكرد العريقة، تجمعُ في جغرافيتها وطبيعتها بين السهل والجبل، وكذلك أهلها الكرد، يجمعون في خصالهم فرادةَ الشخصيّة الكرديّة، في عفويتها وتسامحها. واليوم في ظل الاحتلال التركيّ والميليشيات الإخوانيّة تستهدف الشخصية الكرديّة فيها بنشر الفكر المتطرف والتضييق على الحرية، وتُنبش الآثار وتسرق ويُستباح الزيتون فيسلب الإنتاج وتقطع الأشجار.
الاسم:
عرش قيبار/ Erşqîbar هو اسم القرية المتداول، مركبٌ من قسمين هما: عرش وقيبار، وذُكر اسمها منذ قرون، ويعود لشخصٍ اسمه علي قيبار كان حاكمَ حُصن “قيبار” الواقع غرب القرية. وبالكرديّة فإن قيبار أو “قيڤار” نباتٌ أرضيّ شوكيّ (قاموس علي گوراني)، كان ينبت بكثافةٍ في سهل القرية الجنوبيّ. ولدى تعريب اسم القرية جعلوه “الهوى” على أنّه ترجمة لكلمة “عشق كبار” على أن كلمة عشقيبار تعني “العشق والهوى!”.
تتألف القرية من قسمين يفصلهما وادٍ: شمالي هو قيبار Qîbar مع السهل الملحق، وجنوبي هو عرشي Erşê مع السهل الملحق به، وفي القسم الجنوب توجد مغاور وكهوف كبيرة وكذلك البيادر.
الموقع:
قرية من قرى جبل الكرد، تتبع مركز إقليم عفرين. وهي قرية كبيرة، تقع في سفح جبل ليلون الغربيّة وجبل سمعان، وتقع قريباً من طريق عام حلب -عفرين، وتبعد عن عفرين 3 كم.
تاريخ القرية:
عرشقيبار قرية قديمة وكبيرة وجميلة وتقع في سهل جومه. كانت في بداية القرن العشرين مركز الزعامة الإيزيديّة بالمنطقة، ولا زال نحو نصف أهلها من الكرد الإيزيديين. يتجاوز عمرها 5 قرون، ووجدت في تل قيبار بقايا آثار رومانيّة وبيزنطيّة. وتكشف الحفريات بجوارها عن حجارةٍ ضخمة لأبنية أثرية تعود إلى العهود الإسلاميّة الأولى. ولا تزال أطلال حصن قيبار غرب القرية، والمنسوب إلى علي قيبار باقية وتعود إلى حوالي القرن الرابع عشر.
ذكر موقع تل قيبار في المصادر القديمة مثل ياقوت الحموي في “معجم البلدان” م (4) – ص (419)، وذكره ابن شداد في “الأعلاق الخطيرة في ذكر أمراء الشام والجزيرة” – ج1- ص (70)، حيث يحوي الموقع أطلال حصنٍ قديم كانت أطلاله بادية للعيان بجدرانها السميكة والضخمة قبل فترة الاحتلال التركي..
السكان والنشاط العام:
يعمل سكان القرية بزراعة الحبوب والخضراوات وزراعة الزيتون والأشجار المثمرة، وأراضيها خصبة زراعيّاً بسبب مرور مجرى سيل نبع كفرجنة ووفرة الآبار الارتوازية، من أهم عوائلها عائلة درويش شمو وهم أول من سكن القرية منذ تأسيسها ويوجد مقصف النمر السياحي غربي القرية جانب طريق حلب عفر
يتجاوز عدد سكان عرشقيبار 6200 نسمة، بيوتها القديمة من الأحجار والطين والأسقف الخشبية، والبيوت الحديثة من الإسمنت، تصلها المياه من نبع كفرجنة.
أكثر من نصف أهل القرية من أتباع الديانة الإيزيدية، وفي القرية مزارات إيزيدية مقدسة تقع شمال شرق مدينة عفرين، وتبعد عنها بحوالي /3/كم، مؤلفة من حوالي /300/ منزل وكان أكثر من نصف أهاليها إيزيديون، مزار جبل خانه في قرية قيبار، من أهم المزارات الرئيسية حاليا هذه المنطقة والمزار أصبح بيد المسلحين. ومزار ملك أدى في سفوح جبل ليلون أيضا في قرية قيبار.
قبل العدوان والاحتلال:
كانت قرية قيبار في مرمى الاستهداف التركيّ لمرات عديدة بسبب وجود المعسكر فيها (عرف سابقاً باللواء 135)، وخلال فترة الإدارة الذاتية كانت مقراً لقوات التدخل السريع HAT.
