عفرين بوست ــ ترجمة
نشر موقع المونيتور في 24/آذار 2021، تقريراً بعنوان “لماذا تعتقل المعارضة الأكراد في شمال سوريا؟” للصحفية آخين أحمد، التي أعدت التقرير بمهنيّة وموضوعية فتواصلت مع عائلةِ الشهيد المسن “شيخوس قاسم” واستشهدت بآراء مختصين، ليكون التقرير متوافقاً مع الواقع ومقتضيات القانون الدوليّ وحقوق الإنسان.
قتل مسن كردي تحت التعذيب
تعرض مدنيّ كرديّ للتعذيب وقُتل بعد أن اختطفه أحد ميليشيات المعارضة المسلحة في شمال سوريا، بعد أيام من إدانة الأمم المتحدة لاحتجاز المدنيين في سوريا.
خطف فيلق الشام الموالي للجيش السوري الحر المدعوم من تركيا والشرطة العسكرية، مؤخرًا، ثلاثة مدنيين بينهم رجل يبلغ من العمر 70 عامًا في مدينة عفرين شمال سوريا.
وجاء الخطف بعد أيام فقط من تقرير أممي صدر في الأول من مارس/ آذار بعنوان “عقد من الاعتقال والسجن التعسفي” دعا إلى إنهاء عمليات الخطف والجرائم التي ترتكبها الجماعات المسلحة في سوريا، بما في ذلك “تنظيم الدولة الإسلامية” و”هيئة تحرير الشام”.
قال معدو التقرير، من لجنة التحقيق المستقلة بشأن سوريا، إن عشرات الآلاف من الأشخاص في سوريا حُرموا بشكل غير قانونيّ من حريتهم في وقت واحدٍ. فلقد اُستخدم الاحتجاز والسجن التعسفيين بشكل متعمدٍ لبثِّ الخوف وقمع المعارضة بين السكان المدنيين، أو في حالات أقل تكراراً، لتحقيقِ مكاسب مالية. واستهدفت الجماعات المسلحة الأقليات الدينية والعرقية”.
أفادت منصة “عفرين بوست”، وهي موقع محلي يركز على الشأن السوريّ، وتحديداً على عفرين، أنّ ميليشيا “فيلق الشام” والشرطة العسكرية اختطفوا ثلاثة مسنين في 3 آذار.
وقالت مصادر محلية لشبكة “عفرين بوست” إن ميليشيا “فيلق الشام” والشرطة العسكرية اختطفوا شيخموس مصطفى قاسم ومحمد خليل حاج شيخو وسعيد قنبر. وأضافت أن قاسم البالغ من (73 عاما) قُتل تحت التعذيب ودفن في 6 آذار/ مارس في مقبرة بلدة ميدان إكبس الحدودية في ناحية راجو دون حضور عائلته ودون إقامة مراسم الجنازة المتبعة في عفرين.
شهادة ابن الشهيد شيخموس
مسعود شيخموس قاسم، نجل الضحية، يعيش الآن في حلب بعد مغادرته عفرين عقب سيطرة “الجيش السوري الحر” على المدينة في آذار / مارس 2018. وقال إن عملية الاختطاف هي الثانية لوالده خلال ثلاث سنوات.
قال الابن لـ “المونيتور”: ميليشيا “فرقة الحمزة” التابعة “للجيش السوري الحر” اختطفت والدي أولاً بعد أن احتل “الجيش السوري الحر” والجيش التركي عفرين في 25 آذار/ مارس 2018. في ذلك الوقت، طالبوا بفدية قدرها 200 ألف ليرة سورية (بلغت قيمتها حوالي 600 دولاراً). من ثم،” أطلق سراح قاسم بعد أن دفعت الأسرة الفدية.
في 3 مارس، اختطف والدي مرة أخرى. بعد يوم من اختطافه، سمحت الشرطة العسكرية لوالدي بالاتصال بنا، وأخبرني أن الشرطة العسكرية و”فيلق الشام” قاموا بضربه بلا هوادة وتعذيبه وحرمانه من الطعام والشراب. أخبرني أنّه سيموت من التعذيب. فيما بعد تواصلت ميليشيا “فيلق الشام” معنا عبر الواتساب للمطالبة بفدية قدرها 2 مليون ليرة سورية (500 دولار) لإعادته. وافقت أنا وإخوتي على الدفع بشرط ألا يقوموا بتعذيب والدي. لكننا شعرنا بالصدمة عندما علمنا أنَّ والدنا تعرض للتعذيب والقتل قبل أن نرسل المال “.
كما قال الابن: “قتلت الفصائل السورية الموالية لتركيا والدي للاستيلاء على ممتلكاته بعد أن صادرت 700 شجرة زيتون لديه وسرقوا أمواله”.
غزارة الأدلة مذهلة
نقل مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة عن كارين كونينج أبو زيد، المفوضة في لجنة التحقيق الدولية المستقلة بشأن سوريا التي جمعت التقرير، قولها: “إن وفرة الأدلة التي تم جمعها على مدى عقد من الزمان مذهلة، ومع ذلك فإن أطراف النزاع، مع استثناءات قليلة للغاية، فشلوا في التحقيق مع قواتهم. يبدو أنَّ التركيز ينصبُّ على إخفاء الجرائم المرتكبة في مراكز الاحتجاز وليس التحقيق فيها “.
قال المتحدث باسم منظمة حقوق الإنسان في عفرين، إبراهيم شيخو، لـ ”المونيتور”، إنَّ الفصائل السورية الموالية لتركيا اختطفت، في 9 آذار/ مارس، مدنيين من قرية كمروك في بلدة معبطلي بريف عفرين، وطالبت أهاليهم بدفع فدية. 1000 ليرة تركية (700 دولار) مقابل الإفراج عنهم.
3500 مواطن مجهول المصير
وقال شيخو إن الميليشيات الإرهابية في عفرين ورأس العين وتل أبيض نفذت اعتقالات ممنهجة. وألقى باللوم على تركيا في هذه الانتهاكات بحق الأكراد الذين لم يتمكنوا من الفرار من عفرين ورأس العين وتل أبيض بعد سيطرة الميليشيات المدعومة من تركيا على المنطقة عام 2018.
وأضاف أن “أكثر من 7400 مدني وامرأة وطفل معتقلين في سجون المليشيات بينهم 3500 معتقل مجهول مصيرهم منذ احتلال عفرين”.
وعن أسباب خطف المدنيين واعتقالهم في عفرين، قال شيخو إن “الجيش السوري الحر” يعتقل ويعذّب الكرد “بحجة أنهم إرهابيون وجواسيس لقوات سوريا الديمقراطية [التي يقودها الكرد]”.
وقال: “تصاعدت عمليات الخطف في المناطق التي تسيطر عليها تركيا من سوريا، سواء في إعزاز أو جرابلس أو عفرين أو رأس العين أو تل أبيض. وتستخدم الميليشيات السوريّة الموالية لتركيا عمليات الخطف لابتزاز العائلات والمطالبة بفدية ومصادرة ممتلكات الضحايا”.
وعلق شيخو آمالاً كبيرة على جهود لجنة الامم المتحدة لتقديم الجناة والمجرمين إلى المحاكم الدوليّة ومحاسبتهم على جرائم الحرب.
دعوة لتشكيل محكمة دولية
في 11 آذار/ مارس، دعتِ المفوضة السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان ميشيل باشيليت إلى تشكيل آلية مستقلة ذات تفويضٍ دوليّ مهمتها الكشف عن مصير المخطوفين ودعم أسرهم.
نددت جميلة خضر، ناشطة مدنيّة من عفرين، للأمم المتحدة بسبب عدم تحركها فيما يتعلق بالانتهاكات التي ترتكبها الفصائل المدعومة من تركيا بحق المدنيين في عفرين.
قال عادل صبحان، الخبير القانونيّ المتخصص في القانون الدوليّ الذي يعمل لصالح شركات خاصة في العراق، لـ “المونيتور”: “الاعتقالات غير القانونيّة التي حدثت في سوريا تتعارض مع جميع القوانين والمواثيق والمعاهدات الدوليّة، بما في ذلك اتفاقية لاهاي لعام 1907.”
وأضاف: «استندت لجنة الأمم المتحدة في تقريرها إلى أدلةٍ ملموسة كثيرة، وأهمها شهادات الضحايا وعائلاتهم. ولهذا حققت الأمم المتحدة نتائج إيجابيّة بسبب كثرة الأدلة التي تدين مرتكبي هذه الجرائم “.
كما ألقى تقرير الأمم المتحدة في مارس/ آذار باللوم على الحكومات التي دعمت مختلف الأطراف المتصارعة في تدهور الأوضاع في سوريا ودعاها إلى إنهاء الانتهاكات.
تستند نتائج لجنة الأمم المتحدة، التي قدمت إلى مجلس حقوق الإنسان في جنيف، إلى تحقيقات أجريت في أكثر من 100 مركز احتجاز تابع لأطراف سوريّةٍ مختلفةٍ.