عفرين بوست ــ خاص
تحت شعار “عفرين المقاومة صامدة عفرين باقية والمحتلّون راحلون”، عقد مجلس سوريا الديمقراطي ندوة حوارية موسعة في مدينة حلب.
عقدت يوم الإثنين 24/1/2021 ندوة حوارية في صالة عفرين بمدينة حلب، شارك فيها ممثلات وممثلون عن الأحزاب والكتل السياسية وشخصيات سوريّة مستقلّة قادمين من محافظات سورية، وكذلك ممثلي المنظمات الحقوقية والمدنيّة ورجال الدين ووجهاء عشائر عربية،
كما حضر أربعة أطفال تعرّضوا لتشوّهات نتيجة استهداف آلة الحرب التركية لهم في عفرين، اثنان منهم أصاب وجههما الحرق، والآخران بُتر أحد أطرافهما، وهو دليل على همجية العدوان واستهدافها البيوت الآمنة والطفولة.
الندوة تضمنت محورين رئيسيين: الأول: “أطماع وأجندات الدولة التركية تاريخيّاً في المنطقة”، والثاني: “انتهاكات الدولة التركية ومرتزقتها حيال شعوب إقليم عفرين بمختلف شرائحها ومعتقداتها وانتماءاتها السياسية والبحث في سبل مواجهتها وكيفية معالجة تداعياتها السلبية على المنطقة”.
بدأت الندوة بالوقوف دقيقة صمت إجلالاً لأرواح الشهداء، بعدها ألقت رئيسة الهيئة التنفيذية لمجلس سوريا الديمقراطية إلهام أحمد كلمة إجمالية حول محوري الندوة والوضع الراهن، وقالت: عندما نتناول موضوع عفرين نقصد كل المناطق السورية التي تحتلها تركيا (جرابلس والباب وتل أبيض ورأس العين)، وفي عفرين كان لتهجير القسري ونسف وضرب كل المعالم التاريخية الموجودة فيها”.
وتحدثت السيدة إلهام عن سياسة التتريك ومحو الثقافة الأصلية لسكان المنطقة، في إعادة لتاريخ العثمانيين المحتلين المنطقة على مدى أربعة قرونٍ خلت باسم الإسلام. وما يحدث اليوم من تطهير الواقع الثقافي والعرقي بالمدينة وزرع الفتنة والفساد في المنطقة بغطاء وستار الدين الإسلامي.
ونوهت إلهام أن الاحتلال التركي يسعى عبر استغلال شعار الإسلام لإعادة إمبراطورتيه العثمانية لفرض هيمنته وسيطرته على شعوب المنطقة وتنفيذ مطامعه ومصالحه الشخصيّة، وأن انسحاب القوات الروسية من عفرين قبيل الهجمات بيوم خير دليل على أن الدول لا تهتم سوى لمصالحها.
عن تدخل الدولة التركية في الشأن السوريّ، قالت: “نتذكر تصريحات أردوغان في بداية الأزمة السورية أثناء المظاهرات التي انطلقت في بعض المدن السورية، ومحاولات تركيا التدخل بدعم الجهات المعارضة والسعي إلى السيطرة على الدولة السورية باسم معارضة النظام السوري”. وأضافت: “رأينا فيما بعد تحول هذا الدعم إلى نوايا لتقسيم الأراضي السورية، ولكن نتيجة اتفاقات بين تركيا ودول أخرى تراجع دعمها للمعارضة إلى أن وصلت الأخيرة إلى حدود إدلب”.
تطرقت إلهام أحمد إلى حجج الدولة التركية بشن هجماتها على سوريا، في أنها “تحارب حزب العمال الكردستاني على حدودها”، وأمضت متسائلة: هل يوجد حزب العمال الكردستاني في جزر اليونان وأرمينيا وحتى في ليبيا؟ حتى تجد لها الحق في التدخل بالشأن الداخلي الليبي، وهل هناك تهديد تتعرض له تركيا وأمنها الداخلي كي تنقل مرتزقتها من سوريا إلى ليبيا لتقاتل هناك؟”.
وأشارت السيدة إلهام إلى سلسلة الانتهاكات بحق أهالي عفرين من قبل الاحتلال التركي وميليشاته وتضييق ظروف الحياة علية عليهم، واستمرار القصف التركي واستشهاد أربعة مواطنين قبل أيام، بالتوازي الظروف الصعبة التي يعيش فيها المهجرون قسراً من عفرين والحصار المفروض عليها وانقطاع ضروريات الحياة عنها، ما يخدم خطة أنقرة، كما أشارت إلى تسريبات تفيد بوجود لقاءات بين مسؤولين أتراك مع الحكومة السوريّة.
وتحدث عضو منظمة حقوق الإنسان في عفرين- سوريا جبرائيل مصطفى المحور الثاني الذي تضمن تقريراً مدعماً بالوثائق والإحصائيات حول مجمل الانتهاكات المرتكبة في عفرين خلال سنوات الاحتلال الثلاثة.
من ثم فتح باب النقاش وتقدم الاقتراحات وسبل وضع حلول للازمة السورية.
رئيس حزب النهضة والتغيير السوري مصطفى قلعجي تحدث عن السياسة التركية التي أفضت إلى احتلال مناطق سورية مؤكداً أن تواجدهم يأتي بموافقة وضوء أخضر من الدول العالمية الكبرى ولولا هذا لم تكن تتجرأ على تجاوز الحدود السورية وهذا ما أدى لاحتلال عفرين.
وفي مداخلته، أشار عضو مجلس السلم والتعاون الإقليمي الدكتور أحمد درزي إلى أن تركيا تدعي الديمقراطية وفي الحقيقة هي الداعم الرئيسي لحركة أخوان المسلمين لخدمة مصالحها الشخصيّة، واستخدمتهم لصالح مخطط تدخلها في سوريا.
الإعلامي جميل رشيد تحدث عن الأطماع التركية الاحتلاليّة والمشروع الإخوانيّ الذي ترعاه أنقرة في سوريا، والميثاق الملي 1918 الذي تسعى أنقرة إلى إحيائه، واستغلت أنقرة ما روّج له نظرية الإسلام المعتدل النظام العالمي على أنها الأشكل الأمثل لتجسيده. كما أشار إلى أهمية موقع تركيا في المشروع الأوراسيّ بالنسبة لروسيا.
وتمحورت مجمل المداخلات حول الانتهاكات التركية في عفرين بحق الأهالي الأصليين الكرد وعمليات الاختطاف والاعتقال التعسفي والفديات والتعذيب في أقبية السجون لدي الميليشيات الإخوانية التابع للاحتلال، والتغيير الديمغرافي والاستيلاء على الممتلكات العامة والإتاوات المفروضة وسرقة المواسم وتتريك الثقافة العامة وبيئة المجتمع وصولاً إلى سرقة الآثار والمتاجرة وتهريبها. وأجمعت الكلمات على أن إنهاء الاحتلال التركي وإنهاء وتحرير عفرين هو السبيل لإنهاء الانتهاكات والسير واعتبارها جزءاً مهماً من حل الأزمة السورية، ما يتطلب تسخير كل الجهود الوطنية لهذا الهدف.