في 13/2/2016 استهدفت المدفعية التركية على مدى 3 أيام مواقع عسكرية في عفرين بالتزامن مع سيطرة وحدات حماية الشعب على بلدة تل رفعت، وسقطت عدة قذائف على جبل قيبار حيث المعسكر.
في 30/6/2017 دخلت رتل من القوات الروسيّة إلى معسكر قيبار وضمَّ 160 عنصراً بعد إشاعات بخروج تلك القوات.
كان معسكر قيبار من بين المواقع التي استهدفها الطيران التركي في أول أيام العدوان في 20/1/2018، وفي اليوم الثاني استهدف القصف الجوي محيط القرية، وفي 23/1/2018 استهدفت مدفعية العدوان القرية مجدداً.
وفي 3/2/2018 تعرض معسكر قيبار لقصفٍ مدفعيّ. وفي 10/3/2018 تم احتلال القرية. وفي 18/5/2018 قام وفد روسي بزيارة استطلاعية لقرية قيبار.
الأهالي الباقون في القرية:
بقي فيها من أهالي القرية نحو 190 عائلة معظم أفرادها مسنون، وتم توطين 90 عائلة من المسلحين وذويهم فيها، إضافة إلى عددٍ كبير من خيم المستوطنين غرب القرية في الأراضي الزراعية.
الاستيلاء على ممتلكات أهالي القرية
تم احتلال القرية من قبل ميليشيات “لواء المعتصم” و “فيلق الرحمن”، وأقدم المسلحون على سرقة محتويات معظم المنازل من مؤونة وأدوات منزلية وتجهيزات كهرضوئيّة وكوابل وأعمدة شبكة الهاتف الأرضي وأوانٍ نحاسية و10 جرارات زراعية و /5/ سيارات بيك آب و10 دراجات نارية، كما الاستيلاء على:
ــ أكثر من 110 منازل لمواطنين مُهجَّرين قسراً، وسرقت كل محتوياتها، وتحولت 7 منازل لمقرات عسكرية بينها: منزلا المواطنين “حمود الموسى، محمد الموسى” من المكون العربي، وتم تحويلهما لمقرّين لميليشيا “المعتصم”، وتحوّل منزل المواطن الكرديّ “بطال غزال” مقرَّاً لميليشيا “فيلق الرحمن”، واستولى المدعو عبد الناصر شمير على منزل المواطن الكرديّ “عبد الرحمن ممو” واتخذه سكناً له إضافة لأربعة منازل أخرى قرب مفرق القرية، يشغل أكثر من 50 مسلحاً بيوتاً مستولى، وهناك أكثر من 60 منزلاً يسكنها المستوطنون. وأقيم في القرية حاجزان أحدهما على مفرق القرية على طريق عفرين ــ حلب، والآخر في مدخل القرية.
– معصرة زيتون عائدة للمواطن “عبد الرحمن مامو”.
– مبنى البلدية وتم تحويله إلى مقرٍّ لميليشيا “فيلق الرحمن”.
– نحو 30 هكتار من الأراضي الزراعيّة، تقوم ميليشيا “المعتصم” بتأجير الهكتار الواحد مقابل 200 ولار بالموسم الواحد، منها /15/ هكتار للمواطن “عبد الرحمن مامو” الذي استولت ميليشيات أخرى على ألفي شجرة زيتون من أملاكه خارج القرية، وقد توفي قهراً في 29/1/2021 في مدينة حلب.
– محطة وقود المواطن الكردي “صبري حسو” وتستثمرها الميليشيات، وتمت سرقة تجهيزات ومخزون معملي البيرين والصابون العائدين له، وتقع المنشآت الثلاث ضمن حدود القرية.
– نصف إنتاج مواسم 5 آلاف شجرة زيتون تعود ملكيتها لمواطنين مُهجَّرين قسراً وموكلين لأقرباء لهم بالقرية.
– مواقع المقالع في جبل القرية، وتم افتتاح 20 ورشة لقلع الحجارة وإخراج البقايا والنحاتة، من قبل ميليشيات “الفيلق والمعتصم”.
– استولت ميليشيا “فيلق الرحمن” على المعسكر القريب من القرية وجعلته مقراً لتدريب مسلحيها.
في 3/11/2019 تناقل ناشطون صوراً للمدعو “عبد الناصر شمير” المتزعم في مليشيا “فيلق الرحمن” التابعة للإخوان المسلمين والاحتلال التركي، حيث جاء “شمير” إلى إقليم عفرين الكُردي أثناء إطباق الاحتلال العسكري عليها، ومع طرد المسلحين من أرياف دمشق. وذكرت عفرين بوست أنّ المدعو “شمير” لديه معملاً (مكبس) لصناعة الحبوب المخدرة (كبتاجون) في مقر سري في قرية قيبار، وقد التحق بالعدوان على تل أبيض ورأس العين.
الانتهاكات بحق أهالي القرية
ــ جرائم القتل
في 12/5/2018 عثر أهالي قرية قيبار على جثة المواطن الكردي الإيزيديّ عمر ممو شمو (أبو حنان) بالقرية بعد 3 أيام من فقدان الاتصال به، ولدى ملاحظة الأهالي غيابه تفقدوه في منزله ولم يجدوه، ثم عثروا على جثمانه مرمياً في القرية، وهناك أثر طلق ناريّ في صدره. وأفاد أهالي القرية أن المسلحين حاولوا مرات عديدة سرقة منزله إلا أنه تصدى لهم. وتم تداول أن القتلة تذرعوا برفضه النطق بالشهادة الإسلاميّة لقتله.
في 24/3/2018 استشهاد المواطنان الكرديان الإيزيديان عبدو حمو فؤاد ناصر وفؤاد حسو عبدو ناصر من أهالي قرية عرش قيبار، وتم قتلهما بواسطة لغم وضع في منزلهم، وبعد انتهاء مراسم الدفن اُختطف المواطن حسو ناصر والد الشهيد فؤاد حسو ناصر في 1/4/2018، وتعرّض لتعذيب شديد، وأُفرج عنه بعد دفع فدية مالية.
ــ الاختطاف:
24 في 4/4/2021 أقدم حاجز تابع للمسلحين التابعين الاحتلال التركي في مفرق قرية قيبار بخطف مواطن كردي المواطن حسن عارف شيخو (35عاماً) من أهالي قرية قيبار ومتزوج وله ولدان. وأفاد المصدر أن المسلحين اقتادوا المواطن “حسن شيخو” إلى جهة مجهولة وما زال مصيره مجهولاً.
/10/2020 أضاف المراسل أن ميليشيات الاحتلال التركي نفذت عمليتي اعتقال خلال الأسبوع الماضي، حيث أقدمت الاستخبارات التركية قبل نحو 5 أيام على اعتقال المواطن “علاء عزت محمد” الملقب “علاء توتة” من أهالي قرية قيبار، من منزله الكائن بحي الأشرفية.
في 10/11/2019 اختطفت ميليشيا أحرار الشرقيّة الشابة الكردية الإيزيديّة جيهان فخري علي من أهالي قرية قيبار أثناء توجهها إلى مدينة عفرين بنهمة التعامل مع الإدارة الذاتية سابقاً، وأُفرج عنها بعد أسبوع.
في 31/5/2018 اختطف المواطنان “سيدو بشار عمريكو (24 عاماً)، حنان علي شيخو” وأخفيا قسراَ منذ ثلاث سنوات ولايزال مصيرهما مجهولاً.
ــ المواطن جوان سعيد رش (22 عاماً) من قيبار.
ــ في 28/4/2018 اختطف المواطن المسن حسن درويش شمو (75 عاماً) من قرية قيبار، من منزله في عفرين في 28/4/2018
واعتقل المواطن “عبدو شوقي بكو” منذ أكثر من أربعة أشهر وهو في سجن ماراته؛
ــ السلب والسرقات:
في 11/7/2018 اقتحمت مجموعة مسلحة منزل عائلة إيزيدية بقرية قيبار واعتدت على العائلة وسرقت المصوغات الذهبيّة وبعض الأموال، وأفاد أحد أقرباء العائلة أنهم فوجئوا بمجموعة مسلحين يشهرون أسلحتهم فوق رؤوسهم. وسرقوا المصوغات من ربة الأسرة وعمرها نحو خمسين عامًا وربطوها بالحبل إلى جانب أولادها وهددوهم بالقتل بحال الاعتراض أو المقاومة. وتبلغ قيمة المسروقات عشرة آلاف دولار.
في 28/7/2018 داهم مسلحون عدة منازل بقرية قيبار، وقيدوا أيدي النساء تحت تهديد السلاح وعصبوا أعينهن وسرقوا كل ما بحوزتهن من ذهب ومصوغات وأموال. ومن بين النساء اللواتي تعرضن للسرقة في منزلهن كل من (ح ح ــ ز ح) اللتين وبعد مغادرة المسلحين القرية تمكنتا من فك وثاقهن وتوجهتا فوراً إلى مدينة عفرين لتقديم شكوى لدى مقرات الاحتلال التركي، ولكن ضباط جيش الاحتلال لم يعيروا شكواهما أي اعتبار.
الحقول والأراضي الزراعية
ــ الاستيلاء:
– 700 شجرة زيتون عائدة لعائلة المرحوم “حميد منان” رغم بقاء اثنين من أولاده بالقرية، بحجة قربها من مقرّ ميليشيا “فيلق الرحمن”.
– نحو 30 هكتار من الأراضي الزراعيّة، تقوم ميليشيا “المعتصم” بتأجير الهكتار الواحد مقابل 200 ولار بالموسم الواحد، منها /15/ هكتار للمواطن “عبد الرحمن مامو” الذي استولت ميليشيات أخرى على ألفي شجرة زيتون من أملاكه خارج القرية، وقد توفي قهراً في 29/1/2021 في مدينة حلب.
– نصف إنتاج مواسم 5 آلاف شجرة زيتون تعود ملكيتها لمواطنين مُهجَّرين قسراً وموكلين لأقرباء لهم بالقرية.
15/8/2020 أقدم مسلحون من ميليشيا “المعتصم” على بيع أرض زراعيّة مساحتها دونم واحد، تعود ملكيتها لعائلة المرحوم “محمود كلش” من أهالي قرية قيبار التابعة لمركز مدينة عفرين لمستوطنٍ من إدلب من جماعة أبو الوليد (المعتصم) بمبلغ 4 مليون ل. س.
ــ الإتاوات:
3/11/2020 أقدمت ميليشيا “فرقة السلطان مراد” التي تحتل المناطق الواقعة بين قريتي قيباريه وحي الأشرفية بمركز عفرين، على فرض إتاوة عينيّة (عبوة زيت زيتون) على أصحاب الحقول الواقعة في تلك المنطقة، وتطلب ممن يملك 50 شجرة زيتون مبلغ خمسين دولاراً أمريكيّاً.
وأصدرت الميليشيات التابعة للاحتلال التركي تباعاً تعرفة بالإتاوة (الخوة) المفروضة على الزيتون، وهي مستقلة عن الضرائب التي تُجمع بنهاية الموسم، وتراوحت الضريبة الجديدة ما بين 40 سنتاً وهو ما يعادل ألف ل.س، وحتى دولارين لكل شجرة زيتون.
ذكر تقرير نشرته عفرين بوست في 14/3/2019 أن المسلحين فرضوا إتاوات مقدارها 10% من إنتاج الزيت، يضاف إليها 6% حصة المعصرة، فيما حصة المستوطنين مختلفة، فقد استغلوا نقص اليد العاملة وفرضوا نسبة مرتفعة لقاء جني الزيتون وهي سدس الإنتاج (أكثر من 16%) وقد تصل إلى 50% لقاء قبولهم العمل، ومعظمهم من ريف حلب الشمالي.
ــ قطع الأشجار
18/2/2021 أقدم مسلحون على قطع 40 شجرة زيتون إضافة لأربع 4 أشجار جوز، تعود ملكيتها للمواطن الكردي (فاروق نجار) من أهالي قرية عين دارة، ويقع الحقل بالمنطقة الواقعة بين حي الأشرفية وقرية قيبار.
14/1/2021 أفاد مراسل عفرين بوست بأن مسلحين قطعوا 35 شجرة زيتون من حقل يقع بين القوس وقرية قيبار، بغرض الاتجار بالحطب، وتعود ملكيتها للمواطن الكردي محمد يعقوب.
11/1/2021 ذكرت عفرين بوست أن مسلحين من ميليشيا “فيلق الرحمن” يقطعون بشكل منتظم أشجار الزيتون من الحقول المحيطة بمعسكر قيبار، وينقلون الأحطاب بواسطة الدراجات النارية إلى مدينة عفرين لبيعها في مركز تجاري يقع بمحيط جامع “بلال” في حي الأشرفية، وقطعوا أشجاراً من حقلٍ يقع بين قرية قيبار ومريمين وتعود ملكيته للمواطن الكرديّ المهاجر (حسن حسن) والمقيم بألمانيا.
2/12/2020 ذكرت عفرين بوست أن مسلحين من ميليشيا المعتصم قطعوا 40 شجرة زيتون من حقل في سهل قرية قيبار، وتعود ملكيتها للمواطن الكردي حسين محمد من أهالي قرية قيبار.
21/11/2020 قطع مسلحون نحو 25 شجرة زيتون من حقلٍ يقع الحقل قريباً من قناة المياه في قرية قيبار وتعود ملكيته للمواطن الكردي حميد من قرية قيبار.
في 7/11/2019 ذكرت عفرين بوست أنّ مسلحي ميليشيا “فيلق الرحمن” يقطعون أشجار الزيتون من الحقول المحيطة بالمعسكر.
ــ سرقة الموسم
20/10/2020 أفاد مراسل عفرين بوست بأن متزعماً من ميليشيا “فرقة السلطان مراد” يدعى “أبو إبراهيم الجحيشي” يسرق مواسم الزيتون من حقول ينتقيها عشوائياً تقع الواقعة قرب القناة في قرية قيبار. وقام مسلحو ميليشيا “فيلق الشام” بجني محصول الزيتون لعددٍ من العوائل بحجة عدم امتلاكها سندات ملكيّة.
25/6/2020 ذكرت عفرين بوست أنّ المستوطنون في قرية “قيبار” بسرقة محصول الفستق الحلبي في بساتين أهالي القرية والواقعة في محيط قناة المياه جنوب القرية.
16/5/2020 ذكرت عفرين بوست أن ميليشيا المعتصم في قرية قيبار تستبيح حقل كروم العنب للمواكن حنان عرفو قرب مفرق القرية، وقطفت كل أوراق العنب ويتم بيعها بحي الأشرفية.
في 15/10/2020 قال مواطن من أهالي قيبار لمراسل عفرين بوست إن المستوطنين يجهزون على محصول الزيتون في حقول أهالي القرية، إضافة للحقول التي استولى عليها مسلحو ميليشيا “المعتصم وفيلق الرحمن”. وأضاف المواكن إنّ بعض الأهالي قرروا حراسة حقولهم لحماية ما تبقى من محاصيلهم، إلا أنّ اللصوص يسرقون ليلاً أو يستغلون فترات غياب أصحاب الحقول لساعات فقط للاستراحة في بيوتهم، وما أن نغيب لساعات عن حراسة حقول الزيتون حتى يهجم اللصوص ويقضون على المحصول، وكأنهم يراقبوننا!” مشيرين إلى أن اللصوص هم المستوطنون والمسلحون الذين يحتلون منازل مهجري القرية.
وقد تسبب المستوطنون اللصوص بأضرارٍ كبيرةٍ للأشجار، بكسر الأغصان بهدف السرعة وتسهيل عملية الجني ولا يتركون من الثمار سوى تلك الحبات التي تتساقط على الأرض.
وقال مواطن آخر من القرية: “جنتِ المليشيات محصول الزيتون لأكثر من شخص في قرية قيبار، وبخاصة الذين لا يملكون بيانات عقارية باسم المالك من دوائر الدولة السوريّة، وبذلك غادر المواطن عبد العزيز محمد القرية لجلب البيان العقاريّ، فقام المسلحون بجني محصوله من الحقل الذي يضم 200 شجرة زيتون والكائن قرب قرية قره تبة، قبل بدء الموسم ونضج الثمرة، ولدى اعتراض إخوته لدى ميليشيات الاحتلال طردوهم وهددوهم بالخطف والاستيلاء على محاصيلهم”.
في 7/ 8/6/2018 تم حرق المحاصيل الزراعيّة العائدة ملكيتها لعائلة (عرفو) من قرية قيبار، وتبلغ مساحة الأرض المحروقة 3 هكتارات.
الاستيطان وسرقة المقالع:
ــ قام مسلحون من الميليشيات التابعة لتركيا بتجهيز قوائم بأسماء العائلات المستوطنة في عفرين تمهيداً لتوزيع محاضر عقاريّة بعد ساهموا في التضييق على أهالي عفرين الكرد، واختير الموقع في قرية “قيبار” ومحيط المقبرة، وستوزع على مستوطني الغوطة، بواقع 400 م2 لكل محضر
في 30/5/2020 بدأت ميليشيا “فيلق الرحمن” بتوزيع الأراضي الزراعية العائدة ملكيتها للمواطنين الكرد المهجّرين قسراً على المستوطنين لقاء مبالغ مالية رمزيّة، وكانت قد بادرت لتشجيعهم في آذار 2020 على بناء مجمع سكنيّ على الجبل المطل على القرية.
– وقد انتشرت عدة ورشات عمل بإشراف قوات الاحتلال التركي ومتزعمي الميليشيات المسلحة في مقالع الحجر بدءاً من الجبل المطل على قرية قيبار والمواقع الجبلية المنتشرة في جبل ليلون لتجهيز ما يلزم لبناء المستوطنات، ونقل الأحجار الباقية إلى منطقة الباب التي أنشئت فيها منشرة ضخمة لقطع الحجر وتجهيزه، ليتم نقله إلى الأراضي التركية، ويصدّر إلى دولة قطر، والتي وصلتها أولى الشحنات مطلع حزيران 2020.
الاضطهاد الدينيّ والتمييز العنصريّ:
يذكر أنّه في ظل الإدارة الذاتية تم الاعتراف لأول مرة في سوريا بالإيزيديّة ديانةً مستقلةً لها خصوصياتها وثقافتها وليست طائفةً، وجاء في المادة 33 من العقد الاجتماعيّ: الديانة الإيزيدية ديانة قائمة بذاتها، ولمعتنقيها وحدهم الحق في سن القوانين الخاصة بهم”. وبذلك تم افتتاح عددٍ من المؤسسات الدينيّة مثل جمعية الإيزيديين الثقافيّة والاجتماعيّة، واُعتمد تعليم الديانة الإيزيديّة رسميّاً بمنهاج الدراسة، بإشراف “جمعية إيزيديّ غرب كردستان وسوريا”.
إلا أنّ الكرد عامة والإيزيديين منهم خاصة اُعتبروا كفاراً بنظر سلطات الاحتلال والميليشيات الإخوانيّة التابعة لها، وتم التضييق على الكرد الباقين في إقليم عفرين على أساسٍ عرقيّ ودينيّ
تقرير الخارجية الأمريكيّة:
ورد في التقرير السنويّ لمكتب الديمقراطيّة وحقوق الإنسان والعمل بوزارة الخارجية الأمريكيّة الصادر في 1/4/2021: أنّ لجنة التحقيق الدولية في سبتمبر/ أيلول ذكرت أنَّ أعضاء الجيش الوطني نهبوا ودمروا المواقع الدينية والأثرية في منطقة عفرين، بما في ذلك الأضرحة والمقابر الإيزيدية، وكذلك المواقع التي تحميها اليونسكو. وفي أبريل/ نيسان، وثقت المنظمة غير الحكومية “إيزدينا” تدمير الأضرحة الإيزيدية في عفرين على يد المعارضة المسلحة المدعومة من قبل تركيا، بما في ذلك أضرحة الشيخ جنيد والشيخ حسين وجيل خانه والشيخ ركاب. وفي يوليو/ تموز، وأفادت منظمة Bellingcat غير الحكوميّة بتدمير العديد من الأضرحة والمقابر الإيزيديّة في عفرين، بما في ذلك مقبرة قيبار. وأبلغت هذه المنظمات أيضًا عن حالات فرضت فيها قوات المعارضة المدعومة من قبل تركيا قيودًا على الحرية الدينيّة والتضييق على الإيزيديين.
تتعدد صور الاضطهاد والتمييز العنصري لأسباب قومية ودينية، ولا تتوقف على التضييق على كل أهالي القرية، بل على التعدي على المزارات وأماكن العبادة وتدنيس حرمة المقابر:
ــ نشاط دعوي إكراهيّ
في 22/3/2021 نقلت “عفرين بوست” عن مصادرها الموثوقة أنّ مجموعة متشددة تعرف باسم “أحباب الله”، وسّعت نشاطها الدعويّ الإكراهيّ في القرى الكُردية الإيزيدية، وتجيرهم على نطق الشهادتين ودخول الدين الإسلاميّ. وقد وصلت إلى قرية قيبار في 21/3/2021، تحتل مجموعة “أحباب الله” جامع قرية قيباريه/عرش قيبار وتجول على منازل من بقي من الأهالي الأصليين وتدعوهم إلى دخول الدين الإسلامي بإكراههم على نطق الشهادتين.
وتتألف المجموعة من نحو 15 متطرفاً إسلاميّاً تنطلق من جامع القرية، الذي تحتله على شكل مجموعات كل واحدة منها 3 أفراد، وتتقاسم منازل الكرد وتدعوهم للإسلام، انطلاقا من منطقهم الذي يقضي “تكفير الإيزيديين”. ويستوقفون المارة ويجبرونهم على نطق الشهادتين.
ــ تدنيس المقابر والأماكن الدينيّة:
تم تخريب ونبش مزاراتهم (شيخ حسين، ملك آدي، چيل خانه) المتواجدة في جنوب شرق القرية، إضافةً إلى تخريب شواهد وأضرحة موتى القرية. تدمير مزار ملك آدي في قرية قيبار. وفي أيار 2020 جرى نبش في مزار چيل خانه الإيزيدي في قرية قيبار، وهو يعدُّ بمثابة مزار يقصده الإيزيديون للتبرّك والتصوف والعبادة.
في 17/5/2019، أظهرت مشاهد مصورة تابعتها “عفرين بوست” وتأكدت من مصداقيتها، تدمير الاحتلال التركي ومسلحيه عدداً من مقابر قرية قيبار، ويبدو في المشاهد المصورة تكسير مجموعة من شواهد الأضرحة ورميها قرب من القبور، التي يبدو أنّها تحمل كتابات باللغة الكرديّة.
ذكرت عفرين بوست في 14/9/2019 أن المستوطنين رفضوا الصلاة خلف إمام مسجد القرية الأساسي، لكونه كردي، وأصروا على استبداله بآخر من المستوطنين، وكان السرقة والتخريب قد المسجد في بداية احتلال القرية، ولكنهم قاموا بتوسيعه وترميمه، في إجراء تجميليّ للاحتلال لاحقاً.
الانتهاكات بحق الآثار:
تظهر صورة فضائية لتل قيبار تعود إلى تاريخ 28/9/2019 اتساع مساحة الحفريات التخريبيّة التي يقوم بها الاحتلال التركي والميليشيات التابعة له على التل، لتشمل كامل مساحة الجزء المرتفع من التل (الاكروبول) وامتداد الحفريات إلى محيط التل ضمن السهل المجاور له حيث كانت مساحة الحفريات في الصورة الفضائية المؤرخة 25/2/2019 حوالي (6400) م2، لتصل إلى نحو ثلاثة هكتارات ونصف (35000) م2 وفق الصورة المؤرخة 28/9/2019، وتظهر فيها آلية ثقيلة بالطرف الغربي من منحدر التل تقوم بتخريب التل وتدمير طبقاته الأثريّة، ولا تتوفر معلومات عن مساحة الحفريات التخريبيّة حالياً وأعماقها، والقطع الأثرية التي اُستخرجت ومصيرها و كيفية التصرف بها.
في 15/5/2020 بدأ مسلحو مليشيا “لواء المعتصم” أعمال حفر باستخدام (الجَرَّفَات وباكر) في محيط تل قيباريه الأثرية، الواقعة على طريق معسكر “عرش قيبار”.
في 4/8/2020 استؤنفت أعمال النبش والبحث عن الآثار في تل قيبار الأثريّ، وتنوي سلطات الاحتلال إنشاء قاعدة عسكرية وتم تداول مقطع مصور على مواقع التواصل الاجتماعيّ في مكان الحفر يظهر أكوام الأتربة التي جُرفت وأكوام من (البحص الأبيض) الخاص بالبناء لإخفاء جريمة سرقة الآثار تحت المنشأة.
في 1/12/2020 بدأ مسلحون من ميليشيا “الجبهة الشامية” عملية بحث عن الآثار واللقى الثمينة في المنطقة الواقعة ما بين قريتي قيبار ومريمين باستخدام أجهزة حديثة خاصة.
ضحايا وشهداء
ــ انتحار أم قتل؟
في 11/12/2020 عُثر على جثمان الشاب الكُردي عادل حنان نجار، (30 عاماً) من أهالي قرية قيبار، معلقاً (بحالة شنق) إلى دالية في فناء منزله الكائن بحي الأشرفية – منطقة القوس، ولم تتوضح بعد ظروف وفاته في ظل تداول الأهالي عدة روايات بينها الانتحار أو مقتله على يد الميليشيات إذ سبق أن تم اختطافه، ويقع منزله ضمن القطاع الأمني التابع لميليشيا “المعتصم”. وهو متزوج ولديه طفلان.
ــ استشهد في تفجير فسرقوا أثاث بيته واستولوا عليه!
في 24/11/2020 قضى المواطن محمد عثمان مصطفى، من أهالي قرية قيبار شهيداً بالمشفى بسبب إصابته البليغة في تفجير سيارة مفخخة بمنطقة سوق الهال. وفي اليوم التالي استولى مستوطنون، على منزل الشهيد محمد مصطفى مستغلين فترة انشغال ذويه بمراسم الدفن. ونهب المستوطنون من منزله الكائن بحي الأشرفية – منطقة القوس، بعض الأثاث المنزلي ومحتويات أخرى، وحاولوا سرقة جراره الزراعيّ، إلا أن أحدهم كان سبقهم بسرقة بطارية الجرار الكهربائي فلم يتمكنوا من سرقته.
وبعد يومين استولى مستوطنون برفقة مسلحين من ميليشيات الاحتلال بالمنطقة منزل الشهيد وطردوا ابنته وأقرباءه منه بذريعة أنّه لم يكن المالك الحقيقي للمنزل، علماً أن المنزل يعود لابن عم الشهيد “أبو كاوا” وكان يسكن فيه بموجب وكالة صادرة عن سلطات الاحتلال، فيما سمح لعائلته أخذ بعض الأغراض من المنزل.
ــ استشهاد أطفال مهجرين
في 2/12/2019 ارتقى الطفلان الشقيقان “سمير عبد الرحمن حسو (12 عاماً)، ومحمد عبد الرحمن حسو (15 عاماً)، من أهالي قرية قيبار، في المجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال التركيّ مجزرة في بلدة تل رفعت راح ضحيتها 8 أطفال شهداء، من أبناء عفرين المهجرين.
معسكر قيبار
منحت سلطات الاحتلال التركي معسكر قيبار لميليشيا “فيلق الرحمن”، بعدما حاز على رضاها، وجعلت الميليشيا المعسكر مقراً رئيسياً لها، وقامت بتجهيزه هندسياً وأضافت أبنية وحفرت الخنادق فيه، ودعت شباب المستوطنين للانضمام إلى صفوفه، واشترط سن القبول 18ــ 30 سنة، ووزعت العناصر على خمس كتائب، وتجاوز مسلحيه الألف، بعضهم مقيم بشكلٍ فيه، ومع تنظيم المناوبات على 3 دفعات، فإن عدد المسلحين الموجودين فيه على الدوام لا يقل عن 500. كما انضم إلى الميليشيا نحو 250 مسلح جديد ينحدر معظمهم من مدينة الرستن بلد متزعمها المدعو عبد الناصر شمير، وكان بين المنضمين عدد من الضباط برتب مميزة، فقويت شوكة المدعو شمير بهم، ولم يعد يبالي بانشقاق مسلحي الغوطة عن صفوف الميليشيا.
في 6/3/2019 ذكرت عفرين بوست أنَّ جيش التركي بدأ بصرف رواتب لمسلحي ميليشيا “فيلق الرحمن” الإسلامية، وخصصت لكل مسلح راتباً مقداره 500 ليرة تركية اعتباراً من بداية شهر آذار.
وشهد معسكر قيبار زيارات لضباط أتراك عاينوا خلالها التدريبات العسكريّة والتحصينات الهندسيّة، ما يثبت الرضا التركي عن الميليشيا، ومُنح منطقة سيطرة تربط ريف حلب الشمالي بالغربي، وهو ما لم تنله ميليشيا “جيش الإسلام”، الذي أخذ عليه الأتراك علاقته السابقة مع السعودية، وتذبذب علاقته مع دول إقليميّة، ولذلك يسعى لتقوية نفوذه عبر العلاقة بميليشيات (المعتصم والحمزة) واشترى مواقع وقام بتجهيزها لتكون مقرات عسكرية ومقرات سكنية لمسلحيه.
التفجيرات في قيبار
في 19/1/2019 قُتل مسلحان من ميليشيا “فليق الرحمن” الإسلامي التابعة للاحتلال التركي بانفجار عبوة ناسفة بهما، في معسكر قيبار
1/9/2020 عقب انفجار لغم في قرية قيبار في الأراضي الحراجيّة، وتسبب باندلاع النيران بالأراضي الزراعية. وبعد التفجير والحريق الهائل الذي شبّ بالأراضي الزراعيّة، فرض مسلحو المليشيات حصاراً على القرية.
في 30/12/2020 مساءً سقطت قذيفة مجهولة المصدر، على المنطقة الواقعة بين معسكر قيبار الذي تتمركز فيه ميليشيا “فيلق الرحمن”، وقرية قيباريه التابعة للمركز، وكانت قذيفة مماثلة سقطت صباحاً في المنطقة ذاتها، وتبعهما سماع صوت سيارات الإسعاف التي هرعت إلى مكان سقوط القذيفتين لإجلاء المصابين.