عفرين بوست ــ خاص
تستمر سلطات الاحتلال التركي والميليشيات الإسلامية التابعة له، بانتهاك كل القوانين الدولية المتعلقة بحماية المواقع الأثرية، وتعمل وفق خطة ممنهجة لتخريب وتدمير المواقع الأثريّة في إقليم عفرين المحتل، لتحقيق عدة أهداف تغيير ثقافة المنطقة والتلاعب بذاكرتها والاتجار بالآثار. وتل بربعوش أحد ضحايا هذه الانتهاكات.
الموقع والتوصيف:
يقع تل بربعوش شمال غرب بلدة ماباتا/ معبطلي بنحو 2 كم، ويبعد عن مدينة عفرين المحتلة نحو 25 كم، ويُعرف الموقع بتل السلطان بربعوش وقد تم تسجيله في قيود مديرية الآثار السورية بالقرار 244 /آ عام 1981 كتلٍ أثريّ ويوجد على سفحه الغربيّ مزار ديني للطائفة العلوية.
الأعمال التخريبية:
وجاء في التقرير الذي أعدته مديرية آثار عفرين: “تعرض التل لحفريات تخريبيّة بالأليات الثقيلة بعد الاحتلال التركيّ لإقليم عفرين، وذلك خلال النصف الثاني من العام 2019، وقد قمنا بتوثيق هذه الانتهاكات اعتماداً على مقطع فيديو يظهر فيه تعرض التل لحفريات تخريبية بالأليات الثقيلة على الأكروبول في محيط المزار المذكور أعلاه، وقمنا بنشر حادثة التعدي بتاريخ 17/10/2019، ومن خلال متابعة ملف التل ورصده بشكلٍ دائم وحرصاً منا على دقة المعلومات ودعمها وربطها ببعض وإرفاق جميع الوثائق التي تثبت حادثة التعدي، حيث حصلنا على صورة فضائية تعود إلى تاريخ 28/9/2019 تثبتُ بشكلٍ دامغٍ صحّة المعلومات المنشورة من قبلنا سابقاً ويظهر في الصورة الفضائيّة قيام سلطات الاحتلال التركيّ بحفريات تخريبية على التل الأثريّ أدت إلى تخريب الطبقات الأثرية وتدمير اللقى الأثرية والمنشآت المعمارية التي تحويها هذه الطبقات”
منع توثيق الانتهاكات بحق الآثار
ويضيف التقرير: تم اقتلاع العديد من الأشجار التي كانت محيطة بالمزار الديني إحداها كانت شجرة بلوط معمرة بجوار المزار من الطرف الجنوبي ولا نعلم إن كانت الحفريات مستمرة بعد تاريخ التقاط الفيديو أم أنها توقفت وذلك بسبب عدم قدرة مصادرنا في المنطقة بتوثيق الأحداث بشكل دوريّ بسبب تشديد الحراسة على أعمال التخريب والمواقع التي تجري فيها وإنزال أقصى العقوبات بالأشخاص الذين يقومون بتوثيق هذه الأعمال التخريبيّة للاحتلال التركي وأعوانه ناهيك عن التعتيم الإعلامي وعدم سماح الاحتلال التركي بدخول الوكالات والبعثات الإعلامية إلى منطقة عفرين في انتهاك صارخ للعهود والمواثيق الدولية.
العدوان على الآثار جريمة حرب
فقد تضمنت قواعد القانون الدوليّ الإنسانيّ تحديداً للممتلكات الثقافيّة المشمولة بالحماية أثناء النزاعات المسلحة، ومنها اتفاقية لاهاي لحماية الممتلكات الثقافيّة خلال الحروب والصراعاتِ المسلّحة والتي تمَّ إقرارها في 14 أيار 1954، ونصَّت على تحريم أعمال السرقة والنهب وتبديد للممتلكات الثقافيّة ووقايتها من هذه الأعمال ووقفها عند اللزوم مهما كانت أساليبها، وكذلك تحريم أيّ عملٍ تخريبيّ موجّهٍ ضد هذه الممتلكات. كما تعهدت بعدمِ الاستيلاءِ على ممتلكاتٍ ثقافيّةٍ منقولة كائنة في أراضي أيّ طرف سام متعاقد آخر، والامتناعِ عن أيّةِ تدابير انتقاميّةٍ تمسُّ الممتلكاتِ الثقافيّةِ.
وفي عام 1996 تشكلت اللجنة الدوليّة للدرع الأزرق (ІСВЅ) لحماية التراث الثقافيّ العالميّ من التهديدات كالنزاعاتِ المسلّحةِ والكوارث الطبيعيّة. وأسفرت التعديلات اللاحقة عن اعتمادِ بروتوكولٍ ثانٍ لاتفاقيةِ لاهاي في 26/3/1999، وصدرتِ المبادئ التوجيهيّة لاجتماع باريس 23/10/2007. واُعتبر التدمير المتعمد في النزاعات المسلحة الدوليّة انتهاكاً خطيراً يصل حدَّ تصنيفها “جريمة حرب”.
من جهتها حددت المنظمة الدوليّة للتربية والعلوم (اليونيسكو) في ميثاقها التأسيسيّ، بالدورة الأولى للمؤتمر العام بلندن في 16/11/1945، أهميّة حماية الممتلكات الثقافيّة كتراثٍ مشتركٍ للإنسانيّة، واعتمدت في عام 1970 اتفاقَ لاهاي 1954.
مواقع أثرية طالتها الانتهاكات وأعمال التخريب
يذكر أن أعمال التخريب والتجريف طالت العديد من التلال الأثرية مثل جنديرس، أرندة، كتخ، محيط المدرج الرومانيّ في موقع النبي هوري، ترنده، جومكه، ديرصوان، قيبار، أستير، علبيسكة، ميدان أكبس، عرب شيخو، زرافكة، دورمية، برج عبدالو، كمروك، عين حجره، علي عيشه، كورا، حلوبيه، تل بلوط، آفرازه، باسرقة (كفرروم)، تل لاق (ميدانكي)، تل جرناس (سنارة)، تل حسه (سيمالكه)، بالإضافة إلى آثار عين داره، جبل بارسه خاتون، سنديانكه، خربة علو في قرية جوبانة، عرابا، براد، كيمار، كهف دودري، حمام، قوربه، خرابي رزه، كعني كورك، قزلباشا، كما تطاولت على عشرات المزارات الدينيّة الإيزيدية والإسلامية وحتى المقابر والأضرحة.