نوفمبر 22. 2024

أخبار

#بانوراما_الأسبوع : توثيق اختطاف 10 مواطنين كرد ومستوطنين، واقتتال فصائلي في مدينتي عفرين وجنديرس، وقطع 100 شجرة زيتون.

Photo Credit To الفيس بوك

عفرين بوست-خاص

تواصل المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين ممن تسمي نفسها بـ “الجيش الوطني السوريّ/الجيش الحر”، انتهاكاتها بحق السكان الأصليين الكُرد في إقليم عفرين الكُردي المُحتل، التابع لـ “الإدارة الذاتية في شمال سوريا” سابقاً.

وفي هذا السياق رصدت “عفرين بوست” جملة من الوقائع التي حصلت خلال الفترة من الثالث عشر حتى الثامن عشر من فبراير الجاري، (علماً أن هذه الانتهاكات ليست إلا ما تمكنا من توثيقه، وهي لا تتعدى أن تكون غيضاً من فيض الاحتلال!).

وفيما يلي الملــخص الشهري:

  • القتل: وفاة سيدة عفرينيّة في ظروف صعبة تدهورت صحتها بعد مداهمة دارها واعتقال زوجها والتنكيل به.
  • الخطف: 10 مواطنين كرد ومستوطنين.
  • الاقتتال الفصائليّ: شهدت مدينة عفرين المحتلة موجة عنف بسبب اشتباكات بين ميليشيا “جيش الإسلام” و”الجبهة الشاميّة” وفي مدينة جنديرس وقعت اشتباكات بين مجموعتين من ميليشيا “جيش الشرقيّة”.  
  • السرقات: عدة حوادث سرقة وقعت خلال الأسبوع وشملت السطو على محل صراف وسرقة محل هواتف وآخر للألبسة ومواشٍ وأسلاك كهرباء وفك حديد العرائش.
  • التفجيرات: انفجار عبوة ناسفة بسيارة بحي المحموديّة.
  • أشجار الزيتون: قطع 100 شجرة والاستيلاء على 200
  • القصف: تكرر القصف الدفعي على قرى الشهباء، وطال مخيم سردم.
  • الاستيلاء: استمرار عمليات الاتجار بأملاك أهالي عفرين المهجرين

جاءت التفاصيل على الشكل التالي:

الاختطاف وعمليات الابتزاز:

في الثالث عشر من فبراير علم مراسل عفرين بوست أن سلطات الاحتلال التركي اعتقلت خلال يومي الخميس والجمعة -11-12/2/2021، أربعة مواطنين كُرد من مركز إقليم عفرين المحتل، واقتادتهم إلى جهة غير معروفة.

فقد اعتقلت الاستخبارات التركية الخميس 11/2/2021، المواطن عدنان أبو مظلوم وابن شقيقه محمد صفوان، من مكان عملهما في حي عفرين القديمة (طريق جنديرس) حيث يفتتحان متجرا للحوم (قصاب) دون معرفة مزيد من التفاصيل.

كما اعتقلت الاستخبارات التركية الجمعة 12/2/2021 في اليوم التالي شابين كُرديين من مكان عملهما على طريق راجو بجانب مخبز (أبو عماد) في حين لم تُعرف بعد التهمة الموجهة إليهما ولا المكان الذي اقتيدا إليه.

وبحسب مراسل عفرين بوست فإن أحدهما يُدعى (نضال محمد) وهو حلاق رجالي، والآخر يُدعى (باسل) ويعمل مساعداً للحلاق.

وأضاف المراسل أن دورية مشتركة من الاستخبارات التركية وميليشيا “الشرطة العسكرية” الجمعة إلى قرى باسوطة وغزاوية وبرج عبدالو، لتنفيذ حملة تفتيش واعتقالات في تلك القرى، ولم ترد بعد أي معلومات عما أسفرت عنها الحملة.

في الرابع عشر من فبراير أفاد مراسل عفرين بوست بأن مواطناً خامساً اعتقلته الاستخبارات التركية في إطار حملة الاعتقالات التي نفذتها نهاية الأسبوع الماضي في مدينة عفرين المحتلة، فقد اعتقلت الأربعاء 10/2/2021 الماضي المواطن الكرديّ عمر رمضان في محله التجاري الكائن في شارع راجو في مدينة عفرين، دون معرفة التهمة الموجه له أو معرفة مصيره حتى الآن.

في الخامس عشر من فبراير أفاد مراسل عفريت بوست بأن مسلحين من مليشيا “لواء الوقاص” التابعة للاحتلال التركي أطلقوا الإثنين 14 شباط، الرصاص الحي على سيارة مدنية تنقل عمال من أهالي قرية هيكجة لقرية قرميلق في ناحية شيه بعفرين لكساحة أشجار الزيتون، ما أدى لإصابة المواطن عبدو طانة (19 عاماً) برصاصة في ظهره نُقل على الإثر إلى مشفى آفرين (الشفاء حاليا) بمركز إقليم عفرين. وبقية العمال المختطفين هم كل من: عارف رشيد دالو (33 عاماً)، محمد مصطفى شيخ حنان (38 عاماً)، وليد محمد (50عاماً). وتذرعت الميليشيا بعدم حصول المواطنين على “إذن خروج” وأن السيارة كانت “غريبة”. 

وأضاف المراسل أن عنصرين من ميليشيا “الوقاص” يرافقون المصاب “عبدو” في المشفى، وفي مسعى لتحريف مجريات القضية، قاما بتلقين ذويه رواية “مفبركة” تفيد بإصابته برصاصة طائشة من جهة مجهولة للتنصل من المسؤولية.

في الخامس عشر من فبراير أفاد مراسل عفرين بوست بأن ميليشيا “السلطان مراد” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين اختطفت قبل نحو أسبوع، المواطن الكردي خليل منلا من أهالي قرية قورتقلاق التابعة لناحية شرّا/شران، بتهمة التعامل مع “حزب الاتحاد الديمقراطي” وذلك بعد تقدّمه بشكوى لدى منظمة زارت القرية حول الانتهاكات التي يتعرض لها على يد مسلحي الميليشيا، إلا أنه بعد انصراف المنظمة أقدم المسلحون على اختطافه وسوقه إلى مقرها وتعريضه للضرب والتعذيب الشديد.

وأضاف المراسل أن الميليشيا أفرجت عن المواطن “خليل” بعد إجباره على دفع فدية مالية وقدرها ألف ليرة تركية، مشترطين عليه التزام الصمت حيال ما يتعرض له من انتهاكات. 

في السادس عشر من فبراير أفاد مراسل بمزيد من التفاصيل عن نتائج حملة الاعتقالات التي قادتها سلطات الاحتلال التركي على مدى يومين، باعتقال مواطن في حي الأشرفية ونقل أحد المعتقلين إلى تركيا فيما نُقل ثالثٌ إلى مدينة إعزاز. وأفاد مراسل عفرين بوست بأن المواطن الكردي محمد حسين من قرية كوركا/كوركان التابعة لناحية راجو قد تم اعتقاله قبل أربع أيام، من قبل الاستخبارات التركية خلال الحملة التي شنتها نهاية الأسبوع الماضي في مدينة عفرين المحتلة. وأضاف المراسل أن المواطن محمد حسين يقيم بحي الأشرفية ولديه محل بيع ألبسة أوروبية مستعملة (بالة). وبذلك فإن المواطن حسين هو سادس من اعتقالهم خلال تلك الحملة.

وقد حصل موقع عفرين بوست من مصادره على معلومات تفيد بأنّ المواطن عدنان (أبو مظلوم) قد تم نقله إلى تركيا، فيما تم نقل المواطن زكي علي صبري ــ خجونة من أهالي قرية موساكو إلى مدينة إعزاز. 

وكان رتلٌ من العربات العسكرية التابعة لسلطات الاحتلال التركي قد اقتحم صباح الأربعاء 10/2/2021 قرية موساكا بناحية راجو بحثاً عن عدد من الشباب الكرد، إلا أنها لم تجد الأسماء المطلوبة في القرية، وانتقلت العربات نفسها إلى مدينة عفرين، واعتقلت الشاب (زكي علي صبري –خجونة) أثناء عمله في ورشة الخياطة العائدة له، واقتادته حينها إلى جهة غير معروفة.

في الثامن عشر من شباط أفاد مراسل عفرين بوست بأنّ ما تسمى أمنيّة دوار كاوا التابعة لميليشيا “الجبهة الشامية” اختطفت يوم الخميس 18/2/2021، مستوطنين ينحدران من محافظة إدلب، من مكان عملهما بسوق الهال، بتهمة التخابر مع قوات سوريا الديمقراطية، وتزويدها بمعلومات عسكرية.          

كما أفرجت سلطات الاحتلال التركي يوم الخميس 18/2/2021 عن المواطن الكُردي ”رياض أبو كاعود” بعد اعتقالٍ دام نحو شهرين. وجاء الإفراج بعد دفع فدية مالية مقدارها 2200 ليرة تركية بالإضافة إلى مبلغ 700 دولار أمريكيّ دُفعت في وجوه مختلفة في سياق القضية. بحسب ذكرت شبكة عفرين بوست.

وكان المواطن رياض الذي يعمل في نقل المياه الصالحة للشرب إلى المنازل، قد اُعتقل في 19/12/2020 واُستولي على جراره في مدينة عفرين، دون توجيه أي تهمة إليه.

وضع النساء في عفرين:

في السابع عشر من فبراير قالت منظمة حقوق الإنسان ــ عفرين إن السيدة الكردية شيرين رسول محمود (20 عاماً) توفيت في 15 شباط الجاري، جراء إصابتها بالصدمة نتيجة اختطاف زوجها وتعرضه للضرب والتنكيل في منزلهم بقرية حسيه – ناجية موباتا/معبطلي في ريف إقليم عفرين المحتل.

وفي التفاصيل قالت المنظمة حقوق الإنسان- عفرين أن السيدة “شيرين الحامل في شهرها السادس، تعرضت لصدمة نفسية بعدما شهدت عملية اختطاف زوجها (عبدو عزت كنج خميس) والتنكيل به على يد مسلحي ميليشيا “الجبهة الشامية”، وبعدما ساء وضعها الصحي نُقلت إلى مركز طبي في مدينة عفرين ومن ثم تم تحويلها إلى مشفى في مدينة قرقخان التركية بعد تدهور وضعها الصحي، حيث وافتها المنية، وقد سارع الفريق الطبي إلى إجراء عملية ولادة قيصرية لها لترزق بطفلتين لا تزالان في حواضن المشفى التركي تحت المراقبة.

وأكدت المنظمة أن تم نقل جثمان “شيرين” لتوارى الثرى في قرية حسيه، بينما لا يزال مصيرها زوجها “عبدو” مجهولاً منذ اختطافه في إطار حملة الاعتقالات التي شنتها ميليشيا “الجبهة الشامية” بتاريخ 22/12/2020، وطالت أيضا كلاً من (مصطفى بكر عمر 62 عاما – مصطفى محمود حنان 61 عاماً – محمد منان عبدو 60 عاماً – محمد مصطفى حسيكو 45 عاماً).

في الثامن عشر من فبراير أفاد مراسل عفرين بوست بأنّ مسلحين من ميليشيا “لواء صقور الشمال” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين اعتدوا لفظيّا على امرأة كردية في إحدى قرى ناحية بلبل، وقصوا عنوة، بعد توجيه إهانات إليها ونعتها بالكافرةِ.

كانت السيدة الكُردية الستينيّة تسرّح شعرها في فناء دارها بالقرية، إلا مسلحي الميليشيا الذين يتمركزون في أحد المنازل المجاورة توجهوا إليها واعتدوا عليها بالكلمات النابية متهمين إياها بالسفور والتشبه بالمقاتلات الكردية في إطالة شعرها.

وقال المسلحون لها: “أنتِ كافرة.. كيف تمشطين شعرك في الخارج؟ أنتِ عاهرة وتتشبهين بمقاتلات الحزب” في إشارة إلى مقاتلات وحدات حماية المرأة، ومن ثم أقدموا على قص شعرها بالكامل عقابا لها، بحسب المراسل. وتتحفظ “عفرين بوست” على اسم السيدة والقرية التي شهدت الحادثة حرصاً على سلامتها.

وتأسست ميليشيا “لواء صقور الشمال” عام 2012 بدعم وتمويل من دولة قطر، وتضم مسلحين من إدلب وجسر الشغور، قاتلوا جيش النظام في الشمال السوري، حتى قررت أنقرة تشكيل ميليشيا “الجيش الوطني” في 30 كانون الأول 2017، التي ضمت عدة ميليشيات إسلامية- جهادية بينها “لواء صقور الشمال” بهدف خدمة أجندات أنقرة في سوريا. وتحتل الميليشيا عدداً من القرى في ناحيتي بلبل وشران، وتستولي على 35 ألف شجرة زيتون في ناحية بلبل لوحدها.  

التفجيرات في عفرين:

في السادس عشر من فبراير أفاد مراسل عفرين بوست بأن انفجار وقع مساء الثلاثاء 16/2/2021، بسبب في حي المحمودية في مركز إقليم عفرين المحتل، بسبب عبوة ناسفة مزروعة بسيارة من نوع “سنتافيه” عائدة لأحد المستوطنين المنحدرين من غوطة دمشق، وقد أُصيب بشكل بليغ، وأشار المراسل إلى أنّ المستوطن المصاب محسوبٌ على ميليشيا “فيلق الشام” ولديه محل للمحروقات في محيط مدرسة الصناعة بحي المحمودية. 

وكان انفجاراً مماثل بعبوة ناسفة مزروعة بسيارة “فان” وقع وسط مدينة الباب المحتلة، قرب دوار السنتر عند مسجد النصر ما أدى لمقتل شخص وإصابة السائق ممن كانوا ضمن السيارة، إضافة إلى جرح ثلاثة أشخاص كانوا قرب موقع الانفجار.

الاستيلاء على أملاك الكُرد العفرينيين:

في السادس عشر من فبراير رصد مراسل عفرين بوست في مركز إقليم عفرين المحتل، جملة من الانتهاكات التي ينفذها المستوطنون بحق ممتلكات أهالي عفرين، سواء الباقين منهم أو المهجرين وهي كالتالي:

– مستوطن منحرد من الغوطة الشرقية بريف دمشق، يرفض تسليم متجر لصاحبه بدعوى أن مالكه “كافر” وكان يبتاع فيه المشروبات الروحية، ويقع المتجر على طريق جنديرس وسط مدينة عفرين وتعود ملكيته للمواطن الكرد “فهد” وهو من أهالي قرية قيباريه/عرش فيبار.

