نوفمبر 22. 2024

أخبار

الاقتتال بين ميليشيات “جيش الإسلام” و”الجبهة الشامية”… القصة الكاملة

Photo Credit To تنزيل

عفرين بوست – خاص

شهدت مدينة عفرين المحتلة أجواء حرب استخدمت فيها الأسلحة المتوسطة والثقيلة، إذ أن ميليشيات “جيش الإسلام و”الجبهة الشامية” انخرطت في جولة جديدة للصراع المسلح، وتوقف القتال بهدنة مشروطة بالتحقيق ومع تهديد بالانتقام.

كيف اندلعت الاشتباكات؟

المشكلة بدأت من التنازع على الاستيلاء على دار تعود ملكيتها لمواطن كردي اسمه “أبو حيدر” من بلدة موباتا، وهي عبارة عن دار عربية في حي الأشرفية، قريبة من المنطقة الصناعية في مدينة عفرين، وقد استولى عليها مستوطن من الغوطة الشرقية وهو تابعٌ لميليشيا جيش الإسلام، وقد حاول مراراً مسلحون تابعون لجماعة المدعو نضال بيانوني التي تنضوي في صفوف ميليشيا الجبهة الشامية، إخراجه من تلك الدار دون جدوى.

يوم أمس السبت 1382/2021 حاول مسلحو “البيانوني” مجدداً إخلاء الدار، ولكن بأسلوبٍ مختلف، فقد اعتمدوا التعنيف والتهديد، ما جعل المستوطن الغوطاني يهرب منهم ويلجأ إلى مقر ميليشيا جيش الإسلام بالحي، وهو يقع قريباً من مقر المدعو “البيانوني”. وبذلك أطلق النار خلف الغوطاني، ليردَّ مسلحو ميليشيا جيش الإسلام بالنار أيضاً، وبذلك بدأ الاشتباك المسلح واتسعت دائرته، وانقلب الحي إلى ميدان معركة.

ووفقاً لمراسل عفرين بوست فإن الاشتباكات بين الطرفين وقعت في المنطقة الممتدة بين دوار القبّان وداو كاوا وسط المدينة، واُستخدمت فيها أسلحة متوسطة وثقيلة من آربي جي والدوشكا والمدفعية وسط توتر شديد شهدته المدينة، فيما تقاطر مسلحو “جيش الإسلام” إلى موقع الاشتباكات للمشاركة فيها، وطلبت ميليشيا “الجبهة الشامية من جهتها مؤازرات وإمدادات عسكرية من مدينة إعزاز المحتلة.

وأكد المراسل أن المدنيين نزلوا إلى الطوابق الأرضية للاحتماء من القذائف التي تساقطت على مقر ميليشيا “الجبهة الشامية” ومحيطها في منطقة دوار كاوا انطلاقاً من منطقة دوار قبان حيث جد مقرات “جيش الإسلام”.

وأسفرت الاشتباكات عن مقتل مسلحين من ميليشيا “جيش الإسلام” وإصابة 6 آخرين بجراح، كما أصيب 3 مسلحين في صفوف ميليشيا “الجبهة الشامية” التي قامت بحرق مقر الطرف الأول في منطقة دوار القبان. 

توقف القتال مع تدخل ميليشيات للوساطة وتمت صياغة بيان مقتضب لاتفاقِ هدنة حصل “عفرين بوست” على نسخة منه يقضي بتشكيل لجنة من مشايخ الطرفين، للبت في الخلاف، ووفقاً للاتفاق، طلبت اللجنة متزعمي مقرات الميليشيا التي تسببت بالاشتباكات، وبناء على التحقيق معهما سيتم توقيف المتسببين المباشرين بالاقتتال ليصار إلى محاسبتهم بحسب الوثيقة الصادرة.

وتخللت الاشتباكات قيام مسلحين من ميليشيا “الجبهة الشامية” بالسطو المسلح على صرّاف منحدر من ريف دمشق، حيث تم الاستيلاء على الأموال التي كانت بحوزته، (7000 دولار و13 ألف ليرة تركية)، كما تعرض لإطلاق الرصاص ما أدى لإصابته.  

تهديد بالانتقام خلال تشييع القتلى

خلال تشييع القتيلين، وصف المدعو “عصام البويضاني” (أبو همام) متزعم ميليشيا “جيش الإسلام” اليوم الأحد، ميليشيا “الجبهة الشامية” بالحثالة متوعداً إياهم بالانتقام وقال “والله لن يهدأ لنا بال حتى نأخذ حقهم”، وإحقاق الحق بـ “الطرق المشروعة”.

ونقلت مصادر من الميليشيات أنه ميليشيات الشرطة العسكرية والفيلق الثالث كانت في حالة استنفار لمنع أي احتكاكٍ، وقد تم اليوم تشييع قتلى ميليشيا جيش الإسلام في منطقة كرسانة، وقيل إنهما ينحدران من مدينة عربين في الغوطة الشرقية، وشارك في مراسم التشييع المئات من المستوطنين المنحدرين من مدن وبلدات ريف دمشق، الذين جابوا شوارع مدينة عفرين مرددين شعارات تخوّن “الجبهة الشامية”، وترافق التشييع مع إطلاق نار كثيف خلالها

وبذلك فإن كامل الحي ومعه أحياء المدينة تعيش حالة هدوء حذر مترافق مع استنفار عسكري تحسباً لانهيار الهدنة مع التهديدات التي صدرت، ويتوعد مسلحو “جيش الإسلام” بالانتقام، وأنه بمجرد أن يفتح الطريق أمام مسلحيهم المتمركزين في منطقة الباب للقدوم إلى مدينة عفرين، ويقولون إن في مدينة الباب الثقل الأكبر لقواتهم العسكرية. 

توتر سابق وفتوى

وسبق أن أقدم مسلحون من ميليشيا “جيش الإسلام” في 16/1/2021 على طعن المدعو “أبو وكيل الحمصي” المتزعم في “الجبهة الشامية” واتهامه بالتحرش بنساء منحدرات من ريف دمشق، فقد حاول المدعو “أبو وكيل” دخول منازل زوجات قتلى ميليشيا “جيش الإسلام” في حي ترنده، بذريعة توزيع المعونات عليهن، إلا أن مسلحين من ميليشيا “جيش الإسلام” اتهموه بالتحرش بـ “زوجات الشهداء” وأقدموا على طعنه بعدة طعنات، ما أدى لنشوب توتر بين ميليشيا “جيش الإسلام”، وميليشيا “الجبهة الشامية”، وتوسع نطاقه، من حي ترنده إلى منطقة دوار كاوا فيما استقدمت ميليشيا “الجبهة الشامية” تعزيزات عسكرية من مدينة إعزاز المحتلة.

وفي تصعيد للتوتر، نقل مراسل عفرين بوست عن أوساط المسلحين، أن الشرعي في “جيش الإسلام” المدعو “سمير كعكة” وصف مسلحي “الجبهة الشامية” بـ “الخوارج” وحضّ عناصر الميليشيا على قتالهم، وفي حال قُتل أحدهم فإن أجره “أجر شهيدين” بحسب الفتوى التي أصدرها. 

ومن جولات الاشتباك السابقة بين الطرفين، اشتباكات وقعت في 21/5/2020 في محيط دوار نوروز أسفرت عن مقتل مستوطن من زملكا برصاص طائش وإصابة اثنين.

وفي 19/9/2019 اندلعت اشتباكات في حي الأشرفية أسفرت عن 3 إصابات.

طلب للتعتيم الإعلامي

وفي تصريح ملتبس في معناه وكلماته وجه المدعو “حسن الدغيم” مدير ما يسمى “إدارة التوجيه المعنوي في الجيش الوطني السوري” نداءً لمن سماهم “إعلاميي الثورة” بالتوقف عن تداول أخبار الاشتباكات التي تحصل بشكل متكرر بين ميليشيا في المناطق المحتلة في الباب وعفرين. وألا يجعلوا من الأخطاء الأمنية والاشتباكات المعزولة وينظروا إليها وكأنها مادة دسمة للتراشق الإعلامي وتفريغ شحنات الإحباط واللوم”

طلب المدعو “الدغيم: نفسه يثبت حالة العجز عن وضع حدٍ للاقتتال الفصائلي، ولذلك طلب عدم نقل التفاصيل، وحاول خلال تصريحه لفت النظر إلى مسألة وإعادة أسطوانة “الثورة” المشروخة.

Post source : عفرين بوست

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons