عفرين بوست ــ خاص
أفاد مراسل عفرين بوست بأن مسلحي ميليشيا السلطان مراد التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، باشرت في قبل أيام، عمليات الحفر والتجريف في موقع “جبل حنا” قرب قرية قسطل كشك- ناحية شرا/شران، بواسطة استخدام آليات ثقيلة تم استقدامها للموقع.
وأوضح المراسل بأن الميليشيا جلبت آلة “باكر” يمتلكها شخص من محافظة إدلب يدعى أبو أحمد، مشيرا إلى أن شهود عيان قالوا له بأن المسلحين قد وجدوا بعض القطع الأثرية دون تبيان نوعها وأهميتها وإلى أي حقبة تعود، مضيفا أن الموقع يقع بجوار سكة القطار.
تزامنا مع ذلك أعلنت مديرية أوقاف ولاية “هاتاي” التركية، أنها أنهت مشروعي ترميم جامع عمر بن الخطاب، وضريح “النبي هوري”، في إقليم عفرين المحتل، والصور الجديدة التي تم تداولها لموقع النبي تظهر بوضوح حجم التغييرات التي أدخلت ليتحول الموقع إلى مكان سياحي أكثر منه موقعاً أثرياً.
وكانت مديرية أوقاف ولاية “هاتاي” التركيّة، قد أعلنت في 15/5/2020 ترميمَ مقام “النبي هوري” الأثريّ، ومسجد عمر بن الخطاب، وقال مدير أوقاف هاتاي، أوميت غوكهان جيجك، في مؤتمر صحفيّ: “المديرية العامة للأوقاف تُولي أهميةً كبيرةً لترميمِ وإحياءِ الآثارِ التي خلّفها الأجدادُ في سوريا”. وبذلك فإن أعمال الترميم استهدفت إضفاء سماتٍ عثمانيّةٍ على المكانِ وإمحاءُ أيّ أثرٍ لأيّ ثقافةٍ أخرى، وتغييرُ الدلالةِ التاريخيّةِ، ما يُخرجُ أعمالَ الترميم عن مسارها.
موقعُ النبي هوري شهد الكثيرَ من أعمالِ التجريف والحفر من قبلِ ميليشيات الاحتلال التركيّ بحثا عن اللُقى والقطعِ الأثريّة، حيث تم تجريف التربةِ على مساحة تعادل 60 هتكاراً (بقطر 2 كم) وهي مساحةٌ كبيرةٌ، وبذلك تمَّ تضييعُ الشكلِ الخارجيّ ومظاهر ِالمكانِ تماماً، والهدف من وراء ذلك التغطية على إحدى أكبر عملية سرقة للآثار التي جرت في إقليم عفرين.
الموقع الأثري بتاريخه الموغل في القدم والشاهد على حضاراتِ متعددة الأعراق تغيّرتِ اليوم ملامحه، وأضحى أثراً عثمانيّاً وخاصة المدفن الروماني.
ونظمت سلطات الاحتلال حملة منظمة للبحث عن الآثار وتجريف المواقع الأثرية، مستخدمة في ذلك الآليات الثقيلة بعيدا عن الأساليب العلمية المتبعة عالميا في انتقام واضح من حضارة الإقليم وثقافته.