-مستوطن مسنود من ميليشيا “لواء السلطان محمد الفاتح” يبيع منزل المواطن المهجر (خليل محمد- من أهالي قرية كازيه) بمبلغ 2500 دولار أمريكي لمسلح قادم من ليبيا مؤخراً، علما أن المنزل يقع في محيط مركز البريد وسط المدينة.

-مسلح منحدر من مدينة حمص ومنتمي لميليشيا “لواء المعتصم” يبيع منزل في الجمعية السكنية (مساكن الفيلات)، ضافة لمتجر موجود في المحضر ذاته، بمبلغ 3500 دولار أمريكي، لمستوطن إدلبي، علما أن المنزل والمتجر تعود ملكيتهما للمواطن (محمد يوسف) وهو من أهالي قرية موساكا- راجو.

-مستوطن منحدر من الغوطة يبيع متجر عائد للمواطن غانم كعدة (من أهالي نبل ويقيم بعفرين منذ القدم) بمبلغ 1000 دولار أمريكي، والمتجر يقع على طريق ترنده – حي الأشرفية، علما أن المتجر ذاته قد تم بيعه سابقا بمبلغ 400 دولار أمريكي

-ميليشيا “الحمزات” تفرض على المستوطنين الذين يحتلون منازل مهجري قريتي براد وكيمار، إتاوة 50 ليرة تركية على كل منزل، واستثنت عائلات مسلحيها من الإتاوة المفروضة.

وفي السادس عشر من فبراير أفاد مراسل عفرين بوست بأن مستوطناً ينحدر من الغوطة الشرقية راجع مؤسسة الكهرباء، ليقدم طلبات لتركيب ستة عدادات كهرباء، باسمه فقط، ما يعني وجود ستة عقارات بتصرفه، ولدى سؤاله عن العدادات الستة، أجاب: إنه يملك ستة منازل في مدينة عفرين، وقد اشترى المنازل الستة، وكل منزل بمبلغ 800 دولار أمريكي، وهي تقع في حي الأشرفية فوق البازار (سوق الأربعاء الأسبوعي) وفي بناء واحد يعرف ببناية أبو هفال من أهالي قرية ميدانا- راجو.

ويضيف المستوطن إنه يشغل أحد هذه المنازل على سبيل السكن، فيما يقوم بتأجير المنازل الخمسة الباقية، التي كان قد اشتراها من عنصر مسلح تابع لميليشيا المعتصم.

وفي سياق أملاك أهالي عفرين المستولى عليها عرض عنصر مسلح ينحدر من قرية رتيان بريف حلب الشمالي منزلاً استولى عليه للبيع، وتعود ملكيته للمواطن الكردي المهجر قسراً محمد جعفر من أهالي قرية كرزيليه/قرزيحل.

السرقات والإتاوات في عفرين:

في الرابع عشر من فبراير أفاد مراسل عفرين بوست بأنّ مسلحين من ميليشيا “محمد الفاتح” التابعة لجيش الاحتلال التركي أقدموا على سرقة أسلاك وأكبال الكهرباء للشبكة العامة في قرية معملا /معمل أوشاغي بناحية موباتا في عفرين، بحجة تصليح عطل وإعادة تأهيل شبكة الكهرباء للمنطقة. وأضاف المراسل إلا أن المسلحين لم يقوموا بإصلاح العطل ومضوا سارقين جميع أكبال وأسلاك الكهرباء.

في السادس عشر من فبراير أفاد مراسل عفرين بوست بأن مجموعة مسلحة تعرف باسم جماعة أبو الوليد التابعة لميليشيا (فيلق المجد) قاموا بفك الأعمدة الحديدية، في عريشة تقع في محيط قرية جوبانا، ويبلغ إجمالي وزن الحديد نحو 60 طناً وتمتد على مساحة هكتار واحد، وتعود ملكيتها للمواطن الكردي المغترب رشيد بلال علو من أهالي قرية كيلا/ كيلانلي.

في السابع عشر من فبراير أفاد مراسل عفرين بوست بأنّ لصوصاً مجهولين أقدموا قبل أسبوع على سرقة محل البيك للهواتف المحمولة الكائن على طريق راجو بمركز عفرين شمال سوريا، وتصل قيمة المسروقات لحوالي 30 ألف دولار أمريكي، وأشار المراسل إلى أن المنطقة التي وقعت فيها السرقة فيها تخضع لسيطرة ميليشيا “السلطان مراد” مرجحاً وقوف مسلحي الميليشيا ذاتها وراء عملية السرقة، ويعود المتجر لمستوطن يُلقب بـ “البيك” وينحدر من بلدة دير جمال.

وأضاف المراسل أن عملية السرقة تمت رغم وجود العديد من كاميرات المراقبة المركبة من قبل سلطات الاحتلال، منوهاً أن صاحب المتجر تقدّم بشكوى لدى السلطات، إلا أنها أنكرت معرفتها بهوية اللصوص.

وفي سياق متصل، يشهد محيط مطعم “فين” بحي عفرين القديمة عمليات سرقة متكررة للسجادات وينفذها المدعو “مصطفى الشيشاني” وهو مسلح من ميليشيا “السلطان مراد”، والذي سرق أكثر من عشر سجادات منشورة على شرفات المنازل بهدف التنشيف بعد غسلها!

في الثامن عشر من فبراير أفاد مراسل عفرين بوست بأنّ مسلحين يستقلون مركبة تابعة لميليشيا “الشرطة العسكرية” أقدموا على سرقة 4 رؤوس أغنام من منطقة خزان المياه بحي الأشرفية، علما أن قيمتها تقدر بـ مليون وستمئة ألف ليرة سورية. 

كما شهد محيط مشفى جيهان بحي عفرين القديمة عملية سرقة طالت متجر ألبسة، يفتتحها مستوطن منحدر من حي السكري بحلب، إضافة لسرقة جهاز تحضير القهوة “اكسبريس” في سوق التلل وتعود ملكيتها لمستوطن منحدر من الغوطة، علما أن قيمتها تبلغ نحو 500 دولار أمريكي حسب المراسل.

ولا تقتصر أعمال السرقة على مسلحي الميليشيات الإخوانية، وإنما تقوم بها على نحو كبير عوائل المستوطنين الذين يجتاحون الحقول ويسرقون الأرزاق، وقد وقعت حوادث قتل لدى محاولة ممانعة أصحاب الأملاك الكُرد للسارقين سواء في البيوت أو الحقول.

جرائم الاعتداء البدني:

في الرابع عشر من فبراير أفاد مراسل عفرين بوست بأنّ مسلحي ميليشيا “صقور الشام” اختطفوا الشاب الكردي حمزة حمو (30 عاماً) من منزله الكائن في قرية زعرة التابعة لناحية بلبله/بلبل، قبل نحو أسبوع. ووجهوا له تهمة التعامل مع الإدارة الذاتية، وظل المواطن حمزة رهن الاحتجاز مدة ثلاثة أيام، تعرض خلالها لتعذيب شديد، وأضاف المراسل أن الميليشيا أفرجت عن المواطن حمزة، وأخبرته أن اختطافه جرى بالخطأ بسبب وجود تشابهٍ بالأسماء.

اقتتال المليشيات التركية والإخوانية:

في الثالث عشر من فبراير أفاد مراسل عفرين بوست بأنّ اشتباكات عنيفة اندلعت مساء اليوم السبت 13/2/2021، بين ميليشيات “الجبهة الشامية” و”جيش الإسلام” التابعتين للاحتلال التركي، في قلب مدينة عفرين، وسط حالة من الهلع والذعر في صفوف المدنيين نتيجة استخدام الطرفين المتقاتلين للأسلحة الثقيلة وسط المدنيين. ووفقاً لمراسل عفرين بوست فإنَّ الاشتباكات بين الطرفين وقعت في المنطقة الممتدة بين دوار القبّان وداو كاوا وسط المدينة، يتم استخدام أسلحة متوسطة وثقيلة من آربي جي والدوشكا والمدفعية وسط توتر شديد تشهده المدينة، التي تشهد تقاطرا لمسلحي “جيش الإسلام” إلى موقع الاشتباكات للمشاركة فيها، كما طلبت “الجبهة الشامية من جهتها مؤازرات وإمدادات عسكرية من مدينة إعزاز المحتلة.

وأكد المراسل أن الذعر دبّ بين صفوف المدنيين الذين نزلوا إلى الطوابق الأرضية للاحتماء من القذائف التي تتساقط على مقر “الجبهة الشامية” ومحيطها في منطقة دوار كاوا انطلاقا من منطقة دوار قبان حييت تتواجد مقرات “جيش الإسلام”.

ولم تتوفر بعد أي أنباء عن خسار بشرية في هذه الجولة الجديدة من الاشتباكات بين الميليشيات المتقاتلة ولم تُعرف بعد الأسباب المؤدية لذلك، بيد أن الصراع على النفوذ والاستيلاء على ممتلكات الأهالي كان السبب الأبرز المؤدي للجولات السابقة من التقاتل والتصارع.

وفي خبر لاحق أفاد مراسل عفرين بوست بأنّ الاشتباكات أسفرت الاشتباكات عن مقتل مسلحين من ميليشيا “جيش الإسلام” وإصابة 6 آخرين بجراح، كما أصيب 3 مسلحين في صفوف ميليشيا “الجبهة الشامية” التي قامت بحرق مقر الطرف الأول في منطقة دوار القبان. 

وتخللت الاشتباكات قيام مسلحين من ميليشيا “الجبهة الشامية” بالسطو المسلح على صرّاف منحدر من ريف دمشق، حيث تم الاستيلاء على الأموال التي كانت بحوزته، كما تعرض لإطلاق الرصاص ما أدى لإصابته.  

وحصل مراسل “عفرين بوست” على نسخة ورقة من ذلك الاتفاق الذي يقضي بتشكيل لجنة من مشايخ الطرفين، للبت في الخلاف الحاصل بين المجموعتين المنضويتين في صفوف ميليشيا الجيش الوطني” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين.

ووفقا لبنود الاتفاق، طلبت اللجنة المشكلة متزعمي مقرات المتسببة في الاشتباكات، وبناء على التحقيق معهما سيتم توقيف المتسببين المباشرين في الاقتتال ليصار إلى التحقيق ومن ثم إنزال العقوبة بمن يصدر الحكم عليه، بحسب الوثيقة الصادرة.

في الرابع عشر من فبراير نشرت عفرين بوست تقريراً بعنوان “الاقتتال بين ميليشيات جيش الإسلام والجبهة الشامية ــ القصة الكاملة”

شهدت مدينة عفرين المحتلة أجواء حرب استخدمت فيها الأسلحة المتوسطة والثقيلة، إذ أن ميليشيات “جيش الإسلام و”الجبهة الشامية” انخرطت في جولة جديدة للصراع المسلح، وتوقف القتال بهدنة مشروطة بالتحقيق ومع تهديد بالانتقام.

كيف اندلعت الاشتباكات؟

المشكلة بدأت من التنازع على الاستيلاء على دار تعود ملكيتها لمواطن كردي اسمه “أبو حيدر” من بلدة موباتا، وهي عبارة عن دار عربية في حي الأشرفية، قريبة من المنطقة الصناعية في مدينة عفرين، وقد استولى عليها مستوطن من الغوطة الشرقية وهو تابعٌ لميليشيا جيش الإسلام، وقد حاول مراراً مسلحون تابعون لجماعة المدعو نضال بيانوني التي تنضوي في صفوف ميليشيا الجبهة الشامية، إخراجه من تلك الدار دون جدوى.

يوم أمس السبت 1382/2021 حاول مسلحو “البيانوني” مجدداً إخلاء الدار، ولكن بأسلوبٍ مختلف، فقد اعتمدوا التعنيف والتهديد، ما جعل المستوطن الغوطاني يهرب منهم ويلجأ إلى مقر ميليشيا جيش الإسلام بالحي، وهو يقع قريباً من مقر المدعو “البيانوني”. وبذلك أطلق النار خلف “الغوطاني”، ليردَّ مسلحو ميليشيا جيش الإسلام بالنار أيضاً، وبذلك بدأ الاشتباك المسلح واتسعت دائرته، وانقلب الحي إلى ميدان معركة.

ووفقاً لمراسل عفرين بوست فإن الاشتباكات بين الطرفين وقعت في المنطقة الممتدة بين دوار القبّان وداو كاوا وسط المدينة، واُستخدمت فيها أسلحة متوسطة وثقيلة من آربي جي والدوشكا والمدفعية وسط توتر شديد شهدته المدينة، فيما تقاطر مسلحو “جيش الإسلام” إلى موقع الاشتباكات للمشاركة فيها، وطلبت ميليشيا “الجبهة الشامية من جهتها مؤازرات وإمدادات عسكرية من مدينة إعزاز المحتلة.

وأكد المراسل أن المدنيين نزلوا إلى الطوابق الأرضية للاحتماء من القذائف التي تساقطت على مقر ميليشيا “الجبهة الشامية” ومحيطها في منطقة دوار كاوا انطلاقاً من منطقة دوار قبان حيث جد مقرات “جيش الإسلام”.

وأسفرت الاشتباكات عن مقتل مسلحين من ميليشيا “جيش الإسلام” وإصابة 6 آخرين بجراح، كما أصيب 3 مسلحين في صفوف ميليشيا “الجبهة الشامية” التي قامت بحرق مقر الطرف الأول في منطقة دوار القبان.

توقف القتال مع تدخل ميليشيات للوساطة وتمت صياغة بيان مقتضب لاتفاقِ هدنة حصل “عفرين بوست” على نسخة منه يقضي بتشكيل لجنة من مشايخ الطرفين، للبت في الخلاف، ووفقاً للاتفاق، طلبت اللجنة متزعمي مقرات الميليشيا التي تسببت بالاشتباكات، وبناء على التحقيق معهما سيتم توقيف المتسببين المباشرين بالاقتتال ليصار إلى محاسبتهم بحسب الوثيقة الصادرة.

وتخللت الاشتباكات قيام مسلحين من ميليشيا “الجبهة الشامية” بالسطو المسلح على صرّاف منحدر من ريف دمشق، حيث تم الاستيلاء على الأموال التي كانت بحوزته، (7000 دولار و13 ألف ليرة تركية)، كما تعرض لإطلاق الرصاص ما أدى لإصابته. 

تهديد بالانتقام خلال تشييع القتلى:

خلال تشييع القتيلين، وصف المدعو “عصام البويضاني” (أبو همام) متزعم ميليشيا “جيش الإسلام” اليوم الأحد، ميليشيا “الجبهة الشامية” بالحثالة متوعداً إياهم بالانتقام وقال “والله لن يهدأ لنا بال حتى نأخذ حقهم”، وإحقاق الحق بـ “الطرق المشروعة”.

ونقلت مصادر من الميليشيات أنه ميليشيات الشرطة العسكرية والفيلق الثالث كانت في حالة استنفار لمنع أي احتكاكٍ، وقد تم اليوم تشييع قتلى ميليشيا جيش الإسلام في منطقة كرسانة، وقيل إنهما ينحدران من مدينة عربين في الغوطة الشرقية، وشارك في مراسم التشييع المئات من المستوطنين المنحدرين من مدن وبلدات ريف دمشق، الذين جابوا شوارع مدينة عفرين مرددين شعارات تخوّن “الجبهة الشامية”، وترافق التشييع مع إطلاق نار كثيف خلالها

وبذلك فإن كامل الحي ومعه أحياء المدينة تعيش حالة هدوء حذر مترافق مع استنفار عسكري تحسباً لانهيار الهدنة مع التهديدات التي صدرت، ويتوعد مسلحو “جيش الإسلام” بالانتقام، وأنه بمجرد أن يفتح الطريق أمام مسلحيهم المتمركزين في منطقة الباب للقدوم إلى مدينة عفرين، ويقولون إن في مدينة الباب الثقل الأكبر لقواتهم العسكرية.

توتر سابق وفتوى

وسبق أن أقدم مسلحون من ميليشيا “جيش الإسلام” في 16/1/2021 على طعن المدعو “أبو وكيل الحمصي” المتزعم في “الجبهة الشامية” واتهامه بالتحرش بنساء منحدرات من ريف دمشق، فقد حاول المدعو “أبو وكيل” دخول منازل زوجات قتلى ميليشيا “جيش الإسلام” في حي ترنده، بذريعة توزيع المعونات عليهن، إلا أن مسلحين من ميليشيا “جيش الإسلام” اتهموه بالتحرش بـ “زوجات الشهداء” وأقدموا على طعنه بعدة طعنات، ما أدى لنشوب توتر بين ميليشيا “جيش الإسلام”، وميليشيا “الجبهة الشامية”، وتوسع نطاقه، من حي ترنده إلى منطقة دوار كاوا فيما استقدمت ميليشيا “الجبهة الشامية” تعزيزات عسكرية من مدينة إعزاز المحتلة.

وفي تصعيد للتوتر، نقل مراسل عفرين بوست عن أوساط المسلحين، أن الشرعي في “جيش الإسلام” المدعو “سمير كعكة” وصف مسلحي “الجبهة الشامية” بـ “الخوارج” وحضّ عناصر الميليشيا على قتالهم، وفي حال قُتل أحدهم فإن أجره “أجر شهيدين” بحسب الفتوى التي أصدرها.

ومن جولات الاشتباك السابقة بين الطرفين، اشتباكات وقعت في 21/5/2020 في محيط دوار نوروز أسفرت عن مقتل مستوطن من زملكا برصاص طائش وإصابة اثنين. وفي 19/9/2019 اندلعت اشتباكات في حي الأشرفية أسفرت عن 3 إصابات.

طلب للتعتيم الإعلامي

وفي تصريح ملتبس في معناه وكلماته وجه المدعو “حسن الدغيم” مدير ما يسمى “إدارة التوجيه المعنوي في الجيش الوطني السوري” نداءً لمن سماهم “إعلاميي الثورة” بالتوقف عن تداول أخبار الاشتباكات التي تحصل بشكل متكرر بين ميليشيا في المناطق المحتلة في الباب وعفرين. وألا يجعلوا من الأخطاء الأمنية والاشتباكات المعزولة وينظروا إليها وكأنها مادة دسمة للتراشق الإعلامي وتفريغ شحنات الإحباط واللوم”

طلب المدعو “الدغيم: نفسه يثبت حالة العجز عن وضع حدٍ للاقتتال الفصائلي، ولذلك طلب عدم نقل التفاصيل، وحاول خلال تصريحه لفت النظر إلى مسألة أخرى وإعادة أسطوانة “الثورة” المشروخة.

في الخامس عشر من فبراير علمت عفرين بوست من مصادرها أن ميليشيا “جيش الإسلام” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، طلبت من سلطات الاحتلال جعل إقليم عفرين خاليا من السلاح وإخراج كافة المقرات العسكرية إلى خارج المدينة، وإلا أنها ستلجأ إلى التصعيد ضد ميليشيا “الجبهة الشامية” التي قتلت عنصرين منها في اشتباكات أول أمس.

وأوضحت المصادر أن الميليشيا اشترطت لوقف التصعيد ضد ”الشامية” بنقل كافة مقرات الميليشيات إلى خارج مدينة عفرين وتسليم الملف الأمني فيها إلى ميليشيات “الشرطة العسكرية والشرطة المدنية”.

وكان متزعمون في ميليشيا “جيش الإسلام” توعّدوا بالانتقام من ميليشيا “الجبهة الشامية” ثأراً لمقتل وإصابة 8 مسلحين، إثر هجوم على مقرها في منطقة دوار القبان وسط عفرين.

في حين لا يزال الاستنفار والتوتر في أوساط الميليشيتين، وسط ترويج “الجبهة الشامية” لدعاية أن سبب الاشتباكات بين الطرفين يعود لقيام مسلحين من “جيش الإسلام” بتهريب مؤيدين لـ “حكومة دمشق” إلى مدينة عفرين.

في الخامس عشر من فبراير أفاد مراسل عفرين بوست أن متزعمين في ميليشيا “جيش الإسلام” توعدوا بالانتقام من ميليشيا “الجبهة الشامية” ثأراً لمقتل وإصابة 8 مسلحين، إثر هجوم على مقر لهم في منطقة دوار القبان وسط عفرين. وأضاف المراسل أن الاستنفار والتوتر يسود أوساط الفصيلين، وسط ترويج “الجبهة الشامية” لدعاية أن سبب الاشتباكات بين الطرفين يعود لقيام مسلحين من “جيش الإسلام” بتهريب مؤيدين لـ “حكومة دمشق” إلى مدينة عفرين.

السياق ذاته، اندلعت في مدينة جنديرس يوم أمس الأحد 14/2/2021، اشتباكات عنيفة بين مجموعتين من مليشيات” جيش الشرقية” التابعة للاحتلال التركي، بسبب خلافهما على تقاسم السيطرة على ممتلكات أهالي عفرين. واستخدم الطرفان مختلف أنواع الأسلحة، بدءاً من الأسلحة الخفيفة ومن ثم قذائف صاروخية من نوع RPG إضافة لاستخدام رشاشات ثقيلة بين الأحياء المأهولة بالسكان المدنيين. وأسفرت عن وقوع ست إصابات في صفوف الطرفين وتم إسعافهم إلى المشفى العسكريّ بمدينة عفرين (مشفى الشهيد فرزندا).

مهجرو عفرين في الشهباء وشيراوا:

في الخامس عشر أفاد مراسل عفرين بوست بأنّ قوات الاحتلال التركي وميليشياتها الإسلامية، قصفت هذه الليلة عدة قرى بمناطق الشهباء، باستخدام الصواريخ والمدفعية، دون ورود أنباء عن إصابات. وأوضح المراسل أن القرى التي تتعرض للقصف هي الشوارغة والعلقمية وعين دقنة وبيلونية التابعة لمقاطعة الشهباء، وقد سقطت أكثر نحو 17 قذيفة في تلك القرى.

في السابع عشر من فبراير أفاد مراسل عفرين بوست في مناطق الشهباء شمال سوريا بأن القوات التركية والميليشيات الإسلامية التابعة لها استهدفت مساء اليوم الأربعاء، من مواقعها في بلدة مارع المحتلة بعدة قذائف مخيماً يقطنه مهجرو عفرين في مناطق الشهباء بريف حلب الشمالي، دون ورود أنباء عن إصابات. وأوضح المراسل أنّ أكثر من عشرة قذائف مدفعية سقطت في محيط مخيم “سردم” الذي يأوي الآلاف من مهجري عفرين، ما سبب بحالة هلع بين صفوف المدنيين، مضيفاً أن القصف استهدف أيضا قرية تل قراح في مناطق الشهباء بريف حلب الشمالي.

أشجار عفرين ومحاصيلها:

في الثالث عشر من فبراير أفاد مراسل عفرين بوست بأن ميليشيا “فرقة الحمزة” أباحت للغّنامة المستوطنين رعاية أغنامهم في حقول الزيتون العائدة لأهالي قرية تلفيه (تللف)- جنديرس، لقاء دفعهم مبلغ 50 ألف ليرة سورية عن كل حقل، على أن تقوم الميليشيا بالتغطية عليهم وتضمن لهم سكوتها عن الشكاوى المقدمة من الأهالي، مشيراً إلى أن الغنامة المستوطنين ينتمون لعشيرة الموالي. وأضاف المراسل أن الميليشيا التي تحتل عدة قرىً أقدمت على قطع عشر أشجار زيتون عائدة ملكيتها للمواطن (علي جاسم)، وهو من أهالي قرية كوكبة (من المكون العربي). 

وأشار المراسل أن الميليشيا ذاتها أقدمت أيضاً على الاستيلاء على 200 شجرة زيتون في قرية كفر زيت، رغم وجود وكالة قانونية صادرة عن سلطة الاحتلال، تتيح له الاعتناء بالحقل، علماً أن الحقل تعود ملكيته للمواطن الكردي المهجّر (كاظم حسن) وهو من أهالي قرية برج حيدر- شيراوا. 

في السادس عشر من فبراير أفاد مراسل عفرين بوست بأن مجموعة مسلحة من ميليشيات الاحتلال أقدمت على قطع 50 شجرة زيتون في قرية جومكه تعود ملكيتها للمواطن الكردي زكريا حمزة الشيخ محمد.

كما أقدمت مجموعة مسلحة أخرى على قطع أكثر من 15 شجرة من حقل تعود ملكيته للمواطن الكردي محمد علي محمد من أهالي قرية كوندي جي عند قرية تل طويل.

في الثامن عشر من فبراير أفاد مراسل عفرين بوست بأنّ مسلحين من الميليشيات الإسلاميّة التابعة للاحتلال التركي قطعوا 75 شجرة زيتون في أوقات متفرقة بقريتي جما/ناحية شران وقرية قيباريه – مركز عفرين، لبيعها كحطب تدفئة.

ففي محيط قرية جما ــ شران قطع مسلحون من ميليشيا “السلطان مراد” 35 شجرة زيتون من حقل تعود ملكيته للمواطن الكردي (محمد جاويش)، من أهالي بلدة شرا/شران، وقطع مسلحون آخرون على قطع 40 شجرة زيتون إضافة لـ 4 أشجار جوز، عائدة للمواطن الكردي (فاروق نجار) وهو من أهالي قرية عين دارة، ويقع الحقل في المنطقة الواقعة بين حي الأشرفية وقرية قيباريه/عرش قيبار.

وتقدّر منظمات حقوقيّة محليّة، عدد الأشجار التي قطعها المستوطنون ومسلحو ميليشيات الاحتلال، بأكثر من نصف مليون شجرة زيتون، عدا الأشجار المثمرة الأخرى، كما اختفت غابات حراجية وصنوبريّة كاملة من الوجود بسبب تواصل عملية التحطيب.

النظام السوري:

في السابع عشر من فبراير أفاد مراسل عفرين بوست بأنّ جيش النظام السوري قصف ليلة اليوم الأربعاء، مركز مقاطعة عفرين بالقذائف، رداً على قصف القوات التركية والميليشيات الإسلامية التابعة له على عدة مواقع في مناطق الشهباء بريف حلب الشماليّ،

وأفادت مصادرنا من مدينة عفرين أن عدة قذائف سقطت في مركز مدينة عفرين المحتلة، وسقطت إحداها في مدخل مشفى أفرين (الشفاء حالياً) والباقي في محيط المشفى، فيما يسمى المربع الأمني قري مدينة الملاهي، وسقطت قذيفة على الأوتوستراد الغربي، وسقطت قذيفة على مقر لميليشيا “أحرار الشرقيّة”.

وأضاف المصدر أن حالة من الهلع والفوضى العارمة تسود في صفوف ميليشيات الاحتلال التركي، وهناك معلومات أولية بإصابة 11 مسلح بجراح ولم تُعرف درجة خطورة الإصابات

وجاء قصف قوات النظام لمدينة عفرين المحتلة بعد استهداف قصف الجيش التركي والميليشيات الإسلامية لقريتي تل سوسين وتل قراح ومحيط مخيم سردم للمهجرين قسراً من عفرين. كما قصفت الميليشيات الإسلامية من نقاط تمركزها في مدينة عفرين قريتي صوغانكة، أقيبة ومحيط قرية بينة في ناحية شيراوا.

مواقف دولية

وزيرة الخارجية السويدية ــ ملف احتلال عفرين سيكون دوماً على جدول أعمال البرلمان الأوروبي

في الثالث عشر من فبراير نشرت عفرين بوست عن وكالات تأكيد وزيرة الخارجية السويدية آنا ليند مجدداً عن موقف بلادها الرافض لجرائم الاحتلال التركي، وقالت في ردها على البرلمانيين بخصوص المجازر التي يرتكبها المحتل التركي في عفرين المحتلة بأن ملف عفرين سيكون دوماً على جدول الأعمال الأوروبية.

وقدم المتحدث باسم سياسة العلاقات الخارجية ماركوس ميشيل اقتراحاً إلى البرلمان في 1/2/2021، وحث فيه الحكومة السويدية على وضع جرائم تركيا الممارسة ضد الإنسانية في عفرين على جدول أعمال الأمم المتحدة وتكثيف الجهود لمقاضاتها.

ورداً على هذا الاقتراح أفادت وزيرة الخارجية السويدية آنا ليند موافقتها مع وجهة نظر البرلمانيين بأن المعاناة والجرائم التي تنتهك حقوق الإنسان في عفرين ليست على جدول الأعمال بشكل كاف ويجب تكثيف النقاشات والحوارات لمقاضاتها.

ونوهت آنا بأنه وفقاً للتقارير الواردة من المنطقة لهم، فإن العنف الممارس ضد الشعب يتزايد يوماً بعد يوم، ولا يزال الأهالي الذين اضطروا إلى النزوح من المنطقة عام 2018 بعد الاحتلال، غير قادرين على العودة إلى ديارهم، وبأن الجرائم والانتهاكات ضد الشعب الكردي والإيزيديين مستمرة في تلك المنطقة.

ولفتت إلى أن البرلمان السويدي وضع قضية احتلال عفرين عدة مرات على جدول أعمال المنابر الدولية ومجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة.

وذكرت أيضاً بأن لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة في سوريا تراقب عن كثب جرائم الحرب وانتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبتها مرتزقة دولة الاحتلال التركي في عفرين، مضيفة “الممثل السويدي الخاص لسوريا زار أهالي عفرين في مخيمات شمال وشرق سوريا منذ 2018 والتقى بمسؤولي المخيمات لتحديد احتياجاتهم آنذاك”.

وأشارت إلى أن احتلال عفرين من قبل تركيا أدى إلى تفاقم الحرب وازدياد سوء الوضع الإنساني أكثر فأكثر، وذكرت أنه وفور الاحتلال التركي أوقفت السويد مبيعات الأسلحة إلى تركيا وتقدمت بتوصياتها إلى مجلس الأمن الدولي من أجل إعلان وقف إطلاق النار.

كما أكدت وزيرة الخارجية السويدية أنها ستضع ملف الاحتلال التركي لعفرين على جدول أعمال البرلمان الأوروبي دوماً.

وكانت وزيرة خارجية السويد قد زارت أنقرة في 13/10/2020 وشهد المؤتمر الصحفي المشترك مع وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو مشادة كلامية واتهمت الوزيرة ليندي، خلال اللقاء، حزب العدالة والتنمية بإشعال الصراعات في سوريا وليبيا، وإقليم ناغورني قره باغ، والانتهاك المتكرر لسيادة دول البحر المتوسط، وطالبت بانسحاب القوات التركية المحتلة من الأراضي السورية، متهمة أنقرة بالمسؤولية عن تقسيم هذا البلد واضطهاد الأكراد، معربة عن رفضها لتصاعد الانتهاكات الحقوقية والاعتقالات الممنهجة ضدهم في الداخل التركي.

مصر واليونان وقبرص يطالبون بسحب جميع المرتزقة والقوات الأجنبية من سوريا

في سياق المواقف السياسية الرسمية ضد سلوك أنقرة، أصدر وزراء خارجية مصر وقبرص واليونان، الجمعة 12/2/2021 بياناً طالبوا فيه بضرورة استقلال وسيادة سوريا، وسحب جميع المرتزقة والمقاتلين الأجانب من البلاد.

وقال البيان: “جددنا التزامنا بوحدة واستقلال وسيادة سوريا وسلامة أراضيها، معربين عن دعمنا الحثيث لتسوية سياسية دائمة للأزمة السورية بالاتساق التام مع قرار مجلس الأمن رقم 2254، وأعدنا التشديد على الضرورة الملحة لانسحاب جميع القوات الأجنبية والمرتزقة من البلاد”.

وتابع: “ندعم بشدة الحل السياسي الليبي الخالص للأزمة، فإننا نعتبر أي تدخل أجنبي غير مقبول وأن كل الاتفاقيات المبرمة بالمخالفة للقانون الدولي هي لاغية وباطلة، وندعو بشكل خاص الحكومة الليبية الجديدة لاعتبار مذكرات التفاهم الموقعة من قبل تركيا وفايز السراج في نوفمبر 2019 لاغية”.

يذكر أن علاقات تركيا متوترة مع الدول الثلاثة، والتي تتفق في مواقفها إزاء قضية التنقيبات التركية عن الغاز في عرض المتوسط، وهي أعضاء في منتدى غاز شرق المتوسط التي تم تأسيسه في 14/1/2019 كما أنها وقعت فيما بينها اتفاقات ترسيم حدود البحرية.

ــ صحيفة نيويورك تايمز تقع في فخ البروباغاندا التركية وعفرين بوست ترد

في السابع عشر من فبراير نشرت عفرين بوست تقريراً رداً على المغالطات التي وردت في تقرير لصحيفة نيويورك عن واقع مدينة عفرين الحالي للصحفية “كارلوتا غال” مديرة مكتب إسطنبول بعنوان “In Turkey’s Safe Zone in Syria, Security and Misery Go Hand in Hand”، وترجمته بالعربية “في المنطقة الآمنة التركيّة في سوريا، الأمن والبؤس جنباً إلى جنب”.

تبدو نوايا الكاتبة اعتباراً من العنوان أنها بصدد تجميل الاحتلال التركيّ لمنطقة سورية واجتزاء الحقيقة، وتسليط الضوء على ما تبتغيه تركيا من إبرازه، وكأن التقرير معدٌّ لوكالة الأناضول التركية، وليس في مؤسسة إعلاميّة عريقة لها سمعتها العالمية وتتمتع بدرجة عالية من المهنية الصحفيّة والمصداقية، ومقارباتها الموضوعية سواء للشأن الداخلي الأمريكيّ أو شؤون العالم.

صورة عفرين اليوم لا تعكس حقيقتها، فهي مختلفة تماماً في أدق تفاصيل الحياة، وكان حرياً بكاتبة التقرير عندما تتحدث بتعاطفٍ مبالغ عن المهجرين قسراً من مناطق الغوطة الشرقية وتم ترحيلهم إلى عفرين وإسكانهم في بيوت أهلها الكرد، أن تطرح السؤال البديهي، ماذا حلّ بأصحاب تلك البيوت؟ كيف خرجوا من بيوتهم وتركوا حقولهم وأملاكهم حتى قبور ذويهم؟ كيف تم اقتلاعهم بالقوة من وطنهم؟ وكيف يعيشون اليوم؟ وأي معادلة اسمها “الأمن القوميّ التركي “تتحقق عبر تهجير الناس من بيوتهم ومنع عودتهم؟

كاتبة التقرير تجاهلت أنّ من استوطن في عفرين هم حملة السلاح وتم نقلهم ضمن اتفاقٍ سياسيّ، اقتضى نقل تفاصيل الأزمة من منطقة إلى أخرى كانت آمنة وملاذاً للنازحين السوريين طيلة سنوات ولم تفرق بين السوريين على أساس عرقيّ أو دينيّ أو سياسيّ، وأنّ من بين من انتقل إلى عفرين أفرادٌ كثيرون ارتكبوا انتهاكات وجرائم قتل، وقاموا بمصادرة المعونات الغذائية في مستودعاتهم وحرموا أهاليهم منها، رغم أنها تذكر في التقرير أنها التقت بمسلحين سابقين. 

كثيرٌ من التقارير الرصينة والمنصفة صدرت حول الانتهاكات التي تحدث في عفرين ويبدو أن كاتبة التقرير، لم تطلع على الواقع ولا على تلك التقارير التي أصدرتها منظمات مثل منظمة العفو الدولية (الأمنيستي) – لجنة التحقيق الدولية الخاصة بسوريا ولجنة الحريات الدينية الأمريكية ومؤسسة ماعت الحقوقية المصرية والمرصد السوري لحقوق الإنسان، بالإضافة لمئات التقارير الحقوقيّة المحليّة والإعلاميّة. والتي تضمنت كثيراً من التفاصيل لما حدث في عفرين المحتلة.

في كثير من التقارير تم توصيف ما يحدث في عفرين بأنها جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانيّة وتقوم على أساس عرقي ودينيّ وأن الميليشيات التي احتلت عفرين متطرفة ومتشددة دينياً، وقد ألزمت أتباع الديانة الإيزيديّة على اعتناق الإسلام بالقوة، كما أنها هدمت مزاراتهم الدينيّة ودنست القبور الإيزيدية والإسلامية وجرفت كثيراً من المقابر في عفرين.  

الكتابة عن واقع عفرين تتطلب ضرورة الاطلاع على واقعها قبل الحرب التي شنّتها تركيا والميليشيات الإسلامية عليها، لمعرفة حجم التغيير والانتهاكات التي تحصل، ومن جملة ذلك نذكر:

ــ تهجير أهالي عفرين الكرد بالقوة من قراهم.

ــ الاستيلاء على ممتلكات أهالي عفرين الكرد وبيوتهم، وإسكان المرحلين من باقي المناطق السورية مكانهم.

ــ استكمال خطة التغيير الديمغرافي وتغيير التركيبة السكانية، وكانت نسبة الكرد في عفرين 97%، وأصبحت بحدود 20% بعد الاحتلال التركيّ.

ــ تم اعتقال واختطاف آلاف المواطنين الكرد، وتعذيبهم في أقبية سجون الميليشيات الإسلامية، وأفضى التعذيب إلى موت العشرات. ولا توجد إحصائية دقيقة بعدد المختفين قسراً في عفرين.

ــ لم يكشف حتى الآن عن مصير مئات المفقودين منذ إعلان احتلال إقليم عفرين.

ــ نحو 150 ألف مواطن يعيشون في المخيمات وبيوتٍ مهدمة نتيجة المعارك في منطقة الشهباء، والجيش التركي مستمر في قصف تلك المناطق وقد ارتكب مجازر بحق المهجرين قسراً وأهالي المنطقة.

عندما تتحدث الكاتبة عن الأمن القومي التركيّ، تتجاهل الانتهاكات الكبيرة بحق حقول الزيتون واقتلاع الأشجار والتحطيب الجائر وحرق الغابات والتعديات على المواقع الأثرية وتجريفها وتغيير ملامحها، رغم أنّ كثيراً من تلك المواقع مسجل لدى المنظمة الدولية للثقافة والعلوم “اليونيسكو”، وهي ميراثٌ إنسانيّ، ويجب تحييدها من الحروب، والسؤال ما علاقتها الأشجار والآثار بالأمن القومي التركيّ؟

سردية الملايين الخمسة في إدلب خيالية، وهناك تلاعب واضح بالأرقام، لأنّ إدلب لا تحتمل هذا العدد الكبير، ويبدو أنّ الكاتبة تجهل حجم النزوح إلى باقي المناطق وبخاصة عفرين، واللجوء وكذلك الهجرة إلى أوروبا، وأنّ القوات الحكوميّة استعاد كثيراً من المناطق بداية عام 2020، وأما إذا كانت تقصد آلاف الجهاديين الأجانب من الإيغور والقوقازيين ودول عربيّة وهيئة تحرير الشام “جبهة النصرة” المصنفة على لوائح الإرهاب الدوليّ، بالإضافة ميليشيات تنظيم القاعدة، وتعتبرهم من أهالي إدلب لأن الأمر مختلف، وكلّ هؤلاء دخلوا سوريا عن طريق الأراضي التركيّة، وأنشأوا إمارات في إدلب.

وفي سياق متصل بالأرقام تقول الكاتبة أن أردوغان يستضيف 3.6 ملايين لاجئ سوري، ليصبح المجموع 8.6 ملايين وهو رقم كبيرٌ جداً ولا يمكن قبوله، فيما عدد سكان سوريا لا يتجاوزون 23 مليون.

 تذكر الكاتبة المسؤول التركي أورهان أكتورك، نائب حاكم مقاطعة هاتاي التركية المجاورة، والمسؤول أيضًا عن عفرين: “هدفنا الرئيسي هو جعل حياتهم طبيعية أكثر”. “حافظ على المدارس مفتوحة، والمستشفيات تعمل حتى يتمكن الناس من استئناف حياتهم”.

والصحيح أن عفرين كانت تعيش حياة طبيعيّة عندما كان أهلها الأصليين فيها، والحياة الطبيعية تعني عودة أهالي عفرين إلى بيوتهم، وإنهاء الاحتلال وليس إجراءات تجميل الاحتلال وتثبيته.

من الحقائق الكبيرة أن تركيا لم تحارب داعش في سوريا، فقد دخلت مدينة جرابلس في 24/8/2016 خلال ساعات معدودة، كما أنّ المئات من عناصر داعش الإرهابي انضموا إلى صفوف الميليشيات التي شكلتها باسم الجيش الوطني. وقد ظهر عناصر داعش علناً أمام الكاميرات في مدينة رأس العين التي تحتلها القوات التركية. والأمثلة كثيرة حول العلاقة بين أنقرة وداعش

وتنقل الكاتبة قول قائد الشرطة التركية في عفرين: إنّ 99% من الهجمات كانت من عمل حزب العمال الكردستاني، الحركة الانفصالية الكردية، وفرعها في سوريا، Y.P.G.، المتحالف مع القوات الأمريكية في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية.

من الواضح أن الرؤية والأجندة التركية هي المعتمدة مصدراً أساسياً في التقرير، وليس الحقائق، لأن عفرين طيلة السنوات ما قبل الحرب عليها واحتلالها كانت تنعم بالاستقرار والأمان ولم تقع حوادث تفجير، والتفجيرات بدأت تحدث بعد الاحتلال، والتهديد الأمني لا يقتصر على التفجيرات، بل على ظاهرة الاقتتال الفصائلي، فالميليشيات التابعة لتركيا تتصارع في المدينة وتحول الأحياء إلى ميدان معركة، وكثيراً ما أودى الاقتتال بحياة الأهالي من أهالي عفرين، وبسبب تنافس الميليشيات تقع حوادث التفجير أيضاً.

لا يمكن الحديث عن واقع أمني مستقر بوجود قوة احتلال، ومستوطنين من خارج المنطقة، وما يصل من معلومات عن عفرين هو القليل، فالمنطقة مغلقة أمام الإعلام، ويشكل المستوطنون جيشاً إضافياً يمارس الانتهاكات وهم أيضاً يحملون السلاح.

لو أن الكاتبة قصدت مخيمات التهجير القسري لأهالي عفرين، لسمعت من الحكايات الشيء الكثير، ليس عن الغلاء والفقر والخيمة والبرد والحر، بل قصص مروعة عن الانتهاكات وجرائم القتل وإلقاء الجثث في العراء والاختطاف وأخذ الفديات والاغتصاب الجماعي للنساء. والسؤال الأساسي من يفوض هذه الجماعات المسلحة بارتكاب كل هذه الانتهاكات؟ والإجابة واضحة هي أنقرة، ثم يأتي دور بعض الإعلاميين في تجميل الاحتلال وتجاهل الحقائق وتبديلها.

هناك الكثير من القضايا التي يمكن الحديث عنها، ولكننا نكتفي بهذا القدر، ونتمنى على مؤسسة إعلامية كبيرة ولها سمعتها العالمية مثل نيويورك تايمز أن تتبنى تقارير أكثر دقة كما اعتدنا منها.   

Post source : عفرين بوست

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons