نوفمبر 14. 2024

أخبار

بتخطيط الاحتلال التركي وتنفيذ أدواته من المليشيات الإسلامية.. عام من السرقة واللصوصية المُمنهجة

عفرين بوست-خاص

بعد سبع سنوات من حكم أهالي المنطقة أنفسهم لأنفسهم، وأربعة سنوات من إعلان نظام الإدارة الذاتية في مقاطعة عفرين، وبالرغم مما شاب فترة حكمها من مشكلات وخلافات بين الأطراف الكردية المناوئة سياسياً للمشروع، يمكن اعتبار الاخير الأقرب لتطلعات الغالبية من أبناء عفرين كمشروع حل سياسي من خلال تبني الحكم الذاتي،  ولكن اجحاف النظام السوري وسياساته الشوفينية جعلته يفضل خسارة عفرين الكردية، واحتلالها تركياً على أن يعترف بإرادة الشعب الكردي وحقه في ممارسة حقوقه السياسية على ارضه التاريخية، خاصة وان الإدارة الذاتية أعلنت على الدوام أنها جزء من الوطن السوري، واعلنت سعيها لبناء نظام لامركزي يحفظ حقوق المكونات السورية و يحمي خصوصياتها العرقية والدينية.

وخلال عام من بدء الغزو التركي لإقليم عفرين الكردي التابع للإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا، أشرف الاحتلال التركي على عمليات السرقة التي قامت بها المليشيات الإسلامية التابعة في مجملها إلى جماعة الإخوان المسلمين السورية، حيث ترى تلك المليشيات في الشعب الكردي عدواً لها، وبالرغم من ادعائها القتال من اجل ارادة الشعب وحريته، لكنها في الواقع العملي باتت أدوات بيد الاحتلال التركي يشرعن بها اقتطاعه الأراضي السورية، وباتت شعارات الحرية والكرامة مطية لرغبات مجموعات لصوصية مارقة.

مارست المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي سلسلة إجراءات انتقامية طويلة، كان هدفها الأساس دفع السكان الأصليين من الكُرد في عفرين للهجرة وترك منازلهم وأرضهم للمستوطنين القادمين من أرياف دمشق، بموجب تفاهمات روسية-تركية معقودة في “الاستانة”.

وكان من بين أكثر الانتهاكات الممنهجة للمليشيات الإسلامية والاحتلال التركي، استمرار السرقة منذ احتلالهم لأول قرية كردية، إلى أن تم اعلان احتلال قلب عفرين، والتي بدأت بتدمير تمثال كاوا الحداد، الرمز الكردي للخلاص من نير الاستعباد والظلم، وكأن البغاة يدركون جيداً أنهم جنود الاحتلال لنشر الفساد والقتل، فحل السواد أينما حلوا، في حين أطلق الناشطون العفرينيون لقب “يوم الجراد” على يوم سقوط عفرين في يد الاحتلال، نتيجة الكم الهائل من المسروقات التي تم نقلها لمناطق المليشيات الإسلامية.

لم ولا ولن يتمكن الناشطون العفرينيون من توثيق جميع الجرائم التي ارتكبها الاحتلال، بسبب ظروف الاحتلال والمخاوف الأمنية التي ترافق نقل الخبر من داخل عفرين بالنسبة للعفرينيين الصامدين على ارضهم في وجه المحتلين، وعليه سنسرد عينة صغيرة مما جرى توثيقه من جرائم السرقة.

عينة من سرقة القمح العفريني

في الثالث من يونيو، أرسل والي “هاتاي\الاسكندرون” عدد كبير من الحصادات إلى مدينة عفرين لجني محصول القمح العائد لأهالي عفرين والذي تم الاستيلاء عليه بعد الاحتلال التركي للمنطقة. وبدأت عملية جني المحصول قبلها بأسبوع حيث يتم نقل المحصول إلى تركيا، فيما لم يستطع أهالي المنطقة الأصليون من التوجه لحقولهم بسبب منع الاحتلال التركي والمليشيات الإسلامية. وتم فيما بعد تحديد سعر شراء كيلو القمح من الفلاحين الكُرد ب 90 ليرة سورية، وهو ما يعادل نصف السعر الذي كانت تشتريه منهم الإدارة الذاتية في عفرين سابقاً، حيث اشترته الأخيرة العام الماضي بمبلغ 144 ليرة للكيلو، ويعتبر سعر الشراء التركي منخفضاً للغاية، وهو ما دفع أحد المواطنين إلى حرق 3 هكتارات من أرضه المزروعة بالمحصول، احتجاجاً على السعر، فيما منع الاحتلال المواطنين من بيع محصولهم بأنفسهم، وفرض ضريبة معدلها 20 بالمئة على قيمة الشراء من الفلاحين، باعتبارها أجور عمال ونقل وغيرها، وخصص 7% للمليشيات الإسلامية.

عينة من سرقة الآليات والمنشآت..

في التاسع و العاشر من يونيو، اقدم مسلحو مليشيا “السلطان سليمان شاه\ العمشات” على سرقة معدات معصرة و5 آلاف وعاء صفيح (تنك) من زيت الزيتون تعود ملكيتها لعائلة “حيدر ممو” في قرية خليل التابعة لناحية “شيه/شيخ الحديد”، حيث حاولت العائلة العودة إلى القرية بعد شهرين من التهجير، لكن المليشيا المذكورة لم تسمح لها بدخول القرية إلا بعد مضي 20 يوم، ودفع مبلغ 200 دولار أمريكي عن كل فرد من العائلة، وأفادت مصادر لمركز عفرين الإعلامي أن مسلحي العمشات عرضوا محاصصة المعصرة مع عائلة “حيدر ممو” بدفع مبلغ 30 ألف دولار أمريكي، ولدى رفض العائلة دفع المبلغ، قاموا بسرقة المولدة الكهربائية العائدة للمعصرة، وقام المسلحون بهدم بوابة المعصرة باستخدام جرافة (تركس)، ونقل معداتها باستخدام رافعة إلى قرية قرمتلق التابعة لناحية شيه\شيخ الحديد ومركز ناحية، بينما حطموا كل ما لم يتمكنوا من سرقته، وبين المركز الإعلامي ان المسلحين هاجموا منازل العائلة في 17 من شهر أيار من العام الجاري (بعد 10 أيام من عودة العائلة إلى القرية)، وقاموا بمصادرة كافة الهواتف، وهددوا أفرادها بالقتل في حال أخبروا أية جهة عن الممارسات والانتهاكات التي يرتكبونها.

وفي يوليو، أكد ناشطون أن الآليات الزراعية والسيارات وغيرها من وسائل النقل التي سرقها المسلحون التابعون للاحتلال التركي، تباع في ادلب ومناطق مليشيات “درع الفرات”، بأسعار بخسة، تعادل نصف سعرها الحقيقي، وبيع قسم من تلك السيارات والآليات الزراعية في (ادلب وبلداتها)، فيما بيع القسم الآخر في مدن (اعزاز وجرابلس والباب).

عينة من سرقة مياه عفرين

في يوليو، كان لا يزال أهالي عفرين عامة والمدينة خاصة، يعانون من استمرار أزمة مياه الشرب وفقدانها منذ احتلال الجيش التركي والميليشيات الإسلامية المنطقة الكردية، بينما عجر المجلس المحلي المشكل من قبل سلطات الاحتلال عن حل أزمة مياه الشرب، وأكد ناشطون كرد عودة نقص المياه إلى سرقتها وارسالها إلى منطقة إعزاز المجاورة للمنطقة من الجهة الشرقية، والتي تسيطر عليها المليشيات الإسلامية، واتخذتها منطلقاً لعملياتها العسكرية ضد عفرين إبان الغزو التركي المسمى “غضن الزيتون”. فيما شهدت المنطقة ظاهرة الحفر العشوائي للآبار الارتوازية من قبل المواطنين بحثاً عن المياه الجوفية دون رقيب، سوى أن الميليشيات الإسلامية فرضت مبلغ مئة ألف ليرة سورية على كل من يرغب بحفر بئر ارتوازي.

عينة من انتهاك الحرمات والسطو المسلح..

مارست المليشيات الإسلامية السطو المسلح منذ احتلال عفرين وحتى الوقت الحاضر، ففي الثامن عشر من يونيو، قامت المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي بسلب أهالي قرية باصلي أكثر من ٢٥٠ رأس غنم في وضح النهار بعد إطلاق الرصاص الحي في القرية.

وفي نهاية يوليو، اقتحم مسلحو مليشيا “فرقة الحمزة” منازل للمدنيين في قرية “قيبار” بالقرب من مدينة “عفرين”. وخلال عمليات المداهمة قيد المسلحون نساءً وعصبوا أعينهن وسرقوا ما بحوزتهن من مصوغات وأموال.

وفي الخامس عشر من أغسطس، داهم مسلحون من مليشيا “جيش الشرقية” منزلا في حي المحمودية في عفرين. وقاموا بالاعتداء على امرأة مسنة كردية ومريضة تسكنه بعد أن رفضت السماح لهم بالاستيلاء على البيت الذي تملكه وتعيش فيه. كما هاجمت المليشيا الحي سابقاً واعتقلا العشرات من سكانه بحجة انتمائهم إلى حزب الاتحاد الديمقراطي، حيث يقودهم المدعو “أبو زهير الأعرج” المتورط بأعمال تعذيب وخطف مدنيين.

وفي الخامس عشر من سبتمبر، وقال ناشطون إن عناصر تابعة لميليشيا “السلطان مراد” اعتدت على جلال عبدو البالغ من العمر 55 عاماً، بعد اقتحام منزله في قرية “مشاليه\مشعلة” بناحية “شرا\شران”، إذ سلبت منه مصوغات زوجته وكل ما يملك من مال. وفي السياق، تعرض المسن زكريا صالح خليل، البالغ من العمر 60 عاماً للسرقة على يد عناصر مليشيا الشرطة العسكرية التابعة للجيش التركي بعد مداهمة منزله في قرية نازا\المحببة التابعة لناحية شرا\شران، إذ أقدمت عناصر الشرطة العسكرية على تكبيل يديه قبل سرقة مبلغ من المال وأجهزة الهاتف المحمول، بحسب مصادر محلية.

وفي السابع والعشرين من أكتوبر، اقتحمت المليشيات الإسلامية المعروفة بـ “الجيش الحر” والتابعة لقوات الاحتلال التركي، منزل مسنين كُرديين في مدينة عفرين الكردية، واعتدت عليهما بالإهانة والضرب وسرقت محتويات المنزل. وأفاد أحد أقرباء العائلة لوكالة كُردية أن «مجموعة مسلحة اقتحمت، منزل الزوجين الكُرديين (مصطفى بريمكو وأمينة كنجو) وقام مسلحو المجموعة بإهانتهما وضربهما رغم أن أعمارهما تتجاوز الثمانين عاماً». وأضاف المصدر المقرب من العائلة، أن «المسلحين قاموا أيضا بسرقة أموال من منزلهما»، مشيراً إلى أن الثمانيني مصطفى بريمكو سبق وأن تعرض مرتين للاعتقال على يد الميليشيات الإسلامية.

وفي الخامس من نوفمبر، استولت المليشيات الإسلامية على سيارة محملة بالبضائع، قرب قرية غزاوية التابعة لناحية شيراوا، بعد الاعتداء على السائق المعروف باسم حمو وصاحب البضائع جمعة ترك. كما أقدمت ميليشيا فيلق المجد المتمركزة في قرية علي بك التابعة لناحية بلبلة على حرق منزل نيازي عبد القادر مراد، الموجود في كردستان العراق منذ سنوات، بعد سرقة محتوياته.

وفي التاسع من نوفمبر، أقدمو مسلحو المليشيات الإسلامية على السطو المسلح وسرقة مبلغ قدره 50 ألف ليرة سورية إضافة الى أسوارتين من الذهب من منزل المواطن نظمي سيدو محمد (60 عاما) من أهالي قرية برج عبدالو وذلك بتقييده برفقة زوجته فاطمة عثمان (50 عاما) في غرفة وتقييد أمه في الغرفة الثانية، وهي السيدة عائشة حنان البالغة من العمر (80 عاما) وإدخال رأسها في كيس حجب عنها الهواء مما أدى الى الاختناق والاستشهاد. علماً أن منزل المواطن نظمي سيدو يقع بجوار منزل يستوطنه متزعم مليشيا “الحمزة” والمدعو “محمود عثمان”.

وفي الأول من ديسمبر، قالَ المرصد السوري لحقوق الإنسان إن مجموعة مسلحة هاجمت محلاً للمجوهرات وتحويل الأموال والصرافة، حيث اعتدى المسلحون على صاحب المحل ونهبوا حوالي 2 كيلو غرام من الذهب، بالإضافة لمبلغ مادي يقدر بنحو 2500 دولار أمريكي، قبل أن يعمدوا إلى تكسير المحل الواقع عند طريق راجو – عفرين.. كذلك قال المكتب الإعلامي لحزب الوحدة: أقدم مسلحون، بتاريخ 24/11/2018، على سرقة محتويات مستودعات تبريد فاكهة بالكامل، وفي وضح النهار، عائدة للمواطن زكريا رفعت أوسو من قرية برج عبدالو. وتمت سرقة مجموعتي توليد كهربائية من مبنى قرب مفرق قرية كوكان، إحداها كانت مخصصة لبئر مياه الشرب الذي كان يغذي القرى المجاورة، والأخرى كانت مخصصة لتزويد مركز معبطلي بالكهرباء.

عينة من سرقة المرافق العامة..

في السادس عشر من يوليو، أقدم مسلحون من مليشيا “السلطان مراد” على سرقة كابلات الكهرباء النظامية وكابلات الأمبيرات من حي عفرين القديمة مما تسببت بقطع الكهرباء عن معظم المنازل. وتقوم المليشيات أثناء عمليات السرقة، بإطلاق النار بشكل عشوائي ومكثف، بغية ترهيب الأهالي ودفعهم إلى التواري في منازلهم، لعدم انكشاف عمليات السرقة الواسعة التي يقومون بها بحق المرافق والممتلكات العامة. ولم يسبق خلال سنوات حكم الإدارة الذاتية في عفرين، أن سلبت الأسلاك الكهربائية من الشوارع، سواء في المدينة أو الريف، حيث حافظت مؤسسات الإدارة الذاتية على جميع الممتلكات العامة وحاولت صيانتها لوضعها في خدمة الأهالي.

وفي الثامن والعشرين من أغسطس، قامت المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي، بنهب محتويات مديرية الموارد المائية في مدينة عفرين، تحت أنظار جنود الاحتلال التركي الذين يتمركزون في موقع قريب الدائرة العامة.

وفي التاسع من أكتوبر، قامت المليشيات الإسلامية المعروفة بمسمى (الجيش الحر) والتابعة لقوات الاحتلال التركي، بعمليات سرقة داخل جسم سد ميدانكي، القريب من بلدة ميدانكي والتابعة لناحية شرا\شران بريف عفرين الشرقي. وكانت المجموعات المسلحة مستمرة في أعمال الحفر والتنقيب في جسم سد ميدانكي والأنفاق بعد كسر أقفال أبوابها المعدنية، وذلك بحثاً عن النحاس في الكابلات وقواطع اللوحات الكهربائية المتبقية، علماً أن المسلحين من مليشيا “السلطان مراد” المسؤول عن حماية منشآت سد ميدانكي.

عينة من الغنائم الكُردية..

في الثالث و العشرين من أغسطس \ آب، وجه مسلحو المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي في ناحية راجو بمدينة عفرين إلى نقاط التفتيش لاعتبار ممتلكات الكرد بأنها “غنائم حرب”، وجاء ضمن وثيقة رسمية، توجّيه المؤسسة الأمنية في ناحية راجو التابعة لعفرين إلى الحواجز بالسماح لسائق شاحنة “بحمل حديد كونه غنائم عائدة للفرقة التاسعة”/ حسب ما ورد في الوثيقة، والوثيقة المرّوسة بعبارات: “الجمهورية العربية السورية- الجيش الوطني- المؤسسة الأمنية المشتركة في راجو ” والتي تحمل ختم المؤسسة الأمنية وتوقيع رئيسها المدعو أبو عدي/ هي عبارة عن أمر مهمّة صادر بتاريخ 3 تموز 2018 وصالحة لغاية 4 منه، لصالح سائق شاحنة يُدعى حيدر بعاج، من خلال هذه الوثيقة الرسمية، الصادرة من جهة رسمية تابعة لما يُسمى بالجيش الوطني، تبيّن نهب أملاك الكُرد في عفرين وتعتبرها غنائم حرب.

وفي العاشر من سبتمبر \ أيلول، أفادت مصادر محلية أن عناصر من مليشيا ‹السلطان مراد› أقدمت على نهب مستودعات قطع تبديل السيارات العائدة للمواطن (أبو خليل) من حي المنطقة الصناعية في المدينة، وذكرت المصادر، أن المليشيا المذكورة نقلت المنهوبات بالشاحنات إلى جهة مجهولة، مشيرة إلى أن قيمة المواد المسروقة تقدر بنحو /60/ مليون ليرة سورية، من جهة أخرى، وقالت منظمة حقوق الإنسان في عفرين في تقرير لها، أن عناصر من مليشيا “أحرار الشرقية” المتطرفة أقدمت في 10/9/2018 بهدم جدار مستودع يحوي معدات وآلات تعود لشركة (السعد للصناعات الدوائية)، ونهبوها بالكامل، وأكدت المنظمة، أن المستودع المنهوب يقع بالقرب من مشفى آفرين، حيث تتمركز قوات الاحتلال التركي، وجرى نقلها بالشاحنات إلى ناحية راجو، مشيرة إلى أن «قيمة الآلات المسروقة تقدر بمليار دولار».

وفي الحادي و العشرين من سبتمبر \ أيلول، أصدرت المليشيات الإسلامية المعروفة بمسمى “الجيش الحر” والتابع للاحتلال التركي تعميماً في عفرين، بصدد الاستيلاء على أرزاق أهالي عفرين المهجرين قسراً بفعل الغزو التركي المدعوم بفصائل متطرفة، ووفقاً لتعميم مليشيات “الجيش الحر”، فإنه يتوجب على المليشيات الإسلامية في كل ناحية والتي أشير لها بمسمى “قطاعات”، تسليم أشجار الزيتون العائدة للممتلكات العامة والخاصة للمجالس المحلية، علماً أنه لا يتواجد في منطقة عفرين أشجار زيتون تابعة للقطاع العام، حيث تقصد مليشيات “الجيش الحر”، الأشجار التي تم الاستيلاء عليها بحجة غياب أهلها، بفعل تهجيرهم منذ الحرب، كونها ترى أن جميع السكان الأكراد الغائبين على أنهم موالين للإدارة الذاتية ووحدات حماية الشعب، وبالتالي تستطيب الاستيلاء على أملاكهم، وسبق وأن أصدر ما يسمى بـ “المجلس الإسلامي السوري” بياناً حلل من خلاله لعناصر المليشيات الإسلامية المعروفة بمسمى “الجيش الحر” الاستيلاء على ارزاق وممتلكات السكان الكرد الغائبين (المهجرين) بحجة أنها تابعة لعناصر الوحدات الكردية، وقال المجلس الإسلامي السوري الذي يتخذ من إسطنبول مقراً له، أن الممتلكات التي “لم يعرف لها صاحب (ويقصد من كان غائباً بفعل تهجيره)، فإنها تحفظ وتكون تحت تصرف الإدارات المحلية، ويصرف ريعها في المصالح العامة”. وانتهى الغزو التركي باحتلال عفرين الكردية في الثامن عشر من آذار المنصرم، وتم تهجير قرابة 400 ألف عفريني، منهم قرابة 150 ألف في مناطق الشهباء والمخيمات ضمنها، حيث تمنع سلطات الاحتلال التركي عودة الأهالي، كما تثير الانتهاكات المتواصلة لمليشيات “الجيش الحر” مخاوفهم من العودة، نتيجة اعتقال جميع الشبان الكرد، والمطالبة بفدى مالية كبيرة مقابل الإفراج عنهم.

عينة من سرقة الآثار

في يونيو، قامت المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي بجرف بساتين الزيتون العائدة للأهالي في قرى جنديرس بحثاً عن الآثار، حيث يعتقد هؤلاء بوجود الآثار في تلك المنطقة. وبحسب فيديو أرسله أحد النشطاء وتم تصويره بشكل سري يظهر آثار الجرف والتخريب الواسع والمتعمد لمزارع المدنيين، حيث تم توثيق أسماء عدد من أصحاب تلك المزارع وهم: عبدو مراد أحمد، محمد حنان زلو، بكير حتو، مراد ابو نبي، ايبش زلو، محمد حنان شيخى.

وفي العشرين من يونيو، افاد مصدر محلي من ريف عفرين ان جيش الاحتلال التركي يستخدم التقنيات المتطورة التي بحوزته للكشف عن المعادن الثمينة والكنوز التي تحتويها المنطقة، خاصة الباطنية منها، والتي لم يتم الكشف عنها سابقاً، وأضاف المصدر أن الجيش التركي الغاصب عثر على كميات من الذهب في قرية “بعرافا\علي بازنلي” التابعة لناحية “شرا\شران”، باستخدام كاشفات الألغام الحديثة التي بحوزته، ولم يتمكن المصدر من تحديد كميات الذهب التي تم العثور عليها ضمن القرية نفسها، وذلك عقب البحث في موقع قديم ضمنها، بحجة البحث عن الألغام، وسبق أن اتهم ناشطون المسلحين الإسلاميين بتهجير أهالي القرية منها، عقب محاولتهم العودة إليها، حيث يتخذها هؤلاء كمركز استيطاني لهم، بسبب موقعها الجغرافي السياحي، وإطلالتها على “بحيرة ميدانكي”.

وفي الرابع والعشرين من سبتمبر، قام مسلحو الاحتلال التركي بالتنقيب عن الاثار في مناطق اثرية عبرة اجهزة مستوردة عن طريق جيش الاحتلال التركي، الى عدة مناطق في جبل شيراوا، ورصد في الايام الاخيرة عدد من مسلحي المليشيات الإسلامية في مناطق جبل شيراوا وهم يحملون اجهزة تنقيب عن الاثار في وضح نهار.

وفي الرابع من أكتوبر \ تشرين الأول، أفاد ناشطون من عفرين الكردية، بقيام مسلحي الميليشيات الإسلامية المعروفة بـ (الجيش الحر) والتابعة لجيش الاحتلال التركي بأعمال حفر بحثاً عن الآثار لسرقتها، وقال ناشطون إن عناصر وقيادات عسكرية من الميليشيات تشرف على أعمال الحفريات في وضح النهار، وخاصة بالقرب من موقع نبي هوري الأثري، وعديد المواقع الأخرى في ريف جنديرس وراجو، في السياق، نشر المرصد السوري لحقوق الإنسان تسجيلاً مصوراً يظهر فيه عمليات الحفر والتنقيب عن الآثار، من جانب الميليشيات الإسلامية المتواجدة في منطقة عفرين، ويظهر التسجيل المصور جرافات وآليات تابعة للميليشيات الإسلامية تقوم بأعمال الحفر بجانب موقع نبي هوري الأثري في ناحية “شرا\شران” شرقي عفرين، وذلك بهدف البحث عن الآثار وسرقتها، فيما كانت قد تعرضت العديد من المواقع الأثرية بريف عفرين لغارات جوية خلال الغزو التركي ضد المنطقة الكردية في كانون الثاني / يناير الماضي وحتى منتصف آذار /مارس، منها موقع عين داره الأثري ونبي هوري ومواقع أثرية أخرى في ناحية شيراوا، ونشر المرصد السوري لحقوق الإنسان في الثالث من تشرين الأول / أكتوبر من العام 2018، أن مليشيا الفيلق الأول التابعة لمليشيات “الجيش الوطني”، والذي يقوده العقيد المنشق عن قوات النظام معتز رسلان، والعامل تحت إمرة سلطات الاحتلال التركي، عمد لسرقة آثار في منطقة قلعة النبي هوري، حيث تجري عمليات بيعه في السوق المحلية والإقليمية ومن ثم نقله إلى مناطق أخرى، و كان المرصد السوري رصد قصف الطائرات الحربية التابعة للاحتلال التركي منذ بدء عملية الغزو المسمى بـ “غصن الزيتون” في الـ 20 من كانون الثاني / يناير من العام الجاري 2018، على 3 مواقع أثرية، هي منطقة دير مشمش الأثرية في جنوب شرق عفرين، ومنطقة النبي هوري في شمال شرق عفرين، كما أغارت على منطقة عين دارة الأثرية في جنوب عفرين، وتسببت الضربات في أضرار مادية بمنطقتي النبي هوري ودير مشمش، فيما خلفت دماراً كبيراً في موقع عين دارة الأثري، وأثارت عملية استهداف المواقع الأثرية من قبل الطائرات التركية، سخط الأهالي الذين اتهموا القوات التركية بمحاولة محو آثار وتاريخ المنطقة، وأنها تتعمد استهداف هذه الآثار التي تدل على الحضارات التي شهدتها منطقة عفرين، وبشكل خاص محو تاريخ الشعب الكردي.

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons