عفرين بوست ــ خاص
أطلق مسلحو ميليشيا “لواء الوقاص” الرصاص الحي على سيارة كانت تقلّ عمالاً زراعيين من قرية هيكجة إلى قرية قرميلق التابعتين لناحية شيه، فأصابت أحدهم بطلقة في ظهره واعتقلت البقية بذريعة عدم حصولهم على “إذن خروج” متحججين بأن السيارة كانت “غريبة”.
وفي التفاصيل، قال مراسل عفرين بوست أن مسلحين من مليشيا “لواء الوقاص” التابعة للاحتلال التركي أطلقوا يوم أمس الإثنين 14 شباط، الرصاص الحي على إحدى السيارات المدنية كانت تنقل عمال من أهالي قرية هيكجة لقرية قرميلق في ناحية شيه بعفرين لكساحة أشجار الزيتون، ما أدى لإصابة المواطن عبدو طانة 19 عاماً برصاصة في ظهره ليتم نقله إلى مشفى آفرين (الشفاء حاليا) بمركز إقليم عفرين.
وأشار المراسل أن الميليشيا اختطفت بقية العمال وقادتهم إلى جهة مجهولة وهم كل من (عارف رشيد دالو 33 عاما، محمد مصطفى شيخ حنان 38 عاما، وليد محمد 50عاما).
وأضاف المراسل أن عنصرين من ميليشيا “الوقاص” يرافقون المصاب “عبدو” في المشفى ويحاولان تحريف مجريات القضية، حيث قاما بتلقين ذويه رواية “مفبركة” تفيد بإصابته برصاصة طائشة قادمة من جهة مجهولة للتنصل من المسؤولية، في حين لا يزال مصير المختطفين مجهولا حتى اليوم.
وسبق للميليشيا أن لجأت لأسلوب فبركة روايات بهدف التنصل من المسؤولية عن الجرائم المرتكبة من قبلها، ففي الثامن عشر من أبريل 2020، فوجئ أهالي قرية هيكجة التابعة لناحية “شيه/شيخ الحديد”، باستشهاد المواطنة المسنة “فاطمة كنه” في مسكنها، أثناء غياب أبنائها للعمل في زراعة الغراس بأراضيهم، وأكد مراسل “عفرين بوست” حينها، أن الشهيدة “فاطمة” فقدت حياتها جراء تعرضها لعملية خنق، ومن ثم تم تعليقها من رقبتها إلى الشجرة، للإيحاء بأنها أقدمت على الانتحار! حيث كانت على رقبتها آثار الخنق، إضافة إلى وجود كدمات على أطرافها السفلية وظهرها، إذ سارعت ميليشيا “الوقاص” التي تتخذ من منزل مقابل لمسكن الشهيدة فاطمة مقراً لها، بُعيد وقوع الجريمة إلى اختطاف أبنائها بحجة التحقيق في ملابسات القضية.
فيما كانت كل المؤشرات والدلائل في حادثة استشهاد المسنة “فاطمة”، تشير إلى أن مسلحي ميليشيا “لواء الوقاص” التي يتزعمها المدعو “محمد عبدو” المنحدر من مدينة “مارع” بريف حلب الشمالي، والمحتلة لقرية هيكجة، هي التي أقدمت على ارتكاب تلك الجريمة بقصد سرقة مصاغ ونقود السيدة الكُردية. وحاولت المليشيا وقتها الترويج لروايات مزيفة للتنصل من الجريمة التي ارتكبها مسلحوها، بينها الانتحار تارة، واتهام زوجة أبن المغدورة وزوجة حفيدها بقتلها تارة أخرى، ولكن الرواية الأغرب، أن الشهيدة “فاطمة” حاولت الجلوس على الكرسي، لكنها سقطت مع معاناتها من مرض الضغط والوزن الزائد، من على الكرسي وتوفيت بقضاء الله وقدره (وفق مليشيا الوقاص).