نوفمبر 22. 2024

أخبار

#بانوراما_يناير/ كانون الثاني 2021: استشهاد 5 مواطنين في تل رفعت، توثيق اختطاف 45 مواطن بعفرين، الإفراج عن 29 مواطناً، و7 قتلى و20 إصابة في تفجيرين، وإصابة 3 مسلحين في تفجير ثالث

Photo Credit To تنزيل

عفرين بوست-خاص

تواصل المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين ممن تسمي نفسها بـ” الجيش الوطني السوري\الجيش الحر”، انتهاكاتها بحق السكان الأصليين الكُرد في إقليم عفرين الكُردي المُحتل، التابع لـ “الإدارة الذاتية في شمال سوريا” سابقاً.

وفي هذا السياق رصدت “عفرين بوست” جملة من الوقائع التي حصلت خلال شهر يناير/كانون الثاني لعام 2021، (علماً أن هذه الانتهاكات ليست إلا ما تمكنا من توثيقه، وهي لا تتعدى أن تكون غيضاً من فيض الاحتلال!).

وفيما يلي ملخص الشـــهر:

  • استشهاد خمسة مواطنين 3 أطفال وامرأة ورجل، بقصف الاحتلال التركي وانفجار لغم من مخلفات داعش.
  • أكثر من خمسين حالة وفاة لمسنين عفرين، وتسجيل نحو 150 إصابة بقريتي عشونة وزفنكي بناحية بلبل
  • مقتل مستوطن على الحدود، وآخر أثناء محاولته سرقة كابلات الكهرباء.
  • اختطاف 45 مواطن، بينهم نساء وأطفال، والإفراج عن 29 آخرين بينهم مختطفون قدامي.
  • مظاهرات بمناسبة السنوية الثالثة للعدوان على عفرين، وندوة حول احتلال عفرين وعقد الملتقى الحقوقي الثاني حول الانتهاكات، وتنظيم معرض فني بالمناسبة. 
  • الأشجار: قطع نحو (1457 شجرة، منها 1260 زيتون، و130 سنديان رومي و65 مالا سوران وشجرتان معمرتان) واختفاء غابة على مساحة هكتار في ناحية جندريسه
  • الخطف: متابعة ملفات مختطفين سابقين لا زال مصيرهم مجهولاً. وظاهرة اختطاف العوائل والقاصرين.
  • 7 قتلى و20 إصابة في تفجيرين، و3 إصابات بين المسلحين في تفجير ثالث.
  • تواصل القصف المدفعي على بلدة تل رفعت وقرى ناحية شرا وشيراوا والشبهاء. 
  • اشتباك بين مسلحي على خلفية محاولة سرقة درات نارية،
  • الآثار: أعمال التجريف في تل حلوبية وعمليات الحفر والتجريف في موقع “جبل حنا” قرب قرية قسطل كشك- وانتهاء مشروع ترميم جامع عمر بن الخطاب، وضريح “النبي هوري” بملامح عثمانية، وميلشيا “الحمزات” باشرت النبش والتنقيب في مغارة أثرية في قرية ماراتي.
  • استمرار عمليات بيع منازل أهالي عفرين الكرد ودخول تجار أترك في سوق العقارات بعفرين المحتلة.
  • التطرف: سلوكيات متطرفة من رجال الدين المستوطنين منها فتوى تحريم صلاة الجنازة على المتوفين الكرد بذريعة كفرهم، واستمرار النشاطات المشبوهة لنشر التطرف تحت ستار بناء المساجد. وتقرير حول المجلس الإسلامي السوري. وإلزام الأهالي بارتياد المسجد، والترويج لقدوم وشيك للنصرة.
  • استدراج الأطفال وتوريطهم بتعاطي المخدرات، وملف حول الترويج للمخدرات من قبل الميليشيات الإخوانية.
  • حكاية قرية: قريتا فافرتين وبافليون.
  • النساء: طرد مسنة من منزلها، وتقرير عن ظاهرة الزواج القسري والاختطاف.

بينما التفاصيل على الشكل التالي:

جرائم القتل..

في الرابع من يناير/كانون الثاني أفاد مصدر طبي مطلع لـ “عفرين بوست” أن وباء كورونا يفتك بأهالي إقليم عفرين المحتل، وبخاصة المسنين والمسنات منهم، في ظل انعدام الثقة بالمؤسسات الطبية التي تديرها سلطات الاحتلال التركي، علاوة على صعوبات التنقل بين الريف والمدينة نتيجة فقدان الأمن وتفشي اللصوصية والإجرام. وأشار المصدر إلى أن وباء كورونا تفشى بين سكان قريتي عشونة وزفنكي التابعتين لناحية بلبل، وتم تسجيل نحو 150 حالة إصابة في القريتين منوها أن أغلبية الكبار بالسن المصابين توفوا نتيجة المرض.

وأضاف المصدر الطبي أن أكثر من خمسين مسناً ومسنة توفوا في مركز الإقليم وريفه خلال الفترة الممتدة بين نهاية شهر تشرين الثاني ونهاية ديسمبر عام 2020.

ويشكل الكبار بالسن النسبة الأكبر من المواطنين الذين عادوا لديارهم عقب احتلال الإقليم من قبل القوات التركية وميليشيات تنظيم الإخوان المسلمين” الجيش الوطني”، ويقدّر عدد السكان الأصليين في مركز الإقليم وريفه بنحو 125 ألف نسمة، أغلبهم من المسننين، مقابل نحو 550 ألف نسمة من المستوطنين الذي جلبهم الاحتلال التركي من مناطق الصراع السورية وفق صفقات آستانا بين تركيا وروسيا وإيران.  

في السابع عشر من يناير/كانون الثاني ذكر عفرين بوست أن الشاب السوري “يوسف أحمد الخليف” قتل برصاص حرس الحدود صباح السبت 16/1/2021 أثناء محاولته عبور الحدود إلى الأراضي التركيّة في المنطقة المحاذية لناحية بلبله. وبحسب المصادر المحلية فإن القتيل من أهالي قرية العشارة بريف ديرالزور.

وبحسب مركز توثيق الانتهاكات في شمال سوريا في 16/1/2021 فقد بلغ عدد اللاجئين السوريين الذين قتلوا برصاص الجنود الأتراك 478 شخص، بينهم (90 طفلاً دون سن 18 عاماً، و60 امرأة). كما ارتفع عدد الجرحى والمصابين بطلق ناري أو اعتداء إلى 568 شخص ممن حاولوا اجتياز الحدود أو من سكان القرى والبلدات السورية الحدودية أو المزارعين، وأصحاب الأراضي المتاخمة للحدود وتستهدفهم الجندرمة بالرصاص الحي.

في التاسع عشر من يناير/كانون الثاني أفاد مراسل عفرين بوست أن مستوطناً وينحدر من بلدة معرزاف بريف إدلب لقي حتفه يوم الإثنين 18/1/2021 في مدينة جنديرس جراء تعرضه للتيار الكهربائي العالي أثناء محاولته قطع الأكبال الكهربائية لاستخراج مادة النحاس منها وبيعها.

ــ خمس شهداء

في الثالث والعشرين من يناير/كانون الثاني ارتكبت قوات الاحتلال التركي والميليشيات الإسلامية التابعة له مجزرة جراء قصف مدفعي استهدف بلدة تل رفعت ما أدى لاستشهاد وإصابة 11 مواطناً.

وأوضح المراسل أن القصف التركي جرى ظهراً واستهدف وسط بلدة تل رفعت، وأشار إلى وجود إصابات بليغة، ما قد يرفع عدد الشهداء، وقد تم تحويل الحالات الخطرة إلى مشافي مدينة حلب.

الشهداء: 1- ماجد ياسر سكران 13 عاما من سكان تل رفعت- 2- عبد المحسن سكران 12عام من سكان تل رفعت- 3 نازلية محمد مصطفى 45عاما من مهجري عفرين.

المصابون فهي كالتالي:( محمد نوري يوسف 35 عاما (بلبل) – أحمد سكران 33 عاما – عليا حيدر حبش 19عاما – خالد محمود العليا 50عاما- صادق محمد حبش 16 عاما- خالد دودخ 33 عاما – سعد االدين العز 30 عاما/وضعه مخطر/ – مظلوم إبراهيم داود 31 عاما)

في الرابع والعشرين من يناير/كانون الثاني أفاد مراسل عفرين بوست بأن حصيلة شهداء مجزرة تل رفعت قد ارتفعت إلى أربعة شهداء بعد أن فارق المواطن سعد الدين القيس (31 عاماً) الحياة في أحد مشافي حلب متأثراً بإصابته البليغة.

في السابع والعشرين من يناير/كانون الثاني أفاد مراسل عفرين بوست بأن قاصراً من أهالي عفرين المهجرين قسراً، استشهد مساء الثلاثاء 26/1/2021، جراء انفجار لغم أرضي من مخلفات داعش بالمنطقة في مناطق الشهباء. والطفل هو محمد عزيز حسين (14 عاماً) من أهالي قرية باسليه/باصلحايا التابعة لناحية شيراوا. وكان مراسل عفرين بوست قد ذكر أن الطفل “محمد” قد أصيب بانفجار لغم أرضي، وتم إسعافه إلى مشفى آفرين في بلدة فافين وذكر أن حالته كانت حرجة جداً بسبب الإصابة البليغة التي طالت أنحاء كبيرة من جسمه.

والطفل محمد حسين كان يقيم مع عائلته في بلدة تل رفعت، وانفجر اللغم به أثناء قيامه برعي الأغنام في الأراضي الزراعية بمحيط بلدة حيان.

ووفقاً لإحصائية أجرتها منظمة حقوق الإنسان لعدد الإصابات الناجمة عن انفجار الألغام الأرضية، فقد بلغ عدد 83 حالة خلال عام 2020، بينما في 2019 فقد بلغ عدد الضحايا 41 شهيداً وو158 جريحاً.

الاختطاف وعمليات الابتزاز:

‏في الثاني من يناير/كانون الثاني نشر عفرين بوست أنه في خطوة تصعيدية غير مسبوقة في تعاملها مع العشائر العربية، أقدمت سلطات الاحتلال التركي على اعتقال وجيه عشيرة البوبنا العربيّة، إضافة لعدد من المواطنين الكُرد بإقليم عفرين المحتل لتختم انتهاكاتها وجرائهما لعام 2020. وأفاد مراسل عفرين بوست بأن ميليشيا “الشرطة العسكرية” التابعة للاحتلال التركي استدعت يوم الإثنين 28/1/2020 المواطن “فارس الخليل”، شيخ عشيرة “البوبنا” العربية، واعتقلته بتهمة التعامل مع الإدارة الذاتية السابقة فور وصوله لمقر الميليشيا بمدينة عفرين.

والشيخ فارس الخليل شخصية معروفة ومن وجهاء مدينة عفرين، وكل المعلومات حوله معروفة منذ بداية إعلان احتلال إقليم عفرين، وتم اعتقاله بعد نحو ثلاث سنوات رغم إبدائه المرونة بالتعامل مع ميليشيات الاحتلال. ويُشار إلى أن سلطات الاحتلال حاولت تجنب استفزاز العشائر العربية بالمدينة وعملت على كسبها إلى جانبها.

يذكر أنَّ أفراد من عشيرة البوبنا، اشتبكوا في 26/6/2018، مع مسلحي مليشيا “أحرار الشام”، عندما حاول مسلحو المليشيا سرقة جرّافة تعود مليكتها لأبناء العشيرة. وفي 3/1/2020 اعتدى مسلح من جماعة “نضال البيانوني” التابعة لميليشيا “الجبهة الشامية”، على أحد أبناء “عشيرة البوبنا” مالك محطة وقود بسبب تصديه لمحاولة أخذ كمية من مادة البنزين عنوة دون دفع ثمنها، ما أدى إلى عراك بالأيدي، تدخل على إثرها جنود الاحتلال التركي، وساقوا الطرفين إلى السراي. وفي 23/2/2020 اقتحم مسلحون من ميليشيا “الحمزات” منزلين تعود ملكيتهما لأبناء عشيرة البوبنا قرب ضفة نهر عفرين في محاولة للاستيلاء عليهما وإسكان مستوطنين قادمين من ريف إدلب في تلك المنازل. ما أدى لنشوب عراك.

في الثالث من يناير/كانون الثاني نشر عفرين بوست نقلاً عن منظمة حقوق الإنسان ــ عفرين أن مجموعة مسلحة غير معروفة جهة تابعيتها من الميليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركيّ، تستقل سيارة اختطفت يوم الثلاثاء التاسع والعشرين من كانون الأول الماضي، المواطن الكردي آزاد جميل نبو (40 عاماً) من أهالي قرية باصلحايا التابعة لناحية شيراوا، من أمام محله بالمنطقة الصناعية في مدينة عفرين، دون أن يُعرف إلى أي جهة تم اقتياده إليها، ولا أسباب اختطافه، كما لم يقم الخاطفون بتحديد هويتهم. إلا أنهم من المؤكد من عناصر الميليشيات. ويعمل المواطن الكردي آزاد نبو في مهنة النجارة المنزلية (أبواب ونوافذ) وبذلك ليس له علاقة بهيئات الإدارة الذاتية والعمل لديها. إلا أن تكون الغاية هي عملية ابتزاز وفرض للفدية قسراً. ولم يُعرف حتى تاريخه مصير المواطن آزاد.

أفاد مصدر محلي من داخل عفرين بأن مجموعة مسلحة من ميليشيات تنظيم الإخوان المسلمين التابعة للاحتلال التركي، وبالتنسيق مع ميليشيا “الشرطة العسكرية” أقدمت قبل نحو أربعة أشهر على اعتقال المواكن الكردي أمين معمو (47 عاماً) من أهالي قرية افرازة التابعة لناحية معبطلي. وأوضح المصدر بأن تم إخبار عائلته قبل أيام بأنه معتقل في سجن المركزي في قرية معراته، وقد أصدر بحقه حكم بالسجن لمدة سنة ونصف بتهمة التعامل مع الإدارة السابقة.

وفي سياق متصل بأعمال الاختطاف أقدمت دورية تابعة لميليشيا “الشرطة العسكرية” في بداية شهر آذار/مارس 2020 على “اختطاف” المواطن الكردي شعبان علي جمعة (٦٦عاماً) من أهالي قرية كورزيليه التابعة لمركز مدينة عفرين، والسبب أنه طالب باستعادة منزله المستولى عليه من قبل المستوطنين المستجلبين من مناطق أخرى، ويقع المنزل في حي عفرين الجديدة الأوتوستراد الغربي. وتواصل الخاطفون آنذاك مع عائلته وطلبوا فدية مالية مقدارها (2) مليونا ليرة سورية لقاء الإفراج عنه، علماً أن عملية الاختطاف كانت الثالثة التي يتعرض لها المواطن شعبان.

ويذكر أن المواطن شعبان قد تم اختطافه لأكثر من مرة مع إخوته محمود وجمال (35 عاماً) ووجهت لهم التهمة نفسها، وأُفرج عنهم مقابل دفعهم فدية مالية مقدارها مليون ونصف لكل واحد منهم، واضطروا لبيع أملاكهم ليتمكنوا من تأمين مبلغ الفدية المالية، وخلال فترة الاعتقال تعرضوا لأسوأ معاملة، فكان الضرب والتعذيب. وعُلم لاحقاً أن العائلة رضخت لشروط الخاطفين ودفعت مبلغ مليوني ليرة سورية لتفرج ميليشيا الشرطة العسكرية عن المواطن شعبان، إلا أنه لم يتمكن من استعادة منزله الذي استولى عليه المستوطنون.

في الرابع من يناير/كانون الثاني أفاد مراسل عفرين بوست أن ميليشيا “الحمزات” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين اختطفت يوم الجمعة 2/1/2021 المواطن عبدو شيخ كدرو الملقب “عبدو الحلاق” في قرية بابلبت/جنديرس، بعد اعتراضه على قيام مسلحي الميليشيا بقطع 220 شجرة زيتون عائدة له ولأشقائه. واقتادته المواطن عبدو شيخ كدرو إلى مقرها في قرية ماراتي وأخضعته للتعذيب الشديد لتفرج عنه بعد ثلاثة أيام من اختطافه.

في متابعة لقضية اختطاف المواطن عدنان رحيم جمو وعائلته، نشر عفرين بوست في الخامس من يناير/كانون الثاني نقلاً عن مصادره، أن مصير العائلة بما فيها القاصر الكردية علياء عدنان جمو/13عاما/ ما زال مجهولاً، منذ اختطافها مع كامل أفراد أسرتها من منزلها في حي المحمودية بمركز إقليم عفرين، على يد مسلحين من ميليشيا “الحمزات” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين أوائل شهر ديسمبر 2020. وقد سلمت ميليشيا الحمزات عليا وباقي أفراد أسرتها (والدها عدنان جمو بن رحيم (50 عاماً)، والدتها فاطمة محمود هونيك (50 عاماً) وشقيقها رزكار عدنان جمو (25 عاماً) إلى ميليشيا الشرطة العسكرية، ولا تتوفر أي معلومات عن مصيرها وعائلتها.

في الخامس من يناير/كانون الثاني أفاد مراسل عفرين بوسا أن دورية تابعة للاستخبارات التركية، اعتقلت قبل نحو أسبوعين المواطن الكردي رشيد عمر عمر (35 عاماً) من منزله بقرية كاواندا – إحدى قرى ميدانيات- بتهمة العمل في مؤسسات الإدارة الذاتية السابقة واقتادته إلى مقرها في مدينة عفرين. والمواطن رشيد من عائلة “قولاق”، متزوج ولديه ولدان.

وبحسب مراسل عفرين بوست فإن ميليشيا “أحرار الشرقية” كانت اختطفت المواطن رشيد واحتجزته في مقرها بالقرية مدة أربعة أيام، وبعد الإفراج عنه، داهمت دورية للاستخبارات التركية منزله لتعتقله مجدداً، علماً أنه يقبع حالياً في سجن “معراتة” المركزي، ومن المزمع الإفراج عنه قريباً بعد دفع فدية مالية.

واختطفت مجموعة مسلحة مجهولة المستوطن “عمار مدلج” من أهالي بلدة عندان من وسط مركز مدينة عفرين المحتلة دون تدخل الأجهزة الأمنية التي شكلتها سلطات الاحتلال التركي بحجة حفظ الأمن والأمان.

في السياق ذاته، علمت عفرين بوست من مصادرها أن سلطات الاحتلال التركي أفرجت اليوم في تمام الساعة السادسة مساء عن المواطن عبد المطلب شيخ نعسان، الرئيس السابق لمجلس معبطلي المحلي التابع للاحتلال التركي، وأفرج عن المواطن الكردي “كانيوار محمد” الذي كان يعمل مستخدم مدني في مجلس موباتا.

في السادس من يناير/كانون الثاني، نشر عفرين بوست تقريراً في متابعة للمواطن الكردي المختطف “عبد القادر محمد” من أهالي قرية كيمار- ناحية شيراوا، والذي لا يزال مجهول المصير منذ اختطافه على حاجز ترندة (المدخل الجنوبي لمدينة عفرين) قبل أكثر من أربعة أشهر، بتهمة التعامل مع الإدارة الذاتية، في حين يجهل ذويهم أي معلومات عنه. وأضاف المراسل أن المصير ذاته يلف حالة الشاب الكردي القاصر “محمد عبدو 16عاما”، وهو من أهالي قرية كُرزيليه- مركز عفرين، والذي اعتقل منذ أكثر من تسعة أشهر في المنطقة الصناعية بمدينة عفرين بتهمة تشكيل “خلية إرهابية”، القاصر الكردي الذي كان يعمل في مجال دوزان السيارات في الصناعة، لا يعلم ذويه عنه أي معلومة.

وبتاريخ 3/1/2021، نشرت منظمة حقوق الإنسان التي تتخذ من مخيمات الشهباء مقرا لها، تقريرا بمجمل الانتهاكات الحاصلة في إقليم عفرين المحتل خلال عام 2020 – وصلت عفرين بوست نسخة منه- قالت فيه إنها تمكنت من توثيق 987 حالة اعتقال بينهم 92 امرأة.، في حين جرى إطلاق سراح 26 شخصا فقط، بينهم 10 نساء بحسب المنظمة الحقوقية.

  في الحادي عشر نشر عفرين بوست، علم من مصادره بأن سلطات الاحتلال التركي أقدمت قبل أكثر من شهر على اعتقال المواطن الكردي (محمد سفر رشو ــ والدته فاطمةــ (35 عاماً) في مفرق مدينة إعزاز المحتلة، وذلك بتهمة العمل في غرفة الزراعة إبان عهد الإدارة الذاتية السابقة والمواطن “رشو” الملقب “عويل”، وحيد لأبويه، ولديه خمسة أطفال ويقيم مع عائلته في قرية حسن ديرا/بلبل. وأوضحت المصادر أن “عويل” كان متجها لمدينة إعزاز أوائل شهر كانون الأول عام 2020، بغرض تمضية معاملة نقل جرار زراعي، إلا أن ميليشيات الاحتلال أقدمت على اعتقاله في مفرق المدينة واقتادته إلى جهة مجهولة، ولا يزال مصيره مجهولاً.

وفي سياق توثيق الانتهاكات السابقة ذكر عفرين بوست إقدام ميليشيا “الشرطة العسكرية” في مدينة عفرين في ساعات مبكرة من فجر يوم الثلاثاء 14/7/2020 على اختطاف المواطن محمد مدو (45 عاماً) من أهالي قرية حسن ديرا التابعة لناحية بلبله\بلبل، والمقيم في عفرين الجديدة، وذلك بعد عودته من مدينة إعزاز، إذ أنه يبذل مساعي بخصوص الطلاب المخطوفين العائدين بعد تقديم الامتحان في مدينة حلب، في الكراج من قبل مسلحي ميليشيا “الجبهة الشامية”، واقتادوه إلى مقرهم بغية الابتزاز المادي وتحصيل الفدية لقاء إطلاق سراحه، ويذكر أن عملية الاختطاف جرت بالتزامن مع اختطاف مواطن مقيم في الحي نفسه، وتم إطلاق سراحه لاحقاً بعد دفعه الفدية.

في الثاني عشر من يناير/ كانون الثاني ذكر مراسل عفرين بوست أن مسلحين من ميليشيات الاحتلال التركي اختطفوا مساء الأحد 10/1/2021 من على الجسر الجديد وسط مدينة عفرين، المواطن الكردي (محمد حمو- من أهالي قرية قورتقلاق) والمواطن العربي (محمد خالد- مقيم منذ فترة طويلة بعفرين)، واقتادوهما إلى جهة مجهولة، ولا يُعرف مصيرهما حتى اليوم، والمواطنان من عمال النظافة في البلدية التي يديرها مجلس عفرين المحلي التابع للاحتلال التركيّ، وأضاف المراسل أن المواطن “محمد خالد يقيم في حي الأشرفية – محيط شركة المياه، أما المواطن الكردي فيقيم بمحيط خزان المياه بحي الأشرفية.

في سياق عمليات الاختطاف قالت منظمة حقوق الإنسان- عفرين إنّ شكوكاً تحوم حول مصير الشابين الكُرديين (زعيم محمد 40عاماً – سفيان أكرم نبو 41 عاما)، اللذين اعتقلتهما ميليشيا الشرطة العسكرية في 28/11/2020 من منزلهما في قرية آنقلة /شيه-شيخ الحديد. وذكرت المنظمة أن ذوي المواطنين المعتقلين عرضوا على ميليشيا “لواء الوقاص” التي ساهمت في عملية الاعتقال، عرضاً بدفع فدية ماليّة قدرها (50) ألف دولار أمريكي لقاء الإفراج عنهما، إلا أن الميليشيا رفضت العرض المقدّم، وقالت لذويهم: “عرضكم مرفوض حتى لو دفعتم (100) ألف دولار أمريكي”، الأمر الذي أثار الشكوك لدى عائلات المعتقلين حول احتمال تعرضهما للتصفية.

وفي تصعيد خطير لملف الاعتقال، بدأت ميليشيا “الشرطة العسكرية” باتباع أسلوب جديد بالانتقام من ذوي المطلوبين لديها واعتقالهم للضغط عليهم لتسليم أنفسهم، وقالت منظمة حقوق الإنسان – عفرين إن اعتقال 7 مواطنين كُرد في قرية سنارة- ناحية شيه، من قبل ميليشيا “الشرطة العسكرية و”لواء الوقاص” منتصف أيلول عام 2020، كان بهدف الضغط على أحد المطلوبين لديها لتسليم نفسه، وأوضحت المنظمة أنّ ميليشيات الاحتلال التركي اعتقلت كل من: (1- جوزفين شيخو حميد بنت نور حمين وعمرها (41) عاما 2- نور حمين كيلو وهي أرملة المرحوم شيخو حميد نبو (58) عاما 3- محمد عابدين أحمد (حمودة) عمره (35) عاما وهو صهر السيدة نور حمين 4- عائشة حسن عمة جوزفين (52) عاما ومقيمة في قرية بافلور ناحية جنديرس 4- خالدة مراد (50 عاماً)، 6 -هيام مراد ابنة خالدة مراد (30 عاماً). 7- محمد عابدين أحمد (حمودة) (35 عاماً وهو صهر السيدة نور حمين) بهدف الضغط على المواطن الكردي “مجهول المصير” ميكائيل شيخو حميد” ليقوم بتسليم نفسه، حيث تتهم الميليشيات أن يختبأ في الإقليم هرباً من الاعتقال.

ويُشار إلى أن “ميكائيل (32 عاما) قد اعتقل من قبل ميليشيا “الشرطة العسكرية” و”لواء الوقاص” بتاريخ 26/11/2020 من منزله بقرية سناريه/سنارة – شيخ الحديد، بعد عودته من حلب مباشرة، وتعرض خلال فترة اعتقاله للتعذيب الشديد، وأُفرج عنه لقاء دفعه فدية مالية كبيرة مقدارها 13 ألف دولار أمريكيّ.

 وفي مسعى لابتزاز ماليّ إضافيّ، عاودت ميليشيات الاحتلال التركي اقتحام منزل المواطن “ميكائيل” لإعادة اعتقاله بعد الإفراج عنه لأيام، لكنها لم تعثر عليه، فاتهمت العائلة بإخفائه وتهريبه رغم أن مصيره مجهول، فاختطفت أفراد عائلته جوزفين ونور حمين وباقي أقربائه (المذكورة أسماؤهم أعلاه).

في الرابع عشر من يناير/ كانون الثاني أفاد مراسل عفرين بوست بأن دورية مشتركة من ميليشيا الشرطة المدنية والاستخبارات التركية داهمت يوم الثلاثاء 12/1/2021، منزل المواطن الشاب بشار حنان رشيد بخورو في قرية شيخوتكا التابعة لناحية ماباتا/معبطلي، وذلك بتهمة الانتماء إلى صفوف وحدات حماية الشعب إبان عهد الإدارة الذاتية السابقة، واعتقلت الشاب واقتادته إلى مقرها في مركز إقليم عفرين.

وأشار المراسل إلى أن ميليشيا “جيش النخبة” التي تحتل القرية طلبت من ذويه دفع 4000 ليرة تركية كفدية مالية للإفراج عنه، منوها أن الشاب الكردي يتعرض للتعذيب في سجن الاحتلال التركي. وتعدّ هذه هي المرة الثالثة التي يتعرض فيها “بشار” للاعتقال بالتهمة ذاتها، حيث دفع في المرة الأولى مئتي دولار أمريكي وفي الثانية 400 دولار.  وتشن سلطات الاحتلال التركي وميليشياتها الإسلامية حملات اعتقال واختطاف متواصلة بحق من تبقى من السكان الأصليين، بهدف التضييق عليهم ودفعهم لترك ديارهم لصالح المستوطنين المستقدمين من مناطق الصراع السورية إلى إقليم عفرين بهدف تغيير ديمغرافيته وضرب الوجود الكردي فيه.

في الرابع عشر من يناير/ كانون الثاني أفاد مصدر لعفرين بوست أن “ميليشيا سليمان شاه” (العمشات) اختطفت مجموعة من الأطفال القاصرين (عددهم 5) والذين يعملون في جمع وبيع النحاس والنايلون في ناحية شيه/ شيخ الحديد، من بينهم عز الدين يوسف (14 عاماً). وأشار المصدر إلى أن الميليشيا أفرجت عن أربعة أطفال من أبناء المستوطنين واستبقت لديها القاصر عز الدين يوسف، وأضاف: “عند سؤال أهل عز الدين عنه لدى مقر الميليشيا أنكروا وجوده عندهم، وفي كل مرة يجيبون باسم جهة مختلفة تم تحويل الفتى إليها. ونوه المصدر إلى أن العائلة تعيش حالة نفسية سيئة وأنها بالأساس معدومة الحال مادياً وكانوا يعتمدون على عز الدين معيلاً لهم.

وأفادت منظمة حقوق الإنسان بأن مجموعة مسلحة تابعة لميليشيا “الحمزات” اقتحمت في العاشرة من صباح الثلاثاء 12/1/2021 الساعة العاشرة قرية “كاوندا / ميدانا” التابعة لناحية راجو في ريف عفرين المحتلة ميليشيا الحمزات التابعة للاحتلال التركي، بأربع عربات واختطفت المواطن الكردي شيخموس مستكالو، وتم اقتياده إلى سجن ناحية راجو الواقع في “كالي تيرا / Gelî Tîra” حسب المصدر. وتطالب المجموعة المسلحة ذوي المخطوف فدية مالية تقدر ب (13) مليون ليرة سورية شريطة الإفراج عنه، مع العلم أنّ “شيخ موس” تعرض للاختطاف مرات عديدة سابقاً.

في السابع عشر من يناير/كانون الثاني ذكر عفرين بوست أنّ مسلحين من ميلشيا “الجبهة الشامية” المسيطرين على قرية حسيه/ ميركان التابعة لناحية موباتا/معبطلي داهموا مساء الثلاثاء 12/01/2021، منزل المواطن الكرديّ المسن عارف عثمان علو (67 عاماً)، واختطفوه، واقتادوه إلى المقر الأمنيّ في مركز الناحية، ولم ترد معلومات حول التهمة الموجهة إليه ولا مصيره.

وفي اليوم نفسه اختطف مسلحو الميلشيات الإسلامية المواطن عبد القادر مصطفى خليل الملقب ” توسنو (42 عاماً)، من أهالي القرية بتهمة التعامل مع الإدارة السابقة واقتادوه إلى المقر الأمني في مركز الناحية، ولم يعرف مصيره. فيما تم تدوال أنّ أسباب الاختطاف مادية، وتمت بذريعة توكيله بإدارة ممتلكات مواطن من أهالي مدينة حلب مهاجر حالياً إلى أوروبا، علماً أن المواطن عبد القادر يعاني من نوبات صرع يشهد عليها أهالي القرية.

في سياق آخر، بقي مصير المواطن الكردي آزاد جميل نبو (40 عاماً) من أهالي قرية باصلحايا التابعة لناحية شيراوا، معلقاً وعير معروف حتى تاريخه، إذ اختطفته مجموعة مسلحة في 29/12/2020 من أمام محله الكائن في المنطقة الصناعيّة، حيث يعمل في النجارة المنزلية (أبواب ونوافذ)، ولم تكن له أي علاقة بالإدارة الذاتية وهيئاتها. ولا تُعرف الجهة التي تقف وراء خطفه، إلا أن المعلومات تفيد بأن الخاطفين كانوا يستقلون سيارة عسكرية، ما يدل على أنهم مسلحون في إحدى الميليشيات الإسلامية، وقد اتصلوا بزوجته عدة مرات اعتباراً من مساء يوم الاختطاف، وطالب الخاطفون في اتصال أجروه يوم الأربعاء 13/1/2021 بفدية مالية مقدراها 50 ألف دولار للإفراج عنه، وتأكيداً في الابتزاز والضغط على العائلة أرسلوا صورة للمواطن آزاد صوراً له وهو مقيّد، مع مقطع صوتي له يطلب من زوجته اتخاذ أي إجراء لتأمين مبلغ الفدية، بما في ذلك بيع الدار التي يسكنها.    

في السابع عشر من يناير/كانون الثاني أفاد مراسل عفرين بوست بأن سلطات الاحتلال التركي أفرجت يوم الأربعاء 13/1/2021عن المواطن الكردي خليل محمد من أهالي بلدة راجو، بعد اعتقال دام لمدة خمسة وثلاثين يوماً في سجن راجو، وفرض عليه دفع فدية مقدارها 2800 ليرة تركية بالإضافة إلى مبلغ 400 دولار أمريكي لجهات أخرى. وكان المواطن خليل محمد قد اُعتقل بتهمة الانتماء لقوات الأسايش في فترة الإدارة الذاتية. ولم تكتفِ سلطات الاحتلال التركي بفترة السجن ففرضت عليه دفع مبلغ الفدية للإفراج عنه.

في العشرين من يناير/كانون الثاني ذكر موقع عفرين بوست أن عشرة مواطنين كرد تعرضوا للاختطاف والاعتقال من قبل الميليشيات الأمنية وميليشيات تنظيم الإخوان المسلمين في إقليم عفرين المحتل، في حوادث متفرقة، ولم يتم توثيق بعضها في حينه.

أفاد مراسل عفرين بوست بأن مسلحي ميليشيا “فيلق الشام” اختطفوا في 14/1/2021 ثلاثة مواطنين كرد في قرية ميدانا ــ كاوندا بينهم مسن، بذريعة الانتماء لقوات حماية المجتمع (القوة الجوهرية) خلال فترة الإدارة الذاتية. وهم: (1ــ محمد بكر الملقب “محي رش”، (75 عاماً). 2ــ محمد مصطفى سيدو 3ــ محمد عصمت سيدو) وأُفرج عنهم بعد يومين.

فيما لم يُفرج عن المواطن شيخموس أحمد مستكالو (40 عاماً)، من أهالي القرية نفسها، والذي اُختطف في 12/1/2021 بمداهمة منزله، ويطالبه المختطفون بدفع ألفي يورو للإفراج عنه.

كما أقدمت عناصر الاستخبارات التركيّة بالتنسيق مع مسلحين من الميليشيات الإخوانية التابعة لها في 17/1/2021، على اعتقال المواطن الكردي محي الدين محمد شاهين من أهالي قرية أفرازة التابعة لناحية موباتا/ معبطلي. بحسب منظمة حقوق الإنسان عفرين. واُعتقل المواطن محي الدين بعملية مداهمة مسلحة لمنزله في القرية واقتادوه إلى جهة مجهولة، ولم ترد أي معلومات تفصيلية حول التهمة الموجهة له أو ما إذا طُلبت منه فدية للإفراج عنه.

يُذكر أن المواطن محي الدين كان لديه شقيق أكبر هو مصطفى محمد شاهين، الذي تم اغتياله في 22/5/2018 في منزله في حي الزيدية في مدينة عفرين فجر يوم 22/5/2018 بإطلاق مسلحي الميليشيات ثلاث طلقات غادرة عليه بعد مداهمة منزله فجراً بينما كان يؤدي صلاة الفجر ما أدى لاستشهاده.

ــ اعتقلت ميليشيا ما تسمى “الشرطة العسكرية” التابعة للاحتلال التركيّ في 17/1/2021 المواطن الكُردي سعيد بحري شيخ سيدي من أهالي قرية شيخوتكا التابعة لناحية معبطلي على حاجز قرية عمارة أثناء عودته إلى منزله، ووجهوا إليه تهمة التعامل مع الإدارة السابقة، وفيما بعد طلب عناصر ميليشيا “الشرطة العسكرية” من عائلة سعيد بحري دفع فدية مالية مقدارها 2500 ليرة تركية ليتم الإفراج عنه

وأفادت مصادر محلية، أن ثلاثة مواطنين كرداً تم اعتقالهم مطلع الشهر الجاري، وهم كل من:

1ــ بشير حسن بيرم (55 عاماً)، 2ــ حسين داوود عمر (60 عاماً)، 3ــ جلال صبري كمال من أهالي قرية حسن التابعة لناحية راجو، وتم سجن المواطنين الثلاثة لمدة أسبوع، والإفراج عنهم بعد دفع مبالغ مالية /400-700/ ألف ليرة سورية، وتم اتهامهم بالخروج في نوبات الحراسة الليليّة خلال فترة الإدارة الذاتية السابقة.

على صعيد آخر، تواصل الاستخبارات التركية والميليشيات الأمنية وكذلك ميليشيا الجبهة الشامية الإخوانية التابعة للاحتلال التركي استغلال حادثة محاولة اغتيال المدعو “أبو محمد حزواني” مساء 18/12/2020، فاعتقلت بذريعتها عشرات المواطنين في مركز ناحية موباتا وقرى حسيه/ميركان، شيتكا/شيركانلي في ناحية موباتا، وكذلك قرى أرندة ومستكا في ناحية شيه/ شيخ الحديد، بحجة أن العربة المستهدفة جالت في هذه القرى. وتعرض المواطنون المعتقلون للتعذيب وسوء المعاملة والتعذيب، وقد أفرج عنهم فيما آثار التعذيب واضحة على أجسادهم.

تفيد المعلومات بأن ميليشيا الشرطة المدنية وعناصر ميليشيا “الجبهة الشامية”. واصلت استغلال الحادث واستدعت المواطنين الذي سبق أن تم اعتقالهم على ذمة الحادث، وتم إحالتهم إلى محاكم صورية ويفرض عليهم دفع فديات مقدارها (1000ــ2500) ليرة تركية، ومن بين المواطنين الذين تم استدعاؤهم المواطن عكيد حسين من أهالي قرية أرندة، وتم تغريمه ألف تركية.

وصباح الثلاثاء 19/1/2021 اعتقل مسلحو عناصر ميليشيا الشرطة العسكرية على حاجز قرية ترندة، المواطن الكردي جوان صالح الملقب جعفو (30 عاماً) من أهالي قرية كورزيليه جومة التابعة لناحية جنديرس، أثناء مروره برفقة شقيقته في طريقه إلى سوق الهال في مدينة عفرين، ووجهت إليه تهمة التعامل مع الإدارة الذاتية سابقاً، وأداء واجب الدفاع الذاتي، كما استولوا على سيارته من نوع سوزوكي، وفتشوا بقية الركاب ووجهوا إليهم الشتائم والكلمات البذيئة.

يذكر أنّ المواطن جوان متزوج ولديه أربعة أطفال، ويسلك الطريق نفسه منذ إعلان احتلال إقليم عفرين ويواصل عمله المعتاد ويمر على الحاجز نفسه ويُفتش يومياً. وفجأة استوقفوه يوم أمس واقتادوه إلى جهة مجهولة ولم ترد معلومات إضافية عنه.

في الحادي والعشرين من يناير/كانون الثاني ذكر عفرين بوست أن سلطات الاحتلال التركي أفرجت الأربعاء 20/1/2021، عن الشاب الكردي بشار حنان رشيد “بخورو” من أهالي قرية شيخوتكا/معبطلي، وذلك بعد دفعه 300 دولار أمريكي. وكان قد اُعتقل بتاريخ 12/1/2021، بتهمة الانتماء إلى صفوف وحدات حماية الشعب إبان عهد الإدارة الذاتية السابقة. وتعدّ هذه هي المرة الثالثة التي يتعرض فيها “بشار” للاعتقال بالتهمة ذاتها، حيث دفع في المرة الأولى مئتي دولار أمريكي وفي الثانية 400 دولار.

في السادس والعشرين من يناير/كانون الثاني اختطفت ميليشيا “الحمزات” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، قبل نحو أسبوع، الشاب الكُردي “عبد الحي حسن” (28 عاماً) من منزله في قرية كفرزيتيه/كفرزيت التابعة لناحية جنديرس، بتهمة الانتماء إلى قوات سوريا الديمقراطية، إبان عهد الإدارة الذاتية السابقة واقتادته إلى جهة مجهولة.

وكان “عبد الحي قد اختطف سابقا على يد ميليشيا فيلق الشام في بداية احتلال عفرين بالتهمة ذاتها، ولاقى خلال فترة اختطافه تعذيباً شديداً، قبل أن يتم الإفراج عنه.

في السياق، أفادت منظمة حقوق الإنسان- عفرين أن ميليشيا الحمزات اختطفت في 15/ 1 /2021، المواطن الكردي محمد عزت محمد الملقب “شيخ” وأحد أبنائه (دون ذكر اسمه) من منزلهما في قرية عين الحجر- معبطلي دون معرفة الأسباب، ولم يُعرف مصيرهما حتى الآن.

في السادس والعشرين من يناير/كانون الثاني نشر موقع عفرين بوست تقريراً إحصائيّاً موجزاً حول الاعتقالات والاختطاف، بحسب توزعها الشهري وكذلك بحسب الجغرافيّ على المناطق والنواحي أصدرته منظمة “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة” في 25/1/2021.

وقالت المنظمة إنها عملت على مدار عام 2020 على توثيق عمليات الاعتقالات/التوقيف/الإخفاء التي نُفذت وتمكنت من توثيق ما لا يقل عن 877 عملية اعتقال نفذتها 24 جهة (فصيل وجهاز أمني) تابعة للميليشيات التابعة للاحتلال التركي واستخباراته والأجهزة المرتبطة به في منطقة عفرين الكردية/السورية.

وأشارت المنظمة إلى أنها تحققت من الإفراج عن 420 شخصاً، ولم تستطع تتبع حالات 457 معتقلاً آخرين، فبقي مصيرهم مجهولاً بالنسبة لها. أيضاً -ومن ضمن مجموع عدد حالات الاعتقال- تم توثيق اعتقال 8 أطفال و70 سيدة خلال عام 2020، تمّ الإفراج عن 4 أطفال و18 سيدة فقط، فيما لا يزال مصير 4 أطفال و52 سيدة مجهولاً، لم تتمكن المنظمة من تتبع مصيرهم.

توزّع عمليات الاعتقال الموثّقة على أشهر السنة:

ــ كانون الثاني/يناير، اُعتقل 66 شخصاً بينهم 5 نساء، وأُفرج عن 28 منهم وبقي مصير 38 شخصاً مجهولاً.

 ــ شباط/فبراير: اُعتقل 73 شخصاً بينهم 5 نساء وطفل، وأُفرج عن 38 منهم وبقي مصير 35 شخصاً مجهولاً.

ــ آذار/مارس: اُعتقل 43 شخصاً بينهم 5 نساء، وأُفرج عن 12 منهم وبقي مصير 31 شخصاً مجهولاً.

ــ نيسان/أبريل، اُعتقل 43 شخصاً، وأُفرج عن 30 منهم وبقي مصير 13 شخصاً مجهولاً.

ــ أيار/مايو، تم توثيق اعتقال 17 شخصاً بينهم امرأة، وأُفرج عنهم جميعاً.

ــ حزيران/يونيو، تم توثيق اعتقال 40 شخصاً بينهم امرأتين، وأُفرج عن 20 منهم وبقي مصير 20 شخصاً مجهولاً.

ــ في تموز/يوليو وآب/أغسطس، تم توثيق اعتقال 101 شخصٍ بينهم 6 سيدات وطفلان، وأُفرج عن 65 منهم وبقي مصير 36 شخصاً مجهولاً

وخلال شهر آب/أغسطس 2020 أيضاً، وثقت “سوريون” اعتقال 12 سيدة، وأُفرج عن 2 منهن مؤخراً.

ــ أيلول/سبتمبر، اُعتقل 116 شخص بينهم 6 سيدات وطفلة، وأُفرج عن 56 منهم وبقي مصير60 شخصاً مجهولاً

ــ تشرين الأول/أكتوبر، اُعتقل 135 شخصٍ بينهم 5 نساء وطفل، وأُفرج عن 49 منهم وبقي مصير 86 شخصاً مجهولاً.

ــ في تشرين الثاني/نوفمبر وكانون الأول/ديسمبر، اُعتقل 237 شخصاً بينهم 22 امرأة و4 أطفال، وأُفرج عن 103 أشخاص وما يزال مصير 128 مجهولاً.

2. عمليات الاعتقال بحسب مناطق ونواحي مقاطعة عفرين:

منطقة عفرين: اُعتقل 153 شخصاً، بينهم 15 امرأة و4 أطفال.

منطقة راجو: اُعتقل 125 شخصاً، بينهم 5 نساء و4 أطفال.

منطقة جنديرس: اُعتقل 123 شخصاً، بينهم 14 امرأة.

ناحية موباتا/معبطلي: اُعتقل 284، بينهم 18 امرأة.

ناحية بلبل: اُعتقل 54 شخصاً، بينهم امرأتان.

ناحية شيخ الحديد: اُعتقل 52 شخصاً، بينهم 4 نساء.

ناحية شرا/شران: اُعتقل 50 شخصاً، بينهم 5 نساء وطفل.

تم توثيق اعتقال 12 امرأة في مناطق مختلفة.

تم توثيق 24 عملية اعتقال في مناطق متفرقة داخل عفرين وخارجها دون معرفة معلومات إضافية عن مسقط رأس المعتقلين ومكان إقامتهم.

في السابع والعشرين من يناير/كانون الثاني ذكر عفرين بوست أن مسلحين تابعين لميليشيا “أحرار الشرقية” أقدموا قبل نحو أسبوع، على اختطاف الفتاة الكردية خالدة حسين حنان (30 عاماً) من أهالي قرية يلانقوز التابعة لناحية جنديرس، من منزل عائلتها الكائن في بلدة جنديرس شارع الصناعة ليلة 23/24 من الشهر الجاري، واقتادوها إلى جهة مجهولة.

بحسب مراسل عفرين بوست فإن الفتاة اختطفت ليلاً من منزلها من قبل مسلحي ميليشيا “جيش الشرقية”، وادعى الخاطفون على حاجز لميليشيا الشرطة العسكرية، بأن لفتاة ضائعة ولا تعرف أهلها (فاقدة لعقلها)، وينقلونها إلى مقرهم كأمانة ريثما يتم العثور على ذويها، علما أن الفتاة بكامل قواها العقلية وتعاني فقط من التلعثم بالكلام(التأتأة).

الفتاة المختطفة موجودة لدى المدعو “حمد الجاسم” وهو من أهالي قرية بقرص/دير الزور، وهو تابع لجماعة يتزعمها المدعو أبو الحارث بقرص، وقد خطفها مع شخص آخر يدعى أبو العيناء وهو أيضاً من أهالي قرية بقرص الواقعة بريف دير الزور. وقد عانت العائلة من وضع نفسي مزرٍ بسبب القلق الشديد على مصير ابنتهم. 

وكانت عائلة خالدة خرجت من منزلهم في قرية (يلانقوز) بسبب مضايقات ميليشيا “أحرار الشام”، واضطرت ترك منزلها هناك ليستولي المسلحون عليه، وانتقلت إلى مدينة جنديرس، علما أن والد خالدة، حسين حنان، كان قد اختطف من قبل المسلحين في بداية احتلال القرية، وأُفرج عنه لاحقاً.

وفي خبرٍ لاحق ومع تداول قضية الفتاة المختطفة بشكل واسع، علم أنه تم الإفراج عنها في وقت متأخر من مساء الأربعاء 27/1/2021.

في السابع والعشرين من يناير/كانون الثاني أفاد مراسل عفرين بوست بأن ميليشيات الاحتلال التركي أقدمت يوم الأحد 2/1/2021، على اختطاف المواطن الكُردي حيدر بكر سيدو، من منزله في قرية شيخوتكا- ماباتا/معبطلي، بسبب اعتراضه على استيلاء ميليشيا “أحرار الشرقية” على محطة المحروقات العائدة له منذ ثلاثة أعوام. وتم سوقه إلى جهة مجهولة.

وكان المواطن “حيدر” تقدم بشكوى لدى ما تسمى بـ “لجنة رد الحقوق” لاسترداد محطة المحروقات الكائنة في مفرق قرية عمارا من ميليشيا “أحرار الشرقية”، إلا أن الميليشيا ردت باختطافه ولا يزال مصيره مجهولا.

يُشار إلى أن المواطن حيدر سيدو كان مختاراً لقريته، إلا أن اعتراضه المتكرر على المظالم التي يتعرض لها سكان قريته، تم إقالته من منصبه من قبل سلطات الاحتلال، ومن ثم تعرض للاختطاف على يد ميليشيا “جيش النخبة، التي لم تفرج عنه، إلا بعد حصولها على فدية مالية.

في السياق ذاته، أفرجت سلطات الاحتلال التركي عن شابين كُرديين خلال الأسبوع الحالي، وذلك بعد رحلة طويلة من الإخفاء القسري دامت لنحو ثلاثة أعوام وهما كل من “جوان يوسف” وهو من أهالي قرية عربا- معبطلي، والشاب سمير محمد من أهالي قرية تسلوريه- جنديرس. 

في الثامن والعشرين من يناير/كانون الثاني أفرجت ميليشيا “السلطان سليمان شاه” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين في وقت متأخر من ليلة أمس الأربعاء 27/1/2021، عن كافة المواطنين الكُرد، الذين اختطافهم فجراً من منازلهم في قرية كاخريه- ماباتا/معبطلي، بذريعة قيامهم بحرق سيارة متزعم الميليشيا في القرية.

وكان الميليشيا فرضت حظر تجول على سكان القرية كاخريه/ياخور، حيث نادى إمام المسجد فجر الأربعاء، عبر مكبرات الصوت، بأنه يُمنع على أي شخصٍ الخروج من منزله، وسط أصوات إطلاق نار كثيف، لتبدأ حملة اختطاف طالت 17 مواطناً كردياً من سكان القرية، ومارست الميليشيا كافة أساليب الإرهاب من مداهمات عنيفة للمنازل وتنكيل بالمختطفين عبر سحل البعض منهم وسط القرية، وخاصة الشابين (فائق عيسو ومحمد نظمي نعسو) اللذين تعرضا لتعذيب شديد على يد مسلحي الميليشيا. ووثقت المراصد الحقوقيّة أسماء المواطنين المختطفين وهم:

1ــ مصطفى فائق مصطفى.

2ــ سمير فائق مصطفى.

3ــ عبد الرحمن فائق مصطفى.

4ــ فهمي علي عبو.

5ــ ولات علي عبو.

6ــ رفاعي عيسو عيسو.

7ــ ريناس محمد حسو.

8ــ نظمي محمد حمرشو.

9ــ محمد فوزي محمد.

10ــ رزكار محمد محمد.

11ــ عارف رياض جابو.

12ــ محمد نظمي نعسو

13ــ حميد أحمد خليل

14ــ فائق عيسو

15ــ شيار جميل عبو.

16ــ جانو خليل بن أحمد

17ــ إدريس حج علي عبو.

وتشن الميليشيا حملات اختطاف متواصلة بحق ما تبقى من المواطنين الكُرد في القرى والبلدات التي تحتلها الميليشيات، إلا حصة قرية كاخريه من المضايقات والانتهاكات والجرائم تعد الأكبر، وما الحملة الأخيرة على سكان القرية، إلا حلقة واحدة في مسلسل الانتهاكات الطويل،

وكانت الميليشيا فرضت على قرية كاخريه/معبطلي إتاوة مقدارها ألفي تنكة زيت، وشكلت الميليشيا لجنة خاصة يتزعمها المدعو “أبو راغب” مسؤول الميليشيا في القرية وعدد من المسلحين إضافة للمختار، وبدأ بجمع تنكات الزيت من الأهالي، بمعدل 3 تنكات زيت من كلّ عائلة كحد أدنى. وأما العائلات التي ليس لديها موسم، فلم يتم إعفاؤها، بل طلبت الميليشيا منهم شراء الكمية المفروضة ودفعها للميليشيا أو أن تدفع مبلغاً مالياً مقداره 25 دولار أمريكيّ عن كلّ تنكة زيت مفروضة!

في الثلاثين من يناير/كانون الثاني أفاد مراسل عفرين بوست في ناحية ماباتا/معبطلي بأن استخبارات الاحتلال التركي، أقدمت يوم السبت 30/1/2021، على اعتقال أربعة مواطنين كرد من منازلهم في قرية شوربه، واقتادتهم إلى مركز الاعتقال في بلدة ماباتا/ معبطلي. وهم كل من (حسين معمو، ريبر جعفر، سيامند جعفر، علي عمر)، ولم تُعرف التهم المنسوبة إليهم.

وأضاف المراسل، أنه علم أن حاجزاً للاحتلال التركية في مدينة عفرين (طريق راجو) اعتقل قبل نحو أسبوع المواطن الكُردي سعيد بحري شيخ منان (25عاماً)، أثناء توجهه من قريته شيخوتكا إلى مدينة عفرين، ولا تُعرف بعد الجهة التي اقتيد إليها، ولا التهمة المنسوبة إليه.

في الثلاثين من يناير/كانون الثاني أفاد مراسل عفرين بوست بأن مسلحين تابعين لميليشيا “صقور الشمال” التابعة للاحتلال التركي شنوا يوم الجمعة 29/1/2021 حملة اختطاف في قرية زعرة التابعة لناحية بلبله/بلبل، طالت الرجال والنساء بحجة أن كل كردي بقي في القرية يتعامل مع قوات تحرير عفرين. أشار المراسل إلى أن مسلحي الميليشيا اعتقلوا أغلب رجال القرية، وعرف من بينهم كل من المواطنين: محمد بحري وخليل عثمان. وأضاف المراسل أن المسلحين اعتقلوا عدداً من نساء القرية أيضاً ووضعوهم في مدرسة القرية. إلا أنه لم يتمكن من تبيان وضع المواطنين المختطفين.

في الثلاثين من يناير/كانون الثاني أفاد مراسل عفرين بوست بأن سلطات الاحتلال التركي أفرجت يوم الأربعاء 27/1/2021، عن المواطن الكردي صلاح عبد الرحمن علو (33 عاماً) من سجن ماراتي/ معراتة المركزي، بعد دفع فدية مالية مقدارها ألفي ليرة تركية.

وكانت ميليشيات الاحتلال التركيّ، قد اختطفت المواطن صلاح في 20/12/2020، وبرفقته كل من: مصطفى حنان علو (37 عاماً)، وحبش أرسلان حبش (46 عاماً). أثناء توجههم من قريتهم “ديكيه” إلى قرية “شيخ” المجاورة، لتقديم واجب العزاء بوفاة والدة زوجة صلاح علو.

في سياق آخر أقدمت سلطات الاحتلال (الاستخبارات التركية وميليشيا الشرطة العسكرية) في مدينة عفرين، حوالي الساعة الثالثة من عصر الإثنين 25/01/2021، على اعتقال القاصر عزت محمد أحمد (17 عاماً) من أهالي قرية حسيه/ ميركان التابعة لناحية معبطلي، والمقيم في المدينة، من محله لبيع الألبسة الكائن بجوار بناء السنتر الأزرق في طريق راجو. ولم يُعرف سبب الاعتقال، وتم اقتياده إلى جهة مجهولة.

وفي مساء اليوم نفسه والساعة السابعة مساءً تم اختطاف المواطن نور الدين عزت أحمد (51 عاماً) وهو عم القاصر عزت، دون أن تعرف الذريعة، واقتيد هو الآخر إلى جهة مجهولة.

ومن جهة أخرى داهم مسلحون من الميليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي منزل المرحوم حج عزت أحمد الملقب “عزت شوفير” والد نوري الدين، الكائن بجانب الملعب البلدي مقابل مدرسة الاتحاد العربي، في محيط حديقة الشرعية في مدينة عفرين المحتلة، وقاموا بعملية سلب للمقتنيات الخاصة بالمواطن الكردي المغترب سمير عزت شقيق المواطن نوري، وسط توجيه السباب والإهانات لأهل الدار.

الاستيطان في عفرين:

في الرابع يناير/كانون الثاني أفاد مراسل عفرين بوست أن منظمة إغاثية كويتية تتبع لتنظيم الإخوان المسلمين، أقدمت على تقديم منحة مالية لقاطني مخيم كائن في ناحية شرّا/شران، مشيرا إلى المنحة المالية تبلغ 150 دولار أمريكيا بحيث يتم توزيعها على 400 عائلة تسكن المخيم بهدف تدعيم المخيم الخدمات وتثبيته.

ومن جهة أخرى أقدم مستوطن غوطاني بتجهيز بناء سكني كان قيد الإنشاء (على الهيكل) وقام ببناء القواطع وتركيب الأبواب والنوافذ وتمديد الخدمات الصحية من مياه وأقنية صرف وذلك بمساعدة منظمات إغاثية.

وأوضح المراسل أن البناء يعود ملكيته لمتعهد كردي من بيت هورو/قرية شيخورزي، مشيرا إلى أن البناء السكني الواقع على ضفة نهر عفرين، يتألف من 15 شقة سكنية وتم بيع كل واحدة منها بمبلغ 700 دولار أمريكي.

في السابع والعشرين من يناير/كانون الثاني أفاد مراسل عفرين بوست بأن سلطات الاحتلال التركي تعكف على بناء ثلاثة مجمّعات سكنية على الشريط الحدودي الواقع في ناحية شيخ الحديد بريف عفرين وذلك في المنطقة الواقعة بين قرية جقلا وصولا لسهل شاديا/راجو، لاستقطاب المزيد من المستوطنين المزمع جلبهم من محافظة إدلب وإسكانهم فيها.

بحسب المعلومات التي وصلت لـ “عفرين بوست” فإن سلطات الاحتلال بدأت قبل نحو شهر بافتتاح معمل بلوك في سهل قرية أرندة في منطقة تُدعى “ليجي دوبريه دينك- lêçê Dûbirê Dînik”  الممتدة على مسافة 3 كلم مربع بين قرية قرميلق وجقلا، وكما تم إحضار عدد من الآليات الثقيلة من جرافات وغيرها إلى الموقع وبدأت بأعمال جرف التربة وتسوية الأرض، وكذلك تم شق طريق ترابي من الموقع إلى الطريق الرابط بين قرية جقلا وشيه، ومن المزمع إسكان 300 عائلة من عائلات المرتزقة القتلى من مسلحي ميليشيا “العمشات” والذين قتلوا في معارك ليبيا.

 أما عن المجمعين الآخرين، فبحسب التسريبات، سيتم بناء أحدهما في منطقة ”ليجي توفي= lêçê Tofê”  الواقع بسهل قرية سناريه المحاذية للحدود التركية، والآخر سيبنى في منطقة ” ليجي شاديا- Lêçê Şediya”  الكائن في سهل قرية شاديا. 

وأفادت المعلومات أيضا أن المشروع بدأ قبل نحو شهر، ولكنه متوقف حالياً لأسباب غامضة، ويقال إن التوقف عن المضي في المشروع جاء بناء على أوامر تركية، علماً أن ميليشيا العمشات هي التي تنفذ المشروع.

وضع النساء في عفرين..

في الثالث من يناير/كانون الثاني نشر عفرين تقريراً بعنوان “اختطاف القاصرات ــ الملف الأكثر ألماً والأكثر سريّة”، وذكر إحدى القصص التي تسربت من إقليم عفرين المحتل، نقلاً عن مصادر خاصة بأن مجموعة مسلحة تابعة لميليشيا السلطان مراد أقدمت قبل نحو شهر ونصف على اختطاف فتاة كردية قاصر لا يتجاوز عمرها ثلاثة عشر عاماً، من منزلها الكائن في حي الزيدية بمدينة عفرين، وقد تم التحفظ على اسم الفتاة لاعتبارات عديدة اجتماعية وأمنية.

ولم تكن عملية الاختطاف التي تتعرض لها الفتاة من قبل المسلحين، ولم تُعرف بعد أسباب واضحة لاختطافها، إذ لا يمكن توجيه أية تهمة لطفلة كان عمره عشر سنوات يوم تم احتلال إقليم عفرين.

 وأوضحت منظمة حقوق الإنسان أن الفتاة القاصر تعرضت للعنف الجنسي من قبل المجموعة المسلحة الخاطفة، وتم نقلها إلى المشفى إثر تعرضها لهذه الجريمة البشعة، واختفت منذ حينها، رغم سؤال أهلها المتكرر عنها، إلا أن مسلحي ينكرون صلتهم بها.

يذكر أنّ قصة الفتاة الكردية القاصرة ملك نبي خليل، هي مثال آخر من بين القصص الكثيرة وقد اختطفت في وقفة عيد الفطر المصادف 23/5/2020 من منزلها في قرية درويش التي تحتلها ميليشيا “جيش النخبة”.

وفي قصة ثانية أقدم مسلحو ميليشيا “جيش النخبة” في 19/8/2020 على اختطاف الفتاة الكردية القاصرة “سلوى”، من أمام منزلها الكائن في سارع الفيلات وسط مدينة عفرين واقتادوها إلى مقرها في قرية عمارا، وذلك عبر الاستدراج إذ عمد المسلحون إلى فصل الكهرباء عن منزل العائلة الكُردية، وعندما نزلت الفتاة لرفع القاطع المثبّت في مدخل البناء السكني، قاموا بخطفها، إلا أن الجيران أحسوا بهم وأبلغوا ميليشيا “الشرطة العسكرية”، لتنكشف مع التحقيقات عمليات قتل متسلسل وقبور سرية تضم جثث 14 شخصاً قتلوا في أوقاتٍ مختلفة. إلا أن الفتاة سلوى عاد إلى المنزل في حالة هذيان وهي تقول “لا أريد الذهاب إلى ليبيا”

ومن الأمثلة أيضاً اختطاف المواطنة الكردية نادية حسن سليمان (20 عاماً)، من أهالي قرية “قزلباشا” والمواطنة فالنتينا عبدو من قرية درويش.

كانت حادثة اقتحام مقر ميليشيا الحمزات مناسبة لخروج الموضوع إلى العلن بقوة لأول مرة، عندما تم الحديث عن وجود نساء عاريات محتجزات في المقر، وتم التلاعب بالملف ونقل المختطفات ليتم بعد أشهر الإفراج التدريجيّ عن معظمهن، ولكن يبقى السؤال مطروحاً ما مصير باقي النساء المختطفات.

وخلص التقرير إلى أن اختطاف النساء وبخاصة الفتيات القاصرات سيبقى الملف الأكثر ألماً والأكثر سرية، ويستمر رغم الحديث عنه في متن التقارير المنظمات الحقوقية والإعلامية، وما يتداول هو الجزء اليسير منه.

في السادس من يناير/كانون الثاني تابع عفرين بوست ملف الانتهاكات بحق المرأة ونشر تقريراً حول حالات الزواج القسري والاغتصاب واعتبره أكثر القضايا حساسية، إذ تكمن المفارقة في أن الضحية أحرص من الجاني بكتمان وطي أسرار الجريمة، وفي الوقت نفسه فإن هذا الملف ينزع عن ميليشيات الاحتلال التركي أي توصيف أخلاقي، ويسقط كل الشعارات التي ترفعها، وتؤكد أنها أداة أنقرة لاستباحة الإقليم، والضغط على الأهالي لتهجيرهم كلياً. 

علمت “عفرين بوست” من مصادرها أن مسلحاً من ميليشيا “الحمزات” هدد عائلة كردية بريف عفرين بخطف ابنتها في حال إصرارها على عدم تزويجها بها.

وأوضحت المصادر أن الفتاة الكردية رفضت الزواج من المسلح الذي تقدم لها، إلا أنه حاول ممارسة شتى أنواع الضغوطات على ذويها للقبول بالأمر، ومن جملة ما قام به أنه جرّ والد الفتاة مرتين متتاليتين إلى مقر الميليشيا، وعمل على تخويفه وترهيبه بتوجيه اتهامات مفبركة له.

وفي إطار الضغط على العائلة أقدم المسلح على قطع 200 شجرة زيتون تعود ملكيتها للعائلة. وبعد استنفاذ كافة الأساليب، لجأ إلى التهديد باختطاف الفتاة بذريعة الانتماء إلى الحزب، ويقصد قوات سوريا الديمقراطية، ومن جانبهم استنفدت عائلة الفتاة فرص الأمن، ما اضطرها إلى إرسالها لخارج إقليم عفرين لحمايتها ومنع اختطافها والزواج القسريّ بها.

ونظرا للظروف الأمنية للضحايا ومراعاة للحرج الاجتماعي الناجم عنها في مثل هذه الحالات، تمتنع “عفرين بوست” عن نشر تفاصيل إضافية. 

وفي واقعة أخرى اضطرت امرأة كردية أم لولدين من الفرار من حي المحمودية بعفرين وتوجهت عبر طرق التهريب إلى مناطق الشهباء قبل نحو شهر من الآن، بعدما ضغط عليها عنصرٌ مسلح من ميليشيا “الحمزات” للقبول بالزواج منه تحت تهديد السلاح، مستغلاً ظرفها بسبب اعتقال زوجها في فترة سابقة.

في 9/9/2020 نشرت “عفرين بوست” نقلاً عن مراسلها أنّ مسلحين من ميليشيا “الحمزات” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، قصدا منزل شاب كرديّ من قرية كازه، بعد أربعة أيام فقط من زواجه، وطلبا منه بكل وقاحةٍ عروسه لترافقهما إلى مسكنهما. وأضاف المراسل أن الزوج كان على درجة من الدراية فاستوعب خطورة الموقف وأدرك أن أي تصرف أو موقف ضدهما ستكون نتائجه سيئة جداً عليه، بفبركة تهمة له وإيداعه السجن أو اختطافه وحتى قتله، فاستمهلهما إلى الغد، متذرعاً بوعكة صحية، وبذلك كان الاتفاق على العودة في اليوم التالي، وبرحيل المسلحين تدارك الزوج الموقف واستغل مهلة الساعات المتبقية وبادر للهرب مع زوجته تاركاً البيت والقرية، وقصدا مناطق الشهباء.

وفي حادث مشابه وقع منتصف يونيو/حزيران 2020، حضر متزعمٌ في ميليشيا أحرار الشرقية بالمحمودية إلى صالون للسيدات (كوافيرة) وأخبرها بأنها مطلوبة للتحقيق، واتصلت السيدة فوراً بزوجها وطلبت منه التحدث مع المحقق والذي قال بأنه سيجري التحقيق في منزله مع زوجته وامرأة أخرى هي جارتها ومساعدتها بعد انتهائها من العمل، بتهمة العمل بالسحر والشعوذة، وفي الثامنة مساءً حضر المحقق ومعه شخصٌ آخر. فاتصل زوج الكوافيرة بزوج المرأة الأخرى ليحضر، فجاء بصحبة مسؤول في “ميليشيا الشرقية” ليتوسط لدى المحقق، فحادثه على انفراد، ومضى.

استدعى المحقق زوج المرأة وضربه أمامنا حتى أُغمي عليه، ولدى صحوته طالبه بدفع 4 آلاف دولار أمريكي، وبعد مفاوضة خفّض المبلغ إلى ألفي دولار، دفع الرجل ألف دولار على أن يتم تأمين الألف المتبقية في صباح اليوم التالي. وغادر الرجل وزوجته.

لكن المحقق ومرافقه بقيا بذريعة استكمال التحقيق، وبقي مرافقه مع الزوج، فيما انفرد المحقق بالزوجة في الغرفة حتى الساعة الثانية عشر وطلب منها القيام بأعمال شائنة (غير أخلاقية)، بعد فرض الغرامة عليها أيضاً، ووجه إليها كلمات نابية وهددها بتصفية زوجها أو اتهامه بتهمة تغيّبه في سجون المليشيات الإخوانية، وأنها استمهلته ليوم واحد فقط لتلبية حاجته. وبرحيل المحقق أخبرت السيدة زوجها بالتفاصيل.

بادرت العائلة للفرار مستغلة المهلة، وتمكنت من الوصول إلى منطقة الشهباء عبر مهربين في اليوم التالي، ودفعت مبلغاً وقدره 1250 دولار أمريكي للنجاة.

وكان المرصد السوري قد نشر خبراً عن اغتصاب فتاة عفرينية مساء يوم الثلاثين من يونيو/حزيران 2020، إلا أنّه حذف الخبر حرصاً على سلامة الفتاة بعد التهديدات الكثيرة من قبل المليشيات الإخوانية بتصفية العائلة بحال تحدثها حول الأمر، ثم عاد المرصد السوري لنشر الخبر مجدداً بعد التواصل مع أقرباء الفتاة.

والحادثة وقعت في أوائل حزيران 2020 عندما أقدم مسلحون من ميليشيا “فرقة السلطان مراد” على طلب يد فتاة كُردية عشرينية من والدها، يتقدمهم مختار القرية المُعيّن من قبل الميليشيا، إلا أن طلبهم جُوبه برفض قاطعٍ من الأب فردوا بالاعتداء عليه وضربه واختطاف ابنته عنوةً لتزويجها غصباَ عنها وعن والدها لأحد المسلحين. وبعد مضي ثلاثة أيام، أُعيدت الفتاة إلى عائلتها، ليتبين فيما بعد أن كل المسلحين الأربعة الذين حضروا إلى منزل العائلة تناوبوا على اغتصابها.

ملف الزواج القسري وحوادث اختطاف النساء والاغتصاب معقد بسبب عدم توفر المعلومات الكافية عنه، ولجوء الميليشيات إلى إنكار احتجازها للنساء، وكان اقتحام مقر ميليشيا “الحمزات” في 28/5/2020 أحد أهم الحوادث التي كشفت دفعة واحدة عن اختطاف عشرة نساء ظهرن في مقطع مصور لتكون دليلاً ثابتاً على وجودهن في عهدة الميليشيا بعد انقطاع أخبارهن. وبذلك اضطرت الميليشيا للإفراج التدريجيّ عنهن.

ــ في متابعة لحالة اختطاف المواطنة الكردية الإيزيدية غزالة منان سلمو، نشر عفرين بوست في السادس من يناير/كانون الثاني بأنه علم من مصادره بتعرضها لتعذيب شديد بعد اختطافها من منزلها في قرية باصوفان. وأن الميليشيا تتكتم على مصير “غزالة” التي لا تزال تقبع في سجن الميليشيا بقرية إيسكا، وسط ورود أنباء عن إصابتها بانهيار عصبي وفقدان للذاكرة جراء التعذيب الشديد الذي تعرضت له في السجن.

وكانت المواطنة غزالة منان سلمو (45 عاماً) اختطفت في 4/12/2020 من قبل ميليشيا “فيلق الشام” التي فرضت حصارا خانقا على قرية باصوفان والقري المجاورة لها، ومن ثم أقدمت على اقتحامها واختطاف العديد من أهالي تلك القرى، وذلك على خلفية انفجار عبوة ناسفة بسيارة متزعم في الميليشيا بمحيط قرية باصوفان.

في حين لا يزال التضييق مستمرا على سكان قريتي باصوفان وبعية في ناحية شيراوا وبتعرض الداخلين إليها والخارجين من للتفتيش الدقيق على حواجز الميليشيا في القريتين.

وأكدت المصادر أن الميليشيا أرغمت المعتقلين ممن تم الإفراج عنهم (12 مواطناً من قرية باصوفان – 15 مواطناً من قرية بعية) على توقيع تعهد لعدم الإدلاء بأي معلومات حول ظروف اعتقالهم والادعاء بأنهم لاقوا معاملة حسنة من قبل المسلحين أثناء اعتقالهم، علما أن الجميع تعرض للضرب والتعذيب والإهانات.

في السابع من يناير/كانون الثاني نشر عفرين بوست تقريراً حول نمط جديد من الاختطاف هو الاختطاف العائلي، لتشمل الأطفال والقاصرين أيضاً، فقد أقدم مسلحون من ميليشيا “الحمزات” بالتنسيق مع عناصر من ميليشيا “الشرطة العسكرية” نحو الساعة الثامنة صباحاً من يوم الأحد 03/01/2021 على مداهمة منزل المواطن الكردي روني خليل دادو من أهالي قرية كفر دليه چيرين/ كفردل تحتاني التابعة لناحية جندريسه/ جنديرس، واختطفوه مع زوجته وطفليه الاثنين، بتهمة أداء خدمة واجب الدفاع الذاتي في فترة الإدارة الذاتية السابقة.

وقد اقتيد المواطن روني مع عائلته إلى المقر الأمني في مركز إقليم عفرين، ولم ترد معلومات عن المواطن روني وعائلته حتى تاريخه، رغم أن عملية الاختطاف بهذه الصورة من الضغط والترهيب تهدف إلى الابتزاز المالي وتحصيل الفدية.

يذكر أن عمليات الاختطاف وطلب الفديات باتت سلوكاً يومياً شائعاً تمارسه كل الميليشيات، وتستهدف عقاباً جماعياً لكل أهالي عفرين الكرد، وكثيراً ما يتم توجيه تهمة العلاقة مع الإدارة الذاتية إلى كبار السن من الرجال والنساء، وفي حوادث الاختطاف العائلي فإنها تشمل أطفالاً وقاصرين لممارسة مزيدٍ من الضغط.

وفي مثال آخر للاختطاف العائلي أقدمت ميليشيا “الحمزات” الإسلامية بداية الشهر ديسمبر الماضي على اختطاف جميع أفراد عائلة المواطن عدنان رحيم جمو /50 عاما/، من أهالي قرية كفرشيل/المركز، من منزلهم الكائن في حي المحمودية، وسلمتهم إلى ميليشيا “الشرطة العسكرية” التابعة للاحتلال، ولم تُعرف التهمة الموجّهة للعائلة. وتتألف العائلة من أربعة أشخاص وهم كلٌّ من:

1ــ الأب عدنان جمو بن رحيم (50 عاماً)

2ــالزوجة فاطمة محمود هونيك (50 عاماً)

3ــ البنت القاصر عليا عدنان جمو (13 عاماً)

4ــ الابن رزكار عدنان جمو (25 عاماً)

هذا وتنتهج ميليشيات الاحتلال التركي على اختلاف تسمياتها (الجيش الوطني السوري – الشرطة العسكرية – الشرطة المدنية – الأمن السياسي وغيرها)، سياسة التعذيب والاعتقال والاختطاف، واستهداف المسنين خصوصاً، منذ أن احتلت الإقليم الكُردي أوساط آذار 2018، في مسعى منها للتضييق على ما تبقى من السكان الكُرد الأصليين ليتركوا ديارهم لصالح المستوطنين للاحتلال التركي.

في السابع والعشرين من يناير/كانون الثاني نشر موقع عفرين بوست تقريراً في متابعة لوضع المواطنة الكردية المسنة (موليدة نعمان) التي لا تزال رهن الاعتقال في سجن الراعي السيء الصيت، وتعاني من أمراض مزمنة، وسط احتيال الميليشيا على عائلتها وأقربائها دون الإفراج عنها بعد نحو عامين من اختطافها.

واختطفت ميليشيا “فرقة الحمزة” المسنة الكُردية “موليدة نعمان” من منزلها في قرية “بوزيكيه” التابعة لناحية “جندريسه/ جندريس”، بذريعة التعامل مع “وحدات حماية الشعب”، وذلك في شهر نيسان 2019.

وحصل مراسل عفرين بوست على تفاصيل جديدة حول المسنة المختطفة، إذ أفادت مصادره أن “الميليشيا تطالب بدفع 5000 دولار كفدية للإفراج عن المواطنة “موليدة”، مضيفاً أنها تعاني من أمراض مزمنة عدة وهي السكري والضغط والقلب وعمرها لا يسمح أن تبقى كل هذه المدة في السجن.

وأشار المراسل إلى أن الميليشيا تحتال على ذويها، حيث تأخذ منذ خطفها في كل شهر 100 -200دولار أمريكي بحجة تغطية مصاريفها داخل السجن، ريثما يتم الإفراج عنها، إلا أن تلك المبالغ لا تصل إلى يد المختطفة، وأوضح أن المسلحين كانوا يأخذون هذه الأموال أيضاً بحجة شراء الدواء للمسنة، لكن تبين لأقربائها أن هذا لم يكن يحدث حسبما إفادة أحد أقربائها.

في سياق متصل يهدد متزعم في ميليشيا “فرقة الحمزة” أهالي قرية بازيكيه بالكامل بنفس مصير المسنة موليدة، وذلك كلما يرفضون أمراً له.

في الثلاثين من يناير/كانون الثاني أفاد مراسل عفرين بوست بأن مجموعة مسلحة يتزعمها المدعو “أبو حنيش” وتتبع لميليشيا “فرقة السلطان مراد” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين طلبت تحت تهديد السلاح من المواطنة الكردية “أم عمر (55 عاماً) إخلاء منزلها الكائن في بلدة شرا/شران وتسليمه لها تمهيداً لتحويله لمقر عسكري، مستغلة كونها تقيم لوحدها في المنزل.   

وفي قرية قستليه خدريا/بلبل، أقدمت المجموعة المسلحة التي تزعمها المدعو أبو علي البيانوني التابعة لميليشيا “السلطان مراد” بالسطو المسلح على منزل المواطنة (نعيمة) أرملة المرحوم إبراهيم رجب، وقامت بسلب مواد بناء من المنزل رغم وجودها في المنزل واعتراضها على ذلك، إلا أن المسلحين هددوها بالقتل إن لم تلتزم الصمت.

التفجيرات في عفرين..

في الأول من كانون الثاني 2021، ضربت ثلاثة تفجيرات شمال وشرق سوريا إلا أن أشدها كانت في مدينة جندريسة/ جنديرس في إقليم عفرين المحتل، بينما حصل التفجيران الآخران مدينة سري كانيه/ رأس العين المحتلة ومدينة الباب وذلك باستخدام السيارات مفخخة.

أفاد مراسل عفرين بوست بوقوع انفجار ضخم دوّت به بلدة جندريسه/جنديرس، سببه انفجار سيارة مفخخة قرب أحد المخابز في محيط مفرق قرية جلمة، ما أدى إلى مقتل شخص وإصابة 9 آخرين من بينهم 3 نساء وطفلان ولم تعرف هويتهم. والإصابات متفاوتة إلا أن إحداها وُصفت بالخطرة.

في مدينة سري كانيه/ رأس العين المحتلة وقع انفجار كبيرٌ بسبب سيارة مفخخة قرب سوق الخضار، ما أودى بحياة خمسة أشخاص على الأقل بينهم طفلة وامرأة وإصابة أربعة آخرين بينها حالات خطرة كما ألحقت أضرارٌ كبيرة في المكان. وأفادت مواقع إعلامية بأن عنصراً من قوات الدفاع الوطني ألقى قنبلة يدوية على دورية تابعة للأمن الجنائي في شارع فلسطين بمدينة الحسكة، حيث الازدحام ما أودى بحياة شخص وإصابة أكثر من 25 آخرين، وتم نقل المصابين أغلق الشارع واستنفرت القوى الأمنية. بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

في الثامن والعشرين من يناير/كانون الثاني استهدف انفجار عبوة ناسفة حاجزاً أمنياً لميليشيا “الشرطة العسكرية” على طريق بلبل – شران، وأسفر عن إصابة ثلاثة مسلحين بشكل بالغ، دون أن تتبنى جهة مسؤوليتها عن التفجير. 

من جهة أخرى، وفي ظل حالة الانفلات الأمني، ذكرت مصادر محلية نبأ فقدان مستوطنين إثنين، يوم أمس الأربعاء، أثناء توجههما بسيارة من نوع” هوندا” زرقاء اللون، من بلدة راجو إلى مركز مدينة عفرين. 

في الثلاثين من يناير/كانون الثاني دوّى انفجار ضخم عصراً في مدينة عفرين المحتلة، جراء انفجار شاحنة مفخخة، ما أدى لتناثر الأجساد المتفحمة في موقع التفجير، بينهم عدد من الأطفال، في ظل حالة الفوضى والفلتان التي خلقها الاحتلال التركي وميليشياته الإسلامية.  

بحسب مراسل عفرين بوست، فإن شاحنة “حاملة سيارات” انفجرت حوالي الساعة الثالثة والنصف أمام الباب الثاني لسوق الأربعاء الأسبوعي في المنطقة الصناعية، ما أسفر عن سقوط 6 قتلى، بينهم 3 أطفال وإصابة 11 شخصاً في حصيلة أولية، بينهم أطفال ونساء، ومن المرجح ارتفاع أعداد القتلى نظرا لوجود حالات خطرة بين المصابين، كما خلّف التفجير حدوث أضرار مادية كبيرة في الأبنية المحيطة بموقع التفجير، دون التمكن من توثيق الأسماء.

ووصلت عفرين بوست قائمة بأسماء القتلى والمصابين ولكنها لم تتأكد من مصادر مستقلة عن مصداقيتها وتفيد بسقوط 6 قتلى وإصابة 29 آخرين، وهذه هي القائمة التي تم نشرها في القنوات الموالية للاحتلال التركي.

وأكد مراسل عفرين بوست أن الشاحنة كانت تحمل على متنها “كابين القلاب”، وأنها كانت تصعد باتجاه موقع التفجير وبعد دقائق قليلة انفجرت عند وصولها إلى أمام الباب الثاني لسوق الأربعاء الأسبوعي، دون التمكن من معرفة فيما إذا كان يقودها انتحاري وقام بتفجيرها أم أنه قام بتفجيرها عن بعد. 

الاستيلاء على أملاك الكُرد العفرينيين

في الثاني من يناير/كانون الثاني رصدت عفرين بوست، عمليات جديدة لبيع واستيلاء على العقارات العائدة لمهجري عفرين، قام بها مسلحو الميليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، بينها بيع محل تجاري يقع مقابل مركز الاتحاد النسائي سابقا، على طريق جنديرس بمدينة عفرين بـ 1300 دولار أمريكي، علما أن صاحبه أحد المواطنين (لم نتمكن من توثيق اسمه) ولكنه من أهالي بلدة شيه وكان يزاول فيه مهنة طباعة بطاقات الأفراح.

-قام مستوطن منحدر من ريف دمشق ببيع منزل المواطن الكردي “رشيد حنان- كوندي ديكي” في منطقة الصناعة بحي الأشرفية بمبلغ 650 دولار إلى مستوطن آخر منحدر من إدلب.

– قام المدعو “ابو زيد الحموي” أحد مسلحي ميليشيا “أحرار الشرقية” في وقت سابق بالاستيلاء على أكثر 12 شقة سكنية في حي المحمودية بمحيط سوق الدواب في مركز الإقليم، ويؤجرها لصالحه الخاص وهذه أسماء أصحاب بعض تلك الشقق:

 1- حنان خليل من قرية كوندي ديكة – 2- محمود خليل من قرية حسنديرا – 3- نوري محمد من قرية كفرشيليه – 4- أحمد خليل من أهالي قرية خلنيريه.

كما قام المسلح ذاته ببيع منزل المواطن “شيخ موس محمد” من قرية ميدانا/راجو، والذي يقع في حي المحمودية وبمبلغ قدره 1000 دولار أمريكي.

-بيع منزل المواطن الكردي “زياد منان” وهو من أهالي قرية عمارا، بمبلغ 1200 دولار، علماً أنَّ المنزلَ يقع في شارع دوار القبّان بحي الأشرفيّة.

في التاسع من يناير/ كانون الثاني، أفاد مراسل عفرين بوست بأن مستوطناً قام ببيع منزل تعود ملكيته للمواطن الكردي (محمد حجي) من أهالي قرية قره كوله، ويقع في حي الزيدية في مدينة عفرين بمبلغ 700 دولار أمريكي إلى مستوطن آخر ينحدر من محافظة إدلب.

وفي حي الزيدية أيضاً تم بيع منزل المواطن الكردي “عارف خازيانا” بمبلغ 750 دولار أمريكيّ.

وفي حي الأشرفية تم بيع منزل المواطن الكردي (محمد حنان) من أهالي قرية كوندي جيا ببلغ 900 دولار أمريكي ويقع المنزل جانب محل حطب حنان بالقرب من جامع بلال، والمشتري الذي ينحدر من الغوطة الشرقية، اشترى أيضاً من مسلح ينتمي إلى جماعة أبناء دير الزور التي تنضوي في صفوف ميليشيا الجبهة الشامية، دكاناً على الهيكل فوق المنطقة الصناعية بمبلغ 400 دولار.

في الحادي عشر من يناير/ كانون الثاني رصد عفرين بوست مزيداً من عمليات البيع غير المشروعة لممتلكات السكان الأصليين الكرد في مركز إقليم عفرين المحتل، نفذها مسلحو الميليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وذويهم من المستوطنين.

-قام مستوطن منحدر من ريف دمشق يوم الأحد، بعرض منزل المواطن الكردي (داوود حسين) الكائن في حي عفرين القديمة، بمبلغ 1600 دولار أمريكي، علما أن المواطن داوود من أهالي بلدة بلبل.

– عنصر من ميليشيا “السلطان مراد” قام ببيع منزل المواطن الكردي (ريزان مصطفى) الكائن بشارع طريق راجو- عفرين والذي يقع المبنى السكني العائد لعائلة ”أومو”، وذلك ببلغ 1500 دولار أمريكي. علما أن المشتري مستوطن منحدر من بلدة خان العسل بريف حلب الجنوبي.

– قام مسلح من “الجبهة الشامية” ببيع منزل الموطن الكردي جنيد حسن من قرية قيباريه” بمبلغ ألف دولار أمريكي، علماً أنّ المنزل يقع في القاعدة التركية سابقاً الواقعة بحارة الفيل – حي الأشرفية.

– ميليشيات “أحرار الشرقية ومحمد الفاتح” نفذت عمليات بيع عديدة في الجمعية السكنية (شارع الفيلات) بينها محلين تجاريين عائدين للمواطن الكردي (أحمد محمد نجار)، وذلك بمبلغ ألفي دولار لكل محل.

– قام مستوطن منحدر من الغوطة الشرقية باستئجار محل تجاري عائد للمواطن الكردي عدنان محمد – قرية معراتة بالجمعية السكنية، بمبلغ مئة دولار شهريا، ولكن الإيجار يذهب لميليشيا “أحرار الشرقية.

– تنوي ميليشيا “الجبهة الشامية” الاستيلاء على المحال التجارية الكائنة أسفل جامع قيد الإنشاء في منطقة دوار كاوا – مدينة عفرين بداعي أن الجامع يقع في القطاع الأمني العائدة لها. علما أن مليشيا “الجبهة الشامية” عمدت في وقت سابق على إزالة أكشاك عائدة لمواطنين كُرد لبناء جامع في موقعها، متسببة في قطع سبل المعيشة أمام أصحابها الذين يزاولون فيها مهناً مختلفة، وفقاً لمراسل “عفرين بوست”.

ويقع موقع الجامع في المنطقة المقابلة لدوار كاوا من جانب فرن “جودي” لتبني في موقعها جامعاً، حيث كان عدد من المواطنين الكُرد يزاولون فيها بعض المهن، ومنها بعض مكاتب الشحن.

في الرابع عشر من يناير/ كانون الثاني أفاد مراسل عفرين بوست بأن مسلحاً يدعى “فراس أوسو” ينتمي لميليشيا “الجبهة الشامية” الإسلامية، يقوم بالاتجار بالشقق السكنيّة، وقد باع خمس شقق سكنية تعود ملكيتها لعائلة الشيباني المنحدرة من بلدة الزهراء، والتي تقيم في مدينة عفرين منذ أكثر من أربعين عاماً، علما أن الشقق السكنية المُباعة تقع بمحيط دوار القبان بحي الأشرفية.

وفي حي الأشرفية أيضا، تم بيع منزل المواطن الكردي (محمد حنان) من أهالي كوندي جيا- قرية جبلية/راجو، بمبلغ قدره 900 دولار أمريكي، ويقع المنزل في محيط جامع بلال جانب محل لبيع الحطبـ، علما أن المشتري مستوطن ينحدر من الغوطة الشرقية، وقد قام المشتري نفسه بشراء دكان قيد الإنشاء (على العضم) من عنصر مسلح من جماعة تجمع أبناء دير الزور التابعة لميليشيا الجبهة الشامية، بمبلغ 400 دولار أمريكي.

وفي سياق التطاول على الملكيات العقارية ورفض مستوطن ينحدر من الغوطة الشرقية إخلاء منزل كائن في حي الأشرفية قرب جامع بلال، الذي يستولي عليه لصاحبه المواطن الكردي (رشيد إبراهيم) من أهالي قرية كرزيليه.

يذكر أنّ المواطن رشيد كان قد تقدم بشكوى حول المنزل إلى لجنة “رد المظالم والحقوق” التابعة للائتلاف السوري الإخوانية، إلا أن المستوطن يرفض دفع استحقاقات الإيجار المترتبة عليه، فيما تلقى صاحب المنزل تهديداً وقالوا له حرفيّاً “لو ما كنت زلمة كبير كنا شرشحناك”.

يذكر أن لجنة رد الحقوق والمظالم لم تكن سوى شكلاً دعائياً لتجميل صورة الاحتلال التركي وتثبيت التعديات على الحقوق وممتلكات أهالي عفرين، وأقصى ما قامت به هو تنظيم عقود إيجار صورية، لم يلتزم المستوطنون بموجبها بدفع استحقاقات الإيجار.

في السابع عشر من يناير/كانون الثاني نشر عفرين بوست في سياق متابعته لعمليات الاتجار بأملاك أهالي عفرين الكرد المستولى عليها من قبل مسلحي تنظيم الإخوان المسلمين والمستوطنين ورصد عدداً من عمليات البيع.

أفاد مراسل عفرين بوست بأن مسلحاً من ميليشيا “السلطان مراد” باع داراً للسكن تعود ملكيتها للمواطن الكُرديّ (سيدو علي) من أهالي كوندي عشونة، بمبلغ مقداره 1200 دولار أمريكي وتقع الدار في حي عفرين القديمة، فيما كان المشتري مستوطن ينحدر من مدينة دوما بريف دمشق.

عضو ما يسمى “مجلس حلب الثوري” في عفرين، ويدعى (أبو أحمد الحياني)، عرض أربع شقق للبيع بحي الأشرفية، قرب بناية الحكيم، وتحديداً المفرق الثاني على اليسار، والمنازل المعروضة للبيع على الهيكل، وقد قام بتأمين البلوك والبناء. ونُقل عنه أنه يعتزم بيع الشقق والانتقال للسكن في جبل برصايا، لينشئ هناك مستوطنة، وقال إن لديه (شهيدان) في سبيل “الثورة”، حسب تعبيره.

وذكر المراسل أن دورية ما يسمى “رد الحقوق” توجهت صباح السبت 16/1/2021 إلى حي الأشرفية ــ طريق ترندة في مهمة إخلاء منزلين استولت عليهما جماعة “أبو صياح” التابعة لميليشيا “الحمزات”، والتي تعمل في قرية براد، لكن أفراد الجماعة لم يستجيبوا لطلب اللجنة ورفضوا إخلاء المنزل الذي تعود ملكيته للمواطن الكردي حنان قاسم من أهالي قرية إحرص، ويعمل ميكانيكياً. وأضاف المراسل المنزل يرتبط بمحل تجاري أيضاً.

في الرابع والعشرين من يناير/كانون الثاني أفاد مراسل عفرين بوست بأنه في موقف لافت يوم أمس الجمعة 22/1/2021 حضر مواطن من المكون العربي وأهالي قرية برج عبد الله إلى سوق الهال، وقد أحضر كمية من اللبن، وهو في غاية الغضب والانفعال، وقال: بسبب تصرفات هؤلاء… لم أعد أعرف أين القبلة، لقد أخرجوني عن ديني.

حكى المواطن ما جرى معه بحضور جمعٍ من الناس الذين سألوه عن سبب غضبه وانفعاله الشديد، فقال: خرجت صباح هذا اليوم، من الدار وفوجئت بوجود أشخاص بين أشجار الرمان، وأسرعت إليهم لأعرف ماذا يفعلون بين أشجاري في هذا الوقت المبكر، ولكنهم ولوا هاربين، ووجدتهم أنهم قطعوا نحو 50 شجرة رمان، ولولا ذهابي إليهم لقطعوا كل الأشجار، وقد عرفت الأشخاص الفاعلين، ولكن ليس بوسعي قول أي شيء.

المواطن لم يعرف اسمه الصريح إلا أن معارفه في السوق كانوا ينادونه باسم “أبو العيس”.

وفي سياق بيع أملاك أهالي عفرين أفاد مراسل عفرين بوست أنه تم بيع منزل المواطن الكردي عبدو محمد محمد من أهالي قرية ترميشا الكائنة في حي الأشرفية بمبلغ قدره 600 دولار أمريكي، والبائع هو ابن أخ المدعو أحمد كبصو المتزعم في ميليشيا الجبهة الشرقية وعضو ما يسمى “لجنة رد الحقوق والمظالم”.

في السابع والعشرين من يناير/كانون الثاني أفاد مراسل عفرين بوست بأن المدعو “أبو المجد” وهو عنصر في الاستخبارات التابعة للاحتلال التركيّ قام ببيع منزل ثانٍ بنفس البناء الذي يسكن فيه، وتعود ملكية المنزل للمواطن الكردي محمد إبراهيم جعفر وموقعه في حي الأشرفية قرب صيدلية الحياة.

كما نظم المدعو “المجد” عقد إيجار لمنزل لمدة سنة والمستأجر هو مستوطن ينحدر من بلدة خان السبل في محافظة إدلب، وتعود ملكية المنزل للمواطن الكردي أبو جهاد من أهالي قرية كرزيليه/ قرزيحل وهو مازال يعيش في القرية. وقد ذهب إليه المدعو أبو المجد” مصطحباً العقد وألزمه بوضع بصمته على العقد وأخذ كامل مبلغ بدل الإيجار وهو 100 دولار أمريكي.

في سياق آخر ترفض جماعة المدعو “فراس أوسو” من ميليشيا “الجبهة الشامية” إعادة المحلات التجارية العائدة ملكيتها للمواطنين الكرد، والمستولى عليها من قبلهم والكائنة في محيط دوار القبان، والمواطنون هم كل من:

1ــ محمد مصطفى رشيد من أهالي قرية كوندي مازن (محل بيع فروج)،

2ــ علي حميد من أهالي قرية كوندي مازن (محل بيع غاز).

3ــ المواطنة فيدان حميد وهي شقيقة المواطن علي حميد

4ــ المواطنة ألماز محمد من أهالي مدينة عفرين (المكون العربي).

5ــ المواطن أحمد شيخو من أهالي قرية “كوندي شيخ”.

وأضاف المراسل بوجود عشرات المحلات التجارية التي لم تتسنَّ الفرصة لمعرفة أسماء مالكيها.

وفي سياق رفض المستوطنين إخلاء العقارات المستولى عليها، ذكر مراسل عفرين بوست أن مستوطناً ينحدر من منطقة جبل الحص في ريف حلب الجنوبي يرفض إخلاء منزل مستولى عليه وتعود ملكيته للمواطن الكرديّ إبراهيم محمد علي من أهالي بلدة شران، ويقع المنزل في حي الأشرفية فوق القاعدة التركيّة السابقة، رغم أنه تقدم بعدة شكاوي إلى لجنة ما يسمى رد الحقوق والمظالم، التي قامت بزيارة المنزل، وعلموا أنّ المستوطن تربطه علاقة قرابة للمدعو أبو رياض قائد الشرطة العسكرية، وبدل إخراجه من المنزل قاموا بتنظيم عقد إيجار صوري لمدة ستة أشهر مقابل مبلغ بدل إيجار شهري مقداره 15 ألف ليرة سورية، ولكنه غير ملزم بدفع المبلغ فعلياً.

وفي إطار تجارة العقارات والبناء في مدينة عفرين المحتلة، تقوم جماعة “المعتصم” بإكساء بناء سكنيّ يتألف من ثمانية شقق سكنية، على الهيكل، وتبيع الشقة الواحدة بمبلغ 700 دولار، ويقع البناء قرب عند مدرسة ميسلون، على الشارع الرئيسي فيما يُعرف بطريق حلب، وتعود ملكيته للمواطن الكردي محمد هورو من أهالي قرية شيخخورزة في الأشرفية.

ما زال الإعلام التركي والإخواني التابع له، يروّج لعمل لجنة ما يُسمى “رد الحقوق والمظالم” ويذكر أرقاماً مزورة لعدد القضايا التي أُحيلت إليه وتم حلها، والحقيقة أن مهمتها تثبيت الاحتلال عبر شرعنة الاستيطان باسم تنظيم عقود الإيجار الشكلية تحت طائلة التهديد.

في السادس والعشرين من يناير/كانون الثاني علمت عفرين بوست من مصادرها أن تجاراً أتراك دخلوا مؤخراً إلى سوق العقارات بمركز إقليم عفرين المحتل، وأقدموا على شراء عدة محاضر عقارية بمبالغ وُصفت بـ “الخيالية”.

وأوضحت المصادر بأن تجاراً أتراكاً اشتروا محضراً عقارياً تعود ملكيته لآل الغباري، ويقع العقار على طريق جنديرس، وتم البيع بوساطة عنصر بالاستخبارات التركية.

كما جرت جلسة مساومة على قبوٍ (طابق أرضي) يقع على طريق جنديرس بمحيط حديقة نوروز بعفرين المركز، وكذلك تم رصد بيع قبو تعود ملكيته لعائلة شفيع بلال، ولم تعرف تفاصيل الصفقة من حيث سعر البيع المتفق عليه ويعرض التجار الأتراك أسعاراً وصفت بـ “الخيالية”،

من جهة أخرى رفض مسلحون من ميليشيا “السلطان مراد” التابعة للاحتلال التركي تسليم المنازل التي استولوا عليها في بلدة بلبل/بلبله بريف عفرين، إلى أصحابها بذريعة “عمالتهم” لقوات سوريا الديمقراطية.

وفي سياق عمليات انتزاع الملكيات يُذكر أن المدعو (أبو عثمان التركماني) وهو المسؤول الاقتصادي في ميليشيا “السلطان مراد” استولى منذ احتلال إقليم عفرين على نحو 146 ألف شجرة زيتون تتوزع على عدد كبير من الحقول وعدد من قرى ناحية بلبله، وهو يتخذ من منزل المواطن الكردي المهجر (عفدي معم كوريه) في قرية كاريه صاغر أوباسي مقراً له، ويشرف على عمليات سرقة المحاصيل والحطب في الحقول العائدة لمهجري عفرين.

وفي مركز مدينة عفرين، أقدم المدعو (أحمد بظو) وهو مسلح من ميليشيا “الجبهة الشامية” على بيع محلين تجاريين في حي الأشرفية قرب جامع بلال بمبلغ قدره 800 دولار أمريكي، وتعود ملكيتهما للمواطن الكردي المهجّر محمد إبراهيم من أهالي قرية كاخرة.

في الثلاثين من يناير/كانون الثاني أفاد مراسل عفرين بوست بأن مسلحي ميليشيا “السلطان سليمان شاه”” في ناحية شيه/شيخ الحديد، استولت على أرض زراعية، مساحتها 7 دونماً، وتعود ملكيتها للمواطن الكُردي مصطفى بوزك، تمهيداً لإقامة مشفى عليها.

كما تخطط الميليشيا التي يتزعمها المدعو “محمد الجاسم”، لبناء جامعٍ بتمويل من وقف الديانة التركية، وذلك بعد الاستيلاء على محضر عقاري في حارة شكاكا ببلدة شيه، والتي تعود ملكيتها لعائلة “تيتي”، بحسب المعلومات المتوفرة فإن الجامع سيحمل اسم “شروق” تكريما لوالدة “أبو عمشة” التي توفيت في الآونة الأخيرة.

وفي مدينة عفرين أقدمت ميلشيا الجبهة الشامية على الاستيلاء على مبنى سكني كامل يقع على طريق راجو، علما أن ملكيته تعود للمواطن “عدنان الكهربجي”، رغم وجوده في المدينة.، الذي تقدم بشكوى إلى ما تسمى بـ “لجنة رد الحقوق” التابعة للائتلاف الإخواني، إلا أنها رفضت البت في القضية، وحثته على التفاهم مع المسلحين الذين يستولون على البناء.

السرقات والإتاوات في عفرين

في الثالث من يناير/كانون الثاني أفاد مراسل عفرين بوست أن مسلحي ميليشيا “السلطان مراد” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، نفذوا عمليات سطو مسلحة خلال ليلة رأس السنة، بحق مواطنين كُرد في مدينة عفرين، وجرى خلالها مصادرة 4 دراجات نارية بحجة احتفالهم بأعياد الميلاد التي تحظرها المليشيات الإسلامية المرتبطة بتنظيم الإخوان المسلمين. ووثق المراسل أسماء ثلاثة مواطنين جرى سلبهم دراجاتهم النارية وهم كل من (دليل رفعت من قرية قده- كمال محمد من قرية بعدينا – محمد كمال من قرية شيخ). وكانت ميليشيا “جيش النخبة” قد منعت سكان القرى الخاضعة لسيطرتها في ناحية موباتا/معبطلي من الاحتفال بأعياد رأس السنة الميلادية تحت طائلة الغرامة المالية والسجن لمن لا يلتزم بفتاوى الميليشيا، وخاصة في قرية شيخوتكا.

في السابع من يناير/كانون الثاني أفاد مراسل عفرين بوست في مركز إقليم عفرين المحتل، بأن صاحب مولدة كهربائية “موزع أمبيرات” في حي الأشرفية، اضطر لإيقاف العمل بسبب إقدام متزعم ميليشيا “الشرطة العسكرية” التابعة للاحتلال التركي، على سحب العشرات من “الأمبيرات” الكهربائية مجانا. وأوضح المراسل أن مقر الميليشيا سحبت 145 أمبير من المولدة دون أن يدفع المستحقات المالية، بينها 40 أمبيراً لمتزعمها المدعو “محمد الحمادين” المكنى بـ “أبو رياض”.

في الرابع من يناير/كانون الثاني أفاد مراسل عفرين بوست باستمرار عمليات السرقة والسطو المسلح بحق الممتلكات الخاصة والعامة مستمرة، إذ تم رصد سرقة بعض العدادات والأكبال الكهربائية والتي تم تركيبها حديثا في حي المحمودية من قبل مسلحي ميليشيا “السلطان مراد” كما جرت ليلة أمس الأحد، عملية سطو مسلحة واستهدفت تشليح شاحنة محملة بالإطارات في وادي “تيرا”/ راجو، وتم سلب السائق “إدلبي” مبلغ 1800 دولار أمريكي إضافة لـ 3000 ليرة تركية، علما أن الشاحنة تعود ملكيتها لتاجر من بلدة سرمدا.

في السابع من يناير/كانون الثاني أفاد مراسل عفرين بوست بأن ميليشيا “السلطان مراد” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، إتاوة مالية كبيرة على أهالي قرية إيكيدام – ناحية شران، في إطار سياسة التضييق على السكان الأصليين الموضوعة من قبل سلطات الاحتلال التركي. وبحسب مصادر عفرين بوست الخاصة فإن الميليشيا التي يتزعمها المدعو “أبو يزن” فرضت مبلغ مئتي دولار أمريكي على كل عائلة مقيمة في القرية، تحت طائلة حجز الآليات أو الممتلكات من منازل وحقول في حال الامتناع عن الدفع.

في العاشر من يناير/ كانون الثاني ذكر عفرين بوست أنّ ميليشيا “الجبهة الشامية” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، تواصل استغلال حادثة تفجير العبوة الناسفة الذي استهدف سيارة المدعو (أبو محمد حزواني) في 18/12/2020 في سوق بلدة موباتا. للتضييق على أهالي بلدة موباتا/معبطلي وعدد من القرى المحيطة بها، ورغم نجاة المدعو “حزواني” من التفجير المريب، فقد نفذت الميليشيا سلسلة من الأعمال الانتقامية بحق الأهالي، وآخرها فرض إتاوة لتركيب كاميرات مراقبة لدواعٍ أمنية. وأفاد مراسل عفرين بوست بأن متزعمي ميليشيا “الجبهة الشامية” التي تسيطر على مركز ناحية موباتا/ معبطلي وعددٍ من قراها قد فرضوا إتاوة مالية مقدارها 20 دولار أمريكي على كل محل في سوق البلدة بذريعة تركيب كاميرات مراقبة، ويقود ميليشيا “الشامية” في بلدة موباتا ثلاثة مسلحين هم كلٌّ من:

1ــ أبو جعفر حنفي من أهالي دوما بريف دمشق

2ــ أبو محمد حزواني من بلدة دير حافر بريف حلب الشرقي

3ــ أبو أيوب عمر

ومن المفترض تركيب كاميرات في محيط المنزل الذي استولى عليه المدعو “حزواني” وأبو جعفر لكونهما يسكنان في البناء نفسه.

وقد شنت الميليشيا بحجة الحادثة حملات اعتقال واسعة النطاق شملت العشرات من المواطنين بما فيهم نساء، وتجاوزت مركز الناحية إلى القرى القريبة منها، وتطاول كثيراً على الأهالي وأساؤوا معاملتهم ووجهوا إليهم كلمات نابية

في العاشر من يناير/ كانون الثاني أفاد مراسل عفرين بوست بأن أربعة مسلحين من ميليشيا “الحمزات” اعتدوا يوم السبت 9/1/2021، في الأشرفية على شابين، الأول من قرية كفر حمرة والثاني من المكون العربي من عفرين اسمه محمد إبراهيم/17عاما/، وهو من عشيرة العجيل من قرية قره تبه- مركز عفرين.

وبنتيجة الاعتداء سلب المسلحون من الشابين هواتفهم ومبلغاً مالياً يقدّر بـ 50 ألف ليرة سورية، ولم يكتفي المسلحين بذلك بل حاولوا اختطافهما بواسطة سيارة فان عسليّة اللون، إلا أن الشابين تمكنا من الهروب، على الرغم من وجود نقطة لشرطة الاحتلال وتتمركز قرب القاعدة التركية جانب الخزان، إلا أنهم لم يتدخلوا.

جرائم الاعتداء البدني..

في التاسع من يناير/ كانون الثاني ذكر موقع عفرين بوست نقلاً عن مصادره أنّ مسلحين تابعين لميليشيا “سمرقند اعتدوا يوم السبت 8/1/2021، بالضرب المبرح على المواطن الكُردي خليل أحمد عيسى أمام منزله في بلدة كفرصفرة – جنديرس، بعد تصديه للتضييق الذي يمارسه المستوطنين بحقه، وألحقوا به ضرراً ماديّاً، وقد شكّلت ميليشيا “لواء سمرقند” دورية ضمّت عشرة مسلحين بقيادة المدعو “أبو مهند” وقصدوا منزل المواطن “خليل” واعتدوا عليه بالضرب المبرح، أمام باب منزله وعلى مرأى زوجته وأطفاله الأربعة. وأكدت المصادر أن “خليل 39عاما” أصيب بكسور وكدمات قوية في مختلف أنحاء جسمه نتيجة الاعتداء البدنيّ الشديد، وتم إسعافه إلى المشفى، وبعد تلقيه العلاج عاد إلى منزله ولا يزال طريح الفراش.

في الثامن عشر من يناير/كانون الثاني ذكر مراسل عفرين بوست أن نجل المدعو “عامر المحمد”، وهو متزعم في ميليشيا “السلطان سليمان شاه- العمشات” التابعة للاحتلال التركي فيما ابنه عنصر في شرطة الاحتلال التركي بعفرين، اقتحم يوم الإثنين 18/1/2021 مشفى جيهان الخاص وأشهر سلاحه على الطاقم الطبي للمشفى، واعتدى عليهم بالضرب ووجه لهم الإهانات، بسبب قيام إدارة المشفى بتحويل قريب له مُصابٍ بمرض كورونا إلى المشفى العسكري (الشهيد فرزندا). وحاول مسلحون من ميليشيا “السلطان مراد” التدخل، إلا أن جنود الاحتلال التركي منعوهم من دخول المشفى.

 وعُرف من بين المعتدى عليهم كل من: الممرضة الكردية (سلوى) والممرض أحمد وهو من أهالي بلدة مريمين/ريف عفرين الشرقي، وطبيب كردي آخر لم يتمكن المراسل من توثيق اسمه، كما هدد مدير المشفى الدكتور صبري حنان” وأشهر السلاح في وجهه. 

ولا يقتصر السلوك العدواني لمسلحي الميليشيات الإسلامية تجاه العاملين في المرافق العامة، على هذه الحالة فقط، فقد سبق أن هدد المدعو “أبو عمشة” متزعم ميليشيا “العمشات” العاملين في مخبز “شيه/ شيخ الحديد” بالاعتقال والتعذيب بسبب اعتباره جودة الخبز الذي ينتجه المخبز سيئة.   

في الرابع والعشرين من يناير/كانون الثاني أفاد مراسل عفرين بوست بأن عناصر مسلحين تابعين لميليشيا “الجبهة الشامية” أقدموا الساعة السادسة من صباح يوم الجمعة 22/1/2021 على سرقة عشرة من الأغنام اليوم من المخيم الكائن في محيط الخزان.

وفي حادثة ثانية تمت سرقة 30 جرة غاز من محل يقع على طريق السرفيس في حي الأشرفية تعود ملكيته إلى المواطن الكردي “أبو رسول” من أهالي قرية كازيه.

والحادثة الثالثة كانت في قرية تللف، من منزل المواطن محمد علي من أهالي القرية الذي يعمل في تجارة الحطب بالجملة، وبسبب كون الدار من الطراز العربي فهناك متسع من المكان يستخدمه كمستودع للحطب.

 اضطر المواطن محمد علي قبل أيام للغياب عن منزله لأخذ زوجته المريضة إلى مشقى ديرسم في مدينة عفرين، وغاب لمدة يومين. وبعودته إلى الدار يوم الثلاثاء 19/1/2021 وجد أنّ أكثر من نصف الحطب في البيت قد سُرقته كما سُرقت مولدة الكهرباء من نوع بترا.

اقتتال المليشيات التركية والإخوانية

في الثالث من يناير/كانون الثاني أفاد مراسل عفرين نشب شجار بين مسلحين من ميليشيا “الحمزات” الإسلامية ومستوطني الغوطة الشرقية ظهر الأحد 3/1/2020، ليتطور إلى اشتباك بالأسلحة الخفيفة في حي المحمودية بمركز إقليم عفرين المحتل، ما أدى لإصابة طفل من مستوطني الغوطة برصاصة طائشة. ووفقاً لمراسل عفرين بوست، فإن مسلحين من ميليشيا “الحمزات” أقدموا على محاولة سرقة دراجتين ناريتين تعود ملكيتها لمستوطنين من الغوطة الشرقية، إلا أنه ومع محاولتهم صد عملية السرقة نشب شجار بين الطرفين ليتطور لاشتباكٍ بالأسلحة الخفيفة، ما أسفر عن إصابة طفل غوطاني بالرصاص في منطقة كازية المحمودية.

في الثامن من يناير/ كانون الثاني شهدت بلدة كفر صفرة – جنديرس تفجير عبوة ناسفة كانت مزروعة في سيارةٍ قدمتها سلطات الاحتلال التركي هدية لمتزعم في ميليشيا “سمرقند” التابعة للاحتلال التركي. وبحسب مصادر عفرين بوست، فإن سلطات الاحتلال التركي أهدت سيارة نوع “ميتسوبيشي” لنائب متزعم ميليشيا “سمرقند”، وبعد استلامها قادها إلى المنزل الذي يحتله في مدخل بلدة كفرصفرة، ولما همَّ بغسلها اكتشف عبوة ناسفة مزروعة أسفل السيارة، فأبلغ قوات الاحتلال التركيّ لترسل بدورها فريقاً فنياً مزوداً بمعدات حديثة إلى الموقع، ويتم تفجير السيارة داخل المنزل في مشهد مسرحيّ مصور، للتنصل من مسؤولية زرع العبوة في السيارة قبل تقديمها كهدية للمسلح.

 وتعود ملكية المنزل للمواطن الكردي المهجر (خليل حنان خلو) الكائن في المدخل الغربي للبلدة بجانب قناة الري، ويحتله نائب متزعم الميليشيا “نضال عموري” منذ احتلال البلدة.

وترجح المصادر أن قوات الاحتلال كانت تنوي التخلص من المدعو نضال عموري، عبر تقديم هدية مفخخة له، إلا أن الأمور لم تمضِ كما خُطط لها.

لكن هذه “العملية – المسرحية” تطرح السؤال مباشرة حول مسؤولية تنفيذ العشرات من عمليات التفجير التي ضربت الإقليم منذ احتلاله أواسط آذار 2018، ولم يُكشف عن منفذي أيّ منها، وتعمد سلطات الاحتلال إلى اتهام قوات سوريا الديمقراطية بتنفيذها وشن حملات لاعتقال المواطنين الكرد وابتزازهم ماليّاً، رغم أن قوات الاحتلال هي التي تدبر وتفتعل تلك التفجيرات، بهدف إدامة حالة الفلتان الأمني والفوضى للتضييق على السكان الأصليين وتهجيرهم.

في التاسع من يناير/ كانون الثاني أفاد مراسل عفرين بوست بأن عناصر مسلحة من ميليشيا “الحمزات” التابعة لجيش الاحتلال التركي تحاصر قرية فريرية بناحية جندريسه في عفرين بعد وقوع اشتباكات على خلفية تقاسم الممتلكات. ونقل مراسل عفرين بوست عن مصادر أن ميليشيا “فرقة الحمزات” فرضت حصار على قرية فريرية اليوم لمدة ثلاث ساعات ووضعت حواجز في مدخل القرية ومنعت المواطنين من الدخول والخروج من القرية. وجاء الحصار بعد اندلاع اشتباكات بين مسلحي مليشيا فرقة الحمزات على خلفية تقاسم ممتلكات أهالي القرية.

في العاشر من يناير/ كانون الثاني ذكر عفرين بوست أفاد مراسل عفرين بوست بأنّ مسلحي ميليشيا “الجبهة الشامية” بمساندة من الاستخبارات التركية طردوا مستوطنين من مخيم عشوائي أقيم قرب بلدة معبطلي بريف عفرين، وقد استخدم المسلحون العنف المستوطنين من قاطني المخيم، الذين رفضوا مغادرة المخيم المكوّن من أكثر من 30 خيمة، وبعدها بدأت بعض العوائل التحضير لمغادرة المخيم مضطرة. فيما ذكر المرصد السوري نقلاً عن مصادره، بأن المسلحين طردوا النازحين من المكان لإقامة مخيم بديل في المكان نفسه.

وعلم عفرين بوست من مصادره الخاصة أن المسلحين وعوائلهم لا يسكنون في الخيم، بل في منازل أهالي عفرين المستولى عليها، وأما معظم المخيمات العشوائيّة فتضم عوائل من البدو الذين يعملون في تربية الأغنام، ويسرحون بقطعانهم في الأراضي الزراعيّة لأهالي عفرين، ولهم علاقات وثيقة مع المسلحين، لتأمين المنتجات الغذائية (الحليب والألبان).

ورغم أن رعاة الأغنام ليسوا عناصر منظمة في صفوف الميليشيات إلا أن المخيمات لا تخلو من وجود السلاح، ولا يختلفون بسلوكهم عن المسلحين والمستوطنين. وقد وقعت في عفرين حوادث اعتداء كثيرة من قبل رعاة الأغنام على أهالي عفرين، عند ممانعتهم دخول الأغنام في حقولهم، كما حدث مع الشهيد المسن علي محمد أحمد” الملقّب عليكي (74 عاماً). فقد أقدم ثلاثة رعاة للأغنام على ضربه بالعصي واللكمات، بعدما طلب المسن الرعاة إخراج أغنامهم من أرضه القريبة من منزله والتي يُقدر عددها 200 رأس. ليرد الرعاة الثلاثة أنهم حرّروا هذه الأرض بدمائهم وستبقى لهم، وعلى الكرد أن يخرجوا منها. وأدى الضرب إلى نزيف بالدماغ، ليفقد حياته أثناء إسعافه إلى المشفى في عفرين. وكان الشهيد عليكي يُعاني من مرض في القلب، وسبق أن خضع لجراحة قلبية.

وتنتشر بين البدو ظاهرة تعدد الزوجات، وتتوزع العائلة الواحدة على خيمتين أو ثلاث حسب عدد الزوجات، ولكل زوجة حصة إغاثية خاصة بها، ومن الدارج أن تلك العوائل تقوم ببيع الحصص الإغاثية، ما يؤمن لها دخلاً شهرياً لهم قد يتجاوز مبلغ 500 ألف شهرياً. وباتت تجارة المواد الإغاثية ظاهرة مألوفة في منطقة عفرين المحتلة، وتجوب سيارات جوالة القرى لشراء المواد الإغاثيّة، وكثيراً ما يحضر سماسرة إلى في مراكز توزيع المواد الإغاثية لشراء المواد مباشرة.

فيما تنتشر ظاهرة الاتجار بالمواد الإغاثية وسرقتها أيضاً، يُحرم أهالي عفرين الكرد غالبا من المواد الإغاثية بحجة أنهم ميسوري الحال وأصحاب أملاك وكذلك لدوافع عنصرية.  

في الثاني عشر من يناير/ كانون الثاني قال عفرين بوست إنه علم عفرين بوست من مصادره في مركز إقليم عفرين المحتل، أن عدداً من مسلحي الميليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين ألقوا سلاحهم، رفضاً للقتال على جبهات عين عيسى، بسبب عدم مشاركة طيران الاحتلال التركي في المعارك وخشيتهم من المواجهة المسلحة مع مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية دون مشاركة سلاج الجو. وأوضحت المصادر أن كلاً المدعو ”أبو أسامة ومعتصم الله الحلبي” من مسلحي “ميليشيا الحمزات” رفضا التوجه إلى عين عيسى خوفاً من الضربات القوية التي يتلقاها المشاركون في العدوان التركي على بلدة عين عيسى شمال الرقة، مشيرة إلى رفض عشرات المسلحين القتال في تلك الجبهة في ظل عدم حصول أنقرة على الضوء الأخضر لاستخدام سلاح الطيران.   وأكدت المصادر أن المسلحين المذكورين أعلاه، سلما سلاحهما للميليشيا التي ينضوون في صفوفها وتركا العمل المسلح بعد رفضهم التوجه إلى عين عيسى.

في السادس عشر من يناير/كانون الثاني أفاد مراسل عفرين بوست بأن مسلحين من ميليشيا “جيش الإسلام” طعنوا يوم السبت 16/1/2021 المدعو “أبو وكيل الحمصي وهو متزعم في ميليشيا “الجبهة الشامية” لأسباب أخلاقية.

وأوضح المراسل أنَّ المدعو “أبو وكيل الحمصي” حاول دخول منازل زوجات قتلى ميليشيا “جيش الإسلام” في حي ترنده، بذريعة توزيع معونات عليهن، إلا أنّ مسلحين من ميليشيا “جيش الإسلام” فسروا ذلك بأنه تحرش بـ “زوجات الشهداء” وأقدموا على طعنه عدة طعنات، ما أدى لتوتر بين الفصيلين المسلحين التابعين للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين.

وأضاف المراسل أن التوتر توسع ووصل إلى منطقة دوار كاوا، وسط استقدام ميليشيا “الجبهة الشامية” تعزيزات عسكرية من مدينة إعزاز المحتلة.

وفي تصعيد للتوتر، أفاد المراسل نقلاً عن أوساط المسلحين، أن الشرعي في “جيش الإسلام” المدعو “سمير كعكة” وصف مسلحي “الجبهة الشامية” بـ “الخوارج” وحض عناصر الميليشيا على قتالهم، وفي حال قُتل أحدهم فإن أجره “أجر شهيدين” بحسب الفتوى التي أصدرها. 

مهجرو عفرين في الشهباء وشيراوا..

في الثالث من يناير/كانون الثاني، نشر عفرين بوست ألقت عفرين بوست الضوء على حالة عائلة عفرينيّة مهجّرة، اجتمع فيها البلاء كالإعاقات والتشوهات الخلقية، وفي زمن الحرب وبلد الحرب تجتمع البلايا لتلقي بأعبائها الثقيلة جداً على كاهل الأهالي، إذ تطيح الحرب وظروف النزوح بكلّ مقومات الحياة، وخيمة التهجير لا تنفع مكاناً للأصحاء، فكيف حال الأسر التي لديها أولاد معاقون أو مسنون أو مرضى يحتاجون لعناية خاصة، وقصة المواطن الكردي مصفى شيخو مثال اجتماع البلايا في أسرة عفرينيّة مهجرة.

عفرين بوست التقت أسرة مهجرة قسراً من عفرين، تعيش حالياً في مخيم التهجير القسريّ في ظروف بالغة الصعوبة، وفي تعريف أولي يقول رب العائلة: اسمي مصطفى شيخو من أهالي قرية شوديريه، أنا أبٌ لأربعة أولاد، بينهم اثنان يعانون من مرض الشلل الدماغي منذ ولادتهم وهما فاطمة (22 عاماً) وهوزان (18 عاماً)، حينما كنا على أرضنا عفرين كان وضعنا جيد ولم نكن نحتاج لأحد، فلدينا وارد ماديّ من الموسم، وعمل متواصل وبذلك كنا نتدبر عيشنا”.

ويضيف: “في خروجنا قسراً من عفرين واجهنا الكثير من المصاعب في ظل البطالة وعدم دخول المنظمات الدولية وتقديم المساعدات لمهجري عفرين ولا نتمنى أن يعيش أحد أخر هذه الصعوبات، مأساة هذين الطفلين يصعب تحمله حيث أن علاجهم يتطلب السفر لدول أوروبا”.

يوم التغريبة وخروج عشرات آلاف الأهالي سيراً على الأقدام عبر الحقول، كان استثنائياً في تاريخ عفرين ويشكّل جزءاً مهماً من ذاكرة المواطن العفريني، والمواطن مصطفى يسترجع ذلك اليوم: “يوم تهجيرنا من عفرين عانينا كثيراً مع حال هؤلاء الأولاد مع عدم توفر سيارة ولم يكن هناك من يساعدنا ويحملنا، فقد كان كل الأهالي منشغلين بحالهم، وسط قصف جيش الاحتلال التركي بالطائرات والقذائف، ودمروا منازلنا وقطعوا أشجارنا ونهبوا ممتلكاتنا ولم يتركوا شيئاً من خلفنا.

يتذكر مصطفى مشوار المسير: “بواسطة دراجة نارية ومن سيارة إلى أخرى بصعوبة في حمل ونقل أولادي مشلولين، استطعت إنقاذهم من الخطر، وأوصلهم إلى مدينة نبل، وهناك حاجز تابع لقوات النظام السوري، طالبونا بمبلغ قدره 100 ألف ل.س، فشرحنا لهم أوضاعنا، وأننا نزحنا هرباً من القصف، وتركنا كل شيءٍ خلفنا، ولا نملك المال، وأن لدي ولدان معاقان، إلا أن كل ذلك لم يغير من الأمر شيئاً، بل على العكس أهانونا بالكلام، وخيّرونا بين دفع المال أو العودة من حيث جئنا، إلى مكان القصف، وبذلك اضطررنا أن ندفع لنعبر الحاجز”.

من المؤكد أن مخيم التهجير ليس بديلاً للوطن، ولا تتوفر فيه مصادر العيش، والحاجة ماسة للمساعدة، فالتهجير انتقال من الاكتفاء إلى الحاجة، ويقول المواطن مصطفى: “نحن الآن في الشهباء وليس هناك مصدر رزق، وما من منظمات تساهم في مساعدتنا، وقد راجعنا الكثير من الأطباء في سوريا، وأكدوا عدم وجود علاج لهذا المرض في المنطقة، ما يستوجب السفر للعلاج خارج البلاد، أتمنى أن يصل صوتي للعالم، إلى من يعرف معنى حقوق الإنسان، وحجم المعاناة بوجود ولدين مشلولين مقعدين على الأرض، وأن يساعدوننا لعلاجهم في الخارج”.

الزوجة تشاطر زوجها المعاناة وربما كان العبء على كاهلها أكبر، وتقول بنبرة كسيرة: “اسمي سهام علوش، أنا والدة هذين المعاقين، وأواجه الكثير من الصعوبات اليومية معهم، بدءاً من طعامهم الذي لا يأكلون سواه منذ أكثر من 20 عاماً وهو الحليب فقط، وفي كل صباح استيقظ لأحضر لهم الحليب وأغيّر ملابسهم، وفي ظل هذه الظروف مع أيام الشتاء، وضعف الإمكانيات وعدم توفر المحروقات تزداد المعاناة حدةً”. وتختم الأم بمجرد الأمنية: “أتمنى من المنظمات الدولية والإنسانية، وكل من يسمع صوتي بأن يساعدوننا لتقديم العلاج والعون لهذين المعاقين”.

عائلة المواطن مصطفى شيخو هي واحدة من آلاف القصة، والذاكرة العفرينية أضحت اليوم مختزن عشرات آلاف قصص الوجع التي تحتاج للعون والدعم، وستبقى دون علاجٍ، إلا أن يعود العفريني إلى بيته ويزول الاحتلال.

القصف التركي على جغرافيا التهجير:

في الثاني من يناير/كانون الثاني قصفت قوات الاحتلال التركي وميليشياته الإسلامية مساء اليوم، بلدة تل رفعت ومحيطها في مناطق الشهباء، بعدة قذائف مدفعية، دون ورود معلومات عن خسار بشرية. ووفقاً لمراسل عفرين بوست فإن بلدة رفعت ومحيطها شهدت سقوط أكثر من عشرة قذائف حتى لحظة إعداد الخبر، مشيرا إلى أن القصف مستمر ويتم بشكل عشوائي.

وكانت قوات الاحتلال التركي قد قصفت ظهر اليوم أيضا عدة قرى في مناطق الشهباء بالصواريخ سقطت بعضها في محيط قرية منغ ومطارها.

  في حين ذكرت قنوات إعلامية موالية للاحتلال التركي أن القصف يأتي ردا على استهداف قوات تحرير عفرين جنودا أتراك بواسطة القنص، بينما لم يصدر أي بيان من تلك القوات بشأن الاستهداف المشار إليه.

في الحادي عشر من يناير/ كانون الثاني ذكر مراسل عفرين بوست في مناطق الشهباء أنّ قوات الاحتلال التركي وميليشياته الإسلامية تقصف مساء اليوم الإثنين، مدينة تل رفعت بشكل عشوائي، مشيرا أن القصف تسبب في إلحاق أضرار بالمباني السكنية حتى الآن، فيما لم ترد بعد أنباء عن الخسائر البشرية.

في التاسع عشر من يناير/كانون الثاني قصفت قوات الاحتلال التركي والميليشيات الإسلامية التابعة لها مساء اليوم الثلاثاء، قريتي مرعناز والعلقمية التابعتين لناحية شران بريف إقليم عفرين الشرقي. وفقا لمراسل عفرين بوست في المنطقة. وأفاد المراسل أن نحو 7 قذائف مدفعية وصاروخية سقطت على القريتين، دون ورود أنباء عن الخسائر البشرية.

وجاء القصف التركي عشية حلول مناسبة السنوية الثالثة لبدء العدوان التركي على إقليم عفرين في 20 كانون الثاني.

وأضاف المراسل أن قوات الاحتلال تمنع منذ يوم أمس دخول الشاحنات الكبيرة من ولوج المدينة، تحسبا لأي طارئ مع دخول احتلال الإقليم الكردي عامه الرابع.  

في العشرين من يناير/كانون الثاني أفاد مراسل عفرين بوست في مناطق الشهباء بأن مدفعية الاحتلال التركي وميليشياته الإسلامية أقدمت مساء اليوم الأربعاء، على قصف مدينة تل رفعت وأطراق قرية شيخ عيسى، بالمدفعة والصواريخ، وذلك انطلاق من قاعدتها في قرية كلجبرين بريف إعزاز.

وأوضح المراسل أن أكثر من ١٢قذيفة سقطت على ناحية تل رفعت ومحيط الناحية وقرية شيخ عيسى. ولايزال القصف مستمر حتى هذه اللحظة.

وأضاف المراسل أن الاحتلال التركي قد وسّع بعدها نطاق استهدافه المدفعي ليشمل قرى بيلونية ومالكية وشوراغة في ناحية شرا، وكذلك طال القصف قريتي بينه وصوغانكه التابعتين لناحية شيراوا بمنطقة عفرين بالمدفعية والهاوان.

ويأتي القصف التركي المتجدد بالتزامن مع حلول السنوية الثالثة للعدوان على إقليم عفرين الذي بدأ في 20/1/2018.

مساء يوم المجزرة السبت 23/1/2021 جددت قوات الاحتلال التركي وميليشياتها الإسلامية، القصف المدفعي على قرى مناطق الشهباء، وذلك بعد ساعات من ارتكابها مجزرة في مدينة تل رفعت، راح ضحيتها 11 مواطنا بين شهيد وجريح، بينهم نساء وأطفال.

وأكد مراسل عفرين بوست في المنطقة أن قوات الاحتلال التركي جددت قصف مناطق الشهباء مساء اليوم، انطلاقها من قواعدها في قرية كجبرين جنوبي مدينة إعزاز، حيث تم استهداف قريتي عين دقنة وبيلونية بأكثر من 15 قذيفة مدفعية، فيما لم ترد أنباء عن خسار بشرية، مشيرا إلى القصف لا يزال مستمراً بوتيرة متقطعة.

في الرابع والعشرين من يناير/كانون الثاني شيّع الآلاف من أهالي الشهباء ومهجرو عفرين الشهداء المدنيين (طفلين وامرأة)، ضحايا مجزرة القصف التركي وميليشيات الإخوانية يوم السبت 23/1/2021 إلى مثواهم الأخير مقبرة ناحية فافين، بمشاركة ممثلين عن هيئات ومؤسسات الإدارة الذاتية الديمقراطية، مجلس مقاطعة الشهباء.

بحسب مراسل عفرين بوست في المنطقة فإن المشيعين رفعوا صور الشهداء الثلاث (ماجد ياسر سكران البالغ 8 سنوات، عبد المحسن سكران 12 عام من أهالي تل رفعت والمواطنة نازلية محمد مصطفى 55 عام وهي مهجرة عفرينية من أهالي من قرية سيمالكا التباعة لناحية معبطلي).

وانطلقت قافلة التشيع من مشفى(آفرين) بناحية فافين مروراً بالشوارع الرئيسة وصولاً إلى مقبرة الشهداء في الناحية.

ألقيت عدة كلمات خلال مراسم التشييع، بينها كلمة عضوة الهيئة التنفيذية لحزب الاتحاد الديمقراطي السيدة هدية يوسف، وعضو مجلس مقاطعة عفرين السيد محمد رمضان، والإدارية في مؤتمر ستار بناحية أحداث السيدة كولى محمد، وباسم عوائل الطفلان الشهيدان تحدث السيد بدر سكران.

أكد المتحدثون أن ارتكاب المجازر على يد الاحتلال التركي ومرتزقته والحصار المفروض على مقاطعة الشهباء من قبل النظام السوري هي ضمن سلسلة مترابطة وتهدف إلى إبادة وقمع أهالي عفرين.

من جهتها قالت وزارة الدفاع التركية في حسابها على “تويتر” أنها تمكنت من إحباط هجوم ومحاولة تسلل لمقاتلي “قسد”، من منطقة “تل رفعت”، نحو منطقة إعزاز المحتلة، مدعية أنها قتلت وأصابت 7 مقاتلين، رغم أن القصف المدفعي التركي أسفر عن استشهاد وإصابة 11 مدنيا بينهم أطفال ونساء، حيث جرى تشييع 3 شهداء اليوم أمام الكاميرات.

آثار عفرين..

في الثاني عشر نشر عفرين بوست معلومات عن أعمال التجريف في تل حلوبية، وذكرت نقلاً عن مديرية آثار عفرين التي تتخذ من مناطق الشهباء مقرا لها، أن تل “حلوبيه” الأثري تعرض لعملية حفر بالأليات الثقيلة وفتح طريق في الطرف الجنوبي الشرقي للتل لصعود وهبوط الأليات إلى سطح التل، مستندة في ذلك على صور فوتوغرافية تم التقاطها بتاريخ 24/8/2019، وكذلك صور فضائية تم التقاطها بتاريخ 11/9/2019.

ويقع تل “حلوبيه”/ناحية شرا- شران شمالي مدينة عفرين بانحراف طفيف نحو الشرق على بعد حوالي (12) كم تقريباً كخط نظر ويبعد عن قرية حلوبيه (علكة) بحدود (1) كم إلى الشمالي منها، وهو من التلال المسجلة بموجب القرار (244 / أ) الصادر عن وزارة الثقافة ـ المديرية العامة للآثار والمتاحف السورية عام (1981) م

وأضافت المديرية أن الصور الملتقطة تؤكد أن حادثة التعدي على الموقع الأثري لم يتم بشكل علمي ومنهجي، مشيرة إلى أن مساحة هذه الحفريات التخريبية تقدر بـ (3500) م2 على الأكروبول فقط، في حين لا يُعرف الحجم الحقيقي والدقيق لمساحة هذه الحفريات وأعماقها بعد تاريخ التقاط الصورة الأخيرة للموقع، كما لا يُعرف طبيعة المواد والقطع الأثرية التي ظهرت واُستخرِجت من التل الأثري نتيجة هذه الحفريات وكيفية التصرف بها.

 وحمّلت المديرية سلطات الاحتلال التركي وفصيل السلطان مراد تحديداً، مسؤولية تجريف الموقع الأثري وتدميره.

في السابع عشر من يناير/كانون الثاني أفاد مراسل عفرين بوست بأن مسلحي ميليشيا السلطان مراد التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، باشرت في قبل أيام، عمليات الحفر والتجريف في موقع “جبل حنا” قرب قرية قسطل كشك- ناحية شرا/شران، بواسطة استخدام آليات ثقيلة تم استقدامها للموقع.

وأوضح المراسل بأن الميليشيا جلبت آلة “باكر” يمتلكها شخص من محافظة إدلب يدعى أبو أحمد، مشيراً إلى أن شهود عيان قالوا له بأن المسلحين قد وجدوا بعض القطع الأثرية دون تبيان نوعها وأهميتها وإلى أي حقبة تعود، مضيفا أن الموقع يقع بجوار سكة القطار.

تزامناً مع ذلك أعلنت مديرية أوقاف ولاية “هاتاي” التركية، أنها أنهت مشروعي ترميم جامع عمر بن الخطاب، وضريح “النبي هوري”، في إقليم عفرين المحتل، والصور الجديدة التي تم تداولها لموقع النبي تظهر بوضوح حجم التغييرات التي أدخلت ليتحول الموقع إلى مكان سياحي أكثر منه موقعاً أثرياً.

وكانت مديرية أوقاف ولاية “هاتاي” التركيّة، قد أعلنت في 15/5/2020 ترميمَ مقام “النبي هوري” الأثريّ، ومسجد عمر بن الخطاب، وقال مدير أوقاف هاتاي، أوميت غوكهان جيجك، في مؤتمر صحفيّ: “المديرية العامة للأوقاف تُولي أهميةً كبيرةً لترميمِ وإحياءِ الآثارِ التي خلّفها الأجدادُ في سوريا”. وبذلك فإن أعمال الترميم استهدفت إضفاء سماتٍ عثمانيّةٍ على المكانِ وإمحاءُ أيّ أثرٍ لأيّ ثقافةٍ أخرى، وتغييرُ الدلالةِ التاريخيّةِ، ما يُخرجُ أعمالَ الترميم عن مسارها.

موقعُ النبي هوري شهد الكثيرَ من أعمالِ التجريف والحفر من قبلِ ميليشيات الاحتلال التركيّ بحثا عن اللُقى والقطعِ الأثريّة، حيث تم تجريف التربةِ على مساحة تعادل 60 هتكاراً (بقطر 2 كم) وهي مساحةٌ كبيرةٌ، وبذلك تمَّ تضييعُ الشكلِ الخارجيّ ومظاهر ِالمكانِ تماماً، والهدف من وراء ذلك التغطية على إحدى أكبر عملية سرقة للآثار التي جرت في إقليم عفرين.

الموقع الأثري بتاريخه الموغل في القدم والشاهد على حضاراتِ متعددة الأعراق تغيّرتِ اليوم ملامحه، وأضحى أثراً عثمانيّاً وخاصة المدفن الروماني.

 ونظمت سلطات الاحتلال حملة منظمة للبحث عن الآثار وتجريف المواقع الأثرية، مستخدمة في ذلك الآليات الثقيلة بعيداً عن الأساليب العلميّة المعتمدة عالمياً، في انتقامٍ واضح من حضارة الإقليم وثقافته. 

في الثالث والعشرين من يناير/كانون الثاني أفاد مراسل عفريت بوست أن مسلحين من ميلشيا “الحمزات” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، قد باشروا منذ أيام عملية النبش والتنقيب في مغارة أثرية في قرية ماراتي- مركز عفرين، بحثاً عن الكنوز اللقى الأثرية، بحسب مراسل عفرين بوست في مركز الإقليم.

 وأضاف المراسل أن المغارة تقع وسط القرية بجانب منزل المواطن أحمد بطال، مشيرا إلى الميليشيا، كغيرها من الميليشيات الإخوانية تعمل على نبش وتجريف الأراضي بحثاً عن الآثار، في القطاعات الأمنية الخاضعة لها.

أشجار عفرين ومحاصيلها..

في الثالث من يناير/كانون الثاني أفاد مراسل عفرين بوست بأن عناصر مسلحين أقدموا على قطع 30 شجرة زيتون من حقل يقع بعد مفرق قرية جوقه، وتعود ملكيته للمواطن الكردي إبراهيم عثمان من أهالي قرية جوقة. وفي السياق نفسه، تم قطع نحو 70 شجرة زيتون من حقل يقع بين قريتي كفر مز ومعرسكه/ معرسته الخطيب، وتعود ملكيته للمواطن الكردي المهجّر أحمد عثمان من أهالي قرية قورت قلاق.

فيما يستمر مسلحو ميليشيا “جيش النخبة” بالتحطيب الجائر وقطع الأشجار الحراجية في الحرش المطل على بحيرة ميدانكي في ناحية شران.

يذكر أن وتيرة أعمال قطع أشجار الزيتون تزداد في فصل الشتاء من أجل تجارة الحطب للتدفئة، وتتم بصورة جماعيّة من قبل الميليشيات لحقول كاملة، أو يقوم بها مسلحون ومستوطنون عبر التحطيب العشوائي إفرادياً.

في الرابع من يناير/كانون الثاني نشر عفرين بوست نقلاً عن بحسب مصادر عفرين بوست بأن عناصر مسلحين اقتلعوا نحو 220 شجرة زيتون تعود ملكيتها لثلاثة أشقاء في قرية بابليت التابعة لناحية جندريسه موزعة بينهم كما يلي:

– الشيخ عبد القادر شيخ كدرو: 100 شجرة من أصل 800 شجرة علماً أنه دفع للميليشيا مبلغ 1600 دولار أمريكي لتقوم بحماية حقل من القطع

–  عبدو شيخ كدرو: 70 شجرة زيتون

– مصطفى شيخ كدرو: 50 شجرة زيتون

وأضافت المصادر أن الميليشيا أقدمت على قطع أعداد أخرى من الحقول العائدة لأهالي قرية بابليت، دون التمكن من توثيق أسماء أصحابها وحجم خسائرهم من الحملة التي يشنها مسلحو لميليشيا لقطع أشجار الزيتون لبيع أحطابها وقطع أرزاق الأهالي.

في الخامس من يناير/كانون الثاني رصد مراسل عفرين بوست استيلاء مسلحين من ميليشيا السلطان مراد التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، على حقل يضم نحو 200 شجرة زيتون، وتعود ملكيته للمواطن الكردي “عبد الرحمن أمين محمد” (من أهالي قرية جومكي القريبة من مدخل مدينة عفرين –منطقة القوس). رغم تواجده في الإقليم.

وأضاف المراسل أن الميليشيا استولت أيضاً على موسم العام الحالي من ذلك الحقل، وبلغ محصوله نحو 150 جوال زيتون، مشيرا إلى المواطن الكردي تقدم بشكوى بحقهم لدى “لجنة رد الحقوق والمظالم” مطالباً بحقه، إلا أن للجنة رفضت البت في القضية.

ــ في التاسع من يناير/ كانون الثاني ذكر مراسل عفرين بوست أنّه في سياق الانتهاكات على أملاك أهالي عفرين الكرد أقدم مسلحو تابعون لميليشيا الحمزات في الخامس من الشهر الجاري على قطع 70 شجرة زيتون، تعود ملكيتها للمواطن (جميل حنيف آغا) من أهالي قرية حاج خليل (50 شجرة)، والمواطن الكردي محمد عثمان بريمو من أهالي قرية كويرا التابعة لناحية راجو (20 شجرة).

وفي قرية كورا بناحية راجو تم قطع 50 شجرة زيتون تعود ملكيتها للمواطن الكردي حنيف بريمو، وذلك صباح الثلاثاء 29/12/2020 من قبل مسلحي ميليشيا “الحمزات” ويقع الحقل على طريق قرية جقلمة.

في الحادي عشر من يناير/ كانون الثاني قال مراسل عفرين بوست إن مسلحين من ميليشيا “فيلق الرحمن” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، يقومون بشكل منتظم بقطع أشجار الزيتون من الحقول المحيطة بمعسكر قيبار، وينقلون الأحطاب بواسطة الدراجات الناريّة إلى مدينة عفرين لبيعها في مركز تجاريّ يقع بمحيط جامع “بلال” في حي الأشرفية. وأضاف المراسل أن أعمال القطع طالت حقلاً للزيتون يقع بين قرية قيبار ومريمين وتعود ملكيته للمواطن الكردي المهاجر (حسن حسن) والمقيم بألمانيا.  

وأقدمت ميليشيا “الحمزات” على تأجير حقل للزيتون، يقع على طريق كفرشيل- عفرين، ويبلغ عدد أشجاره 200 شجرة لمستوطن منحدر من مدينة خان شيخون، علماً أنَّ ملكيّة الحقل تعود لعالة “حسن أفندي”، كما قامت بتأجير أرضٍ زراعية في المنطقة ذاتها بمبلغ ألفي دولار أمريكي، ومدة العقد عامان. 

ــ في الرابع عشر من يناير/ كانون الثاني أفاد مراسل عفرين بوست بأن عناصر مسلحة أقدموا على قطع 35 شجرة زيتون تعود ملكيتها للمواطن الكردي محمد يعقوب، ومكان الأشجار المقطوعة في موقع بين القوس وقرية قيبار فوق جومكي. وفي حقل يقع قرب قرية أستير- مركز عفرين، أقدم مسلحون على قطع 15شجرة زيتون تعود ملكيتها للمواطن الكردي أحمد خليل، وهو من أهالي قرية قسطل كشك.

 يشار إلى أن ميليشيات الاحتلال التركي وذويهم من المستوطنين، قضوا على أكثر من نصف مليون شجرة زيتون، عبر تنفيذ عمليات قطع بهدف الاتجار بأحطابها، علاوة على عمليات القطع التي تطال الأشجار المثمرة الأخرى من لوز ورمان وتوت وغيرها، وكذلك الأشجار الحراجية والغابات، وتم القضاء على مساحات واسعة من الغطاء النباتيّ في الإقليم المحتل وتقدر المساحات الجرداء نتيجة عمليات التحطيب الجائر نحو 10 آلاف هكتار.

في السابع عشر من يناير/كانون الثاني أفاد مراسل عفرين بوست بأن مجموعة من المسلحين قد توجهوا صباح يوم السبت الماضي، إلى حقول الزيتون مصطحبين معهم مناشير البنزين والجرارات لقطع ما تبقى من أشجار الزيتون التي تعود ملكيتها للمواطنين الكرد نوري نجار وحيدر شيخ حس، وأشجار أخرى تقع في آخر حي لأشرفية، وتحديداً بين مقالع ترندة وحي الأشرفية وكذلك القريبة من قناة الري.

في الثامن عشر من يناير/كانون الثاني أفاد مراسل عفرين بوست أن مسلحي الميليشيات الإسلامية التابعة لجيش الاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، قطعوا المئات من أشجار الصنوبر والسرو في غابة تقع بريف مدينة جنديرس، للاتجار بأحطابها.

وأوضح المراسل أن الغابة التي تمتد على مساحة (1) هكتار، وتقع غربي قرية قيلة بناحية جنديرس، اختفت من الوجود تماماً، بعد عمليات القطع المنظمة التي نفذتها ميليشيا” أحرار الشرقية” فيها، مشيرا إلى أن أعمار الأشجار تقدر بنصف قرن.

في العشرين من يناير/كانون الثاني أفاد مراسل عفرين بوست بأن مسلحي ميليشيا “محمد الفاتح” أقدموا على قطع جائر لحقل زيتون يضم نحو 100 شجرة زيتون يقع على الطريق العام، وتعود ملكيته للمواطن الكردي المهجر عمر جميل جعفر من أهالي قرية معملا / معمل أوشاغي، وقد نظم توكيلاً لقريب له لرعاية الأشجار والاهتمام بها.

كما أقدم مسلحو ميليشيا “الحمزات” على قطع 130 شجرة زيتون بشكل جائر (إبقاء الجذع فقط) في حقل تعود ملكيته للمواطن الكردي (مصطفى سيدو) وهو من أهالي قرية ماراتي- مركز عفرين، علما أن الحقل يقع في محيط سجن معراتة/ماراتي المركزي.

أما في ناحية جنديرس، فقد قطع مسلحون من ميليشيا “نور الدين الزنكي” أكثر من 450 شجرة زيتون في محيط مركز الناحية، دون التمكن من توثيق أسماء ملاكها.

من جهة أخرى،  يستمر مسلحو ميليشيا “لواء الوقاص” في قطع الأشجار المثمرة والغابية الحراجيّة بغية التحطيب والاتجار بها، وبالمقابل تمنع المواطنين الكرد في القرى والبلدات التي تُسيطر عليها في نواحي جنديرس وشيه/شيخ الحديد وماباتا/معبطلي من نقل حطبهم خارج قراهم بغاية البيع، كما تمنع نقل الحطب بالنسبة للأهالي الذين تقع حقولهم زيتون خارج قراهم، بهدف حصر عمليات بيع وشراء الحطب بوكلائها من جهة ، وفرض أسعاراً بخسة على الحطب تقدر (60-70) ألف ل.س للطن الواحد من جهة أخرى، علماً أن السعر المتداول أكبر بكثير ويقدر بنحو /270-300/ ألف ل.س للطن الواحد.

وإمعاناً في التضييق على الأهالي ولقمة العيش، أصدر المدعو محمد الجاسم الملقب أبو عمشة متزعم ما يسمى ميلشيا السلطان سليمان شاه (العمشات) المسيطر على ناحية شيه/ شيخ الحديد، أمراً بمنع الأطفال الكرد حصراً من جمع بقايا حبات الزيتون (العفارة) وأنذر أصحاب المحلات من شرائها من الأطفال.

في الرابع والعشرين من يناير/كانون الثاني أفاد مراسل عفرين بوست بأن مسلحين تابعين لما يسمى أمنية “ميليشيا السلطان مراد” أقدموا على قطع 90 شجرة زيتون في خربة شران التابعة لناحية شرا/شران، من حقلٍ تعود ملكيتها للمواطن الكردي عبد الرحمن محمد من أهالي قرية خربة شران.

يذكر أن عمليات قطع أشجار الزيتون مستمرة بهدف الحصول على حطب للتدفئة أو الاتجار بالحطب ويقوم بها مستوطنون ينحدرون من أرياف حمص.

في السادس والعشرين من يناير/كانون الثاني علم موقع عفرين بوست بأنّ مسلحي ميليشيات الاحتلال التركي وذويهم من المستوطنين، قطعوا نحو 130 شجرة حراجية من نوع “السنديان الرومي” في المنطقة الواقعة بين قرية موساكا وبلدة ميدان أكبس، للاتجار بأحطابها بحسب مصادر عفرين بوست في الناحية.

وأوضحت المصادر أن شجرة “معمي” الشهيرة، وهي من السنديان العجمي وتقع قرب خزان المياه القريب من مفرق باتمان على الطريق العام، تم قطع أغصانها وأُبقي على جذعها فقط، في حين تم قطع الشجرة المقابلة بشكل كامل، علماً بأن الشجرتين تعدان من المعالم السياحية في المنطقة، مشيرة إلى أنه تم قطع كافة الأشجار التي كانت موجودة على تعرجات الطريق في تلك المنطقة.

 وتعدُّ شجرة السنديان الرومي أو العجمي من الأصناف الحراجية المهددة بالانقراض وتحظى بمكانة مهمة في التراث الثقافي لأهالي إقليم عفرين المحتل شمال سوريا. 

 وأضافت المصادر أن تم قطع 65 شجرة بالكامل في موقع واحد، ومن الصنف ذاته وتُعرف بأشجار” مالا سوران”، منوها أنه لم تتبقى سوى ثلاث أشجار كبيرة ومعمرة في المنطقة الواقعة بين قرية عداما وميدان أكبس، كما تم قطع أشجار “الشمسي” الواقعة في المسافة الواصلة بين المعصرة الفنية وبلدة ميدان أكبس.

 وأكدت المصادر أن مجموع أشجار السنديان الرومي التي تم قطعها في المسافة الواصلة بين مفرق سكة الحديد ومفرق قرية بنيركا بأكثر من 130 شجرة معمرة.

وفي ناحية راجو أيضاً، تم قطع كافة أشجار السنديان المعمرة الوقعة محيط في مزار (محمد علي) الديني القريب من قرية حج خليل، بسحب المصادر ذاتها. 

وقد شهد إقليم عفرين منذ احتلاله في 18 آذار 2018، إحراق آلاف الأشجار الحراجية وأشجار الزيتون وغيرها، من قبل الميليشيات الإسلامية في جبال الإقليم، بحجة وجود خلايا لـ “وحدات حماية الشعب.”

تغيير معالم عفرين وريفها

في التاسع من يناير/ كانون الثاني نشر عفرين بوست في سياق الوقوف على المتغيرات على قرى إقليم عفرين في ظل الاحتلال التركي، ملفاً خاصاً بقرية فافرتين التابعة لناحية شيراوا بريف عفرين الشرقي وجاء في الملف:

“فافرتين” قرية أثرية صغيرة تقع على جانبي الطريق القديمة التي كانت تصل قلعة “سمعان” بمدينة حلب وقد تهدّمت معظم آثارها، وتقع اليوم جنوب مدينة “عفرين” بنحو (٢٣) كم وشرق قلعة “سمعان العمودي” بنحو (٧) كم

تاريخياً: قرية “فافرتين” إحدى القرى التي تقع ضمن كتلة المدن المنسية التي يعود تاريخ بنائها إلى القرن الأول والسابع الميلاديّ، وتحتوي القرية على أقدم كنيسة مؤرّخة في “سوريا” من نوع البازليك، وفافرتين” كلمةٌ سريانيّة وتعني “قرية ثمر التين”. وفيها نحو ٢٠٠ كهف وعلى مدخل الكهوف رموز ورموز.

أهالي فافرتين هم أبناء عائلة واحدة وعُرف من أسلافهم الأخوين (عزالدين وقرش)، وكانوا من أتباع الديانة الإيزيدية ولا يعرف تاريخ محدد لدخولهم الإسلام إلا أنّ المتداول بين أهلها أنه أقل من قرن. ويعتمد أهالي فافرتين على تربية الماشية أولاً وزراعة القمح والشعير والخضار.

فافرتين كانت تابعة إدارياً لناحية شيراوا كغيرها من قرى جبل ليلون، خلال فترة الإدارة الذاتية، وكل سكانها الأصليين هم من الكرد، مع بدء العدوان التركي عانت القرية من ظروف الحصار، ولأنها تقع جنوب مدينة عفرين فقد تأخرت السيطرة عليها من قبل الجيش التركي وميليشيات تنظيم الإخوان المسلمين، ذلك لأن قوات العدوان تعمدت ترك معبر لتهجير الأهالي من عفرين إلى مناطق الشهباء.

ما بعد الاحتلال

في 18/3/2018 دخلت القوات الغازية مدينة عفرين، وبذلك أُغلق المعبر، وتم احتلال القرية في 21/3/2018، من قبل ميليشيا “فيلق الشام” المرتبطة بتنظيم الإخوان المسلمين والمقربة من أنقرة.

وأفاد مصدر بأن مسلحي الميليشيا يضيّقون على السكان الكرد الأصليين، وهجّروا أكثر من نصف قرية فافرتين، وتم توطين مئات من المستوطنين القادمين من ريف حلب الغربي، مضيفا أن عدد منازل القرية قبل الاحتلال كان 175 منزل بواقع سكاني يتجاوز 500 نسمة، إلا أن عدد منازل السكان الأصليين الكرد بالقرية حالياً هو فقط 50 منزلاً أي أن أكثر من 70% من الأهالي باتوا مهجرين.

بالمقابل فقد جلبت قوات الاحتلال وميليشياته نحو 600 مستوطن من ريف حلب الغربي وأسكنوهم في البيوت المستولى عليها في القرية للمواطنين المهجرين.

بحسب مصدر من القرية فإن المدعو “أبو علي عطشان” هو متزعم المسلحين الذين يحتلون القرية من ميليشيا فيلق الشام ويبلغ تعدادهم نحو 100 مسلحاً، وهناك ثلاثة مقرات للميليشيا في القرية، أحدها على أطراف القرية، حيث تم الاستيلاء على حقل زيتون تعود ملكيته للمواطن “جميل حسن حنو” وبناء مقر فيه، والثاني في مدجنة المواطن “إبراهيم خليل شيخو، والمقر الثالث يقع في مفرق القرية حيث في منزل المواطن “إبراهيم شوتي” إلى مقر.

يمارس مسلحو ميليشيا “فيلق الشام” أسوأ أنواع الانتهاكات بحق الأهالي الكرد المتبقين في القرية، لدفعهم للخروج من القرية بالقوة.

ويشير المصدر إن مساحات واسعة من ممتلكات المدنيين تم الاستيلاء عليها من قبل المستوطنين والمسلحين، منوها أن كل الذين خرجوا من القرية، باتت ممتلكاتهم مباحة للمسلحين والمستوطنين ويعتبرونها “غنيمة” ولأنهم استولوا على الممتلكات بالجملة، لا يفرض المسلحون إتاوات شهرية على القرية.

وفيما يتصل بالمباني العامة والخدمات قال المصدر أن دوام المدرسة متقطع، ولا يتوفر الكهرباء ولا الماء وكثير من مقومات الحياة مفقودة في حين بقي مسجد القرية على وضعه.

انتهاكات:

في مطلع أبريل / نيسان 2020 أقدم مسلحون من ميليشيا “فيلق الشام” على طرد الشاب “عادل أحمد” من قرية “فافرتين” من منزله ثم ضربه بشكل وحشيّ وإهانته ونقله إلى أحد سجونهم.

مع مطلع شهر ديسمبر/ كانون الأول الماضي تعرضت عدة قرى للحصار بسبب عملية تفجير أدت إلى مقتل ضابط تركي ومتزعم في ميليشيا فيلق الشام، فتعرضت عدة قرى للحصار والاقتحام واختطاف مواطنين، ويوم السبت 5/12/2020 داهمت دورية مسلحة من الميليشيا يتزعمها المدعو” حمود صبحي الجر” (ينحدر من قرية كفرنتين بريف حلب الغربي) منزل المواطنة الكُردية كردستان محمد بركات” واختطفوها واقتادوها إلى مقرهم في قرية باصوفان المجاورة، مستغلين انشغال زوجها بالعمل خارج القرية، ولم تعرف التهمة الموجهة إليها. وهددوا زوجها بالقتل، بسبب المساعي التي يبذلها للإفراج عنها.

المقاومة

بسبب وقوع القرية على خط التماس، فقد كانت هدفاً لعمليات المقاومة وعمليات قوات تحرير عفرين، لتكون شاهدة على انتكات الاحتلال ومآثر المقاومين، وتلك مفارقة من الحاضر.

 بتاريخ 29/7/2018 فجر مقاتلو المقاومة عبوة ناسفة تحت السيطرة بسيارة عسكرية عائدة لميليشيا “أحرار الشام” على الطريق الواصل بين قريتي فافرتين وبرج حيدر التابعتين لناحية شيروا، حيث تم تدمير السيارة ومقتل عدد من المرتزقة كانوا بداخلها.

ففي 23 تموز 2019، أعلنت القوات أن مقاتليها نفذوا هجوماً استهدف مواقع وتحصينات ميليشيا (فيلق الشام) في قرية فافرتين واشتبكت معهم وجهاً لوجه مع المسلحين، وأسفرت العملية عن مقتل ثلاثة مسلحين وإصابة اثنين آخرين بجروح، وتدمير ثلاثة تحصينات. وعندما حاول عدد من المرتزقة التدخل، فجرت القوات عبوة ناسفة بسيارة كانت تقلهم، ما أدى إلى مقتل ثلاثة مرتزقة آخرين بينهم قائد ما يسمى (فيلق الشام) في القرية المذكورة المرتزق ياسين إبراهيم منصور ومساعده إضافة إلى مرتزق آخر، كما تم تدمير العربة.

خلاص عفرين..

نشر التطرف..

في الثاني من يناير/كانون الثاني أفاد مراسل عفرين بوست بأن مسلحي ميليشيا “جيش النخبة” يجبرون تحت تهديد السلاح الرجال من أهالي قرى (شيخوتكا، عمارا أومر سمو زيتوناك، كردو، عبودان، ميدانكي) على ارتياد الجامع والصلاة سواء في يوم الجمعة أو الصلوات في مواقيتها اليوميّة، ويصفون أهالي هذه القرى بأنهم خنازير وكفرة. وكل من يرفض الذهاب للجامع ومن لم يتعلم فالسجن هو مصيره. وقد بدئ بتطبيق هذه الإجراءات منذ خمسة أيام.

في قرية شيخوتكا نادى مسلحو ميليشيا “النخبة” على الأهالي عبر مكبر جامع القرية وطلبوا منهم الاجتماع في ساحة القرية بأمر من متزعم الميليشيا النخبة بالقرية المدعو “أبو نصر”، ليصدر إليهم بأمر الصلاة ووصف أهل عفرين “بالكفار والخنازير” وقال: “جئنا إليكم لإرشادكم إلى طريق الصواب، وبحال امتناعكم عن الصلاة سنستعمل القوة معكم”.

ويذكر أن المدعو “أبو نصر” متزعم ميليشيا “النخبة” في قرية عمارا ينحدر من سهل الغاب وكذلك أغلب مسلحيه من ريف حماه، وأما إمام الجامع فهو من أبناء حي الحاضر في مدينة حماه، المعروف بأنه كان حاضنة تنظيم الإخوان المسلمين في الثمانينات، وكان عنصراً مسلحاً في الميليشيا، إلا أنه لديه إعاقة جسديّة بسبب إصابته خلال المعارك التي شارك فيها، ويبدو أنه تفرغ من القتال للزواج، إذ تزوج حتى تاريخه سبع مرات، وطلق أربع نساء، ولديه شقيق هو عضو بارز في جبهة النصرة.

في السادس من يناير/كانون الثاني أفاد مراسل عفرين بوست بأن أحد مشايخ الاحتلال ويُدعى “الشيخ حمصي” الذي ينحدر من ريف حمص يرفض حضور جنازات المتوفين الكرد في قرية بعرافا والقرى المحيطة بها ويعتبر ذلك حرام شرعاً، معللا ذلك بأن” الأكراد كفار وملحدين”.

وأشار المراسل أن رجل الدين المستوطن “الشيخ حمصي” يحتل منزل أحد مهجري قرية بعرافا، ويؤمُّ في جامعها بعد أن قام مسلحو الميليشيا وذويهم (ينحدرون من حمص) بطرد إمام كردي كان بعمل الجامع ويدعى ” أبو محمد الكردي” ليحل محله “الشيخ الحمصي” ليساهم شرعا في استحلال القرية وممتلكات الأهالي.

وأضاف المراسل أن “الشيخ” المستوطن يعمل بالتعاون مع ثلاثة مسلحين آخرين في تنفيذ أعمال نبش وحفر في تلة أثرية تقع بالقرب من القرية، بحثا عن الدفان والكنوز الأثرية، منوها أن المدعو “الشيخ حمصي” قام بترميم جامع القرية بواسطة الأحجار المسروقة من المنازل المدمرة العادة لمهجري القرية.

لا تزال القرية شبه خالية من سكانها الأصليين، حيث لم تتمكن سوى 6 عائلات فقط من أصل 90 منزلا، من العودة إلى ديارهم، بينما يحتل المستوطنون التركمان 14 منزلاً، وينحدرون من ريف حمص، حيث أتى بهم الاحتلال وفق صفقة عقدها مع الروس.

وتسيطر ميليشيا “السلطان مراد” بقيادة المدعو “أبو عبد الله” على القرية، ولا تسمح لسكانها الأصليين الكُرد بالعودة إلى ديارهم، وأقدمت أيضا على طرد عائلة “رفعت ياسين خليل” منها.

في السابع من يناير/كانون الثاني أشار موقع عفرين بوست وفقاً لمصادره قس قرية إيكيدام التابعة لناحية شران بأن القرية شهدت في الآونة الأخيرة بناء مسجد من قبل جمعية ”الأيادي البيضاء” الإخوانية في إطار نشاط موسع ومريب تقوم به المنظمات والجمعيات التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين الإرهابي، التي تسعى لبناء بنية تحتية لنشر أفكار “الإسلام السياسي” في الإقليم الذي لطالما عرف بتنوع المعتقدات الدينية عبر التاريخ.

ــ في العاشر من يناير/ كانون الثاني نشر عفرين بوست ملفاً خاصاً عن المجلس الإسلامي السوريّ، جاء فيه أنه لا يختلف في غاية تأسيسه عما يسمى “المجلس الوطني السوري” ومن بعده الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة” فكلها أدوات تركيا، ولكن الاختلاف يكمن بالتخصص، فالمجلس الإسلامي مهمته توجيه الخطاب الديني والفتوى وشرعنة الاحتلال التركي فيما الخطاب السياسي هو مهمة الائتلاف. وإذ يقود الإخوان المسلمون الائتلاف، فالأمر هو نفسه في “المجلس الإسلامي”.

الغاية من المجلس:

إن تقييم عمل أي مؤسسة دينية يقوم على أساس نشاطها الفكري والدعوي، ولا يمكن الحديث عن معدلات إنتاج مادية، إلا نماذج هيه المجالس أنتجت كثيراً من حملة السلاح الذي أراقوا دماء السوريين، فيما كان المجلس يبارك ذلك ويفتي بأنه “جهادٌ في سبيل الله”.

ولا يختلف تأسيس المجلس عن أي ميليشيا عسكرية، فقد عملت أنقرة على توحيد الميليشيات في إطار كيان عسكري موحد باسم “الجيش الوطني” وتشكيل أركان وقيادة له، وبالطريقة كانت محاولة ربط شرعيي الميليشيات بمنصة عامة باسم المجلس الإسلامي. ويمكن القول إن المهمة الأساسية للمجلس إصدار فتوى حسب الطلب، لشرعنة العدوان التركي واحتلاله لمناطق سورية وفق معطيات مذهبيّة.

ورغم أن المجلس اتخذ اسماً إسلامياً عاماً، إلا أن أعضاءه كلهم هم من التوجه الإخواني، ولا وجود لأي عضو من المذاهب الإسلامية الأخرى، وكانت رؤيته للحالة السورية تنطوي على اختزال الشعب السوري في رؤى مذهبية، أنكرت تعددية الشعب السوريّ

 وصدرت عن المجلس تصريحاتٌ وبياناتٌ وفتاوى رسميّةِ مثيرة للجدل على حساب دماء السوريين ولكنها موثقة، تبنت شرعنة سياسة أنقرة تجاه سوريا، ودعت إلى قتال الكردِ واستباحة دمائهم، واعتبرت ذلك إما واجباً وطنيّاً لأنهم وفق زعمه دعاة انفصال، أو أنه واجب شرعيّ وجهادٌ في سبيل الله لأنّهم ملاحدة. وفي اصطفاف مذهبي صرف كان موقف المجلس داعماً للعمليات العسكريّة التي شنّها الجيش التركي في سوريا، وتعامى عن آلاف الانتهاكات لحقوق الإنسان من قتل وأعمال الاختطاف وسلب واستيلاء بالقوة على ممتلكات الآخرين.

التأسيس:

في 14/4/2014 أعلن في إسطنبول عن تأسيسِ ما يسمّى “المجلسِ الإسلاميّ السوريّ” وبحسب بيانه فإنّه يضمُّ نحو ٤٠ هيئةٍ ورابطةٍ إسلاميّةٍ من أهلِ السنةِ والجماعةِ في الداخلِ والخارجِ، وتضمُّ الهيئاتِ الشرعيّةِ لأكبرِ الفصائلِ الإسلاميّةِ في جميعِ أنحاءِ البلادِ. واتخذ في شعاره خريطةَ سوريا بدونِ لواء إسكندرون مع مجسمٍ لمسجدٍ على الطرازِ العثمانيّ الشائعِ.

كان تأسيسُ المجلسِ تأكيداً للانتقالِ في الأزمةِ السوريّةِ من بُعدها الاجتماعيّ العام المطالب بالحقوق والحريات لعمومِ السوريين إلى تأكيدِ الهوية المذهبيّة والقوميّة، أي جمعَ القوميّة العربيّة مع المذهبيّة السنيّة، وكان التلاقي مع أنقرة في المذهب مرجحاً على أيّ اعتبار آخر. وتمّ اعتماد مصطلح المجاهدين بدل المقاتلين، تأكيداً للبعد الدينيّ للحرب.

فتوى تكفير الكرد:

في 31/5/2016 أصدرت المجلس فتوى تضمنت “تكفير الكرد” في سياق إجابة على سؤال، وجاء في الفتوى ما يلي: “بالنسبة للسؤال عن موقف المسلم من القتال الواقع بين تنظيم الدولة في الرقة والميليشيات الكردية العلمانية التي تتخذ من اسم قوات سورية الديمقراطية ستاراً لها، فإننا نرى أن كلا الفصيلين فاسد ومنحرف، وكلاهما له أجندات لا تخدم الثورة السورية ولا الشعب السوري، بل إن كلا منهما يحقق غايات أعداء الله في ضرب الثورة السورية واستنزافها”

فتوى في العدوان على عفرين:

في 28/2/2018 أطلق المجلس فتوى مثيرةً للجدل فقد وظّفَ النصَّ الدينيّ لشرعنةِ الحربِ على عفرين، فكانت الفتوى أقربَ للبيانِ العسكريّ، واعتبرت قتالَ قواتِ سوريا الديمقراطيّة من الجهادِ في سبيل الله، وفق الفقرة الثانية من الفتوى وتمَّ الاستشهاد فيها بآيات من القرآن الكريم، ووصفت “قسد” بأنّها جماعة فتنة للناس، ولا فرقَ بينهم وبين “الحكومة السورية”.

خيّر المجلسُ، مسلحي المعارضةِ السوريّة، بين قتلِ أسرى “قسد” أو تلقّي الفديةِ عنهم، حتى الجرحى منهم. على أن يُغلَّبَ جانبُ المصلحةِ بذلك، ويسري ذلك على النساء والأطفال، بحال ساندوا قسد بالقتال. واعتبرتِ الفتوى، أسلحة قسد ومتاعهم وممتلكاتهم وطعامهم وشرابهم غنائم “للمجاهدين”.

فتوى في العدوان على رأس العين وتل أبيض:

في 10/10/2019 أصدر المجلس الإسلاميّ السوريّ بياناً أعلن فيه عن تأييده للعدوان التركيّ عبى شمال سوريا في إطار العملية المسماة “نبع السلام”. وتحت عنوان (حكم قتال قوات سوريا الديمقراطية) أصدر فتوى برقم 11، لمحاربة قسد، واستباحةِ الغنائم أمام المقاتلين التابعين لتركيا. وأفتى قائد جيش الإسلام عصام بويضاني من على منبر مسجد برأسِ العين، بمحاربةِ الكردِ (الملاحدة) شمال شرق سوريا، واستباحة أموالهم وأرزاقهم.

فتوى ضد فرنسا:

المجلس الإسلاميّ السوريّ الإخواني التابع لأنقرة، بارك كل العمليات العسكريّة التركية وغزوات أردوغان في سوريا وأفتى لصالحها، ولم يتحدث عن السيادة الوطنيّة للدولة السوريّة، وعندما بدأ العلاقات بين أنقرة وباريس، وشنّت أنقرة حملة إعلاميّة ضد باريس، على سبيل المشاغلة، للتغطية على المقاطعة العربية في مصر والسعودية على المنتجات التركية، خرج المجلس الإسلامي السوري ببيان في 25/10/2020 لمقاطعة البضائع الفرنسيّة، قال فيه: “ماكرون يستخف بمشاعر الملايين من المسلمين ويذكي مشاعر الكراهية بين الأديان ويساهم في صراع الحضارات”.  وكأن المجلس كان جسر محبة ومودة بين السوريين، ونسي أنه أفتى باستباحة الدم والقتل وليس مجرد الكراهية، وجعل القتل جهاداً.

أتباع أردوغان من السوريين لم يفكروا بل راحوا يرددون ببغائياً الدعوة إلى مقاطعة البضائع الفرنسيّة، رغم أن السوريين لا يعتمدون على الصناعات الفرنسية، ولا معنى للدعوة لمقاطعتهاـ فيما المنتجات التركية تكتسح الأسواق في المنطقة وبخاصة في المناطقة التي تحتلها تركيا، ضمن إجراءات الربط الاقتصادي. واختلقت أنقرة عاصفة من التظاهر رفع الشعارات الإسلامية ضد فرنسا لتغطيَ على المقاطعة العربية، ولبّت داعش الدعوة وكان ظهور مسلحيه علناً مع أعلامه في مدينة راس العين /سري كانيه.

فتاوى محل جدل وأخرى ضبابية فضفاضة:

في توصيفه لداعش استخدم المجلس مصطلح “الخوارج” وقد استعاره من التاريخ، إلا أنه بذلك في وقع في مطبٍّ خطر لم ينتبه إليه من يسمون أنفسهم “علماء”، لأنه ينطبق على كل الميليشيات التابعة لأنقرة، إذ يعني “كل من خرج عن طاعة ولي الأمر”، ويعطي المشروعية للسلطة القائمة بمحاربتهم.

رغم أن اسم المجلس يتضمن التوصيف “السوري”، إلا يكثر من استخدام عبارة “بلاد المسلمين ” وبذلك فإن الأبعاد الجغرافية لما يسميه “الجهاد” يتجاوز الإطار الجغرافي لسوريا، ويتوافق مع مشروع إحياء الخلافة الإسلامية وكذلك التدخل التركي في ليبيا وأذربيجان وسواهما.

وجاء في فتوى بعنوان “التكييف الفقهي للمعركة القائمة مع النظام”: “أردنا أن نُعدّد مسوغات قتال هذا النظام لوجدنا إضافة إلى ما سبق: تحالف هذا النظام مع الرافضة وتمكينهم من بلاد المسلمين في نشر مذهبهم الضال”. ويستوقفنا استخدام المجلس لمصطلح “الرافضة” ليطابق خطاب “داعش” وينتحي جانباً في مساره المذهبيّ، وكذلك ليعطي القتال بعداً مذهبياً خالصاً. ووفقاً لذلك استخدم توصيف “الضال”، وهذا محل إشكال كبير، فعلى مدى قرون يُطرح السؤال حول “الفئة الضالة” مقابل الفئة صاحبة الحق، وكان ذلك سبب لكثير من النزاعات والحروب، لأن المسألة تتعلق مباشرة بالمشروعية.

لم يعلق “المجلس الإسلامي السوري” على ذهاب المرتزقة السوريين للالتحاق بجبهات القتال إلى جانب حكومة الوفاق الإخوانية في ليبيا، وصمت حيال ذلك، ولكن مع ارتفاع الأصوات بسفر المرتزقة إلى أذربيجان اضطر لإصدار بيان في 2/10/2020 فجاء ضبابيّاً، تهرب من التحريم، ولكنه أجازه بشكل غير مباشر عندما وصفه بالجهاد.

وجاء في البيان: “الجهاد المثاب عليه عند الله تعالى هو الذي يكون لإعلاء كلمة الله لا لمقصد آخر، وإن الشريعة أوجبت الثبات عند اللقاء، وعدَّت الفرار من مواجهة العدو من الكبائر والموبقات كما جاءت بذلك الأحاديث الصحيحة”.

وأضاف: “الواجب يتحتم في جهاد الدفع على الأقرب فالأقرب، فالاشتغال بقتال البعيد مع ترك قتال من قرب لا يؤمن فيه من غائلة العدو القريب المتربص أن يُغير على الجبهات فيقتل العباد ويستولي على البلاد، فالعدو القريب أكثر ضرراً علينا وفي دفعه أكبر مصلحة لنا”. وبذلك توقف المجلس فقط على مجرد المسافة المكانية، وجعل القتال في الجبهتين بحكم واحد هو الجهاد، ورجّح القرب وتجاهل جوهر المسألة وهو “القتال بالارتزاق”.

هذا غيضٌ من فيضٌ، فيما التصريحات والمواقف الدينيّة والسياسيّة، يصعب حصرها، والتي تؤكد أن تشكيل المجلس في إسطنبول جاء تجسيداً لتوجهات الإسلام السياسي لغاية وظيفية وضم أفراداً من تنظيم الإخوان المسلمين. الذين لا يجدون ضيراً في استخدام العنف، وقد أفتى الشيخ يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء الإسلام، في 31/5/2013 بالجهاد في سوريا وقدّمه على الجهاد في فلسطين وأجاز قتل ثلث السوريين لنجاح الثورة، وقال إن يجوز التضحية بمصلحة صغيرة لتحقيق مصلحة أكبر، وقال: “إن الله وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة يساندون أردوغان… وأن إسطنبول هي “عاصمة الخلافة الإسلامية”، معتبرا أن إسطنبول هي عاصمة لكل عمل إسلامي في العالم العربي والغربي”.

في الرابع عشر من يناير/ كانون الثاني أفاد مراسل عفرين بوست بأن شرعي ميليشيا “الجبهة الشامية” أصدر فتاوى دينيّة حرم بموجبها امرأة مستوطنة مطلقة من حقها في كامل مؤخر مهرها والذي يبلغ 500 دولار بحجة أن الزوج المطلق “مجاهد في سبيل الله”. ووفقاً لمراسل عفرين بوست فإن المرأة هي الطرف المشتكي وقد رجت حكماً شرعياً ينصفها، إلا أن شرعي الميليشيا الذي ينحدر من بلدة حيان وقف في صف طليقها وأعفاه من دفع المؤخر المستحق، مضيفاً أن المرأة تقيم حالياً في مقر المدعو “أبو زاهي” في شارع الفيل بحي الأشرفية.

يذكر أن شرعيي الميليشيات يتلاعبون بأحكام الدين وفق هواهم ويصدرون فتاوى اعتباطية يجيزون ويحرمون ما يشاؤون. 

وكانت الإدارة الذاتية في مقاطعة عفرين “السابقة” تكفل حماية المرأة من الاضطهاد وضمانة مساواة كاملة مع الرجل في كل شيء» وفق قانون خاص بالمرأة، الذي نص على «المساواة بين الرجل والمرأة في كافة مجالات الحياة العامة والخاصة»؛ بينها الحقوق السياسية وتشكيل تنظيمات «بما لا يخالف العقد الاجتماعي»، وأخذ موافقتها على القوانين التشريعية الخاصة بها، و«المساواة بين الرجل والمرأة في حق العمل والأجر» و«المساواة بين شهادة المرأة وشهادة الرجل من حيث القيمة القانونية. كما منعت الإدارة السابقة تزويج الفتاة بدون رضاها، وألغت المهر، وأحلت محله مشاركة الطرفين في تأمين الحياة التشاركية وتنظم صكوك الزواج مدنيا، وكذلك منعت تعدد الزوجات، والطلاق بالإرادة المنفردة وتجريم القتل بذريعة الشرف، وأيضا فرضت عقوبة متشددة ومتساوية على مرتكب الخيانة الزوجية من الطرفين.

في سياق آخر، أفاد مراسل عفرين بوست بأن مسؤولة الإغاثة في المجلس المحلي في عفرين قامت بحذف أسماء المقيمين من أهالي عفرين الكرد من قوائم المساعدات الإغاثية، مشيرا إلى أنه تم حذف أسماء 400 مواطن من أهالي عفرين الكرد من جداول المسجلين.

يذكر أنه في أغلب حالات توزيع المعونات الإغاثية يتم استثناء المواطنين الكرد، بحجة أنهم من أهالي المنطقة ولديهم ممتلكات، فيما يقوم معظم المستوطنين بالاتجار بتلك المعونات، لدرجة أنها تشكل مصدراً لدخل شهريّ قد يصل إلى حوالي 500 ألف ليرة سورية بالنسبة لمستوطن الذي لديه أكثر من زوجة.

في السادس عشر من يناير/كانون الثاني أفاد مراسل عفرين بوست بأن مسلحي “ميليشيا جيش النخبة” يضيّقون الخناق عبر الممارسات اليومية على أهالي قرية شيخوتكا التابعة لناحية موباتا/معبطلي، ويُوجدون لذلك ذرائع مختلفة. وذكر المراسل أن الميليشيا تجبر الأهالي وبخاصة الأطفال على حضور الدروس الدينية في مدرسة القرية وجامعها لتعلم القرآن. وفيما أغلقت سلطات الاحتلال التركي المدارس وأوقفت عملية التعليم بسبب جائحة كورونا، فإن الدروس الدينية لم تخضع للحظر ولازالت مستمرة.

وأشار المراسل إلى أن أحد المسلحين ويُدعى “أبو عمار” أنبأ الأهالي أن “جبهة النصرة قادمة إلى منطقة عفرين، وأضاف: “نريد منكم أن تتعلموا كي تكونوا مقبولين لدى النصرة”.

 ومن الجدير ذكره أن الشرعي البارز في جبهة النصرة المدعو عبد الله المحيسني يرافقه المدعو مصلح العليا قد زارا عفرين في وقت سابق، والتقيا متزعمي ميليشيا فيلق الشام. وجاءت زيارته موازاة الجهود التركية لتعويم “النصرة” التي تقود هيئة تحرير الشام، وإخراجها من مأزق التوصيف بالإرهاب من جهة وكذلك تجنيبها النتائج المحتملة لاستمرار الحملة العسكرية الروسيّة في محافظة إدلب.

تآمر الاحتلال التركي ومخططاته..

في الخامس من يناير/كانون الثاني نشر عفرين بوست نماذج من عمل لجنة ما يسمى “رد الحقوق والمظالم” التي أوجدها الاحتلال لمجرد الدعاية وتجميل واقع الاحتلال، مقابل تقارير المنظمات الحقوقيّة والإعلاميّة.

وفي قضية ثانية مازالت مجموعة مسلحة تتبع لميليشيا “الجبهة الشامية” والتي ينحدر مسلحوها من بلدة حيان، تستولي على كامل البناء السكني الذي كان يشرف على إنشائه متعهد كردي (اسمه عبدو من أهالي قرية إشكان التابعة لناحية جنديرس)، علما أن المبنى يقع في محيط المنطقة الصناعية بالمدينة ــ بناية منير.

 وأكد المراسل أنه رغم تقديم أصحاب الشقق بشكاوى عند ميليشيات “الشرطة المدنية والشرطة العسكريّة”، وكذلك لجنة ما يسمى “ردُّ الحقوق والمظالم” إلا أنه لم يُتخذ أي إجراء بشأن البناء حتى تاريخه.

وكان المتعهد المواطن عبدو قد اتجه إلى مدينة حلب هرباً من التهديدات التي تلقاها من الجماعة المسلحة التي يتزعمها المدعو أحمد هاشم التي تنضوي في صفوف ميليشيا “الجبهة الشامية”.

القضايا التي يروّج على أن اللجنة قامت بحلها هي مجرد دعاية، وأقصى ما فعلته تنظيم عقود إيجار بين أصحاب العقارات الكرد والمستوطنين أو المسلحين الذين يستولون عليها فعلياً فيما لن يلتزم هؤلاء بدفع الإيجار، من جهة ثانية تمت الدعاية على أن اللجنة قامت برفع الكتل الإسمنتية والمتاريس التي تقطع الشوارع قرب مقرات الميليشيات، وتم بث مقاطع مصورة بهذا الخصوص، إلا أن العمل شمل عدداً من الحواجز التي انتهى العمل فيه.

جرائم الاحتلال وتنظيم الإخوان المسلمين:

في الرابع من يناير/كانون الثاني نشر عفرين اليوم الثالث على التوالي تشدد الحواجز الأمنيّة التابعة لسلطات الاحتلال التركيّ التفتيش على المارة في مداخل ومخارج مركز إقليم عفرين المحتل، وذلك بذريعة البحث عن خلايا تنظيم داعش.

وفقا لمراسل عفرين بوست فإن سلطات الاحتلال أضافت عنصرين من ميليشيا “الأمن السياسي” إلى تلك الحواجز ومهمتها التضييق على السكان الكرد وتلفيق التهم لهم وخاصة على حاجزي “طريق جنديرس وحاجز ترنده”، حيث تقوم الحواجز بإنزال الشباب الكرد حصراً من المركبات ويحققون معهم حول تهم ملفقة، أبسطها الخروج في نوبة حراسة خلال فترة الإدارة الذاتيّة.    

في الرابع عشر من يناير/ كانون الثاني ذكر مراسل عفرين بوست أن الميليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين تواصل تشديد إجراءات التفتيش على الحواجز المقامة على مداخل مدينة عفرين المحتلة، وتبتدع أي حجة لاعتقال الشباب الكرد وتحصيل الفديات منهم بغية التضيق عليهم وتهجيرهم.  ووفقاً لمراسل عفرين بوست فإن شرطة الاحتلال على الحواجز الرئيسيّة في مداخل مدينة عفرين المحتلة (القوس، ترندة، المحموديّة، مدخل عفرين الغربي) تقوم باعتقال الشباب الكرد بحجج واهية، وتقتادهم إلى مقرها الكائن في مطبعة “روناهي” مقابل مدرسة أزهار عفرين الخاصة، حيث تُجرى معهم التحقيق، وبعد انتهاء التحقيق تحتفظ ببطاقاتهم الشخصية، وتطلب منهم مراجعة المقر بعد يومين بغرض الابتزاز المالي.

وأضاف المراسل أن عدة حوادث من هذا القبيل قد وقعت من بينها ما حدث مع الشابين الكرديين محمد أوسو وأحمد خليل من أهالي قرية دراقليا، حيث جرى اعتقالهما على حاجز القوس (على طريق حلب) وأُفرج عنهما بعد سلبهما مبلغ 200 دولار كفدية مالية.

وكانت سلطات الاحتلال التركية قد اتخذت مع مطلع العام الجديد إجراءات أمنيّة مشددة شملت كل الحواجز الواقعة على مداخل الأمني وشددتِ الحواجز الأمنية إجراءات التفتيش على المارة في مداخل ومخارج مدينة عفرين بذريعة البحث عن خلايا تنظيم داعش.

في السادس عشر من يناير/كانون الثاني ذكر عفرين بوست بأن الميلشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، تمارس شكلاً آخر من الإرهاب والانتهاكات عبر ترويج المواد المخدّرة، ونشر إدمان المخدرات بين الأطفال عبر استدراجهم إلى مقرات الميليشيات، وأفاد مراسل عفرين بوست من عفرين بأن عناصر مسلحة من ميليشيا الحمزات في مدينة عفرين وبلدة باسوطة يقومون باستدراج الأطفال أعمارهم بحدود 10 – 11 سنة، ويعطونهم المخدرات والحشيش ليكون أول خطوات الإدمان.

وأشار المراسل إلى وجه من المفارقة، أن من الأماكن التي يتم تعاطي المخدرات فيها، مقرا الأسايش سابقاً في مدينة عفرين وفي بلدة باسوطة، فقد كانت هذه المقرات مراكز لضبط الأمن والاستقرار سابقاً.

وقد حصل مراسل عفرين بوست على أسماء مسلحين ممن يستدرجون الأطفال، وهم كل: من أبو رياح وأبو حسن وأبو فاضل، الذين تتوفر لديهم باستمرار حبوب مخدرة من كل الأنواع، ويتم بيعها في صيدليات افتتحها المستوطنون في عفرين.

كما حصل المراسل أيضاً على أسماء عددٍ من الأطفال الذين وقعوا بين براثن ذئاب الحبوب والمخدرات، إلا أن الموقع يتحفظ على ذكر الأسماء لدواعي السلامة.

موضوع استدراج الأطفال وتوريطهم في تعاطي والحبوب والمخدرات جريمة خطرة في المستوى الأخلاقي والقانوني والاجتماعي، وتستهدف إغراق الأطفال في مستنقع الانحراف، فبعد وصول الأطفال إلى مرحلة الإدمان سيكون من السهل قيادتهم وابتزازهم لتنفيذ ما يطلب منهم، كما أن توسيع الإدمان يسهم في زيادة المبيعات والأرباح.

في السادس عشر من يناير/كانون الثاني رصد مراسل عفرين بوست، قيام مسلحين من ميليشيات الاحتلال بنصب حاجز مؤقت “طيّار” بين قريتي قورنة وقستليه خدريا-قسطل خضريانلي في ناحية بلبل، وتشليح حافلتي ركاب قادمة من قرى الناحية، حيث قاموا بسلب الركاب ما بحوزتهم من نقود وأجهزة الهاتف.

وأوضح المراسل أن الحافلتين عادت أدراجها وتوجهتا إلى مقر ميليشيا “الشرطة العسكرية” في مركز الناحية لتقديم شكوى ضد هؤلاء المسلحين، وعلى إثرها توجه دورية من الميليشيات إلى موقع الحادثة ولكنها لم تعثر على أحد هناك، فعادت إلى المقر دون جدوى، مشيرا أن الميليشيا طلبت بدورها مصاريف تسيير الدورية من سائقي الحافلتين والبالغة 50 ألف ليرة سورية “أجرة المازوت”!

وأشار المراسل إلى أن العملية تمت في تمام الساعة السابعة صباحا مرجحا أن يكون الجناة من مسلحي ميليشيا “لواء الشمال” التي تحتل مركز بلدة بلبل وقرى أخرى في الناحية.

من جهة أخرى، شهد مركز الإقليم مساء يوم أمس الجمعة، انتشارا كثيفا لمسلحي الاحتلال، وقاموا بنصب حواجز “طيارة”، ومن ثم أقدموا سرقة وتشليح السيارات القادمة إلى المدينة، حيث قاموا بتوقيف سيارتين محملتين بالخضار قادمتين من مدينة الباب في منطقة داور كاوا وفرضوا على أصحاب الحمولة اتاوة مالية 500 ليرة تركية لكل واحد منهما، إحداها تعود لمواطن كردي من أهالي قرية ترنده- مركز عفرين، أحد أبناء عائلة ” نعسو”.  

كما فرض المسلحون على المواطن الكردي رشيد شكري من أهالي قرية قده – راجو، صاحب سيارة محمّلة بحطب التدفئة إتاوة مالية وقدرها 50 ألف ليرة سورية، مقابل السماح له بدخول مدينة عفرين وذلك في منطقة دوار القبان وسط المدينة.        

أما في ناحية راجو، أقدمت ميليشيا “الحمزات” على مصادرة سيارة من مستوطن منحدر من حي السكري بحلب، كان يمر من مفرق قرية بربند، بحجة أنها مسروقة. وأكد المراسل أن صاحب السيارة راجع مقر الميليشيا بعد يومين من المصادرة لاستعادتها، إلا أن الميليشيا لم تسلمه السيارة إلا بعد الحصول على مبلغ ألف دولار أمريكي، مشيرا إلى الميليشيا كانت سرقت من السيارة البطارية وآلة التسجيل. 

في التاسع عشر من يناير/كانون الثاني نشر موقع عفرين بوست تقريراً عن ظاهرة تعاطي والاتجار بالمواد المخدرة في المناطق التي تحتلها القوات التركية وميليشيات تنظيم الإخوان المسلمين، حيث تنقل المواد عبر الحواجز بسهولة بحكم العائدية لتكون مصدراً لكسب المال، فيما يأتي الترويج لهذه المواد وزيادة عدد المدمنين لكسب مزيداً من المشترين. ومن المرجح أن سلطات الاحتلال لها الدور المباشر في انتشار ظاهرة المخدرات بغية السيطرة على المسلحين والميليشيات الإخوانية وكذلك لتغيير المجتمعات التي تسيطر عليها.

المخدرة ظاهرة تعاطٍ وإتجار

تفيد المعلومات من المصادر المحلية في المناطق التي تحتلها القوات التركية والميليشيات الإخوانية وبخاصة إقليم عفرين بأن ارتفاعاً ملحوظاً يطرأ على ظاهرة تعاطي المخدرات والاتجار بها، وتشمل الحبوب المخدرة وبعض أنواع الأدوية وكذلك مادة الحشيش. والتي يروّج لها ويتعاطاها مسلحو الميليشيات أنفسهم. كما أن “الحواجز الأمنية المنتشرة على الطرق الرئيسية في المنطقة، لها دور في هذه التجارة عن طريق التسهيلات وغض النظر”.

وكتبت إليزابيث تسوركوف في النيويورك ريفيو أوف بوكس يقوم مقاتلون في الثّالثة عشرة من عمرهم، كما يبدو، بتحذير النّساء من أجل ارتداء ملابس مناسبة، لكن في الوقت نفسه، يتعاطى هؤلاء المخدرات ويقومون بأشياء محظورة (دينيّاً)”.

وتابعت تقول: “عندما يُطرح السّؤال بشأن الهتافات ومقاطع الفيديو الجهاديّة، يدّعي المقاتلون (وأشخاص من مجتمعاتهم المحلّيّة) في كثير من الأحيان أنّهم ببساطة يقدّمون عرضاً ويتظاهرون بأنّهم محاربون مقدّسون، بينما هم في الواقع يشربون الخمر ويدّخنون ويتعاطون المخدرات”.

ونشرت عفرين بوست في 17/7/2020 نقلاً عن مصادره أنّ ثلاثة مستوطنين من حي السكري بحلب (أم واثنين من أبنائها) افتتحوا منذ عدة أشهر معملاً لصناعةِ الحبوب المخدرة مثل (كابتاغون وترامادول وبالتان ومعجون) بالإضافة إلى حشيش التتن. وأضاف “المعمل ظاهرٌ للعيان أمام الجميع حتى الأطفال، ويقع ما بين قريتي معرسكة وقطمة في ناحية شرا/شران، في بستان كمال عزت، بعدما احتله هؤلاء المستوطنون”. وأشار المصدر إلى أنّ “هذا المعمل يبيع الحبوب للصيدليات في المنطقة وهذا يجري بعلم الاحتلال التركيّ، كما أنّهم يبيعون منتجاتهم لقادة الميليشيات.

وفي هذا السياق أيضاً أفاد مصدر آخر بأنّ شخصاً يُدعى أبو يزن الحمصيّ يبيع الحبوب لمسلحي الميليشيات في ناحية شرا/شران”. ونوّه المصدر أيضاً إلى أنّه تتم زراعة الحشيش في قرية كفر مزة التابعة هي لناحية شرا/ شران وبالضبط في منزل المدعو إسماعيل اللهيبي.

شهادة المرصد السوري:

المرصد السوري لحقوق الإنسان نشر تفاصيل من مصادر موثوقة، في مطلع نوفمبر 2018حول عملية إدخال وتهريب الحبوب المخدرة والمواد الممنوعة إلى المناطق التي تحتلها تركيا في الشمال السوري، حيث تشهد رواجاً للمواد المخدرة ومادة «الحشيش» وأكدت المصادر للمرصد، أن عملية بيع المخدرات والترويج لها، تجري باستخدام سيارات طبيّة كالهلال الأحمر، ومن المواد التي يروج لها الكبتاغون والترامادول والزولام وهيكزول (2 – 5)

المصادر الطبية أكدت أن تسع سيارات إسعاف تابعة للهلال الأحمر قادمة إلى منطقة إدلب عبر معبر قلعة المضيق، وصلت، إلى مدينة الباب بريف حلب الشمالي الشرقي، بعد مرورها بمناطق إدلب وعفرين وإعزاز، جرى إفراغ 7 منها من بعض الأدوية، فيما مُنعَ فتح السيارتين المتبقيتين، بذريعة أن حمولتها من الأدوية ستنقل لمنطقة الراعي الحدودية مع تركيا.

ومنذ بدء الاحتلال التركي لمناطق في الشمال السوري، ودعمه فصائل مسلحة يصنف معظمها على قوائم الإرهاب، أصبحت تلك المناطق مسرحاً للجريمة وتجارة المخدرات والآثار وعمليات الخطف مقابل الفدية والاغتيالات.

وقامت تركيا بعزل قائد شرطة إعزاز “محمد ضاهر عصفور الفيل” بعد اعتراض الأهالي على استمراره في قيادة قوات الشرطة التي لها اليد الطولى في خطف المدنيين، وانتشار تجارة المخدرات في المنطقة.

مدمن يقتل زوجته

تداولت مواقع إعلاميّة معلومات يوم أمس الإثنين 18/1/2021 تفيد بأن عنصر من ميليشيا الحمزات يدعى علاء عساني أقدم على قتل زوجته تحت تأثير المخدرات في قرية قبر المقري بريف الباب، وتتكرر مثل هذه الحالات كثيراً في مناطق التي يسيطر ميليشيات تنظيم الإخوان المسلمين المرتزقة بسبب عدم وجود محاسبة أو قانون يمنع ترويج لتجارة المخدرات

انتحار مدمن

في 28/9/2020 أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن مسلحاً من ميليشيا “عاصفة الشمال” أطلق النار على نفسه، بعد تناوله كمية كبيرة من المخدرات، في مدينة إعزاز المحتلة.

الميليشيات تروّج للمخدرات

تجارة وتعاطي المخدرات رائجة بشكل كبير في المناطق التي تحتلها تركيا والميليشيات الإخوانية التابعة له. ويتم تسهيل دخول المخدرات والاتجار بها من قِبل متزعمي الميليشيات دون وجود رقابة أو ردع انتشار المخدرات في المنطقة، وفقاً للمرصد السوري لحقوق الإنسان.

ــ ميليشيا السلطان مراد

ميليشيا السلطان مراد مثلاً استولت على أراضٍ زراعية هجر أصحابها قسراً بسبب الحرب، وتتوزع في قرى منطقة الباب بين مدينة كري سبي وسري كانيه المحتلتين، وقامت بزراعة حشيش “القنب” فيها.

قبل أيام اعتقلت “الاستخبارات التركية” ابن شقيق المدعو فيهم عيسى متزعم ميليشيا “السلطان مُراد” في منطقة حوار كلس الواقعة عند الحدود السورية – التركية في ريف حلب الشمالي، وضبطت بحوزته 4 كيلو غرامات من المواد المخدرة.

وكانت ميليشيا “السلطان مراد” قد ضبطت مطلع حزيران 2017، أراضٍ مزروعة بالحشيش من نوع “القنب” في قرية الجطل التابعة إداريًا لمدينة منبج، بمساحة دونم واحد زرعها نازحٌ في المنطقة، ولكن الميليشيا استولت على الأرض واستثمرت إنتاجها من القنب بدل إتلافه.

ــ ميليشيا المعتصم

في إقليم عفرين تفيد معلومات متداولة بين الميليشيات نفسها أن المدعو معتصم عباس”، متزعم ميليشيا “المعتصم بالله”، افتتح مزرعة للغزلان ويعمل في تجارة المخدرات والحبوب المنشطة في مناطق سيطرة القوات التركية بريف حلب الشمالي ومحافظة إدلب.

ميليشيا الحمزات

ذكر موقع عفرين بوست في 16/1/2021 أن مسلحين تابعين لميليشيا الحمزات الحمزات في مدينة عفرين وبلدة باسوطة يقومون بالاتجار بالمخدرات ويستدرجون أطفالاً أعمارهم بحدود 10 – 11 سنة للإيقاع بهم وإيقاعهم في شرك الإدمان على المخدرات ليكون أول خطوات الإدمان. وقد حصل مراسل عفرين بوست على أسماء مسلحين ممن يستدرجون الأطفال، وهم كل: من أبو رياح وأبو حسن وأبو فاضل، الذين تتوفر لديهم باستمرار حبوب مخدرة من كل الأنواع، ويتم بيعها في صيدليات افتتحها المستوطنون في عفرين.

ميليشيا أحرار الشرقية

ذكرت منظمة حقوق الإنسان ــ عفرين في 15/1/2021 نقلاً عن مصادر إعلامية أنّ عمليات تهريب المخدرات والحشيش وغيرها من المواد المخدرة مستمرة من قبل مسلحي ميليشيا أحرار الشرقية التابعة للاحتلال التركي، ويعتبر المدعو حاتم أبوشقر متزعم ميليشيا أحرار الشرقية العقل المدبر الذي يدير عمليات تهريب وإدخال المخدرات والعبوات الناسفة والمتفجرات من معبر التفاحة الحدودي بين سوريا وتركيا. ويساعده في أعماله شقيقه المدعو “أبو الوليد شقرا”.

ميليشيا الجبهة الشامية

من الميليشيات التي تُعرف أيضاً بنشاط مسلحيها في الاتجار بالمخدرات وتداولها، ميليشيا الجبهة الشامية التي تتخذ من قرية كفرجنة مقراً لأحد أهم سجونها، وضمن السجن توجد مستودعات المخدرات والهيروين والكوكائين، تقوم بالاتجار بها، ومن المعلومات المتداولة أن الاستخبارات التركية تتقاسم مكاسب هذه التجارة.

معبر السلامة في مدينة إعزاز أحد أهم قنوات مرور المواد المخدرة، والتي يعمل فيها مسلحو الجبهة الشامية” ويُعرف من منهم عبدالله دربالة الذي يقوم بعمليات تهريب للبشر والمخدرات من معبر باب السلامة وذلك بالتعاون والاشتراك مع هشام دربالة وهيثم عموري وصالح عموري ومدوش شيخو. وفي 31 آذار 2020 اُعتقل ماجد سجو وبحوزته خمس وثلاثون كيلو حشيش وأخلي سبيله بعد ساعتين.

يذكر أن المدعو أبو علي سجو مسؤول سجن المعصرة في إعزاز التابع لميليشيا “الجبهة الشامية كان مسجوناً قبل الأزمة السورية بتهمة الاتجار بالمخدرات، وكان يهرّب المخدرات والدخان إلى تركيا، وله علاقة متينة مع والي غازي عينتاب، كما أنه كان عميلاً مزدوجاً، وقد عمل على تهريب المخدرات والبشر عبر بوابة السلامة، وله علاقة وثيقة بالاستخبارات التركية.

وفي 8/4/2020 وقعت اشتباكات بين ميليشيا عصابات الجبهة الشامية الخائنة وميليشيا “أحرار الشام” على خلفية خلاف على صفقة بيع حشيش والمخدرات بين العناصر، بحسب أوساط الميليشيات.

ما ذكر أعلاه هو غيض من فيض، فقد وردت معلومات مواد إخبارية بتفاصيل أكثر حول نشاط كل الميليشيات في مجال تعاطي المخدرات، وقد تم تداول إقدام المدعو محمد جاسم متزعم ميليشيا سليمان شاه/ العمشات على ضرب أحد الأشخاص بقسوة بالغة تحت تأثير تناول المخدرات.

في الحادي والعشرين من يناير/كانون الثاني أفاد مراسل عفرين بوست في مركز إقليم عفرين المحتل، أن ما تسمى بـ “لجنة رد الحقوق” المشكلة من قبل الائتلاف السوري- الإخواني توجهت قبل أيام إلى قرية مشالي/مشعلة – ناحية شران للوقوف على الانتهاكات الحاصلة فيها من قيل المسلحين وذويهم من المستوطنين.

وأضاف المراسل أن أعضاء اللجنة وقبيل توجههم إلى القرية، أبلغوا متزعم ميليشيا “السلطان مراد” المدعو “ناصر النهار” بقدومهم إلى القرية لأخذ احتياطاته، مشيراً إلى المدعو” النهار” هدد الأهالي من مغبة إثارة أي مظلمة أمام اللجنة.

وتعمد اللجنة إلى ترتيب مسرحيات للادعاء بأنها تعمل على رد الحقوق المسلوبة لأصحابها الأصليين، إلا أن ذلك يتم بصورة شكلية بتنظيم عقود آجار شكلية لا تتضمن أي التزامات مالية بين صاحب العقار والمستولي عليه أو يلجأ المسلحون إلى تهديد صاحب الحق بالاعتقال أو القتل كيلا يطالب بحقه. 

وأشار المراسل أن المدعو “النهار” طلب من مختار قرية مشاليه- مشعلة إبلاغ الأهالي بعدم التحدث بتاتاً أمام اللجنة أو الادعاء أنه ما من مظالم في القرية، علماً أن متزعم الميليشيا بنفسه يستولي منذ 3 أعوام على حقل للزيتون (800 شجرة) عائدة ملكيتها للمواطن آزاد قهرمان، ويرفض إعادتها لشقيقه المقيم في القرية، إضافة لاستيلائه على كرمة عنب تقع جانب مقبرة القرية وتعود ملكيتها للمواطن عبد الرحمن محمد رغم وجوده في قريته متينا.

ويستولي مسلحو ميليشيا “فرقة السلطان مراد” وذووهم المنحدرون من حمص، على 85% من منازل القرية، ولم يتمكن سوى 15% من أهل القرية من العودة لمنازلهم، وهم يتعرضون للمضايقات اليومية.

في التاسع عشر من يناير/كانون الثاني شهد مركز الإقليم الكُردي المحتل منذ الصباح استنفاراً أمنيّاً كبيراً من قبل جيش الاحتلال التركي وميليشياته الإسلامية، التي انتشرت بكثافة داخل شوارع المدينة. وبحسب مراسل عفرين بوست داخل المدينة فإن عربات البانزر والمصفحات العسكرية التابعة لجيش الاحتلال انتشرت على مداخل المدينة وتمت مضاعفة الحواجز الأمنية التابعة للميليشيات الإسلامية داخل المدينة وخاصة في منطقة دوار نوروز.

في الثالث والعشرين من يناير/كانون الثاني نشر عفرين بوست تقريراً على خلفية مسرحية هروب عنصرين من داعش من سجن راجو.

مسرحية هروب جديدة

أفاد مراسل عفرين بوست انه علم من مصادر خاصة بأنه تم يوم الأربعاء 20/1/2021 تهريب معتقلين كانوا سابقاً عناصر مسلحين في داعش من سجن الشرطة العسكرية في بلدة راجو، وتفيد المعلومات أن العملية تمت عن طريق مسلحين من ميليشيا “أحرار الشرقية” الذين سهّلوا هروب المعتقلين.

وأضاف المراسل إن وجهة الهروب كانت إلى الحدود التركية، ولم يتم التعاطي مع الحادثة من قبل الجهات الأمنية التابعة للاحتلال التركي والبحث عن الهاربين حتى الآن.

السجن الكائن في ناحية راجو يعرف باسم سجن المحطة لكونه يقع ضمن محطة القطار وتديره ميليشيا أحرار الشرقية، وقد تم زج العشرات من أهالي الناحية وبعض أهالي القرى التابعة لناحية معبطلي فيه، ويُعرف كواحد من أسوأ السجون يسبب قسوة المشرفين عليه وسوء معاملتهم.

تهريب الشرقية لعناصر داعش مقابل المال

الواقع أنه لا توجد عمليات هروب حقيقية، بل هي تسهيل الخروج مقابل مبالغ مالية كبيرة جداً، ولكن يتم الإعالن عنها عبر مسرحية الهروب.

سبق أن قام متزعم ميليشيا “أحرار الشرقية” المدعو “حاتم أبو شقر” بعمليات تهريب لمتزعمين قياديين من الصف الأول في داعش مثل كاسر الحداوي أحد قيادات داعش والمعروف لأهالي ديرالزور، وقام المدعو “الشقرا” بتهريبه بهوية مزورة مقابل 100ألف دولار، وكذلك المدعو “ماجد سليمان العيد” الملقب أبو فاطمة شنان مسؤول الدورات في القاطع الشمالي لدى داعش بديرالزور وتم تهريبه إلى أورفا التركية بعدما قامت أخته بتحويل مبلغ مالي كبير من دولة الكويت.

ومن المعلومات المتداولة أن العشرات من عناصر داعش السابقين أو الجهاديين استقطبتهم “ميليشيا الشرقية” وضمتهم إلى صفوفها وأحد العناصر الإعلامية لدى “الشقرا”، وهو عبد الله الجعشم والملقب محمد الخابوري وكان كبير إعلاميي داعش في الرقة، فيما تؤكد مواقع إعلامية وجود أكثر من 30 مسلح ومتزعم موثقين بالأسماء ضمن صفوف ميليشيا “أحرار الشرقية”.

نشر موقع “العربية” في 1/1/2020 نقلاً عن المرصد السوريّ لحقوق الإنسان فقد ضمت الميليشيا عنصراً من داعش هو (ن.ص.ح)، من أهالي مدينة الميادين، وبايع تنظيم داعش عام 2014، ونُقل إلى منطقة الأنبار في العراق، ثم إلى دير الزور، وتحديداً جبهة مطار دير الزور عام 2017، وبعد خفض الرواتب إلى 50 دولاراً، هرب إلى منطقة الباب بالتنسيق مع ابن خالة متزعم بميليشيا (أحرار الشرقية) وانضم إلى صفوفه وشارك بالعدوان التركي على شمال شرق سوريا، وهو مقيم حالياً في مدينة عفرين.

في 6/12/2019 هرب 10 سجيناً بينهم خمسة ينتمون لداعش – بينهم جنسيات غير سورية – من سجن ناحية راجو الذي تديره ميليشيا “أحرار الشرقية” بمنطقة راجو.

التحالف يلاحق عناصر داعش الهاربين

في 21/5/2020 استهدف التحالف الدولي سيارة تقل ثلاث متزعمين من داعش بحوزتهم مبالغ ماليّة طائلة قرب قرية شاديريه/شيخ الدير في إقليم عفرين وأردتهم قتلى.

في 7/12/2019 استهدف التحالف الدولي ثلاثة عناصر من داعش يستقلون سيارة قرب قرية كفرجنة على الطريق الواصل بين مدينتي عفرين وإعزاز بصاروخ من طراز ”آر 9 اكس“، وقتلوا فورأً. وكان العناصر الثلاثة في مهمة رسمية باسم ميليشيا “أحرار الشام” المنضوية ما يسمى “الجبهة الوطنية للتحرير” التي أنكرت معرفتها بالقتلى، وأن البطاقات التي بحوزتهم كانت مزورة، وأنهم كانوا يرتدون أحزمة ناسفة، وعُرف من بينهم شخص يدعى “انس المنصور” من قرية رملة بريف حلب الجنوبي.

وتداولت مواقع إعلامية أن القتلى الثلاثة تابعون لداعش ويستخدمون مهمات شبيهة لتسهيل عبورهم على الحواجز والتنقل ما بين إدلب وحلب ويحصلون على الحماية مقابل دفع أموال.

في الرابع والعشرين من يناير/كانون الثاني أفاد مراسل عفرين بوست بأن الاستخبارات التركية قد استنفرت عناصرها عند دوار نوروز وسط المدينة، وتقوم بإجراءات تفتيش دقيقة وبخاصة للسيارات التي على متنها كرد من أهالي عفرين. ولم تعرف أسباب الاستنفار وفيما تبحث عنه عناصر الاستخبارات، مضيفا أن خلافاً ومشادات كلامية قد دبت بين شرطة الاحتلال ومسلحين من ميليشيا “لواء الشمال”.

في سياق آخر داهم عناصر من ميليشيا الشرطة العسكرية التابعة للاحتلال التركي المخيم الكائن في ساحة البازار في مدينة عفرين بعد ورود معلومات بأن عنصري داعش اللذين هربا من سجن راجو، قصدا المخيم للاختباء فيه، واعتقلت 6 مستوطنين أغلبهم منحدرون من إدلب.

في السابع والعشرين من يناير/كانون الثاني علمت عفرين بوست من مصادرها، أنَّ جيش الاحتلال التركي داهم بواسطة العشرات من العربات العسكرية قرية إيكيدام التابعة لناحية شران، واعتقلت عدداً من عناصر ميليشيا “السلطان مراد”، فيما لاذ متزعم الميليشيا المدعو “أبو يزن” بالفرار من القرية، وجاءت العملية بعد تقرير نشرته عفرين بوست حول قيامه بفرض إتاوات مالية كبيرة على سكان القرية.

وأفادت المصادر أن جنود الأتراك اجتمعوا مع السكان في ساحة القرية، واستفسروا عن المظالم التي يتعرضون لها، مشيرة إلى أن الضباط الأتراك وعدوا بإعادة الحقوق المسلوبة إليهم، دون أن يتحقق شيء من ذلك حتى اليوم.

وأضافت المصادر أن جيش الاحتلال التركي أرسل مجموعة مسلحة جديدة من الميليشيا ذاتها إلى القرية، في حين لا يُعرف بعد الوجهة التي لاذ إليها المدعو “أبو يزن”، الذي كان يثقل كاهل سكان قرية إيكيدام بالانتهاكات المستمرة منذ ثلاثة أعوام.

وقال مواطن من القرية لـ “عفرين بوست” أن السبب الرئيسي لحملة جنود الاحتلال ضد المدعو “أبو يزن” وعناصره يعود لقيامه بأعمال تهريب واسعة عبر الحدود، واعتبر قصة إثارة المظالم الواقعة على سكان القرية ليست جوهرية، لأن كل ما يحصل من جرائم وانتهاكات يتم بأمر المخابرات التركية وباقي سلطاتها في الإقليم الكردي المحتل.

وكانت ميليشيا “السلطان مراد” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، فرضت في أوائل الشهر الجاري، إتاوة مالية وقدرها “200 دولار أمريكي” على كل عائلة من أهالي قرية إيكيدام – ناحية شران، تحت طائلة حجز الآليات أو الممتلكات وطردهم من القرية، وذلك في إطار سياسة التضييق على السكان الأصلين الموضوعة من قبل سلطات الاحتلال التركي.

في الخامس والعشرين من يناير/كانون الثاني نشر موقع عفرين بوست تقريراً بعنوان “ماذا فعلت تركيا في إقليم عفرين بعد 3 أعوام من الاحتلال؟” نقلا عن موقع حفريات للصحفية رحاب عليوة، وصدت فيها قصص معاناة والمتغيرات التي طرأت جراء العدوان التركي على عفرين والانتهاكات لحقوق الإنسان بمناسبة الثالثة للعدوان.

لم تكن السيدة سميرة عبد الحنان تتصوّر أنّ 3 أعوام فقط قادرة على تشتيت شمل عائلتها، الآن تعيش السيدة الستينية وحيدة في منزلها داخل منطقة عفرين، بينما أحد أبنائها مجهول المصير والآخر مُهجّر، وابنتاها تقيمان في معسكر لجوء، أمّا الأب، فقد دُفن دون أن يودّعه أحد من أبنائه.

العائلة التي نقلت جريدة “النهار” مأساتها وشتاتها على لسان سميرة، ليست بالفريدة، فقد ضرب الشتات الأكراد في عفرين، وألزمهم بمصائر مختلفة لا تخلو من التنكيل، والسرقة، والقتل، والشهادة على إجراء تغيرات ديموغرافية تُذكّر بقوى الاحتلال، منذ اجتاحت القوات التركية المنطقة في 20 كانون الثاني /يناير 2018، خلال العملية التي أطلقت عليها تركيا عبثاً “غصن الزيتون”.

ولم يسلم الزيتون وغصنه من تركيا وميليشياتها المسلحة، التي باتت تُسيّر بهم الأوضاع في عفرين، بينما يتحصّن جنودها بأسوار عالية وقرى هُجِّر منها أهلها الأصليون.

وربما كانت عائلة سميرة رغم ما لاقته أكثر حظاً من عائلة نازلي مصطفى (55 عاماً) التي لاقت حتفها مع طفليها، إثر سقوط قذيفة تركية على منزلهم في منطقة لجوء لأهالي عفرين في مدينة تل رفعت، وذلك في 23 يناير/كانون الثاني الماضي، أي بعد عدة أيام من مرور الذكرى الثالثة لبدء الاجتياح، وذلك بحسب مصادر كردية.

وبمناسبة مرور 3 أعوام على عملية اجتياح عفرين، أصدرت 30 مؤسسة حقوقية بياناً مشتركاً تدعو فيه إلى وقف الانتهاكات وإنهاء حالة الاحتلال، والعمل على عودة الأهالي إلى أراضيهم، في وقت أصدر فيه حزب الوحدة الديمقراطي الكردي بياناً خاصاً يرصد الانتهاكات التي تعرّضت لها المنطقة خلال تلك الأعوام.

ولم تسلم المنطقة وأهلها من شكل واحد أو أكثر من أشكال الانتهاكات المعهودة، فقد عاش أهالي عفرين الأعوام الـ3 الماضية بين القتل والتعذيب والخطف والتهجير، وفرض الإتاوات، والتنكيل، والإجبار على الزواج، والاضطهاد الديني، وتوطين سكان غير السكان الأصليين، ونهب الثروات والمحاصيل.

وقد دعا الحزب إلى الالتفات الدولي لقضية عفرين، كي لا تتمدد تلك الأعوام إلى أعوام أخرى.

وكمؤشر على تدمير البنية الاقتصادية في عفرين، لفت حزب الوحدة إلى أنه “لم يبقَ من أصل   850 ورشة خياطة ألبسة، كانت تغذّي الأسواق السورية وبعض البلدان المجاورة، سوى 50 ورشة فقط بعد الاحتلال، وتعمل بحدودها الدنيا من الإنتاج، والخسائر في المجال الصناعي والاقتصادي عموماً كبيرة، ونسبة البطالة أصبحت عالية والفقر واسعاً”.

أمّا فيما يتعلق بعملية التغيير الديموغرافي الممنهجة، فقد قال الحزب: إنّ الأهالي تعرّضوا   “لتهجير قسري بالأعمال العدائية أثناء الحرب لأكثر من 250 ألف نسمة من السكان الأصليين، ومنع عودة حوالي 200 ألف منهم من مناطق النزوح والداخل السوري، بسبب إغلاق سلطات الاحتلال معابر عفرين ومنع النازحين من العودة، فبقوا مشرَّدين في مناطق النزوح (بلدتا نبل والزهراء، وقرى وبلدات الشهباء – شمال حلب…).

وأضاف: منهم من فرّ إلى حلب ومناطق كوباني والجزيرة، في وقت أغلقت فيه السلطات السورية أيضاً وما تزال جميع ممرّات التنقل أمامهم.

وتمّ توطين ما يقارب من 500 ألف نسمة من عوائل المسلحين المرتزقة لدى تركيا وعوائل مُهجّري غوطة دمشق وأرياف حمص وحماة وإدلب وحلب وغيرها في عفرين ونواحيها، وإسكانهم في منازل ومحلات وممتلكات السكان الأصليين وفي مخيمات عشوائية، فشكّل ذلك تغييراً كبيراً في التركيبة السكانية في المنطقة، بحسب حزب الوحدة.

وأشار الحزب إلى أنّ نسبة الوجود الكردي في عفرين أصبحت أقلّ من 25% من بين جميع المقيمين في المنطقة حالياً، بينما كانت نسبتهم قبل الغزو أكثر من 95%.

وبخلاف المُهجّرين، فإنّ أكثر من 1100 كردي مصيرهم مجهول لعدم الاستدلال على أماكنهم، وعادة ما تمارس الميليشيات المدعومة من تركيا القبض غير القانوني (الخطف) على الأهالي، وتقوم بالإفراج عنهم بعد ابتزاز أهاليهم وطلب فدية، وأهالي أغلب المفرج عنهم قد دفعوا غرامات أو فدى مالية وصلت أحياناً إلى 20 ألف دولار.

وتطرّق التقرير الكردي إلى حالة الاضطهاد الديني، مشيراً إلى أنّ الإيزيديين تعرّضوا لانتهاكات عديدة، من تهجير وقتل وتعذيب ومنعهم من ممارسة طقوسهم الدينية والاحتفال بأعيادهم السنوية، وكذلك إجبار بعضهم على الصلاة في الجوامع، وبُنيت مساجد في بعض قراهم نكاية بهم، وتمّ العبث بمزاراتهم ومقابرهم وتخريب العديد منها.

 كما تعرّضت الكنيسة المسيحية الوحيدة للسرقة والنهب، ورغم قلة أعداد المسيحيين، لا يجرؤ أحدهم الكشف عن دينه؛ إضافة إلى ذلك تعرّضت بعض المساجد للقصف أثناء العدوان، وسُرقت مقتنيات بعضها من سجادات وأوانٍ نحاسية وأجهزة كهربائية وصوتية.

وفي توضيح علاقة الميليشيات بالمرأة الكردية، وأشكال الاضطهاد التي تتعرّض لها، قال حزب الوحدة: “بالأصل تلك الميليشيات الجهادية السلفية تضطهد المرأة ضمن مجتمعاتها دون وازع، من تعدّد الزوجات وفرض الحجاب وانتشار الدعارة وغيرها، وهي التي تواظب على اضطهاد المرأة الكردية في عفرين وفق الذهنية ذاتها.

وأضاف: فرغم إحجام معظم من تطالهم الانتهاكات والجرائم عن الحديث عنها أو رفع شكاوى ودعاوى قضائية بحقّ مرتكبيها، تتوارد أنباء عديدة عن حالات التحرش بمختلف أشكاله والإكراه على الزواج أو استغلال القاصرات، وعن حالات الاختطاف والاغتصاب والقتل العمد، ونظراً لفقدان الأمان يحجم معظم الأهالي عن إرسال بناتهم إلى المدارس خوفاً من تعرضهنّ للانتهاكات.

ولم تسلم الآثار هي الأخرى من تلك الانتهاكات، فقد رصد الحزب “استهداف العدوان التركي مواقع أثرية عديدة بالقصف الثقيل مثل (تل عين دارا الأثري، نبي هوري، تقلكه، مار مارون…) وأوقع فيها أضراراً جسيمة لتختفي معها معالم تاريخية.

وتابع: كما أنّ سلطات الاحتلال تغضّ النظر عن عمليات سرقة الآثار والبحث عنها، وتشرف وتشارك في أغلبها، مثل ما جرى في حفر ونبش مواقع وتلال (هوري، عين دارا، براد ومار مارون، برج عبدالو، قيبار، جنديرس، كمروك، سيمالك، زرافكه، كتخ، دروميه، دوديرا ميدانكي، مروانيه تحتاني، جرناز، بازاريه، خرابه علو، كئورا، بليلكو…) والكثير من المزارات الإسلامية والإيزيدية. ومن جهة أخرى تمّ استهداف مقابر الشهداء في (كفر صفرة، متينا، كفرشيل) وأضرحة شخصيات دينية وثقافية، مثل ضريح الدكتور نوري ديرسمي، وتخريب مقابر وشواهد قبور عليها كتابات باللغة الكردية.

في الخامس والعشرين من يناير/كانون الثاني أفاد مراسل عفرين بوست بأن دفعة من المرتزقة السوريين عادوا من ليبيا في إجازة لمدة خمسة عشر يوماً، على أن يعودوا بعد ذلك، وفق شروط العقد المتفق عليها.

وأضاف المراسل نقلاً عن مصادر خاصة أن ميليشيا الحمزات أنذرت المرتزقة العائدين، أنه بحال نكول أي من المرتزقة وعدم عودته، فإنه يخسر مستحقاته المالية، كما علم المراسل أن المخطط أن يعودوا المرتزقة بعد انتهاء إجازاتهم، على أن يرافقهم نحو أربعين من المرتزقة الجدد. وتفيد المعلومات من المرتزقة العائدين أن حالة من الاستنفار تشهدها المواقع التي جاؤوا منها.

وذكر المرصد السوريّ لحقوق الإنسان في 23/1/2021 أنّ 10750 مرتزق عادوا إلى سوريا، بانتهاء عقودهم وأخذ مستحقاتهم المالية، وبقي نحو 10 آلاف آخرين، بينهم 2500 من حملة الجنسية التونسيّة. وبلغ إجمالي المرتزقة الذين قتلوا في معارك ليبيا بلغ 496 شخصًا

وكشف المرصد عن حيلة تركية للسيطرة على مرتزقتها بليبيا بعد احتجاجات جراء الاقتطاع والتأخر بتسليم الرواتب. فيما تجري تركيا “عمليات تبديلية” للمرتزقة الموالين لها في الأراضي الليبية. فتعيد دفعات منهم إلى سوريا، مقابل ذهاب دفعات أخرى منها.

ولفت المرصد إلى أن المجموعة العائدة تضم 100- 250 مرتزقًا، فيما ستتوجه أعدادٌ مماثلة إلى ليبيا، وهناك شروطٌ وضعتها تركيا لإتمام العملية بينها الوضع الصحي والأمني للمرتزقة.

وكان المرصد قد ذكر في 14/1/2021 عودة 40 مرتزقاً متذرعين بأسباب صحية بعد رشاوي تقدر بنحو 500 دولار لتأمين تقارير صحية مزورة من أجل العودة. وأن المرتزقة العائدين لم يحصلوا إلا على ربع مستحقاتهم الشهرية المتفق عليها، حيث تقاضوا فقط 500 دولار أمريكيّ في الشهر بدلاً من 2000 دولار، كما أنهم لم يتقاضوا رواتب منذ أكثر من 5 أشهر.

ووفقاً لمصادر المرصد، فإنّ متزعمي الميليشيات يحتلون على المرتزقة، إلا أن التركمان يُعاملون معاملة جيدة نسبيّاً مقارنة بغيرهم من قبل المتزعمين التركمان، إذ يُقتطع منهم فقط 500 دولار من الراتب الشهري، مقابل مبلغ مضاعف من المقاتل غير التركماني، وأبرز الميليشيات التي يحتال متزعموها على المرتزقة (الحمزة، سليمان شاه، الجبهة الشامية، لواء المعتصم، لواء سمرقند، لواء الشمال، جيش الإسلام). وبسبب المماطلة بتسليم الرواتب والاقتطاع منها تسود حالة من الاستياء بين صفوف المرتزقة.

في الثلاثين من يناير/كانون الثاني أفاد مراسل عفرين بوست بأن جنود الاحتلال التركي أقدموا على هدم فيلا المواطن الكردي “أحمد مختار” لدى إخلائه لها، وكان قد استولى عليها منذ احتلال إقليم عفرين. ونقل المراسل عن مواطن من أهالي القرية سبب الاستيلاء على الفيلا وهدمها، قوله: “هدف الاحتلال التركي ألا يعود إليها”.

مقاومة الاحتلال..

في الثاني من يناير/كانون الثاني كشفت “قوات تحرير عفرين”، اليوم في الأول من كانون الثاني 2021 في بيان رسميّ، حصيلة عملياتها ضد القوات التركية وميليشيات “الجيش الوطني السوري”، وحصيلة الهجمات التركية على المنطقة خلال عام 2020 وفقا لما يلي:

ــ القضاء على 265 جندي وعنصر من الميليشيات التابعة له، منهم 235 مسلح من الميليشيات و30 جندياً تركياً.

ــ إصابة 214 بجراح، منهم 172 مسلح من الميليشيات و42 جندياً تركياً.

ــ تم تدمير 35 سيارة عسكرية و3 سلاح دوشكا، بالإضافة إلى طائرتين مسيرتين، ودبابات وعربات مدرعة، تم إعطاب 11 عربة عسكرية.

وأضافت قوات تحرير عفرين أن الجيش التركيّ شن 375 هجوماً على المنطقة خلال العام 2020، خلال تلك الهجمات استشهد 7 مدنيين، وأصيب 14 آخرون بينهم أطفال، وشنت الفصائل الموالية لتركيا هجومين بريين.

وارتقى 20 مقاتلاً من قوات تحرير عفرين إلى مرتبة الشهادة.

مظاهرات ونشاطات

ــ مظاهرة رفضاً للحصار:

في السادس عشر من يناير/كانون الثاني نظم مهجرو إقليم عفرين المحتل وأهالي الشهباء، مظاهرة احتجاج أمام نقطة المصالحة الروسية في قرية الوحشية بالشهباء، وطالبوا بفتح المعابر لإدخال المواد الأساسية إلى المنطقة لتجاوز الظروف الصعبة. إذ تستمر حواجز النظام السوري في مدينة حلب بفرض الحصار على مقاطعة الشهباء التي يعيش فيها عشرات الآلاف من مهجري إقليم عفرين المحتل الذين خرجوا قسراً قبل أكثر من عاميين ونصف ومعهم أهالي مقاطعة الشهباء الأصليين، ويراد استخدام الحصار هذه كعامل ضغط على الأهالي.

أفاد مراسل عفرين بوست أن مئات المواطنين من أهالي عفرين المهجرين قسراً ومعهم أهالي مقاطعة الشهباء خرجوا اليوم في تظاهرة حاشدة، وتجمعوا أمام مركز المصالحة الروسية في قرية الوحشية بمقاطعة الشهباء، وعبروا عن مشاعر الغضب والاستياء من الممارسات اللاإنسانية بحق المهجرين قسراً.

وبدأت المظاهرة انطلاقا من نقطة التجمع في قرية الوحشية، حيث تم رفع لافتات كتبت عليها “لا تجعلوا الشعب ضحيةٍ لسياستكم”، “ثروات سوريا لكافة الشعب”، “لا لسياسة الحصار على شعب عفرين والشهباء”، “حرمونا من الزيت سيحرموننا من المازوت”، “روسيا تطلب 40% من المازوت يا للعار” كما رُفعت في المظاهرة بيدونات الغاز والمازوت الفارغة.

وردد الأهالي المتظاهرون أثناء مسيرهم شعارات نددت بسياسة روسيا والنظام السوري بحق سكان المنطقة وأكدوا على وحدتهم بوجه هذه السياسات.

ولدى وصول التظاهرة إلى أمام مركز المصالحة الروسية تقدم وفد من 6 أشخاص يمثلون الأهالي، لإيصال مطالب الأهالي إلى قيادة المركز، إلا أنها رفضت استقبال الوفد والاستماع للمطالب، وأمام إصرار الأهالي على اللقاء، وبعد سجال غاضب من المحتجين دخل الوفد إلى المركز.

بعد مرور نصف ساعة أنهى الوفد مناقشة المطالب مع قيادة المركز، ليخرج الوفد ويصرح أمام المتظاهرين عن رضوخ الإدارة لتنفيذ طلبات أهالي والسماح بمرور المواد الغذائية والمحروقات إلى المقاطعة.

والجدير ذكره أنها ليست المرة الأولى التي يخرج فيها أهالي مقاطعة عفرين والشهباء أمام مركز المصالحة الروسية في الشهباء، فقد خرجوا في مظاهرات عديدة حاشدة أمام مركز المصالحة الروسي، كما خرجوا متظاهرين أمام حاجز قوات النظام السوري الأخير في ناحية أحداث بالشهباء وطالبوا بفك الحصار ومرور المحروقات والمواد الغذائية والضرورية إلى لمنطقة، إلا أن الحصار لم ينتهِ، واستمرت سياسة الضغط على الأهالي.

ـ مظاهرة للتنديد بالعدوان التركي على عفرين:

في الثامن عشر من يناير/كانون الثاني شهدت مقاطعة الشهباء، تظاهرة حاشدة شارك فيها المئات من أهالي مقاطعة عفرين المهجرين قسراً في مقاطعة الشهباء. للتنديد بالاحتلال التركي وممارساته الإجرامية وانتهاكاته لحقوق الإنسان في عفرين المحتلة.

وتجمع المتظاهرون على الطريق الواصل بين ناحية فافين ومخيم برخدان بمقاطعة الشهباء، ورفعوا صوراً لمجازر وجرائم تركيا في إقليم عفرين خلال قصفه الهمجي عليه وكذلك صور ضحايا ميليشيات تنظيم الإخوان المسلمين التابعة لأنقرة، وكم رفعوا لافتات مجدت قيم الشهادة وعبرت عن رفض الاحتلال والتغيير الديمغرافي ونددت بالصمت الدولي حيال ما يجري فيها منن انتهاكات.

سار المتظاهرين على الشارع الرئيسي وصولاً لساحة مخيم برخدان وردد الأهالي شعارات أكدت على خيار المقاومة وإرادة الصمود بوجه الاحتلال التركي ونددوا بممارسات الاحتلال والميليشيات الإخوانية التابعة له الإجرامية بحق أهالي عفرين.

بعد الوقوف دقيقة صمت ألقيت عدة كلمات من قبل كل من عضوة مجلس عوائل الشهداء لمقاطعة عفرين هيفين علوش، عضوة مؤتمر ستار زينب خليل، عضو مجلس مخيم سردم شورش عيسى، أكدت على رفض وجود الاحتلال التركي في إقليم عفرين وأشادت بالمقاومة البطولية التي أبداها أبناء عفرين على مدى 58 يوماً وأنها خيارٌ سيستمر حتى التحرير وإنهاء الاحتلال. وتوقفت الكلمات على ممارسات وسياسة سلطات الاحتلال والانتهاكات التي تقوم بها الميليشيات الإخوانية من تغيير ديمغرافي وثقافي وتعديات على الأهالي.

انتهت التظاهرة بترديد شعارات تحيي مقاومة أهالي عفرين للاحتلال التركي وتنادي بتحرير عفرين.

ــ ورود سوداء هدية لمركز المصالحة الروسي:

في التاسع عشر من يناير/كانون الثاني نظم أهالي عفرين المهجرون قسراً في مقاطعة الشهباء تظاهرة حاشدة شارك فيها المئات من المواطنين الكرد وتوجهوا إلى مركز المصالحة الروسي في قرية الوحشية، حيث يصادف اليوم مرور ثلاث سنوات على خروج القوات الروسية من معسكر كفرجنة، وكذلك الاتفاق الروسي التركي الذي جرى في موسكو والسماح باستخدام سلاح الجو في العدوان على عفرين. وطالبوا المركز الروسي بدور أكثر فعالية باعتبارها الضامن الدولي، لإنهاء الاحتلال التركيّ لإقليم عفرين.

ورفع المشاركون بالفعالية شعارات تؤكد على رفض الاتفاق الروسي التركي باحتلال عفرين وارتكاب “جنايات حرب وجرائم ضد الإنسانية” وقدموا إلى مركز المصالحة باقة من الورود السوداء تعبيراً عن استيائهم لما سببه الاحتلال التركيّ.

وتوجه وفدٌ ضم كل من ممثل وجهاء وعشائر عفرين حاج مصطفى، وممثلة الإدارة الذاتية الديمقراطية فاطمة لكتو، وممثل منظمة حقوق الإنسان إبراهيم شيخو وتقدم جنرال ألكسندر الروسي وعناصر من النظام السوري واجتمعوا مع الوفد.

وفد أهالي عفرين أكد أنهم ليسوا أعداء لأحد أو أي دولة إلا أن تركيا تعدت الحدود السورية وشنت هجمات عدائية على أهالي المنطقة وارتكبت جرائم ضد الإنسانية وأن الانسحاب الروسي فتح المجال الأكبر لشن هذه الهجمات وفرض الاحتلال على المقاطعة. وسلم الوفد ملفاً عن انتهاكات تركيا في عفرين أثناء شن هجماتها وبعد فرض احتلالها على عفرين.

بعدها تحدث الجنرال الروسي ألكسندر، فأكد على أن لا حل عسكري للأزمة السورية لأنه يؤدي إلى مقتل المزيد الناس الأبرياء، والجلوس إلى طاولة المفاوضات هو الحل الأمثل للمسألة وأشار إلى أن الوثائق التي استلمها من وفد الأهالي مهمة جداً وستساعد في جلب المجرمين إلى منصة العدالة ولكن هذا الإجراء لن يكون سريعاً بل يحتاج إلى وقت وتدابير لإطلاق هذه العملية. وأضاف الجنرال الروسي “إن كل يوم يتباطأ فيه الحل، سيصعب من حياة الأهالي المهجرين في الخيم في هذه المنطقة، وهذا ما أفهمه جيداً”.

وقد وعد الجانب الروسي بتحقيق مطالب الأهالي وتفهمه لطبيعة الظروف القاسية في الشتاء وانقطاعات في إمدادات المحروقات، تؤثر على حياة الناس، والموضوع قيد الحل ولكن ليس بالسرعة التي نتمناه.

بعد ذلك تلي بيان باسم أهالي عفرين وقرأته باللغة الكردية بريفان خليل الرئيسة المشتركة للجنة التدريب وتعليم المجتمع الديمقراطي وباللغة العربية نائب الرئيس المشترك لمجلس مقاطعة عفرين إسرافيل مصطفى.

البيان ذكر أن من النتائج المباشرة للاتفاق الروسي التركي العدوان على مقاطعة عفرين ليتحقق هدف الدولة التركية بالإنهاء التام للوجود الكردي شعباً، ثقافةً، تاريخاً وأحداث تغيير ديمغرافي بالمنطقة.

وجاء في البيان “يبدو جلياً أن قضايا حقوق الإنسان أصبحت انتقائية حيث أن مثل هذه القضايا يتم إثارتها وتستخرج ملفاتها فقط عندما تصب في مصلحة الدول المهيمنة الكبرى والتي في مقدمتها روسيا، لقد باتت تركيا دولة مارقة على القانون الدولي بعدم تنفيذها للقرارات الدولية وفي مقدمتها القرار رقم (2254) الذي نص على وقف إطلاق النار وإجراء تسوية سياسية في سوريا”. وذكر البيان الدور الروسي بتجميع تفاصيل الأزمة وتجميعها في شمال سوريا.

وختم البيان بالقول “إذا كانت روسيا جادة بالفعل في إيجاد حل دائم للأزمة السورية فعليها العمل لإعادة المناطق المحتلة لأهلها الأصليين وأولها عفرين وكذلك إلغاء إجراءات التغيير الديمغرافي والبدء الفوري برعاية حوار وطني سوري- سوري جدي ونزيه بعيد عن التهميش والمماطلة يكون فيه الولاء للوطن أولاً.

ــ ندوة حوارية حول عفرين في مدينة حلب

في الخامس والعشرين من يناير/كانون الثاني عقد مجلس سوريا الديمقراطي ندوة حوارية موسعة في مدينة حلب تحت شعار “عفرين المقاومة صامدة عفرين باقية والمحتلّون راحلون”. وشارك فيها ممثلات وممثلون عن الأحزاب والكتل السياسية وشخصيات سوريّة مستقلّة قادمين من محافظات سورية، وكذلك ممثلي المنظمات الحقوقية والمدنيّة ورجال الدين ووجهاء عشائر عربية.

كما حضر أربعة أطفال تعرّضوا لتشوّهات نتيجة استهداف آلة الحرب التركية لهم في عفرين، اثنان منهم أصاب وجههما الحرق، والآخران بُتر أحد أطرافهما، وهو دليل على همجية العدوان واستهدافها البيوت الآمنة والطفولة.

الندوة تضمنت محورين رئيسيين: الأول: “أطماع وأجندات الدولة التركية تاريخيّاً في المنطقة”، والثاني: “انتهاكات الدولة التركية ومرتزقتها حيال شعوب إقليم عفرين بمختلف شرائحها ومعتقداتها وانتماءاتها السياسية والبحث في سبل مواجهتها وكيفية معالجة تداعياتها السلبية على المنطقة”.

بدأت الندوة بالوقوف دقيقة صمت إجلالاً لأرواح الشهداء، بعدها ألقت رئيسة الهيئة التنفيذية لمجلس سوريا الديمقراطية إلهام أحمد كلمة إجمالية حول محوري الندوة والوضع الراهن، وقالت: عندما نتناول موضوع عفرين نقصد كل المناطق السورية التي تحتلها تركيا (جرابلس والباب وتل أبيض ورأس العين)، وفي عفرين كان لتهجير القسري ونسف وضرب كل المعالم التاريخية الموجودة فيها”.

وتحدثت السيدة إلهام عن سياسة التتريك ومحو الثقافة الأصلية لسكان المنطقة، في إعادة لتاريخ العثمانيين المحتلين المنطقة على مدى أربعة قرونٍ خلت باسم الإسلام. وما يحدث اليوم من تطهير الواقع الثقافي والعرقي بالمدينة وزرع الفتنة والفساد في المنطقة بغطاء وستار الدين الإسلامي.

ونوهت إلهام أن الاحتلال التركي يسعى عبر استغلال شعار الإسلام لإعادة إمبراطورتيه العثمانية لفرض هيمنته وسيطرته على شعوب المنطقة وتنفيذ مطامعه ومصالحه الشخصيّة، وأن انسحاب القوات الروسية من عفرين قبيل الهجمات بيوم خير دليل على أن الدول لا تهتم سوى لمصالحها.

عن تدخل الدولة التركية في الشأن السوريّ، قالت: “نتذكر تصريحات أردوغان في بداية الأزمة السورية أثناء المظاهرات التي انطلقت في بعض المدن السورية، ومحاولات تركيا التدخل بدعم الجهات المعارضة والسعي إلى السيطرة على الدولة السورية باسم معارضة النظام السوري”. وأضافت: “رأينا فيما بعد تحول هذا الدعم إلى نوايا لتقسيم الأراضي السورية، ولكن نتيجة اتفاقات بين تركيا ودول أخرى تراجع دعمها للمعارضة إلى أن وصلت الأخيرة إلى حدود إدلب”.

تطرقت إلهام أحمد إلى حجج الدولة التركية بشن هجماتها على سوريا، في أنها “تحارب حزب العمال الكردستاني على حدودها”، وأمضت متسائلة: هل يوجد حزب العمال الكردستاني في جزر اليونان وأرمينيا وحتى في ليبيا؟ حتى تجد لها الحق في التدخل بالشأن الداخلي الليبي، وهل هناك تهديد تتعرض له تركيا وأمنها الداخلي كي تنقل مرتزقتها من سوريا إلى ليبيا لتقاتل هناك؟”.

وأشارت السيدة إلهام إلى سلسلة الانتهاكات بحق أهالي عفرين من قبل الاحتلال التركي وميليشاته وتضييق ظروف الحياة علية عليهم، واستمرار القصف التركي واستشهاد أربعة مواطنين قبل أيام، بالتوازي الظروف الصعبة التي يعيش فيها المهجرون قسراً من عفرين والحصار المفروض عليها وانقطاع ضروريات الحياة عنها، ما يخدم خطة أنقرة، كما أشارت إلى تسريبات تفيد بوجود لقاءات بين مسؤولين أتراك مع الحكومة السوريّة.

وتحدث عضو منظمة حقوق الإنسان في عفرين- سوريا جبرائيل مصطفى المحور الثاني الذي تضمن تقريراً مدعماً بالوثائق والإحصائيات حول مجمل الانتهاكات المرتكبة في عفرين خلال سنوات الاحتلال الثلاثة.

من ثم فتح باب النقاش وتقدم الاقتراحات وسبل وضع حلول للازمة السورية.

رئيس حزب النهضة والتغيير السوري مصطفى قلعجي تحدث عن السياسة التركية التي أفضت إلى احتلال مناطق سورية مؤكداً أن تواجدهم يأتي بموافقة وضوء أخضر من الدول العالمية الكبرى ولولا هذا لم تكن تتجرأ على تجاوز الحدود السورية وهذا ما أدى لاحتلال عفرين.

وفي مداخلته، أشار عضو مجلس السلم والتعاون الإقليمي الدكتور أحمد درزي إلى أن تركيا تدعي الديمقراطية وفي الحقيقة هي الداعم الرئيسي لحركة أخوان المسلمين لخدمة مصالحها الشخصيّة، واستخدمتهم لصالح مخطط تدخلها في سوريا.

الإعلامي جميل رشيد تحدث عن الأطماع التركية الاحتلاليّة والمشروع الإخوانيّ الذي ترعاه أنقرة في سوريا، والميثاق الملي 1918 الذي تسعى أنقرة إلى إحيائه، واستغلت أنقرة ما روّج له نظرية الإسلام المعتدل النظام العالمي على أنها الأشكل الأمثل لتجسيده. كما أشار إلى أهمية موقع تركيا في المشروع الأوراسيّ بالنسبة لروسيا.

وتمحورت مجمل المداخلات حول الانتهاكات التركية في عفرين بحق الأهالي الأصليين الكرد وعمليات الاختطاف والاعتقال التعسفي والفديات والتعذيب في أقبية السجون لدي الميليشيات الإخوانية التابع للاحتلال، والتغيير الديمغرافي والاستيلاء على الممتلكات العامة والإتاوات المفروضة وسرقة المواسم وتتريك الثقافة العامة وبيئة المجتمع وصولاً إلى سرقة الآثار والمتاجرة وتهريبها. وأجمعت الكلمات على أن إنهاء الاحتلال التركي وإنهاء وتحرير عفرين هو السبيل لإنهاء الانتهاكات والسير واعتبارها جزءاً مهماً من حل الأزمة السورية، ما يتطلب تسخير كل الجهود الوطنية لهذا الهدف.

ــ مظاهرة استنكاراً لهجمات وجرائم جيش الاحتلال التركي

في الثامن والعشرين من يناير/كانون الثاني خرج الآلاف من أهالي مقاطعة الشهباء ومهجري عفرين بتظاهرة حاشدة استنكاراً لهجمات وجرائم جيش الاحتلال التركي وميليشياته الإخوانية في المناطق المحتلة في شمال وشرق سوريا، وفقاً لمراسل عفرين بوست في المنطقة. 

وأكد المتظاهرون خلال التظاهرة، على رفض الاحتلال التركي وضرورة خروجه من الأراضي السورية، مرددين شعارات تؤكد على وحدة الشعب السوري، إدانة الصمت الدولي على جرائم الاحتلال التركي.

وبدأت التظاهرة من مدخل ناحية تل رفعت لتجوب شوارع رئيسية في المدينة، وصولا إلى دوار شهداء مجزرة تل رفعت، حيث ألقيت عدة كلمات سياسية، بينها كلمة السيدة نجاح الحسين التي تحدثت باسم مجلس المرأة الحرة للشهباء، وكلمة أخرى وباسم مجلس مقاطعة الشهباء الرئاسة المشتركةـ ألقاها السيد جمعة كالو.

وأشار المتحدثون في كلماتهم إلى دعم الاحتلال التركي للإرهابيين عسكريا وماديا، وكذلك تدريبهم وإرسالهم إلى الأراضي السورية لزعزعة الاستقرار في مناطق شمال وشرق سوريا، مؤكدين على ضرورة تحمّل المجتمع الدولي لمسؤولياته أمام الجرائم والمجازر التي يرتكبها الغزو التركي بحق المدنيين العزل مطالبين الدول بالخروج عن صمتهم.

في الثلاثين من يناير/كانون الثاني اختتم الملتقى الحقوقيّ الثاني حول انتهاكات حقوق الإنسان في إقليم عفرين المحتل أعماله في مدينة قامشلو وخرج بجملة من التوصيات من جملتها الدعوة إلى إنهاء الاحتلال والعودة الكريمة لأهالي عفرين ومرتكبي الجرائم. وعُقد الملتقى برعاية “منظمة حقوق الإنسان في عفرين والجزيرة، ومركز الأبحاث وحماية حقوق المرأة في سوريا، ومنظمة مبادرة دفاع الحقوقية ومركز روج آفا للدراسات الاستراتيجية”. وحضره أكثر من مئة وخمسين مشاركاً من داخل سوريا وخارجها، ودار البحث حول الجرائم والانتهاكات المرتكبة في إقليم عفرين من قبل الاحتلال التركي والميليشيات الإسلامية التابعة له. وبعد مداولات ومداخلات المشاركين خرج الملتقى بجملة من التوصيات، جاءت كما يلي:

١ــ التأكيد على أن التدخل العسكريّ التركي في الأراضي السورية هو جريمة عدوان على سيادة الدولة السورية العضو في الأمم المتحدة لعدم استنادها إلى قرار دولي أو قرار وطني سوري يجيز لها التدخل وبعد خرقاً واضحاً لأحكام ميثاق الأمم المتحدة ولأحكام القانون الدولي الإنساني.

٢ــ العمل على إنهاء الاحتلال التركي للأراضي السورية وضمان عودة المهجرين قسرياً إلى ديارهم وبرعاية دولية.

٣ــ التأكيد على أن الجرائم المرتكبة بحق النساء في عفرين ترقى لمستوى جريمة الإبادة الجماعية والعمل على فضحها أمام المجتمع الدولي.

٤ــ مطالبة الأمم المتحدة إرسال لجنة تقصي الحقائق الدولية إلى مقاطعة عفرين للتحقيق في الجرائم المرتكبة مم قبل دولة الاحتلال التركي والفصائل المنضوية تحت لوائها.

٥ــ مطالبة الأمم المتحدة والجهات الدولية ذات العلاقة بتحمل مسؤولياتها القانونية والأخلاقية حيال مئات الآلاف من مهجرين عفرين واعتبارها جريمة تهجير قسري بغرض التغيير الديمغرافي وجريمة تطهير عرقي وهي جريمة حرب وفق نظام روما الأساسي ١٩٩٨ وإحالة مرتكبيها إلى المحكمة الجنائية الدولية.

٦ــ التواصل مع العاملين في الحقل الدولي الإنساني والأكاديميين والباحثين والناشطين لإعداد ملفات بالانتهاكات المرتكبة في عفرين وتقديمها إلى المحاكم الدولية الأوروبية بالمعية والتواصل مع أقرباء الضحايا في أوروبا وأمريكا.

٧ــ إنشاء برنامج دولي للتعويضات الفردية والجماعية لجميع ضحايا الاحتلال التركي وبالأخص النساء والأطفال.

٨ــ التواصل مع وسائل الإعلام العالمية ومعدي الأفلام الوثائقية والعمل على فضح الجرائم التي ترتكبها تركيا والفصائل المسلحة الموالية لها.

٩ــ تشكيل لجنة محلية ودولية لمتابعة التوصيات والقرارات الصادرة عن الملتقى والتحضير لعقد ملتقيات ومنتديات لاحقة بهذا الصدد.

ــ معرض فني

في الرابع والعشرين من يناير/كانون الثاني نظم مجلس سوريا الديمقراطي بالتنسيق مع كومين الرسم معرضاً فنيّاً في صالة الألعاب بمخيم (سردم) في مقاطعة الشهباء وذلك تحت عنوان “عفرين تنادينا”، متضمناً 102 لوحة رسم و10 مجسمات منحوتة. بحسب مراسل عفرين بوست في المنطقة.

الأعمال الفنية المعروضة التي كانت نتاج أنامل 44 مشاركٍ من أهالي عفرين، تعبر عن المعاناة التي عاشها أهالي عفرين، بسبب العدوان التركيّ وميليشيات تنظيم الإخوان المسلمين، ونضال أهالي المنطقة في مقاومة العصر، بالإضافة إلى الانتهاكات من مجازر وانتهاكات بحق الأهالي.

وفي تفاصيل الافتتاح حضر المعرض ممثلات وممثلين عن أحزاب وكتل سياسية، مؤتمر ستار، المؤسسات والهيئات التابعة للإدارة الذاتية في إقليم عفرين ومجلس عوائل الشهداء.

 بعد الوقوف دقيقة صمت إجلالاً لأرواح الشهداء، ألقيت كلمات من قبل عضوة رئاسة مجلس سوريا الديمقراطي في شمال وشرق سوريا إلهام عمر والرئيس المشترك لكومين الرسم أردلان إبراهيم. نددت الكلمات هجمات جيش الاحتلال التركي على عفرين، وحيت مقاومة أهالي عفرين الذي سطروا المواقف والبطولات بوجه الغزو التركي بدماء أبنائهم في وقت كانت عفرين مدينة الأمان والسلام. وأكدوا أن إرادتهم لن تضعف وهم متمسكين بأحلامهم وطموحاتهم.

ثم عرض سنفزيون حول مراحل التحضير للمعرض وسط ظروف صعبة وإمكانيات محدودة. ثم قصت والدة الشهيد الأم فاطمة خلو شريط افتتاح لمعرض الذي سيستمر على مدار يومين.

بيانات رسمية

منظمات حقوقية ومدينة ــ من عتبة بوابة العام الرابع للعدوان ــ عفرين تستغيث مجدداً

في الثامن عشر أصدرت مؤسسات ومنظمات حقوقيّة وإعلاميّة ومدنية بياناً مشتركاً تحت عنوان “من عتبة بوابة العام الرابع للعدوان…عفرين تستغيث مجدداً” وصل عفرين بوست نسخة منه، بمناسبة اكتمال السنة الثالثة على العدوان التركي على إقليم عفرين واحتلاله ووصفته بالخرقِ الواضح والفاضح للأخلاقيات والأعراف والمواثيق الدولية والدنيوية وعموم الشرائع السماوية وخاصة المادة الثانية من ميثاق الأمم المتحدة.

وذكر البيان أمثلة للانتهاكات والجرائم التي يرتكبها الاحتلال التركي والميليشيات المسلحة التابعة مثل القتل العمد للمدنيين والاختطاف والتعذيب والاغتصاب والابتزاز والتهجير، وكذلك السلب والنهب والسرقة والسطو المسلح ومصادرة الأموال والممتلكات والاستيلاء عليها وفرض الضرائب والإتاوات وتهجير السكان قسراً، وسرقة وتدمير المعالم الحضارية والمزارات  الدينية وخاصة للأخوة الكرد الإيزيديين، والسياسة التركية المتمثلة بتغيير ديمغرافية المنطقة ونزع الطابع والهوية والخصوصية الكردية عنها، والإجرام بحق الطبيعة وحتى الحجر، بالاعتداء على الغابات والمناطق الحراجيّة والأشجار المثمرة بأنواعها وقطعها وإتلافها وحرقها ولا سيما الزيتون كمصدر رزق أساسيّ لسكان المنطقة، وكذلك تدمير الآثار والأوابد التاريخية والمزارات والمعالم الحضارية، وحتى المقابر لم تسلم من تلك الوحشية ، في ظل صمتٍ وخذلان ٍ مشين من قبل المجتمع الدولي المصاب بداء الصُم والبكم.

وتجاوز البيان الدخول في لغة الأرقام والإحصائيات لصعوبة الإحاطة بكل الجرائم والانتهاكات المرتكبة، بسبب عددها الهائل والتعتيم الشديد الذي تنتهجه تركيا بمؤسساتها واستخباراتها.

ولفت البيان انتباه العالم وأصحاب الشأن والقرار إلى ما يُرتكب، مؤكداً أنّه يندرج في خانة جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية وخانة ما يهدد الأمن والسلم الدوليين، استناداً إلى نصوص ومواد القوانين الدوليّة ذات العلاقة.

وطرح البيان السؤال مباشرة “أين العالم وكل تلك الجهات من مسؤولياتها تجاه ما يحدث؟” وذكر التقارير التي صدرت مؤخراً عن لجنة التحقيق الدولية الخاصة بسوريا وعن المفوضية السامية لحقوق الإنسان، والتوثيقات والتقارير الرسميّة وغير الرسمية أو الصادرة عن منظمات حقوقية مدنيّة عالمية كالعفو الدولية، والتي تؤكد وقوع وارتكاب تلك الجرائم والممارسات.

وأشار البيان إلى الوضع الذي يتفاقم مع الأيام سوءاً وخطورة، في ظل استمرار عمليات توطين مئات الألاف من المستوطنين التركمان والعرب وسواهم ممن نزحوا من مختلف مناطق سوريا عموماً، بما فيهم المسلحين والإرهابيين وعوائلهم الذين جاء بهم الاحتلال التركيّ وتابعه الائتلاف السوريّ لقوى الثورة والمعارضة إلى عفرين، وعلما أن العديد من موجات النزوح تمت أيضا استنادا لصفقات مشبوهة مع النظام والروس. مقابل استمرار بقاء مئات آلاف الكرد العفرينيين في مناطق التشرد والنزوح خارج عفرين ومنعهم التام من العودة.

وتمت الإشارة إلى تخاذل المجتمع الدوليّ الذي يغلّب المصالح الاقتصادية على القيم والمبادئ الأخلاقية والإنسانية والقانونية وكذلك إلى تقاعس بعض القوى والأطر الكردية والتزامها الصمت حيال جرائم الاحتلال ومرتزقته.

وختم البيان بحثِ المنظمات والهيئات الدولية وكل صاحب شأن وقرار على النهوض بمسؤولياتهم القانونية والإنسانية والأخلاقية بممارسة أقسى أنواع الضغط على تركيا لوضع حد لجرائمها وإنهاء احتلالها لمنطقة عفرين وجميع المناطق السورية المحتلة والانسحاب منها مع مرتزقتها.

ــ مجلس سوريا الديمقراطية: نحمّل النظام السوري وروسيا الاتحادية مسؤولية احتلال تركيا لعفرين

في التاسع عشر من يناير/كانون الثاني قال مجلس سوريا الديمقراطية إن النظام السوري وروسيا الاتحادية تتحمل مسؤولية احتلال تركيا لإقليم عفرين، مطالباً الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي بتشكيل لجان أممية مختصة مهمّتها تقصي الحقائق والتّحري عن الجرائم التي ارتكبتها تركيا وميليشياتها.

جاء ذلك في بيان أصدره المجلس اليوم الثلاثاء، بمناسبة حلول السنوية الثالثة لبدء العدوان التركي على إقليم عفرين والذي صادف يوم الأربعاء 20 كانون الثاني 2021.

وأضافت “مسد” أن تركيا تتصرف كدولة مارقة، وتعبث بأمن واستقرار الإقليم، خارقةً القانون الدولي من خلال احتلالها للأراضي السورية بغية التوسع في دول الجوار وانتهاك سيادتهم تطبيقا لنموذجها العثماني الاستعماري الجديد حسب تعبير البيان.

وأشار المجلس إلى أن القوات التركية وميليشياتها عمدت منذ احتلالها لعفرين؛ إلى ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وتهجير أكثر من /300/ ألف مواطن من أراضيهم ومساكنهم، وكذل نفّذت القوات المحتلة سياسة استيطانية بهدف تغيير ديمغرافية المنطقة وطمس معالمها الحضارية والتاريخية الدّالة على هوية عفرين الأصلية، وطالت جرائمهم البشر والشجر والحجر، بشهادة منظمات إنسانية وحقوقية دولية وفقا للبيان.

وجدد مجلس سوريا الديمقراطية، تأكيده على أولوية تحرير عفرين وعودة آمنة لسكانها الأصليين وإخراج كافة الدّخلاء منها وإزالة كافة مظاهر التتريك التي نفّذتها تركيا في الأراضي السورية.

وتوجهت “مسد” إلى الرأي العام السوري، قائلة إن قضية عفرين ليست حكراً على أحد بل هي قضية وطنية ومَهمّة تحريرها تقع على عاتق جميع السوريين دون استثناء، وأن احتلال تركيا للأراضي السورية عمّق من الأزمة وأضر بالنسيج الوطني السوري، ونشدّد على أن حلَّ الأزمة السورية يكون عبر تكاتف السوريين وتوحيد قواهم من أجل الخلاص من الاحتلال، الإرهاب والاستبداد وبناء سوريا ديمقراطية تعددية لامركزية، وفق ما جاء في البيان.

ــ الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا ــ تحرير عفرين ومناطقنا المحتلة من أولوياتنا واستراتيجياتنا

في العشرين من يناير/كانون الثاني أصدرت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا بياناً إلى الرأي، أدانت فيه العدوان التركي على إقليم عفرين واصفة “تحرير عفرين والمناطق المحتلة” بأنها تعدّ من أولوياتها واستراتيجياتها.

وقالت الإدارة الذاتية بمناسبة حلول سنوية العدوان التركي على عفرين، إن احتلال عفرين وسرى كانيه (رأس العين) وكري سبي (تل أبيض) وتوسيع النفوذ يأتي في إطار مساعي تركيا في الوقوف ضد المشروع الديمقراطي في شمال وشرق سوريا والذي يعتبر- حسب البيان-  منصة مهمة وأرضية خصبة لولادة الحل السوري العام.

وأكدت الإدارة الذاتية في بيانها أن “دوام المحتل التركي في عفرين هو خطر على كل سوريا دون تمييز، مطالبة المواقف السورية بالوضوح في هذا الاتجاه ومن الضرورة بمكان أن تعمل كل القوى الوطنية الحريصة على سوريا ومستقبلها الديمقراطي على توحيد الجهود ضد تركيا ومرتزقتها وممارساتهم ضد شعبنا وأرضه”.

ودعا البيان كل المؤسسات الأممية وعلى رأسها الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية لأن تكون ذات مواقف فاعلة حيال ما تتعرض له عفرين وباقي المناطق المحتلة من سياسات، مما يضع كافة المعايير الأممية في اختبار حقيقي أمام ما تفعله تركيا حسب البيان.

اعتبرت الإدارة الذاتية أنه دون “تحرير عفرين” لن يكون هناك أي استقرار أو حل في سوريا وأن “تحرير عفرين وباقي المناطق المحتلة” تعد من أولوياتها واستراتيجياتها.

ــ حزبان كُرديان يناشدان المجتمع الدولي لتحمّل مسؤولياته إزاء عفرين المحتلة

وفي العشرين من يناير/كانون الثاني أيضاً أصدر حزبا الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا وحزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي) اليوم الأربعاء 20/1/2021، بياناً مشتركاً بمناسبة السنوية الثالثة للعدوان الذي شنّته تركيا مع الميليشيات الإخوانية على إقليم عفرين.

وجاء في البيان: “بعد مرور ثلاثة أعوام من الاحتلال التركي ومرتزقته لمنطقة عفرين وجملة الجرائم والانتهاكات المرتكبة يوميا بحق من تبقى من سكانها الأصليين من سلب ونهب لممتلكاتهم وعمليات قتل واختطاف واعتقالات كيفية وفرض إتاوات مرهقة لحملهم على ترك بيوتهم وممتلكاتهم بهدف تكريس عملية التغيير ضد وجود الكرد وهويتهم الثقافية، بات واضحا لكل ذي بصيرة إن السياسة التي تتبعها الدولة التركية هي سياسة ممنهجة لمحاربة الكُرد أولا واستكمال مخططها الرامي إلى احتلال المزيد من الأراضي السورية”.

وأدان البيان سياسات التتريك والتعريب التي تمارسها الدولة التركية وأعوانها ضد كرد عفرين، مناشداً المجتمع الدولي والهيئات والمنظمات المعنية بحقوق الإنسان وخاصة القوى الضالعة منها في الشأن السوري بتحمل كامل مسؤولياتها والضغط على تركيا لإنهاء احتلالها للمنطقة، ووقف التهجير القسري وتوفير الحماية اللازمة لعودة أبناء شعبنا الكردي إلى عفرين وكافة المناطق الكردية المحتلة.

في الحادي والثلاثين نشر عفرين بوست لقاء خاصاً مع نائب الرئاسة المشتركة للإدارة الذاتية الديمقراطية لشمال وشرق سوريا السيد بدران جياكرد، سلط فيه الضوء على التوتر الأخير ومحاصرة النظام لمناطق الشهباء حيث جغرافيا التهجير القسري لأهالي عفرين، وحي الشيخ مقصود بحلب.

تفعيل اتفاق أضنة

وتوقف جياكرد لدى مقاومة المرتزقة والاحتلال في عفرين، بالمقابل تجري اللقاءات والاتفاق سراً مع المحتل لاستهداف وجود شعبنا، مشيراً إلى مطالبة دمشق الأخيرة بالالتزام باتفاقية أضنة بين تركيا وسوريا، واعتبرها “دعوة صريحة في التصعيد المشترك ضد الإدارة الذاتية وقسد في شمال وشرق سوريا”.

وفي توصيف عام لما يقوم النظام قال: “يقومون بنفس ما يفعله الاحتلال التركي، حيث يعتقلون المدنيين في المطارات والمعابر أو في المربع الامني في الحسكة وقامشلو وزجهم في السجون في دمشق سيئة الصيت”.

وأضاف: “يقومون بفعاليات استخباراتية في مناطق الادارة الذاتية، وتشكيل خلايا نائمة وتوزيع الأسلحة عليهم بهدف ضرب الاستقرار من خلال القيام ببعض العمليات الإرهابية كالاغتيالات والتفجيرات وتحريض الجماهير، وفي مدينة الحسكة قامت بتعبئة جنودها وموظفيها عنوة ضد حواجز الاساييش التابعة للإدارة الذاتية بهدف خلق فتنة واقتتال داخلي، ولدينا وثائق تثبت هذا الأمر، وباتت المربعات الأمنية تشكّل تهديداً على استقرار المنطقة”.

وفي تقييم إجمالي لما يحدث على الأرض اعتبر جياكرد أن هذه الأعمال تؤسس للفتن وتضرب العلاقة الأخوية والتعايش السلمي وتنال من إرادة مكونات المنطقة، واعتبر أن “التهديدات التركية وتحركات النظام السوري تأتي في وقت متزامن وضمن تنسيق، للضغط على الإدارة الذاتية لتتراجع عن مكتسباتها، لكننا لن نتساهل مع النشاطات المعادية التي تهدف للتخريب والهدم والفتن”.

سبل خفض التوتر مع النظام

وأوضح بدران جياكرد السبيل لخفض التوتر الحاصل وتجاوزه، قائلا: “لخفض التوتر الموجود بين الجانبين، على النظام السوري الإفراج عن كافة معتقلي مناطقنا الموجودين في السجون لدى النظام، والإدارة ستتجاوب مع هذا الملف، ومن الضروري أيضاً أن يرفع النظام حصاره المشين كلياً عن الشهباء والشيخ مقصود، وأن يكف عن الأعمال الاستخباراتية والمحاولات الرامية إلى ضرب الاستقرار وخلق الفتن بين الكرد والعرب بشكل خاص”.

وكانت مدينة الحسكة قد شهدت توتراً أمنياً بين عناصر الدفاع الوطني وقوات الأسايش، وقبلها في مدينة قامشلي، وقد دخلت روسيا على خط المفاوضات بين الطرفين بهدف خفض التصعيد. كما عززت فعلياً انتشار قواتها بنحو 300 جندي في مدينة حسكة ومناطق أخرى، إلا أن التوتر استمر.

وفيما يُفرضُ الحصار منذ نحو شهر على مناطق الشهباء ويُمنع دخول المواد الغذائية والمحروقات، فقد بدأت منذ يومين إجراءات أمنية مشددة على الحواجز الأمنية التابعة للنظام على مداخل حيي الشيخ مقصود والأشرفية وتتخذ إجراءات التفتيش الدقيقة والتفييش وتصطف أرتالٌ طويلة من السيارات على الحواجز في مداخل الحيين بانتظار إجراءات التفتيش.

في الحادي والثلاثين من يناير/كانون الثاني نشر موقع عفرين بوست لقاءً خاصاً أجراه مع نائب الرئاسة المشتركة للإدارة الذاتية الديمقراطية لشمال وشرق سوريا بدران جياكرد النظام السوري، سلط فيه الضوء على التوتر الأخير ومحاصرة النظام لمناطق الشهباء حيث جغرافيا التهجير القسري لأهالي عفرين، وحي الشيخ مقصود بحلب

تفعيل اتفاق أضنة

توقف جياكرد لدى مقاومة المرتزقة والاحتلال في عفرين، بالمقابل اللقاءات التي يجريها آخرون والاتفاق سراً مع المحتل لاستهداف وجود شعبنا، واعتبر مطالبة دمشق الأخيرة بالالتزام باتفاقية أضنة بين تركيا وسوريا، “دعوة صريحة في التصعيد المشترك ضد الإدارة الذاتية وقسد في شمال وشرق سوريا”.

وفي توصيف عام لما يقوم به النظام قال: “يقومون بنفس ما يفعله الاحتلال التركي، حيث يعتقلون المدنيين في المطارات والمعابر أو في المربع الأمني في الحسكة وقامشلو وزجهم في السجون في دمشق سيئة الصيت”.

وأضاف: “يقومون بفعاليات استخباراتية في مناطق الادارة الذاتية، وتشكيل خلايا نائمة وتوزيع الأسلحة عليهم بهدف ضرب الاستقرار من خلال القيام ببعض العمليات الإرهابية كالاغتيالات والتفجيرات وتحريض الجماهير، وفي مدينة الحسكة قامت بتعبئة جنودها وموظفيها عنوة ضد حواجز الأساييش التابعة للإدارة الذاتية بهدف خلق فتنة واقتتال داخلي، ولدينا وثائق تثبت هذا الأمر، وباتت المربعات الأمنية تشكّل تهديداً على استقرار المنطقة”.

وفي تقييم إجمالي لما يحدث على الأرض اعتبر جياكرد أن هذه الأعمال تؤسس للفتن وتضرب العلاقة الأخوية والتعايش السلمي وتنال من إرادة مكونات المنطقة، واعتبر أن “التهديدات التركية وتحركات النظام السوري تأتي في وقت متزامن وضمن تنسيق، للضغط على الإدارة الذاتية لتتراجع عن مكتسباتها، لكننا لن نتساهل مع النشاطات المعادية التي تهدف للتخريب والهدم والفتن”.

سبل خفض التوتر مع النظام

وأوضح بدران جياكرد السبيل لخفض التوتر الحاصل وتجاوزه، قائلا: “لخفض التوتر الموجود بين الجانبين، على النظام السوري الإفراج عن كافة معتقلي مناطقنا الموجودين في السجون لدى النظام، والإدارة ستتجاوب مع هذا الملف، ومن الضروري أيضاً أن يرفع النظام حصاره المشين كلياً عن الشهباء والشيخ مقصود، وأن يكف عن الأعمال الاستخباراتية والمحاولات الرامية إلى ضرب الاستقرار وخلق الفتن بين الكرد والعرب بشكل خاص”.

وكانت مدينة الحسكة قد شهدت توتراً أمنياً بين عناصر الدفاع الوطني وقوات الأسايش، وقبلها في مدينة قامشلي، وقد دخلت روسيا على خط المفاوضات بين الطرفين بهدف خفض التصعيد. كما عززت فعلياً انتشار قواتها بنحو 300 جندي في مدينة حسكة ومناطق أخرى، إلا أن التوتر استمر.

وفيما يُفرضُ الحصار منذ نحو شهر على مناطق الشهباء ويُمنع دخول المواد الغذائية والمحروقات، فقد بدأت منذ يومين إجراءات أمنية مشددة على الحواجز الأمنية التابعة للنظام على مداخل حيي الشيخ مقصود والأشرفية وتتخذ إجراءات التفتيش الدقيقة والتفييش وتصطف أرتالٌ طويلة من السيارات على الحواجز في مداخل الحيين بانتظار إجراءات التفتيش.

0

حكاية قرية في عفرين

راجا/ راجو حمو:

في الخامس من يناير/كانون الثاني نشر “عفرين بوست” تقريراً عن قرية راجا/ راجو حمو إحدى قرى إقليم عفرين المحتل، التي تعيش ظروف الاحتلال وتعرضت للاستيطان وحملات الاعتقال والاختطاف، وهجرها أكثر من ثلاثة أرباع أهلها الأصليين الكرد.

تقع قرية راجا/ حموراجو في ناحية موباتا/معبطلي في ريف عفرين، وكان عددُ البيوت فيها (55) منزلاً، وبلغ عدد سكانها نحو (800) نسمة.

احتلال القرية

في 15/3/2018 أعلنت ميليشيات ما يسمى “الجيش الوطني السوري” على معرفاتها السيطرة على قرى بركة وجومازنا وحمو راجو في ناحية شيخ الحديد في عفرين، ويومها كان معظم أهلها قد نزحوا إلى مدينة عفرين بسبب القصف والمعارك.

 ووفقاً لمصدر من أهالي القرية فقد ألحق القصف أضراراً بالبيوت والمباني في القرية من أبرزها: تضرر نصف مدرسة القرية وعددٍ من البيوت مثل فيلا فائق رمزي حقي بالكامل ومنزل فخري حقي من أهالي قرية علي جارو الواقع على طريق راجا.  

تخضع القرية لسيطرة ميليشيا “الجبهة الشامية، وقد ارتكبت منذ احتلال القرية كل أنواع الانتهاكات من خطف وطلب الفديات وقطع الأشجار وفرض الإتاوات.

ويتزعم الميليشيا في القرية المدعو فداء الجاسم الملقب أبو سفيان وينحدر من منطقة الباب، ومن المسلحين القياديين يُعرف كلٌّ من أبو ديبو، أبو حمزة، أبو محمد الحمصي من حمص، خالد أبو حيدر، أبو الهول، يتحكمون بالقرية، وقد اتخذوا من مقر الأسايش سابقاً مقراً لهم.

وبحسب مصدر من القرية فإنّ 715 مواطن من أصل 800 هم تعداد أهل القرية قد هجروا، وأضاف: “قام الاحتلال التركيّ بتوطين 1300 مستوطن من ينحدرون من الغوطة الشرقية وإدلب”.

 انتهاكات ميليشيا الاحتلال:

ــ السرقات: وفيما يتصل بأبرز الانتهاكات التي تعرضت لها القرية قال المصدر: “تعرض منزل عبدو بريم بكر للسرقة من قبل المسلح أبو حمزة قبل أن يستولي على المنزل، بينما استولت كل عائلة مستوطنة على منزل لمواطن كردي مهجر”.

-أشجار الزيتون: بحسب المصدر، استولى المسلحون والمستوطنون على حقول الزيتون العائدة لـكل من المواطنين: وليد حجي بكر (200) شجرة، عبدو بريم بكر (600) شجرة، محمود عارف بكر (200) شجرة، محمد حجي بكر (300) شجرة وقطع (50) وقادر خليل إبراهيم (300) شجرة.

كذلك تم فرض الإتاوات على أهالي القرية لقاء السماح لهم بجني موسم الزيتون.

ــ الاختطاف والاعتقال:

تعرض أهالي القرية لعمليات اعتقال واختطاف جماعية وفرديّة والذريعة الاعتقالات هي نفسها في كل مرة وهي العمل مع الحزب، وتشمل الاعتقالات كل الفئات العمريّة من أهالي القرية بما فيهم كبار السن، الذين لا يمكن إثبات أنهم عملوا مع الإدارة الذاتية سابقاً، فيما نسبة الشباب في القرية متدينة، وقد تعرضوا للاختطاف وفرضت عليهم فديات تراوحت بين (400-600) ليرة تركية.

يستهدف تكرار عمليات الخطف والإفراج الضغط على المواطنين الكرد وابتزازهم للحصول على الأموال وفي الوقت نفسه إجبارهم على ترك القرية وتهجيرهم، في إطار خطة التغيير الديمغرافي. ومن أبرز من تم اختطافهم وهم: “عبدو بريم بكر (مرتين)، شرفان بكر (4 مرات وسُجن لمدة شهرين)، فؤاد علي بكر (4 مرات)، شيخو محمد بكر (مرتين).

ومن أبرز المواطنين الذي تم اختطافهم الشابة القاصرة “نيروز أنور بكر” (17 عاماً)، والتي ظهرت في المقطع المصور بين النساء المختطفات في سجن مرتزقة الحمزة بتاريخ 28/5/2020. وكانت أولى النساء اللواتي تم الإفراج عنهن، إذ أفرج عنها مسلحو ميليشيا الحمزة بتاريخ 1/6/2020.

بتاريخ 26/5/2020 تعرضت القرية لحملة اعتقال طالت سبعة مواطنين كرد بينهم مسنون، وهم:

1ــ حسين شيخو /مختار القرية (65 عاماً) الذي أفرج عنه لتدهور وضعه الصحي، 2ــ بطال محمد شيخو (55 عاماً)، 3ــ هيثم رمزي حمو (52 عاماً)، 4ــ علي حمو (55 عاماً)، 5ــ حنيف عارف شعرة (56 عاماً)، 6ــ حنيف حنان (60 عاماً)، 7ــ محمد بريم (60 عاماً). وأفرج عنهم بعد أيام بعد دفعهم الفدية الماليّة

في 3/6/2020 وعلى مدى ثلاثة أيام، فرضت ميليشيا “الشرطة العسكرية” بالتنسيق مع ميليشيات ما يسمى “الجيش الوطني” حصاراً خانقاً على قرية (راجا) التابعة لناحية معبطلي، وبدأت بتفتيش كلّ المنازل عشوائياً، وتكسير المحتويات ومصادرة الأجهزة الخلوية، وأجهزة الكمبيوتر المتوفرة. واعتقلت دفعة إضافية من خمسة مواطنين تبقى من أهالي القرية بينهم مسنون، وهم:

1ــ حميد إبراهيم بن خليل (70 عاماً) ، 2ــ عزيز حسين بن شيخو (60 عاماً) ، 4ــ هوريك نعسان بن رشيد (37 عاماً) ، 5ــ آزاد إبراهيم بن جميل (30 عاماً).

في 8/6/2020 أقدم مسلحو ميليشيا “الجبهة الشامية” على اختطاف 8 أشخاص من أهالي قرية راجا. وهم:

1ــ علي حمو، 2ــ حسين شيخو، 3ــ عزيز شيخو، 4ــ بطال محمد شيخو، 5ــ حنيف حنان، 6ــ هيثم رمزي حجي حمو، 7ــ حنيف عارف شعرة، 8ــ محمد بريم “. وطالبوا ذوي المختطفين بدفع الفدية مقابل إطلاق سراحهم، ليطلق سراح كل من حنيف حنان ومحمد بريم بعد دفع الفدية من قبل ذويهم.

بافليون:

في الخامس والعشرين من يناير/كانون الثاني نشر عفرين بوست تقريراً عن قرية بافليون بعنوان “القرية الكُردية الإيزيدية التي أبادها الاحتلال التركي عن بكرة أبيها.. فما قصتها؟”

بافليون هي القرية الوحيدة التي لم يعد إليها أحدٌ من أهلها، وكان موقعها نقمة عليها، فاُستهدفت مبكراً وقُصفت مراراً، وبعد احتلالها اُضطهدت بسبب خصوصيتها العقائدية وتفجر الحقد الديني ومُنع أهلها من العودة إليها.

الاسم والموقع: قرية بافليون Gundî Baflûnê، قيل إن أصل الاسم سرياني، لموقع اصطياف حصين، وتتبع لناحية شرا/شران، تقع في على جبل ريف عفرين الشرقي، تشرف على مدينة إعزاز، وتبعد عن مركز مدينة عفرين نحو 15 كم، وهي من القرى الإيزيدية الخالصة ويقدر عدد البيوت فيها (75) بيتاً وعدد سكانها 350 نسمة تقريباً.

بداية القرية

تقول الحكاية المتداولة عن أصل القرية إنّه قبل نحو قرنين من الزمن نزح شخص يدعى إبراهيم علي كور مع ابن عمه حنان، وهما من أتباع الديانة الإيزيدية، مع عائلاتهم من قرية قطمة، قاصدين مكاناً آمناً ليسلموا من بطش العثمانيين آنذاك، واختارا موقعاً جبلياً حصيناً مياهه وفيرة، وتوجد فيها خزانات مياه أرضيّة، وسكنوا وقتها في الكهوف، وبمرور الوقت انتعشت تلك البقعة وزاد عدد أفراد العوائل وعُرفت باسم بافليون حتى اليوم. وأقيم بالقرب منها معسكر إنكليزي للتنقيب عن النفط في خمسينات للقرن العشرين، ولا تزال هناك بقايا طريق مرصوف بالحجارة من شرقي قرية قطمة يعود إلى تلك الفترة.

غابة بافليون

يعمل أهالي بافليون بالزراعة وتربية المواشي، وأهم أنواع الأشجار الزيتون والفواكه، كما يزرعون الحبوب والخضروات وفي محيطها أحراش خضراء، ويُلاحظ في القرية بعضُ البيوت القديمة المبنية من الطين ذات الأسقف الخشبية، وفيها عدد من الكهوف وخزانات المياه الأرضيّة التي كان الناس تملأها بالمياه الباردة العذبة لفصل الصيف.

وفي شهادة للمهندس ممدوح طوبال حول غابة بافليون الحراجيّة يقول: كان المرحوم الشيخ أحمد جعفر من أهالي قرية بافليون قد قام في خمسينيات القرن الماضي بزراعة مساحة نحو 15 هكتاراً من ملكه الخاص في موقع “عَالِما” شرق القرية، على سفح جبل بافليون بالأشجار الحراجيّة النادرة الطبيعيّة مثل الشوح والأرز والصنوبريات وعريضات الأوراق، لتكون حديقة نباتيّة تضم أكثر من خمسين نوعاً من النبات من مختلف الدول حتى اليابان والصين، عبر جلب البذور من قبل طلاب الدارسين في الخارج، وأقام بجانب الغابة مزاراً يُعرف باسم مزار شيخ شرف الدين، وباتت للغابة شهرة على مستوى كل المهتمين بالزراعة الحراجية في سوريا، فكانت تُنظم رحلات دراسية لطلاب الزراعة إليها، وسجلت هذه الغابة في منظمة الأغذية والزراعة الدوليّة الفاو FAO، وكتب عنها كما تم التعريف بالسيد أحمد جعفر في مجلتها الدورية آنذاك كأول شخص في الشرق الأوسط يزرع غابة حراجيّة خاصة، كما زار الغابة خبراء إيطاليون، مثل مدير المشروع الإيطالي عام2000 د. كافييلل غازللي، د. بينادتو دوللينغو وسواهما، وذكر هذا التنوع النباتيّ خبير الغابات التركيّ د. مظفر دوغرو. وفي عيد الشجرة عام 2007 أقيم حفل مركزي في موقع كوبله وتمت مكافأة المرحوم أحمد جعفر أمام حشد جماهيريّ.

بافليون خلال العدوان التركيّ

كانت قرية بافليون معرضةً لقصفِ القذائف الصاروخية على مدى سنوات قبل العدوان بسبب وقوعها في خط المواجهة مع الميليشيات التابعة لتركيا وقربها من مدينة أعزاز، وفي أيار 2016 استشهد مواطن فيها وأصيب عددٌ من المواطنين بجراحٍ نتيجة قصف الميليشيات الإخوانية من مدينة إعزاز القريبة.

وخلال العدوان التركي على إقليم عفرين، حاولت القوات الغازية السيطرة عليها، لاحتوائها على واحدة من أهم التلال الحاكمة، تمتع بموقع جغرافيّ مهم، بسبب ارتفاعها وإشرافها المباشر على مدينة إعزاز القرية، وكان احتلالها يعني السيطرة النارية على القرى القريبة.

في 31/1/2018 استهدفت مدفعية العدوان التركيّ مواقع عسكرية تابعة لوحدات حماية الشعب في جبل “بافليون”، وتجدد القصف في 4/2/2018 فاستهدفت المدفعية التركية، مواقع عسكرية لوحدات حماية الشعب في القرية.

في 11/2/2018 كثف الجيش التركي القصف الجوي في محاولة للتقدم في أطراف ريف عفرين، وقصفت القوات التركية قرى بافليون، عرب ويران ودير صوان شمال شرق عفرين، وقرية كفر صفرة شمال بلدة جنديرس، بالقذائف المدفعية والصاروخية. وفي يوم الجمعة 16/2/2018 قصفت الطائرات التركية مناطق في قرية بافليون.

في 4/3/2018 احتلت القوات التركية والميليشيات التابعة قرية بافليون، فيما كان أهلها قد أخلوا سابقاً وقصدوا مدينة عفرين.

أثناء اجتياح قوات الجيش التركي والميليشيات الإخوانية تم تدمير خمسة منازل بشكلٍ كامل، وسرقة كامل محتويات البيوت الأخرى من مؤن ومدخرات وأوانٍ نحاسية وأدوات وأجهزة الطاقة وغيرها، كما تم الاستيلاء على عشرين جراراً زراعياً وخمس سيارات ومعصرة زيتون، كما استولى مسلحو ميليشيا “الجبهة الشامية” على كامل أملاك أهالي القرية، حتى تلك العائدة للموجودين منهم في مدينة عفرين، وتشمل نحو /25/ ألف شجرة زيتون و /5000/ كرمة عنب.

بافليون بعد الاحتلال

بعد الاحتلال التركي للقرية تولت ميليشيا “الجبهة الشامية السيطرة على القرية، وكانت حينها خالية من السكان بسبب ضراوة المعارك، وكثافة القصف، وقد لجأ أهالي القرية إلى مدينة عفرين، على أمل العودة بعد انتهاء المعارك، ولكن احتلال إقليم عفرين، حال دون عودتهم، وبخاصة بسبب التمييز والاضطهاد الدينيّ بحق أتباع الديانة الإيزيدية.

حاولت نحو 13 عائلة من أهالي قرية بافليون العودة إليها إلا مسلحي ميليشيا الشامية منعتهم من دخول القرية، ما اضطرهم للبقاء في مدينة عفرين، وقرية قاطمة، وبذلك لم يتمكن أي فرد من القرية من العوة إليها. وتم توطين نحو 150 عائلة من المستجلبين بدلاً عنهم، فيما تم توطين 50 عائلة أخرى في مخيمٍ بناؤه بغرفٍ من البلوك في موقع “بترول”، شمال القرية. بحسب التقرير الأسبوعي لحزب الوحدة يكيتي الصادر في 16/1/2021.

وفي تعبير عن مشاعر الحقد والتطرف الديني أقدم مسلحو ميليشيا “الجبهة الشامية” التي تحتل القرية على تخريب الأضرحة في مقبرة القرية، وتحويل دار مخصص للعزاء في القرية إلى مسجد، كما تم تحويل وتم تحويل المزار الدينيّ إلى مقرٍ عسكري من قبل “الشامية”.

الغابة الحراجية المحيطة بالقرية تعرضت لحملات التحطيب الجائر، كما أضرمت فيها النيران عمداً في صيف وخريف 2019 وتمت إبادة أحراش تضم نحو أربعة آلاف شجرة حراجية متنوعة عمرها أكثر من نصف قرن، زرعها المرحوم الشيخ أحمد جعفر ومنع أبناؤه من العودة إلى القرية لإدارة أملاكهم.

مجمعّات استيطانية

في 12/11/2020 بدأت السلطات التركيّة القوات التركية مشروع بناء مستوطنة في محيط جبل قرية بافليون، وقامت عبر المجالس المحليّة التابعة لها بتوزيع الأراضي مجاناً على 70 عائلة من المستوطنين المنحدرين من ريف حلب الشمالي وعوائل مسلحي الميليشيات. وجاء تمويل المستوطنة من المنظمات الإخوانية التي تتلقى الدعم والتمويل من دولة قطر والكويت وأطلق عليه اسم “مخيم التعاون”. وذكرت منظمة حقوق الإنسان ــ عفرين، بأنّه تم منح مبلغ 200 دولار أمريكي لكل عائلة لتتمكن من البناء.

ولتشجيع الاستيطان تقوم ميليشيا “عاصفة الشمال” التي يتزعمها المدعو “صالح العمري”، بضمان حقول الزيتون العائدة لمهجري قرى (قسطل جندو وبافليون وقطمة) للمستوطنين، ليقوموا بزراعتها بالحبوب أو الخضار.

مسجد في منزل

24/1/2019 ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن مسلحي ميليشيا “الجبهة الشامية” في قرية بافليون الإيزيدية على أزالوا جدار أحد المنازل وحولوا المنزل إلى مسجد، وتم تعيين نازحٍ إماما فيه. فيما يتم منع أهالي القرية الأصليون من العودة والدخول إلى قريتهم ومنازلهم، كما تمنع ميليشيا الشامية جني ثمار الزيتون لكل حقول المواطنين الكرد المهجرين قسراً، بذريعة أنها “غنيمة حرب” في القرى التي تسيطر عليها، ومنها قرية بافليون.

اختلاف بين الميليشيات

18/9/2018 خيمت أجواء من التوتر على قرية بافليون على خلفية اقتتالٍ جراء مشادة كلامية حصلت بين مسلح من ميليشيا “الجبهة الشامية”، أوقفه حاجز تابع لميليشيا “أحرار الشرقية” أخرى في القرية وطلب منه مبلغاً من المال للسماح له بالمرور. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إنّ “الخلاف تطور إلى إطلاق النار على المسلح التابع لميليشيا الجبهة الشامية المنحدر من بلدة مضايا بريف دمشق، ما أدى لإصابته بجراح خطرة فارق الحياة في اليوم التالي”، واستمرت الاشتباكات متزامنة مع استنفار أمني ومنع للتجول.

اللافت أن اسم قرية بافليون لا يرد في أخبار الانتهاكات كباقي قرى عفرين والسبب خلو القرية من أهلها الأصليين الكرد.

Post source : عفرين بوست

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons