مايو 02. 2024

أخبار

مواطنون من داخل عفرين يتحدثون عن أزمة المعيشة والوضع الاقتصادي الصعب

Photo Credit To تنزيل

عفرين بوست – خاص

 يعيش الأهالي في إقليم عفرين في ظل الاحتلال التركي والميليشيات الإسلامية التابعة له ظروفاً معيشية صعبة، نتيجة فرض الإتاوات وأعمال النهب والسلب التي تطال ممتلكاتهم ومصادر رزقهم وشح فرص العمل بالإضافة للتعامل بالليرة التركية، لتتفاقم مشكلة المعيشة أكثر مع اكتظاظ الإقليم بالمستوطنين الذين جلبهم الاحتلال التركي من مناطق الصراع في سوريا.

عفرين بوست تواصلت مع مواطنين من أهالي عفرين في الداخل، وكان الحديث حول الأحوال المعيشيّة الصعبة التي يواجهها الأهالي في ظل الاحتلال التركي وميلشياته.

الغلاء والتعامل بالليرة التركية

أحمد مواطن كردي من أهالي عفرين ويعمل سائقاً على سيارة أجرة، تحدث إلى مراسل عفرين بوست، وقال إنهم يمرون بظروف معيشية صعبة نتيجة الغلاء الفاحش، بالإضافة إلى غلاء البنزين، ومما فاقم المعاناة التداول بالليرة التركية، فهو مجبر على التعامل مع زبائنه بالليرة التركية الأمر الذي أثر سلبيّاً على عمله.

أحمد اضطر إلى رفع أجرة التوصيلة لعدة أسباب بسبب الغلاء العام، وارتفاع أسعار قطع الغيار والبنزين والتعامل بالليرة التركية، فكان ذلك سبباً في انخفاض عدد الزبائن وتراجع العمل والمردود، لديه بشكل كبير، وأشار إلى أنّ أقل تسعيرة في عفرين هي خمس ليرات تركية، وبسبب غلاء الأجرة يفضّل الأهالي المشي على ركوب السيارة، ما أثر سلباً على وضعه المعيشي وليصعب معها تأمين القوت اليومي، وهذا الوضع يدفعه للاستدانة من أصدقائه لتأمين احتياجات عائلته.

أحمد تحدث بوضوح عن طبيعة عمل سائقي سيارات الأجرة اليومي فقال: بعد عناء اليوم نوفر هامش ربح بسيط، وذلك بعد خصم المصاريف وكلفة الوقود وصيانة السيارات، ونتقاسمه مع مالكي سيارات الأجرة، وهذا الهامش البسيط بالكاد يكفي، فإذا طرأت أيّ زيادة على أسعار الوقود، ليس لنا بد إلا أن نحملها على المواطن ونزيد الأجرة، وهذا أمر طبيعي في ظل زيادة أسعار معظم السلع الضروريات.

الإتاوات والضغط على الأهالي

كمال مواطن كردي من أهالي قرية كفردله تحتاني، يعمل مزارعاً ويملك جراراً زراعياً، تحدث عن شك آخر من المعاناة، فقال إن وضعه المعيشي بالإجمال كان جيداً، قبل احتلال عفرين، وكان بإمكانه تأمين مستلزمات عائلته وبيته بدون عناء كبير، فقد كان عمله جيداً ومردوده الماليّ كافياً، بل ويمكنه إن شاء أن يدخر بعض المال للحالة الطارئة والمستقبل.

ويتابع أحمد بعد احتلال عفرين وسيطرة ميليشيات “الجيش الوطني” على القرية، فُرضت إتاوات كبيرة على الأهالي الفلاحين، ما أثر سلباً بشكل كبير على أوضاعهم المعيشية، كما تراجع المردود المالي، بالإضافة إلى أن التعامل بالليرة التركية زاد من صعوبة الوضع المعيشي.

ويشير كمال، إلى أن هذه الممارسات تهدف إلى زيادة الضغط على من تبقى من أهالي عفرين الأصليين، وإجبارهم على الخروج منها وتهجيرهم قسراً، بهدف تغيير ديمغرافية كامل الإقليم الكردي. وإلى جانب حالة الغلاء العامة، تُمارس أعمال الخطف والسلب والنهب باستمرار، فيما تنشب بين الحين والآخر اشتباكات بين المرتزقة بسبب خلافاتهم على تقاسم ما تم سلبه ونهبه.

سرقة المواسم والابتزاز

مواطن آخر هو المزارع (ا. م) من قرية قوجمان تحدث إلى مراسل عفرين بوست، وأكد أنه يمر بوضع معيشي صعب بعد سرقة المستوطنين محصوله من موسم الزيتون، وبعد هذه الخسارة الكبيرة للمورد الذي يعيش عليه، تراكمت عليه الديون وبلغت نحو مليوني ليرة سورية، ويصف ما حدث بأنه دمر عائلته بشكل كامل.

يكمل المواطن (ا.م) الحديث ويضرب مثالاً على صعوبة الوضع المعيشي فيقول: بسبب غلاء مادة الخبز في القرية نضطر إلى شراء الطحين وأن نصنع الخبز في بيوتنا ليسد جوعهم، وأما في حال شرائنا لمادة الخبز الجاهز من المخابز، فإننا نحتاج إلى مبلغ ٥٠٠٠ ليرة سورية، فقط لشراء الخبز، فكيف لو أضفنا إليها مشترياتنا من الخضروات والمواد الغذائية والسلع الأخرى الضرورية.

وفي مقارنة إجمالية بين الماضي والحاضر يقول المواطن (ا.م): إنه قبل الاحتلال كان يعمل في حقله، فيما يعمل أولاده في ناحية جنديرس، وكانت أحوالهم المادية جيدة ولا يحتاجون إلى الاستدانة من أحد، وكان محصول الزيتون يكفي لفتح مشاريع صغيرة لتأمين مستقبل أولاده.

أما الآن فالمرتزقة لا يسمحون لأولاده من الذهاب إلى العمل في ناحية جنديرس، وهم متزوجون ولديهم عوائل وأطفال، فكيف لهم تأمين حليب لأطفالهم في ظل منعهم من العمل، أو السماح لهم بالعمل في الحقول؟ والمستوطنون لم يتركوا لنا شيئاً، إنهم قوم كالجراد ينتشرون في كل مكان، وإذا استهدفوا حقلاً أو بستاناً لا يبقون على شيء.

ويطرح المواطن (ا.م) أمثلة أخرى على صعوبة المعيشة وهي الإتاوة والابتزاز، فيقول: فرض المرتزقة علينا إتاوات كبيرة جداً، وسرقوا محصول الزيتون، وخطفوا ابني واضطررنا إلى دفع فدية مالية كبيرة لهم لقاء الإفراج عنه، ولكن القصة لم تنته، إذ يأتون إلينا بين الفينة والأخرى ويتهمون ابني بأنّه خدم في الإدارة الذاتيّة، لنضطر إلى دفع مبلغ مالي مجدداً لهم كيلا يخطفوه، وهذا ما أثقل كاهلنا، وجعلنا نعيش أوضاعاً نفسيّة ومعيشيّة صعبة.

Post source : عفرين بوست

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons