عفرين بوست ــ خاص
هيومن ووتش رايتس تصدر تقريراً عن عملية نقل معتقلين سوريين من منطقة سري كانيه المحتلة إلى تركيا، وتتجاهل نقل معتقلين من عفرين وأوضاع ما يحدث في معتقلات الميليشيات الإخوانية في عفرين المحتلة.
في 3/2/2021 صدر تقرير مطول عن منظمة حقوق الإنسان (هيومن ووتش رايتس) حول نقل المواطنين السوريين المعتقلين في منطقة رأس العين/سري كانيه، التي هاجمتها القوات التركية وميليشيات تنظيم الإخوان المسلمين في 9/10/2019 وتضمن تفاصيل عن اعتقال 63 مواطنا سورياً، وتحدث عن سوء المعاملة والتهم المفبركة، إلا أن تقرير المنظمة الدولية لم يتوقف على الانتهاكات وعمليات نقل معتقلين ومعتقلات من أهالي عفرين التي تم احتلالها في 18/3/2018 إلى تركيا، حيث لا تُعرف تفاصيل عمليات الإخفاء القسري ولا مصير المئات من المواطنين المختطفين والمعتقلين، والذين تفيد معلومات أن عدداً منهم تم نقلهم إلى تركيا عن طريق الاستخبارات التركية أو الميليشيات الإخوانيّة.
عددٌ كثيرٌ من المختطفين في عفرين تم احتجازهم في سجون تركية تشرف عليها الميليشيات الإخوانية، ويحضر ضباط من الاستخبارات التركية لإجراء التحقيق، كما يتم نقل معتقلين إلى الأراضي التركية ويقدمون إلى محاكم تركية.
ففي الثاني عشر من ديسمبر\كانون الأول الجاري، أصدرت محكمة هاتاي التركية أحكاماً متفاوتة على أحد عشر من المواطنين الكُرد الذين اعتقلوا في أواسط أيلول العام 2018، من منازلهم في قرية “عمرا/عمر اوشاغي” التابعة لناحية راجو، على يد استخبارات الاحتلال التركية وميليشيا “الشرطة المدنية” التابعة لها ولتنظيم الإخوان المسلمين.
وذكر مصدر مقرب من المعتقلين للمكتب الإعلامي لحزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا، أن محكمة هاتاي-التركية أصدرت قرارها، في 12 كانون الأول 2019، بالحكم المؤبد على سبعة منهم (الشقيقين “إدريس وجنكيز إبراهيم نعسان”، ريزان بهجت أحمد بهجت، مسعود مجيد كلكاوي، رمضان حنيف محو، محمد خلوصي جعفر، فراس فائق كلكاوي)، وأصدرت حكماً بالسجن لمدة (12عاماً) على أربعة مواطنين آخرين هم كل من (الشقيقان “إيبش وأحمد محمد محو”، حسين أحمد كلكاوي، رشيد صبري محو).
وفي تصريحٍ لوكالة ميزوبوتوميا، بتاريخ الرابع عشر من ديسمبر/كانون الأول 2019، أكد المحامي صبحي ظريف – من فريق الدفاع عن المعتقلين-أن محكمة الجنايات الثانية في هاتاي حكمت بالمؤبد ثلاث مرات على السبعة بتهم (تخريب وحدة الدولة وسلامتها، القتل العمد، الانتماء إلى التنظيم) وبالسجن (12 عاماً) على الأربعة بتهمة (الانتماء إلى التنظيم).
وأفاد ظريف للوكالة أن هيئة المحكمة لم تأخذ رأي والدلائل التي قدَّمها فريق الدفاع بالاعتبار ولا إنكار المعتقلين لإفاداتهم التي أخذت منهم تحت التعذيب الشديد لدى الاستخبارات والدرك التركي، وأكد أن العسكريين التركيين اللذين اُتُهم المعتقلون بقتلهما، قد توفيا بشظايا كبيرة أثناء الأعمال القتالية، وشدد على أن المحكمة وضعت ختمها على قرارٍ غير محق أبداً ضد موكليهم وبدون ذنب وبحجج بعيدة عن العقل، وأن فريق الدفاع سيطعن في قرارات الحكم لدى محكمة الاستئناف.
ولم يكن للمعتقلين أية علاقة بالإدارة الذاتية السابقة ومؤسساتها، وتتراوح أعمارهم بين 18-45 عاماً، حيث تعرضوا للاعتقال في قريتهم من قبل الاستخبارات التركية والشرطة المحلية التابعة للاحتلال أواسط أيلول 2018.
وكانت وكالة الأناضول ووسائل إعلام تركية أخرى، نشرت الخبر في حينه مع صور ومقطع فيديو يُظهر نقلهم إلى مركز للجندرمة في ولاية هاتاي التركية، ويتبين من خلاله أن المعتقلين قد تعرضوا للتعذيب، إذ كانت أجسادهم منهكة وبالكاد يتمكنون من المشي وهم حفاة وعلى أرجلهم ضمادات الجروح.
ويذكر أن مواطنين آخرين من نفس القرية (خوشناف نعسان بن رمزي-اعتقل في القرية، شيرفان نعسان بن عزيز-اعتقل في تركيا) وتم إخفائهما قسراً منذ آذار 2018، ولايزال مصيرهما مجهولاً.
في السابع من يوليو 2020 نشرت عفرين بوست نقلاً عن مصادره، خبر اعتقال الاستخبارات التركية الشاب الكردي “منان عبدو إيبش (19 عاماً) بتاريخ 15/8/2019 من منزله الكائن في الحارة التحتانية ــ محيط التل الأثري بمدينة “جندريسه\جنديرس”، واتهمته بزرع الألغام، وساقته إلى داخل الأراضي التركية.
وأضاف المصدر أنهم علموا مؤخراً أن محكمة تركية قضت بالسجن المؤبد على الشاب منان، بتهمة انتمائه للقوات العسكرية إبان فترة “الإدارة الذاتية” السابقة، وقيامه بزرع الألغام، علما أنه كان قاصراً لحظة اعتقاله.