عفرين بوست
ضمن سلسلة تقاريرها الدوريّة عن الانتهاكات التي طالت المواقع الأثرية في إقليم عفرين الكردي الذي تحتله القوات التركية والميليشيات الإسلامية التابعة له، وفيما يلي تقرير المديرية عن تل الجاجية الأثري المسجل رسميّاً ولم تجر عليه أعمال التنقيب من قبل.
الموقع والتصنيف:
يقع تل الجاجية قرب الحدود السورية التركيّة على بعد (800) م منها، وتحديداً شمال غرب قرية دير البلوط بنحو (700) م، على الضفة اليسرى لنهر عفرين، وهو ضمن الأملاك العائدة لأهالي قرية دير البلوط التابعة لناحية جنديرس الواقعة إلى شمال شرقي التل بحوالي (5) كم. ويبعد التل عن مركز مدينة عفرين حوالي (27) كم إلى الجنوب الغربي من المدينة، وقد تم تسجيل التل في قيود مديرية الآثار السورية منذ عام 1981م بالقرار آ / 244 الصادر عن وزارة الثقافة السوريّة ولم تُجر على التل أيّة تحريات أثريّة قبل الاحتلال التركي.
الانتهاكات التي تعرض لها التل
تعرض التل الأثريّ لحفريات تخريبية من قبل سلطات الاحتلال التركي والميليشيات التابعة له بدءاً من النصف الأول لعام 2019. وقد قامت مديرية آثار عفرين بتوثيق تلك الانتهاكات من خلال تقرير بنشرته بتاريخ 15/9/2019 اعتماداً على صورتين فوتوغرافيتين التقطتا من داخل المنطقة للتل الأثريّ أثناء إجراء سلطات الاحتلال التركي الحفريات التخريبية على تل الجاجية الأثريّ، حيث تظهر في الصورتين آليات ثقيلة تقوم بتخريب وتجريف الطبقات الأثرية على التل وتدمير ما تحويه هذه الطبقات من قطع ولقى أثرية ومنشآت معمارية دفينة منذ آلاف السنين.
وتقول مديرية آثار عفرين: من خلال متابعة ورصد ملف التعدي على التل الأثري وحرصاً منا على دقة المعلومات ودعمها و ربطها ببعض من خلال إرفاق جميع الوثائق التي تثبت حادثة التعدي ومجرياته حصلنا على عدة صور فضائية تعود إلى فترة الاحتلال التركي توضح التسلسل التاريخي لعمليات التدمير والتخريب التي طالت تل الجاجية الأثري، حيث تشير الصورة العائدة إلى تاريخ 26/9/2018 والتي قبلها إلى عدم إجراء أية حفريات على التل الأثري، بينما تشير الصور العائدة إلى ( 5/2/2019 و 25/2/2019 و 10/4/2019 و 21/5/2019) إلى ظهور خيم وكرافانات وآليات ومعدات شرق التل وغربه، ونعتقد أنها ورشة العمل التخريبي”.
وتضيف المديرية أنه إضافة لأعمال التخريب على التل تم “اقتلاع وإزالة أشجار الرمان التي كانت من ضمن إحدى البساتين العائدة لأهالي قرية دير البلوط جنوب شرقي التل وتقدر مساحة البستان المذكور بحوالي (1) هكتار.
وعن الدفعة الثانية من الصور يقول تقرير المديرية: بينما الصورة العائدة لتاريخ 14/7/2019 تشير إلى اختفاء مجمع ورشة التخريب و ظهور علامات الحفر بالآليات الثقيلة مكانها وإلى الغرب منها على منحدر التل إلا أن غيمة” كبيرة حجبت المشهد عن باقي سطح التل ومنعتنا من تتبع الضرر الحاصل على الأجزاء الأخرى من التل ،أما الصور العائدة لتاريخ 29/8/2019 و 28/9/2019 و 12/11/2019 و 2/12/2019 تشير إلى ظهور الحفريات التخريبية بشكل أوضح, حيث تظهر هذه الحفريات على شكل أخاديد وخنادق منتشرة على مجمل سطح التل المرتفع (الأكروبول) بعرض وسطيّ يصل إلى (15) م بأطوال وأشكال مختلفة و أعماق غير معلومة لدينا ووصول عمليات الحفر إلى مساحات واسعة من المدينة المنخفضة و تظهر علامات وأثار هذه الحفريات التخريبية بشكل أوضح في البقعة التي تمت إزالة أشجار الرمان منها ونعتقد أن أعمال الحفر التخريبية سبقتها خطوات استكشافية و إجراء عمليات مسح جيوفيزيائي بأجهزة الكشف عن المعادن لانتخاب الأماكن المستهدفة بالحفر.
ولا نملك أية فكرة عن طبيعة المواد والقطع التي تم استخراجها نتيجة هذه الحفريات التخريبية وكيفية التصرف بها من قبل سلطات الأمر المفروض في منطقة عفرين السورية، كما لا نعلم إن كانت الحفريات مستمرة بعد تاريخ آخر صورة فضائية متاحة لدينا (2/12/2019) أم أنها توقفت وذلك بسبب عدم امتلاكنا لصور فضائيّة أحدث من التاريخ المذكور أعلاه وعدم قدرة مصادرنا في المنطقة بتوثيق الأحداث بشكل دوريّ لتشديد الحراسة على أعمال التخريب والمواقع الأثرية التي تجري فيها هذه الحفريات التخريبية وإنزال أقصى العقوبات بالأشخاص الذين يقومون بتوثيق هذه الأعمال التخريبيّة للاحتلال التركيّ وأعوانه ناهيك عن الصمت الدولي المريب وسماحه بارتكاب كافة الانتهاكات بحق السكان الأصليين لمنطقة عفرين السورية ذات الغالبية الكردية وممتلكاتهم في ظل التعتيم الإعلامي الممنهج وعدم سماح سلطات الاحتلال التركي الحاكم الفعلي للمنطقة بدخول الوكالات و البعثات الإعلامية إلى منطقة عفرين في انتهاك صارخ للعهود و المواثيق الدولية الناظمة لحالة الاحتلال.