عفرين بوست ــ خاص
قال المحلل السياسيّ المصري محسن عوض الله بأن الخلافات الأمريكيّة التركية ستستمر وتؤثر سلباً على تركيا في سوريا بينما يرى بأن الخلافات التركية الروسية بما فيها الخلاف حول أوكرانيا لن تؤثر بشكل كبير على سوريا، لأنهما تحتاجان بعضهما، وتتعايشان مع خلافاتهما، مشيراً بأن أردوغان يتودد لمصر بعد الحصار الذي فُرض عليه.
وجاء حديث محسن عوض الله هذا في لقاء خاص لموقع عفرين بوست معه، حيث نوه إلى الخلافات التركية الأمريكية والتركية الروسية أيضا.
روسيا وتركيا تحتاجان بعضهما وتتعايشان مع خلافاتهما
وينوه عوض الله أن الخلافات التركية الروسية هي ليست جديدة سواء كان في ليبيا وكانت روسيا تدعم قوات المشير خلفية حفتر فيما كانت تركيا والميليشيات تدعم حكومة السراج، ووقعت بين الطرفين معارك كبيرة. كما رأينا تلك الخلافات في إقليم كراباخ وكانت روسيا تدعم أرمينيا أما تركيا فقد دعمت أذربيجان ووقعت حرب شاملة بين الطرفين انتهت بهزيمة أرمينيا.
ورغم الخلافات في ليبيا وكراباخ، لم تتأثر العلاقات الروسية التركية داخل سوريا بشكل كبير، وأعتقد لن يحدث ذلك الخلاف الكبير في أوكرانيا ويشكل تأثيراً على الواقع السوريّ، لأنّ الطرفين يستطيعون التعايش مع خلافاتهما، وكلا الطرفين يحتاج للآخر، روسيا تحتاج تركيا من أجل الضغط على الاتحاد الأوروبي وتركيا بحاجة لروسيا كونها الطرف الأكثر تأثيراً في الأزمة السوريّة وصنع نوع من الخلافات داخل الناتو والاتحاد الأوروبيّ”.
ويضيف: “لا أعتقد تأثيراً كبيراً على الوضع السوريّ بعد لخلافات الروسية التركية حول أوكرانيا، ولكن هناك أزمة مكتومة والخلافات ستستمر ولكن لن تتأثر تركيا بشكل كبير، أكثر ما يمكن أن يحدث على الأرض السورية أن نجد تصعيداً في إدلب من قبل الجيش السوريّ وروسيا، وقد ترد عليها ميليشيات تركيا باستهداف قاعدة حميميم مثلا بالطائرات المسيرة أو بالقصف بجوار أيّ من القواعد العسكريّة الروسيّة في سوريا “.
الخلفات التركية الأمريكية أكثر تأثيراً
وحول الخلافات التركية الأمريكيّة خلال إدارة بايدن قال عوض الله: “ستبقى الخلافات بين تركيا وأمريكا وبخاصة بعد الاعتراف المرتقب بالإبادة الأرمنيّة، وطرد تركيا من مشروع صنع الطائرة إف 35، وإذا ما بقي بايدن في سدة الحكم، وهو المعروف بأن لديه وجهة نظر سلبيّة تجاه الوضع في تركيا والرئيس التركيّ أردوغان شخصيّاً، وعندما كان نائباً للرئيس أوباما وصف أردوغان بالمستبد وطالب بدعم المعارضة التركية لإسقاطه”.
وأشار محسن عوض الله إلى عدم وجود بوادر تقارب أمريكي – تركي أو تحسن كبير فيها بل ستظل الخلافات هي الأساس ودائمة، وأضاف: “ستنعكس الخلافات الأمريكية التركية على تقاربٍ أمريكيّ كرديّ، ووجهة النظر الأمريكيّة السلبيّة تقابلها وجهة نظرة إيجابيّة للقوات الكرديّة وقوات سوريا الديمقراطية ومشروع الإدارة الذاتيّة بشكل عام، ورفض الرئيس بايدن الانسحاب الأمريكيّ من رأس العين وتل أبيض خلال عهد ترمب.
وتابع عوض الله: “قد نشهد مزيد من الدعم العسكري لقوات سوريا الديمقراطيّة والسياسي لمجلس سوريا الديمقراطية: “من خلال تنمية المشروعات واستثمارات كبيرة لتنمية المنطقة، تركيا لن تتأثر سلباً من روسيا على العكس هما يتعايشان مع خلافاتهم، لكن روسيا وتركيا هما في بؤرة العقوبات الأمريكيّة، وهناك تصعيد أمريكيّ بهذا الصدد، وواشنطن فرضت عقوبات على مسؤولين روس، وهناك أيضاً عقوبات أمريكيّة أوروبية على تركيا”.
وفيما يتصل بالأزمة التي يعيشها الرئيس التركيّ قال عوض الله: “دفعته للتودد إلى مصر لفتح صفحة جديدة في علاقات البلدين في محاولة لفكّ العزلة”.